نـــــة تشريـــــجامع

ةـــــــــــــــكلية الهندسة المعماري

رابعــــــــــةالسنة ال

علم االجتماع العمراني: مقرر

مذكرة نظرية

الــــــــة الجمــــــى فـلسفــــــا علـــــة وتأثيرهـــــــات االجتماعيـــــــالممارس

يـــــــاري والعمرانـــــالمعم

2008-2009

میس محمد الجندي

تقديم

:مقدمــــــــــة عامــــــــــة اإلنسان كائن اجتماعي بالفطرة يتأثر و يؤثر بمن حوله ، إال أن ھذه العالقة ال تتوقف عند حدود البشر ،

من كائنات و محیط متكامل بكل ما فیه من مبان و حدائق ونشاطات و أمكنة تتعداھا إلى كل ما يحیط بهبل .وفعالیات تتعلق بكافة مجاالت الحیاة

من ذلك جاءت أھمیة دراسة العالقة التبادلیة بین اإلنسان ومحیطه فتمت دراسة تأثیره وتأثره بذلك و انطالقا .المحیط

ث لن يتطرق إلى كل ذلك ، بل سیتوقف عند حدود تأثیر اإلنسان عبر ممارساته االجتماعیة إال أن ھذا البح .على محیطه المعماري والعمراني

:فیمايلي تعاريف أساسیة لبعض المفاھیم التي سترد في البحث

الممارسات االجتماعیة:

فالصدق و األمانة و النظافة و ھي كل ما يقوم به اإلنسان من أفعال مع نفسه أو سواه من البشر ، .الخ ھي من الممارسات االجتماعیة ..... التھذيب و الھدوء و االھتمام

....و الكذب والخیانة و القذارة و الغضب و اإلھمال .الخ ھي من الممارسات الجتماعیة أيضا " .مل األقوال وقد تش" إذا فالممارسات االجتماعیة ھي ھي كل ما بینتج عن اإلنسان من أفعال

:وھي من جانب آخر .المعنوية والمادية، الفردية أو الجماعیة التي تخضع لمجموعة عالقات الحیاتیة، كل النشاطات

. عالقة اإلنسان بربه - . عالقة اإلنسان بالكون - . عالقة اإلنسان باإلنسان - . عالقة اإلنسان بالطبیعة -

بأنھا كلیات ثقافیة أساسیة منظمة وھادفة تماعیة محددة، وھي تعرفوھذه العالقات تخضع لنظم اج وغیر مدونة، تتكون من قوانین وقواعد ومثل علیا مدونة

المحیط المعماري:

"الخ ... أثرية –تجارية –سكنیة " ھو كل ما يحیط باإلنسان من مبان بمختلف أنواعھا

المحیط العمراني:

فھو مجموع المباني و . ھو مجموع ما يحیط باإلنسان من محیط معماري وبیئة طبیعیة و صناعیة و الفراغات العامة المحیطة باإلنسان و تشمل الحدائق و الساحات وأماكن التجمع الحدائق والشوارع

.الخ ... العامة من كل ما سبق فإن النقاط األساسیة التي سیتم عرضھا ومناق :شتھا في البحث ھي انطالقا

:الخطوط العامة للبحث

فلسفة الجمال و مفھومه في التصمیم المعماري.

الممارسات االجتماعیة كأساس لبناء الفكرة التصمیمیة.

تأثیر الممارسات االجتماعیة على مفھوم الجمال المعماري.

من محیطه ومجتمعه وتاريخه ، " بأصله وأصالته ، ال يرتكز يجب على التصمیم أن يكون نابعا معتزا

بأشكال ومعان غريبة على واقعه ، غیر معتمد على أفكار أو عناصر تصمیمیة دخیلة ، أو متفردا

" فقط فى إدراك ھیئته على محصلة التباين بینه وبین الحقل المرئى والفراغ المحیط به

:ال ــــة الجمــــفـلسفمشكلة كبیرة تبرز على الساحة المعمارية تكمن في تحديد مفھوم الجمال ال بد من االعتراف في أول األمر أن

