١

ف بتروسينكو.ف البيت األبيض وأسرار

المخابرات األمريكية ماجد بطح الدين ترجمة الدكتور ماجد عالء

الطبعة األولى٢٠/٩/١٩٨٦ دار األدهم: الناشر

طبع في مطابع الصباح المقدمة

الخارجيـة تحتل إدارة المخابرات المركزية، التي تتبع مباشرة للرئيس األمريكي مكانة خاصة في آلية الـسياسة ون في تحقيق برامج السياسية الخارجية دون اللجـوء رللواليات المتحدة األمريكية، إذ ان قادة الواليات المتحدة ال يفك

واستخدام العنف في العالقات الدولية، تحت ستار الـدوائر الخاصـة األمريكيـة . إلى التجسس والتخريب الواسعين وتجلـى الطـابع . ي يسيء بشكل كبير إلى التطور الطبيعي لهـذه العالقـات والغربية بما في ذلك الستار الدبلوماس

العدواني إلدارة المخابرات المركزية والهيئات التابعة لها بشكل خاص في النصف الثاني مـن الثمانينـات، عنـدما ياسة هـذه الـدوائر تستند س. سخرت هيئات االستخبارات االمبريالية لخدمة الدوائر العسكرية والرأسمالية االحتكارية

. إلى المفهوم الخاطئ لالرهاب العالمي في السنوات االخيرة، وإلى مقاومة التقدم وسلب الشعوب حقوقها وحرياتهـا وتعمل االستراتيجية العسكرية األمريكية في الدرجة األولى ضد االتحاد السوفييتي والدول االشـتراكية االخـرى، إذ

زيز مواقع االشتراكية العالمية وحركات التحرر الوطنيـة واالحـزاب العماليـة يرفض الساسة الرجعيون القبول بتع يحدد التدخل األجنبي وخطر القـوة العـسكرية والتجـسس النـووي والنـشاطات . والشيوعية في الدول الرأسمالية

يـة لمحاصـرة التخريبية والحصار االقتصادي والحرب النفسية طبيعة الوسائل التي تستخدمها االمبرياليـة األمريك .التحوالت االشتراكية الكبيرة القائمة في العالم

تتبع حكومة الواليات المتحدة األمريكية نهج السياسة الخارجية المعادي للسالم في ظروف ازدياد حدة األزمات سـم للعوامـل ـ بهذه العبارة المختصرة حدد لينين التأثير الحا) ١"(السياسة هي تعبير دقيق عن االقتصاد : "الرأسمالية

.االقتصادية على صياغة السياسة ويتميز الموقف الحقيقي في أمريكا في الثمانينات بزيادة حدة التناقضات الداخلية وفـي الدرجـة األولـى فـي

عامـة وبنيويـة " أزمة اقتصادية ثالثية"إن الواليات المتحدة األمريكية تعاني من . المجاالت االقتصادية واالجتماعية لقد أثبتت األيام ان الطـرق ". الدولة الكاملة الرفاهية"قد بدت غير مقتنعة المفاهيم التي روج لها كثيرا حول و. وحلقيةإن رأس . بتعها االمبريالية األمريكية لتهدئة التوتر االجتماعي بعد الحرب العالمية الثانية أصبحت غير مجديـة تالتي ا

٢

وغير مؤهل كذلك للتغلب . خلل النقدي والماليلالجمود في اإلنتاج وا المال االحتكاري غير مؤهل لتجاوز االنحدار و .على مخلفات الثورة العلمية التنقية، إذ يتعرض ماليين الكادحين للبطالة والجوع واالستجداء

هذه العوامل المنطقية وغيرها باالضافة إلى طبيعة النضال الطبقي وقوانينه، تؤثر على موقـف واشـنطن مـن هداف السياسية الخارجية لالدارة األمريكية، ككل األنظمـة المـستغلة، ال تعكـس عموما إن األ . دوليةالمشكالت ال

وكل ما يقدم على أنه حاجات البالد ليس إال مزيجا من حاجات الطبقـة الحاكمـة وبعـض . الحاجات الوطنية للدولة ية لتقريب السياسة الخارجية مـن طموحـات إن ظروف األزمة الحالية تدفع اإلدارة األمريك . المجموعات المتسلطة

. الهيئات العسكرية داخل البالد والشركات الوطنية العاملة خارجهاكمـا . تؤثر العسكرية األمريكية ونواتها الرجعية ـ المجمع الصناعي الحربي ـ سلبيا على الوضع الدولي العام

غير ان ازديـاد التـسليح بالـذات والبـرامج . طلباترة االقتصاد تبرز كمنفعة لصالح اإلنتاج غير المرهق بال عسك ازداد العجـز ١٩٨٢/١٩٨٣فقط في العام المـالي (الحربية األخرى أدى في الثمانينات إلى عجز كبير في الميزانية

وأدى إلى تضخم مالي كبير وإلى انخفاض أسهم منافسة البضائع األمريكية في األسـواق ) بمقدار مائتي مليار دوالر يد كل البرامج االجتماعيةدية وإلى تحالعالم

تعكس عسكرة الساسة سعي الطبقة الحاكمة في الواليات المتحدة لوقف عمليـة تحديـد إمكانيـات االمبرياليـة األمريكية للسيطرة على الدول والشعوب األخرى واستعادة التفوق العسكري والسياسي واالقتصادي الـسابق علـى

سكري وحفنة النقود تقف ضد نزع التسلح والتعاون بين الـشعوب، ملوحـة بمعـاداة إن الرمز الع . الصعيد الدولي إن . االتحاد السوفييتي، دافعة بالبالد إلى نهج ال يناقض المصالح الوطنية للشعب األمريكي فحـسب، بـل يـضربها

ظومـة العالقـات الدوليـة الرغبات األنانية للمجمع الصناعي الحربي األمريكي ومواقفه، تؤثر تأثيرا سلبيا علـى من وتتضح الجذور الطبقية للسياسة الخارجية العدوانية في التأثير المتزايد لالحتكـارات التجاريـة والـصناعية . بالكامل

كانت المحافظة على مواقع الشركات االحتكاريـة وخاصـة النفطيـة فـي . والمالية في الواليات المتحدة األمريكية ج العربي وشمالي إفريقيا أحد األسباب الرئيسية التي دفعت البيـت األبـيض التخـاذ الشرق األوسط في مناطق الخلي

مائتا ألف جندي من القوات النظامية، مائة ألف جندي احتياطي ووحدات جويـة " (قوات التدخل السريع "قرار بتشكيل ).وبحرية

هذه القوات لبنان وغرينـادا، كمـا لقد تحولت هذه القوات إلى رمز العدوانية االمبريالية األمريكية، فقد غزت . استخدمت المناورات في البحر الكاريبي والمحيط الهندي تمتد طموحات الدوائر العسكرية بعيدا إلى العـالم الجديـد

أصبح منذ زمن يقض مضجع االمبريالية األمريكية ويحتل اآلن مكانة خاصـة فـي خطـط " تسيد العالم "فإن مفهوم صـليبي القـرن "يتمثل قـصد : "١٩٨٤شوف في المؤتمر العلمي التطبيقي في كانون األول غوبات. س.قال. واشنطنلقـد ). ٢("في تحقيق األهداف االقتصادية والسياسية والعسكرية الستراتيجية لالمبريالية وخاصة األمريكيـة " العشرين

ووصف الحزب الـشيوعي . لغربيةتزايد الخطر العسكري بعد نشر الصواريخ األمريكية النووية الجديدة في أوروبا ا الخطر المميت الناجم عن قرار حكومة ريغان بتنفيـذ ) ١٩٨٣تشرين الثاني (األمريكي في مؤتمره الثالث والعشري .خطط نشر سالح الضربة األولى في اوربا

٣

لقـائم بـين لقد اتخذت الدوائر العسكرية األمريكية هدفا لها هو إحداث خلل في التوازن العسكري الستراتيجي ا الواليات المتحدة األمريكية واالتحاد السوفييتي، بين حلف وارسو والناتو، الذي يخدم بشكل منطقي حفظ الـسالم فـي

وسعيا لتحقيق هذه االهداف أعطى البيت األبيض والكونغرس الضوء االخضر لبدء تنفيذ خطط تسليح جديـدة . العالم .وواسعة

يكية عن برنامج عـسكرة الفـضاء ونـشر الوسـائل المـضادة للـصواريخ ان إعالن الواليات المتحدة األمر لقد صـرح البيـت األبـيض . والمنظومة المضادة لألقمار الصناعية فيه، يثير قلقا كبيرا في أوساط المجتمع الدولي

ية ونتيجة للسياسة الخطرة التي تنتهجها واشـنطن، أصـبح يتهـدد البـشر ". لحب النجوم"وبكل وضوح عن التحضير ولقمع هذا الخطر يوجد طريق واحـد فقـط اقترحـه . خطر جديد هو خطر استخدام القوة من الفضاء وفي الفضاء

.الذي يسعى للتوصل إلى اتفاقية حول منع عسكرة الفضاء، االتحاد السوفييتيألمريكيـة أصبح تصعيد النشاطات العسكرية جزءا أساسيا من سياسة االرهاب المتبعة في الواليـات المتحـدة ا

القتل، التخريب، الشغب والتهديد في المجاالت العسكرية واالقتصادية والفكرية، كل هذا يرقى إلى مقـام الـسياسة (ست وعشرون هيئـة " النضال ضد االرهاب"وتعمل خلف قناع . وهذا االرهاب يحمل طابعا مركبا ومنتظما ) الرسمية

ق إدارة المخابرات المركزية هذه العملية، واألهم من ذلك تعد الوسـيلة وتنس. حكومية في الواليات المتحدة األمريكية .الرئيسة في أيدي من يغذي االرهاب الدولي

وتحقيـق المطالـب الحيويـة " الضغط القـسري "وتجدر االشارة إلى ان االرهاب ومعاقبة الخصم عن طريق ي من الكـرة االرضـية وفـي الـشرقين األوسـط للواليات المتحدة األمريكية في أوروبا الغربية والنصف الغرب

واالقصى، في افريقيا ومناطق اخرى، ومساندة اعداء الثورة والحكومات الوطنية في أفغانستان وأنغـوال وكمبوديـا، ال يشكل القائمة الكاملة باالساليب التي تتبعها الواليات المتحدة األمريكية لتطبيق سياسة القتل واالرهاب الدولي فـي

" الحملـة الـصليبية "يضاف إلى كل ذلك جملة االجراءات التي تتخذها واشنطن بما يتوافق ومفهوم . وات األخيرة السن .ضد الشيوعية

يدين كل أشكال االرهاب الدولي، ويدين سياسة الواليات المتحدة التي تلجـأ إلـى هـذه … ان االتحاد السوفييتي .االساليب في عالقاتها مع الدول والشعوب األخرى

وهنـا أيـضا يعـود . على تعميق معاداة السوفييتية في العالم" المسيرة الصليبية"تعمل سياسة االرهاب الدولي و الدور األكبر للبيت األبيض وإدارة المخابرات المركزية فهم الذين يعطون االشـارة العلنيـة أو الـسرية للحمـالت

يين من التأثير المتعـاظم لالتحـاد الـسوفييتي واالشـتراكية المعادية للسوفييتية، والتي تعكس خوف الساسة االمبريال وتظهـر يوميـا . المتطورة واالفكار الماركسية ـ اللينينية، ومن التطور المستقبلي للقسم غير االشتراكي من العـالم

الـسوفييتي لـم ان القادة األمريكيين يعرفون تماما ان االتحاد". التهديد العسكري السوفييتي "األساطير المختلفة حول ولكن اإلعالم األمريكي في محاولة للتشهير بالسياسة الخارجية السوفييتية المحبة للـسالم، اشـاع . ولن يهدد أحدا أبدا

ن االتحـاد أغير ان الوقائع التاريخيـة الراسـخة تـشهد ". هدف موسكو هو الوصول إلى تفوق عسكري "مقولة ان ان الـشعب الـسوفييتي يـستخدم كـل . إلى تفوق عسكري على دولة أخـرى السوفييتي لم يهدف ابدا إلى الوصول

٤

إمكانياته العسكرية واالقتصادية وسياسته اللينينية المحبة للسالم في سبيل المحافظة على الحياة علـى األرض، وفـي عليه من قبـل أولئـك غير ان االتحاد السوفييتي لن يسمح أبدا بالتفوق . سبيل التقدم والمستقبل المشرق للبشرية جمعاء

وكما أكد المؤتمر السادس والعشرون للحزب الـشيوعي ". مستنقع التاريخ"الذين يفاخرون جهرا بإلقاء االشتراكية في الدفاعي السياسي والعسكري للدول االشتراكية يخدم وبإخالص السالم العالمي، بـاذال كـل = السوفييتي، فإن االتحاد

)٣(.االشتراكية للشعوبما بوسعه لحماية المكتسبات يقف االتحاد السوفييتي، معززا بقدراته الدفاعية وبعناد كبير ضد من يشعل الحرب النووية وضد كل من تـسول له نفسه بعرقلة حركة التقدم التاريخي ومن يؤمن لالمبريالية والرجعيـة التفـوق االجتمـاعي علـى قـوى التقـدم

لم يتمكن القادة األمريكيون من جر البشرية إلى صراع نووي، ورغم كـل .واالشتراكية، قوى السالم والديمقراطية لقد أصـبح هـذا ممكنـا . الضغوط االمبريالية يستمر تحرر الشعوب من االستقالل، وتثبيت استقاللية الدول الناشئة

ألممية المحبـة للـسالم بفضل االتحاد السوفييتي وحلفائه بالدرجة االولى، وبفضل التأثير الكبير لسياستهم الخارجية ا .وعلى امتداد حركة التطور المعاصر

فاالتحـاد الـسوفييتي . ان الرغبة في تحقيق أمن شامل تتطلب خفضا متواصال في مستويات المواجهة العسكرية مقتنع ان السالم ال يمكن ان يكون راسخا ووطيدا عن طريق ابتكار أنواع جديدة من األسلحة بل عـن طريـق الحـد

.االحتياطات الموجودة إلى حدود منخفضةمن كما ان االتحاد السوفييتي يعمل ما بوسعه لتكون العالقات بين الدول، وبغض النظر عن تركيبهـا االجتمـاعي،

.وما يؤكد ذلك جملة المبادرات التي يقدمها االتحاد السوفييتي. عالقات تعايش سلمي وحسن جوار ومساواة :لى كل الدول النووية ما يلييقترح االتحاد السوفييتي ع

.ـ االلتزام بعدم المبادرة إلى استخدام السالح النووي .ـ االتفاق على تجميد مستودعات األسلحة النووية

قـانون مـضاد "واتخاذ . ـ االتفاق على وضع طابع إلزامي لمظاهر سلوك الدول النووية على الصعيد الدولي ".لالستخدام النووي

لسوفييتية الطريق إلى منع الصدام النووي، وهي تـشهد علـى المثاليـة التاريخيـة للـشعب تفتح خطة السالم ا ان الشعب الـسوفييتي واثـق تمامـا مـن أن "تشيرنينكو . أ.أكد ك. السوفييتي، المسلح باألفكار الماركسية ـ اللينينية

)٤".(وأنه يمكن قلب الوقائع من التوتر إلى الهدوء السالم يمكن ان يتحقق،تعاون االتحاد السوفييتي مع كافة الدول المستعدة عمليا للتعاون من أجل تخفيف حدة التوتر وخلـق جـو مـن يغروميكو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي، النائـب األول لـرئيس . أ.يقول أ . الثقة

ـ إذا كانت حك: "مجلس وزراء االتحاد السوفييتي وزير الخارجية مواقـع يومة الواليات المتحدة مستعدة للوقـوف ف" الحملة الـصليبية "حقيقية في شؤونها الدولية وعالقاتها مع االتحاد السوفييتي، فإن عليها وقبل كل شيء إلغاء مفهوم

ان االتحاد السوفييتي يسعى دوما على عالقـات مـساواة طبيعيـة مـع . ضد االشتراكية الذائع الصيت في واشنطن والتقدير المتبـادل للمـصالح وعـدم نويجب ان يعمل الطرفان على مراقبة مبدأ المساواة واألم . يات المتحدة الوال

٥

إن ابداء الواليات المتحدة استعدادها للتمسك بهذه المبـادئ يمكـن ان . التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهما البعض )٥".(يؤدي إلى تحسين العالقات بين البلدين

أمريكا الرأسمالية قوة سياسية تتفهم معنى التعايش السلمي بين المنظومتين المتناقـضتين وتعـي طبعا يوجد في غير ان مفاهيمهم وفعالياتهم السياسية تقود إلى مقاومـة عنيفـة مـن . معنى التغيرات االجتماعية الجارية في العالم

ائر القيادية االمريكية، والذي يظهـر جليـا ان نضال االتجاهات المختلفة داخل الدو. طرف المجمع الصناعي الحربي في الحمالت االنتخابية، وفي االختالف حول مختلف القضايا في الكونغرس، كل هذا يدل على ان االوساط العدوانيـة

.العسكرية أرادت سلب االوساط الحقيقية فعالياتها السياسية. الصناعي اسم المجمع الصناعي الحربي التجسـسي يطلقون في الواليات المتحدة األمريكية أحيانا على المجمع

يؤكد هذا من جهة ان التجسس يمثل الجزء االساسي من المجمع العمالق هذا، ومن جهة أخرى يلفـت النظـر إلـى القيمة الكبرى التي يمنحها هذا المجمع لتحديث وتصعيد القدرة التجسسية للواليات المتحدة االمريكية، التي يـسخرها

بالنظر إلى االرتفاع المتواصل في نفقاتها المالية، فإن االسـتخبارات فاقـت . مة أهدافه ومهامه العدوانية المجمع لخد عن نشاط االستخبارات االمبريالية موجه تمامـا لخدمـة االحتكـارات . في الثمانينات كل الهيئات الحكومية األخرى

صرح الرئيس ريغـان أثنـاء وضـع حجـر . اشنطنوالرجعية العسكرية، وقد استحقت في السنوات األخيرة مديح و أنا واثـق ان المـؤرخين : "١٩٨٤ أيار عام ٢٤األساس لبناء المقر الجديد الدارة المخابرات المركزية في لينغلي في

هنا فـي إدارة لونب أحد دورا فعاال في عصرنا القلق هذا أكثر منكم انتم، يا من تعم عسيخلصون إلى نتيجة أنه لم يل .كما أشاد الرئيس بالعمليات النشيطة والحيوية لالستخبارات) ٦".(برات المركزيةالمخا

ط واسع للمكونات األخرى آللية السياسة الخارجية في الواليات المتحـدة، اال ان االهتمـام تنشيورغم انه يجري إن تـوازن الـسلطات : "يـة اللندن" ايكونوميـست "كتبت مجلة . األكبر ال زال موجها إلى إدارة المخابرات المركزية

والقوى بين المتنافسين على توجيه السياسة الخارجية األمريكية يتغير باستمرار، واآلن رجحت الكفـة لـصالح إدارة )٧".(المخابرات المركزية، التي تؤثر بشكل فعال في سياسة الواليات المتحدة في وسط أمريكا

الرئيسية في السلطات الـسياسية نتيجـة للـضغوط المنـسقة يعد تثبيت إدارة المخابرات المركزية في األدوار للدوائر القيادية في الواليات المتحدة األمريكية، التي لم توفر جهدا بعد الحرب العالمية الثانيـة لتأسـيس مخـابرات

.ان سلطة الرئيس في قضايا التجسس مماثلة لصالحياته في السياسة الخارجية. قويةفي قـضايا الـسياسة الخارجيـة، تملـك : "ان البروفيسور ادريان والبر وفيسور بريس يكتب السياسيان األمريك

السلطة التنفيذية أكبر الصالحيات في تحديد النهج السياسي، في الوقت الذي يملك فيه الكـونغرس وعامـة الـشعب ـ . صالحيات محددة لمراقبة هذا النهج وتصحيحه ا الـرئيس، علـى عن ظروف تنفيذ السياسة الخارجية تالئـم تمام

)٨".(اعتبار ان القارات يجب ان تتخذ سرا وتنفذ باقصى سرعة" الـدوائر المعنيـة "تقع آلية التحكم الرئيسية بالسياسة الخارجية في البيت األبيض، فالرئيس يراعي وجهات نظر

ان . غة أكثر تحفظـا الصورة نفسها تنسحب على المخابرات ولكن بصي . وفي مقدمتها الكونغرس والسلطة االحتكارية

٦

هذا ليس فقط في كون التجسس يتطلب سرية وحيوية أكثر، ولكن لكونه مرتبطا بتحقيق أكثـر األعمـال مكـرا وال .أخالقية لصالح االمبريالية، والتي ال تتجرأ الواليات المتحدة على تنفيذها بشكل علني

قائم، فإن التوجه ما زال قائما فـي الثمانينـات بغض النظر عن المحاوالت المتفرقة للكونغرس لتغيير الوضع ال إلى تمركز سلطة القيادة في البيت األبيض، الذي يمثل سلطة الـرئيس إدارة المخـابرات المركزيـة والمخـابرات

.المركزية عموماري التجمـع االسـتخبا "أو " التجمع االستخباري"تسمى مجموعة الدوائر الخاصة في الواليات المتحدة األمريكية

.ويلع بدور المنسق لهذا التجمع إدارة المخابرات المركزية. الخ… "المنظومة االستخبارية الوطنية"أو " الوطنيلقد رأى رؤساء الواليات المتحدة األمريكية الثمانية، الذي تعاقبوا بعد الحرب العالمية الثانية من قادة الحـزبين

. لمركزية سالحا سريا وثمينا للسياسة الخارجية للواليـات المتحـدة الديموقراطي والجمهوري، في إدارة المخابرات ا عن تاريخ حكم كل من الرؤساء الثمانية يسمح باستخالص نتيجة هي ان المبادئ والطرق التي اتبعها البيـت األبـيض

إن "لـد فـورد في توجيه نشاط المنظومة االستخبارية الوطنية ثابتة وأساس هذه الثبوتية فكـرة قالهـا الـرئيس جيرا ن دور إدا لتحقيق أمننا الوطني، وأكثر من ذلك فهو ضروري السـتمرارنا، جالتجسس في العصر الحديث ضروري

)٩".(التجسس يمكن أن يكون أكثر أهمية في زمن السلم ناهيك عن زمن الحربهنا يـذكر نقـد . األبيضومع هذا فالثبوتية ال تستثني إدخال بعض التغيرات في قيادة المخابرات من قبل البيت

وتذكر الهزائم االمبرياليـة سياسة السلطة التنفيذية، بما في ذلك مجال التجسس، من قبل الكونغرس والدوائر المعنية، في السياسية الخارجية، وإخفاق هيئات التجسس وقرارات الـرئيس التـي تمليهـا بعـض االعتبـارات الـستراتيجية

.دة الدارة االستخباراتوالتكتيكية، حول تأسيس قنوات جدييعد التطور الكبير في السنوات العشر األخيرة في مجموعة المنظمات االستخبارية الخارجيـة فـي الواليـات

أسست دوائر اإلدارة األمريكية بعد الحرب العالميـة . المتحدة برهانا أكيدا على تعزيز عدوانية االمبريالية األمريكية االتحاد االمبريالي العـالمي الـسري "هول األمين العام للحزب الشيوعي األمريكي . يف غالثانية ما سمي حسب تعر

لقد سعت واشنطن إلى ضم هيئاتها الخاصة إلى هذا التنظيم باالضافة إلـى منظمـات بعـض دول ". المضاد للثورة راما منظما ممـوال مـن قبـل ان نشاط االتحاد االمبريالية المضاد للثورة، حسب كلمات هول، يمثل إج " العالم الحر "

