ابجدية التصوف

١

ما ھو المقصود بالتصوف اإلسالمى ؟ .١ ؟ εوھل مورس ھذا التصوف فى عھد رسول اهللا .٢ ولماذا یختلفون فى تعریف التصوف ؟ .٣ ولماذا یختلفون فى تحدید مصادره ؟ .٤

* * *

: المقصود بالتصوف اإلسالمى ، یعرف من تعریفاتة كثیرة .١ : التى تتلخص كلھا فى أن

" التخلى عن كل دنى ، والتحلى بكلى سنى : التصوف ھو " سلوكا إلى مراتب القرب والوصول ، فھو إع ادة بن اء اإلن سان ، وربط ھ بم واله ف ى

واق ع اإلن سانیة ف ى الحی اة ك ل فك ر ، وق ول ، وعم ل ، ونی ة ، وف ى ك ل موق ع م ن م " . العامة

فى أرق ى م ستویات ) التقوى : ( ویمكن تلخیص ھذا التعریف فى كلمة واحدة ، ھى . الحسیة ،والمعنویة

ف التقوى عقی دة ، وخل ق ، فھ ى معامل ة اهللا بح سن العب ادة ، ومعامل ة العب ادة بح سن ى ، وعلی ھ ت دور حق وق الخلق ، وھ ذا االعتب ار ھ و م ا ن زل ب ھ ال وحى عل ى ك ل نب

. اإلنسانیة الرفیعة فى اإلسالم : س ورة األعل ى ، اآلی ة " ] ق د افل ح م ن تزك ى [و ) التزك ى ( وروح التقوى ھ و

١٤. ".٩: سورة الشمس ، اآلیة " ] قد أفلح من زكاھا [ و

وبھذا المعنى تستطیع أن تستیقن بأن التصوف قد مورس فعال فى العھد النبوى ، .٢ . والصحابة ، والتابعین ، ومن بعدھم

وقد امتاز الت صوف م ثال بال دعوة ، والجھ اد ، والخل ق ، وال ذكر ،والفك ر ، والزھ د وبھ ذا یك ون الت صوف مم ا ) أو التزك ى ( فى الفضول ، وكلھا من مكون ات التق وى

سان اإلح ( جاء بھ الوحى ، ومما نزل بھ القرآن ، ومما حثت علیھ السنة ، فھو مقام

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com


٢

مق ام الربانی ة : فیھ ا ، كم ا أن ھ مق ام التق وى ف ى الق رآن واإلح سان ف ى الح دیث ) كون وا رب انیین بك ا كن تم تعلم ون الكت اب بم ا كن تم [: اإلس المیة ، یق ول تع الى

. ٧٩: سورة آل عمران ، اآلیة " ]تدرسون ن لن ا ب ھ ھذا ھو التصوف الذى نعرفھ ، فإذا كان ھناك تصوف یخاف ذلك ، ف ال ش أ

" ك ل ام رئ بم ا ك سب رھ ین " ، ووزره عل ى أھل ھ ، ونح ن ال ن سأل ع نھم فـ ـ . والمتصوف شئ ، والوفى شئ آخر

أما االختالف فى تعری ف الت صوف، فھ و راج ع إل ى من ازل الرج ال ف ى مع ارج .٣السلوك ، فكل واح د م نھم ت رجم أساس ھ ف ى مقام ھ ، وھ و ال یتع ارض أب دا مق ام

قیقة واحدة ، وھى كالبستان الجامع ، كل سالك وقف تح ت ش جرة سواه ؛ فإن الح منھا فوصفھا ، ولم یقل إنھ لیس بالبستان شجر سواھا ومھما اختلف ت التعریف ات

( أى الربانی ة اإلس المیة ، أى : ، فإنھ ا تلتق ى عن د رتب ة م ن التزك ى والتق وى ى لك م من ھ ن ذیر مب ین ففروا إلى اهللا إن [على طریق الھجرة إلى اهللا ) التصوف

س ورة " ] إن ى مھ اجر إل ى رب ى [: وق ال – ٥٠س ورة ال ذرایات ، اآلی ة " ] . " ٢٦: العنكبوت ، اآلیة

.فالواقع أنھا جمیعا تعریف واحد ، یكمل بعضھ بعضا ، فدسی سة م ن دس ائس أع داء اهللا ؛ فأم ا االخ تالف ف ى تحدی د م صادر الت صو .٤

، فھو عبادة ، وخلق ، ودعوة ، واحتی اط " یة اإلسالم ربان" فالتصوف كما قدمنا إنھ ھ ذه المع انى : ، وأخذ بالعزائم ، واعتصام بالقیم الرفیعة ، فمن ذا الذى یقول

لیست من صمیم اإلسالم ؟ إنھ ا مغالط ات ، أو أغ الط نظ روا فیھ ا إل ى ھ ذا الرك ام لل دخول عل ى الت صوف م ن

. ینظروا إلى حقیقة التصوف المذاھب الشاذة ، أو الضالة ، ولم . غلط أو مغالطة / بالدخول علیھ ءوالحكم على الشى

..ظلم مبین : والحكم على المجموع بتصرف أفراد انتسبوا إلیھ صدقا أو كذبا وھل من المعقول أن یترك المسلمون إسالمھم مثال لشذوذ طائفة منھم تشرب الخمر

م اهللا ؟، أو تمارس الزنا ، أو تحلل ما حرش یئا م ن ! .... وھ ل عم ل ھ ؤالء یك ون دل یال عل ى ان اإلس الم ل یس م ن عن د اهللا ؟

!!! . التدبر أیھا الناس * * *

من ھو الصوفى ؟ .١ وبماذا یمتاز عن عامة المسلمین ؟ .٢ ، أو المسلم ، أو الصدیق ؟ نوھل ھناك فرق بینھ وبین التقى ، أو المؤم .٣




٣

كن ھناك فرق ، فلماذا اإلصرار على استخدام االصطالح ؟ وإذا لم ی .٤

تستطیع أن تعرف الصوفى الحق ، بأنھ المسلم النم وذجى ، فق د اجم ع كاف ة أئم ة .١الت صوف عل ى أن الت صوف ھ و الكت اب وال سنة ، ف ى نق اء وس ماحة واحتی اط ،

كون وا رب انیین ولكن[: وشرطھ أئمة التصوف فى مریدیھا أخذا من قولھ تعالى " ٧٩سورى آل عمران ، اآلیة " ]بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون

، ثم ھما بدورھما منب ع ك ل " الكتاب والسنة " علم الدین بدعامتیھ :والعلم ھنا أوال علم إنسانى نافع ، على مستوى كافة الح ضارات ، وتق دم الب شریة ، مقت ضى تط ور

. الحیاة قال الشیخ شھاب الدین أب و ( ربانیة اإلسالم الجامعة للدین والدنیا : إذن ھو فالتصوف

إن الصوفى م ن ی ضع األش یاء : " بن محمد السھرودى رحمھ اهللا تعالى حفص عمر فى مواض عھا وی دبر األوق ات ، واألح وال كلھ ا ب العلم ، یق یم الخل ق مق امھم ، ویق یم

ی ستر ، ویظھ ر م ا ینبغ ى أن یظھ ر ، وی أتى أمر الخلق مقامھ ، ویستر ما ینبغى أن ب األمور م ن مواض عھا بح ضور عق ل ، وص حة توحی د ، وكم ال معرف ة ، ورعای ة

على باشا مبارك رحم ھ اهللا تع الى " راجع الخطط التوفیقیة لــ { " صدق وإخالص . } ھـ ١٣٠٥ طبع المطبعة األمیریة سنة ٩٠ ص١جـ

من لم یح صل عل وم ) : " الجنید ( فى مقدمتھم ومن ھنا جاء قول أئمة التصوف ، و ،وأجمع على ذل ك ك ل ائم ة الت صوف ، م ن قب ل " القرآن والحدیث ، فلیس بصوفى

ومن بع د ، وت ستطیع مراجع ة ن صوص أق والھم عن د الق شرى ، وال شعرانى ، وم ن . بینھما ، ومن بعدھما

ھ ى الم ل ؛ ف إذا عم ل فالقاعدة اإلسالمیة ھن ا أما االمتیاز عن عامة المسلمین ؛ .٢الصوفى بمقتضى ما تتمین علیھ كقدوة وداعیة ، امت از بمق دار جھ ده ، ش أن ك ل

. متخصص وإال فھو دون كل الناس إذا انحرف أو شذ ، بل إن تجاوز فال صوفیة یجعل ون خ الف األول ى ف ى مرتب ة الح رام اتق اء لل شبھات ، واس تبراء

: εا فى الفتح الكبیر قولھ كم–ومن نصوص الحدیث "للعرض والدین الح الل ب ین والح رام ب ین ، وبینھم ا أم ور مت شبھات ال یعلمھ ا كثی ر م ن الن اس ، {

فم ن اتق ى ال شبھات فق د اس تبرأ لعرض ھ ودین ھ ، وم ن وق ع ف ى ال شبھات وق ع ف ى الحرام ، كراع یرعى حول الحمى یوش ك أن یواقع ھ ، أال وإن لك ل مل ك حم ى ، أال

اهللا تع الى ف ى أرض ھ محارم ھ ، اال وإن ف ى الج سد م ضغة إذا ص لحت وإن حم ى رواه األربع ة ، ] . " صلح الجسد كلھ ، وإذا فسدت فسد الجسد كلھ ، أال وھى القلب

" . والبخارى ومسلم




٤

خوف الوقوع فى : وھم یعرفون كیف أن السلف كانوا یتركون تسعة أعشار الحالل . حاولون العمل بھ الحرام ، فھم یؤمنون بھذا ، وی

، فھ م " ھو م ن ك الم س یدنا عم ر " ] ولكل درجات مما عملوا [: واهللا تعالى یقول . یؤمنون بھذا ویحاولون العمل بھ

: أما مسألة الفرق بین الصوفى ، والمسلم ، والمؤمن ، والتقى .٣فأن اإلسالم شرع لنا تعریف الناس بخصائصھم ، وذكرھم بما یمی زھم ع ن غی رھم

تعریفا ، وھ م م سلمون مؤمن ون : ، وقد ذكر اهللا المھاجرین واألنصار بخصیصتھم بالال الحبشى ، وصھیبا الرومى ، وس لمان الفارس ى بم ا εأتقیاء ، وذكر رسول اهللا

.یمیزھم من األلقاب ، وھم مسلمون مؤمنون أتقیاء الت ائبین ، والمت صدقین الخاشعین ، والقانتین ، و: وذكر القرآن من المسلمین أصنافا

. ] ال إلھ إال اهللا [، والعادین ، والخامدین ، والسائحین وغیرھم ، وكلھم من أھل إذن ، ف ذكر إن سان بخصی صة ع رف بھ ا عن د الن اس ، س نة قرآنی ة ونبوی ة ، وم ا دامت ھذه الطائفة ، قد عرفت باسم الصوفیة لسبب أو آلخر ، فل یس ب دعا أن ت دعى

.م بھذا االسـ و ! ؟) س لفیة(ث م لم اذا ك ل ھ ذه الزوبع ة ھن ا ، وال تك ون ھن اك زوبع ة ح ین یق ال

وھل كان فیم ا ! ؟) حنبلیة(، أو ) مالكیة(، أو ) شافعیة(، أو ) وھابیة(، أو ) أزھریة( ؟) أو جماعة كذا –جمعیة كذا ( مضى

ة ، والتع صب أرایت أن األمر كان أھون من أن یكون سؤاال ، لوال المذھبیة الم دمر ؟ ١الموبق

* * *

ما رأیك م فیم ا یوج ھ للت صوف م ن اتھ ام بأن ھ یع ود ف ى أص ولھ األول ى للبوذی ة ؟ ألخ ؟ ... والمجوسیة ؟ والرھبانیة

إیمان وعمل ، وعب ادة ، ودع وة : قدمت أن التصوف اإلسالمى ، ھو الربانیة ، فھو

و إرادة وجھ اهللا فى كل قول وعمل ، أو نیة ، أو فك ر ، وھ. ، وأخالق ، وبر مطلق دنی وى أو أخ روى ، وھ و الت ساوى بالب شریة إل ى م ستوى اإلن سانیة الرفیع ة ، فھ و

، ) طل ب الكم ال ( وح ى م ن ال وحى ، وھ و ال دین ك ل ال دین ؛ ألن ھ بھ ذا الوص ف وھ و وطلب الكمال فرض عین ، وھو عالج ألمراض النفوس ، وم ا م ن إن سان إال

م رض ال نفس ، أو الخل ق ، : من ال نقص ال ذى ن سمیھ – قل أو كثر –مبتلى بجانب وإنم ا ج اءت رس االت ال سماء كلھ ا لع الج ھ ذه األم راض النف سیة والخلقی ة أول م ا

. تعالج فى بنى أدم




٥

ولما كان التصوف قد تخصص فى ھذا الجانب ، كان طلب ھ فرض ا ش رعیا ، وعقلی ا حتى یوجد اإلنسان السوى الذى بھ تتسامى الحیاة ، وتتحق ق –اجتماعیا ، وإنسانیا و

خالف ة اهللا عل ى أرض ھ ، وینت شر الح ب وال سماحة ب ین الن اس ، وتأخ ذ الح ضارة . والتقدمیة روحھما اإلیمانى المحقق لمراد اهللا

ب عن صغار طلبة العلم ، ومما تزخ ر ب ھ عل وم الكت ا بوأدلة ذلك جمیعا مما ال یغی . والسنة

وال أعرف أن الكتاب والسنة نق ال ع ن المجوس یة ، والبوذی ة والرھبانی ة ش یئا أب دا ، . وأنما ھو الغل المورث للتھم الكواذب ، وتضلیل خلق اهللا

أما إذا ك ان الم راد بالت صوف ف ى ال سؤال ، ھ و ھ ذه الفل سفات األجنبی ة ع ن العقی دة ة ل ھ بت صوف أھ ل القبل ة ، واالحتج اج بھ ؤالء والشریعة ، فھذا باب آخ ر ، ال عالق

. فعلة دنیئة : بذنب المجرم ءعلینا فیھ تلبیس الحق بالباطل ، ثم إن أخذ البرىعل ى أن ال ذین اش تھروا بھ ذا الجان ب الفل سفى ، مم ن ین سبون إل ى الت صوف ، ع دد

ل و م ن و–محدود ، قد ال یج اوز الع شرة ، وس واء قبل ت فل سفتھم التأوی ل والتوجی ھ أش بھ ر أو لم تقبل ، فھؤالء ، وقد أصبحت كتبھم بما فیھ ا م ن األفك ا –وجھ ضعیف

للزینة ، او التاریخ والعبرة ، فلیس ب ین – إذا عرضت –تعرض : بنواویس الموتى صوفیة عصرنا من یرى رأیھم ، او ی ذھب م ذھبھم ، س واء عل ى ظ اھره ، أو عل ى

. تأویلھ العم ال والفالح ین ، وأن صاف المتعلم ین ، أو حت ى كب ار وأی ن فك ر الجم اھیر م ن

! المثقفین ، من كتب ھؤالء وألغازھم وأحاجیھم ؟ھذا وإذا أمكن الحصول على الكتب وعلى والوقت ، ولیس المر كذلك ، وال ش ك أن

نوع م ن البح ث األث رى ، ع ن الحفری ات : الوقوف عند ھذا الجانب فى ھذا العصر . عصبیة وحمیة : دیب الرموس واألجداث المجھولة ، فى سرا

والغاض بون عل ى الت صوف جمیع ا یحتج ون بھ ؤالء ، وق د انتھ ى أم ر ھ ؤالء ، فق د كانت م ذاھبھم شخ صیة ، ال تج د طریقھ ا إل ى الجم اھیر ، لحاجتھ ا إل ى اس تعدادات

ل و -وقابلیات ومدارك ، ومنطق ال یوافق ل دى الكاف ة ومؤاخ ذة الخل ف بفع ل ال سلف . أمر بعید عن العلم والعدل –ا جدال بأنھم سلف سلمن

أم ر بعی د ع ن العل م – ل و س لمنا بھ ذه البع ضیة –والحك م عل ى الك ل ب ذنب ال بعض . والعدل

فك افحوا معن ا . نظ روا إل ى الواق ع الفعل ى ) . خ صوم الت صوف ( ول و أنن ا إخوانن ا ل رقص ، وتحری ف الطب ل ، والزم ر ، وا: منك رات الع صر ومبتدعات ھ ، م ن نح و

أس ماء اهللا ، وغی ر ذل ك م ن من اكر الم واد ، والتجمع ات العام ة ، وأخ ذوا طری ق التعاون بالحسنى ، والدعوة بالحكمة ، لكان ھذا أدنى إل ى ال صواب وأھ دى س بیال ،

. عند اهللا والناس




٦

أما حملتھم على ھؤالء الموتى ، مم ن جنح وا إل ى الفل سفة ، فاستئ ساد عل ى ال رمم ، صیال فى غیر مجال ، ومبارزة م ع الھ واء الطل ق ؛ فھ ؤالء الم وتى ، م ا یملك ون و

لمج رد – إذا وج د –الدفع عن أنفسھم ، ولیس م ن ورائھ م وراث ی دافع ع نھم ، إال . التصویب وإحسان الظن بأھل القبلة ، أو لمجرد الثقافة والتاریخ

با إل ى الت صوف مم ا یخ الف وھن ا أق ر بم لء الثق ة والیق ین ، أن ك ل م ا ج اء من سو م ن ثم رة اإلس ـالم – فیم ا ن رى –الكت اب وال سـنة ، مھم ا ك ان م صـدره ، فل یس

ال ذى س جلھ الح دیث النب وى الم شھور ، كم ا ق دمنا ،وھ و ) اإلحسان ( بوصـفھ مقام . فى تسامیھ أبعد من لھو الفلسفة وعبثھا ، وإن تأولت

* * *

. ن لم یعرفوا التصوف ، إال بعد ثالثة قرون من انتشار اإلسالم ثابت أن المسلمی فھل یحتاج اإلسالم إلى التصوف ؟ .١ ھل التصوف یضیف جدیدا إلى اإلسالم ؟ .٢ وما ھو الفرق بین الزھد اإلسالمى والتصوف ؟ .٣

من الذى قال بأن المسلمین لم یعرفوا التصوف إال بعد القرون الثالثة األولى ؟

لیست بعلمیة ، وال تاریخیة ، ولیس لھا س ند ، ف إذا ك ان الم راد ب أنھم :ھذه مجازفة ھ ذا ال ذى ( لم یعرفوا لفظ التصوف إال بعد القرون الثالثة، فلیس ھذا بصحیح أیضا

ال صوفیة والفق راء " إنما من كالم ابن تمیمة رحمھ اهللا تعالى ، قال فى كتابھ : قالوه : " أم ا لف ظ ال صوفیة ، فإن ھ ل م یك ن م شھورا ف ى الق رون الثالث ة األول ى : الحم د هللا "

. وإنما اشتھر التكلم بھ بعد ذلك وقد نقل التكلم بھ من غیر واحد من األئمة والشیوخ كاإلم ام أحم د ب ن حنب ل ، وأب ى

. سلیمان الدرانى ، وغیرھما الح سن الب صرى وقد روى عن سیفان الثورى أنھ تكلم بھ ، وبعضھم یذكر ذلك عن

. وتنازعوا فى المعنى الذى أضیف إلیھ الصوفى ؛ فإنھ من أسماء النسب كالقراش ى ،

إنھ نسبة إلى أھل الصفة ، وھ و غل ط ؛ ألن ھ ل و ك ان : والمدنى ، وأمثال ذلك ، فقیل .صفى : كذلك لقیل

ل و ك ان إن ھ ن سبة إل ى ال صف المق دم ب ین ی دى اهللا ، وھ و أی ضا غل ط ، فإن ھ : وقیل . صفى : كذلك لقیل




٧

نسبة إلى صوفة بن أد بن طابخة قبیل ة م ن الع رب ك ان یج اورون بمك ة م ن : وقیل ) . إلى آخر ما قال" الزمن القدیم ، ینسب إلیھم النساك

فق د اثب ت مؤرخ و اللغ ة وغی رھم أن ھ ذا اللف ظ ك ان عن دما اش تھروا بالخ شونة دعوة إل ى : د للجھاد ، فإن تصوف المسلمین والرجولة ، ولبس الصوف ، واالستعدا

الق وة ، والحری ة ، والم ساواة ، والتكاف ل ، واإلخ اء ، والتوحی د ، ومع الى األم ور ، لبناء شخصیة الم سلم المتكام ل ، وك ان عھ د الت دوین ق د ب دأ بم ن كت ب الح دیث ف ى

نى ، ، وظل ینم و حت ى ازدھ ر ف ى أواخ ر الق رن األول ، وأوائ ل الث ا εعھد رسول .بتحریر الحدیث والفقھ ، والتفسیر ، واللغة ، وما إلى ذلك

:وقال ایضا بعد كالم ( والصواب أنھم مجتھدون فى طاعة اهللا ، كما اجتھد غیرھم من أھ ل طاع ة اهللا " ...