قبل الخوض في تفاصیل البحث الفلسفیة علینا أن نحدد لب المشكلة وتحلیل الخالف في العمارة ولكن :على الساحة المعمارية واسبابه الحاصل

:الخالف بین التیارين الحديث والتراث تعود السباب /1 تكنولوجیة ثقافیة -اجتماعیة اقتصادية ج - سیاسیة ب -أ

بعالقة أن مفھوم الفن في العصر /2 وانما بعالقة " الفن والجمال" الحديث ال يرتبط كثیرا الفن" كما كان سابقا

في تاريخ الفن وتاريخ الفلسفة" . والتعبیر إن مفھوم الفن لم يكن . صحیح أن مفھوم الفن والجمال ارتبط دائما و. في السابق وكذلك مفھوم الجمال واضحا

على يد برمجارتن حیث بدأ ھذا العلم بدراسة 1750الجمال ھو علم حديث ظھر سنة كلنا يعلم أن علم .والمسائل المرتبطة به ثم اضیف الیه مباحث تتعلق باالبداع الفني التذوق

الفن، الظاھرة الجمالیة في) " روتبی -فصول في علم الجمال( 15صفحة ): 1981(الرؤوف برجاوي عبد يقول

النفسي، وعلم االجتماع، ھي ظاھرة بشرية، تنبع، إلى حد ما، من العلوم االنسانیة، كعلم النفس، والتحلیلالفلسفة، فاذا كان من العسیر على الفالسفة، وھذه لیست فلسفة بالمعنى الدقیق، وان كانت تمس اجواء

فھم وجھة نظر الفنانین، ف اخرى، فھم وجھة نظر الفالسفة انهاحیانا . "يصعب على الفنانین، احیانا :و في نفس المرجع يقول

بصورة بارزة، ھم الذين تصدوا للفن واھله، وأعطوا إن اكثر علماء الجمال كل والفالسفة، الذين لم يمارسوا فنا وبصورة، اول باحث في الجمال، قديمافالطونولعل : مؤيد فیما يتعلق بعلم الجمال دقیقة، لم يحاول أن ا

وظالال، أو يحمل قیثارة فیرجعھا ، أو ازمیال يصنع من ا يغمس ريشته بالزيت، فیخرج الوانا حجر تمثاال، لانغاما ."تناول الفنون، فلسفة ونظريات ما كان عمله، كما عرف عنه، غیر ذلك،إنو

حیث ) م.ق 399 - 470( سقراطنلقي نظرة على آراء استاذه ولكن قبل الخوض في آراء افالطون علینا أن

لالنسان ھي قبیحة رغم تناسب كان يرى أن كل شيء ذو فائدة ھو رائع جمیل فاالشیاء التي تسبب ضررا - 1950( لذلك يرى كیوناردو ريتشي استاذ العمارة في جامعتي فلورنسا وھارفرد . الصنع اجزائھا في جمال

.البشر مات ھي قبیحة ألنھا بنیت على اكتاف واكف آالف المستبعدين منأن االھرا (1980القرن ( والنسب كما عند فیثاغورس ذا مفھوم رياضي شكلي يقع في اطار االرقام ارسطوإن الجمال كان قبل

وفي النظام الصارم والتناسق كما ھو عند ) م.ق 480 - 576( وفي النسبیة كما عند ھیراقلیط ) م.ق 6 427( اول من وضع مبدأ االخالق في الفن ثم تبعه تلمیذه افالطون فكان سقراط) . م.ق 370 - 460( اط ديمقر

الجمال المطلق ثم: رأيه في الفن في مبدأ عدم محاكاة للطبیعة ووضع درجات الجمال حیث وضع) م.ق 347 - .ثم الجسم -) وتمثل االخالق( فالنفس -العقل

كانوا يقدسون الجمال وحرصوا على تمجید ربات الفنون وعبادتھا وتقديم الغريقاوال بد ھنا من ذكر أن

منھم بتقديس مظاھر الجمال الخالدة في الفن والطبیعة القرابین الیھا .ورعايتھا ايمانا من الجمال في فنونھم الیونانییننظام الكون شغل بال الفالسفة إن سعوا فیه إلى فذھبوا يتمثلون نظاما