)١٠".(القتل السياسي واالستفزاز واالرهاب"، إنها تسمح باللجوء إلى أساليب "حكومة الواليات المتحد األمريكيةوهو اسم يطلقه الصحفيون األمريكيون على قوات التخريـب، كـال مـن قـوات البنتـاغون " جيش الليل"يضم

السـتطالع اوغيرها، وتحظـى بـدور هـام أيـضا دوائـر " القبعات الخضر"و" الكونماندوس"الخاصة بما في ذلك هـي " جيش الليل"غير ان القوة الرئيسية والموجهة لـ . العسكرية، التي تضم في تكوينها مجموعات خاصة للتخريب

الرجعية فـي بمحاوالت خلق الزمريءان تاريخها الممتد ألكثر من سبع وثالثين سنة مل . إدارة المخابرات المركزية مختلف الدول، بعد تحطيم الحكومات الوطنية وتوجيه اسلحة أعداء الثورة واالرهابيين إلـى صـدر قـوى الـشعب

.التقدمية

٧

يهدف هذا الكتاب إلى متابعة الشواخص االساسية في تاريخ العالقات المتبادلـة بـين البيـت األبـيض وادارة : مكان ان يبينلقد حاول المؤلف قدر اال. المخابرات المركزية

.ة في فترات رئاسية مختلفةيـ العام والخاص في العالقات بين البيت األبيض وادارة المخابرات المركز .ـ مبادئ قيادة الرؤساء وأجهزتهم لنشاط المخابرات

.ـ الطرق التي تتبعها إدارة المخابرات المركزية للتأثير على البيت األبيضعمال حول السلطة الرئاسية في الواليات المتحـدة تماعيون السوفييت جملة من األأصدر العلماء والمؤلفون االج

األمريكية، مما يتيح للمؤلف عدم التعرض بالتفصيل لمدرة السلطة الرئاسية وتعاليمها وسياسة رؤساء فترة مـا بعـد لها كانت مسخرة لفـضح لقد نشر العديد من األعمال عن إدارة المخابرات المركزية، أصلية ومترجمة، وك . الحرب

عداء إدارة المخابرات المركزية لالتحاد السوفييتي، بولونيا، كوبا والدول االشـتراكية االخـرى، ولكـشف نـشاط المخابرات األمريكية في أوروبا الغربية، افريقيا وأمريكا الالتينية على ضوء العمليات التخريبية الـسرية واالرهـاب

.رار الكثير من الوقائع المعروفةالدولي مما ال يدع مجاال لتكلقد تطرق الرؤساء ومساعدوهم ومدراء المخـابرات المركزيـة وغيـرهم مـن الشخـصيات القياديـة فـي

ولكن هذه القـضايا .االستخبارات، تطرقوا لمشاكل العالقات المتبادلة بين البيت األبيض وادارة المخابرات المركزية مال أو تلك، غير ان المراجع المتوفرة تناقش الكثير من القـضايا مـن وجهـات علم تنل االيضاح الكافي في هذه األ

تشاع أساطير خاصة حول العالقـات المتبادلـة بـين . نظر محايدة أو مناقضة تماما والكثير منها مشوه المعلومات ن إ. سطها إلـى أدنـى حـد ومنها ما يب السلطة الرئاسية واالستخبارات منها ما يعقد هذه العالقات تعقيدا ال حدود له،

مهمة هذا المؤلف هي إيضاح المميزات الحقيقية لهذه العالقات على أساس الوقائع الموجودة، وكذلك بيان االهـداف .التي تخدمها هذه العالقات

.يقدر نشاط إدارة المخابرات المركزية من حيث توجيهها وقيادتها من قبل البيت األبيض بتروسينكو ف .ف

ارة المخابرات المركزية في نظام السلطة في الواليات المتحدة األمريكيةمكانة إدأسـس الـرئيس ة االمريكيـة، ي، وبعد أربعة عشر عاما من تشكيل المخابرات المركز ١٩٦١في تشرين األول

ت الـدفاع األمريكي جون كينيدي هيئة استخبارات جديدة بناء على طلب وزير الدفاع ماكنامارا، إنها إدارة المخابرا وتستخدم الترجمة الشائعة في المراجع الـسوفييتية هـذه التـسمية ـ إدارة مخـابرات ). ديفينس انتيليجنس أجانسي(

.وزارة الدفاع ـ تصور مكانة هذه اإلدارة في نظام االستطالع العسكري والمخابرات بشكل عامإدارة مخـابرات وزارة الحربيـة، : كبيرتـان قبل إدارة مخابرات وزارة الدفاع، كانت هناك هيئتان استخباريتان

ثم أصبحت االدارات ثالثا، هي ادارة مخـابرات وزارة الجـيش، وادارة . وادارة مخابرات وزارة البحرية العسكرية كان على إدارة مخابرات وزارة الدفاع وضع . مخابرات وزارة القوى الجوية وادارة مخابرات وزارة القوى البحرية

٨

نافسة بين اإلدارة الثالثية الفتية للمخابرات العسكرية، وأسند لهذه اإلدارة مـسؤولية قيـادة موالتكرار والنهاية للتضاد .الجيش

. صرح العميـد ر . المعلومات االستخبارية بشكل فعال" إنتاج"شاركت إدارة مخابرات وزارة الدفاع في عملية يجب التأكيـد ان إدارة مخـابرات وزارة : " االستخباراتالركين نائب مدير اإلدارة أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون

الدفاع تعمل على جمع المعلومات التجسسية الخارجية ومعالجتها وتحليلها لصالح وزارة الدفاع والهيئـات القياديـة كز علـى ينوه في الوثائق االدارية للرؤساء األمريكيين إلى ان االهتمام األكبر لهذه اإلدارة يجب ان يرت ) ١".(األخرى

جمع المعلومات العسكرية وكذلك التجسسية المتعلقة بالقضايا العسكرية، والتي تلقاها مـن البنتـاغون، يقـصم هـذه ظهرت المعلومات االستراتيجية بشكل رئيـسي مـن . معلومات تجسسية ومعلومات تكتيكية : المعلومات إلى صنفين

في نشاط إدارة مخابرات الجـيش، القـوى الجويـة والقـوى إدارة مخابرات وزارة الدفاع، اما التكتيكية فقد برزت .البحرية

يعمل ضمن منظومة االستخبارات العسكرية إدارة المخابرات الوطنية، التي تصفها الصحافة األمريكيـة بأنهـا وكالة سرية جدا تشرف على إطالق أقمار التجسس وإدارتها، وتجهيزهـا بمختلـف وسـائل التـصوير والتجـسس

.لتحقيق استطالع شامل ودقيقالالسلكي كانت المخـابرات المركزيـة األمريكيـة تـدير االسـتطالع ١٩٦١قبل إطالق األقمار التجسسية األولى عام

في البادية حاولـت إدارة المخـابرات المركزيـة ان تـدير ايـضا ). ٢وخاصة طائرات يو ـ (الستراتيجي الجوي التجسسي إلى القوى الجويـة األمريكيـة بـسبب تعقيـدات التقنيـات التجسس الفضائي، اال انها تخلت عن التصوير

يـرأس إدارة المخـابرات الوطنيـة . وهكذا بدأت خالقات جادة بين المخابرات المركزية والقوى الجويـة . الفضائيةبـإدارة مساعد وزير القوى الجوية ولكن باالضافة إلى هذا يوجد لجنة تنفيذية الدارة المخابرات الوطنية التي تعمـل

مدير المخابرات المركزية، الذي يصادق على مهام التجسس الفضائي، غير ان إدارة المخابرات الوطنية، وكما هـو فل عدم تدخل المخابرات المركزية في عملية تنفيذ هـذه المهـام رغـم ان هـذه ضواضح من الصحافة األمريكية ت

ا تحليل الصور الملتقطة عـن طريـق هدها، سيصعب بدوناألخيرة تصر على المشاركة في التنفيذ ألنه، وحسب اعتقا ١.األقمار الصناعية

حسب ما ورد في عدد من المنشورات، تقوم إدارة المخابرات الوطنية أثناء تنفيذ التجسس الفـضائي وتـصميم االسـتطالع تقوم باستهالك حصة األسد من ميزانية) ١"(ت الضوئية والليزيرية عايمكنها استخدام االشعا "اقمار جديدة

.العسكري، لتفوق بذلك حتى هيئة األمن القومي، التي يخصص لها اعتمادات لتنفيذ مهام تجسسية بوسائل السلكية إلـى سـكرتير ١٩٥٢شكلت هيئة األمن القومي بناء على مذكرة من الرئيس ترومن وجهها في تشرين األول

ذه المذكرة تقوم بجمع المعلومات االستخبارية في الخـارج أصبحت الهيئة الجديدة بناء على ه . الدولة ووزير الدفاع

تحليل الصور التابع للمخابرات المركزية حوالي في بداية الستينا١ منذ ذلك . محلل١٢٠٠ت كان يعمل في المركز الوطني ل

.المؤلف(الوقت يعتبر المراقبون األمريكيون أن المركز أصبح ضخما جدا (

٩

تعمل محطات هيئة األمن القومي علـى .من وسائل اتصال الدول األخرى " التقاط االشارات الكهرطيسية "عن طريق حـدة التعديد من القواعد الحربية االربعمائة وحوالي ألفين وستمائة نقطة استناد للبنتاغون خارج اراضي الواليات المت

كما ان الزوارق البحرية والطائرات المزودة بأجهزة حديثة جدا للتجسس الالسلكي والراداري والليـزري . األمريكيةفـورير . صرح اللـواء ل . والتلفزيوني توسع بشكل كبير دائرة تأثير وسائل التجسس االلكترونية لهيئة األمن القومي

إنهـا لجمـع : "خ لشؤون االستخبارات شارحا مهام هذه الهيئة فقـال مدير هيئة األمن القومي أمام لجنة مجلس الشيو المعلومات التجسسية الخارجية عن طريق فك ترميز االشارات الكهرطيـسية األجنبيـة وحمايـة وسـائل االتـصال

وتحصل الواليات المتحدة األمريكية بوساطة التجسس االلكتروني على معلومات هامة جـدا ال .الالسلكي األمريكية وأوضح فورير أيضا ان المهمة االساسية لهيئة األمـن القـومي هـي ) ٣". (يمكن الحصول عليها بأية وسيلة أخرى

" يونايتد ستاتس نيوز أنـد وورلـد ريبـورت "كتبت مجلة . مين سرية نقلهاتأ وفك ترميزها و المرمزةجمع المعلومات رار األمم األخرى الكترونيا والمحافظة على األسـرار سماع أس"الصادرة في واشنطن، ان مهمة هيئة األمن القومي

)٤".(االمريكيةارتفع في السنوات العشر األخيرة وبشكل ملحوظ عدد هيئات االستخبارات فـي تكـوين الـوزارات والـدوائر

ت مهمة هذه الهيئة وحسب اطالعـا . المدنية، وأقدمها هيئة مخابرات وزارة الخارجية ـ كتب االستطالع والدراسات غير ان الوقـائع تـشير . رسمية هي تحليل المعلومات التي تتلقاها سفارات الواليات المتحدة بشكل مكشوف وتقويمها

إلى أنه القي القرض على العديد من الدبلوماسيين األمريكيين، ناهيك عـن مـوظفي المخـابرات المركزيـة، وهـم .بل بالطرق التجسسيةمتلبسون بجرائمهم في جمع المعلومات ليس بالطرق المكشوفة

كما يعمل مكتب االستطالع والدراسات في جمع المعلومات االقتصادية ومعالجتها بالتنسيق التـام مـع هيئـة استخبارات وزارة المالية، التي تولي اهتماما خاصا لجمع المعطيات المتعلقة بالقضايا المالية والنقديـة فـي مختلـف

.الدول وتحليلهابما فيها النووية، واختـراع األسـلحة الذريـة . ارات في وزارة الطاقة بمتابعة تطورة القدرةويقوم قسم االستخب

. والليزرية واختبارها من قبل الدول األخرىمن بين التجمعات االستخبارية ايضا إدارة مكافحة انتشار المخدرات، التي تملك شبكة واسعة من العمـالء فـي

يعمل موظفـو هـذه اإلدارة بالتنـسيق مـع . ومات عن إنتاج وتجارة المخدرات يقومون بجمع المعل نالخارج، الذي تدل المعطيات األمريكية الرسمية ان التهريب الـسنوي . أخصائيي إدارة المخابرات المركزية في مكافحة المخدرات

حة تجارة المخدرات يبدو ان مكاف. للمخدرات إلى الواليات المتحدة األمريكية يقدر بعشرات المليارات من الدوالرات ليست اال ستارا للتجمعات االستخبارية للقيام بعمليات مختلفة بعيدة عن محاوالت استئصال الفقر الحقيقي الوطني فـي

.أمريكا الذي أدى إليه االنتشار الواسع في البالد للمخدرات وخاصة في صفوف الشبابفة األمن الجنائي والسياسي الداخلي، وهـو يعمـل فـي يقوم مكتب التحقيق الفيدرالي التابع لوزارة العدل بوظي

.ر الذي يجعله جزءا من التجمعات االستخباريةمإطار االستخبارات الخارجية كجهاز يقاوم التجسس األ

١٠

. كما ويشارك في النشاط االستخباري الخارجي ايضا عدد من الوزارات والدوائر ولكن بـصورة غيـر علنيـة روع قانون إعادة تشكيل االستخبارات في لجنة مجلس الـشيوخ لـشؤون االسـتخبارات وهكذا ففي طور مناقشة مش

وبكامـل وعيهمـا يتركـان النقـاش جانبـا "ما هقال جولد ووتر رئيس اللجنة وتشيفي عضو اللجنة ان) ١٩٨١تموز ( ٢.عدم االعتراف ببعض عناصر التجمع االستخباري"مفضلين"

المدنيين والعـسكريين المـذكورين آنفـا هـي فقـدان " مع االستخباري التج"ان الصفة المميزة لكافة أعضاء االستقاللية االدارية، فهم يمثلون جميعا اجزاء مكونة للوزارات، اما الهيئة الوحيدة التي تتمتـع باالسـتقالل االداري

.فهي إدارة المخابرات المركزيةتجمع االسـتخباري بالكامـل،فهو يحـدد مهـام تقع على عاتق مدير المخابرات المركزية مهمة تطوير قدرة ال

ويتحمـل مـدير المخـابرات المركزيـة . الهيئات االستخبارية كافة وينسق نشاطها ويحدد حاجاتها من االعتمـادات يدخل فـي . المسؤولية أمام الرئيس ومجلس األمن القومي، عن تنفيذ البرنامج الوطني للعمليات االستخبارية الخارجية

لومات التجسسية وتوزيعها وإسناد المهام التفصيلية لدوائر االستخبارات بعد التشاور معهـا، ععالجة المهذا البرنامج م ولتقرير مختلف المسائل وتنظيمهـا يـشكل مـدير المخـابرات المركزيـة اللجـان . ومراعاة جميع وجهات النظر

باري وتنـسق اسـبقية جمـع المعلومـات والمجموعات واألركان، التي تعد كل القرارات واألوامر للتجمع االستخ نيويـورك تـايمز "يفاخر كيسي مدير المخابرات المركزية في إدارة الرئيس ريغان، في مقابلة لمجلـة . االستخباريةدارة مخابرات وزارة الدفاع وهيئة األمـن إانه يعقد لقاءات أسبوعية خاصة مع قادة المخابرات المركزية و " ماغازين

) ٥.(كانت هذه اللقاءات سابقا تنفذ مرة على األكثر كل شهر. آلخرين في التجمع االستخباريالقومي واألعضاء اغالبا ما تناقش المهام القيادية والتنسيقية لمدير المخابرات المركزية والعالقات المتبادلة بـين جميـع أعـضاء

ما يقرره الكونغرس والرئيس ومجلـس فليس كل. التجمع االستخباري خلف كواليس الحكومة األمريكية وفي الصحافة . لتنفيذ بسهولة ويدل على ذلك المنافسة الحادة بين المخابرات المركزية والمخـابرات العـسكرية ااألمن القومي قابل

يعتقد بعض قادة المخابرات المركزية األمريكية ان وجود الخالفات يأتي نتيجة مباشرة لالجراءات التي يتخذها مـدير يعطي قـانون األمـن " باحث األمريكي باورسممركزية لتحقيق وظيفته القيادية والتنسيقية كتب رجل ال المخابرات ال السلطة لمدير المخابرات األمريكية على كافة التجمعات االستخبارية، غيـر ان ألـن داالس لـم ١٩٤٧القومي لعام

م البيروقراطي مع العـسكريين، وأكثـر مـن ل الحفاظ على السالييحاول ابدا استخدام هذه الصالحيات جزئيا في سب )٦".(يات االستخباريةلذلك لكونه غير مبال بمهمة مدير المخابرات المركزية، واهبا نفسه كليا لتنظيم العم

يكرر هيلمس تلميذ داالس التكتيك الذي كان يتبعه معلمه بدقة تامة، فقـد شـغل منـصب مـدير المخـابرات أعجب األول موقف هيلمس من التجمع االستخباري، غيـر ان الثـاني . ن ونيكسوننسوالمركزية في عهد الرئيس جو

ر ي إلـى قناعـة أنـه يـنقص مـد هتوصل بنفـس " هيلمس"بـ " شليسنجر"عندما استبدل نيكسون . لم يكن راضيا عنه

١٩٧٣موسكو، " ريكيةأسرار الدوائر السرية في الواليات المتحدة األم: "أنظر" التجمعات االستخبارية" للتفصيل حول عناصر ٢

.ـ المؤلف

١١

ح الـدخول فـي آنـذاك اقتـر . المخابرات المركزية الكثير من التفاصيل والمعطيات الدقيقة لقيادة التجمع التجسسي واكتفـى نيكـسون بإصـدار . الكونغرس بمشروع قانون مناسب اال ان البيت األبيض لم يوافق على خطة شليسينجر

أمر يلقي على مدير المخابرات المركزية المسؤولية الرسمية في القيادة الفعلية للتجمع االستخباري بمـا فـي ذلـك ت المركزية في النصف األول من السبعينات إلى تأسـيس أركـان وأدى تعزيز دور مدير المخابرا . ميزانيته العامة

ويـسمى أحيانـا مكتـب مـدير )انتليجانس كوميونيتي سـتاف (التجمع االستخباري في إطار المخابرات المركزية وعندها ظهرت وظيفة جديـدة هـي نائـب مـدير ). ديركتور أوف سنترل انتبليجانس أوفيس (المخابرات المركزية

شغل منـصب رئـيس األركـان . لمركزية لشؤون التجمع االستخباري، الذي يترأس أركان هذا التجمع المخابرات ا ة الجنرال جريهيم، واألدميرال ميرفي وغيرهما، وغالبية مـوظفي األركـان مـن يونائب مدير المخابرات المركز

عض هذه الخالفات تنشب علـى الحقيقة ان ب. العسكريين، حيث ان هذا يقلص حسب اعتقاد قادة المخابرات العسكرية وهكذا ففي النصف الثاني من السبعينات رأى مدير المخابرات المركزية االدميرال تيريـز ضـرورة . أعلى مستوى

كان علـى تيريـز التراجـع فـي هـذه . وكان يرئسها االدميرال اينمان مراقبة عمل هيئة األمن القومي بدقة أكبر، خباري وبتوقيع مدير المخابرات المركزية، تقريرا سـنويا للـرئيس عـن نـشاط يقدم اركان التجمع االست . المنافسة

قبـل . عناصر التجمع كافة مع االقتراحات والتوصيات حول االعتمادات المالية الالزمة لكل مـنهم فـي المـستقبل يونايتـد (حـدة يعمل مجلس مخابرات الواليات المت ،١٩٥٦تأسيس اركان التجمع االستخباري بفترة طويلة ومنذ عام

الذي يضم قادة الهيئات االستخبارية كافة والذي يعده بعـض المـراقبين عـضوا مـساعدا ) ستاتس انتيلجانس بورد كـان مجلـس . ان تقدير جميع المسائل الستراتيجية الهامة يجري في إطـار هـذا المجلـس . لمجلس األمن القومي

وكان يوجـه العمـل . في مقر اإلدارة"تمع مرة في األسبوع المخابرات الذي يرئسه مدير المخابرات المركزية يج " لجان فرعية خاصة يشير كالين النائب األسبق لمدير المخـابرات المركزيـة " "لمجلس المخابرات المركزية " اليومي

إن الصواريخ الموجهة والطاقة الذرية والتجسس االلكتروني واالساليب األخرى قدمت مـن المجلـس إلـى لجـان "كانت تعمل بشكل متوافق في تحديد القضايا التي تسند على أساسها المهام لهيئات اسـتخبارية مختلفـة لجمـع فرعية

المعلومات حولها غير ان المشكلة تكمن في طلب مباركة المجلس لكل االقتراحات، مع العلم أنه في الواقع لم يكـن كمـا . ست بنظرها ذات أهمية تعادل مسؤولياتها الخاصـة لديه القدرة على إرغام هذه الهيئة أو تلك على تنفيذ مهام لي

لم يكن هناك وسائل لدفع هذه الهيئات الى ايقاف نشاطها الذي اولته االهمية األولى حتـى ولـو رأى الجميـع عـدم وسيلة التحكم الوحيدة في هذه الحالة هي الميزانية علما بأنه لم يكن لدى مـدير المخـابرات المركزيـة . لزومية ذلك

)٧".(وسيلة لمراقبتهاتغير هذا الموقف االن، وخـصوصا فيمـا . هذا الوضع الذي وصفه كالين كان سائدا في الخمسينات والستينات

رسمية في تحـضير الميزانيـة العامـة تيتعلق بحصول مدير المخابرات المركزية في عهد نيسكون على صالحيا تشير كل مؤلفات القادة الـسابقين للمخـابرات المركزيـة ان . كيةلجميع أجهزة التجسس في الواليات المتحدة األمري

تـدخل . التجمع االستخباري لم يعان يوما من النقص في الوسائل المالية من طرف منظومة االحتكـارات الحكوميـة ة وبشكل رئيسي في المليارات العديـد (اعتمادات الهيئات االستخبارية قبل كل شيء ضمن مصاريف ـ وزارة الدفاع

١٢

ال يوجـد معطيـات رسـمية عـن ). وغيرهـا " بوسـيدون "، "بوالرسي"،"مينيتمن"من االتفاقيات على أنظمة التسليح اعتمادات التجمع االستخباري أو أي من االجزاء المكونة له ـ كالمخابرات المركزيةــ وادارة مخـابرات وزارة

مستقلين فـي الواليـات المتحـدة األمريكيـة ان يؤكد بعض أخصائيي االستخبارات ال . الدفاع، وهيئة األمن القومي ووفقـا لـذلك تكـون ميزانيـة التجمـع . عشرة بالمائة من الميزانية العسكرية % ١٠مخصصات المخابرات تشكل

. خمسا وعشرين مليار دوالر١٩٨٤وفي عام . حوالي تسعة مليارات دوالر١٩٧٥االستخباري قد بلغت عام الهيئة تفتيش الكونغرس ـ إدارة الحسابات العليا ـ اعداد تقريـر ١٩٧٥ عام اسندت إحدى لجان مجلس النواببدأت هذه اللجنة برئاسة بايك عضو الكونغرس، وكذلك لجنة تشورتـشل فـي . مفصل عن نفقات التجمع االستخباري

مـدقق العـام صرح سـتاتس، ال . سة نشاط الهيئات االستخبارية في الواليات المتحدة األمريكية امجلس الشيوخ، بدر الطريق إلى المعلومات الصحيحة، وفي احـسن األحـوال محـدود جـدا، : "الدارة الحسابات العليا ألعضاء اللجنة