... ؛ ففیھم السابق المقرب بحسب اجتھاده ، وفیھم المقتصد الذى ھو من أھل الیم ین ." ) حمھ اهللا تعالى ، فراجعھ ھناك إلى آخر ما قال ر"

أما إذا كان المراد بأن مادة التصوف وحقیقتھ وأصولھ وموضوعھ لم تعرف إال بع د ھ ذه الم دة ، فالخط أ ھن ا ی ستحیل إل ى خطیئ ة ، فم ادة الت صوف م ن حی ث العب ادة ،

موجود م شھودة ف ى الكت اب وال سنة ، – على أوسع معانى العبادة والخلق –والخلق موج ودا ف ى ھ ذا العق د ، ) الت صوف ( شأن بقیة مواد علوم الدین ، فإذا لم یك ن لف ظ

فق د كان ت العب ادات واألخ الق ، وتربی ة ال نفس ، ووس ائل العف ة ب اهللا ، واالرتف اع س ماه الن اس ك ذلك ( بإنسانیة اإلنسان ، كل ھذه مسجلة فى دین اهللا ، وھى التصوف

فاالسم ح ادث ، ) سماه الناس كذلك ( وھى التصوف كل ھذه مسجلة فى دین اهللا ، ) . والمادة قدیمة بقدم الكتاب والسنة ، شأن بقیة علوم الدین سواء بسواء

) األصول ( وال باسم ) الفقھ ( ولم یكن ھذا بدعا ، فلم یكن فى ھذا العھد علم باسـم الم ادة كان ت ، وال غیر ذلك م ن عل وم ال دین ، ولك ن ) مصطلح الحدیث ( وال باسم

ف ال دون ت العل وم ، ورس مت القواع د . موج ودة ب ین دفت ى الكت اب وال سنة . والمصطلحات ، أطلقت األسماء حسبما رجحتھ الظروف الواقعیة آنذاك

وإذن ، فلم اذا ننك ر ت سمیة الت صوف ، وال ننك ر ت سمیة بقی ة عل وم ال دین ، وال شأن ؟ !واحد

! ؟) التسلف(ال ننكر تسمیة و) التصوف(ثم لماذا ننكر تسمیة :مزید بیان التصوف

... للضأن ، والصوفھ أخ ص : الصوف : " البن منظور یقول " لسان العرب " فى .... ك ل م ن ول ى ش یئا م ن عم ل البی ت الح رام وھ و ال صوفان : وال صوفة : ثم قال

م ا أبو حى من مضر ، كانوا یخدمون الكعبة فى الجاھلیة ن وھى أعظم ... وصوفة :ثم قال " ... یولى یومئذ




٨

وصوفة حى من تمیم كانوا یجیزون الحاج فى الجاھلیة من منى فیكونون أول م ن " ... " . أجیزى صوفة : یدفع یقال فى الحج

أنبأنا محمد بن ناصر ، عن أبى اسحق إبراھیم : وفى ھذا المعنى یقول ابن الجوزى إل ى : عید الحافظ ، سألت ولید بن القاسم قال أبو محمد بن س : بن سعد الحبال ، قال

: كان قوم على دین إب راھیم ف ى الجاھلی ة یق ال لھ م : أى شئ ینسب الصوفى ؟ فقال . صوفة ، انقطعوا إلى اهللا عز وجل ، وقطنوا الكعبة ، فمن شبھ بھم فھم الصوفیة

. فھؤالء المعرفون بصوفة ، ولد الغورث بن مر ، بن أخى تمیم : ثم قال " ت صوف فالن ا "جعل ھ م ن ال صوفیة ، و: "ص وف فالن ا : " وف ى المعج م الوس یط طریق ة س لوكیة قوامھ ا التق شف والتحل ى " والت صوف . " ص ار م ن ل صوفیة

مجموع ة المب ادئ إل ى " وعل م الت صوف . " بالفضائل ،لتزكو النفس وتسمو الروح " و . مع اتھم وخل واتھم یعتق دھا المت صوفة ، واآلداب الت ى یت أدبون بھ ا ف ى مجت

" . من یتبع طریقة التصوف " الصوفى أن كلمة التوصف عربیة قدیمة ، ف ى لغ ة الع رب ، فم ن ارجعھ ا إل ى :وھكذا یتأكد

الیونانیة ، فقد جھل وانحرف وقلد العمیان ، ومن أدعى إنھا بدع ة محدث ة ، ) سوفیا(، ودعوة ، وجھاد ن وسلوك ، كان أشد جھال وانحرافا ؛ فالتصوف أخالق ، وعبادة

. فھو وحى من الوحى ودین من الدین ع ن الت أثر بالیون ان ، فق د – م ن حی ث المعن ى –إن كلم ة ص وفى بعی دة ك ل البع د

عرفت واس تعملت قب ل نھای ة الق رن الث انى الھج رى ، حی ث أطلق ت عل ى أب و ھاش م لید لحركة اإلس الم ، وإن ھذا النوع من التصوف و ) ھـ ١٥٠المتوفى سنة ( الكوفى

ال ذى نق ل إل ى " ذات ھ ، وإن الع رب اس تمدوا أول علمھ م بفل سفة أرس طوطالیس " أثولوجی ا أرس طوطالیس " العربیة ، من شرح األفالطونیة الحدیثة ، ول یس كت اب

ویؤید . م إال ملخصا لمذھب األفالطونیة الحدیثة ٨٤٠الذى نقل إلى العربیة حوالى الفل سفة " ف ى كتاب ة " عب اس محم ود العق اد " من واق ع الت اریخ ھذا االتجاه المحقق

لك ن الت صوف ف ى الحقیقی ة غی ر دخی ل ف ى العقی دة : " حی ث یق ول " القرآنی ة " : أث ر الع رب ف ى الح ضارة األوربی ة " – ك ا فلن ا ف ى كتابن ا –اإلس المیة ؛ ألن ھ

فالمسلم یقرا . یحة مبثوث فى آیات القرآن الكریم ، مستكن بأصولھ فى عقائده الصر : س ورة ال شورى ، اآلی ة " ]لیس كمثلھ ش ئ وھ و ال سمیع الب صیر [فى كتابھ أن

[فیق را خالص ـة العل م ال ذى یعلم ھ دارس الحكم ة اإللھی ة ، ویق ر ف ى كـ ـتابھ " ١١ف یعلم م ا " ٥٠األی ة : س ورة ال ذاریات " ]فف روا إل ى اهللا إن ى لك م من ھ ن ذیر مب ین

المتصوفة البوذیین حین یؤمن ون ب أن مالب سة الع الم تك اد تك ون س عادة یعلمھ تالمیذ ال ذى یق رأ : فالمسلم ... ھو باب الجنة : الروح ، وأن الفرار منھ ، أو الفرار إلى اهللا

. ھو مطبوع على التصوف والبحث عن خفایا اآلثار ودقائق الحكمة –اآلیات




٩

یحتاج إل ى نف سھ ، ج از ء كان الشى فإذاھل اإلسالم یحتاج إلى التصوف ؟ : أما .٢ . إن اإلسالم یحتاج إلى التصوف : أن یقال

. اإلسالم انقیاد ظاھرى ، ال یتم إال باالنقیاد الباطنى ، وإال كان نفاقا " اإلیم ان بوص فھ عم ال م ن أعم ال القل ب ، الت ى ن سمیھا :واالنقی اد الب اطنى ھ و

:سالم ، حتى یقال ، فلیس التصوف شیئا غیر اإل" التصوف " إن ھ یحت اج إلی ھ ، او ی ستغنى عن ھ ، إنم ا الت صوف ھ و ذروة ال دین كل ھ ، مق ام

التقوى ، والتزكیة ، والربانیة ، كما قدمنا ، فھو الغای ة والثم رة الت ى ال " : اإلحسان . تتاح إال لسالك مرید موفق ذواق

یف جدیدا إلى اإلس الم س ؤال ھل التصوف یض : أن السؤال الذى یقول :وھكذا نجد . غیر وارد ، واإلجابة علیھ واضحة فى الرد على الشطر السابق

الی وم أكمل ت لك م دی نكم وأتمم ت عل یكم نعمت ى ، [ : أین ھذا السؤال من قولھ تع الى " ٢: سورة المائدة ، اآلیة " ]ورضیت لكم اإلسالم دینا

. تویاتھ اإلسالم فى اعلى مس:أن التصوف الحق ھو ومن اعجب العجب من بعضھم أن یكتب أنھ یقبل أوصاف ال شكر وال صب وال ورع والزھ د وال ذكر والفك ر ، م ن كت ب المتم سلفة ، وال یقبلھ ا م ن كت ب المت صوفة ،

تعصبا وغال للذین آمنوا فإن الصوفى أكبر من زاھد ف ى ال دنیا ؛ ألن :أما الفرق بینھ وبین الزھد اإلسالمى

إنم ا یزھ د ف ى ال دنیا ، وھ ى ال ش ئ ، فالزھ د ف ى ال دنیا زھ د ف ى ال ش ئ ، الزاھ دغاف ل أو جاھ ل ، لك ن زھ د ال صوفى من صب عل ى ك ل م ا ) ال ش ئ ( والزاھ د ف ى

فل یس ) ولو على المال ( یبعده عن اهللا ، على أى وضع یكون ، أما كل ما یكره باهللا . ھو بزاھد فیھ

دث ھ ، فأج ازه الخلیف ة بم ا ل م یك افئ بمثل ھ أح دا دخل صوغى على أح د الخلف اء ، فح م ا : فاعت ذر ال صوفى ع ن قب ول عطی ة الخلیف ة ، فان دھش الخلیف ة ق ائال ل ھ : قبل ھ

. بل أنت أزھد منى یا أمیر المؤمنین : قال الصوفى !! أزھدك كیف ؟ : قال . كل ش ئ ، وأنت تزھد فى اآلخر ، وھىءألننى أزھد فى الدنیا ، وھى الشى : قال

" وھو نوع من التبكیت الواضح "غی ر ( أن تك ون ال دنیا ف ى ی ده ، ال ف ى قلب ھ ، ألن الزاھ د :الزھ د عن د ال صوفیة

تاجر ، یحرم نف سھ م ن مت ع ال دنیا ، لیعوض ھا أض عافا ف ى اآلخ رة ، وال ) الصوفى . كذلك الصوفى الذى ال یحرم نفسھ متعة أحلھا اهللا ، إال إذا حجبتھ عن اهللا

، ك ان ص احب تج ارات وم زارع ، وھ ذا ش مس ال دین τوھذا أب و الح سن ال شاذلى الدمیاطى ، كان تاجرا من أثرى علم اء ال صوفیة ، وھ و ال ذى بن ى ب رج دمی اط م ن مالھ الخاص فى عھد السلطان الغورى ، وھذا اللیث بن سعد ، فقی ھ م صر ، وأم ام




١٠

الء أم والھم أن یكون وا أزھ د الن اس ولم تمن ع ھ ؤ . زھادھا ، كان أثرى أھل عصره ولك نھم ل م ت شغلھم بع د ، ب ل كان ت ط ریقھم . فى الدنیا إذا شغلتھم عن اهللا عز وجل

!! إلیھ عز وجل وھكذا یت ضح أن س حق الشخ صیة بالزھ د الم ادى ، والتبت ل الب شرى مم ا ال تعرف ھ

. قوانین التصوف اإلسالمى ب الل ، وس لمان ، وأب و ذر ن وتم یم : بة وق د ك ان م ن أعی ان الزاھ دین م ن ال صحا

أیام عمر ی ذكر الن اس ب اهللا ف ى ی وم εالدارى ، أول من جلس فى مسجد رسول اهللا . الجمعة

فإنما الزھد فى حده المحدود ، مما ج اء ع ن كثی ر م ن ال صحابة والت ابعین وت ابعیھم . كما أسلفنا

ب ، واب ن عب د العزی ز بع د اب ن الخط ا ) العم رین ( وف ى ص در ھ ؤالء جمیع ا زھ د ؛ فق د كان ت ال دنیا ف ى أی دیھم ، ول م تك ن ف ى قل وبھم ، فاس تغنوا εس یدنا رس ول اهللا

. برب الدنیا عن الدنیا وما فیھا ومن فیھا إن الذى یملك ھو الذى یمل ك ، وھ و ال ذى یزھ د ، أم ا ال ذى ال یمل ك ، فف ى أى ش ئ

!یزھد ؟* * *

ضیلتكم كون شیوخ التصوف من الفرس ، وأحفاد المجوس ، فى العصر بم تعلل ف

اإلسالمى ؟ وكیف تعلل ازدھار التصوف فى القرن السابع ، وما بعده بین العرب ؟ ε والمنتسبین إلى رسول اهللا

لیتك یا ولدى لم توجھ إل ى ھ ذا ال سؤال العن صرى ال ذى ال یرض اه اهللا وال رس ولھ ،

: س ورة الحج رات ، اآلی ة " ] إن أك رمكم عن د اهللا أتق اكم [: أ قولھ تعالى أو لم تقر ال ف ضل ألب یض عل ى : " ε وقول ھ ] إنم ا المؤمن ون إخ وة [: وقول ھ تع الى . ١٣

وف ى روای ة ذكرھ ا اب ن كثی ر ف ى " " احم ر ، ولعرب ى عل ى عجم ى إال ب التقوى ی ا أیھ ا الن اس ، وأن اهللا تع الى [: م إن أكرمكم عند اهللا أتق اك [: تفسیره لقولھ تعالى

رجل یرتقى ك ریم : قد أذھب عنكم غبیة بالجاھلیة وتعظمھا بآبائھا ، فالناس رجالن إل ى آخ ر الح دیث ال ذى رواه أب ن أب ى ]على اهللا ، ورجل فاجر شقى ھ ین عل ى اهللا

تق ى ، إن اهللا أذھ ب عبی ة الجاھلی ة وفخرھ ا باآلب اء ؛ م ؤمن " εوقول ھ " . ]ح اتم : " ، وق د تمع ر وجھ ھ غ ضبا εوقول ھ . وف اجر ش قى ،أن تم آلدم وآدم م ن ت راب

لیدعن أقوام بأقوام إنما ھم حطب م ن حط ب جھ نم ، أو لیك ونن أھ ون عل ى اهللا م ن




١١

لینتھ ین أق وام یفتخ رون بآب ائھم : ( وم ن ن صوصھ " الجعالن التى تدفع بأنفھا النتن أو لیك ونن أھ ون عل ى اهللا م ن الجع ل ال ذى یدھ ده الذین م اتوا إنم ا ھ م فح م جھ نم ،

إن اهللا أذھب عنكم عبیة الجاھلیة فخرھا باآلباء ؛ إنما ھو م ؤمن تق ى . الخراء بانفھ . رواه الترمذى " ، وفاجر شقى ، الناس كلھم نو آدم ، وآدم من تراب

س لمان من ا " : ألحق بھ سیدنا سلمان الفارسى ، فق ال εألم یأتك أن سیدنا رسول اهللا ! ألم یرسل اهللا رسولھ للناس كافة بشیرا ونذیرا ؟–" أھل البیت

إنھ ا حمی ة الجاھلی ة ، یرددھ ا ببغ اوات الب شر ، ب ال ت دبر ، وال بین ة ، وھ ل ج اء ! اإلسالم للعرب وحدھم ، فاغتصبھ منھم غیرھم ، فأصبحوا منبوذین ؟

ینكرھ ا اإلس الم ، وتنكرھ ا اإلن سانیة ل م ھ ذه ال شعوبیة ، والعن صریة الكریھ ة ، الت ى ! الشریفة ؟

ألیس اإلمام البخارى ، والترمذى ، والنسائى ، واب ن ماج ھ ، والطبران ى ، والبیقھ ى ، واالكثریة الغالبة من رجال الح دیث ، كلھ م م ن غی ر الع رب ، وك ذلك طائف ة م ن

لم اء البالغ ة ، أكبر المفسرین ، كالزمخشرى ، والنیسابورى ، ، وطائفة من أكبر ع ؟ من ھو طارق بن زیاد ، وموسى ب ن ن صیر ، ھ ذان !كالجرجانى ، والتفتازانى

المولیان القائدان الفاتحان ، اللذان أسسا لإلسالم مجدا تاریخیا ، ال یمحوه الزمان ؟ من ھو ابو حنیفة النعمان ؟ الیس كان من الموالى ، ولواله ما كان لبنى ت یم اهللا ذك ر

"أبو حنیفة من األفغان ، قالوا من كابل " فخر وال، أم ام أھ ل ال سنة ، ) أص بھان ( إمام م صر اللی ث ب ن س عد ، أص لھ م ن :یا ولدى

طبرستان ( واإلمام المفسر الطبرى ، أصلھ من ) مرو ( احمد بن حنبل ، أصلھ من ح سن ، وال) جل والء ( ، وال شعبى عالم ة الت ابعین وغم امھم ، كان ت أم ھ م ن )

) . میسان ( البصرى ، الكوكب الفرد ، ، كان أبوه من وھذه عالمة اللغة سیبویھ ، فارسى األصل ، واألمام الكسائى ، فخر اللغة العربی ة ، أصلھ من فارس ، وتلمیذه اإلمام الفراء من الدیلم ، ث م أن إب ن م سكویھ واب ن س ینا ،

. والفارابى ، كانوا فرسا أعجمین مكحول ، وفقیھ الجزی رة : فقیھ مكة ، عطاء بن رباح ، وفقیھ الشام : دى اسمع یا ول

الضحاك بن مزاحم ، وفقیھا البصرة والكوفة : میمون بن مھران ، وفقیھ خراسان : إبراھیم النخعى وابن سیرین ، كل أولئك لیسوا من الع رب أص ال ، ولك نھم ب رزوا :

كانوا األئمة بكل م ا ف ى اللف ظ م ن معن ى فى جوانب العلم والفكر والمعرفة والدین ؛ . یتجدد وال یفنى

، ال باألرح ام ، والن اس عن د اهللا سواس یة " العق ول " إنم ا یتفاض ل الن اس ب األحالم : األی ة : س ورة البق رة " ] و ال تن سوا الف ضل بی نكم [: كأسنان المشط ، واهللا یق ول

على جیش كان فیھ أبو بك ر ) اله مو( أسامة بن زید εولقد أمر رسول اهللا " ٢٣٧




١٢

لو كان سالم مولى حذیفة حی ا لولیت ھ : " وعندما أراد عمر أن یستخلف قال . وعمر . " !!