وتخیالتھم االستطیقیة فأصبحت یق صفات التماثل واالئتالف، فحدث لقاء بین تصوراتھم المیتافیزيقیةتحق

الوحدة في " كلة البحث عن شاالسطیقي لم ھي الجانب" الفن" و " الجمال" تطبیقاتھم في مجالي .فسروا مسألة الكثرة والتعدد التي سعى الیھا الفالسفة عندما" المیتافیزيقا

مسیحي زاھد وصوفي ولد في مصر وتأثر بافالطون ويعد وھو فیاسوف) م 270 - 204( فلوطینيأتي اثم

فكان . فیھا التوفیق بین الفلسفة الیونانیة والمعتقدات الدينیة الشرقیة حاول. مؤسس االفالطونیة الحديثة .افكاره الوقع الخطیر على الفلسفة والتصوف من بعده النتشار

) ويدرك بالعقل (ؤثر به ھذا الرجل كان إيمانه بوجود عالمین في آن واحد وھما العالم الحقیقي أھم ما ي إن

.الفنیة ، العقلیة، الطبیعیة: صور لذلك فللجمال ثالث. والعالم الحسي الذي يفیض عن هللا أو الخیر المحض

في أن مفھوم الفن يوازي لذلك نرى رحبا وھذا . المفھوم االسالمي بعد ذلك المھارة الصناعیة يجد له صدراالغربي تعود إلى فجذور المفھوم. ھو سبب الخالف الحقیقي بین نظرتي الغرب والشرق إلى مفھوم الفنوأن العالمین . االنسان لدى الشرق تقديس الجمال في حد ذاته بینما ھو صناعة ومھارة ومنفعة في خدمة

.السماوية ياناتالشرقي والغربي رشفا من مصدر واحد وھو الد

عن رأيه بصرح معماري و نستطیع بكل بساطة مالحظة ذلك من فرق النظرة إلى مبنى ما ، فإذا سألت عربیا تذكاري فغال " !!وشو فائدتو ؟؟ " أنك ستسمع عبارة با

عن رأيه بنفس الصرح فسیتوجه إلیك برأي نقدي ولكنه " بغض النظر عن مدى صحته " أما إذا سألت أجنبیا !!! .على األقل سیحاول إعطاء رأيه بشكل موجود حتما

يعود ذلك كما أسلفنا أن العربي اعتاد ربط نظرته الجمالیة بالمنفعة أما الغربي فقد اعتاد ربط نظرته الجمالیة .بجذور جمالیة بحتة

:االجتماعية كأساس لبناء الفكرة التصميمية ممارساتالیة داخل أي تجمع حضاري مجموعة من الممارسات الثقافیة والدينیة واالقتصادية ال شك أن لكل فئة اجتماع

.والمناخیةوإنتاج ھذه المجموعات في الغالب يكون خاضعا لھذه الممارسات، أو خاضعا لمجموعة منظومة فكرية تؤطرھا

.ذات األبعاد المتعددةالعوامل التي ذكرناھا، والعمارة من االنتاج اإلنشائي الذي يخضع لھذه الممارسات فالعمارة في أي مكان ھي نتیجة لتفاعل بینھا وبین المحیط الذي وجدت فیه من جھة وبینھا وبین ثقافة

.المجتمع التي أنتجھا

وبعد إنتاج أي نموذج معماري والذي يكون أسیرا لمنظومة القیم الثقافیة فإن المسألة تصیر متعدية، بحیث .یبه وإنشاءاته األفراد والجماعاتيأسر ھذا النموذج بأسال

فمن خالل اإلنتاج المعماري ألي مجتمع ما يمكن أن نتعرف على المالمح العامة لھذا المجتمع؛ عاداته وتقالیده ومعتقداته، غیر أن األمر ال يكون بسیطا إذا كان ھذا اإلنتاج المعماري خاضعا لممارسات ثقافیة دخلیة