ولكن حتى فـي هـذه الحالـة ال . يتعاون التجمع االستخباري معلنا من حين آلخر، مقدما بعض المعلومات المطلوبة أكد ستاتس ان هـذا ال يتعلـق ) ٨.(مع، ليتم لنا تقويم دقة التقارير المقدمةنملك سبيال صحيحا إلى التقارير المالية للتج

بالمخابرات المركزية وادارة مخابرات وزارة الدفاع وهيئة األمن القومي بل ويتعلق بمكتب التحقيق الفيـدرالي طفقـ أنصرح ايضا .وجميع هيئات االستخبارات ووزارة المالية وغيرها يل وبعيـدا عـن إدارة ه دون الدخول في التفاص

من الميزانيـة العامـة للدولـة % ٢الحسابات العليا يوجد تقديرات تحدد النسبة الدنيا لميزانية التجمع االستخباري بـ يـضيف . مليـار دوالر ١٦ إلـى ٦ من ١٩٧٥وهذا يعني ان نفقات االستخبارات بلغت عام % ٥والحد األعلى بـ

ومع هـذا فـإن عـددا مـن الـصحف األمريكيـة " قة أي من هذه التقديراتنحن ال يمكننا ان نحدد مدى د"ستاتس البورجوازية تنقل ما قاله المفتش العام الدارة الحسابات العليا كاحتمال ان تكون ميزانية التجمـع االسـتخباري قـد

) انية العامـة من الميز% ٥ إلى ٢(وإذا تابعنا على هذا األساس . بلغت في منتصف السبعينات ست عشر مليار دوالر مليـار ٤٥ ـ ٤٠ مليار دوالر كحـد أدنـى و ١٨ ـ ١٦ففي منتصف الثمانينات انفق لتمويل المخابرات على األقل

صادقت لجـان االسـتخبارات . كل ما ذكر ال يعني ان الكونغرس كان جاهال لكل نفقات الدوائر الخاصة . كحد أعلى لس النواب للجان اعتمادات مجلس الشيوخ ومجلس النواب علـى الفرعية التابعة للجان اعتمادات مجلس الشيوخ ومج

احتياجات االستخبارات الفرعية، ولم يحدث ابدا ان طلب المشرعون التأكد من صحة طلبات المخـابرات المركزيـة دفع تدهور الوضع االقتصادي في الواليات المتحـدة فـي . والهيئات المجاورة أو التدخل في الغاية من هذه الطلبات

وارتفاع عجز الميزانية العامة وزيادة التضخم المالي، كل هذه العوامل، باالضافة إلى انهيار الثقـة ،اتيبداية السبعين تجاه إدارة المخابرات المركزية وفضح نشاطها غير القانوني، دفع الرئيس ومعه الكونغرس لتغييـر موقفهمـا مـن

ري المالي قسم سري جدا مهمته نفقات دوائر التجسس مع نتـائج أسس في إطار المكتب االدا. نفقات أعمال التجسس لم يـشكل اسـتعراض . حول فاعلية هذه النفقات أثناء مناقشة مشروع الموازنة العامةهويبدي هذا القسم رأي . أعمالها

ـ . حاجات المخابرات المركزية ودوائر المخابرات األخرى اية صعوبات بالنسبة للكـونغرس بق وأكـد النائـب االس )٩"(لرئيس قسم العمليات ثقته تجاه المخابرات أثناء التصويت على االعتمادات المخصصة لنشاطها

١٣

ورغـم ان اقـسام . لوحظ في السنوات األخيرة كثرة المحاوالت لتعزيز االسس المركزية في إطـار التمويـل . ميزانية موحـدة لهـذا التجمـع التجمع االستخباري تدخل في مختلف الوزارات اال ان البيت األبيض يطالب بتكوين

لمدير المخابرات المركزية للتـشاور واالتفـاق مـع مـسؤولي ١٩٨٠أصدر الرئيس ريغان أمرا في كانون األول الوزارات والهيئات المعنية لتكوين موازنة وطنية لتمويل برنامج التجـسس خـارج الواليـات المتحـدة األمريكيـة

العادة النظر في االعتمادات المخصصة للنشاط التجسـسي، وحـسب . ة عليهاوتقديمها للرئيس والكونغرس للمصادق أمر الرئيس ريغن، تجب موافقة مدير المخابرات المركزية، الذي يقوم بتفتيش مالي وتقدير البرامج المنفذة من قبـل

ابرات المركزية لتنفيـذ يشكل هذا أساسا لمراقبة مدير المخ…مختلف الدوائر االستخبارية ويمنع التكرار الزائد وغيره يمكن القول ان هذه االدوات عززت مكانة مـدير المخـابرات المركزيـة فـي . البرامج الوطنية للتجسس الخارجي

. مجلس مخابرات الواليات المتحدة كما ان وجود جهاز خاص لديه كأركـان التجمـع االسـتخباري يعـزز قيادتـه في لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات تـشير إلـى ان قيـادة باالضافة إلى ذلك فإن الشائعات المذكورة سابقا

مخابرات وزارة الدفاع وهيئة األمن القومي ال تنوي التخلي عن استقالليتها في األمور الكبيرة والـصغيرة أو نقلهـا .إلى ايدي إدارة المخابرات المركزية

للطبقة الحاكمة فـي الواليـات المتحـدة بتنفيـذ تنحصر المهمة الرئيسية الدارة المخابرات المركزية، بالنسبة البرامج التجسسية التخريبية الخاصة وفي التأثير على السياسة الخارجية والعسكرية لواشنطن بمـا يتوافـق ورغبـات

ن هذا التأثير ال يقارن بالمكانة المتواضـعة الدارة المخـابرات المركزيـة فـي التجمـع إ .االمبريالية األمريكية .رياالستخبا

بلغت نفقات إدارة المخابرات في النصف األول من الثمانينات وحسب تقديرات الـصحافة األمريكيـة حـوالي ألف موظف فني وعملياتي من اصل مائتي ألف موظـف فـي التجمـع ١٨ملياري دوالر، وبلغ عدد موظفيها فقط

المخابرات المركزية، الموحدة في لينغلـي باالضافة إلى ذلك فإن قيادة. االستخباري بالكامل هذا عدا عمال الخدمات كتب ايديجي الموظـف الـسابق فـي . غير بعيد عن واشنطن، تدير جيشا كبيرا من العمالء السريين ) والية فيرجينيا (

)١٠".( مئات االلوف من األشخاصنلينغلي تحض:"إدارة المخابرات المركزيةة الدارة المخابرات المركزية اسم الفروع في حين تـرك في مطلع الستينات أصبح يطلق على التشكيالت الكبير

تستخدم في المراجع األمريكية فـي الوقـت . للخاليا الوظيفية واالقليمية لقب مراكز، ادارات، أركان،اقسام وغيرها فرع المعلومات االستخبارية فرع العمليات االسـتخبارية، الفـرع االداري، فـرع العلـوم : الراهن االسماء التالية

.والتقنيةعدا عن وظائفه الروتينية في إدارة أعمال المخابرات المركزيـة ) وسمي سابقا فرع الدعم (يقوم الفرع االداري

.بتأمين العمليات التخريبية والتجسسية السريةومن مهامه الكبرى تأمين شبكة من العمـالء بـاألموال والـسالح وتقنيـات . ويملك ممثلين في كافة المقرات

وتقـع علـى . وغيرها، وليست مسألة تنظيم االتصاالت بين لنغلي والمقرات بأقل أهمية من المهمة الـسابقة التجسس . عاتق الفرع االداري ايضا مهمة تأمين اتصال مستقل بين مقر الرئاسة والعديد من سـفارات الواليـات األمريكيـة

١٤

طلبات المخابرات المركزية في تطوير الوسـائل يقوم أوثق العالقات مع مصانع التجمع الصناعي الحربي، التي تنفذ يجمع فرع العلوم والتقنية المعلومات العلمية والتقنية المكشوفية أو التجسـسية . الموجودة واختراع انواع جديدة منها

إلى ال يمكن تجاهل أهمية االكتشافات العلمية التي تؤدي : "ير االسبق للمخابرات المركزية كولبي دكتب الم . ويحللهاولكن اسارع ألقول ان الوسائل الفنية ال يمكن ان تلغي دور المخبر، وال تجعل وظيفتـه مريحـة كمـا . نتائج كبيرة

)١١".(يدعي البعضيناقشون في الواليات المتحدة األمريكية العالقات بين تجسس المخبرين او التجـسس البـشري وبـين التجـسس

. يظهر ألول وهلة ان هذا الموضوع غير هام لهذه الدرجـة . التجسس الفني المنفذ بمساعدة مختلف الوسائل الفنية أو قي للمخابرات والمشرعين والعلماء ال زالوا يناقشون االفـضلية بـين جميـع قينومع هذا فان القادة الحاليين والساب

رها، وما هـي وسائل التجسس وعلى أي نوع منها يجب هدر االموال، واي منها يؤمن معلومات أغنى واثمن من غي طبقة الشخصيات المستهدفة في الخارج، والتي يجب ان تدرس بعناية من قبل المخبرين االمريكيين، كما ان المراكـز

وتلتقي كل هذه التوصـيات . الدفاعية تبتكر توصيات من نوع خاص للحكومة والكونغرس واالوساط السياسية الفعالية ي الواليات المتحدة األمريكية الى جانب تطوير التجـسس البـشري ي ف نأو معظمها في ضرورة تطوير التجسس الف

.في وقت واحد ودون أي تواضع كاذبيعد فرع المعلومات وفرع العمليات االستخبارية من أكبر الفروع التـي يـديرها نـواب مـدير المخـابرات

.يننتوقف بالتفصيل على بعض اآلفاق التي تكونت في ممارسات كال الفرع. المركزيةتشكل فرع المعلومات التجسسية في وضعه الحالي فقط في بداية الستينات، مستقطبا نخبة خاصة مـن مـوظفي االدارات والدوائر واألقسام التي تعمل في معالجة المعلومات وتحليلها وتحـضير التقـدير االسـتخباري الـوطني

علومات الخام الواردة بشكل مكشوف من المـصادر يعالج آالف المحللين في الفرع الم . عمال المكتبية والرشفة واألجانب القـادمين صحف، مجالت، اذاعة، مقابالت مع المواطنين األمريكيين القادمين من الخارج ومع األ (المشروعة

وعن طريق مصادر التجسس واألعضاء اآلخرين للتجمع االستخبار الـذين يحـصلون ) إلى الواليات المتحدة وغيرها يعطي فرع المعلومات الجاهزة ـ اإلنتاج الجاهز ـ والتقارير والوثائق والتقـديرات . بالوسائل الفنيةعلى المعلومات

توزع المعلومات السياسية، االقتصادية، العسكرية، العلميـة والتقنيـة، الجغرافيـة . االستخبارية لصالح السلطة العليا األدميـرال إينمـان النائـب األول لمـدير وما يتعلق بسيرة بعض الشخصيات في نظام وثائقي مؤرشف، أوضـح

هـذه األنظمـة التـي : "المخابرات المركزية ألعضاء مجلس الشيوخ معبرا عن تصوره للتعقيد في هذا التجمع فقال يملك بعـض هـذه . تحفظ بها مئات الماليين من الصفحات منفصلة بعضها عن بعض حسب مميزات عملية ووظيفية

، امـا ا مؤرشفا وثائقيا نظام٢٠لب البحث عن معلومة صغيرة تقليب صفحات حوالي األنظمة منظومات فرعية ويتط )١٢"(المعلومات الكبيرة ـ فأكثر من مائة نظام

فهي تلعب دورا هاما في اعـداد . تعد مديرية المعلومات االستخبارية اآلنية أحد أهم تشكيالت فرع المعلومات صدر هذا التقرير فـي . وتقرير إخباري يومي للشخصيات الحكومية والقياديةنشرة إخبارية يومية للرئيس األمريكي،

يقـوم . مـشترك ٢٠٠ ـ ٦٠كانت ترسل كل سباح إلى " ناشيونال انتيليجانس ديلي"البداية على شكل صحيفة صغيرة

١٥

عالقـة مباشـرة سرية التي ليس لهـا لبالعمليات التخريبية ا ) وسمي سابقا فرع التخطيط (فرع العمليات االستخبارية بالحصول على معلومات مسبقة كالعمليات التخريبية السرية التي ليس لها عالقة مباشرة بالحصول علـى معلومـات

يتـألف فـرع العمليـات، . ويقوم الفرع كذلك بمالحقة الجاسوسية الخارجية" كوفيرت أشن"مسبقة كالعمليات السرية ) األوسط وافريقيـا ("خابرات المركزية، من ست مديرات إقليمية حسب ما ذكره ماركيتي المساعد الخاص لمدير الم

مالحقـة المخبـرين األجانـب، العمليـات الخاصـة والعمليـات ) العمليـات التجسـسية (وأربع مديرات وظيفية )١٣).(التخريبية

ـ . كما تقسم المديريات البورجوازية إلى دوائر تختص كل منها بدولة واحدة فقـط ة تطلـق الـصحافة األمريكيعلى نشاطات فرع العمليات وخاصة نشاط أولئك الموظفين الذين يعملـون علـى " عيب القذرةألالا"البورجوازية اسم

وقـد أثـارت . وتنفيذها، كالقتل السياسي واالنقالبات واالرهاب والدعاية السوداء وغيرهـا " تخطيط العمليات السرية وى عمليـات التخريـب الـسرية بالنـسبة للواليـات المتحـدة االخفاقات المتوالية للعمليات السرية النقاش حول جد

.األمريكيةأبدى سكوفيل، النائب األسبق لمدير المخابرات المركزية ومدير فرع المعلومات االسـتخبارية شـكوكه حـول

ذه العمليـات ومن ناحية أخرى فإن ه. الفائدة الحقيقية من العمليات التخريبية التي تقوم بها الواليات المتحدة األمريكية ويـضيف . حسب رأيه تسيء لسمعة الحكومة األمريكية وال تمثل وسيلة لتنفيذ الواليات المتحدة لسياستها الخارجيـة

) ١٤".(اقترح ان تقلع بالدنا وإلى االبد عن تنفيذ العمليات التخريبية كافة: "سكوفيلخابرات المركزية كمنصب سكوفيل والمستـشار وخالفا لهذا االعتقاد، فإن كالين الذي شغل منصبا في إدارة الم

غير الرسمي للبيت األبيض في شؤون المخابرات في مطلع الثمانينات وكبير مستـشاري مركـز االدارات الدوليـة العمليات السرية االمريكيـة، وخاصـة "واالستراتيجية التابع لجامعة جورج تاون في واشنطن، ورغم انه يعترف بأن

ومع ذلك فهو يرى انه من المجـدي التـدخل " ر الشعب الذي يعاني منها ظية للقانون من وجهة ن العسكرية منها مناف فذلك في نظره حالة وسطى بين الدبلوماسية وإنـزال قـوات مـشاة ) ١٥".(السياسي السري في شؤون الدول األخرى

ة اعالمية كبيـرة العمليـات ومن العمليات التخريبية السرية التي أثارت ضج هو اسلوب أفضل من الحرب، . البحرية . الموجهة بالدرجة األولى ضد حركات التحرر الوطنية(Paramilitary)شبه العسكرية

كتابا لنائب رئيس فرع العمليات االستخبارية فـي إدارة ١٩٨١في عام " ماجروهيل بوك كومباني "أصدرت دار ريكي مباحثيا وديبلوماسيا وعسكريا، نـاقش معهـم الموقف األمـالطريق الثالث "المخابرات المركزية شيكلي باسم

الطريـق "امـا . طيلة عام كامل المهام الموجهة ضد الثورات، أي حركات التحرر الوطنية، وطرق تنفيذ هذه المهام فهو اصطالح يستخدم في التجمع االستخباري للداللة على العمليات السرية شـبه العـسكرية، فـي حـين ان " الثالث

ي يعـدها األمريكيـون تول هو تنفيذ السياسة الخارجية بالوسائل الدبلوماسية، والطريق الثاني هو الحرب ال الطرق األ اخضاع الشعوب للسيطرة األمريكية ووسم جميـع الحـوادث "يؤكد شيكلي ان هدف الطريق الثالث هو . غير مقبولة

)١٦".(العملياتبطابع مناسب للواليات المتحدة األمريكية دون الشكل عن منظمي هذه

١٦

يعكس الخالف في الموقف الملموس من خالل أعمال سكوفيل وكيالين وشـيكلي حـول اسـتخدام إمكانيـات بتمثيل أحد أسباب انتشار عـدم . المخابرات المركزية، النزاع الداخلي بين مجموعات المخابرات المركزية المتنافسة

ل على تأييد األوساط االحتكارية وتحقيـق أفـضلية لهـذا التطابق في وجهات النظر خارج لينغلي في السعي للحصو غير ان األمور الداخلية للمخابرات المركزية ال تتوضح فقـط مـن خـالل الخالفـات . النشاط االستخباري أو ذاك

الدورية بين مختلف منظماتها حول السلطة والكوادر والوسائل المادية، بل من خالل الحملـة الهادفـة إلـى إزالـة . بين النشاط المشروع في جمع وتحليل المعلومات االستخبارية وبين العمليات التخريبيـة المخالفـة للقـانون الفوارق

.تيريز. وهذا بالذات ما فعله المدير األسبق للمخابرات المركزية األدميرال المتقاعد سعمليـات التخريبيـة الـسرية، بعد حصوله على االستقالة، اتخذ تيريز موقفا وسطا بين سكوفل وكالين بالنسبة لل

يمكن ان تكـون العمليـات الـسرية : "كتب تيريز. فهو يؤيد بعض اشكال العمليات السرية ويعارض بعضها اآلخر بطبيعتها مثارا للجدل، ويكون تصرفنا صحيحا إذا لجأنا إلى هذه العملية عندما نكون واثقين تمامـا ان هـذه العمليـة

؟ أوال الدعايـة .لكن أي العمليات السرية يمكن ان ينال الموافقة العامة. كون ثروة للمجتمعستنال الموافقة الشعبية وست السرية، وانا أعتقد انه كان من الممكن الحصول على الموافقة على محاوالت إزاحة الخميني في إيـران أو القـذافي

)١٧".(في ليبياتدخل دون تكلف في الشؤون الداخلية للدول األخرى وهكذا يصادق المدير االسبق للمخابرات المركزية على ال

ويناقش علنا قضية اسقاط الحكومات وفي نفس الوقت يسعى للحصول على الموافقة العامـة علـى عمليـات القتـل .واالعتداء

جلب النصر المزيف وتستهلك التكـاليف الباهظـة تيتحفظ تيريز حيال العمليات التخريبية السرية، التي يمكن ان ينـسب المـدير االسـبق . اليات المتحدة األمريكية، والتي تثير لدى الكونغرس والمجتمع المعارضة الغريزيـة للو

التدخل في شؤون نيكاراغوا، ويبدي تيريز خوفه من تكرار الفشل االمريكي في : للمخابرات المركزية لهذه العمليات .رس األمريكي من جهة أخرىفيتنام من جهة، والخالفات بين المخابرات المركزية والكونغ

، الـذي "األمن القومي للواليات المتحدة األمريكية، السياسة وكيفية تحقيقها"برزت وجهات نظر أخرى في كتاب ألفه المسؤول السابق في مجلس األمن القومي العميد المتقاعد جوردان وعضو مجلس الشؤون الدولية العقيد المتقاعد

" آلية للمراقبـة "ي التوسع الكبير في العمليات التخريبية ـ حسب رأيهما ـ إلى تأسيسي يمكن ان يؤد. تايلور األصغر )١٨".(إذ يمكن ان ينشأ داخل الواليات المتحدة وخارجها ظرف غير مناسب ابدا للنشاط التجسسي

تم تغيير اسـم كان مقررا خالل فترة ادارة تيرنيد للمخابرات المركزية التعتيم على عمليات التخريب السرية، و ١٢٠٣٦نص القرار الصادر عن الرئيس كارتر بـرقم . العمليات السرية إلى اسم أكثر اعتداال هو العمليات الخاصة

: على ما يليويجب ان تـساعد هـذه العمليـات علـى . تنفذ العمليات الخاصة في الخارج تأكيدا ألهداف السياسة الخارجية "

للواليات المتحدة األمريكية في الخارج، تخطط العمليات الـسرية وتنفـذ بـشكل ال تحقيق البرامج السياسية الرسمية وال تـدخل . الدور على الـصعيد الـشعبي ايظهر معه دور الحكومة األمريكية وال تظهر اية حاجة لالعتراف بهذ

١٧

ات أخرى ضـمن العمليات الخاصة ضمن النشاط الدبلوماسي، وال في عملية جمع المعلومات التجسسية وال في عملي )١٩".(النشاط الدبلوماسي واالستخباري

تكتب هـذه الـصحافة عـن العمليـات الـسرية . في الصحافة األمريكية " العمليات الخاصة "لم تستخدم تسمية يجب على فرع العلميات االستخبارية الحفاظ علـى سـرية نـشاطه . التي تعتبر أكبر اسرار لينغلي) كوفيرت أكشين (

الحـواجز غيـر "خابرات المركزية األخرى حتى فرع المعلومات االستخبارية ويسمى هذا بمبـدأ امام تشكيالت الم ، وقد انطلقت بعض األصوات لتمييع هذا المبدأ على اعتبار ان بعض المحللين حصلوا علـى تـصور عـن "النفوذة

كـم علـى مـستوى هـذه مصادر المعلومات البشرية من فرع العمليات االستخبارية، وتمكنوا بشكل أفضل من الح . يعتبر بعض خبراء التجسس انه ال مبرر لعدم مشاركة فرع المعلومات في التخطيط للعمليات الـسرية . المعلومات

وبقى النقاش حول ضرورة أو عدم ضرورة استخدام الجواسيس المخبرين في دور المخـربين واالرهـابيين ودعـاة .النشاط التخريبي

فمـا . شاط المخابرات األمريكية طابعا تحليليا، على خالف النـشاط التخريبـي من الخطأ في شيء إعطاء ن ليسهو موضوعيتهم تجاه التأثير السياسي مهمـا " فرسان الدرع والخنجر"يميز محللي المعلومات عن رجال العمليات من

.كان مصدره، اال ان الواقع يختلف تماماالنتاج الرئيـسي الـصادر " ونواياه"لدفاعية وإمكاناته االقتصادية تمثل المعلومات عن االتحاد السوفييتي وقدرته ا

يرها المخبرات المركزية لقد ظهرت منذ البداية على هذا النتاج بصمات الجنون المعـادي تدعن مراكز التحليل التي ـ : يكفي هنا ذكر مثال واحد . للسوفييت ديرات يتذكر دوفوريت فإن سليك العضو السابق فـي المجلـس الـوطني للتق

لم يكن في تحليل االستخبارات أدنى شك في ان الروس سيهاجمون أوروبا، كان الـسؤال متـى سـيتم : "االستخباريةوبغض النظـر عـن االعتبـارات ) ٢٠".(١٩٥٥ أم انهم سينتظرون حتى عام ١٩٥١ أم في عام ١٩٥٠هذا في عام

فإن هذه التحليالت شكلت ضـغطا عليـه لتـصعيد ) حتى المتطابقة مع توقعات المخابرات(التي تبناها البيت األبيض ولكـن هـل علمتـه . اال أن الحياة أثبتت وبشكل قاطع بطالن تكهنات التجمع االستخباري األمريكي. الحملة للسوفيت

.ولو الشيء القليل؟لـم أجـد ): "نهاية الـسبعينات (كتب مير النائب االسبق لرئيس العمليات االستخبارية يصف فترة خدمته األخيرة