.تأمل ھذا الموقف الخطیر ال یك ادون ی ذكرون اب ن عم ر ذك روا مع ھ م واله نافع ا ، : ا ولدى ھا ھام أھل العل م

وال یك اد ی ذكر اب ن . ه اب ن س یرین وال یك اد ی ذكر أن س ب ن مال ك ، إال ومع ھ م وال وال یك اد ی ذكر أب و ھری رة إال ومع ھ م واله اب ن . عب اس ، إال ومع ھ م واله عكرم ة

. وما اكثر ھذه االمثلة فى اإلسالم .... ھرمز ی ا ول دى ؛ ف إن ھ ذه ال شعوبیة ھ ى – عام داص ف ى ھ ذا المج ال – أطلت علی ك \لقد

" م ، والت ى انتھ ت بم ا ی سمى زورا الت ى كان ت م سمار ال نعش ف ى وح دة اإلس ال وھى التى قصمت ظھ ر الخالف ة ، وش تت الع رب أوزاع ا وش یعا " النھضة العربیة

ودویالت ھزیلة متناحرة باسم العروبة ، والقومیة ، التى تستخدم اآلن بال وع ى وال . تدبر

ولنرج ع إل ى س ؤالك ف ى تعلی ل ك ون بع ض ال شیوخ ال صوفیة اوائ ل م ن الف رس ؛ فھؤالء الناس اجتھدوا فى ھ ذا الجان ب ، كم ا اجتھ د غی رھم مم ن ذكرن ا أس ماءھم ،

: فاستحقوا التقدیم واإلمامة كمسلمین ، فإذا قیل إنھم فعلوا ذلك لیحطموا اإلسالم من الداخل ، فھذه قضیة ، إذا فرضنا نھوض دلیلھا

طی ب وخبی ث ، وف ى ك ل طائف ة . فى واحد ، فلن ینھض ھ ذا ال دلیل ف ى ك ل واح د والحالل بین والحرام بین ، ولو طبقن ا قاع دة س وء الظ ن ب الفرس ، أو بغی ر الع رب عموم ا ، ألذھبن ا ثلث ى عل وم اإلس الم ، ولك ان أول م ا ننب ذه كت اب البخ ارى ، وم ن

أال یظ ن أولئ ك ( وااله ، فھل ھ ذا منط ق یق ول ب ھ إن سان س وى أو ق اض من صف ؟ أوال یذكرون قول اهللا " ٥ ، ٤اإلیة : سورة المطففین " ) لیوم عظیم . أنھم مبعثون

اآلیة : ص : سورة " ] وقالوا ما لنا ال نرى رجاال كنا نعدھم من األشرار [: تعالى ٦٢ ".

م ن خ دم اإلس الم أص دق الخ دمات ف ى الثقاف ات والعل وم ، : إن م ن إحف اد المج وس ك رھم وأس لفناه، وم ن ورائھ م وراجع إن شئت من حضرنا ذ ... والفتوحات والفنون

بالضبط ش ـأن كب ار –صف شریف طویل معروف ، لم نشر إلیھ ، وھؤالء شــأنھم ) . من المشركین – أى الصحابة –وقد كانوا ( الصحابة

أما تعلیل ازدھار التصوف فى الق رن ال سابع ، وم ا بع ده ب ین الع رب ، والمن سوبین ھ ى أن ھ ذا : ذا ال سؤال یحت اج إل ى تكمل ة ف إن ھ ψبح ق أو بباط ل إل ى رس ول اهللا

االزدھ ار ف ى ھ ذا الق رن وم ا قبل ھ ، ك ان ب ین الع رب وغی رھم ، وك ان ھ ذا نتیج ة لطبیع ة األش یاء ؛ ف إن تط ور ال دعوة ال صوفیة وامت دادھا ، ك ان ق د أھ ل الكثی رین

ان للزعامة واالجتھاد فى ھذا الوقت ، كثمرة للتفاعل ، والتطور فیما س بق ھ ذا الزم .




١٣

. نجد من صوفیة القرن ال سابع أمث ال أب ى الح سن ال شاذلى ، وأحم د الب دوى : فمثال ونج د م ن ق بلھم –وابن دقیق العید ، ومجد الدین الق شیرى ، وزك ى ال دین المن ذرى

ونج د ف ى الق رن الخ امس ، . فى القرن السادس أمثال أحم د الرف اعى ، وأب ى م دین الجنی د ، : وف ى الثال ث والراب ع أمث ال . الجیالن ى أمث ال الغزال ى ، وعب د الق ادر

ومن ق بلھم الح سن الم صرى . والشبلى ، ومن قبلھم ذو النون المصرى ، وأبو یزید ، وس فیان الث ورى ، ومال ك ب ن دین ار ، وإب راھیم ب ن أدھ م والف ضیل ب ن عی اض ،

ل بكل ما فى ت واریخھم م ن ص دق وك ذب ، وأص ی –وشقیق البلخى ، وحاتم األصم . ودخیل

أضف إلى ذلك موضوع التط ور واالمت داد ، وقابلی ة البیئ ة ، بم ا ك ان م ن الح روب ال صیلبییة والتتری ة والمغولی ة ، واض طراب عاص مة الخالف ة ببغ داد ، ومث ل ھ ذه الظروف بطبعھا تدفع الناس إلى اهللا تلقائیا ، وقد جربنا نح ن أخی را ف ى العاش ر م ن

ھو منھ ، أو یتعلق بھ ، كان ھ ذا االزدھ ار ال ذى ت شیر رمضان ، فمن أجل ھذا وما .الیھ

***

: من االتھامات الموجھة إلى التصوف . أنھ ال سند لھ من الكتاب والسنة • . أنھ دخیل على اإلسالم •أنھ یدعو إلى عقائد تتعارض مع عقیدة التوحید ، كالحلول ، واالتح اد والوح دة •

. تق دیس الم شایخ ، واالس تعانة بھ م ف ى ال شدائد ، واعتق اد أنھ م أن ھ ی دعو إل ى •

. یملكون النفع والضر . أنھ یدعو إلى التواكل والسلبیة •

بع د ك ل م ا ق دمنا ، فق ول س اقط . أما أن التصوف ال سند لھ من الكتاب والسنة •

وط ، ف إذا ل م یك ن التعب د ومك ارم األخ الق ومحاس بة ال نفس ، واألخ ذ ب األح ومجاھدة الھوى والشیطان ، إذا لم یكن كل ذلك لھ سند م ن الكت اب وال سنة ، فق د جھل الناس الكتاب والسنة ، وفیما ذدمن أدلة مك ررة عل ى أن ت صوف الم سلمین

؟ !ھو عصارة اإلسالم وإكسیره ، ال یمترى فى ذلك إال ذو ھ وى ، أو م ن ھ وى .

، والبیئ ة اإلس المیة ف ن ابع م ن العقی دة وبھذا ، وبالذي قدمنا ، یتأكد أن التصو •جملة وتفصیال ، ولیس ھو بدخیل على دین اهللا ، إنما الدخیل ، ھ و ھ ذه ال دعوى




١٤

الع صبیة المت شنجة ، الت ى تف وح ب الغرض ، والم رض ، وح سبك أنھ ا ب ضاعة . استشراقیة ، استعماریة صھیونیة ، ال ھم لھا إال انتقاض اإلسالم

فل یس ھ ذا ھ و و إل ى عقائ د الحل ول واالتح اد والوح دة ، أم ا أن الت صوف ی دع •تصوف المسلمین ، وإنما ھو تصوف أجنبي ، أعجمي ، مدس وس والمتھم ون ب ھ نفر معدود محدود ، انتھى أمرھم ، ولیس لھم الیوم تابع وال وارث ، كما ق دمنا ،

نوعا م ن وأصبح ما نسب إلیھم بحق أو بباطل ، سواء قبل التأویل ، أو لم یقبلھ ، الحفریات التاریخیة ، الت ى ال یتابعھ ا إال الھ واة والمتخص صون ، إن وج د الی وم ھ واة أو متخص صون ف ى البح ث ع ن مق ابر األفك ار المھمل ة ، وإال أص حاب

. الھوى الذى یعمى ویصم ، وال اعتبار ألولئك و ھؤالء والت شویھ ، والعب ث وقد اصبح الكالم الیوم فى ھذا الجان ب نوع ا م ن مج رد اإلث ارة

. وإضاعة األوقات ، والتشویش على أفاضل الناس وشراء العاجلة باآلجلة ) رس ائلھ ( وإنما یقول الصوفیة بنوع معین من الفناء ، ف صلھ ال شیخ اب ن تیمی ھ ف ى

" بشئ من اإلنصاف ، وأشار إلی ھ ال شیخ اب ن الق یم ف ى ش رحھ عل ى كت اب الھ روى عب داهللا ب ن محم د ب ن إس ماعیل اآلن صارى : اإلس الم كت اب من ازل ال سائرین ل شیخ

ھـ ، شرحھ أب و بك ر ب ین ق یم الجوزی ة ٤٨١الھروى الحنبلى الصوفى المتوفى سنة ھـ ، شرحھ أب و بك ر ب ن ق یم الجوزی ة الدم شقى ٤٨١الدمشقى الحنبلى المتوفى سنة

"مدراج السالكین " ھـ ، وسماه ٧٥١الحنبلى المتوفى سنة .ین ھذا والقول الفاجر بالحلول ، واالتحاد ، والوحدة المنكرة وشتان ما ب

أم ا أن الت صوف ی دعو إل ى تق دیس الم شایخ ، واالس تعانة بھ م ف ى ال شدائد ، • فھ ذا ك الم ف ھ تج اوز ومغالط ة ؛ ف إن :واعتق اد أنھ م یملك ون النف ع وال ضرر

رر ، ال التصوف یدعو إلى احت رام ال شیخ كوال د روح ى ، وھ و أدب إس المى مق ل یس من ا م ن ل م ی وقر كبیرن ا ، وی رحم " وف ى الح دیث ال صحیح . خ الف علی ھ

رواه الترمذى عن ابن عمر ، وأبو یعلى عن " صغیرنا ، ولم یعرف لعالمنا حقھ ، و ال " أنس ، والعسكرى عن عبادة ابن الصامت ، والقضاعى ع ن اب ن عب اس

" أص ل أدب الت ابع م ع المتب وع ، فھو ψتنس تأدیب اهللا للصحابة مع رسول اهللا " . راجع سورة الحجرات

، وابتھال ھ إل ى اهللا ف ى ش دائد ابنائ ھ ، فھ و أدب إس المى أما االستعانة بدعاء الشیخ . فى كتب المسلمین ) باب الدعاء ( ثابت ، یعرفھ كل من قرا

وعن دما أما أنھم یزعمون أنھم یملكون النفع والضرر ، فال ذى یمل ك ھ و اهللا وح ده ، یغضب الشیخ لربھ من مخالف هللا فیدعو ، فیغضب اهللا لغضب ولیھ ، وی ستجیب ل ھ

ل ئن س ألنى : "" ، فال یقال عندئذ إن الشیخ یملك نفعا وال ض را ، إنم ا ھ و م ن ب اب وم ن صوصھ ، م ا رواه الطبران ى ف ى معجم ھ " ألعطینھ ، ولئن اس تعاذنى ألعیذن ھ

م ا ی زال عب دى یتق رب : ( ق ال اهللا تع الى : قال ψ الكبیر عن أبى أمامة رسول اهللا




١٥

إلى بالنوافل حتى أحب ھ ، ف اكون س معھ ال ذى ی سمع ب ھ ، وب صره ال ذى یب صر ب ھ ، ولسانھ الذى ینطق بھ ، وقلبھ الذى یعقل بھ ، فإذا دعانى أجبتھ ، وإذا سألنى أعطیت ھ

" . لى : ، وإن استنصرنى نصرتھ ، وأحب ما تعبدنى عبدى بھ . والقول بغیر ھذا إنما ھو مسخ للصورة بالمغاالة واإلغراق والتنفیر

وإذا كان ھناك شئ م ن ذل ك فرض ا ج دلیا فھ و مم ا یع الج بالبی ان واإلرش اد والق ول الطیب ، ونح ن أم ة تحكمھ ا األمی ة ، ف ال ننك ر أن فیھ ا ض اللة وجھال ة ، وإنم ا ف ى

. لحكمة البالغة ، والموعظة البلیغة إلى النصح والتوجیھ با– أشد الحاجة –حاجة . بقى القول بأن التصوف یدعو إلى السلبیة والتواكل •

، ول یس ف ى اإلس الم س لبیة ، وال تواك ل ، وإنم ا ھ ى اإلس الم : التصوف الح ق ھ و أمراض اجتماعیة لصقت بالتصوف زورا وبھتانا ، وقد كان عبد اهللا بن المب ارك ،

، وقد كان شقیق البلخى فارسا مغورا ، یطل ب الم وت حت ى یحج عاما ویجاھد عاما است شھد ف ى س بیل اهللا ، وك ذلك ك ان ح اتم االص ل ، مق اتال بارع ا ، ل ھ ف ى الجھ اد

. مواقف وكرامات وق دمت أن أب ا الح سن ال شاذلى ك ان ص احب م زارع وتج ارات ، وأن ش مس ال دین

. بحھ من تجارتھ الدمیاطى بنى برج دمیاط من مالھ الخاص ، ومن ر تتبع ت آداب المری دین بال صوفیة ، لوج دتھم جمیع ا ی دفعون تالمی ذھم إل ى ١وغ ذ

، ث م ع ن ψالعمل واإلنتاج ، ویعرفون تماما ك ل م ا ورد ف ى ھ ذا الب اب ع ن النب ى أش یاخھم ف ى اهللا ال ذین یؤك دون لھ م أن ھ ال یمك ن تحقی ق خالف ة اهللا عل ى األرض

. ستسالم ، فإذا تغالى أو تطرف واحد ، فلیس ھو كل واحد بالسلبیة والتواكل واال ψولقد ثبت فى الحدیث أن بعض الصحابة تغالى بأكثر مما یفعل الرھب ان ، والنب ى

ع ن التبت ل متف ق علی ھ ، ورواه ψوح دیث نھ ى النب ى " ψح ى ، فنھ اھم الرس ول اب ن ماج ھ ع ن اإلم ام أحم د ، وأب و دواود ع ن س عد ، وأحم د الترم ذى والن سائى و

. سمرة لما كان م ن : " أنھ قال " رضى اهللا عنھ " وروى الدرامى عن سعد بن أبى وقاص

إنى رجل ت شق عل ى ھ ذه العزوب ة ف ى : یا رسول اهللا : أمر عثمان ابن مظعون قال المغازى فتأذن لى یا رسول اهللا فى الخصاء فأختصى ؟

" .فإنھ مجفرة ال ، ولكن علیك یا ابن مظعون بالصیام : قال إلذا انفرد واحد بمغاالتھ ، فلیس ھذا بقانون وال قاعدة فى الجمیع ، وال بع ار یؤخ ذ

. بھ سواه . نزل أحد المریدین على زاویة الشیخ ضیفا ، فأقراه ثالثة أیام

.یا ولدى قد انتھت مدة الضیافة : ثم قال لھ . إنما جئت ألتصوف : فقال المرید




١٦

لیس التصوف عندنا أن تصف قدمیك وغیرك یمون لك ، ولكن أب دا : " فقال الشیخ برغیفیك فأحرزھما ، ثم تصوف ، ثم اجعل من شارك م سبحتك ، واذك ر عل ى دق ات

" . الفأس والمكوك : وقد كانت األلقاب الصوفیة تدل على ما یتناولونھ من حرف ومھن وصناعات

واص ، وھك ذا تع رف أنھ م ك انوا بح ق فم نھم ال دقاق ، وال سماك ، وال وراق ، والخ . أمثاال للمسلم الكامل إیمانا ، وعمال وإیجابیة ، وصلة كبرى باهللا

فالتواك ل م رض دخی ل عل ى الت صوف ال صحیح ، یعالج ھ ص وفیة العلم اء ، ك ل .بأسلوبھ

أولیاء اهللا ، من ھم ؟ وھل یجوز تعیین ولى هللا باالسم ؟

الوالیة تورث باألسرة ؟وھل

أولیاء اهللا ھم عباده الصالحون ،الذین نسلم علیھم فى كل ص الة كلم ا قرأن ا الت شھد ، ، ثم یلیھم فى والیة اهللا أتب اعھم ، ھوعلى رأسھم األنبیاء ، علیھم صلوات اهللا وسالم

فأص حاب س فینة ن وح ، وأص حاب میق ات موس ى ، والحواری ون م ع عی سى ، كل أولئك ψشدون ، ومن تبعھم بإحسان ، واالئمة من أمة موالنا رسول اهللا والرا

" .، ومن على أقدامھم ھم األولیاء الذین ال خوف علیھم وال ھم یحزنون الذین آمن وا وك انوا [، كما جاء فى اآلیة اإلیمان ، والتقوى : والشرط فى الولى

ال صالحیة للنیاب ة ع ن ح ضرة ( ث م "١٨: س ورة ف صلت ، اآلی ة " ]یتق ون ] وھ و یت ولى ال صالحین [لقول ھ تع الى " ] واهللا یتولى ال صالحین [ ψالمصطفى

" . ١٩٦: ف ، اآلیة من سورة األعرافالصالحیة بمعنى الصالحیة التى تستوجب كفایة معینة فى الجوانب الثقافی ة والروحی ة

، [للتبلی غ ، ووارث ة النب وة ، وس یادة الب شریة والذاتی ة والتعبدی ة ، حت ى یك ون العب د أھ ال

س ورة " ]ولق د كتبن ا ف ى الزب ور م ن بع د ال ذكر أن ال رض یرثھ ا عب ادى ال صالحون ) الـ ـبالھة ( و) الوالی ة ( وھنا ینكشـف البون الھائل ، ما ب ین ١٠٥: األنبیاء ، اآلیة

غ ال بمجھ ود أغل ى أو ، وأن الوالی ة ك سب ) االحت راف ( و) الوالی ـة ( ، وم ا ب ین اهللا یجتب ى إلی ھ م ن ی شاء ، [كم ا ج اء باآلی ة ھ ى اجتب اء بحك م الم شیئة اإللھی ة ،

) . ١٣: الشورى ، اآلیة : سورة " ]ویھدى إلیھ من ینیب




١٧

–وتعیین رجل توافرت فیھ ال شروط بوص ف الوالی ة ، ال یتع ارض م ع مب ادئ اإلس الم . رجاال بأوصافھم ال حرج وقد وصف علماء الحدیث –فیما أعرف

. فذلك ما العلم للتصوف بھ : أما أن الوالیة میراث حتمى ( ، وھنــاك شئ آخر نسـمیھ ) التـصوف ( والبد ھنـا من اإلشــارة إلى أننى أتحدث عن

وھذا ھو الذى أساء إلى التصوف ، ومازال ، وسوف یبقى كذلك ، ما لم ) المتصوف . م ینقذ اهللا التصوف من التردى الذى یعانیھ یشأ اهللا شیئا ، وما ل