ته وتقالیده، وھذا ما حدث بالفعل لكثیر من المجتمعات اإلسالمیة حین داھمتھا علیه وغربیة عن دينه وعاداموجات االستعمار األوروبي الغربي ففرضت علیھا ثقافتھا وأسالیبھا في البناء فصارت عمارته عمارة ھجینة،

ب أن ندرس ھجانة ثقافته، وتصدعت منظومتھا الفكرية بأبعادھا المختلفة، ومن ھذا المنطلق فإنه من الصعتأثیر الممارسات االجتماعیة على العمارة اإلسالمیة في ھذه الفترات التي خضعت لنموذج غربي حاول فرض مناھجه وممارساته على ھذا المجتمع، ويمكن القول أنه نجح بالفعل، فقد قضى على النموذج البنائي الذي

ع ب علینا إمكانیة دراسة ھذه العالقة بین تبنته ھذه المجتمعات بما يتماشى مع منظومتھا الفكرية، فصالمجتمع والبناء في مدننا الحالیة، ومع ذلك فاألمل قائم وموجود، ذلك أن النموذج الغربي لم يستطع التأثیر

على بعض المجتمعات السكانیة بفضل صرامة نظامھا االجتماعي وبفضل انغالقھا على نفسھا،وبفضل .كبرىابتعادھا على المناطق المدنیة ال

وإيجاد العالقة بین الفعل المعماري والممارسة االجتماعیة يقتضي منا تحديد النموذج المعماري واالجتماعي

ن –المناسب الذي يمكن من خاللة أن نظھر .العالقة بین ھذين البعدين – نبی :و مع مالحظة ھذين المثالین تتوضح الفكرة السابقة

.األطول في العالم "الصورة األولى ھي مركز في مدينة الرياض للمعماري راسم بدران ، والثانیة ھي برج دبي

.على األقل " عربیة"مع التدقیق بالمثالین سیكون من السھل استنتاج بیئة األول وتوقع أنه في مدينة

نى أصال ھو من العمارة الدخیلة على بینما سیكون من الصعب الوصول إلى ذلك مع الصورة الثانیة ألن المب .بیئته ، كما سیتوضح من مقارنته مع محیطه بالصورة التالیة

:تفاوت النظرة الجمالیة و انعكاسھا على الوسط المحیط

االجتماعیة سیولد ال يوجد مجال للشك أن اختالف البیئة االجتماعیة بما يولده من اختالف في الممارسات في مفھوم الجمال المعماري بین بیئة وأخرى كبیرا .بالضرورة اختالفا

يتمثل في الجمال كفن قائم بذاته بینما يرتبط مفھوم الجمال : وكما سبق ذكره إن الجمال في الغرب عموما .في الشرق بالمنفعة و الضرورة

لیط الضوء على الممارسات االجتماعیة نفسھا و تأثیرھا على و لكن و إذا أردنا تضییق نطاق البحث أكثر و تس في ھذا المجال :ھذا االختالف فإننا نجد ان ثمة عوامل كثیرة تتطلب دراستھا جديا

قد فرضت نظرة " أو ما يسمى قبل اإلسالم"فمثال الممارسات االجتماعیة المنتشرة في العصر الجاھلي للجمال قولبته في إطا ر البیت كھدف وحید للجمال حققه إنسان تلك الفترة بالتزيینات الداخلیة مادية جدا

لمنزله متمثلة في بعض جذوع األشجار أو النخیل أو حتى بعض الفخاريات يدوية الصناعة كحد أقصى للتزيین .لدى المترفین

بعد مجيء اإلسالم توجه تأثیر الممارسات االجتماعیة على مفھوم الجمال إلى المفھوم المعنوي مرافقاكما سبق " للمفھوم المادي له فكان الجمال المعماري يتمثل إلى جانب االھتمام بالتزيین الداخلي للمنازل

.يتمثل في االقتصاد و البیئیة في العمارة " ذكره

ق مفھوم العمارة البیئیة من حیث مراعاتھا للبیئة ا لمحلیة فقد كانت العمارة اإلسالمیة من أول من دعا و طب .من مناخ و جغرافیا و تاريخ واقتصاد و اجتماع بالدرجة األولى