األدلة المقنعة على تخطيط االتحاد السوفييتي لبدء حرب نووية واسعة ضد الواليات المتحدة، ولم أجد أية اشارة إلـى وال يعطي تحليل خطابات القـادة الـسوفييت أي . ان االستعدادات العسكرية السوفييتية ستبلغ اوجها في يوم من األيام

هـا إذا كـان ذلـك ب حربا كهذه ستكون فاجعة لكال الطرفين، ولذلك يجب تجن هناك إجماع تام على ان . تبرير للتهديد )٢١".(ممكنا

اوال ـ ان : "يقـول ميـر . يبدو أنها فكرة واضحة ولكن مير بعد ان نطق بها حاول فـورا التـشويش عليهـا ت ناصـية الـضربة المخابرات العسكرية تستمر في طرح السيناريو، الذي سيمتلك السوفييت بموجبه فـي الثمانينـا

ليـصادر إلـى " تفـوق اسـتراتيجي "وثانيا ـ يضيف المؤلف ـ أن االتحاد السوفيتي سيحاول الوصول إلى . األولى

١٨

كشف نقاط الضعف في الدفاع الغربي تحت مظلته ومن ثم النضال من أجل الحلفاء والقواعد الـستراتيجية ومكـامن )٢٢".(الثروات

االستخباري في التحريف لصالح المجمع الصناعي الحربي، الذي يحاول وبأيـة بهذا الشكل يستمر ممثلو التجمع .وسيلة بلوغ سباق التسلح

ويطلـق أخـصائيو التحليـل " التهديد السوفييتي"تتسابق األجهزة التجسسية في جمع كافة المعلومات التي تؤكد فاع وتعزيز بعض انواع األسلحة ويخـضع للتداول معطيات مبالغ فيها حول نفقات االتحاد السوفييتي على شؤون الد

.كذلك للمعالجة الكونغرس االمريكي، الذي اقتنع اعضاؤه بتخلف الواليات المتحدة عن االتحاد السوفييتي عسكريا نظم بيكر ممثل الحزب الجمهـوري فـي مجلـس ١٩٨٠إس التلفزيونية انه في نيسان . بي. أعلنت شركة سي

لكـن مـا هـو سـبب هـذا ". التهديدات السوفييتية"حدث فيه كبار رجال المخابرات عن الشيوخ لقاء سريا للغاية، ت ان الميزانية الحربية الدارة ريغان أثارت الجدل العقيم مما حدا به لتحريـك النقـاط بغيـة ارهـاب تبين. االجراء؟

ييتي، وتقـديرات المحللـين يمكن وصف عملية المعلومات الخاطئة عن الدفاع السوف ". بالتهديد السوفييتي "المشرعين كمـا . بأنها عملية تشويه للحقائق، وهي ال تخص فقط قضايا وقف التسلح في االتحـاد الـسوفييتي " للنوايا السوفييتية "

وعالقـات الواليـات " االرهاب الـدولي "و" للحروب المشروعة"ويعلب التجمع االستخباري لعبة غير شريفة بالنسبة آثار التضليل الستراتيجي تلمس أثناء التحضير لغزو كوبا من قبل مرتزقة المخـابرات ان. المتحدة مع مختلف الدول

.، وإشعال الحرب في فيتنام وغيرها١٩٦١األمريكية في عام نشب بين مختلـف الهيئـات بـسبب اخـتالف نتـائج " خالفا استخباريا"من حيث الشكل يظهر الموضوع وكأن

المصادفة، السرعة وقلـة الخبـرة : م للبيت األبيض وهو طبعا غير دقيق بسبب التحليل، وسينتصر أحد اآلراء وسيقد غير ان بعض الباحثين األمـريكيين يعتقـد ان بعـض . هذه هي آراء ممثلي المخابرات . ةقباالضافة إلى النية المسب

لرئيس والحكومة علـى المذكور لتقديم تحليالت للموقف ل" الخالف االستخباري "الهيئات االستخبارية الرجعية تستخدم ومن هـذا . أساس التضليل الستراتيجي، من شأنها تسهيل دخول الواليات المتحدة في الحروب والعمليات االستفزازية

.المنطلق بالذات يجب فهم سبب محاولة المخابرات المركزية للحد من رقابة الرئيس عليها في واشنطن بعـد ١٩٨٠ تشرين الثاني ١٩ في بدأ تعرف عضو الحزب الجمهوري رونالد ريغان بجهاز الدولة

استهل ريغان عمله الجديد بلقاء األدميـرال تيرنيـد مـدير المخـابرات المركزيـة . فوزه في االنتخابات الرئاسية يمثل التعرف إلى المخابرات السرية القسم األساسـي : "كتبت صحيفة نيويورك تايمز تعليقا على هذا اللقاء . األمريكية

وقبل ذلك بأربع سنوات أطلع بوش مدير المخابرات المركزية الـرئيس كـارتر مـن ) ٢٣". (نقل السلطة من مراسم .الحزب الديموقراطي على اسرار الحكومة االستراتيجية

منذ عهد الرئيس األمريكي األول جورج واشنطن، ال زال الزعماء األمريكيون يولون أهمية كبيرة للمعطيـات بمـا انـه ال : "كتب جوردان وتايلور. لقرارات المتعلقة بالسياسة الخارجية والمسائل العسكرية االستخبارية في اتخاذ ا

يوجد في دستور الواليات المتحدة األمريكية أحكام خاصة بمراقبة عمل المخابرات، فإن الصالحيات في هذا االطـار

١٩

وهكذا فمن وجهـة ) ٢٣".(ابرات لصالحهايجب ان تنطلق من مهام الدفاع الوطني والسياسة الخارجية التي تعمل المخ .النظر الدستورية تقف المخابرات بإحدى قدميها في الجهاز العسكري وباالخرى في آلية السياسة الخارجية

يظهر من خالل معالجة المؤلفين غياب ذكر المخابرات في دستور الواليات المتحدة االمريكية، وهذا ال يعنـي ة للمخابرات، فقد تأسست هذه القاعدة الحقوقية بقوانين مختلفة للكـونغرس وإدارات مجلـس أبدا غيبا الشرعية القانوني

.األمن القومي وبقرارات رئاسيةثـم بـرزت . قبل الحرب العالمية الثانية لم يكن سائدا مفهوم المخابرات كنشاط مستقل ال شكال وال مـضمونا

أسيس منظمة استخبارية على مستوى هيئة فيدرالية مـستقلة وكانـت بت١٩٤٧رغبة الدوائر االمبريالية االمريكية عام .إدارة المخابرات المركزية

وفـي فـصل ١٩٨٣ ـ ١٩٨٢يذكر كيسي مدير المخابرات المركزية في المعجم الحكومي األمريكي لعـام تنفذ العلميات الخاصـة "وأنها" تعمل بقيادة رئيس الواليات المتحدة أو مجلس األمن القومي"ة أنها يالمخابرات المركز

در االشارة إلى ان ذكر الرئيس رسميا كموجه الدارة المخابرات المركزية ورد فقط في جوت) ٢٥".(وبموافقة الرئيس .السنوات األخيرة ونتيجة لنقد الذع من الكونغرس بسبب عدم وجود شيء محدد بهذا الصدد

از التحكم بالمخابرات ولكن هذا، وحسب رأي العديـد مـن كان الرؤساء األمريكان يثبتون ايديهم دائما على جه كتب شليزينجر المستشار األسبق للرئيس كينيدي في مقدمـة كتـاب . الباحثين االمريكيين، لم يؤمن قيادتها كما يجب

أصـبحت إدارة المخـابرات المركزيـة، حـسب رأي : "ألفه روزيتسكي الموظف السابق في المخابرات المركزية لقد استخدموا المخابرات المركزية كآليـة لتنفيـذ الـسياسة الخارجيـة بـدون . حور اهتمام الرؤساء روزيتسكي، م

ولتنفيذ العمليات العسكرية بدون القوات المسلحة، واللجوء إلـى التـدخل دون إذن ) أي بالوسائل السرية (دبلوماسيين ).٢٦"(من الكونغرس

يبـالغ كثيـرا فـي وصـف "ينجر يشير إلى ان روزيتـسكي من الحقيقة اال ان شليزا ومع ان في ما ذكر جزء وكما يؤكد المؤرخون فإن إدارة المخـابرات ". المخابرات المركزية بالبراءة والطاعة بالتنفيذ طبقا لما يخططه الرئيس

ويـسوق ) ٢٧".(المركزية عملت سابقا بشكل مستقل في مختلف المواقف ونفذت العديد من العمليات بمبـادرة ذاتيـة . شليزينجر العديد من االمثلة المأخوذة من متابعات الكونغرس لنشاط المخابرات المركزية في منتـصف الـسبعينات

فالرئيس كينيدي ومدير المخابرات المركزية في عهده لم يكونا على علم بمحاوالت إدارة المخابرات اغتيـال فيـديل لـم ) ١٩٧ حتـى عـام ١٩٥٣من عـام (أربعة رؤساء كما ان . كاسترو وهذا ما يؤكده شليزينجر وكالين وغيرهم

.يكونوا على علم بتحقيق برنامج رقابة البريد األمريكيأوال ـ ان المخابرات المركزية عملت في جو من االرتيـاح التـام، حيـث : يجب األخذ بعين االعتبار حالتين

وثانيـا ـ انهـا . ن خلف ظهـر الحكومـة منحها البيت األبيض الحرية الكاملة، ولذلك فهي لم تتوان عن المغامرة مرسا أمينا على مصالح الطبقة الحاكمة، وبدت واثقة ان هذه العمليات أو تلك ستنال رضـى وتأييـد ااعتبرت نفسها ح

، الـذي )Plausible denial" (التضاد الـراجح "هذه الطبقة فالبيت األبيض والمخابرات المركزية يعمالن بمبدأ .ت بشكل ال تظهر معه مشاركة البيت األبيض ابدايقضي بتنفيذ العمليا

٢٠

يتضح من المعجم الحكومي المذكور آنفا، ان مجلس األمن القومي يتساوى مع الرئيس األمريكـي فـي قيـادة المخابرات، فالمجلس يتألف من الرئيس أمينا للمجلس، ونائب الرئيس ووزير الخارجية ووزير الـدفاع وكـذلك فـإن

.المركزية ورئيس لجنة رؤساء األركان يعتبران مستشارين دائمين للمجلسمدير المخابرات ويتحـدث أوال فـي ). واكثر من ذلك في الحاالت الطارئة (يجتمع مجلس األمن القومي عادة مرة في األسبوع

العادة مدير المخابرات المركزية اللقاء الضوء على الوضع الدولي بشكل عام أو على الوضع في بعـض منـاطق وبعد مرور بعض الوقت يشاهد الرئيس الملخص ويـصدقه فيتحـول . الكرة االرضية، ثم يعد ملخصا عن المناقشات

باالضافة إلى ذلك فـإن مجلـس األمـن . إلى وثيقة رسمية وعلى ضوءه يمكن ان تنشط إدارة المخابرات المركزية ويتـرأس . ركزية تسمى لجـان أو مجموعـات القومي يصدر قرارات خاصة للقيادة المستمرة الدارة المخابرات الم

مدير المخابرات المركزية عادة اللجنة التي تنسق نشاط مختلف أعضاء التجمع االسـتخباري، بينمـا يتـرأس نائـب ال يحق ألية هيئـة حكوميـة عـدا "ويذكر في المعجم الحكومي انه . الرئيس لجنة تخطيط وتقرير العمليات التخريبية

) ٢٨".(تنفيذ اية عمليات خاصة اذا لم يقرر الرئيس ان هيئة أخرى يمكنها تنفيذها بـشكل أنجـح المخابرات المركزية، من وثائق المخابرات المركزية التـي أعـدها " العمليات الخاصة"لقد جذب كيسي االهتمام الي عندما استثنى في فقرة

الخاصة بما يتوافق والقـوانين المعمـول تنفيذ العمليات"استثنى منها المقولة التي تقضي بوجوب للمعجم الحكومي، )٢٩".(بها

من الطبيعي ان تخديم القوانين لصالح العمليات ال يحتمل النقد،غير ان رفع التحفظ يؤكد من جديد ان الـسلطات األمريكية تطلق العنان للمخابرات المركزية، وترفع عنها الحظر الذي اضطرت لفرضـه االدارات الـسابقة تحـت

تعمل فروع المخابرات األمريكية بتعاون وثيق مع مختلف الهيئـات الحكوميـة، . األمريكي والدولي ضغط المجتمع ووزارة الخارجيـة ووكالـة ) البنتـاغون (التي تقع على عاتقها مهمة األمن القومي وفي مقـدمتها وزارة الـدفاع

.المعلومات وغيرهاقدمتها إدارة المخابرات المركزيـة، باالضـافة إلـى وليس من قبيل المبالغة القول، ان الدوائر الخاصة وفي م

الكـل يحـذر المخـابرات : "البنتاغون حققت سمعة سوداء جدا، فقد كتب أويكر مراقب صحيفة نيويورك تايمز يقول ) ٣٠".(لقد أصبحت المخابرات المركزية محل اللعنة فـي العـالم أجمـع "، "المركزية ويمقتها على العمليات الخاصة

ان العمليات التي نفذتها إدارة االستخبارات المركزيـة منـذ عـام "ل الموظف السابق في المخابرات وصرح سكوفي )٣١".( أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص١٤٧

فبعد تأسيس المخابرات المركزيـة، شـكلت . لقد تطورت العالقات بين المخابرات والكونغرس على نحو خاص تمادات ولجان التسليح في مجلسي الشيوخ والنواب، كانت همتهـا المراقبـة لجان فرعية للمخابرات ضمن لجان االع

كان الـسند الحقيقـي للـدوائر . الشكلية للمخابرات وتصديق ميزانيتها دون الدخول في تفاصيل العمليات التي تنفذها الـدوائر الخاصة في مجلس الشيوخ العنصري راسيل رئيس لجنة مجلس الشيوخ لشؤون التـسليح، وال تحلـم هـذه

حاول ذات مرة السيناتور بروكـسماير رئـيس اللجنـة االقتـصادية : بأفضل منه أبدا ويكفي ان نسوق الواقعة التالية .الموحدة للكونغرس دعوة هيلمس مدير المخابرات المركزية للتحدث في جلسة مغلقة ولكن راسيل لم يسمح بذلك

٢١

يعلم من يحق له طرح األسـئلة ونوعهـا واالجابـات طالما ان راسيل حي، فإن هيلمس : "كتب الباحث باورس المنتظرة عليها، ولم يتجرأ أي سنياتور آخر التعدي على سلطة راسيل، الذي كان من ناحيته واثقا مـن هـيلمس ولـم

كـان . لقد قال لهيلمس مرة انه ال يريد ان يعرف شيئا عن عمليات المخابرات المركزية . يطرح عليه األسئلة الصعبة تحدث خليفة راسيل في رئاسـة لجنـة مجلـس ١٩٧١في عام ) ٣٢".( الموقف عبارة عن مراقبة على الورق فقط هذا

التجسس هو التجسس، ونحن قررنا امتالك هيئة استخبارات وحمايتهـا ولـذلك : "الشيوخ لشؤون التسليح سيتينس فقال )٣٣".(قعر عن كل ما تفعله وقبولها على حالها كما في الواظيجب علينا غض الن رفع إلى مجلس الشيوخ أكثر من مائتي قرار مع اقتراح بتـشديد الرقابـة علـى ١٩٦٧ ـ ١٩٤٧خالل الفترة

نشاط جهاز االستخبارات، وأكثر من هذا العدد رفع إلى مجلس النواب اال انها دفنت جميعـا فـي اللجـان واللجـان .الفرعية

من النشاط، الذي يلزمهم بتبادل مسؤولية رقابته مع الكـونغرس اعتبر زعماء السلطة التنفيذية المخابرات إطارا غير ان نزعة فرض التأثير األكبر بين المشرعين في اتخاذ قرارات السياسية الخارجية جعلت قـضية . في درجة دنيا

ـ : "كتب جوردان وتايلور. المخابرات أكثر اهمية ي المخابرات هي أحد أهم آفـاق المنافـسة بـين الـرئيس األمريكوتذكر المجابهة بين السلطة التـشريعية والتنفيذيـة حـول . والكونغرس بسبب توجيه السياسة في مجال األمن القومي

)٣٤"(المراقبة السياسية للمخابرات بالحصار الذي فرضه الكونغرس على الحكومةلـشيوخ أدى هذا الحصار في منتصف السبعينات إلى ظهور لجان استخبارات خاصـة ودائمـة فـي مجلـس ا

فعلى سبيل المثال أسند مجلس الـشيوخ . ومجلس النواب ذات صالحيات تكونت من خالل التشاور مع البيت األبيض للجنته مهمة مراقبة ميزانية الهيئات االستخبارية واالطالع على العمليات السرية التخريبيـة وإبـداء الـرأي فيهـا،

سرية التي كانت حصرا على بعض الشخصيات المحدودة فـي والحصول من الدوائر االستخبارية على المعلومات ال وفورا بعد انجاز االتفاق مع الكونغرس، تحفظ الرئيس كارتر في قرار تنفيـذي عنـدما أكـد ان اطـالع . الحكومة

.الكونغرس على العمليات السرية التخريبية ال يشكل شرطا اساسيا لعمل المخابرات بوسـائل المخـابرات ١٩٨٠وعة من الدبلوماسيين األمريكيين من طهران عام نقل مجم ةفبالنسبة لعملية محاول

كتبـت صـحيفة واشـنطن . المركزية فقط أحيط الكونغرس علما بهذه العمليات فقط بعد أسبوع من محاولة تنفيذها بغض النظـر على العدد الهائل من العمليات السرية،) أي الكونغرس(في السنوات الست األخيرة لم يطلع "بوست أنه

)".٣٥(عن االنطباع السائد بأن المشرعين يجب ان يعرفوا كل شيء عنها ان ١٩٨١الذي شغل منصب رئيس لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االسـتخبارات فـي عـام يعترف غولد ووتر،

إلـى بعض عمليات المخابرات المركزية تبدو له سرية لدرجة انه عندما يبدأ بسماع أخبارهـا يغلـق أذنيـه إشـارة في كـانون األول عـام . مستوى الرقابة التشريعية، حتى ولو بدت هذه الرقابة واضحة فإن الحكومة ستقلل من قيمتها

اتخذ مجلس النواب ومن بعده مجلس الشيوخ، وبناء على اقتراح لجنة مجلس النـواب لـشؤون االسـتخبارات ١٩٨٢ومع ذلك فبعد عدة أشـهر . الى اسقاط حكومة نيكاراغواقرارا يمنع المخابرات المركزية من القيام بأي عمل يهدف

وقد أدان الكـسندر أحـد قـادة . ودون اعتبار لقرار المشرعين حركت المخابرات المركزية مرتزقتها في نيكاراغوا

٢٢

المخابرات المركزية والبنتاغون فـي تـشويه المعلومـات ١٩٨٤الحزب الديموقراطي في الكونغرس في شباط عام سياسـة "يؤكـد الكـسندر ان . انها للكونغرس حول التدخل الواسع للواليات المتحدة في أمريكا الوسـطى التي يقدم

وهكـذا فحتـى هـذا اليـوم ) ٣٦".(المخابرات المركزية تجاه الكونغرس هي التزوير والتحريف وتأخير المعلومات تستخدمها بالشكل الكامل أو كمـا أريـد والسلطة التشريعية، التي تحرك أذرع الرقابة على المخابرات ال تستطيع ان

ان مقاومة البيت األبيض وعدم معاقبة المخابرات المركزية والموقف الشكلي القائم في مجلـس الـشيوخ تجـاه . لهاالرقابة من جهة والموقف المشجع للعمليات الفردية االستخبارية من جهة أخرى تسمح للرئيس االهتمام والتوجيه فـي

باالضافة إلى الحكومة يتحمل الكونغرس المسؤولية االخالقية عن العمليات التجسسية والتخريبيـة . امةهذه الدائرة اله نحـن اآلن ال نتلقـى : "وقد صرح للصحافة نائب رئيس لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات مرينيهنين . الواسعة

وتحـصل الحكومـة اآلن علـى التأييـد ) ٣٧".(المعلومات فقط، نحن نريد ان نصبح جزءا أساسيا في عملية نقلهـا إنها بذلك تؤمن على نفسها من نقد الكونغرس في حـاالت إخفـاق . السياسي في المجال الذي عملت فيه سابقا لوحدها

".وفشل التجمع االستخباريـ . مخططا، كأداة سلطة سياسية ذات طابع طبقـي كان تأسست إدارة المخابرات المركزية وكما ة ال فمنـذ البداي

وقد عمـل . زال يحتل المراكز القيادية فيها ممثلو الدوائر المالية والقضائية ورجال األعمال المرتبطين بوول ستريت هؤالء في نهاية األربعينات وبداية الخمسينات سنتين أو ثالثة وأحيانا سنة واحدة في المخابرات المركزية ممـا خلـق

.فيها جوا من التجديد المستمرليـديارد كارتر،"فينير، أحد شركاء وكالة وول ستريت . ل قائد للعمليات التخريبية المحامي الميليونير ف كان أو ومن نفس الشركة تخرج نائب مدير المخابرات المركزية جيسكون المحامي والمساهم فـي شـركات " إند ميلبوردن

داالس كـان . أ"ساليفان اند كرومويل"في دائرة وكذلك فإن المدير السابق لبنوك الرأسمالي شرودير والمساهم . عديدةوشغل منصب نائب مدير المخابرات المركزية كل من ماكونيـل . أوال نائبا لمدير المخابرات المركزية ثم مديرا لها

" ناشـيونال سـيتيبينك اوف نيويـورك "وفولف نائب مـدير بنـك " مينيو فيتشرس كيبيتال كوربوريشين "مدير شركة " يونايتـد فـروت "ن رجل الصناعة الكبير وعضو مجلس إدارة شـركة بأما إيمور ا". فارميرس تراست سيتي بينك "و

وثالث شركات اخرى في بوسطن، فقد شغل منصب رئيس فرع المعلومات التجسسية، ثم حل بيكر الذي عمـل قبـل عـين المليـونير مـاكوون في الفترة الالحقـة ) ٣٨".(كيهيل، جوردون ونيديل إند أويل"ذلك في شركة وول ستريت

.وبوش ويسي مدراء للمخابرات المركزيةمنذ لحظة والدتها، وعلـى امتـداد تـاريخ نـشاطها، كانـت إدارة : "كتب عالم االجتماع األمريكي دومهوف

وشيئا فـشيئا وعقـب تـشكيل ) ٣٩".(المخابرات المركزية خاضعة لمراقبة الطبقة العليا، وعملت على تلبية حاجاتها ائر االحتكارية للواليات الشرقية في المخابرات المركزية من قبل بعض الشخصيات الموثوقة دعمت المخـابرات الدو

قبل ان يصبح مديرا للمخـابرات . بالموظفين الذين كانوا مرتبطين بالمجموعات االحتكارية الغربية والجنوبية الغربية سـتاندارد "بلغت حصته في شـركة . لخاصة في كالفورنياالمركزية حقق ماكوون نجاحات كبيرة في مجال الملكية ا

٢٣

أيروجيـت "في حين كان خليفته االدميرال المتقاعد ريبون نائبا لمـدير شـركة مليون دوالر، " أويل أوف كاليفورنيا . في لوس انجلس وقبل ذلك كان يعمل تاجرا في تكساس" جينيال كوربوريشين

موافقة ممثليها على ترك أعمالهم والدخول فـي عمليـات التجـسس ال تتحدد العالقات مع أصحاب المصانع ب والتخريب التي يمكن ان تعم الكرة األرضية بكاملها، فقادة المخابرات المركزية يجتمعون بشكل دوري مع أعـضاء