كما أنھ البد من اإلشارة إلى أن للوالیة معان شتى جاءت بھا كلم ات الق رآن والح دیث ، تدور حول أولیاء الرحمن ، وأولیاء الشیطان ، وقد حصرنا الك الم ھن ا ، فیم ا ن رجح

رئ عناوین ومؤش رات فنحن ھنا للقا. ( أنھ المقصود وفى الحجم المطلوب للصحیفة ) . فقط وللبحوث مقام آخر

: لماذا یبدى الصوفیة ولعا شدیدا بإقامة األضرحة ؟ • وبإقامة الموالد ؟ • وما سند ذلك من الكتاب والسنة ؟ ... والتماس بركة الموتى ؟ •

آخ ر " ]ص حاب القب ور كما ی ئس الكف ار م ن أ [الصوفیة ال ییأسون من الموتى •

وھ م ی رون أن الم وت مرحل ة م ن مراح ل ال سفر اإلن سانى " س ورة الممتحن ة الكادح إلى اهللا ، فالمیت عندھم حى حیاة برزخیة ، وللمیت عالقة أكی دة ب الحى ،

م ن احادی ث ، رد المی ث ال سالم عل ى الزائ ر ، ψبم ا ص ح ع ن رس ول اهللا القلی ب ( لم وتى ψ عند قبره ، ومحادثت ھ ومعرفتھ ، وبتشریع السالم على المیت

. ، كما وردت فى عدة أحادیث ثابتة ) یوم بدر " ] ویستب شرون بال ذین ل م یلحق وا بھ م م ن خلفھ م [ومن القرآن حسبك قول ھ تع الى

فھن اك إذن عالق ة مؤص لة ب ین الح ى والمی ت ، - ] ١٧: سورة آل عمران ، اآلی ة !! موجھا إلى األحجار وإال الدعاء والسالم على المیت

. ألھل البقیع ، والسالم علیھم وتكلیمھم والدعاء لھم ψومعنا رسول اهللا ل ھ كت اب ) تلمیذ ابن تمیم ة ، وحواری ھ ، ووارث دعوت ھ ( ولألمام ابن قیم الجوزیة

الروح وقد أثبت فیھ كل مذھب ال صوفیة ، بم ا ال مزی د علی ھ ، ف ى موض وع الحی اة . القة األرواح باألحیاء ، والبن أبى الدنیا فى ذلك تألیف مفید بعد الموت ، وع




١٨

أن الولى فى الدنیا ولى بخصائصھ الروحی ة ، وماھب ھ : بحق :والصوفیة یعتقدون الرھبانیة ، والخصائص والمواھب من متعلقات ال رواح ، وال ارتب اط لھ ا باألج سام

روح ھ إل ى برزخ ھ ، ألبت ة ، ف الولى ح ین یم وت ترتف ع خصائ صھ ومواھب ھ م ع . إل خ ... ولروحھ عالقة كامل ة بقب ره ؛ ب دلیل م ا ق دمنا م ن ال سالم علی ھ وده ال سالم

. ومن ھنا جاء تكریم ھؤالء السادة الصالحین من أصحاب القبور وضع حجرا على قبر بع ض ال صحابة ، وھ و عثم ان ب ن ψوقد ثبت أن رسول اهللا أنھ لما توفى سیدنا إب راھیم ب ن رس ول اهللا : ة فى أسد الغاب" مظعون رضى اهللا عنھ

ψ وأعلم النبى " . عثمان بن مظعون : الحق بالسلف الصالح : " قالψ قبر عثم ان وك ان ھ ذا " أتع رف ب ھ قب ر أخ ى : " ، وق ال " بن مظع ون بحج ر ، وك ان ی زوره

خ اذ بتوسیة القبور المشرفة ، فاستدلوا بھ عل ى ج واز ات τالحدیث ، بعد حدیث على م ا ی دل عل ى القب ر ، وعل ى ف ضل ص احب القب ر ب ال إغ راق وال مبالغ ة ، رج اء

. استمرار زیارتھ ، والدعاء لھ والقدوة بھ ، والصدقة علیھ ، وحفظ أثره . ومن ھنا نقل المیت من مكان إلى مكان أفضل ، كما صح فى حدیث جابر غیره

وخوف اندثار القبر من جان ب بحسن نیة من جانب ، –ثم بالغ بعض الناس فى لك إن األمر ی دور م ع علت ھ : فاتخذ اآلمر بالتطور الصورة التى تراھا ، وقالوا –آخر

، وقد كانت علة تسویة القبور ، والمنع األول م ن زیاراتھ ا ، ھ ى مخ الف االنتك اس وإن أخط أت ( والعودة إلى الشرك ، وقد استقر اإلیمان والتوحید ف ى قل وب الن اس ،

فال باس بعمل م ا ی ذكر ال صالحین للق دوة واالعتب ار ، والقی ام بح ق ) انا ألسنتھم أحی صاحب القبر من الزیارة وغیرھا

) .وقد نقلنا آراء علماء المذاھب فراجعھا فیما یأتى ( أبع د ش ئ ع ن –وھ ى عل ى عالتھ ا : ھ ذه ھ ى وجھ ة النظ ر عن دھم ب صفة عام ة

والرردة ، واستحالل ماء الم سلمین ، وق د م رت التھویل بالشرك والوثنیة ، والكفر وال ص لى م سلم –السنین على ھذه األضرحة ن فما عبد منھ ا ض ریح م ن دون اهللا

. وقبور كبار االئمة ψلولى ركعة ، والمثل العملى مضروب بقر سیدنا رسول اهللا تع اون أما ما یكون على عادة من بدع الزیارات ومناكرھا ، فأمور یمكن تقویمھ ا بال

. على عالجھا بالتى ھى أقوم سلفا بأن ھذه الكلم ات بال ذات ، س تنبرى لھ ا أل سن وأق الم احترف ت –وإننى مستیقن

خثومة ھذا الرأى ، واتخذتھ أس اس م ذھبھا ، وھ و ك ل دعوتھ ا وب ضاعتھا ، ولكن ى أع رض ال رأى ، وال أدع ى الع صمة ، وال أحتك ر ال صواب ، وأرى أن ك ل أح د

بق در م ا أع رف س لفا ، . المھ ویرد علیھ ، إال م ا ج اء ع ن اهللا ورس ولھ یؤخذ من ك كافة النصوص المقابلة ، ووجھات النظر األخرى ، فالح دیث ھن ا ق دیم ومك رر ، ال

ولك ن ال ح ول وال . جدید فیھ على اإلط الق ، والتقری ب ب ین وجھ ات النظ ر ممك ن




١٩

( صیل عن التوسل والقبر ف ى رس الة قوة إال باهللا ، وارجع إن شئت إلى ما كتبناه بتف ) . قضایا الوسیلة والقبور

– فھو ما لم یك ن ب صورتھ ھ ذه ف ى ال صدر األول ، وھ و :أما االحتفال بالمولد • فی ھ المقب ول والمرف وض ، وإن ك ان المرف وض ق د غل ب –على وضعھ الحالى

غاء یطالبون بغی ر فعال على المقبول ، والبد من وقفة إصالح ؛ فإن القائلین باإلل . الممكن أصال ، وال ینظرون إال إلى الجانب المرفوض وحده

إرب ل ( ملك ) طغرل ( أن أول من احتفل بذكرى المولد النبوى ، ھو الملك المظفر . العراق ، بموافقة اإلمام أبى شامة ، والعلماء )

. ثم التقط الفاطمیون الحبل ، فزودا وتوسعوا ؤنا الدلیل ، فوجدوا أن اهللا كرم یوم الوالدة ، ویوم الم وت ، والبع ث وقد التمس علما

[" م رتین ، م رة بل سان الق رآن ، وأخ رى حكای ة ع ن ل سان عی سى علی ھ ال سالم وال سالم عل ى ی وم ول دت وی وم [ - ]وس الم علی ھ ی وم ول د وی وم یم وت یبع ث حی ا

.سورة مریم " ]أموت ویوم أبعث حیا ك ان ی الزم ψدة منزل ة عن د اهللا ، ث م نظ روا فوج دوا أن رس ول اهللا أذن فبی وم ال وال

ھ و ی وم ول دت فی ھ ، : " ف سئل ف ى ذل ك ، فق ال ! صوم یوم االثن ین م ن ك ل أس بوع . كما ثبت فى الحدیث الشریف " وأنزل على فیھ

كان یحیى ذكره مولده الشریف ، شكرا هللا تعالى فى كل اس بوع ψأنھ : ومعنى ھذا الصیام ، وربما بما تیسر لھ من خیر ، فھو یوم من أیام اهللا ، وق د أھ تم رس ول مرة ب

الح سن ) س بوع ( بأی ام اهللا ، كم ا فع ل ف ى ی وم عاش وراء ، وكم ا فع ل ف ى ψاهللا فى حجة الوداع ثالثا وستین بدن ة ، ψوالحسین ، باإلضافة إلى ما ورد من أنھ ذبح

. بعدد سنى عمره الشریف ھذا ، وما ھو منھ ، یمكن استنباط م شروعیة إحی اء الموال د ، لم ا فیھ ا ومن مجموع

م ن ال ذكریات النافع ة ، والعب ر الموجھ ة ، وبم ا فیھ ا م ن ت الوة الق رآن ، وال وعظ واإلرشاد ، والذكر الصحیح ، والثقافة ، ثم بما فیھا م ن التع رف عل ى الب ر والتق وى

االجتماعی ة ؛ فھ ى بھ ذا الوص ف ، وال رواج االقت صادى وال صدقات ، والحرك ة أسواق خی ر ونف ع ع ام ال ت ضیق ب ھ اص ول األحك ام ال شرعیة ، وال فروعھ ا ، ب ل

إنھا تدعو إلیھ ، وتحض علیھ: االی ة : االنبی اء " ] إال رحم ة للع المین ك وم ا أرس لنا[: ث م إن اهللا تع الى یق ول

ك ان ی الزم ψ أن رس ول اهللا إذن ، فلیوم الوالدة منزلة عند اهللا ، ث م نظ روا " ١٠٧ھ و ی وم ول دت فی ھ ، وأن زل : " فسئل ف ى ذل ك ، فق ال ! یوم اإلثنین من كل أسبوع

. كما ثبت فى الحدیث الشریف " على فیھ




٢٠

ك ان یح ى ذك رى مول ده ال شریف ، ش كرا هللا تع الى ف ى ك ل ψأن ھ : ومعن ى ھ ذا یوم من أی ام اهللا ، وق د اھ تم اسبوع مرة بالصیام ، وربما بما تیسر لھ من خیر ، فھو

) س بوع ( بای ام اهللا ، كم ا فع ل ف ى ی وم عاش وراء ، وكم ا فع ل ف ى ψرس ول اهللا ف ى حج ة ال وداع ثالث ا ) ψ( الحسن والحسین ، باإلضافة إلى ما ورد من أنھ ذب ح

. وستین بدنة ، بعدد سنى عمره الشریف شروعیة إحیاء الموال د ، لم ا فیھ ا ومن مجموع ھذا ، وما ھو منھ ، یمكن استنباط م

م ن ال ذكریات النافع ة ، والعب ر الموجھ ة ، وبم ا فیھ ا م ن ت الوة الق رآن ، وال وعظ واألرشاد ، والذكر الصحیح ، والثقافة ، ثم بما فیھا م ن التع رف عل ى الب ر والتق وى ، وال رواج االقت صادى وال صدقات ، والحرك ة االجتماعی ة ؛ فھ ى بھ ذا الوص ف

خیر ونفع عام ال تضیق بھ أصول األحكام الشرعیة ، وال فروعھا ، بلى أن ھ أسواق .تدعو ایھ ، وتحض علیھ : االی ة : األنبی اء " ] وم ا أرس لناك إال رحم ة للع المین [ث م إن اهللا تع الى یق ول

١٠٧ " ق ل ψوقد أمر اهللا تعالى أن نفرح بفضلھ ورحمتھ " إنما رحمة مھداة : ( ψویقول فإحی اء . ٥٨: ، اآلی ة ψی ونس : س ورة " ]هللا وبرحمتھ ، فبذلك فلیفرح وا بفضل ا

بالم شروع م ن العب ادات والخی رات ونحوھ ا ، إنم ا ھ و ψذكرى مولد الرس ول اهللا . فرح برحمة اهللا ، فھو تنفیذ ألمره تعالى

: ب شروطھا ψكذلك نحن مأمورون بال شكر عل ى النعم ة ، وم ا ج اء ب ھ رس ول اهللا . منشكر النعمة ، وھو واجب قرآنى صریح نوع

وعلى نحو ذلك أو بعضھ ینسحب حكم مشروعیة إحیاء ذكری ات موال د اهللا جمیع ا ، . بشروطھا المقررة

بأنھ لیس كل ما لم یكن فى ال صدر : وھنا یجب أن نقرر أیضا القاعدة العلمیة الثابتة . األول ھو حرام ، وإال فلم یبق فى حیاتنا شئ حالل

مما اندس فى ھذه التجمعات من امفاسد الخلقة والینیة واالجتماعی ة –وفیما عدا ھذا فالحكومة والصوفیة الرسمیة ، والجمھ ور ، ھ م الم سئلون جمیع ا عنھ ا ، –وغرھا

. وھو شئ عم وطم واورث الھم والغم . فى الدنیا واآلخرة

م ن ال : شیخ ، لتوصیل المرید إلى ربھ ، ویقول ون یقول الصوفیة بضرورة وجود ال

ضیخ فالشیطان شیخھ ، فھل ھذا صحیح ؟




٢١

ال صوفیة ف ى ھ ذا ی صدرون ع ن ص حیح ال شریعة ، وص حیح لطبع ة ، :ی ا ول دى . وصحیح التجربة ، وصحیح التجربة ، وصحیح الممارسة والواقع

" ٧: سورة األنبیاء ، اآلیة " ]أھل الذكر فاسألوا [: أما الشریعة فاهللا تعالى یقول ولكل [ویقول " ٥٩: سورة الفرقان ، اآلیة " ]فاسأل بھ خبیرا : الرحمن [ویقول

س ورة " ] وال ینبئ ك مث ل خبی ر [: ویق ول " ٧س ورة الرع د ، اآلی ة " ]قوم مھاد : رة األنع ام ، اآلی ة س و " ] أولئك الذین ھدى اهللا فبھداھم اقتده [ ١٤: فاطر ، اآلیة

وق د كان ت لك م [ . ١٥: س ورة لقم ان ، اآلی ة " ] واتبع سبیل من أناب إل ى [ . ٩٠ھ ال س ألوا ، ف إن دواء : وفى الحدیث الثابت . ]أسوة حسنة فى إبراھیم والذین معھ

" .٤سورة الممتحنة ، األیة ! " " العى السؤال ك ر ، خبی ر بوس ائل الف رار إل ى اهللا ، ق دوة س ئول ، ذا ذ = فالب د م ن ھ اد :وإذن

والھجرة إلیھ ، ألم تر إلى موس ى كی ف طل ب المرش د لیتبع ھ ، كم ا ج اء ف ى س ورة .الكھف ، وكیف كان أدب موسى مع مرشده

ول ذا ك ان الب د لطال ب حف ظ الق رآن م ن المق رئ الموق ف الخبی ر بأحك ام ال تالوة ، ھ ، الس تحال علی ھ أن یح صل ح ق وص حة األداء ، ول و ت رك الق ارئ الع ادى لنف س

ال تالوة وص حة األداء ، وبالت الى ربم ا اض طربت مع ھ مف اھیم اآلی ات ، وغاب ت األحكام ، وقل ذلك فى علوم الدین واللغة ، وكل علوم الدنیا فكریة كانت أم عملی ة ، حتى الحرف والمھن وال صناعات ، مھم ا عل ت أو دن ت ، الب د لھ ا م ن اخت صاصى

أسرارھا ، فما لم یكن للمرء شیخ فى العلم ض ل وافترس ھ ال شیطان ، یلقنھا ویكشف . واستھواه وجعل إلھھ ھواه ، فھلك

وما لم یكن للمرء معلم ف ى بقی ة ال صناعات لم ا أص اب وال أج اد وربم ا أھل ك وھ و یطلب الحیاة ، ومن ھنا كان البد للسالك إلى اهللا من غمام یرشده ویوجھھ ویسدده ،

ابی ل ال شیطان ، ف ى العب ادات والمع امالت ، والخط رات النف سیة ویك شف ل ھ أحواإلرادات القلبیة ، والواردات الت ى ق د تك ون أخط ر عل ى ص احبھا م ن الكف ر عل ى

. صاحبھا من الكفر الصریح ف اإلم ام ف ى ال صالة ، وف ى تلق ى الرس ول ع ن جبری ل ٤ فك ر ف ى م و :ی ا ول دى

. علیھما الصالة والسالم كب ار ائمتن ا أخ ذھم وتق یھم ع ن كب ار ش یوخھم ، ك ابرا ع ن ك ابر ، ولھ ذا س جل

باإلجازة الشریفة ، والثبت المحكم ، وسواء فى العلوم ، او فى تلقى البیع ة ال صوفیة ( ، واتصال السند ، وال یزال فى عصرنا ھذا یستعد الطالب ألعل ى درج ات الثقاف ة

وم ا ی ستوى [ة العل م والجھ د والب د ل ھ م ن م شرف ی شاركھ رحل ) الدكتوراه م ثال " ١٦: سورة الرعد ، اآلیة " ]األعمى والبصیر




٢٢

ال تأخذ العلم م ن ص حفى : " قولھم ) غیر الصوفیة ( وقد تلقینا من قواعد أھل العلم " . وال القرآن من مصحفى

. ھو الذى جمع محصولھ من الصحف وحدھا ، دون مرشد " :الصحفى " و قرأ القرآن وحده ، من غیر موق ف ، وھ ذا مج رح عن د اھ ل من" : المصحفى " و

. العلم عل ى األنبی اء عل یھم ψثم تأمل مرة أخرى بعثة الرسل إلى الناس ، ون زول جبری ل

. الصالة والسالم بالتوجیھ والھدایة أن التقاء روح الطالب واألستاذ ، وتبادل الود ، ووح دة اإلرادة :وال تنس یا ولدى

فی ھ أث ر روح ى ونف سى : ج الشخصیتین بالحب والتسامى ، وقصد وجھ اهللا ، واندما مق رر عن د أھ ل العل م بالق دیم والح دیث ، وح ین یك ون ال سند موص وال ، یك ون م ن

، وإن لم یؤمن الجاھلون بسره أال ) بركة السند ( ورائھ سر مجر ، یسمیھ الصوفیة تأم ل . ٤٦سورة األح زاب ، اآلی ة " ] وداعیا إلى اهللا بإذنھ[: ترى قولھ تعالى

!! ، فمن ھنا تبدا البركة ، ثم تتسلسل " ] إن ك ال تھ دى م ن أحبب ت [وأظن فى ھذا اإلجمال كفایة إن ش اء اهللا ، وإال فــ ـ

. ٥٦: سورة القصص ، اآلیة

حرك ات غی ر وال( م ا ھ و الحك م ف ى اس تخدام ال رقص والطب ل والزم ر والغن اء •

! ؟) الالئقة فى كثیر من حلقات الذكر !تحریف أسماء اهللا تعالى ؟ • ! ؟) ھھ ، ھھ ( أو ) أه ، أه ( و ! ؟) ھھ ، ھھ ( أو ) أه ، أه ( و ) ھا ( إصدار األصوات الساذج بنحو • ! اشتراط أن یتخیل الذاكر شیخھ بین عینیھ ؟ • ! االعتراف للشیخ بالذنوب والمعایب ؟ •