مع تقدم الدولة اإلسالمیة و توسع انتشارھا في أنحاء العالم نحو الصین و اسبانیا و أقاصي حدود أوروبا توسع مفھوم الجمال المعماري نتیجة لتبدل أو تطور بعض المفاھیم االجتماعیة لسكان الدولة ف تحول المنزل من أيضا

ومع الفراغات غرف متالصقة إلى مجموعة متناسقة من الحجوم و الفراغات المتناسقة مع بعضھا داخلیاطیط العمراني للمدينة الخارجیة من أسواق و حدائق و خانات و حمامات يتمثل ذلك في محلیة التخ

.اإلسالمیة

ال بد من التذكیر بأ اإلسالمیة في األندلس وما راعته من محلیة تلك البالد و ابد العمارةوو لبیان ذلك توضیحا و رخاء وتجمیال خصوصیة اجتماعیة لسكانھا الذين كانا يعیشون في العصر الذھبي للدولة مما انعكس ترفا

.الخ .... على عمارتھم ، بما في ذلك قصور الحمراء و قرطبة و حدائق غرناطة

عانته البالد اإلسالمیة من فقر و تغییب للفكر و الثقافة كانت العمارة من أكثر في فترة االحتالل العثماني و ما المتضررين بذلك فاقلبت العمارة المحلیة الممیزة لھذه البالد إلى مباني لسد الحاجة ال أكثر نتیجة للفقر الذي

إال فیما يتعلق بقصور كان يعاني منه السكان فغاب مفھوم الجمال بشقیه المادي و المعنوي عن تلك المباني .السالطین والحكام و مباني الدولة و بعض من المترفین وھم قلة قلیلة

و إذا أردنا مثاال جلي الوضوح عن مدى تأثیر الممارسات االجتماعیة على العمارة و فلسفتھا الجمالیة فإننا و اإلسالمينستطیع بكل بساطة دراسة البیت العربي عموما : فمثال خصوصا

واعتبار الضیوف فالمنزل العربي يقسم وفق اعتبارات عديدة ؛ كاعتبار الجنس، والسن، والسید والعبید والخدم،عادة ما يقتصر على غرفة اإلستقبال، ألن والفضاء الرجالي قلیل وضیق في البیت اإلسالمي، وھو. والمدعوين

.الرجل يمضي أغلب وقته في الخارج .أغلب نشاطاتھا الیومیة األكبر، يمثل المطبخ و الحوش الذي تمارس فیه المرأة والفضاء النسائي وھو

.نصطلح على تسمیته بالفضاء الممنوع أما الفضاء المشترك فھو غرفة الزوج والزوجة ويمكن أنالتلصص بكل أنواعه ونتیجة لذلك فال نعثر في المدينة فالبیت العربي مثل القوقعة، تقي مستغلیه من

وال على مداخل بیوت تقابلھا مداخل حمامات أو دكاكین، وال نعثر على بیت المیة على مداخل متقابلة،اإلسومراعاة لھذه إلیه مباشرة، دون المرور بالخوخة أو تلك الزاوية القائمة التي تحجب األنظار، يتم الدخول

بمنع الضرر البصري، مثل فتح الخصوصیة ظھرت عدة منازعات بین الفرق المتجاورة، وھي متعلقة أساساات والنوافذ، أو فتح الحوانیت مقابلة لمداخل .الوحدات السكنیة الكو

زواياه المعماري أن يوقع مدخل البیت عند إحدى فنالحظ أنه نتیجة للتقالید االجتماعیة الصارمة، فرض على

وأن يجعل مدخله منكسر .االخصوصیة، ولكن ن، ظاھرة انعدام الفتحات إلى الخارج، لتوفیرالتأثیرات االجتماعیة في عمارة المسك ومن

من خاللھا إلى داخل البیت، أما الطابق الفتحات ال تنعدم أال في الطابق األرضي الذي يمكن لإلنسان أن ينظر .األول فإن األمر مختلف