وميلـون وأويتنـي مجلس التجارة، الذي يضم مالكي مائتي شركة كبيرة ويقيمون عالقات وثيقة مـع ال روكفلـر كما ان اوسع العالقات نشأت بين المخابرات المركزية واالحتكارات النفطية االمريكية، التي لـم تقنـع ـ . هموغير

اال ان تحقيـق بـرامج االسـتخبارات الواسـعة بالوسـائل الفنيـة . بخدماتها للدولة والكونغرس ـ البيت األبـيض غالبا ما سـاعدت المخـابرات . رونية والفضائيةوالتكنولوجية قربت هذه االحتكارات من المجمعات الصناعية االلكت

وغيرها على ترويج تقنيات الطيران في الخارج معتمـدة علـى عمالئهـا فـي " بوينغ"و" لوكهيد"ة شركات يالمركز .الحكومات األجنبية الذين ساعدوا في ابرام عقود الشراء

قديم كافة أشكال العون للشركات الوطنيـة، وتجدر االشارة إلى ان إدارة المخابرات المركزية تعتبر من واجبها ت ما حدث مـع هوهذ ها تعتبر المخابرات المركزية بمثابة مجموعات اقتحام االمبريالية االمريكية،ور الشركات بد هوهذ

ليـون دوالر مقابـل التي اقترحت على إدارة المخابرات المركزية مبلـغ م " إنترناشيونال تيليغراف إندتيليفون "شركة المخـابرات "يشير موظـف المخـابرات الـسابق ايـدجي أن . سلفادور اللينيدي إلى السلطة في تشيلي عدم وصول

ويـذكر علمـاء ) ٤٠"(األمـن القـومي "المركزية تعتبر اداة حقيقية لتلبية رغبات شركات النقل الوطنية تحت اسـم ويعتبـر توجيـه الـشكر ) ٤١".(شواهد عدة تدل على صدق أقـوال ايـدجي "االجتماع األمريكان مينتس وكوين ان

لموظفي المخابرات من قبل قطاعات النفط والصناعات االلكترونية والفضائية بمثابـة تقـديم وظيفـة بـارزة فـي .الشركات االقتصادية والمجمع الصناعي الحربي بعد الحصول على االستقالة

في المخابرات األمريكية عقـود وقع العديد من الموظفين السابقين: "كتب هيرت مراسل صحيفة نيويورك تايمز عمل مربحة بفضل عالقتهم أثناء الخدمة واطالعهم على المعلومات السرية وإقامتهم أقوى العالقـات الـسرية مـع

فمثال أحد موظفي المخابرات السابقين أصبح ممثال لشركة أمريكيـة فـي دولـة أفريقيـة . مية أجنبية سشخصيات ر رات المركزية األمريكية، ادت إلى وصول الرئيس الحالي لتلك الدولة إلى الـسلطة، شارك فيها في عملة سرية للمخاب

ألف دوالر للعديـد ٣٠٠وموظف آخر كان على صلة وثيقة بزعيم إحدى الدول العربية وحاليا يقدم استشارته مقابل لمدراء السابقين للمخابرات من بين مستشاري الشركات نذكر أسماء ا . من الشركات األمريكية العاملة في تلك الدولة

المركزية ونوابهم ورؤساء الفروع واألقسام في المخابرات المركزية وموظفي إدارة مخابرات وزارة الدفاع وهيئـة األمن القومي وغيرها من أعضاء التجمع االستخباري عن الحديث عن القيادة العليـا، فـإن الحلقـة الوسـطى مـن

يـشكلون مـا نرئيسية من خريجي الجامعات القائمة في الواليات الشرقية، الذيالمخابرات المركزية تشكلت بصورة يحصل الخارجون على هذه الجامعة، ولو لم يكن لهم وضع خاص علـى تأييـد فئـة ). جامعة عشاق الشجرة (سمي

أخـذنا بعـين إذا . التي تعتبرهم ركيزتها المتينة وغالبية هؤالء من الحزب الـديموقراطري ") المؤسسين"إيستيبليش (

٢٤

االعتبار ان قيادة المخابرات المركزية تكونت منذ البداية من أعضاء الحزب الجمهـوري بـشكل رئيـسي، فـادارة .المخابرات المركزية نمت كهيئة يتساوى فيها ممثلو حزبي االحتكارات الرأسمالية

ـ صار المحـافظين واالحـرار يحاول بعض الباحثين األمريكان تحديد النسبة داخل المخابرات المركزية بين انوقد صب نيكسون الزيت في النار عندما كان رئيسا حيث اتهم غالبيـة مـوظفي . وإظهار وجود االئتالفات والتكتالت

غير ان شليزينجر المؤرخ والمستـشار الـسابق . المخابرات المركزية بالليبرالية وانهم يخدمون االستوبليتش الشرقي فهـو يعتقـد ان معرفـة . دياد الليبراليين في المخابرات بعد الحرب العالمية الثانية للرئيس األمريكي يشرح سبب از

وثقافة الليبراليين كانت ضرورية في البرامج التي تهدف إلى المحافظة على األنظمـة اليمينيـة الديكتاتوريـة فـي ة وبكـرههم الـشديد للقـوى ال توجد في المخابرات المركزية وكذلك المحافظين يتميزون بمعاداة الشيوعي . السلطة

الخالفات السياسية والعقائدية بـين الليبـراليين والمحـافظين فهـم لاالشتراكية التقدمية، وال عجب في ذلك فرغم ك ومع كل ذلك فال زال الرؤساء المتعاقبون يتخـذون االجـراءات لتعزيـز . يخدمون الرأسمالية االحتكارية األمريكية

وأول خطوة في هذا االتجاه قام بها الرئيس ايزنهاور، ورغم انه حذر فـي خطابـه . ريالرقابة على التجمع االستخبا من خطر تطور المجمع الصناعي الحربـي، اال انـه شخـصيا سـاهم فـي ١٩٦١الوداعي لالمة في كانون الثاني

ـ ١٩٥٦ازدهاره وتعزيزه، كما اتضح بشكل خاص من تشكيله في عام . سي لمجلس رئاسي مخـتص بالنـشاط التجسفيـرليس " يونايتدستيتس ستيل كوربوريـشين "كان في عضوية هذا المجلس وزير الدفاع االسبق لوفيت ومدير شركة

ورايرسون أحد كبار مصنعي الفوالذ، ومدير معهد ماساتشوس التكنولوجي في كيليان، والجنـراالن هـال ودولتيـل ويعلل الـرئيس . ت واسعة لمراقبة النشاط التجسسيوقد صرح ايزنهاور انه منح المجلس صالحيا . واالدميرالكونولي

ان مركز ووضع أعضاء المجلس في البالد، والثقة التي يتمتعون بها أساس كـاف ليكونـوا : "ذلك على النحو التالي واثقين من أنهم سيتمكنون من إقناع الرئيس والكونغرس وكذلك المجتمع إذا اضطر األمر بضرورة وفائدة جهودنـا

)٤٣".(ويفعلون ذلك دون االضطرار لكشف تفاصيل عمليات محددة أو االهداف المرجوة منهاالتجسسية، . سعت إدارة المخابرات المركزية جهدها للحصول على تأييد أكبر نسبة من الشخـصيات الفاعلـة فـي الـبالد

مريكيـة، والتـي ويعطي أكبر االثر بهذا الخصوص نشاط مجالس العالقات الدولية الموجودة في مختلف المـدن األ ويعتبر أكبر هذه المجالس وأهمها مجلـس . يتكون أعضاؤها من ممثلي الدوائر المالية والصناعية والتجارية واالعالم

مدينة نيويورك للعالقات الدولية الذي كان ابرز مؤسسيه وأحد رؤسائه األوائل داالس، والذي لم ينقطع عن المجلـس ـ ومن بين أعضاء مجلس قادة واعـضاء إدارة المخـابرات المركز . ركزيةحتى بعد انقطاعه عن المخابرات الم ة ي

بارندس، بوش، هيلسمان، مـاكوون، بـاوي، تيرنيـر، بيسيل، الجنرال لينسديل، ايمورين باندي، : السابقون والحاليون .كولبي، هيلمس وغيرهم" ارات والـسياسة الخارجيـة مجموعة مناقشة مسائل االسـتخب " عملت في إطار المجلس١٩٦٨في كانون الثاني

وقدم بيسيل رئيس فرع العمليات االستخبارية في اجتماع للمجموعـة تحلـيال مكـشوفا . برئاسة وزير المالية ديلون .الستراتيجية إدارة المخابرات المركزية في مجال عمليات التخريب السرية

٢٥

(دفع النقود لـبعض األشـخاص ) ٢ (لسياسيةالتوجيهات والنصائح ا ) ١: ينسب بيسيل للعمليات التخريبية ما يلي مساندة المنظمات غير الرسمية بما فـي ذلـك النقابـات ) ٤ (المساعدة المالية والتعاون الفني مع بعض االحزاب ) ٣

العمليـات ) ٧(التـدريب الخـاص لـبعض الشخـصيات ) ٦ (الدعاية السرية ) ٥ (والمصانع والشركات وغير ذلك كالهجوم علـى كوبـا عـام (سياسية وشبه العسكرية الهادفة إلى قلب نظام ومساندة آخر العمليات ال ) ٨ (االقتصادية

لم يثر برنامج العمليات التخريبية اية معارضة من قبـل أعـضاء مجلـس ) ٤٤).( وبرامج الوس في الستينات ١٩٦١ إدارة المخـابرات المركزيـة العالقات الدولية، رغم ان كال من االنواع الثمانية من العمليات التخريبية التي نفـذتها

أدى فضح جـرائم االسـتخبارات . يعارض تماما مبادئ السياسة الخارجية األمريكية، التي ينادي بها أعضاء المجلس المخـابرات األمريكية في منتصف السبعينات إلى تقديم اقتراحات إلى الكونغرس تمنـع أو تحـدد اسـتخدام إدارة

. وكذلك العلماء والصحفيين في أعمـال التجـسس والتخريـب ) وليس األجانب(يين المركزية لرجال التجارة األمريك غير ان هذا التحديد لم يكن اال هراء ال طائل تحته، فقد أكد موري رئيس رابطة الموظفين السابقين فـي المخـابرات

برات المركزيـة ال شيء يجب ان يهدم العالقات السرية بـين المخـا " انه ١٩٨١في خطاب له أمام الكونغرس عام وفي الواقع فإن المخابرات المركزية تقدر عاليا المـساعدة المباشـرة التـي ". ورجال األعمال األمريكيين والعلماء

وتسوق الصحافة األمريكية العديد من االمثلة حول استجابة أصـحاب المـصانع لطلبـات . تتلقاها من رجال األعمال ويعمـل العديـد مـن الـشركات . لعمالء األجانب واالعداد لالنقالبـات االستخبارات من جمع للمعلومات وتجنيد ل

والمكاتب وبموافقة أصحابها كغطاء لنشاط المخابرات المركزية فعندما تقيم المخابرات المركزية بنوكها وشـركاتها ن تقـي ومصانعها وخطوطها الجوية الخاصة المزورة والتي يعمل فيها رجال المخابرات، فإن عليها مقابـل ذلـك ا

حول نشاط عمالء المخابرات المركزية على عدة قنوات ينـصح أول . عالقات واسعة ومتينة مع الدوائر العملية كافة ان من االهمية بمكان مشاركة األشخاص المعروفين جيـدا بـسبب غنـاهم : "قائد للعمليات السرية فيرنير مرؤوسيه

).٤٥"(الشخصي في العمليات السريةالمشجع بالنسبة لرأس المال األمريكي الـذراع االساسـي للتـأثير الـسياسي وااليـديولوجي يعتبر االحتياطي

والثقافي، وقد فتحت آفاقها أمام المخابرات وصار واضحا في النصف الثاني مـن الـستينات اسـتخدام المخـابرات ـ "و" بيكون فاند"و"اندريو هاميلتون فاند"المركزية لمساعدة سـيدني "و" دودج فاونديـشن "و" شنبنيامين روزينتال فاوندي

كان لهـذه القواعـد دور هـام فـي تغطيـة ) ٤٦.(وأكثر من ثالثين قاعدة أخرى" إند إستر راب تشيرثيبل فانوديشن .عمليات المخابرات المركزية داخل الواليات األمريكية وخارجها

ومنـذ ذلـك . ية في أوروبا الغربيةكانت اولى العمليات السرية للمخابرات المركزية، العمليات الدعائية والنفس فقد كانت إدارة المخـابرات المركزيـة . الحين بلغ التخريب االيدلوجي الذي نفذته المخابرات المركزية مطاال كبيرا

الهيئة الوحيدة التي سمح لها مجلس األمن القومي باستخدام الدعاية السوداء، باصدار الوثائق المزورة والموجهة إلـى زاب ومنظمات وبعض شخصيات الدول االخرى، ولم تكتف المخابرات المركزيـة بتنظـيم الدعايـة حكومات واح

السوداء بل لجأت إلى إيجاد عالقات مع المجتمع داخل أمريكا نفسها، وقامت كذلك بتوظيف عمالئها فـي الـصحافة كنت المخابرات المركزية من القـاء وهكذا تم. ا بموافقة مالكي وسائل اإلعالم الجماهيرية عواالذاعة والتلفزيون وطب

٢٦

الضوء على قضايا التجسس الخاصة، وقامت بحرب نفسية ضد شعوبها، وظهرت على انهـا أكبـر دعـاة العـداء عن تشويش معلومات الشعب األمريكي وتلويث الجو الـسياسي . للشيوعية والسوفييت، وللعسكريتاريا وأفكار الحرب

.خاصةمن المهام االيديولوجية للدوائر الفهـي علـى . ة في نظام السلطة في الواليات المتحدة األمريكية ليس ثابتا يوهكذا فإن وضع المخابرات المركز

عالقة وثيقة مع السلطة االحتكارية والمجمع الصناعي الحربي وتتبع للرئيس األمريكي وتخضع لرقابـة الكـونغرس المركزية تحقيق السبق في الحـصول علـى المعلومـات وتحاول إدارة المخابرات . ووسائل اإلعالم وأمام المجتمع

تجاه الهيئات االستخبارية االخـرى، " الدفع بالمرفقين "السرية السياسية والعسكرية واالقتصادية والعلمية باتباع سياسة .وتقديم هذه المعلومات للبيت األبيض والكونغرس

طة مبنيـة بحيـث تخـدم مـصالح رأس المـال يتبع جهاز المخابرات رسميا لسلطة الدولة، ولكن هـذه الـسل ولذلك فإن انتقال السلطة التنفيذية من الديموقراطيين إلى الجمهوريين وبالعكس مع ما يرافق ذلـك مـن . االحتكاري

ان جذورها الضاربة فـي أعمـاق . تغيرات في قيادات هيئات الحكومة، ال يؤثر ابدا على نشاط المخابرات المركزية .لية تجعلها دائما األقوى في نظر أقوياء المجتمع األمريكيالعاصمة الفيدرا

انها ال تعطي فقط المعلومات، بل تـشارك فـي . تتمتع إدارة المخابرات المركزية بتأثير كبير في البيت األبيض وتعـود . التأثير في السنوات األخيـرة اوقد تعاظم هذ. صياغة نهج الواليات المتحدة األمريكية على المستوى الدولي

ولكن ليس فقط في قضايا . الكلمة الفصل في قضايا التجسس وقبل اتخاذ أي قرار رئاسي لمدير المخابرات المركزية التجسس، فمدير المخابرات المركزية ذو وزن كبير في صياغة السياسة الخارجية والعـسكرية، وتوجيهاتـه معتبـرة

يس األمريكي ريغان توصيات مـدير المخـابرات المركزيـة ، قبل الرئ١٩٨٢ففي ربيع عام . تماما من قبل الرئيس كيسي، والتي ايدها وزير الدفاع واينبر غر حول اتخاذ اجراءات عاجلة لمنع اقامة أنابيـب غـاز يبيريـا ـ أوروبـا

)٤٧.(الغربيةقـات فاعلية وتأثير مدير المخابرات المركزية تتعلق إلى درجة كبيـرة بنـشوء عال : "يؤكد جوردان وتايلور ان

لم يكـن مـدير المخـابرات المركزيـة . الحال بالنسبة لمستشاري الرئيس المقربينهو وبين الرئيس، كما هعملية بين )٤٨".(رجل مخابرات مهني وانما أصبح كذلك نتيجة ثقة الرئيس به

ايا يجدر البحث في العالقات بين الرؤساء ومدراء المخابرات المركزية عن نقطة البدء في الكثيـر مـن قـض التجسس االمريكي، ويمكن ذكر عدة امثلة عن مبادرات المخابرات المركزية في تنفيذ العمليات الخطيرة جدا بالنسبة للشعوب واالمم األخرى من ناحية، ومن ناحية اخرى يمكن متابعة قرارات البيت األبيض والكـونغرس وتجمعـات

د من البحث عن النـار التـي تـستوقد منهـا المخـابرات ولكن إذا كان الب . المحافظين واالحرار من ناحية أخرى .المركزية، فهذه ستكون القرارات المشتركة التي يتخذها الرؤساء ومدراء المخابرات المركزية

نشأة إدارة المخابرات المركزيةسـتخبارية في سنوات الحرب العالمية الثانية، كان في حوزة الواليات المتحدة األمريكية عددا من التشكيالت اال

وكان أكثر هذه التشكيالت شهرة إدارة المصالح االستراتيجية التي عمـل فيهـا المـدراء . التي قامت بمهام مختلفة

٢٧

كان منظم ومدير هـذه . الالحقون للمخابرات المركزية داالس وهيلمس وكيسي وكبار موظفي المخابرات األمريكية دل السابق العميد دونوفان، الذي كان ممثال للواليات المتحدة لدى اإلدارة محام من مدينة نيويورك ومساعد وزير الع

.حاكم الدولة الروسية كولتشاك، أرسل الرئيس فرانكلين روزفيلـت وبنـاء علـى ١٩٤٠بعد احتالل ألمانيا الهتلرية لعدد من البلدان في صيف

جل أعمال ضمن بعثـة اسـتخبارية اقتراح نوكس وزير القوى البحرية وصديق دونوفان، أرسل هذا األخير بصفة ر كان أحد أهم نتائج هـذه المرحلـة . إلى أوروبا الغربية لتقدير الوضع في القارة بشكل عام وفي انكلترا بشكل خاص

الذي كتبه دونوفان ومورير مراسل صحيفة شـيكاغو ديلـي نيـوز فـي " دروس الطابور الخامس األمريكي "كتاب ومطلـع عـام ١٩٤٠وفي نهاية عـام . عض وسائل عمل المخابرات الهتلرية وقد طرحت في هذا الكتاب ب .أوروباوقد اعتبر اإلنكليز ان مـن . طلب روزفيلت من دونوفان القيام برحلة أطول في أوروبا الغربية ودول البلقان ١٩٤١

مـا سـهل مصلحتهم اطالع دونوفان على مبادئ وأساليب نشاط مخابراتهم المركزية في لندن وفي أماكن تواجدها م كان مفهوم المخابرات المركزية المنسقة أكبر هدية ألمريكا . مهمة دونوفان أثناء تأسيس إدارة المصالح االستراتيجية

.من بريطانيا العظمى، وقد اقر بهذا الرأي في منتصف الثمانينات النائب االسبق لمدير المخابرات المركزية كالينارة المصالح االستراتيجية إلـى ان إدارة دونوفـان لـم تقتـصر علـى يشير الباحثون األمريكيون في تاريخ إد

بعد معركة ستالينغراد تحول اهتمام داالس الموجود في بـرن مـن : "كتب باورس . امقارعة ألمانيا الهتلرية وحلفائه ـ … ألمانيا إلى روسيا سري للحـرب ان تاريخ إدارة المصالح االستراتيجية، الذي يكون جزءا من التاريخ السياسي ال

العالمية الثانية موسوم بالحقد الشديد على الشيوعية في حركات مقاومة الدول الواقعة تحت االحتالل، ووقفـت علـى نستبق األمور لنشير إلى انه في نهاية الحرب، تمكنـت إدارة . طريق الصراع معهم بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية

ويؤكـد . التابعة للقوات البرية األلمانية اللواء جيلين " جيوش الشرق األجنبية "المصالح التجسسية من تجنيد رئيس قسم الباحث والصحفي األلماني الديموقراطي مادير ان جيلينلم ينقل لالمريكان شبكة عمالئه في أوروبا الشرقية فحـسب،

لتجـسس الـسياسي خـارج إدارة ا(واالدارة الـسادسة ) أبغيرا(بل وكذلك العديد من موظفي المخابرات العسكرية قطع جيلين، الذي أصبح فيما بعد رئيسا للدوائر االستخبارية الفيدرالية أللمانيـا االتحاديـة عهـدا لمـدير ). الحدود

)٢"(لخدمة األمريكان بنفس التفاني الذي خدم به هتلر"المخابرات المركزية األمريكية داالس اوروبا، ومرد ذلك إلى عدة اسـباب، لـم يـستطع الجنـرال ركزت إدارة المصالح االستراتيجية عملياتها في

. ماكارتور تحمل الدوائر االستراتيجية فمنعها من تنفيذ أي عملية على مسرح االحداث العسكرية في المحيط الهـادي ولم يسمح جوفير رئيس مكتب التحقيق الفيدرالي بمرور مخبري دونوفان إلى أمريكا الالتينية، التي كان قـد قـدمها

وفي أوروبا كانت ادارة المصالح االستراتيجية تحت المراقبـة الدائمـة . روزفيلت لالمن األمريكي كمسرح لعملياته .للجنة رؤساء األركان المتحدة، والتي لم تقبل القيادة العسكرية بدونها استخدام إدارة دونوفان التجسسية

إلى اهمـال غيـر مبـرر لقـدرات الـدوائر أدى هذا الوضع، حسب وجهة نظر دونوفان وداالس وتابعيهم، لقد حلم دونوفـان ـاالستخبارية وخاصة ضد االتحاد السوفييتي وقى التقدم واالشتراكية في أوروبا الشرقية والغربية

.بتأسيس دائرة تجسس وتخريب مركزية للواليات المتحدة األمريكية في زمن السلم

٢٨

وقد ذكر فيهـا انـه أوال . فيها تصوراته حول االستخبارات قدم للرئيس مذكرة لخص ١٩٤٤في تشرين الثاني ـ تشكيل قيادة مركز"على المخابرات ان تكون تحت قيادة الرئيس وان تتبع له مباشرة، وثانيا يجب ة مهمتهـا ابـالغ ي

الرئيس بشكل مستمر بكل ما يجري وتتحمل مسؤولية وضـع االهـداف التجسـسية، وجمـع وتحليـل المعلومـات )٣".(ة مما يطلب سلطة تنفيذية لتخطيط وتطبيق السياسة الوطنية واالستراتيجيةاالستخباري

وجاء في المذكرة انه يتعين على القيادة المركزية تنسيق مهام كافة الهيئات االستخبارية، بما في ذلك مخـابرات تخريبيـة فـي الخـارج، وجمـع وتقوم هذه القيادة بتنفيذ العمليات ال. الجيش وقيادة القوى البحرية ووزارة الخارجية

أعمال التجسس األخرى التي يمكن ان يكلفها بهـا "المعلومات بواسطة شبكة من الجواسيس وتحليلها وتركيبها وتنفيذ )٤".(الرئيس من وقت آلخر

صرح كولبي المدير االسبق للمخابرات المركزية وهو يسوق هذه المقتطفات من مذكرة دونوفان ان آراء مدير المتعلق باالمن القومي، والـذي حـددت ١٩٤٧مصالح االستراتيجية كانت اساسا لذلك الجزء من قانون عام إدارة ال