من قادة الفكر الدینى المعاصر ، وأح د الم صلحین – وأستغفر اهللا –أشرتم إلى أننى

. الصوفیین ، فجزاكم اهللا عن حسن الظن بحسن الثواب وال أستشرف إلى ھ ذه القیم ة . نفسى فال أعدو قدرى – بحم اهللا –وأنا امرؤ أعرف

فیم ا – بك ل ط اقتى –كت المت سامیة ، لكنن ى ال انك ر ف ضل اهللا عل ى ف ى أنن ى ش ار م ن خدم ة الت صوف خاص ة ، واإلس الم وال وطن –زعم ت لنف سى أن ھ یرض ى اهللا

. عامة ، وال أزال بحمد اهللا رغم ما أعانى




٢٣

( والبد من تسجیل حادث تاریخى فرید ، مم ا عانی ت ف ى س بیل اإلص الح ال صوفى ویر ، واإلص الح ؛ فف ى الخم سینات ، عن دما ألحح ت ف ى المطالب ة ب التط ) وال أزال

الصوفى ، حتى استجابت الحكومة ، وألفت لجنة لإلصالح الصوفى بریاس ة مح افظ القاھرة ، وكنت مقرر ھ ذه اللجن ة بوص فى ص احب االقت راح ، وخبی را ف ى ال شئون الصوفیة ، ثم شكلت لجنة من بعدھا بریاسة وزی ر األوق اف ل نفس الغ رض ، وكن ت

ال وزیر ف ضیلة األخ األس تاذ ال شیخ أحم د ح سن وك ان ( مقررھا أیضا لنفس ال سبب ) . الباقورى رحمھ اهللا تعالى

اجتمعت الجمعیة العام ة للط رق ال صوفیة م ن اكث ر م ن س تین ش یخا : من أجل ذلك ) ف صلى نھائی ا م ن الط رق ال صوفیة ( بم سجد اإلم ام لح سین ، وق ررت باإلجم اع

!! وتجریدى من النسبة إلیھا حت ى ) !! ش یخ ( رة ف ى الت اریخ ال صوفى الرس مى ، یف صل فیھ ا وكانت ھذه أول م ؟ وكانت قصة ، إنم ا ھ ى غ صة ، وكف ى التلم یح !إلى اعتبارى " رد مجلس الدولة

الت صوف ) أع داء ( إلیھا لتعرف كیف أحیا ماضیا على شظایا الزجاج المحط م ب ین . وھذا قدرى ، وال یزال ) أدعیائھ ( ،

أن اس تمرت الحكوم ة ف ى النظ ر ف ى ھ ذا اإلص الح عل ى :ث م ك ان م ن ف ضل اهللا أس اس م ذكراتى وتقریرات ى ال سالفة ، وغیرھ ا ، حت ى ص درت الالئح ة ال صوفیة

كخط وة كبی رة ، ف ى س بیل تطھی ر الت صوف – بعد والدة طویل ة ع سیرة –األخیرة كان ت الالئح ة ف ى وتطویره وإصالحھ ، وقد سجلت بعض مالحظاتى علیھ اا ، وإن

رغ م – إن أمكن التطبیق الصحیح –مجملھا شیئا حسنا فى خدمة تصوف المسلمین . ما لى علیھا من مآخذ أساسیة

: وبعد فیم ا ی سمى حلق ات – فأما استخدام ال راقص ، والطب ل ، والزم ر ، والغن اء :وأوال

مة الصوفیة ، أو غیر الصوفیة ساء عند أئ ) قوال واحدا ( فلیس من دین اهللا –الذكر . ، وإنما ھو من الدخیل ، والدسیس الذى تسلل إلى التصوف ، فأفسده ، وأساء إلیھ

) : الشرع الشریف ( فى مدخل ) ابن الحاج ( ینقل الشیخ وم ا ك ان ص التھم [: وقد عاب اهللا نحو ذلك على الم شركین م ن قب ل ، فق ال :قلنا

یعن ى ت صفیرا . ٣٥: س ورة األنف ال ، اآلی ة " ]دیة عن د البی ت ، إال مك اء وت ص !!وھما من لوازم الطبل والزمر والرقص ! وتصفیقا

إن ال رقص ، والطب ل ، والزم ر ، الش ك ھ و لھ و ولع ب ، ف إذا اتخ ذناه دین ا ، ك ان " ، ] وذروا ال ذین اتخ ذوا دی نھم لھ وا ولعب ا [: افتراء على اهللا ، وھ و تع الى یق ول

واهللا ال ) األنع ام واألع راف ( كما فى آیتى ] لعبا ولھوا [و " ٥١اف ، األیة األعرفإذا ك رر األم ر ك ان معن ى ھ ذا أن ھ ش ئ یغ ضب ل ھ . یأمر بترك شئ ھو قربة إلیھ




٢٤

غضبا مضاعفا ، لم ا فی ھ م ن تع د عل ى ح دوده تع الى ، وعل ى ح دوده یق ول ش اعر الصوفیة

یا عصبة ما ضر أمة أحــمد ر ، ومزمار ، ونغمة شادنطا

وسعى على إفسادھا إال ھى ! أتكون قط عبادة بمالھى ؟

وإنما یعبد اهللا بما شرع وفیما شرع تعالى سعة وكافیة ، ومتعة روحیة بغیر حدود ،

لو أردنا أن نتخذ لھوا ، التخ ذناه م ن ل دنا ، [: والعبادة جد كلھا ، وھو تعالى یقول س ورة " ]نق ذف الح ق عل ى الباط ل فیدمغ ھ ، ف إذا ھ و زاھ ق إن كن ا ف اعلین ، ب ل

، ـ وم ن ش اء لھ وا مباح ا ، فلیبتع د ب ھ " ١٧: األنبیاء علیھم الصالة والسالم ، اآلیة . عن العبادة ، وعن التصوف

وف ى س بیل التجدی د –ولوجھ ھ اهللا ، وللح ق ف ى ذات ھ ورغ م م ا أص ابنا ، وال ی زال أن مشیخة الطرق الصوفیة المعاصرة ، أص درت ع دة نقرر –واإلصالح الصوفى

منشورات ، تنھى فیھا عن ھ ذا العب ث ، ولك ن ھن اك أھ واء ، وخلفی ات ، ومواری ث المستحكم ، واالقت دار " الجھل المتأصل فى النفس " ومصالح ، ونوع من الجھلوت

ورات ، ، بل اإلصرار على المخالفة ك ل ذل ك یق ف دون التنفی ذ ال واقعى لھ ذه المن ش . حتى كأنھا لم تكن ، ولكن البد لھذا اللیل من آخر

أما الغناء واإلنشاد ، فإن كان ملتزما ، وبشروطھ المشروطة شرعا ، ف إن ل ھ : ثاینا وغی ره أن ψأصال فى السنة الصحیحة ؛ ففى البخارى وغیره أن س یدنا رس ول اهللا

: ناء مسجده الشریف ینشدون وھو یشارك فى ب– كان أصحابھ ψسیدنا رسول اهللا اللھم لوال أنت ما اھتدینا

فانزلنا ســكینة علینا وال تصدقنا وال صلینا وثبت األقدام إن القینا

!! إلى آخر ما قالوا بأصوات منغمة طبعاص على لحون العرب كان ی ردد نح و ھ ذه المق اطع عل ى م ن ك ان ین شد م ع الم ردیین م ن ψكما ورد أنھ

: " ψ ، وس اء ف ى بن اء الم سجد ، أو حف ر الخن دق أو غی ره ، وق د اس تمع ال صحابة یرید النساء عن خلف الركب ، منھن من ال یق وین عل ى "! رویدك ، رفقا بالقواریر

" شدة خطو اإلبل المأخوذة بجم ال الح داء وح سن ال صوت ، ورق ة األداء والتلح ین ل ھ المدین ة كم ا اس تمع إل ى الم أة استمع إل ى غن اء الج وارى ، عن د دخو ψتواتر أنھ

. التى نذرت أن تضرب لھ الدف وتغنى ف ى بع ض المناس بات واألراجی ز " األراجی ز " ك ان ی ستمع ل بعض ψوقد ثبت أن ھ

شعر ینسد منغما بلحن عربى موروث ، فھو ضرب جاد من الغناء العفی ف ، ف ضال . مسجده وأصواتھا ب) بلحون العرب ( عما كان یستمعھ من الشعر




٢٥

وت أثر ال نفس ال شریفة ب اللحن وال صوت الجمی ل طبیع ة ف ى اإلن سان الكام ل ، ال ینكرھا رجل سوى قط ، أال ترى أنھ سوف یكون من مت ع الجن ة أن ی ستمع أھلوھ ا

ألذان ، وكی ف ك ان ) ب الال ( ψكالم الرحمن عز وجل ، وكی ف اخت ار رس ول اهللا ، وكی ف ψأحد مؤذنى النبى ) ى محذورة أب( العرب یضربون المثل بصوت وأداء

. أقام منبرا لحسان فى المسجد ینشد الشعر علیھ منافحا ψأنھ لقد أوت ى ھ ذا مزم ارا م ن مزامی ر آل : " لصوت ابن مسعود ، فقال ψولقد استمع

الح دیث بھ ذا اللف ظ رواه اإلم ام أحم د والن سائى ، واب ن ماج ھ ع ن أب ى " " دوداد . ى عن أم المؤمنین السیدة عائشة رضى اهللا عنھا ھریرة والنسائ

یرتل القرآن ، ترتیال یأخذ بمج امع القل وب ال صحاة فیتمن ون ل و ψوكان رسول اهللا . أنھ طال وبالغ

وم ن " ح سن اس تماع اهللا للنب ى ح سن ال صوت ب القرآن : " وفى الصحیحین ح دیث " یجھ ره : صوت یتغنى بالقرآن ما أذن لنبى ما اذن لنبى حسن ال : " ألفاظھ الحدیث

. إن أنك ر األص وات [ : ث م أال ت رى أن اهللا أبع ض ل صوت الكری ھ ، فق ال تع الى

وم ن مجم وع ھ ذا ، وم اا ھ و " !! ١٩: لقم ان ، األی ة : سورة " ]لصوت الحمیر یمكن الحك م عل ى اإلن شاد الملت زم بالم شروعیة عل ى اق ل ص ور ) . وھو كثیر ( منھ

لم یكن السنیة ، أو الن دب ، أو االستح سان ؛ ف أن م ن اإلن شاد م ا یرتق ى الحكام ، إن . بالمرء إلى أسمى معارج األرواح ، إذا كان رقیق القلب شفیف الروح

م ن ل م تطرب ھ األوت ار ، عل ى : ( وق د أث ر ع ن بع ض كب ار ش یوخ األزھ ر ، قول ھ األزھ ار ، والن سیم شواطئ األنھار ؛ فى ظالل األشجار ، وغرید األطیار ، وجوار

... ) فھو حمار من حمار : المعطار ، ذاكرا فردوس العزیز الغفار فإجماع أئمة الت صوف عل ى : أما تحریف أسماء اهللا الحسنى فى حلقات الذكر : ثالثا

وهللا االس ماء الح سنى ، ف ادعوه بھ ا ، [: أنھ حرام موبق ، وحسبك فی ھ قول ھ تع الى س ورة األع راف ، " ]اسمائھ ، سیجزون ما كانوا یعلم ون وذروا الذین یلحدون فى

فھنا أمر بالذكر ، م ع نھ ى ش دید ع ن تحریف ھ والتح ذیر ع ن اص لة بم ن ١٨٠اآلیة یحرفون ھ ، أى یلح دون فی ھ ، وإع الن أنھ م س یجزون ب سوء عملھ م ، فیك ون ھ ذا

تع الى ، اإلعالن بمثابة إنذار ، ونھى شدید مكرر ، حتى ن دع م ن یحرف ون أس ـماءه ؟ !فكیف بحـكم المحرفین أنفسھم

وغی ر " أه ، أه " أو " ھ ى ، ھ ى " أو " ھ ا ، ھ ا " وھذا اإللحاد ی شمل نح و ق ولھم ذل ك م ن األص وات ال ساذجة الحمق اء ، الت ى ال تك ون أب دا م ن ك رام الن اس ، وال

. ال أسلوبا ، وال أداء : أفاضلھم




٢٦

ن ھ مم ن رف ع عن ھ القل م ولھ ذا وجب ت التفرق ة لكن المأخوذ عن نفسھ ، ال یؤاخ ذ ؛ أل . الشرعیة بین ھذا وذاك

: وفى ھذا یقول الشیخ األخضرى فى أرجوزتھ الصوفیة أبقوا من اسم اهللا حرف الھاء

لقد أتوا واهللا شـــیئا إدا فألحدوا فى أعظم األسماء

تخر مــنھ الشمخات ھدا غی ر وض عھ ال شریف ، م ن نح و ض م ألف ھ عل ى) اهللا ( ویلح ق بھ ذا نطقھ م باس م

األول ى أو ك سرھا ، م ع ق صر الف م الوس طى ، وم ع تخفی ف الم ھ أوتغلیطھ ا ، مم ا یخرجھا من منطوقھ القرآنى إلى منطوق سوقى محرم ، وخصوصا م ع م ا ی سمونھ

.أى تغلیظ الصوت ) الدوكة ( ق د ورد ف ى الق رآن و) ض میر الغائ ب لغ ة ( فھ ذا اللف ظ ) : ھ و ، ھ و ( أم ا ق ولھم

[: وقول ھ " ای ة الكرس ى " ] اهللا ال ال ھ إال ھ و [: الكریم كثیرا من نحو قولھ تعالى فھ و الغائ ب ع ن النظ ر ، – ٦٥س ورة غ افر ، األی ة " ]ھ و الح ى ال إل ھ إال ھ و

المشھود بالبصیرة ، وقد أفرد افمام الفخر ال رازى ف ى تف سیر الفاتح ة بحث ا ض افیا ، بنحو ع شرین دل یال ، نح ن ف ى –ربما كان اسم اهللا األعظم ) ھو ( ھ أن لفظ أثبت فی

. ذلك معھ خالفی ة ، وم ادام ف ى األم ر وجھ ان –عل ى أس وأ األح وال ) ھ و ( فالمسألة فى لف ظ

ودلیالن ، فإنھ یسعنا ما یسع غیرنا ولیس منن العدل تجریم من أختار أح د ال وجھین !! كلھا محل خالف لصحة دلیلھ عنده ، والفروع

" . متى دخل االحتمال ، بطل االستدالل " :والقاعدة رض ى ) أب و الح سن ( فلم یثبت علمیا أنھ ذكر بھ إمام الشاذلیة ) آه ( أما لفظ ) جـ (

" أب ى العب اس المرس ى ، واب ن عط اء اهللا : م ن أمث ال –اهللا عن ھ وال كب ار تالمی ذه درة " ر ف ى أھ م مراج ع الت اریخ ال شاذلى ، كـ ـ وال شیخ الحنف ى ، ول م ی رد ل ھ ذك

، ولكن ھ من سوب إل ى بع ض كب ار " واللط ائف " ، " المفاخر العلی ة " و " األسرار أئم ة ال شاذلیة المت آخرین ، ولھ م عل ى م شروعیة ال ذكر بع د أدل ة ش تى ، لع ل م ن

م م ا أقواھا ، وأحكمھا ما كتبھ المرح وم ال شیخ الظ واھرى ش یخ األزھ ر ال سابق ، ث . كتبھ المرحو الشیخ عمران الشاذلى فى عصرنا الحدیث

أن ل ھ أث را عظیم ا بالممارس ة والتجرب ة والد : ثم إن الذاكرین بھ ذا االس م یق ررون . من مراجعة أدلتھم قبل الحكم لھم أو علیھم ( وم ن ال شاذلیة م ن ال ی ذكرون ب ھ ، . فھ و أی ضا نم ط م ن الخالف ات الفرعی ة

الفاس یة ( وم ن أش د الن اس تم سكا ب ھ ف روع ) ، والحامدیة ، والمحمدی ة كالحصافیة ) . الشاذلیة

أن ا ال آم ر بھ ذا : ( وكان والدى رضى اهللا عنھ ال یستھجنھ ، وال یستحسنھ ، ویقول ) . االسم ، وأنھى عنھ




٢٧

إن عذرى معى فى التوق ف ف ى ھ ذا االس م بم ا ل ھ ، وم ا علی ھ ، وم ا : ( وكان یقول ) . علیھ خیر مما فیھ الخالف خالف

ونجن على األثر ؛ فى نعیب على من یذكر بھ بدلیلھ ، وال نلوم من ال یذكر بھ : قلنا . لدلیلھ فھ م یقول ون : وفیما یتعلق باشتراط تخیل المرید شیخھ عند الذكر بین عینی ھ : رابعا

اغل ، وتفری غ إن الم راد األساس ى م ن ھ ذا ، ھ و اس تجماع المھم ة ، وط رد ال شو : للتجھیز ل دخول – مؤقتة –القلب لحسن التوجھ ، واالستعداد لالستمداد ، فھو وسیلة

حضرة الحق ، فإذا ما انحصرت الطاقة فى ت صور ال شیخ ، والنب ى ، وھم ا ی دفعان المرید إلى اهللا ، ویھیئانھ للعمل ، ثم إذا أخذ المرید فى ال ذكر ، ك ان أول م ا ینط رح

. الخیال النى ، فلم یبق إال اهللا الباقى على المرید ھو . ھذا ھو أصل الموضوع عندھم

وتخیل صورة الشیخ لیست شرطا ، ولكنھا من اوسائل االجتھادیة والتجریبیة النافلة ولھذا لم یقل بھا كثی ر م ن ال شیوخ ، اكتف اء ب صدق المحب ة ، والربط ة ب ین المری د .