ابیك لیست مفتوحة كلیةالمدينة اإلسالمیة لھا شبابیك تطل على الزقاق ولكن ھذه الشب فأغلب المنازل فيمتالصقة مع بعضھا ألنھا حینئذ ستكون مقابلة لشبابیك المنزل المقابل، فإذا كان الزقاق ضیقا، فستكون

ولھذا ظھرت المشربیات كحل معماري البعض، وبالتالي فإن النظر واإلطالع يكون متبادلین بین المنزلین .وخصوصیته متهومعالجة اجتماعیة، وبالتالي يحافظ البیت على حر

طیع من في فضولھن، دون أن يست وتسمح ھذه المشربیات للنساء بمراقبة ما يجري داخل الزقاق، وإشباع . الزقاق النظر إلیھن

وحماية المرأة من نظرات الغرباء والجیران فإن األسطح عرفت ظاھرة األسیجة العالیة، وحفاظا على الخصوصیة .القديمة داخل المدينة اإلسالمیةالتي تحیط بكل سطوح البیوت

من " أو االسالمي"وبسبب كل ذلك كان جل االھتمام في تلك الفترة ينصب على جمالیة البیت العربي ن بكتابات عربیة أو الداخل بمعنى االھتمام بكل تفاصیل العمارة الداخلیة ، بما في ذلك تزيین األسقف و الجدرا

:رسوم زخرفیة

مشموال بذلك تزيین " أو أرض الديار "باحة الخارجیة و صوال إلى االھتمام حتى بتفاصیل تبلیطات الفناء و ال :البحرة التي تتوسطه

:أو حتى تزيین المدخل

من وبین ما ھو موجود حالیا و ال يخفى على أحد الفروق الواسعة بین االھتمام بجمالیة البیت العربي سابقا على فكرة الكتلة الواحدة دون مراعاة للخصوصیة أو الذوق بیوت تتمثل بالمباني الطابقیة التي تعتمد أساسا

.الذوق العام ، حتى أنھا تتجاوز في كثیر من األحیان مراعاة حتى الفردي

فنرى تفاوت كبیر بین ھذه األبنیة وبعضھا البعض مما يخلق تشوھات بصرية تتمثل في فروق االرتفاعات و مواد .الخ ...... البناء و اإلكساء الخارجي

!!!بینما ال نرى أي من ذلك في العمارة العربیة سابقا

" مبنى التلفزيون الصیني يضم أيضا

مكاتب ومحالت تجارية و طوابق فندقیة

"ومطاعم وشقق سكنیة

!!! "الحظ فروق االرتفاعات مع المحیط "

و السبب ؟؟

العربیة " يمكن الوصول بسھولة إلى سبب ھذا التفاوت الكبیر بیین ما كانت علیه العمارة وبین ما" خصوصا "وبالتالي إلى الممارسات االجتماعیة " ن أسلوب الحیاة في كال الفترتین لمقارنة بیآلت إلیه اآلن ، بالنظر و ا

، وكان الرجل ينھي عمله مع أذان العشاء ويعود للبقاء فبینما كانت المرأة في الزمن األول تالزم بیتھا عموما في بیتھا ال يبتجاوز الـ في البیت ، نرى اآلن أن المرأة كما الرجل تمضي و .ساعات في أحسن األحوال 5قتا

إلى اختالف متطلبات الحیاة وطريقة المعیشة و تنامي أھمیة العمل مما أدى إلى شعور متزايد ھذا يعود طبعا إلى البحث عن أماكن جديدة لتمضیة الوقت ، فلجأ إلى بالحاجة إلى التغییر لدى اإلنسان الحالي تدفعه دائما

.الخ .... المقاھي و المطاعم والمنتجعات

أيهمـــا أجمــــــــــــل ؟؟

!!ال يمكن الجزم أن أي من األمثلة السابقة ھو األجمل أو األنسب

من شخص إلى آخر ، يؤثر في ذلك شخصیة اإلنسان و مزاجه كلیا فالنظرة الجمالیة كما سبق تختلف اختالفا .الخ ..... االجتماعي و طبیعة عمله الحالي وظروفه و محیطه