.فيه مهام واهداف إدارة المخابرات المركزيةة في مذكرات الرئيس ترومان فمختلف تماما، ألن ترومان لـم يكـن علـى ياما تاريخ نشأة المخابرات المركز

بدأ تكون انطباع الرئيس ترومان عن دوائـر . اعتمد على نصائح شخصيات أخرى غيره عالقات وثيقة بدونوفان وقد االستخبارات األمريكية قبل بدء الحرب عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ، ولم يكن راض عن فقدان التنسيق بـين

. قضة في موضوع واحـد دوائر استخبارات الجيش واالسطول البحري الحربي ووزارة الخارجية وتقديمهم وقائع متنا ومع انه يتساءل وبفهم مصطنع عن سبب عدم وجود منظمة استخبارات مركزية في الواليات المتحدة قبـل عهـده،

لم تول حكومتنـا اهتمامهـا لتأسـيس : "كتب ترومان. فانه يلمس في كلماته لوم وعتب شديدين على الرؤساء السابقين لم تر ضرورة في التجسس الخارجي المتعـدد الجوانـب قبـل ان تجـر منظمة استخبارية مركزية، وعلى ما يبدو

)٥".(الحرب العالمية الثانية الجنود األمريكيين إلى آسيا وافريقيا واوروبا وجزر المحيط الهادي واالطلسي وبعد أيام من توليه الرئاسة، سمع ترومان من سميث مدير مكتب الموازنة انه قـدم لورزفيلـت ١٩٤٥في عام

أيام من موته مذكرة حول قضايا التجسس، االستراتيجية ودوائـر اسـتخبارات الجـيش واالسـطول البحـري وقبلوأخبر سميث ان عددا من موظفي مكتب الموازنة اكتسب خبرة كبيـرة فـي تنظـيم ) ٦".(الحربي ووزارة الخارجية

. تنظـيم كافـة الهيئـات االسـتخبارية أعمال التجسس، وانهم يعملون بالتعاون مع إدارة مخابرات الجيش على اعادة وأيـد " من االهمية بمكان بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية امتالك هيئـة اسـتخبارات منظمـة "واعتبر ترومان ان

معارضة أية عمليات مستعجلة مـن "اقتراح سميث بوضع موظفيه المختصين لحظة عمل لها، ولكن حذره الشديد من وذكر ترومان تفصيال مدهشا، فقـد خـصص لالحتيـاطي ) ٧".(ن مختلف الدوائر االستخبارية شأنها اثارة المنافسة بي

)٨.( مليون دوالر تصرف لتنفيذ التجسسية في الخارج١٢ مليون دوالر منها ٥٩السري للرئيس ى فـي واشـنطن اهتمامـا كبيـرا رظهرت شخصيات اخ أإلى جانب دونوفان وسميث وقادة مخابرات الجيش

طلب روزفلت من مستشاره العسكري الخـاص ورئـيس لجنـة ١٩٤٤ففي تشرين الثاني عام . الستخباراتلشؤون ا وبعد قدوم ترومان إلى . رؤساء األركان المتحدة االدميرال ليجي لنقل مذكرة دونوفان للجنة رؤساء األركان المتحدة

٢٩

ـ ان نائـب مـدير م ى أهم أفكار دونفان واخبرهلالبيت األبيض اطلع ليجي ع ال رخـابرات القـوى البحريـة االدميسويروس اعد اقتراحا مضادا ذكر فيه تأسيس هيئة مركزية تترأس الدوائر الخاصة األخرى، مـع المحافظـة علـى

.استقاللية كل منها لدرجة أكبر مما اقترحه دونوفانبارات لمختلـف تنسيق نـشاط دوائـر االسـتخ "طلب ترومان من وزير الخارجية بيرنس تقديم مقترحاته بشأن

اتخذ بيرنس موقفا ثابتا عن مراقبـة عمـل كافـة دوائـر . واخبره انه كلف االدميرال ليجي بوظيفة مماثلة " الهيئاتلم يوافق قادة مخـابرات الجـيش والقـوى . لاالستخبارات من قبل تنظيم استخباري مركزي من المفترض ان يشك

م موافقتهم هذه ، وانهم مع ابقاء استقاللية كل الـدوائر الخاصـة، البحرية على ذلك، واطلعوا البيت األبيض على عد وجود تنظيم مركزي ترد إليه المعلومات الهامة المتعلقة بالسياسة الخارجية والعسكرية، التـي نمع انهم ال يعارضو .تستخدمها الحكومات

بيض، لمناقشة مختلـف جوانـب جملة من اللقاءات في البيت األ١٩٤٦عقد في كانون الثاني "يذكر ترومان انه لقد كنت مياال ـ يضيف ترومان ـ إلى الخطة التي وضعها الجـيش والقـوى . مسألة القيادة االستخبارية المركزية

وقد حاول سميث مدير مكتب الموازنـة بادخـال ) ٩".(البحرية بمساعدة االدميرال سويروس وكنت مستعدا لتطبيعها انتظـر "ئدتها للجميع، ومنع منعا باتا تأجيل تطبيق القرار على اعتبار أنه حسب كلماتـه التعديالت الالزمة إذا ثبتت فا

وقع ترومـان امـرا اداريـا يقـضي بتأسـيس مجموعـة ١٩٤٦ كانون الثاني ٢٦وفي . طويال تحقيق هذه الفكرة . االدميرال سويروسةاالستخبارات المركزية برئاس

أول تنظيم استخباري مركزي في الواليات المتحدة األمريكية تعطي فكـرة وهكذا فإن الوقائع التي سبقت نشوء لم يساهم ترومان وبشكل فعال فقـط فـي وضـع أسـاس . واضحة عن الخصائص المميزة للمخابرات في واشنطن

التجمع االستخباري، بل وسعى بشكل حثيث وكما لم يفعل أي رئيس من قبل إلى تعزيز المخابرات ومن أجـل ذلـك واعتبر الرئيس انه مـن الـضروري إعـادة . إلى المخابرات مركز التنسيق الذي يضع للبيت األبيض مباشرة أدخل

وقدم للموظفين القادة في مجموعة المخابرات المركزية وكـشعار لهـم، . تنظيم المخابرات وفي أقصر وقت ممكن . وفي ذات القوت اتضح شـيء آخـر ". نجرفرسان الدرع والخ"القبعات السوداء والدروع والخناجر مانحا إياهم لقب

لم تكن وزارة الخارجية بعيدة عن وضع يدها على المخابرات، فاعترض مكتب الموازنة على قيادة المخابرات، امـا .الهيئات العسكرية فقد اعلنت انها ستفرض رغباتها في األحوال ومع كل التغييرات

يس، غير ان ترومان الذي لم يرغب في منافسات جديدة فـي عملت مجموعة المخابرات المركزية كأداة بيد الرئ كون تنظيما لمراقبة عمل هذه المجموعة وأسماه قيادة االستخبارات الوطنية، ودخل في تكوينها كـل " شد الحبل "لعبة

وعنـدما تقـدم . من وزير الخارجية، وزير الدفاع، وزير القوى البحرية واالدميرال ليجي كممثل شخصي للـرئيس يروس بطلب تسريحه وإعفائه من وظيفته كمدير لمجموعة المخابرات المركزية، وضع الـرئيس شـرطا وهـو سو

.وكان هذا البديل الجنرال واندربيرغ. وجوب إيجاد بديل له تقبل به كافة التشكيالت االستخبارية على مختارات ملخـصة مـن في ظل البنية االستخبارية الجديدة بدأت بالحصول يوميا : "ويتابع ترومان ذكرياته

في بداية يوم عملي هو مدير إدارة المخابرات المركزية، كما نيكان أول من يزور …المعلومات الواردة من الخارج

٣٠

وكان يشارك في هذا اللقاء االدميرال ليجي طيلـة فتـرة . ١٩٤٧أصبحت تسمى مجموعة المخابرات المركزية عام بعد استقالة ليجي دعوت االدميرال المستقيل سويروس للعمـل فـي البيـت .رئاسته للجنة رؤساء األركان المتحدة

وهكذا أخذ مكانه إلى جانبي كـل صـباح عنـد . األبيض في وظيفة جديدة كمساعد خاص للرئيس لشؤون المخابرات )١٠".(قدوم مدر المخابرات المركزية

ولكن وكما يظهر مـن المراجـع . اءت األبيض في عهود كافة الرؤس يدعي أخصائيو المخابرات للعمل في الب إن . الصادرة في الواليات المتحدة، كان ترومان الوحيد الذي استحدث وظيفة المساعد الخاص لـشؤون المخـابرات

هذا العمل، وكذلك اختياره ألول مدير لمجموعة المخابرات المركزية لشغل هذا المنصب يؤكد مـن جديـد علـى ".فرسان الدرع والخنجر" ومشاركته النشيطة في قيادة نشاط عالقة ترومان الخاصة بالمخابرات

لقـد سـمح البيـت . ة االلفين، عمل تقريبا الثلث خارج الحـدود يمن بين موظفي مجموعة المخابرات المركز . األبيض للمخابرات المركزية بالنشاط في أمريكا الالتينية متجاوزا معارضة جوفير مدير مكتب التحقيـق الفيـدرالي

اتخـذ ) ١١.(من المعلومات السرية، وكما يشير باورس، عن طريق المخابرات االنكليزية % ٧٠نت تحصل على وكاكـان لزامـا علـى . اإلنكليز موقفا بأن عليهم القبض على كافة الجواسيس اما األمريكيون فقد مولوا كافة عملياتهم

، حيث انتهوا من الفوقية اإلنكليزية في مجـال األمريكان الخضوع لشروط اإلنكليز على مضض حتى بداية الستينات كتب الباحث االلماني الديموقراطي مادير معلومات شيقة عن المرحلة المبكـرة فـي نـشاط المخـابرات . التجسسولذلك فعندما بـدأ أحـد . ة للعمل التجسسيية، لم تترك الحرب وقتا للواليات المتحدة لصياغة االسس النظر يالمركز

" المخابرات االستراتيجية والسياسة الدوليـة األمريكيـة "ة بتأليف كتاب يين في دوائر المخابرات المركز القادة المحلل تحدث في كتابه عمليا ، حسب اقوال مادير، عن البرنامج التجسسي للقيادة العامة االلمانية، والتي حصل عليهـا مـن

. في واشنطن١٩٥٦الجنرال جيلين الذي عمل حتى عام ذكر ان ممثلي مجموعة المخابرات المركزية األجانب استخدموا تغطية الدوائر الدبلوماسية، وبطاقات وجدير بال

إن هـم رأس . لقد عملوا بصفة علماء واعضاء بعثات ورجال أعمال ونقابيين ووفود شبيبية وغيـر ذلـك . الصحفيينونتوقـف بالتفـصيل . ة على التغطيـة المال الخاص امتالك مخابرات قوية تخدم بالسهولة التي حصلت فيها بمساعد

.على مثال واحد، كتب الجنـرال وانـدربيرغ ١٩٤٦قبل أسبوع من صدور صحيفة نيويورك تايمز ألول مرة في كانون األول

تنسيق نـشاط الحكومـة، "رسالة إلى مؤسييها سولتسبيرغ تحدث فيها عن مجموعة المخابرات المركزية وعملها في ) ١٢".(المعلومات عن الدول األجنبية التي تحتاجها الواليات المتحدة لـضمان أمنهـا القـومي المرتبط بجمع وتحليل

سيكون جاهزا لتقديم المساعدة في تحقيق المهام الملقاة على عاتقهم، وأخبـره وأعرب عن أمله في ان سولتسبير غر في االجابة، فكتـب إلـى سبير غرفي ولم يتأخر سولت. أنه سيرسل ممثله لشرح برنامج مجموعة المخابرات المركزية

، وطرح فكرة مفادها انه حتـى "تايمز هنا في نيويوركنيليمكنكم االعتماد دائما على مساعدة كافة العام : "واندربيرغ )١٣".(إيجاد الصيغة النظامية، يمكن ارسال كل الطلبات إليه مباشرة

٣١

المركزية في نيويورك المعـين حـديثا هانـت، كلف واندربيرغ للقاء سوتسبير غر ممثل مجموعة المخابرات وأولت مجموعة المخابرات المركزية اهتماما كبيرا للرسائل السرية لمراسلي صحيفة نيويورك تايمز فـي الخـارج،

احتوت هذه الرسائل علـى ". لالطالع"والتي كانوا يرسلونها عن طريق السفارات األمريكية إلى محرريهم مع تأشيرة ها في الصحف عن األزمة السياسية الوشيكة وعـن القـرارات الـسرية المرنـة رة لم يكن ممكنا نش معلومات هام

.وأرسل هؤالء المراسلون كذلك وثائق تحليلية ذات طابع توجيهيوتعليقا على اهتمام مجموعة المخابرات المركزية المتزايد حيال هذه الرسائل، كتب مراقب صحيفة نيويـورك

بعث المراسلون األجانب لمحرريهم معلومـات قيمـة، : "في كتابه الخاص عن تاريخ الصحيفة فقال تايمز سولسبيري ان هذه المعلومات ال تقدر بـثمن وخاصـة بالنـسبة . تفيد في تحليل االحداث وخاصة في االتحاد السوفييتي وحلفائه سلو نيويورك تايمز علـى أعلـى درجـات كان مرا. لدائرة استخبارات فتية ال زال لديها الكثير من الخلل في التنظيم

)١٤".(الخبرة ولذلك لم يمتلك أحد المعلومات التي يحويها ارشيف الصحيفة ٣)ديبرينينـغ (ولم تقتصر مهمة هانت على الحصول على المعلومات السرية، وإنما كلف بالحصول على تقارير

.تفاق حول هذا األمروهناك ا. المراسلين العائدين من الخارج في إجازة أو بشكل نهائيومالكي ) ومن بعدها إدارة المخابرات المركزية(قامت كذلك عالقات واسعة بين مجموعة المخابرات المركزية

الصحافة الحـرة "وقد أمكن للمخابرات تستير عمالئها تحت اسم ممثلي . ومحرري ومراسلي مختلف وسائل اإلعالم فقد استفادت المخابرات من العالقات الطيبة مع أصحاب المـصانع وهذا ال ينسحب على الصحافة فحسب، "والمستقلة

والعلماء والقادة النقابيين والرجعيين ووجدت معهم لغة للتفاهم حول القضايا التي تهمها، ولكن كل ذلك تـم بـسرية .كاملة

يـل إدارة ترومـان ذكر قادة إدارة المخابرات المركزية السابقين ان ظهور منظمتهم مرتبط ارتباطا وثيقا بتعج ارتفع العديد من االصوات المطالبة بـضرورة لـيس "ويشير كولبي إلى انه في ذلك الوقت ". ةدالحرب البار "لسياسة

وإنما تأسـيس آليـة " الحرب الباردة"قط امتالك الواليات المتحدة المكانيات جمع وتحليل المعطيات حل كافة مسائل ف )١٥".( العسكريةتسمح بتنفيذ العمليات السياسة وشبه

دورا هاما في تحويل مجموعة المخابرات المركزيـة " الحرب الباردة "لعبت القواعد الرئاسية في ادخال مفهوم وقـت لوفي نفس ا. إلى إدارة المخابرات المركزية كابرز عضو فعال في السلة التنفيذية والمشكلة بمباركة الكونغرس

ول مرة ظهرت وزارة القوات المسلحة الجوية باالضافة إلى وزارة الجـيش جرى اعادة تنظيم الهيئات العسكرية، فأل م من ذلك ظهور وزارة الدفاع، التي يمكن مقارنتها من حيث المهام بالمخابرات المركزيـة، لـم يـتم هالبحرية واأل

في اآلراء بـين ار البنية العسكرية دون خالفات معروفة بين قادة مختلف الصنوف، مما يذكر باالختالف ربلوغ استق في هذه المرة ارتفعت أهميـة المخـابرات المركزيـة . هيئات االستخبارات أثناء تشكيل إدارة المخابرات المركزية

بلدان التي تتواجد فيها الشخصية التي تهم المخابرات٣ ـ التقارير المفصلة التحليلية والمعلوماتية عن البلد أو ال . ديبرينينغ .المؤلف

٣٢

: تم التفاهم بين الكونغرس والبيت االبيض حول ذلك، وقال المدير الالحق للمخابرات المركزيـة داالس بسهولة، فقد للمخابرات وضعا أكثر فعالية في حكومتنا، وال أظن أن ايـة مخـابرات حول األمن القومي ١٩٤٧منح قانون عام "

)١٦".(ستحصل على ذلك في اية حكومة أخرىكان دافع البيت األبيض والكونغرس التخاذ ذلك الموقف الموحد هو الدعم الذي حققته خطط تدعيم المخـابرات

خدمة في إدارة المـصالح االسـتراتيجية فـي سـلك حتى ان داالس نفسه، الذي عمل بعد ال. من قبل الطبقة الحاكمة المحاماة الخاصة في نيويورك، كان يقوم بدور المستشار الخاص للبيت األبيض والكونغرس، وكـان يرسـل إلـيهم

.المذكرات التي تفصل مطالب الدوائر الحاكمة أثناء الوالدة الشرعية الدارة المخابرات المركزية لتأسـيس إدارة ١٠٨ن قانون األمن القومي، الـذي خصـصت فيـه المـادة وقع تروما ١٩٤٧ أيلول ١٥في

كيف وصف قانون األمن القومي إدارة المخابرات المركزية؟. المخابرات المركزيةبغية تنسيق النشاط االستخباري للوزارات والهيئات الحكومية لصالح األمن القـومي، علـى اإلدارة المركزيـة

:ن القومي القيام بالمهام التاليةللمخابرات بقيادة مجلس األمـ استشارة مجلس األمن القومي حول قضايا النشاط االستخباري للوزارات والهيئات الحكومية التي لها عالقـة

.باالمن القومي .ـ تقديم المقترحات لمجلس األمن القومي حول تنسيق هذا النشاط االستخباري

.…أمين انشارها داخل الحكومةـ مقارنة وتقدير المعلومات االستخبارية وتوليس الدارة المخابرات المركزية مهام بوليسية، وليس لها حق االستدعاء إلـى المحكمـة أو حـق االجبـار

.بالقانون أو المحافظة على األمن الداخليـ اداء الخدمات التي تهم التنظيمات االستخبارية الموجودة والتي تعتبر مصالح عامة، وبقـرار مـن مجلـس

.ألمن القومي يمكن ان تنفذ بشكل مركزاـ تنفيذ المهام والواجبات األخرى المتعلقة بالتجسس والتي تهم األمن القومي ويمكن ان يكلفها بها مـن وقـت

)١٧.(آلخر مجلس األمن القوميع هذه يتذكر كليفورد مساعد ترومان والمشارك في وض . كانت الفقرة األخيرة من المادة اعجوبة حقوقية بالفعل

ويضيف كليفورد ان واضعي هذه الفقرة لم يقصدوا بالتحديـد " هذه الصيغة صالحة لكل زمان ومكان : "المادة فيقول العمليات التخريبية، وإنما عندما نشطت إدارة المخابرات المركزية في هذا المجال، استخدمت تلك الفقـرة كاسـاس

كـان : "خابرات المركزية لنفسه بالنقد العلني للقانون، فكتب يقول وسمح كولبي المدير السابق الدارة الم ) ١٨.(قانونيلـم يبـق الدارة . وقد اريد له ذلك عن سابق قصد القانون الذي تعمل إدارة المخابرات المركزية بموجبه غير محدد،

)١٩".(المخابرات المركزية اال ان توجد الصيغ الخاصة التي تفسرهلقـد . إعالن داالس ان المشرعين أمنوا مكانة فريدة للمخابرات األمريكيـة تلقي كلمات كولبي هذه الضوء على

استفادت إدارة المخابرات المركزية من غموض القانون، وعملت كما ارادت دون ان تنسى الحصول على مـصادقة المركزيـة قانون األمن القومي وضع إدارة المخابرات "يشير ترومان إلى أن . البيت األبيض ومجلس األمن القومي

٣٣

ومما يثير الدهشة، كيف وصف ترومان عمل وصـالحيات مجلـس األمـن ) ٢٠"(تحت رقابة مجلس األمن القومي مـن للـسلطة التنفيذيـة تنظيمـا ان الكونغرس، وعمال بـاقتراحي لقد شعرت بسعادة حقيقية أل: "القومي عندما كتب

ان مجلـس األمـن ". ي فقط كمكان لصيغة المقترحـات لقد استخدمت مجلس االمن القوم . لمناقشة القضايا السياسية . والتصويت في هذا المجلس هو خطـوة روتينيـة .القومي وكما الحكومة اليتخذ القرارات، فهي تصدر عن الرئيس

. ان القضايا السياسية ال تحل ابدا بالتصويت، وأن القرارات تتخذ فقط بمباركـة واضـحة وصـريحة مـن الـرئيس حتى في تلك الحاالت عندما يكون الرئيس مديرا الجتماع مجلـس .سياسة األمريكية طابعا رسميا وعندها فقط تتخذ ال

األمن القومي، فال يعتبر ذلك قرارا نهائيا، بل على المجلس تقديم وثيقة رسمية للرئيس، ويجب ان تنص هذه الوثيقـة وعندما يوقع الرئيس على هـذه . الرئيس على ذلكعلى ان المجلس عقد اجتماعا واقترح هذا العمل أو ذاك وقد وافق

)٢١.(الوثيقة تصبح جزءا من سياسة الحكومةقدمنا هذا الوصف المفصل آللية اتخاذ القرارات في إطار األمن القومي، حتى ال تثار أية شكوك حول مـصدر

تي سيرد ذكرها فيما بعـد، فقـد قرارات مجلس األمن القومي االدارية، والتي تتعلق بإدارة المخابرات المركزية وال ومما يجدر ذكره هنا ان عالقات خاصـة نـشأت بـين الـرئيس وادارة . نالت تلك القرارات موافقة ترومان وخلفائه

على اعتبار ان الرئيس كان يدير اجتماعات مجلس األمن القـومي، ولمـا "يشير كولبي الى أنه . المخابرات المركزية في المجلس اصوات استشارية فقط فذا يعني بالضرورة انه كـان الدارة المخـابرات كان العضاء الحكومة الداخلين

غير ان ترومان لم يسع الحتكار قيادة المخـابرات، لقـد ) ٢٢".(المركزية صلة مباشرة بالرئيس وكانت تحت مراقبته رة المخـابرات أحس بالسعادة، وكما هو واضح من مذكراته، لالتصال المباشر بـين مجلـس األمـن القـومي وادا

فإذا ما نوقشت سياسة الواليات المتحدة في منطقة ما في مجلس األمن القومي، طلب المجلـس مـن إدارة . المركزيةويوضح ترومان انـه يقـصد بالمجـالس االستـشارية ) ٢٣".(المخابرات المركزية والمجالس االستشارية التابعة لها

الجيش والقوى الجوية والقوى البحريـة ووزارة الخارجيـة ولجـان التابعة للمخابرات المركزية، دوائر استخبارات . علق بالـدول االشـتراكية تيتضح من مذكرات ترومان أنه ينسب للمعلومات االستراتيجية، تلك التي ت . الطاقة الذرية

تـصل "وبـشكل عـام كـان يطلـب دائمـا ان . ولم يشر الرئيس إلى المعلومات األخرى التي يعتبرها استراتيجية وبدون ذلك تصبح على حد قولـه " ذكية ومفهومة"وان تكون " المعلومات التجسسية إلى من تهمه وفي الوقت المناسب

اعطى هذا الموقف وحسب آراء الباحثين، المخابرات المركزية إمكانيـة تركيـز انتبـاه الـرئيس ) ٢٤".(غير مفيدة السياسية الممكنـة، التـي تـسترعي اهتمـام إدارة ومستشاريه على تلك المشكالت والمناطق الجغرافية والخطوات