. ، حتى كأنھ بینھما ψوشیخھ ونبیھ . وفى ھذا الموضوع بحوث نفسیة عمیقة

إنم ا تك ون قبی ل الب دء ف ى التعب د ، ولم دة – عن دھم –وإذا عرفن ا أن ھ ذه الحال ة . ثم یكون الذكر الذى یستغرق كل أحاسیس الذاكر . لحظات فقط

والشیخ عند ال ذكر ، أش بھ ش ئ بم ا یخط ر عل ى ب ال الم صلى م ن ψإن تخیل النبى ر ، واإلنس والجن ، وأھ وال الح شر ، وعظم ة اهللا ، وھ ذه ص ورة اخیلة الجنة والنا

ف الموقف ھن ا وھن ا واح د ، وبالت الى یك ون . ال تبط ل ال صالة ، وال ت تھم بالوثنی ة – أو بع ضھم –الحكم واحدا ، فقد انتفت دع وى الوثنی ة ، الت ى یرم ى بھ ا ال صوفیة

. فى ھذا المجال ، تھورا ومجازفة تى قضیة اعتراف المرید لشیخھ بذنوبھ وعیوبھ ، فأى حرام فى ھذا ؟ ثم تأ:خامسا

. إنك عندما تذھب إلى الطبیب تذكر لھ كل ما تشكوه ، وما یؤلمك وھذا الشیخ ھو طبیبك الروحى فى اهللا ، وعق دة ال ذنب ت ؤرق ص احبھا ، فھ و ی سأل

الم ھ ، ووخ ز طبیبھ الروحى عما عسى أن یطھره ویغسلھ من خطایاه ، وینقذه من آ .فى لغة القرآن والتصوف ) النفس اللوامة ( الضمیر ، وھو

: ، فیقول أحدھم مثال ψألیس كان یاتى الناس إلى رسول اهللا " م اعز " كم ا ح دث م ثال ف ى ق صة " ھلكت یا رسول اهللا ، فقد فعلت كذا وك ذا ""

ی دل المعت رف ψواعترفھم ا بارتك اب الخطیئ ة لرس ول اهللا " الغامدی ة " وق صة بخطئھ على لو عمل بھ تقبلھ اهللا ، وعفى عن ھ ؛ ف إن م ن الفط رة ض رورة اإلف ضاء




٢٨

رواه البخارى فى التاریخ عن س یدنا ثوب ان رض ى " والدین نصیحة " واالستنصاح " .اهللا عنھ ، والبزار عن عبد اهللا بن عمر رضى اهللا عنھ

] " ٧: ء ، االیة سورة االنبیا" فاسألوا الذكر [ألیس اهللا یقول ك انوا – ب ل وغی ر الم ؤمنین –ث م أن اآلی ات القرآنی ة كلھ ا ت دل عل ى أن الم ؤمنین

وإذا ج اءك [: یسنبئونھ ، وی ستفتونھ ، ف ى مث ل قول ھ تع ال ψیأتون إلى رسول اهللا . ٥٤: سورة االنعام ، اآلیة " [.. الذین یؤمنون بآیتنا ، فقل سالم علیكم

س ورة " ]... ول و إنھ م إذا ظلم وا أنف سھم ج اءوك فاس تغفروا اهللا [: وقول ھ تع الى س ورة المائ دة ، " ]... فإن جاءوك ف اكم بی نھم [: وقولھ تعالى ٦٤: النساء ، االیة

س ورة " ].. یا ایھا النبى إذا ج اءك المؤمن ات یبایعن ك [: وقولھ تعالى ٤٢: اآلیة " ١٢: الممتحنة ، اآلیة

عل ى المج ئ إل ى أھ ل ال صالح وطل ب الن صح م نھم ، أو الفت وى ، او فكلھ ا ح ث التوجی ھ ، وال یك ون ذل ك إال م ع بی ان طل ب االستی ضاح أو االس تفتاء ، فك ان ھ ذا جمیع ا م ن أس باب اإلف ضاء إل ى ال شیخ ب النوب أو العی وب ، طلب ا للتع رف عل ى م ا

. یرضى اهللا ، وما یكون سببا لإلنابة والمتاب س یستشیر الرجل من ھو اعلم منھ ، لیستفید م ن تجربت ھ أو خبرت ھ أو س وابقھ ثم ألی

فى معاناة األمور ؟ أل یس یق ض األخ إل ى االخ بم ا یؤرق ھ ویقلق ھ طالب ا ن صحھ وتوجیھ ھ ؟ وھ ل اتخ اذ

الشیخ إال من اجل تنقیة النفس من أوضارھا ، وترقیتھا فى معارج السالكین ؟ ان یطل ب المری د ن صیحة ش یخھ فیم ا – ، أو وض عا ش رعا–فل ست أرى ممنوع ا

وأم رھم ش ورى [واقعھ من مثالب وخطایا ، لیدلھ على وسیلة النجاة ، وف ى الق رآن " ٣٨: سورة الشورى ، اآلیة " ]بینھم

وأظن ما قدمتھ كافیا اآلن ، فى ھذا المجال وھ ى ( لرج ال ال دین ھذا یشبھ نوعا من الكھنوت فى االعتراف: وال اعتراض بأن

وف وق كبی ر ب ین ھ ذا " علم اء ال شریعة " وإم ا كلم ة اإلس الم فھ ي " كن سیة " كلمة . وذاك

فالفارق ھائل ضخم ؛ فھناك یعتقدون أن مجرد االعتراف كاف ف ى مح و الخطیئ ة ، . وأن االعتراف الذى یقبلھ الكاھن ، یقبلھ الكاھن ، یقبلھ اهللا حتما

دل الشیخ مریده على ما بھ یرضى اهللا عنھ ، م ن توب ة واس تغفار أو فإنما ی:أما ھنا ص دقة ، أو عب ادة ، ث م ی دع م ا وراء ذل ك هللا وح ده ، إن ش اء قب ل ، وإن ش اء ال ،

.وھذا فارق ما بن الشرك والتوحید * * *




٢٩

! ما حكم التضرع والتوسل بأصحاب األضرحة ؟ • !والمدد هللا وحده ؟" مدد " ع لكلمة وما حكم االستخدام الشائ •

مسألة التوسل إلى اهللا بما یح ب ، وبم ن یح ب ، م سالة قدیم ة ، تناولتھ ا طبق ات م ن ال سلف والحل ف ، ب ین ال رفض والقب ول ، وكم ا م ال إل ى ال رفض أمث ال ال شیخ اب ن

ص ة ف ى اب ن حج ر واإلم ام ال شوكانى ، وبخا ظتیمیة ، م ال إل ى القب ول أمث ال الح اف " . الدر النضید " كتابھ

واألمام اآللوسى فى ذلك تفصیل مفید واإلسالم متفق على صحة مبدأ التوسل ، والخالف كلھ على اللفظ والكیفی ة واالتج اه

م ا یكف ى ، ) التع اون ( ، واألدل ة ھن ا ال یت سع لھ ا مق ال ، وق د س بق أن ن شرت ل ى . ففیھ التفاصیل الكافیة " یلة الوس" وعلیك أن تراجع ما كتبناه فى رسالة

والمھم فى ھذه المسألة المت شعبة الجوان ب ، الف سیحة الرح اب أن یوج ھ الطل ب إل ى نوعا من تأكید الطلب ، – لمن شاء التوسل –اهللا وحده ، ون یكون ذكر المتوسل بھ

ب االعتراف بالتق صیر والتف ریط ف ى جن ب اهللا ، مم ا یخج ل مع ھ المتوس ل أن یكتف ى یغل ب عل ى ) أو بم ن ( عائ ھ ، وھ و ل یس أھ ال لالس تجابة ، فیست شفع إل ى اهللا بم ا بد

.ظنھ أنھ مقبول عنده فى رجاء إال یرد أو یرفض : وما دام الطلب إلى اهللا ، وإلى اهللا ، ابتداء وانتھاء ، كقول القائل

ل ى ف ال خط أ ، وال ش رك ع " اللھ م إن ى أس ألك ك ذا وك ذا ، متوس ال إلی ك بك ذا " اإلطالق ، وقد ذھب إلى ھذا المرحوم اإلمام ح سن البن ا ، واعتبرھ ا م ن الخالف ات

. الفرعیة ولیس التوسل واجبا ، وإنما ھو اختیار لمن شاء ، على أال یكون الطل ب موجھ ا إل ى

وطل ب م ن العب د – مع ھ ذا –العباد ، سواء أحیاؤھم أم أمواتھم ، فإذا أخطأ الجاھل مھم ا –یرد إلى الصواب ، ویكفیھ نیتھ وحسن اعتقاده ، وعلمھ الیقین ى ، فإنھ یعلم و

. مع اهللا شیئا ك بأن اهللا ھو الفعال ، وإنما العبد وسیلة ، ال یمل–كان أمیا جاھال وإذن فال نخرجھ من اإلسالم بجرة قلم ، أو انفعال ل سان ؛ ف إن ھ ذا أم ر خطی ر ، ال

. ر الناس فى أیامنا ھذه بما ال یقبلھ عقل وال دین أحد ، وإن كان قد شاع تكفیھیملك – كم ا قل ت –أما األدلة فتشى ، ال یحتملھا مقال ، وال عشر مقاالت ، ولكنى أفضل

ف ى رس الة خاص ة " مجل ة م سلم " أن تقرا بحثا كنت كتبتھ فى ھذا الباب ، وطبعت ھ لنب وى ، وأولی اء اهللا ، ، وتحقی ر أھ ل البی ت ا ) قضایا الوس یلة والقب ور ( ھى رسالة

م ن أق رب وس ائل الث راء الم ربح ، وس رعة التعاق د عل ى العم ل الم أمول ف ى ب الد وأیسر وس ائل ال شھرة ، وبن اء العم ارات ، ورك وب الط ائرات ، وحی ازة ! البترول

.... ! فافھم ...... السیارات




٣٠

ن إال هللا ، وم ن فإن نعمة اإلیج اد واإلم داد كلتاھم ا ال تكون ا " :مدد "أما قولھم • ، فالحیاة األولى واآلخرة جمیعا ، ومحت وى المل ك ، والملك وت كل ھ لاهللا عز وج

كال نمد ھؤالء وھ ؤالء م ن [: وھو یقول . ، إنما ھو من إیجاده ، وإمداده تعالى وھى أی ة كامل ة ش املة ، ومؤادھ ا " ٢٠: سورة اإلسراء ، اآلیة " ]عطاء ربك

. ٧٨: سورة النساء ، اآلیة ] عند اهللا قل كل من[: فى معنى .والعبد سبیل أو سبب ، ولكل شئ سبیل وسبب

: إن كان یطلبھ من شیخ حى ، فھو إنما یرید بالمدد : فطالب المدد طل ب العل م ، أو اإلرش اد ، أو ال دعاء ، قلبی ا ك ان أو نف سیا ، أو تلق ى ال سیاالت ،

الم شحون بأس رار اإلیم ان ، وق وى التعب د ، والتی ارات الروحی ة م ن طاق ات ال شیخ . والعالقة باهللا

م ؤثرة ، أثبتھ ا العل م الق دیم ةولك ل مخل وق می االت وتی ارات كھربی ة ومغناطی سی والجدی د ، واس تدل بم ا ف ى اإلن سان م ن ال شجاعة والم روءة ، والھم ة ، ونحوھ ا ،

ث م قررھ ا عل م ال نفس فكلھا قوى خفیة ، سمیناھا باألسماء ، ووص فناھا ب األخالق ، دلیال على القوى الشریرة ف ى اإلن سان ، وھ ذا یثب ت " الحسد " الحدیث ، واتخذ من

بالمقابلة دلیال قوى خی رة ، ت ؤثر ف ى الغی ر بمث ل م ا ت ؤثر ق وى ال شر –إن لإلنسان من الحسد فى المحسود ، فكل شئ لھ مقابل ، ھو ض ده ، ث م إن التن ویم المغناطی سى

العلمى المعترف بھ ف ى ك ل جامع ات الع الم ، وك ل المح اكم العالمی ة ھ و فى أسلوبھ للمرح وم یوس ف " س بیل ال سعادة " راجع كتاب " دلیل فى ھذا الجانب غیر مدفوع

للمرح وم محم د فری د وج دى ، " عل ى أط الل الم ذھب الم ادى " ال دجوى ، وكت اب ن الق وى والطاق ات اإلن سانیة كثی را م " ال روح " وقد قرر الشیخ ابن القیم فى كتاب ھ . فى اإلحیاء والموتى ، فارجع إلیھ

الت ى یعتق د " وھذا ، وإن كان یطلب المدد من شیخ مت وفى ، فھ و یطل ب م ن روح ھ أن تتوجھ شفاعة إلى اهللا فى شأنھ بما " أنھا تحیا برزخیا ، فى مقام القرب من الحق

ة بح دود زم ان أو مك ان ، ف القیود یھمھ ؛ فاألرواح ف ى عالمھ ا تحی ا حی اة غی ر مقی د والحدود نتیجة الحیاة البشریة ، وأما األرواح ، فھى من عالم االنطالق ، والشك أن ھذا الجانب كلھ مزلق من اخطر المزالق ، وال یقوى عل ى فھم ھ وض بطھ إال أول وا

. األلباب ، ومن ثم وجب تبصیر الناس ، أو سد الذرائع الحاالت الھستیریة التى نشاھدھا ف ى كثی ر م ن التجمع ات ولیس معنى ھذا أنن أجیز

المنسوبة إلى التصوف ، وإنما أردت أن أبین علة الموضوع وإسناده إل ى أھ ل العل م . ولكل حق باطل یشبھھ ، وما یستوى األعمى والبصیر ، وال الظلمات وال النور . مرتزق ة والن صابین ، للأما ما یحیط بالموالد م ن منك رات جعلتھ ا مج اال خ صبا •

فق د قررن ا أن الموال د بوض عھا الح الى فیھ ا ال شروع والممن وع ، وق د أص بح




٣١

ق راءة الق رآن ، : الممن وع فیھ ا غالب ا عل ى الم شروع لألس ف ال شدید ، فم ثال ومجالس العبادة ، وحل ق العل م ، وانت شار ال صدقات ، وم ا یك ون ب ین الن اس م ن

، ورواج الحك ة التجاری ة ، والتالق ى عل ى اهللا التع ارف ، والت آلف ، والتع اطف" بحسن النیة وصفاء القلب ، وفقره االجتماعى المحبب شرعا وطبعا ، ك ل ذل ك

ال ینكرھا عقل ، وال دین ، واإلسالم دی ن التجمی ع والتكتی ل ، " حركة فیھا بركة نوع ا ومعنا جماعات الصلوات ، والجمع ،والعیدین ، ف ضال ع ن اعتب ار الموال د

. من الفرح بفضل اهللا ورحمتھ ، فبذلك فلیفرحوا عبادة محرفة ، وتجمعات منكرة ، ولصوصیة أراض : ولكن بجوار ھذا شر موبق •

، ول صوصیة أم وال ، ومرات ع ف سوق ، وب ؤرات می سر ، وم ستنقعات تخری ف ، أى وض یاع . وتحریف ، وشعوذة ، وتفاخر ، وتكاثر باالتباع واألم وال ، والمظ اھر

!! ضیاع لألموال واألوقات واألخالق والطاعات ومن ابر لل دعوة الوطنی ة . إن ھ ذه الموال د یمك ن أن ت صبح أس واقا للثقاف ة الربانی ة

واإلس المیة ، ومناس بات للخی ر الع ام والخ اص ، ال یمك ن أن ت ضارعھا ف ھ أى وى تجمعات م صنوعة ، مھم ا اس تقطبت م ن المغری ات ، ول یس ھ ذا ف ى ی د أح د س

الحكومة أوال ، فیما لھا م ن اإلش راف علی ھ ، ث م ف ى ی د م شیخة الط رق ال صوفیة ، فیما لھا من اإلشراف علیھ إذا صح العزم، وصح الحزم ، على التغیی ر ن وطرح ت

. المجامالت ، وصدقت المواجھات . ولیس بعد الحق إال الضالل . أما والحال على ھذا المنوال ، فخسارة ووبال

ك الم ع ن الموال د ف ى جوانبھ ا المختلف ة تاریخی ا وش رعیا ، ك الم طوی ل ، أن الوتستطیع أن ترجعھ إلى بع ضھ ف ى بع ض ن شرات الع شیرة ومجلتھ ا ، وفم ا ق دمناه

.ھنا آنفا كافیة السؤال الثانى عشر

ما حكم المواكب الصوفیة ؟ واألزیاء الشاذة ؟ وما یكون فیھا من الرقص ؟ والدفوف ؟ والصاجات ؟ واألعالم ؟

واألوشحة ؟ والعمائم الملونة ؟ : الجواب

–وما یلیھ من الدفوف والصاجات ، فقد أوضحنا . والرقص . والزمر . أما الطبل حكم تحریمھ باتفاق كعبادة ؛ فھو لھو وباطل ، وعبث لیس من الدین ، –فیما قدمنا

" راجع ما قررناه آنفا " وال ھو شأن الرجال فقد كان أول موكب انعقد فى اإلسالم یوم إذن اهللا بإعالن ھذا : نفس المواكب أما

عمر بن الخطاب ، : الدین الخاتم ، فخرج المسلمون فى صفین على رأس أحدھما وأخترق ھذا الموكب شعاع مكة . حمزة بن عبد المطلب : وعلى رأس اآلخر

. وثنیاتھا ، یعلن بالتھلیل والتكبیر




٣٢

ب المجموعات فى المدینة تعلن بالتكبیر لیالى األعیاد والجماعات ، ثم جاءت مواكثم جاءت السرایا والبعوث ، تأخذ وجھتھا فى الدعوة . التى تعلن بالتلبیة فى الحج

إلى اهللا ، كلما علوا شرفا ، أو ھبطوا سھال ، ھللوا وكبروا ، فكان ھذا جمیعا أصل . مة والمواكب الصوفیة السلی" المسیرات "

فقد وجدت فى مسیرات الجیوش فى الصدر األول ، حتى إذا غزا :أما األعالم " الشیخ أبو الحسن الشاذلى " لویس التاسع دیاط ، ودع اإلمام الصوفى العظیم

ودقت طبول الحرب بین یدیھ ، وسار إلى . الناس فى الجھاد ، بعد أن كف بصره ان العلماء عز الدین بن عبد السالم ، موكبھ أئمة الدین فى عصره ، ومنھم سلط، " صاحب الترغیب والترھیب " وإمام المحدثین الشیخ زكى الدین المنذرى

ومكین الدین ، وابن دقیق العید ، ورجالھ من الصعید إمام علماء الصول ، وغیرھم . من الخاصة ، فضال عن الجماھیر الھائلة

حماس الناس وغیرتھم ، فتابعھ ) وف وھو مكف( وكان قد آثار خروج أبى الحسن اآلالف یخرجون إلى كفاح الفرنسیس بأموالھم وأنفسھم ، وقد اتخذت كل بلدة أو

اسرة رایة لھا ، تعرف بھا ، ویتجمع تحتھا رجالھا ، حتى إذا نصر اهللا المسلمین ، ال " بالمنصورة ) الصوفى ( ، وحبس فى دار ابن لقمان " لویس ورجالھ " وأسر

" .ت دار ابن لقمان موجودة فى المنصورة ، وقد حولت إلى متحف معروف زالثم ورث بعض المتصوفة ھذه األعالم من أسرھم ، وأقاربھم ، وبالدھم ، وإتخذھا

وحولھا من حقیقة إلى تمثیل ، وفلسوفھا ، فأدخلوا إشارة فى مجال مجاھدة . شعارا صوصا بعد ھبوط مستواه إلى ما النفوس ، ولست أرى ھذا الرأى وال آسیغھ ، وخ

. ترى فى المدن والقرى ومن الناس ولم یعرف ولى اهللا كان لھ زى غیر . فمدسوسة على أھل اهللا :أما األزیاء الشاذة •

كما جاء فى " . ومن لبس ثوب شھرة شھر اهللا بھ . " فھى أثواب شھرة : مألوف ألسھ اهللا یوم القیامة ثوبا من لبس ثوب شھرة { وفى حدیث آخر " الحدیث الشریف

رواه أبو داود ، وابن ماجھ عن عبد اهللا بن عمر رضى } مثلھ ، ثم یلھب فیھ النار . اهللا عنھ

قد قتل ، تخذیال لجماعة المسلمین ، فلبس رسول اهللا ψوأذاع الشیاطین أن رسول اهللا ψسبب معین ، فى وقت لفتا لألنظار ، وتكذیبا لدعوى المشركین ، وإذن فقد لبسھا ل

كما . حزنا على استشھاد الحسین ) الشیعیة ( ثم لبسھا . كما قرره أھل العلم . معین . لبسھا العباسیون ألمر ما

. الصفراء كانت عالمة المالئكة یوم بدر ، فال دلیل من العلم فیھ : أما القول بان مامة ، وكل ما جاء فى إنما عمامتھ بیضاء كالغ : ψوأكثر ما روى عن رسول اهللا

. ألوان العمائم ، فحدیث واه شدید الضعف ، أو حدیث موضوع ، وكالھما ال یؤخذ بھ . فإنھم یجعلون خالف األولى ، فى رتبة الحرام : وخصوصا من الصوفیة