و لكن يمكن القول إن جمالیة العمارة اختلفت بین الماضي والحاضر وستختلف في المستقبل باختالف اھمیة اإلنسان في زمنه ؟؟

منذ ظھور اإلسالم أعطى كل األھمیة للفرد بحد ذاته كجزء أساسي وسبب جوھري لوجود و تحديدا فسابقا لك إلى نشوء مبان الكون ، أدى ذ و وظیفیا ركزت في بداية األمر ونھايته على متوازنة حجمیا و بالتالي جمالیا

فجاءت المباني بارتفاعات متناسبة مع طول اإلنسان و مراعیة لوجوده و كینونته اإلنسان .تحديدا

الخ فإن مباني العصر ... و . ..و ..أما اآلن و مع اختالف كل ما كان من ظروف حیاتیة وسیاسیة واقتصادية و على . نساناإل قدرةالحديث ركزت أوال وأخیرا

..فظھرت األبنیة التي تناطح السحاب وتلك التي تطفو على الماء و أخرى في قاعه و رابعة معلقة في الھواء

قدرة اإلنسان ، ال أھمیة وجوده أو حاجته أو رؤيته للجمال .كل ذلك يظھر أوال وأخیرا

و تسارع السباق نحو األقدر و على مستوى العالم السیاسیة و لكن المنافسة العالمیة و تطورات األوضاع و و ظھورا تنامي أھمیة االقتصاد في تحديد عملیة الوجود و الكینونة حتى على مستوى األجدر و األكثر تطوراالمراكز األولى في عملیة البناء والتعمیر إلى ضرورة المنافسة على احتالل األمم والشعوب ، كل ذلك أدى

. حتى لو كان ذلك على حساب محلیة الطابع و وجودية الھوية

....عمارة في عصرنا الحالي و من خالل الصورة البیانیة التالیة يمكن أن نرى ما وصلت إلیه ال

:و لكن

!!!!أين منھا ھو اإلنسان ؟؟

:خاتمـــــــــــــــة اختلف المفكرون والفالسفة في تحديد ماھیة الجمال أو تعريفه ، ولكن الغالبیة اتفقت أن للجمال ثالثة

:اتجاھات تحدده ھي كاآلتي

:اتجاه موضوعي**

الجمال ظاھرة موضوعیة قائمة بحد ذاتھا خارج إطار النفس البشرية ، وأن للجمال خصائص وسمات يعتبر أن .تمیزه وتساعد على تذوقه وتشد الناس إلیه

وكذلك يعتبر أرسطو أن الجمال ظاھرة لھا وجودھا الموضوعي وأن من خصائصه الموضوعیة التنظیم والتناسب .و التنوع والوضوح

:اتجاه ذاتي**

وأنه ال وجود يعتبر أن الجمال ظاھرة نفسیة ،وأن نفس اإلنسان ھي التي تضفي على األشیاء صبغة الجمال ، وبالتالي فإن الجمال لیس إال إسقاط للمشاعر و األحاسیس اإلنسانیة على . حقیقي أو موضوعي خارج ذلك

.ما يحیط باإلنسان في العالم الخارجي كما . من ھنا فإن اإلحساس بالجمال متغیر وغیر ثابت ، فالنظرة إلى الجمال قد تختلف باختالف الزمن والعصر

.مع آلخر ومن فرد آلخر في البیئة ذاتھا ، ويتعلق ھذا االختالف بالحالة النفسیة لإلنسان تختلف من مجت

:اتجاه توفیقي**

، ويستنتجون أن علم لجمال ھو علم تجمع بین الرؤية الموضوعیة للجمال والرؤية الذاتیة له في آن معا .موضوعي وذاتي في الوقت نفسه

:ألزلي المطروح خالصة القول يكمن في السؤال ا

"ھل ھذا الشيء يعجبني ألنه جمیل ؟؟ أم ھو جمیل ألنه يعجبني ؟؟ "

===================================

المراجـــــــــــــــــع

www.m3mary.net

www.alhandasa.net

www.arabengineering.net

www.alawael.net