الشيء الهام الذي تعمل من أجله المخـابرات المركزيـة هـو تحـضير : كتب وروزيتسكي . المخابرات المركزية )٢٥".(الدراسات والتحليالت حول االوضاع المتوترة في العالم وتقديمها للرئيس ومستشاريه السياسيين

البيت األبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع يقرون أسـبقية المعلومـات، رغم ان روزيتسكي يشير إلى ان أي المهام االولية واالساسية الدارة المخابرات المركزية، غير ان هذه األخيرة تملك زمـام المبـادرة فـي إغنـاء

ابرات المركزيـة تـذمر لقد أثار التصاعد الهائل لتأثير إدارة المخ. المعلومات المقدمة إلى البيت األبيض والحكومة كانـت إحـدى . مجالسها االستشارية مما أجبر ترومان على تأسيس آلية يمكنها موازنة نهر المعلومـات التجسـسية

٣٤

حول األمن القومي، عدم ذكر لقب مدير إدارة المخابرات المركزية، مـع ان الـرئيس ١٩٤٧خصائص قانون عام ء مدير المخابرات المركزيـة، النائـب األول لمـدير المخـابرات استخدمت في القانون أسما . ترومان اسماه كذلك

المركزية، ولكن لم يشرح ماذا يقصد بالضبط بالمخابرات المركزية وما يميزها عن إدارة المخابرات المركزيـة أو على ما يبدو خوفا من ان يـصبح مـدير المخـابرات . منسق التجمع االستخباري ومدير إدارة المخابرات المركزية

.المركزية شخصية هامة، سعت الهيئات األخرى لتأسيس آلية تسمح لهم بفرض مطالبهم بشكل أكثر فاعليةسمى الرئيس ترومان دوائر االسـتخبارات مجالـسا استـشارية : "صاغ داالس كل ما حدث على الشكل التالي

لمخـابرات، واصـبحت فيمـا بعـد كلجنة استشارية ل١٩٥٠ونظمت هذه الدوائر عام . الدارة المخابرات المركزية كان مجلس المخابرات يجتمع مـرة . …"التجمع االستخباري"مجلس مخابرات الواليات المتحدة والتي غالبا ما تسمى

ان مدير المخابرات المركزيـة . في األسبوع أو أكثر في اوقات االزمات أو عندما تصل اخبار تجسسية جديدة هامة ذها المجلس، ولكن إذا كان أحد األعضاء غير من وافق عليها، فإن ذلك يـسجل فـي مسؤول عن التقديرات التي يتخ

وكما لم يكن قانون عـام ) ٢٦".(هامش المالحظات، وتقدم التقديرات للرئيس والعضاء مجلس األمن القومي المعنيين . هوم المخابرات المركزيـة واضحا بالنسبة لمهام إدارة المخابرات المركزية، فلم يكن كذلك ايضا بالنسبة لمف ١٩٤٧

وحتى هذا اليوم، يتردد في المراجع األمريكية رأي يقول ان القانون لم يحو تعليمات خاصـة واضـحة بـأن الدارة وحـسب هـذا . المخابرات المركزية الصالحية في قيادة التجسس، بما في ذلك الحصول على المعلومات في الخارج

زية وجدت كتنظيم منسق، عليه معالجة وتحليل المعلومات االسـتخبارية التـي المفهوم، فإن إدارة المخابرات المرك تجمعها الدوائر االستخبارية االخرى، ورغم ان لوجهة النظر هذه نصيب من الصحة اال أنه يجب اال ننسى مـا قالـه

ركزية فعل ما تريـده الكونغرس والبيت األبيض وضعا قانونا غامضا، بحيث يمكن الدارة المخابرات الم بأن كولبي، .مستشهدة بالقانون

كلف ترومان داالس بترأس مجموعة صغيرة لمتابعة نشاط إدارة المخابرات المركزية وتقـديم ١٩٤٧في عام ج، ج، "االقتراحات حول تحسينه، وكان في عضوية اللجنة إلى جانب داالس مـدير شـركة النـشر فـي نيويـورك

ن يخدم إلى جانب داالس في الحرب العالمية الثانية، وكوريا المـساعد الخـاص جيكسن الذي كا " اوتيني اند كومباني ومن الطريف ذكره ان جيكسون وكوريا المشغولين جدا باعمالهما الخاصة، عهدوا .لمدير الدفاع والمحامي المشهور

االعالنـات االنتخابيـة القيام بالبحث وتقديم التقرير لداالس، الذي اخفى عن ترومان انشغاله في اعداد الخطابـات و . والمنافس العنيد لترومان١٩٤٨لديوي مرشح الحزب الجمهوري النتخابات الرئاسة عام

كان داالس متأكدا ان النصر سيكون حليف ديوي، ولذلك فهو لم يسرع في ابالغ ترومان، كـان يطمـح مـع كانون ١ كان مضطرا البالغ ترومان في انتصار ديوي إلى استالم منصب مدير إدارة المخابرات المركزية، اال انه

وحتى هذا اليوم يعتبر ذلك االبالغ وثيقة سرية، وقد اطلع المجتمع األمريكي على األفكـار االساسـية . ١٩٤٩الثاني .في إدارة المخابرات األمريكية" اتصال البنتاغون"فيه العقيد المتقاعد براوتي من القوى الجوية األمريكية وضابط

٣٥

أكد تقرير داالس جيكسون ـ كورا ان على إدارة المخابرات المركزية ان تكون كليا هيئـة : "وتي يقولكتب براومن ناحية أخرى اعتبر ترومان ان إدارة المخابرات المركزية يجب اال تكـون أكثـر مـن اداة . استخبارية عملياتية

.معلومات بيد الرئيسوبعبـارة أخـرى . يده وبناء على طلبه بالمعلومات الالزمـة وافترض ان على إدارة المخابرات المركزية تزو

فـإن تقريـر داالس … وعلى عكس ذلك. كانت هذه نظرة تقليدية إلى استخدام المخابرات في خدمة وزارة الخارجية )٢٧".(أكد فكرة نشر ادارة المخابرات المركزية لعمالئها في كافة االتجاهات واعطائهم الحرية في النشاط العملياتي

بدأ في تقرير داالس ـ جيكسون ـ كورا عدم الرضى عن كون أغلبية قادة إدارة المخابرات المركزيـة مـن وبغض النظر عن النقد المتضمن في تقرير داالس ـ جيكسون ـ كورا، عـين الـرئيس ١٩٥٠في عام . العسكريين

حاد الـسوفييتي سـميث مكـان االدميـرال مجددا الجنرال الحربي المتقاعد وسفير الواليات المتحدة االسبق في االت ل منه أول بـديل جعغير ان ترومان لم يبق بعيدا عن النقد، فمع تعيين سميث . هيلينكوتير مدير المخابرات المركزية

عين داالس كأول نائـب لمـدير إدارة ١٩٥١ألحد واضعي التقرير ـ جيكسون، وبعد شهرين اي في كانون الثاني ، ١٩٤٦شؤون التخطيط ومدير الدائرة السرية جدا، التي يعود تـاريخ تأسيـسها لنهايـة عـام المخابرات المركزية ل

.عندما وردت في كواليس الدوائر االمريكية فكرة العمليات التخريبية ضد الشعوب االخرىئـب عمـل النا . تدل الوقائع على ان إدارة المخابرات المركزية ومنذ البداية اسست إدارة للقرصـنة الدوليـة

روكفيلر أثناء الحرب العالمية الثانية في البيـت االبـيض، فتـرأس آلـة . الالحق لرئيس الواليات المتحدة الثري ن ـ واعتمادا على تجربته اق١٩٤٥الدعاية النشيطة الموجهة إلى أمريكا الالتينية، وبعد عام ع الـسلطة الحاكمـة فـي ن

لسوفييتي وبلدان أوروبا الشرقية واالحزاب العمالية والـشيوعية ضد االتحاد ا " الحرب النفسية "واشنطن بضرورة بدء استحسانا لدى الوزير الحربي باتيرسون، الذي كفـل لنفـسه ١٩٤٦القت هذه الفكرة في نهاية عام . في العالم أجمع

ارة دعم وزير القوى البحرية فوريستول، وبمبادرتهما شكلت لجان فرعية ضمن لجنة تنـسيق وزارة الخارجيـة ووز وقـدمت كـذلك اقتراحـات . في أوروبا" الحرب النفسية"الدفاع ووزارة القوى البحرية، مهمتها دراسة امكانية نشر

.كانت اساسا للعمليات التخريبية القادمةفي نيسان من العام التالي، بدأت لجنة الدراسات الخاصة والتقديرات الفرعية، كمـا أصـبحت تـسمى الهيئـة

. خطيط العمليات السرية التخريبية، وفي آن واحد جرى بحث البنية التنظيمية لتحقيقهاالمذكورة آنفا بتفي تلك االثناء، ظهرت امام واشنطن مهمة جديدة وهي عدم السماح بتفوق القـوى اليـسارية فـي االنتخابـات

وفـي . ت المركزيـة ألقى ترومان وماشال هذه المهمة على عـاتق إدارة المخـابرا . ١٩٤٨االيطالية في نيسان عام آ، الذي يخول مـدير إدارة /٤، وقع األمر االداري ١٩٤٧ كانون األول ١٩االجتماع األول لمجلس األمن القومي في

) ٢٨"(العمليات السرية بهدف منع تفوق الشيوعية فـي االنتخابـات االيطاليـة "المخابرات المركزية هيلينكوتير ببدء ، اعطى الرئيس ترومـان الدارة المخـابرات المركزيـة ١٩٤٧في كانون االول": كتب كولبي تعليقا على هذا القرار

شـبه ةغير ان بعض الشخـصيات األخـرى أرادت عمليـات سياسـي . الحق في تنفيذ عمليات نفسية ودعائية بسيطة عندما طلب هيلينكوتير رأي المستشار الحقوقي الدارة المخابرات المركزيـة هيوسـطن فـي ) ٢٩".(عسكرية أوسع

٣٦

حول األمن القـومي، يبـدو انـه سـمع جوابـا ١٩٤٧شرية العمليات السرية التخريبية من وجهة نظر قانون عام عوهكذا في بعض العمليات لم يأخذ هيلينكوتير براي هيوسطن، وفي العمليات االخرى، التي كانت مثـارا ) ٣٠.(بالنفي

.آ/٤للشك، سمح بها ترومان نفسه بتوقيعه األمر ان األمر في ايطاليا لم ينته بالعمليات الدعائية، على اعتباران مجلس األمن القومي صـادق علـى ويذكر كولبي

وقد مولت إدارة المخابرات المركزية االحزاب البورجوازيـة وشـكلت تنظيمـات . عدد كبير من العمليات السرية ـ . مزورة، قام اعضاؤها بتشويش اجتماعات االحزاب اليسارية وتير بـشكل خـاص فـي تـشويه ونشط رجال هيلينك

وفي نفـس الوقـت ازداد التهويـل . سياسة االتحاد السوفييتي، والتحوالت الديموقراطية الجارية في أوروبا الشرقية .األمريكي لاليطاليين، وصدرت التهديدات بانقالب عسكري اذا حقق اليساريون نصرا في االنتخابات

صبحت العمليات السرية التخريبية بمثابة الوسيلة السحرية التي لجـأ بعد ان حققت واشنطن اهدافها في ايطاليا، أ مؤقتة من قسم العمليات الخاصة، وبعـد " مجموعة خاصة"فلتنفيذ العمليات في ايطاليا عملت . إليها العديد من الهيئات

ـ . ذلك طرح موضوع تشكيل آلة دائمة مع جيكسون لقيادتها البنتاغون ووزارة الخارجيـة ارة إلـى ان وتجـدر االشداالس، الذي عمل مع جيسكون وكورا في تقديم المقترحات لترومان، أرسل للرئيس مذكرات يدعوه فيها إلـى عـدم

غير ان البيت األبيض وحتـى . التخلي عن إدارة التنظيم الجديد هذا، وتركيز كل شيء في ايدي المخابرات المركزية يقضي بتأسيس منظمـة ١٠/٢ذ مجلس األمن القومي قرارا رقم اتخ ١٩٤٨ حزيران ١٨في . اليوم لم يقدم على ذلك

ويحـصل عين رئيس هذه المنظمة من قبل وزير الخارجية ويخضع له ولـوزير الـدفاع، . لتنفيذ العمليات التخريبية وقد عهد مجلس األمن القومي للرئيس القـادم للمنظمـة . على التجهيزات واالموال من إدارة المخابرات المركزية

ك واصبح أول رئيس لهذه المنظمة فيزنير من نيويورك، الممثل المقيم الدارة المـصالح االسـتراتيجية فـي .ميتهبتساستامبول وبودابست وبخارست وبرلين وشريك الجنرال النازي جيلين في عمله في المخابرات االمريكيـة، واطلـق

".اداة تنسيق السياسة"فيزينير على المنظمة اسم اآلراء النموذجية المعادية لالشتراكية والشيوعية، واعلن ان الهـدف االساسـي للحـرب ١٠/٢وتضمن القرار

الدعايـة، الحـرب االقتـصادية، " "وعدد القرار اشكال العمليات التخريبيـة الـسرية . السرية هو االتحاد السوفييتي ـ االنسحاب، عمليات التخريـب العمليات المباشرة بما في ذلك التخريب والتخريب المعاكس والتفجير، اجراءات د ض

الدول المعادية بما في ذلك دعم مجموعات المقاومة السرية وكذلك دعم العناصر المعادية للشيوعية في دول العـالم التخطيط والتنفيذ بحيث ال يبـدو الحـد،غير "كان الشرط االساسي للعمليات السرية هو ) ٣١".(الحر المعرضة للتهديد )٣٢"(ة للحكومة االمريكية، وبحيث يمكن للحكومة نفي أية مشاركة فيهاالموثوقين، اية مسؤولي

لعب هذا الوضع األخير دورا هاما في اختيار تكتيك إدارة المخابرات المركزية، الذي يقي بتنفيذ أكبر قدر مـن ـ نالعمليات بايد اجنبية، في حي الـسالح وا بالمـال يأخذ األمريكيون على عاتقهم تخطيط العمليات وقيادتهـا وتأمينه

وقد نفذ مرتزقتهم في مختلف البلدان األعمال القذرة فقتلوا وشوهوا وعذبوا ودمـروا وأحرقـوا، . والوثائق الالزمة عدم تحديد ومراقبة استهالك األموال وتحريرهـا مـن : ونقذوا الدارة المخابرات المركزية، منح فيها اإلدارة إنجاين

.وزارة العدلالرقابة القانونية التي تفرضها

٣٧

ظهرت الرغبة الشديدة في ايقاد النار بأيد غريبة في االستراتيجية التي انتهجتها إدارة تنسيق السياسة في حربهـا ودائـرة ) سيكريت انتيليجانس سـيرفس (جندت هيئة فيزنير إدارة الخدمات السرية اإلنكليزية . ضد االتحاد السوفييتي

غير ان كـل هـذه المحـاوالت بـاءت . واسيس والمخربين إلى االتحاد السوفييتيجيلين االلمانية الغربية الرسال الج )٣٣".(بسبب يقظة وفاعلية قوات األمن السوفييتية" بالفشل باعتراف باورس

كما وقامت احيانا الطائرات األمريكية بإنزال العمالء من الجو، اال ان هذه المحاوالت ايضا غالبـا مـا كانـت على كـل : "ندما سمع داالس بذلك، أطلق عبارة تعكس ما يدور في خلد زعيم التخريب االمبريالي ع. تنتهي باالخفاق

)٣٤".(األحوال نحن نكتسب خبرات ستلزمنا في حربنا المقبلةهذا المقر المدعم بخيـرة .كان مقر اركان العمليات شبه العسكرية الدارة تنسيق السياسة في حالة تحفز للحرب

سلحة، الذين كانوا مولعين بفكرة ارسال مخربين إلى مناطق كافة المطـارات الحربيـة الـسوفييتية ضباط القوات الم غير ان المصير االسود الذي كان ينتظـر المبعـوثين اجبـر إدارة . ١٩٥٢ تموز ١بدءا من تاريخ بداية الحرب في

.المخابرات المركزية على االقالع عن هذه المغامراتت المركزية جيوش المرتزقة ضد بولونيا، ألمانيـا الديموقراطيـة، هنغاريـا، تـشيكوسلوفاكيا هيأت إدارة المخابرا

والبانيا، وشكلت عصابات ضد يوغسالفيا، وست مجموعات من االمميين الصينيين المسلحين جيـدا كـانوا يـدخلون ديد تبدأ بالبحث عن نقاط تركـز وكان عمليات المخابرات المركزية تجابه بالمقاومة،ومن ج . جمهورية كوريا الشعبية

فيها قواها، دون ان تبتعد عن مبدئها التكتيكي أي تنفيذ العمليات القذرة بايد مشتراة مـن الـسياسيين والدبلوماسـيين .والعسكريين والصحفيين من الدول األخرى

وقيـادة العمليـات لتخطيط١٩٤٨عي فرانك فيزنير عام : "كتب لوري، بروفسور الصحافة في جامعة والية اوهايو وقد أسس فيزنير منظمة اسـماها . السوداء، التي كان من شأنها تعزيز سياسة إدارة ترومان الجديدة في كبح الشيوعية

الميزانيـة ( كانت آلة قوية اسـتخدمت العديـد مـن المالمـس ٤".انها فورليتسير القوي الخاص بي"بسخرية وتحبب لتنفيذ عدة اشكال لموضوع واحد هو التشهير بالـشيوعية واالتحـاد ) الطالبية الجيدة، النقابات، دور النشر، الحركات

السوفييتي، وتطور الحركة المسيحية الديموقراطية في أوروبا الغربية وتكوين فكرة ايجابية عـن الواليـات المتحـدة )٣٥".(األمريكية في الخارج

الطبقات االرستقراطية القديمة التـي تتمتـع بوضـع كان مساعدو المليونير فيزنير رجاال ميسورين وعلى عالقات ب .راسخ في الدوائر المتسلطة

ما الذي قادهم إلى إدارة تنسيق السياسة؟ نشأة منظمة جديدة، السعي للتفوق في مجال معـاداة الـشيوعية، االمكانيـة ياسة في معظمها وكمـا يـشير وليس هذا فحسب، فقد كانت قيادة إدارة تنسيق الس . الحقيقية للتأثير في سياسة اإلدارة

الذين كانوا ينظرون إلى العالم نظرة اإلنكليـز فـي وقـتهم إلـى " االنكلوسكسون األبيض"الباحثون األمريكيون من

ت فورليتسير ـ أمريكي من اصل الماني، صمم اورغان موسيقي للتصوير السينمائي يقلد صوت الرعد والمطر ومنبها٤

.المؤلف. السيارات وغيرها

٣٨

لقد تعطشوا للمقامرة، وتميزوا في مجتمعـاتهم . كافة المسائل بأسلوب العبي القمار الىوكانوا ميالين . مستعمراتهمامتلكت هذه الرعية قوة هائلة ومما يؤكد ذلك مغامرة ابتـداع العمليـات . موا أنفسهم رعية بقلة االختالط بالناس وس

٥.السرية التخريبية التي أرخت لها المؤرخة كاراليكاسالهول الذي أصحاب زعمـاء الـسياسة األمريكيـة "من األسباب التي دعت لبدء العمليات السرية تذكر كاراليكاس

، االضـطرابات التـي تزعمهـا الـشيوعيون فـي أوروبـا ١٩٤٨ تشيكوسلوفاكيا عام جراء انتصار الشيوعيين في )٣٧".(الغربية

تعتقد كاراليكاس ان االب الشرعي للعمليات التخريبية هو كينان، الذي ترأس حينذاك مجلس تخطـيط الـسياسة فـي قلة الشيوعية، والموجهة بكـل فمن المعروف ان كينان كان يعتبر مهندس الحملة األمريكية في عر . وزارة الخارجية

وتشير كاراليكـاس إلـى . وبعد مرور سنوات عدة لم ينف كينان حتى العمليات السرية . حدتها ضد االتحاد السوفييتي إلـى سـتة ١٩٤٨موظفا في عـام ) ٣٠٢(من : ان التاريخ يشهد ان إدارة تنسيق السياسة نمت وتطورت بشكل حثيث

وع إلى سبع وأربعين فرعا مستقال عن فروع إدارة المخـابرات المركزيـة ومن سبعة فر ١٩٥٢آالف موظف عام . وهذه النفقات برأي باورس أقل مـن الحقيقـة ). ٣٨( مليون دوالر ٨٢ مليون دوالر إلى ٤,٧ومن ميزانية مقدارها

دايـة الخمـسينات فاستنادا إلى أقوال ليندس، رئيس قسم أوروبا الشرقية األسبق في إدارة تنسيق السياسة، انـه فـي ب وقـد ). ٣٩(وبناء على طلب ثمانين مليون دوالر لقسمه فقط، خصص له فيزنير أكثر من مائة مليون دوالر في السنة

أصبح معروفا عن إدارة تنسيق السياسة الرواتب العالية والتقدم في الخدمة بخالف كافـة اقـسام إدارة المخـابرات إليها موظفي فرع العمليات الخاصـة فـي إدارة المخـابرات المركزيـة، استقطبت إدارة تنسيق السياسة . المركزية

غير انه لم يكـن . إلى مخربين ومفجرين" جواسيس سريين"وبوسائل خاصة أخذت منه العمالء األجانب وحولتهم من . الشكوك والشبهات بين فرع العمليات الخاصة وادارة تنسيق السياسة، وكمـا يـصرح بـذلك بـاورس "بد من تبادل

لـذلك كـان ". وكان الخالف دائما بسبب االعتمادات المالية وجلب انتباه السلطة الحاكمة وبسبب التنافس في الخـارج مقررا دمج الهيئتين في فرع جديد سمي فرع التخطيط برئاسة فيزنير، وبما ان هذا األخير لم يكـن يتمتـع بـشعبية

تقرر استحداث منصب جديد ـنائب مدير إدارة المخـابرات واسعة وخاصة بين موظفي فرع العمليات السابق، لذلك .المركزية لشؤون التخطيط

تمكن مدير إدارة المخابرات المركزية سميث ونائبه األول جيكسون من اقناع داالس بشغل منـصب نائـب المـدير الس محل جيكـسون العام حل داسوفي آب من نف. ١٩٥١وبدأ داالس عمله فعال في كانون الثاني . لشؤون التخطيط

دارة المخابرات المركزية ١٩٧١ حتى عام ٥ رة، الذي اعده الموظفون ٧٥ حفظ في ارشيف إ مجلدا من التاريخ الرسمي لالداواتيحت . وكاراليكاس باحثة شابة تحمل شهادة مؤرخ من جامعة هارفورد. خالل شهرين اطلعت كاراليكاس على المجلدات .الرسميوندارة المخابرات المركزية وكانت نتيجة ذلك العمل المنجز لها كذ لك امكانية إجراء المقابالت الصحفية مع ستين شخصية مسؤولة في إ

تاريخ إدارة المخابرات المركزية في خمس وتسعين صفحة كتبتها خصيصا للجنة دراسة نشاط الهيئات االستخبارية المنبثقة عن مجلس .المؤلف. ز عمل كاراليكاس رقابة إدارة المخابرات المركزية وحصل على موافقتهاوقد اجتا. الشيوخ األمريكي

٣٩

، تـرأس داالس إدارة ١٩٥٣في منصب النائب األول، وبانتصار الحزب الجمهوري في االنتخابات الرئاسـية عـام وقد عين فيزنير نائبا له لشؤون التخطيط، الذي أمضى ست سـنوات فـي ١٩٥٣المخابرات المركزية في شباط عام