٣٣

( كانت بھ عصابة حمراء ، سماھا ) أبا داجانة ( غیر أنھ ثبت أن الصحابى الجلیل حتى یعرفنى : فسئل فقال . یلبسھا إذا غامر فى صفوف األعداء كان) عصابة الموت

بھا المسلمون ، إذا شرفنى اهللا بالشھادة ، فقد لبسھا لسبب غیر الشھرة والترفع والزھو . الثوب األحمر غیر المخطط ψعلى خلق اهللا ، وقد كره رسول اهللا

أیام ) بن محمد بن قالوون شعبان بن حسین( أما العمامة الخضراء فقد احدثھا السلطان مشارق ( وخص بھا آل البیت لبعض األسباب ، كما نقلھ العدوى فى . حكم الممالیك

. ، على ان للعلماء فیھا رآیا مضادا ) نور األبصار ( ، والشبلنجى فى ) األنوار . فلعلھ ال یكون بھا بأس " عادة " فإذا لبس الناس عمائمھم الملونة على أنھا

إذا لبوسھا تعبدأ ، أو تمذھبا ، فلن یكون معھم كتاب وال سنة ثابتة ؛ ألنھا أما أن أماومن " " لیس منا من دعا إلى عصبیة : " یقول ψتكون تعصبا للمذھب والنبى

لیس من من دعا إلى عصبیة ، ولیس من مات على : " ψقولھ : نصوص الحدیث .رواه أبو داود " . عصبیة

] ال تزكوا أنفسكم [: واهللا یقول : تزكیة للنفس ، وإعالنا عن الشرف وإما أن تكون . وإنما یعبد اهللا بما شرع . وإما أن تكون تعبدا

ومن احسن من [: وإما أن تكون تبركا ، وال تكون البركة إال فیما أذن فیھ اهللا ورسولھ ، خروجا من الحرج ، لمن فلیكن إذن لبسھا على سبیل العادة]اهللا حكما لقوم یوقنون

. یشاء ، إذا ضمن أال یجره لبسھا إلى الریاء والتعالى والسمعة وغضب اهللا ورسولھ السؤال الثالث عشر

ما حكم االعتقاد فى قدرة بعض االشیاخ على االطالع على الغیب ؟ نفسھ علمھ بالغیب ؟ ψوقد نفى القرآن عن الرسول

: الجواب : ینبغى فیھ التعمیم المبھم ، فأن الغیب نوعان ھذا الباب مما ال

. غیب حقیقى .١ . وغیب مجازى .٢

. بھ إال اهللا وحده ط ما كان فى كنون العلم اإللھى ، ال یحی:فالغیب الحقیقى فما قد كشف اهللا عنھ لمن شاء من خلقھ ، فھو العلم الذى تنزل بھ : أما الغیب المجازى

كل - فى لیلة القدر – یفرق –ن كل أمر ، وبخاصة حین المالئكة والروح بإذن ربھم م ) . الكشف ، واإلظھار ، والبیان : ومن معانى الفرق ( –أمر حكیم

ما یكون فى األحداث الكونیة التى تقع فى منطقة ما ، :ومما یدخل فى الغیب المجازى . فیراھا من ھم حولھا ن وال یراھا وال یعرفھا اآلخرون

االنعام ، : سورة " ] وعند مفاتح الغیب ال یعلمھا إال ھو [ هللا وحده : قیقى فالغیب الح " .٥٩: اآلیة

وقد یتفضل اهللا على بعض رسلھ فیحیطھم علما بما یشاء من علمھ ؛ تأییدا لھم ، ] عالم الغیب فال یظھر على غیبھ أحد ، إال من ارتضى من رسول [وتعجیزا لخصمھم




٣٤

ینبئ الناس بما یأكلون وما یدخرون ψ، كما كان عیسى " ٢٧: یة سورة الجن ، اال" .آل عمران : من سورة ٤٩راجع اآلیة رقم " فى بیوتھم

عن وقائع واحداث جاءت فى حیاتھ وبعد – فى أعالم نبوتھ - ψوكما حدثنا رسول اهللا . مماتھ ، كما حدث بھا بكل تحدید

الذى " من عباده ، كما صح فى الحدیث الكریم وهللا آھلون–وھناك نفر من أھل اهللا إن " أحمد والنسائى ، وابن ماجھ ، والحاكم عن سیدنا أنس رضى اهللا عنھ : رواه االئمة

آھل القرآن ھم أھل اهللا : من ھم یا رسول اهللا ؟ قال : قالوا " : هللا آھلین من الناس " . وخاصتھ

بعض الخواص من عباده بما یشاء من بحر أن اهللا تعالى یتعطف على :ومعنى كل ھذا –وھو قولھ تعالى ! علمھ ، فال أحد یستطیع أن یحیط بشئ من علمھ إال إن یشاء اهللا

" ] ولو كنت أعلم الغیب الستكثرت من الخیر ، وما مسنى السوء [ : ψعلى لسان نبیھ كشف عنھ لى ، أى فال أعلم إال ما علمنى ربى ، وما . ١٨٨: سورة األعراف ، اآلیة

ψوقولھ على لسان یوسف ) وعلمناه من لدنا علما [: ومن ھذا الوجھ أیضا قول تعالى ، وقولھ " ٣٧ ، اآلیة ψسورة یوسف " ] ذلكما مما علمنى ربى [فى تأویلھ الرؤیا

. الخ . ..... ١١٣: سورة النساء ، اآلیة " ] وعلمك ما لم تكن تعلم [: تعالى . ى الغیب الحقیقى كل ھذا ف

وھو ما خرج من نطاق المكنون الربانى ، فال یتمنع أن تكون ھناك : أما المجازى . وسائل لإلحاطة بھ

. وقد فصل اإلمام اآللوسى ھذا الجانب تفصیال مفیدا حاسما صفاء النفوس بطول مالزمة العبادة واالستغراق ، وعدم : وقد یكون من ھذه الوسائل

. شأن أولیاء اهللا الصالحین – بغیر اهللا االنشغال . وقد یكون من ھذه الوسائل ما ھو آلى فلسفى ، كالذى نراه فى فقراء الھنود

إن الشیاطین : " وقد یكون من ھذه الوسائل استخدام الشیاطین ، كما جاء فى الصحیح ، فیكذبون معھا یذھبون فى العنان فیخطفون الكلمة من الملك ، فیقرونھا فى آذان الكھان

فتذكر األمر – وھو السحاب –وروى البخارى أن المالئكة تنزل فى العنان " مائة كذبة فیسترق الشیطان السمع فیسمعھ ، فیوجھھ إلى الكھان ، فیكذبون –قضى فى السماء

" . راجع الزواجر البن حجر " معھا مائة كذبة من عند أنفسھم بعض صالحى الجن ، بما ال بأس بھ مع بعض وقد یكون من ھذه الوسائل تطوع

فاألمر متشابھ متشعب –وقد یكون بأسباب أخرى كثیرة جدا . الصالحین من اإلنس . دقیق ، ال تحكمھ العواطف المنفعلة

وبین أیدینا من التجارب الواقعیة ما یغطى كل ھذه األنواع وغیرھا ، مما لم نشر إلیھ ، . وھو كثیر




٣٥

ھا یجب أن یستنبطھا من یتصدى للحكم على الغیب ؛ فإن فتنة تعمیم وھذه األصول كلاألحكام ، والتھویل واإلیھام ، كثیرا ما تخرج بطرفى القضیة عن المنھج العلمى ، او

. العلم المنھجى ، فال یتحقق إنصاف ، وال ینصف تحقیق السؤال الرابع

ادعاء العصمة لألشیاخ ؟ • : الجواب

اء وحدھم ، أما غیرھم ، فلو صحت لھم العصمة لكانوا انبیاء ، وال نبوة العصمة لألنبیالذین ) الشیعة ( ، ولم یقل بالعصمة لبشر بعد النبى إال فى ψبعد سیدنا المصطفى

أعطوا ائمتھم ھذا الحق بأدلة قبلوھا ھم ، ولیس فى الصوفیة الراشدین من یقول ھذا " . فة وال المستصوفة والعبرة بالمتصو" القول فى شیخ لھ ،

كما " بالحفظ " إن اهللا یتفضل على ولیھ : " لكنھم نقلوا عن أبى الحسن الشاذلى قولھ . والفرق بین الحفظ والعصمة ، فسیح األبعاد " نبیھ " یتفضل على

فاهللا [وحسبك أن العصمة ھبة ومنحة ، والحفظ كسب وأثر لالجتھاد واالحتیاط والورع وقد قررنا أن المتطرفین والغالة موجودون فى كل . ] أرحم الراحمین خیر حافظا وھو

. مذھب ودین ، وبغیھم على أنفسھم ، ال على المذھب ، وال على الدین . ، فردھم وأمرھم بالتشبھ بھ ψكما قررنا أن الغالة وجدوا فى عھد رسول اهللا

السؤال الخامس رة الواحدة ؟ ما حكم توارث المشیخة فى أبناء األس) س(

: الجواب إذا وجد فى األسرة من ھو أھل لحمل عبء الدعوة ، فال شك أن أحق وأولى من كل

ذریة بعضھا [الوجوه ، وفى القرآن أن اهللا فضل آل إبراھیم وآل عمران على العالمین ومن ثم كان سیدنا إبراھیم أبا لجمیع " ٣٤: سورة آل عمران ، اآلیة " ]من بعض

یاء ، أى أن االنبیاء جمیعا كانوا من آسرة واحدة ، فال اعتراض من جھة الشرع أو االنبالعقل على ذلك ، مادام یحمل األمانة من ھو أھل لھا ، وقد ورث سلیمان داود ،

یرثنى . ھب لى من لدنك ولیا [: واستورث موسى آخاه ھارون ، ودعا ذكریا ریھ . ٦ ، ٥: ، اآلیة ) یھا السالم عل( سورة مریم " ]ویرث من یعقوب

أحمد ، وابن : رواه اإلمامان " من كنت مواله فعلى مواله : " ψوفى الصحیح یقول . ماجھ

] والمؤمنون والمؤمنات بعضھم أولیاء بعض [أما إذا فقط شرط الصالحیة والكفایة ، كان ذلك إقطاعا بشرایا ، وال یعرفھ دین اهللا ،

فإذا نفخ فى الصور فال انساب بینھم یومئذ ، [: االنضباط االجتماعى وال یقبلھ نظام . ثم نذكر ھنا نوحا وابنھ ، وفرعون وامرأتھ ]وال یتساءلون

السؤال السادس عشر




٣٦

تعیین ولى اهللا باالسم ؟ مع أن الوالیة سر بین العبد وربھ ؟ ) س( : الجواب

، فمن تحققت فیھ ھذه العالمات ، فھو سبق أن قررنا أن للوالیة مواصفات ، وعالمات أال إن أولیاء اهللا ال خوف علیھم وال ھم یحزنون ، الذین [ولى اهللا ، بالنص القرآنى

. ١٩٦: سورة األعراف ، اآلیة " ]آمنوا وكانوا یتقون " . ١٩٦سورة األعراف ، اآلیة " ] وھو یتولى الصالحین [وفى االیة

ولإلیمان والتقوى والصالحیة وإشارات وعالئم ، ولھا روائح –فإذا تحصلت الوالیة أطلق اهللا ألسنة خلقھ بحسن الذكر ، –فإذا ما تحققت . ومالمح معروفة بین الناس

إن اهللا اذا أحب عبدا نادى : " وطیب السمعة ، وإفاضة البركة ، وفى الحدیث المشھور رواه " " ل فى األرض والسماء جبریل إنى أحب فالنا فأحبھ ، ثم یكتب لھ القبو

، " . البخارى ومسلم ، عن أبى ھریرة رضى اهللا عنھ ورواه الترمذى عنھ أیضا فالوالیة وظیفة إلھیة فى األصل ، فإذا تسنى أن یعرف الناس صاحبھا ، واطلقوا علیھ ر بمقتضى وظیفتھ ، فال أظن أن بذلك بأسا ، على أن من أولیاء اهللا من ھو مستور مغمو

، على قدم العبد الصالح صاحب موسى عند مجمع البحرین ، والعبد الصالح أویس القرنى ؛ فأولیاء اهللا نماذج لإلنسانیة الكاملة ؛ ألنھم الممثلون الشخصیون للحضرة

. النبویة فیما ندبھم اهللا إلیھ أن الوالیة شئ ، والبالھة شئ آخر :ویجب أن یكون مفھوما

. تمام العقل ، الفقھ بدین اهللا :فمن شروط الوالیة . فال نعتقده وال ننتقده :أما األبلھ

أما إطالق الولى على من میز نفسھ بملبس خاص ، ووضع خاص ، وأسلوب حیاة فطوى الناس تحت لواء الشعوذة والتھریج ، : خاصة ، ولم یتحقق فیھ أوصاف االیات

ذلك ولى الشیطان وحزیھ ، فال یفلح والدعوى ، واختالق الكرامات ، والخوارق ، فحیث أتى ، وإن اجتمع علیھ الثقالن ، فإنما ھو حینئذ من طالئع المسیخ الدجال ، وكثیر

. ما ھم ، وكثیر أتباعھم ھل أحد أكثر اتباعا من ابلیس ؟ : ثم تأمل

.ء االلھى فكثرة االتباع ال تدل على حقیقة الوالیة ، بل قد تكون نوعا من الفتنة واالبتال

السؤال السابع عشر ما ھو القول فى شفاعة األولیاء التباعھم ؟ وحضورھم عند سؤالھم ؟ ) س(

: الجواب شفاعة المؤمنین بعضھم لبعض یوم القیامة آمر ال خالف علیھ بین المسلمین ، وإذا ثبت

سالم أخوة لمجرد اإلخوة فى اإلسالم ، فلعلھا تكون أثبت إذا اجتمع مع األخوة فى اإل من ذا الذى [أخص منھا فى اهللا ، فال یستبعد أبدا أن یشفع مؤمن فى مؤمن باذن اهللا

" .آیة الكرسى " ]یشفع عنده إال بأذنھ




٣٧

لكن من غیر المقبول أن یشیع بین بعض الطوائف أن شیخھم یحضرھم عند السؤال فى وھو منھ براء ، كما ) الشاذلى أبى الحسن ( القبر ، وقد دسوا مثل ھذا الھراء فى تاریخ

دسوه فى تاریخ بعض ائمة الصوفیة اآلخرین ، وھو مخالف للعقل ، والتاریخ الصحیح . ، والنقل جمیعا

. أولى بذلك مع أصحابھ ψولقد كان رسول اهللا لو أن عشرة مثال من أتباع الشیخ فى عدة بالد أو دول متباعدة ، أو حتى : سألت أحدھم

واحدة ، وقد ماتوا جمیعا فى وقت واحد ، وھم یسألون فى وقت واحد ، فمع من فى بلدة یكون الشیخ یا ترى ؟

فعبس ( أم أن المالئكة تنتظر حضور الشیخ حتى یفرغ من وجوده مع اآلخرین ؟؟ ) . ثم أدبر واستكبر . ویسر

؟ ψثم ما ھو الدلیل من كتاب اهللا وسنة مصطفاه .ناس ، وال نظر ، وال استصحاب بالمرة وال استئ. ال دلیل

. وإن من علمائنا من یرى فى تصدیق ذلك مزلقا إلى الوثنیة ولعل من أشد ما یتألم لھ المرء أن یأخذ بعض الصالحین ھذه القضایا الدخیلة على

التصوف بحسن النیة ، ویرددوھا على أنھا حقائق ، ألنھا وجدت مطبوعة فى بعض . من دسھا على الشیوخ بلؤم وخبث نیة الكتب ، وقد دسھا

فھل نأخذ بھذا الشرك ، ألنھ ) إن اهللا ثالث ثالثة : ( إن بعض الكتب المطبوع تقول ! مطبوع فى كتاب ؟؟؟

. فاعتبروا یاأولى األلباب السؤال الثامن عشر

وق لماذا االھتمام بصنادیق النذور بحیث یندر أن نجد ضریحا كبیرا لیس بھ صند) س( نذور ؟

: الجواب النذر فى ذاتھ مشروع ، وإن كان ال یرد قضاء

یوفون بالنذر ویخافون یوما كان شره [: ومدح قوما فقال ] ولیوفوا نذورھم [فاهللا یقول " ] وما أنفقتم من شئ فھو یخلفھ [ ، ویقول ٧: سورة اإلنسان ، اآلیة " ]مستطیرا

من نذر ان یطیع اهللا فلیطعھ ، ومن نذر أن : " ψ ، وقال ٣٩: سورة سبأ ، اآلیة رواه اإلمام أحمد والبخارى واألربعة وأبو داود ، والنسائى " یعصى اهللا فال یعصھ

. وابن ماجھ یعنى عمل عمل أھل الشرك ، وإن لم ) ومن نذر لغیر اهللا فقد أشرك ( والنذر أصال هللا

كان ال بأس بأن تجمع النذور بطریقة واعیة یخرج من الملة ، فإذا اتضح ھذا التأصیل ، ، لتصرف على أھلھا ، وعلى وجوه الخیر ، التى تعود على المسلمین باألھدى

. واألجدى ، وتود على من كان سببا فیھا وعلى فاعلھا باالجر والمثوبة




٣٨

لكل ھل أسلوب جمع النذور وتحصیلھا ، وصرفھا اآلن یتناسق مع المقصود منھا ) س( ؟

: لجواب اھذا تسأل عنھ الدولة ، فلوائح صنادیق البذور تكاد تحصر حصیلتھا فى كبار موظفى المساجد ، وأعضاء لجان الحصر ، إال ما عسى أن یزید من مقررات أولئك جمیعا ، فھو یعود إلى وزارة االوقاف ، ولیس كذلك مراد الناذر ، والمراد الشارع ، والمراد

. ن وضع النذر فى موضعھ الصحیح رجل الشارع ، بل یتعیھذا النذر للسید البدوى ، او السیدة زینب ، أو : وعندما یكون الناذر جاھال ، فیقول مثال

النذر هللا ، وثوابھ البدوى أو السیدة زینب ، أو : " غیرھما ، فعلینا أن نعلمھ أن یقول . ه خطأ نحو ذلك ، وال نرمیھ بكفر وال شرك ؛ فمراده صحیح ، وتعبیر

ھذه ألم ( رضى اهللا عنھ عندما حفر بئره المعروفة ، قال ) سعدا ( ولنتذكر أن سیدنا . وال الصحابة ؛ لصحة قصده ψولم ینكر علیھ رسول اهللا ) سعد

وانتظام ھذا التعبیر مع علوم اللغة العربیة سلیم ، فھو فى اللغة على حذف مضاف یرید –أو للسیدة ، أو للحسین ) ھذا للسید البدوى ( ، فالقائل) ھذه لرب أم سعد ( تقدیره

وإن لم ینطق بلسانھ ،كما حدث تماما من ) نزر لرب السید ، أو السیدة أو الحسین ( أنھ . سعد بن أبى وقاص ، وإنما األعمال بالنیات ، ال بالكلمات

الصحافى –كمال فرغلى / االستاذ ( لقد اتعبتنى یا كمال یا ولدى : كلمة اخیرة وطوفت بى ھنا وھناك ، وقد طاوعتك رجاء تصحیح –) المعروف بجریدة التعاون

على ما سألت من أسئلة ، ) بغایة االختصار ( وقد أجبت . بعض المفاھیم لوجھ هللا بعضھا یحتاج إلى سعة كبرى فى الوقت والبیان ، والدلیل والتعلیل ، وقد أكون مصیبا

حكام وما أبرئ نفسى ، وال أزكى على اهللا أحدا ، وھذا شأن أو مخطئا فى حكم أو فى أ: سورة النساء ، اآلیة " ] ولو كان من عند غیر اهللا لوجدوا فیھ اختالفا كثیرا [البشریة

وأنا اسجل رأیى ، وال أحمل أحدا علیھ ، كما ال اقبل أن یحملنى احد على رأیھ – " ٨٢وستبقى كذلك إلى یوم القیامة ، . األنظار واألفكار ؛ فھذه فروع اجتھادیة ، تختلف فھا

ولیس على األرض من یسجل قوال وھو یظن أن یدخل النار بھ فأسأل اهللا أن یجعل لى ما كسبت صوابا ، وأن یغفر لى ما اكتسبت من خطأ ھو قطعا

. غیر مقصود ، وھو الغفور والودود ا ینفع الناس ویمكث فى األرض إن شاء اهللا وبھذا أكون قد أجبت على أھم ما سألت ، مم

أنھ لیس ھناك خالف بین الصوفیة وبین غیرھم من أھل : ، ومنھ یظھر بكل الوضوح السنة ، إال فى بعض صور الفھم ، وتحلیل المضامین التى جعلت الصوفة یھتمون

ف مذھب بالقلوب والتربیة واألخالق ، واالعتصام بمقامات التسامى والربانیة ، فالتصو . إسالمى أصیل ، من مذاھب أھل السنة التى البد منھا للحیاة الصحیحة

وإذا كان الصوفیة یدعون إلى اإلخالق وبناء داخل االنسان بعد أن تھدم وتحطم ، فھم إنما یعملون غابة ما یجب على اإلنسان الستعمار الرض واالستخالف علیھا ، وتنقیة

واستقرار األمة بأفرادھا على ما لو یكن لھلكت ، الحضارة من أوزارھا وأوضارھا ،




٣٩

وھا نحن قد جربنا ، وضرب االمثال ، ولیس بعد الحق إال الضالل ، ونستغفر اهللا ، .ونتوب إلیھ

الباب الثانى أسئلة جریدة األھرام

سألھا الكاتب اإلسالمى المعروف قال" سامى دیاب " األستاذ

السؤال األول

إن التصوف استقى نظریاتھ فى الحلول ، واالتحاد ، والوحدة ، وحكمة : قولون یاإلشراق ، وكل ھذا من مبادئ الشیعة الرافضة ، واإلسماعیلیة ، ومصادر أخرى

اجنبیة ، كالعقیدة الفارسیة ، والمذاھب الھندیة والنصرانیة ، فابتعد التصوف بذلك عن : تعالیم اإلسالم

: الجواب أن یقولون ما یشاءون ، مادام ال یربطھم علم منصف ، وال خلق عاصم ، ومن للناس

البدیھیات ، ان التصوف اإلسالمى فى ذاتھ شئ ، وما اندس فیھ أود أدخل علیھ شئ آخر حكم على المدسوس ، ال على الشئ نفسھ ، وما : ، والحكم على الشئ بما اندس فیھ

.یل ، والعصبیة للرأى بال تحفظ أو احتیاط أضر العلم إال أسالیب التعمیم والتھوأقر بھ كافة أئمة . روح الكتاب والسنة ، قوال وحدا :أن التصوف اإلسالمى ھو

الصوفیة ، من السلف والخلف ، وأقر بھ المنصفون من األجانب ، الذین تحدثوا عن




٤٠

المجال ، التصوف ، وقد عرفوا التصوف بعشرات التعریفات ، التى تدور كلھا فى ھذاباختالف منازل الرجال ومواقف السلوك ، فإذا اندس من قبل فى كتب الفقھ ، والتوحید ، والسیرة النبویة ، بل فى كتبھ الحدیث الشریف ، والتفسیر ، ماال قبل لھذه العلوم بھ ، ولكن اهللا ندب من أھل العلم من میزوا الخبیث من الطیب ، فلم یترك الناس الفقھ ، وال

وحید ، وال التفسیر ، وال السیرة ، من أجل الدخیل ، أو الدسیس فما أخذ علماء ھذه الت من آجل آالف ψالمواد بما مزجھ الوضاعون فى علومھم ، وال تتركوا سنة الحبیب

. الموضوعات واألكاذیب التى تسربت إلیھا وكذلك بقیة علوم الدین

نھ ، والنبى حى ، والوحى ینزل ، وما لقد حاولوا أن یدسوا على كتاب اهللا ما لیس م ) . على ما قیل فى سندھا أو تاویلھا ( قصة الغرانیق بمجھولة عند طلبة علوم الدین

وھكذا یكون من العجیب ، أن یحاسبوا الصوفیة على جریمة غیرھم ، أن یؤخذوا بخطأ ابن الحاج ( ھ لم یرتكبوه ، بل ھم قد نبھوا علیھ ، وحذروا منھ ، وراجع أن شئت ما كتب

وراجع بإمعان شرح ) مدخل الشرع الشریف ( وھو من خاصة الصوفیة فى كتابھ ) ( على كتابھ إمام الصوفیة الكبیر ) الشیخ ابن القیم الجوزى ( اإلمام اسلفى المعروف

فى أرجوزتھ " األخضرى " رضى اهللا عنھم جیعا ، ثم ما كتبھ اإلمام ) الشیخ الھروى ة من متأخرى الصوفیة ، وما كتبھ أخیرا الشیخ حسنین الحصافى ، ومن الصوفیة الكبیر

قبلھ الشیخ أبو علیان الشاذلى ، ثم المرحوم الشیخ محمود خطاب السبكى مؤسس الجمعیة الشرعیة ، وھو من كبار أقطاب الصوفیة باعترافھ المكرر فى كتبھ ، وبطریقتھ

. وإن كره الكارھون "العھد الوثیق " المفصلة فى رسالتھ المسماه الذى مزج دعوتھ بالتصوف الراشد مزجا كان السبب ) حسن البنا ( ثم ما كتبھ الشیخ

خیر ما یكتب عن " محمد عبده " الول فى نجاحھا وانتشارھا ، ومن قبل ھؤالء كتب . التصوف المستنیر ، شأن كل منصف یرید وجھ اهللا

بن عربى والجیلى ، ومن حذا حذوھم ، ممن نقلوا وال یقبل االحتجاج بأمثال الحالج ، واالتصوف من العمل إلى المنطق والتنظیر ، فلیس ھؤالء ھم كل الصوفیة ، فھم لم یزیدوا

عند التسلیم بانھم شطحوا ، أو تطرفوا ، أو تغالوا ، أو حتى –عن عدد األصابع التوجیھ عند وھو بشر ، اجتھدوا ، وما كتبوه قابل للتأویل ، وحسن–انحرفوا

. المنصفین ، فھو لیس للعامة وأمرھم فیھ إلى اهللا من قبل ومن بعد ومن الظلم الشائن أن یقف الناقدون عند ھؤالء ھم كل الصوفیة ، وینسوا أمثال الجنیضد ، والقشیرى ، والسلمى ، وابن رزوق ، وابن عطاء اهللا ، وأبى طالب المكى ، والھروى

، والسیوطى ، والسنوسى ، والدردیر ، وأمثالھم ، سلفا وخلفا والسھرودى ، والغزالى . وھؤالء ایضا بشر لھم خطأ وصواب

ولكنھم من باب غیر الباب حقیقة ، ومثاال ، وسیلة : ھو التزكیة قوال ، وعمال وحاال " التقوى " :أن التصوف ھو

تصوف ، ووزره على صاحبھ ، وغایة ، فعال وأثرا ، فما لم یكن كذلك ، فلیس من الوحده ، وكما ال یتحمل المسئلون أوزار المنحرفین من أھل القبلة ، فلیس من الدین وال




٤١

من الخلق أن یتحمل الصوفیة الشرعیون أوضار من سبوقھم باالنتساب إلى التصوف ؛ . فإنھ ال تزر وازرة أخرى

إن صح –الھم ، أو یعتقد عقیدتھم ثم إنھ لم یعد بیننا الیوم من یفھم رموزھم أو یقول بأقو وال تنس كیف دسوا على الشعرانى فى حیاتھ ، كما سجلھ فى كتبھ ، –كل ما قیل عنھم ! فكیف بعد مماتھ

الصفاء ، ھو بركة السماء ، ھو الحب : ھو ربانیة اإلسالم ، ھو – یا ولدى –التصوف . ھ خلق اإلنسان حب اهللا ، من حبھ ینبثق حب أحبابھ ، وحب ما من أجل:

السؤال الثانى ونحو ) والكأس ، والخمر . لیلى ( عندما یلغز الصوفیة فى أشعارھم وأناشیدھم بلفظ

ذلك تعبیرا عن مواجیدھم ، أال ترى فى ذلك نوعا تسرب الطبیعة المكبوتة ، وجھرا بھا ؟

: الجواب المجاز والكنایة ، اختار بعض الصوفیة اإللغاز واإلشارة والتحجیة باستعمال

حتى . واالستعارات ، الرموز اللغویة ، تعبیرا عن أذواقھم ، ومواجیدھم ، وأشواقھم : أختصوا بذلك وعرفوا بأھل اإلشارة ألسباب عدة منھا

عدم مساعفة األلفاظ والعبارات المألوفة لتصویر مداركھم ومشاعرھم ؛ فكان •بھا من حسن عرض المشاعر واألحاسیس اللجوء إلى اإلشارة والرمز ضرورة ، لقر

. ، وتصویرھا ، والتعبیر عنھا فلماذا یؤاخذون –ثم إن لكل علم مصطلحا مستحدثا ، وھذا اصطالحھم الخاص بھم

على انھم استقلوا بنوع من االصطالح ، وال یؤاخذ بقیة أصحاب العلوم والفنون ! والحرف وغیرھا ؟

التسلط والبطش ، والقھر ، العدوان واضطراب ومنھا ظروف البیئة ، وفسادھا ب •الرأى ، ثم الرغبة فى اثبات الكیان الذاتى ، والشخصیة المستقلة للدعوة ، والحرص على عدم تمیع خصائصھا ، والتلویج بأنھا طریقة الخاصة فى محاولة إلنقاذ األمة ،

سوط والسیف فى مما دھاھا ، وتقویم ما أعوج منھا عندما استشرى الفساد ، وتحكم ال . الرقاب ولم یبق للحریة أثر

وخصوصا بعد أن اقام أول تجمع للصوفیة فى العھد األول ، كثورة على الترف ، •" وحافظت علیھ الطبقة . واالستعجام ، واالنحالل الذى غزا البیوت واألسواق

إلى ما "فى اهللا " كما نسمیھم اآلن ، ومن ثم تعرض كل ناقد أو منذر " البرجوازیة ال یخطر بالبال من العدوان علیھ ، والمكر بھ ، والتدبیر لھ ، والبطش بأعوانھ ، شأن

. عصور الدكتاتوریة والقھر فى كل أمة حتى الیوم لھذا ولغیره ، عد الصوفیة فى كثیر من أشعارھم وأناشیدھم وأحادیثھم إلى الرمز •

لى مایشبھ اإللغاز والتحجیة واإلشارة ، واستعمال المجاز واالستعارة ، وربما إ




٤٢

فقد اثبت زمالء " فروید " أما فكرة الكبت والتنفیس ، والتصعید ، تطبیقا لنظریة •وتالمیذ ھذا الفروید الیھودى المنحل أنھا نظریة غیر مطردة ، وال غالبة ، وقرروا

صعید باألزمات والعقد التى لم ینفع معھا ت. فروید نفسھ ، كان مشحونا " جمیعا أن . وال تنفیس ، وال تطبیق لشئ من نظریتھ الجنسیة الفاجرة

ولو سلمنا بأن أقوال الصوفیة ، فیھا نوع من التصعید والتنفیس عن انفعاالت حبھم • ، وفنائھم عن الكون بالمكون ، وعن األثر بالمؤثر ، لكان تسربا ψهللا ورسولھ

الربانى المكنون ، فتصبح عبادة محمودا ، لطبیعة طیبة مكبوتة ، فى مستودع الحب أشبھ بدعاء المضطر ، الذى یناجى ویبتھل ، تنفیسا عما یجد ، فیرق ویروق ویرق ،

حتى یكون أھال الستجابة الدعاء ، ألیس كذلك ؟ أما معانى المصطلحات ، فتطلب من كتبھم ، وخصوصا ما كتبھ فیھ الشیخ ابن عجیبة ،

.وبعدھم والشیخ على وفا ، ومن قبلھم السؤال الثالث

أن العقل یعجز عن كشف أو معرفة " ما رآیك فیما یقولھ أبو حامد الغزالى من ) س(وأن القلب وحده ھو القادر على ذلك بالكشف ، إذا أخذت " اهللا " الحقیقة الیقنیة التى ھى

ال النفس بالطاعة واإلخالص ، وربما استطاعت عین القلب أن ترى اهللا یقظة ، وفى ح ؟ " الصحو : الجواب

أما عن الجزء األول من السؤال ، فقد أجمع المسلمون على عجز العقل عن إدراك حقیقة الذات المقدسة ، وذلك ألن العقل حادث والحادث ال یحیط بالقدیم ، ثم آلن العقل

محدود ، والمحدود یستحیل أن یحیط بغیر المحدود ، ثم ألن اإلدارك أثر للتصور ، وتعالى الكامل أن یدركھ الناقص ، ومن ھنا . مدموغ بالنقص : تصور بشرى وكل

" وجاء فى األثر ) كل ما خطر ببالك ، فاهللا بخالف ذلك : ( جاءت القاعدة الراشدة تفكروا فى آالء اهللا وال " وورد أیضا " " تفكروا فى خلق اهللا ، وال تتفكروا فى ذات اهللا

و الشیخ والطبرانى فى االوسط ، وابن عدى ، والبھیقى فى رواه أب{ " تفكروا فى اهللا . } شعب االیمان

" . تفكروا فى خلق اهللا ، وال تفكروا فى اهللا : " وروى أبو نعیم فى الحلیة ألیس المنطق تعلم الة من أآلالت للالستعمال العقلى ؟ فماذا ترى والقضیة المنطقیة بكل

فعدم إدراك العقل ! یب آخر ، وھى ھى ، وھو ھو ؟شروطھا تثبت األمر الواحد فى ترتترك اإلدارك إدراك ، : " ولذلك قالوا " عقال ونقال " للذات العلیة ، قضیة مفروغ منھا

" . والبحث فى الذات كفر وإشراك وأما عن الجزء الثانى ، وھو قدرة القلب على الكشف ، باستصحاب الطاعة والتصفیة

أن اهللا تعالى جعل القلب مستودع االسرار ، وخزینة : ذلك واإلخالص ، فلعل سر االنفعاالت المتقابلة ، ومستقر عجائب المعانى والغیوب ، فالبصر للملك ، والبصیرة

.للملكوت




٤٣

:فمثال سورة الحجرات ، اآلیة { ] حببت إلیكم اإلیمان وزینھ فى قلوبكم [القلب مستقر االیمان

} ٦٣: سورة األنفال ، اآلیة { ] وألف بین قلوبھم [ والحب وھو محل االلفة– } ٧: ، ] ٢٨: سورة الرعد ، اآلیة { ] أال بذكر اهللا تطمئن القلوب [وھو محل الطمأنینة ] . ١٥٤: سورة آل عمران ، األیة [ ] ولیمحص ما فى قلوبھم [وھو محل التمحیص

، وھو ] ٨٤سورة الصافات ، اآلیة [ ] إذا جاء ربھ بقلب سلیم [وھو محل السالمة ومن یعظم [ ، وھو محل التقوى ] إن فى ذلك لذكرى لمن كان لھ قلب [محل الذكرى

[وھو محل السكینة ] ٣٢:سورة الحج ، االیة { ]شعائر اهللا فإنھا من تقوى القلوب ب الذین وجعلنا فى قلو[ ، وھو محل الرأفة والرحمة ]انزل السكینة فى قلوب المؤمنین

وربطنا على [وھو الربط االلھى " ٢٧: سورة الحدید ، اآلیة " ]اتبعوه رأفة ورحمة ، ] ١٤: سورة الكھف ، اآلیة { ]قلوبھم إذا قاموا فقالوا ربنا رب السموات واألرض

ألم یأن [ ، وھو محل الخشوع ] الذین إذا ذكر اهللا وجلت قلوبھم [وھو محل الوجل [وھو محل الفقھ " . ١٦سورة الحدید ، اآلیة " ] تخشع قلوبھم لذكر اهللا للذین آمنوا أن

. الخ فھو ھنا مشرق األنوار ، ومھبط االسرار ... ]أم لھم قلوب ال یفقھون بھا وھو محل ] وال تجعل فى قلوبنا غل للذین آمنوا [وفى المقابل نجد القلب محل الغل

وفى [ ، وھو محل المرض ]فیتبعون ما تشابھ منھ فأما الذین فى قلوبھم زیغ [الزیغ [وفى محل الغیظ } ١٠: سورة البقرة ، اآلیة [ ]قلوبھم مرض فزادھم اهللا مرضا

. } ١٥: سورة التوبة ، اآلیة ]ویذھب غیظ قلوبھم وھكذا ، لن نستطیع تتبع وظائف القلب وحركاتھ ، المردى منھا والمرضى ، مما یدل

ب ھو مستودع سر اهللا ، ومستقر غیبھ فى اإلنسان ، ومن ھنا جاء المعنى على أن القل } ١١: سورة التغابن ، اآلیة { ] ومن یؤمن باهللا یھد قلبھ [: الدقیق فى قولھ تعالى

وھدایة القلب إلھام وتوجیھ وأسرار وكشوف ، وشھود ، معارف ، وسمو ، وترق فى فى مل قولھ " والفرار المطلوب منا إلیھ معارج القرب لتحقیق معنى الھجرة إلى اهللا

. من سورة الذاریات ٥٠: ، اآلیة ] ففروا إلى اهللا [تعالى " ] نزل بھ الروح األمین على قلبك [: وكیف أنھ خزینة النور األقداس قولھ تعالى

ال على ) على قلبك ( فما أروع وما أبدع ، وما أمتع . ١٩٣: سورة الشعراء ، اآلیة !! آخر شئ

فلعل إمامنا الغزالى ، وقد رأى القلب بھذه المنزلة ، وتحقق من أنھ الكوة الوحیدة التى تظل منھا الروح على عوالم الغیب ، ومساتیر الخلق فلم یستبعد أن یھب اهللا عبدا صالحا

واهللا [صافیا لحظة فیض ومدد ، یأخذ فیھا عن نفسھ ، ویشھده بفضلھ ، حضر قدسھ . وللصوفیة فى ذلك مقوالت شتى ]لى أمره غالب ع




٤٤

إن مشاكل السمعیات والغیبیات ، وعجائب القضاء والقدر ، ومعقدات حكمة الخلق واألمر ، وخفى أسرار العبادات ، كل ذلك ، ال یحل معضالتھ إال القلب ، بعد أن أفلس

. العقل فى ھذا المجال وتوقف وال زال ، وسیظل كذلك لتجارب الصوفیة التى ال مجال للتمنطق فیھا ، وإنما ھى من الجوانب ثم إن ھذه من ا

العلمیة ، التى تثمر األذواق والمواجید ، وتتجاوب فى آفاقھا االشواق ، فال یدركھا تعبیر . ، وال یلحقھا تصور

ما لم : وعلى كل ، فھى من المذاھب الفرعیة ، التى من شاء قبلھا ومن لم یشأ رفضھا . الھما مقدور ، ولعلھ مأجور یجرب ، وك




ابجدية التصوف

Documents

Transcript of ابجدية التصوف