سة كاراليكـاس علـى خاصـة اتركز االنتباه في در. باالنتحارهذا المنصب أصيب بعدها بإختالل عقلي وأنهى حياته فقد كان ضباط إدارة المخابرات المركزية يكافؤون لقاء تنظيم أكبـر عـدد مـن . هامة من خواص العمليات السرية

وقـد ". المتميزة باالبداع والتدبير والمنفذة دون مراقبة خاصة من المركز في الواليات المتحدة األمريكية "المشاريع ولم يتغير أي شيء من جـراء ابـداء . للظهور وإغراق اآلخرين" فرسان الدرع والخنجر"عمل المحررون من قيود

.الساسة األمريكيين أسفهم وادانتهم ألفعال جماعة داالسن أعلن كينان تعليا على الجيوش التي شكلها داالس وفيزنير لغزو البلدان االشتراكية والتي تكونت من خونـة الـوط

لم أكن راضيا عن هذه العمليات، وأعتقـد أنهـم ذهبـوا : "١٩٧٦في هذه البالد وأصبحت تفاصيلها معروفة في عام ، أدلـى الـرئيس األسـبق ترومـان ١٩٦٣وقبل ذلك، في كانون األول ). ٤ ("بعيدا جدا، أكثر مما كان مطلوبا منهم فـي الفتـرة ": "نورث اميركيين نيوزبيبر االنيس"ا نقابة جاء في مقالة له نشرته. للصحافة بحديث حماسي على حلقات

لقـد أصـبحت إدارة عملياتيـة .األخيرة بدأت أخشى صرف نشاط إدارة المخابرات المركزية عن مهمتها األساسية حتى فكرة أنها فـي لم يكن لدي عندما أسست إدارة المخابرات المركزية . وأحيانا، تجعل من السياسة ناظمة للحكومة ان بعض التعقيدات التي نكابدها تصدر جزئيـا مـن ان هـذه الوسـيلة . زمن السلم ستقوم بعمليات الدرع والخنجر

انني أود رؤية إدارة المخـابرات المركزيـة . لدور المسند إليها االسرية االستخبارية للرئيس أصبحت بعيدة جدا عن )٤١"(…اة استخبارية للرئيسوهي عائدة إلى وظيفتها األساسية ـ اد

بدت كلمات ترومان مغلوطة بقدر ما هي حماسية، فهل الفرق كبير بين ما أسسه وفكر فيه ترومان وبـين مـا آلـت إليه إدارة المخابرات المركزية؟ هل حدث تطور طبيعي في هيئة التجسس، ان داالس وفيزنير قاما بثـورة فـي إدارة

لرواية المنبثقة من إدارة المخابرات المركزية، وبعد ظهر مقالة ترومان توجه إليـه المخابرات المركزية؟ ومصداقا ل .للتأكد داالس الذي كان حينذاك متقاعدا

كتـب . عندما ظهر الحديث الذي دار بين ترومان وداالس في كتاب روزيتسكي لم يكن أي منهما على قيـد الحيـاة ن سؤاال حول مقالته، وذكره بقراراته الخاصة المـصادقة علـى طرح اآلن داالس في لقائه مع تروما : "روزيتسكي

بعد قراءة المقالة مرة ثانيـة أبـدى ترمـان حيـرة . العمليات التخريبية السرية في ايطاليا واليونان وتركيا والفيليبين نـويس المـساعد وعلى ما يبدو ان من كتب المقالة هو ديفيـد . وارتباكا وقال ما جوهره ان المقالة كانت غير دقيقة

ولم يطلع عليها الرئيس العجوز، الذي بلغ في ذلـك الوقـت الثمـانين مـن . األسبق لترومان لشؤون البيت األبيض من غير الممكن التأكد ان كاتب المقالة هو ترومان أم نويس وهل عكست الشكوك التي تولـدت لـدى ). ٤٢"(العمر

وفـي ٦الصعب اتهام داالس في اثارة الوقائع، عندما ذكر بالفيليبينومن . الرئيس بالنسبة الدارة المخابرات المركزية

النتفاضة قامت إدارة المخابرات المركزية بعمليات واسعة لقمع حركة التحرر الوطنية لمشاركي ا١٩٥٣ ـ ١٩٤٨ في عام ٦

.الفالحية في لوسون المركزي بقيادة الشيوعيين الفيليبينيين

٤٠

نفس الوقت ال يمكن عدم تصديق كلمات بروفيسور التاريخ في جامعة تكساس دايوين المنسوبة أليزنهـاور، ولكنهـا ايزنهـاور "ذكر دايوين في كتابـه . تظهر صعبة توضيح الدور الحقيقي للرؤساء في قيادة العمليات التخريبية السرية

نمـا إلقد اسقطت ذكر العمليات التخريبية السرية إلدارة المخابرات المركزية ليس لعدم أهميتها و ": "ةدوالحرب البار ).٤٤"(لعدم الحصول على المعلومات التي تبين دور إيزنهاور فيها

أعمـال مـؤرخين صـحفيين ويمكن متابعة التقدير الحذر لدور الرؤساء في قيادة العمليات التخريبية الـسرية فـي أمريكيين آخرين، غير ان العذر الذي يقدم في انشغال الرؤساء وعدم قدرتهم على متابعة كافـة األمـور أو ظهـور

ال يمكن ان يشكل برهانا على ان إدارة المخابرات المركزيـة عملـت " فرسان الدرع والخنجر"خالصات عن مبادرة . عهد تروماندون معرفة البيت االبيض، على األقل في

العمليات التخريبية السرية تبتكر فقـط علـى "هل من الممكن تصديق المقولة الصادرة عن الدوائر االستخبارية فإن )٤٥(؟"مستوى البيت األبيض ومجلس األمن القومي

بقيـادة حتى في عهد ترومان، كان يحرك العمليات السرية فروع إدارة المخابرات المركزية في الخارج، الذين سمح أعمالهم الخطيرة دون اية رقابة من واشنطن، لذلك فإن إيجاد آراء ثابتة حول تحريك العمليـات الـسرية مـن قبـل

كان على التجمع االستخباري الظهـار انـضباطه : "الرؤساء عملية ليست سهلة، ويشير إلى ذلك شليزينجر األصغر انهم طبعا يتحملون المسؤولية كاملـة . ومجلس األمن القومي نقل كل انتقاد بحقه إلى البيت األبيض وطاعته للرئيس،

حتى في الحاالت التي تضعف أو تتوقف فيها المراقبة من المركز، على اعتبار ان محركي العمليات السرية فهمـوا ي خطت إدارة المخابرات المركزية خطواتها األولى على الـصعيد الـدول . جيدا الوضع االستراتيجي العام لواشنطن

.التي كان ترومان من أكبر دعاتها" الحرب الباردة"حسب القرار االستراتيجي للقيادة األمريكية ببدء يعتبر الغاء أفكار وخطط روزفيلت حول استمرار التعاون مع االتحاد السوفييتي في فترة ما بعد الحـرب، وتطبيـق

لف الناتو واتخاذ الخطوات األخرى المغذيـة للتـوتر السياسة المعادية للسوفييت في التسليح، وتركيز القوى لتأسيس ح . الدولي، بمثابة اعطاء الحرية للتجمع االستخباري للمشاركة الفعالة في الحملة الصليبية ضد الشيوعية

لم يـدخل فـي . ام الخطيرة لالستخبارات، تعزيز المجابهة ضد الدول والشعوب األخرى هقصد ترومان ورجاله بالم كان هـذا موقـف . رة المخابرات المركزية إلى مركز آخر فعال في السلطة السياسية في واشنطن خطتهم تحويل إدا

غير انه في المقالة التي كتبها فـي نهايـة عـام . البيت األبيض والهيئات العسكرية والسياسية الخارجية والكونغرس رة عملياته، وحولت الـسياسة إلـى ورد ان إدارة المخابرات المركزية أصبحت إدا ترومان أو مساعده نويس، ١٩٦٣

هنا يجدر الذكر ان داالس ابتعد في لقائه مع ترومان عن هذا السؤال المحرج، اوانه سمع مـا أعتقـد . أداة للحكومة .انه من األفضل إخفاؤه

مـة كانـت الكل . شرح آنفا بالتفصيل نظام اتخاذ ترومان للقرارات المتعلقة بقضايا السياسة الخارجيـة والعـسكرية ومة لم يدخل في حساب مؤسـسي هـذه كغير ان تحويل إدارة المخابرات المركزية السياسية إلى اداة للح . األخيرة له وكما حدث اليزنهـاور عـام . اال انهم لجؤوا إلى أداة الوسيلة االستخبارية السرية للرئيس وبالمعايير القديمة . اإلدارةفقـد حـدث . ة تحول المجمع الصناعي الحربي إلـى قـوة مـؤثرة عندما اكتشف وبشكل فاجأ الجميع امكاني ١٩٦١

٤١

ولم يكن وحيدا في حيرته هـذه وكمـا . ان اكتشف ان إدارة المخابرات المركزية تصنع السياسة ١٩٦٣لترومان عام وصف الدبلوماسي األمريكي االسبق سيمبـسون الطـابع العـام لنزعـة خـروج إدارة . سيتضح في الفصل القادم

خطوة فخطوة بدأت إدارة المخابرات المركزيـة : "لمركزية إلى مسرح السياسة في واشنطن فكتب يقول المخابرات ا وقد أدخلت التناقضات إلـى سياسـتنا . تشارك في العمليات واتخاذ القرارات التي هي بالدستور من حق الرئيس وحده

عبارة عن منظمة سرية منحـت حريـة ان إدارة المخابرات المركزية. الخارجية وأضفت طابعا من الغموض عليها كبيرة في التدخل في الشؤون الداخلية للدول األخرى والتصرف حسب هواها ورغباتها في تحديد االحزاب التي تقـدم

وبـديهي طبعـا ان هـذه الفـروق ) ٤٦"(لها الدعم، متناقضة بذلك احيانا مع االحزاب التي يدعمها البيت األبـيض ارضة بين إدارة المخابرات المركزية والبيت األبيض ال تقلـل أبـدا مـن قيمـة وحـدتهما التكتيكية والخالفات الع

غيـر ان هـذه . االستراتيجية وحربهما ضد الدول االشتراكية وقوى التحرر الوطنية واالحزاب العمالية والـشيوعية برات المركزية فـي بعـض الخالفات تؤكد وجود النزعة التي وصفها سيمبسون بأنها تدخل غير شرعي الدارة المخا

ذكر آنفا رأي جوردان وتايلور بأن صالحيات اإلدارة يمكن ان تستشف من مواد دستور الواليات المتحـدة . الفعالياتاالمريكية، التي تحدد مهام الدفاع الوطني والسياسة الخارجية التي تخدمها المخابرات حسب هذا التعليل فأن الحـديث

يغمض جوردان وتايلور أعينهما عما كتب عنه سيمبسون والنقاد اآلخرون فـي . علوماتيدور حول جمع وتحليل الم ونوه عن ذلـك . إدارة المخابرات المركزية، وبالتحديد عن التدخل في اتخاذ القرارات، التي هي من حق الرئيس فقط

الدوليـة دون رأي االسـتخبارات في هذه االيام، من النادر ان يتخذ قرار سياسي هام يتعلق بالعالقات : "أيضا داالس )٤٧".(يمكن ان يكون بالفعل ذا تأثير على اتخاذ القرار النهائي

يبدو ان داالس بقوله هذا تجرأ وبدأ يدحض أقوال عدد من الشخصيات األمريكية الرسمية، الذين أبدوا خـوفهم مـن أكد داالس انه وبغـض . تخاذ القراراتتخطي إدارة المخابرات المركزية للحاجز الذي يفصل تقديم المعلومات عن ا

ال تصنع السياسة وكـل فعالياتهـا يجـب ان تخـدم سياسـة "النظر عما قاله بنفسه، فإن إدارة المخابرات المركزية ، ويجب ان تعتبـر إدارة المخـابرات المركزيـة "الحكومة وان تكون مصدقة من قبل من يتحمل تبعات تلك السياسة

ي يوهنا ال يمكن تكذيب أقوال أكثـر اخـصائ القليلون فقط صدقوا أقوال داالس، ). ٤٨"(ةنع السياس تصمنظمة "نفسها المخابرات حنكة ودراية،التي تعتبر ان االنتصارات التكتيكية على الهيئات األخرى في الصراع مـن أجـل التـأثير

. الخارجيةعلى البيت االبيض، حولت إدارة المخابرات المركزية إلى عنصر خطير في آلية السياسةوهـي . مـع البنتـاغون ان إدارة المخابرات المركزية تظهر دائما أمام البيت األبيض في حالة اتحاد فومن الطري

بـدأت العالقـات المميـزة الدارة . الحلقات الفعالة الثابتة في المجتمع الـصناعي الحربـي تتحول بذلك إلى إحدى سة ترومان، وازدهرت تصعيد خليفته إيزنهـاور لتوجيـه الـسياسة المخابرات المركزية تظهر تدريجيا في فترة رئا

يـا بـذلك رغبـات االمبرياليـة بمل" الحرب البـاردة "الخارجية وجهة معادية للشيوعية، وتجنيده لوسائط جديدة لبدء . األمريكية التي تطمح إلى سيطرة على العالم

٤٢

عصر أالن داالس الناتو الجنرال إيزنهاور للطلبات العديـدة جـدا ووافـق علـى الترشـيح استجاب القائد العام للقوات المسلحة لحلف

لمنصب الرئيس عن الحزب الجمهوري، وبانتصاره على ممثل الحزب الديموقراطي ستيفتسون دخل البيت األبـيض .على حصان أبيض

ـ عين أالن داالس مديرا الدارة المخابرات المركزية، ١٩٥٣في شباط . ا لـوزير الخارجيـة وعين سابقه سميث نائبكان سميث رئيـسا (هناك عدة أسباب لهذا التغيير وأهمها رغبة الرئيس في وجود شخص مقرب في وزارة الخارجية

داالس شقيق أالن داالس وزيـرا للخارجيـة، . حين ان إيزنهاور عين ج) ألركان إيزنهاور في الحرب العالمية الثانية .ولم يكن على معرفة جيدة به

تاريخ االستخبارات األمريكية عصر داالس ذو السنوات التسع بتوسيع العدوان، ووضعه في تلـك الظـروف، بدأ في في الحقيقة ان داالس كـان يعتقـد انـه مـن . ي مكنت إدارة المخابرات المركزية من تنفيذ المهام المسندة إليها تال

كان الحصول على تـصديق علـى هـذه . طالضروري تنسيق األمور فقط مع الرئيس ومع شقيقه عن إكمال عدد فق العملية أو تلك بالنسبة ألالن داالس عملية روتين اداري فقط، أما العمل االساسي فكان يجـري بـين جـدران إدارة

وعندما ضم البيت األبيض إليه مستـشارين . المخابرات المركزية، ولم تثر الخطط والبرامج المقدمة اية اعتراضات .ء تقديم النصائح لداالس، فما كان منه اال ان تجاهل وجودهمسميين، حاول هؤالرغير

.ألمريكا في العالم" الدور الخاص"انطلق األخوة داالس في سياستهم من ". الخطر البلشفي القادم مـن الـشرق "من " منقذي الحضارة" واستنادا إلى تمييز طابع الحياة االمريكي،اعتبروا أنفسهم

التـوازن علـى وشـك "داالس مهندس سياسة . ن يعادلها في كره االشتراكية، فقد كان ج ال يوجد في أمريكا كلها م كينيدي محل إيزنهاور في البيت األبيض، اكتشف انه لم يكـن لـدى اإلدارة . عندما حل ". العقاب الجماعي "و" الحرب

داالس عقـل دعـاة . وكـان ج . السابقة اية خطط لحرب عادية، وكان الرد عليها في حال نشوبها الحـرب النوويـة .الحرب النووية

ان تـأثيرهم فـي اإلدارة ". القـضاء علـى االشـتراكية "كان االخوة داالس يؤيد أحدهما اآلخر لتثبيت فكرتهم في ألم يكن إيزنهاور نفسه بينهما إكمـال : يطرح بعض باحثي تلك الفترة أحيانا السؤال التالي . األمريكية ال يمكن تقديره

.ف ان الكثيرين جدا يؤيدون وجهة النظر هذهعدد فقط؟ والطريوالحقيقة انه في الفترة األخيرة حاول عدد من المؤرخين األمريكيين دحض اآلراء عن الرئيس الجنرال كمعبر سـلبي

. اال ان األصح برأينا هو الوضع الوسط بـين وجهتـي النظـر . عن آراء األخوة داالس وبعض الشخصيات األخرى وفـي . خوة داالس حبا لدرجة العبادة وخاصة األخ جون داالس، وتشهد بذلك مذكراتـه ويومياتـه احب إيزنهاور األ

في نهاية الفترة الرئاسية الثانية كتب إيزنهاور في يومياتـه هـذه . نفس الوقت لم يرق له أحيانا تعصب جون المفرط ان لديـه مخزونـا فكريـا . حاد الـسوفييتي اشعر بفارق كبير بيني وبين فوستر داالس في الموقف من االت : "العبارة

كبيرا، فهو يتمسك دائما بالتفسير المنطقي للعقبات القائمة بيننا وبين االتحاد السوفييتي، وبتـصرفه هـذا وباسـتخدام

٤٣

ولذلك أصـبحت … مخزونه الفكري الكبير يظهر كافة الخطوات السوفييتية على انها سيئة، وخطواتنا عادلة ومقبولة )١..".(…… أشك في تحولنا إلى مدع عام دوليأحيانا

هما مهمـة محكمـة التنفيـذ قإذا تابعنا المقارنة الحقوقية، فإن أالن داالس وادارة المخابرات المركزية أخذا على عات ي حصل عليها ونفذها األخوة داالس فـإن البـت تاما بالنسبة لألحكام ال. الدولية بقدر من العصبية كأحسن نائب دولي

ومهما كانت التحفظات التي صدرت عن إيزنهاور فإنه قام بدور القاضي، الـذي . يها كان عمل كل الطبقة الحاكمة فيتخذ القرارات التي تشعل الضوء األخضر لكافة العمليات التي تتجاهل كافة الحقوق اإلنسانية وتخل بـسيادة الـدول

.والشعوب األخرىعلى عكس سابقه الذي لم يعر إدارة المخابرات المركزية " الخنجرالدرع و"دعم إيزنهاور بشكل جلي هيئة

ليهم بالتفصيل حول العمليات المنفذة من قبلهم. اهتماما خاصا وأكثر . فقد كان يستقبل ابرز قادة المخابرات ويستمع إ من توليه من ذلك فقد ضرب إيزنهاور ابرز مثال في المشاركة في عمليات التخريب السرية وفي السنة األولى

م التي أطاحت بحكومة مصدق " أياكس" بعملية ١٩٥٣منصب الرئيس، حيث قامت إدارة المخابرات المركزية في عا . في إيران

كان شاه إيران محمد رضا بهلوي، الذي فر من إيران بعد محاولة فاشلة إلزاحة رئيس الوزراء مصدق، روزفيلت قائد العملية والمسؤول في فرع . التقى ك. لمحددةينتظر اشارة موثوقة بأن العملية ستبدأ في السعة ا

سيؤكد الرئيس : "التخطيط في إدارة المخابرات المركزية بشاه إيران في الجبال وقال له، كما جاء في مذكراتهإيزنهاور شخصيا بداية العملية، بذكر عبارة خاصة في الخطاب الذي سيلقيه في سان فرنسيسكو خالل األربع

س . آي. وقد ساعدت المخابرات اإلنكليزية سي. وأخبره روزفيلت بالعبارة المقصودة). ٢"(رين ساعة القادمةوالعشلشاهةإدار وهنا نظمت إدارة المخابرات المركزية تأكيدا على مستوى عال، إذ . المخابرات المركزية لزيادة ثقة ا

. سي. بي. د بإدخال تعديل طفيف في اذاعة بيأخبرت روزفيلت الشاه بأن رئيس وزراء بريطانيا تشرتشل تعهاآلن "التي يقولها عادة إلى " اآلن منتصف الليل"عشية االنقالب العسكري في طهران ستتغير كلمات المذيع من

لشاه مزاج للتهريج فقال انه يكفيه ان إدارة المخابرات المركزية فرغت لهذه العملية هو". منتصف الليل تماما نا كان لة من قبل تفهم االهتمام الزائد بشخصيمن رئيس الواليات المتحدة األمريكية الراحل ومع ذلك فهو لم يتمكن حفيد .ور وروتشرتشلاإيزنه

حتى قبل دخوله البيت . كان بؤرة االهتمام النفط والموقع االستراتيجي إليران بمحاذاة االتحاد السوفييتيالكثيرون يؤكدون ان وضع أوروبا وخاصة : "حلف الناتو إيزنهاوراألبيض حلم القائد العام للقوات المسلحة ل

لناس، واهللا وحده يعلم . بريطانيا تدهور في إيران بشكل مخيف ويقولون ان الموقف أسوأ بكثير مما يتصوره اغلب اهديد هنا ويقصد بالت). ٤"(لقد صارحني أصدقائي اإلنكليز أنهم مقدرون للتهديد. ماذا سنفعل بدون النفط اإليراني

لثروات النفطية اإليرانية وقطع يد الشركات خطوات الوطنيين االيرانيين وبشكل خاص مصدق، الهادفة لتأمين ا .األجنبية النفطية وخاصة البريطانية منها

٤٤

لتي اتبعها " أياكس"والمدهش فعال ليس فقط مشاركة إيزنهاور الشخصية في عملية وإنما طرق التأثر عليه السابقين إليزنهاورنس ومؤيدوهم، الذين لم يتمكنوا ماألخوة داال . تحقيق االنقالب في إيران في عهود الرؤساء ا

وقد استقبلوه . لم يكن ترومان ووزير الخارجية في عهد أتشيسون موافقين مع الذين اتهموا مصدق بالشيوعيةم م بانقالب في إيران بدأت من روزفيلت ان مبادرة القي. وكما يبدو من مذكرات ك. ١٩٥١في واشنطن عا ا

اإلنكليز ان ان مدير المخابرات المركزية سميث ونائبه األول داالس أفهموإغير . س. آي. المخابرات اإلنكليزية سوفي نفس الوقت حضرت إدارة المخابرات المركزية للعملية بانتظار تغيير . هذا غير ممكن في عهد ترومان

.الرئيس الذي قدم فيه اقتراح للرئيس للمصادقة ،اعري اللقاء الذي تم لدى جون داالسروزفيلت بشكل ش. يصف ك

روزفيلت إلى . دعا أالن داالس ك. لدى وزير الخارجية١٩٥٣ حزيران ٢٣تم هذا اللقاء في ". أياكس"على خطة ئب وزير الخارجية نا: وشارك في اللقاء المذكور. وتناقشا في الطريق حول آخر تفاصيل الخطة" الكاديالك"سيارته

سميث، نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية ميرفي، مدير مجلس تخطيط سياسة البيت األبيض، والذي أصبح في عهد كارتر نائبا لمدير إدارة المخابرات المركزية بوي، معاون وزير الخارجية لشؤون الشرق األوسط وإفريقيا

سفير الواليات المتحدة االمريكية في إيران وعدد آخر من وزير الدفاع ويلسون، وجنوبي آسيا بايروود، .الدبلوماسيين ورجال السياسة

غير . ورد في خطابات بعض حضور اللقاء عبارات األسف المنافقة للجوء إلى االجراءات االغتصابية الدموية) يقصد مصدق ـ المؤلف(ان هيندرسون يؤكد ان أمام الواليات المتحدة معضلة خطيرة نظرا لتعاملها مع مجنون

د مع الروس لتي قدمت للرئيس ). ٥"(المستعد لالتحا كان هذا خالصة المناقشات التي دارت في مكتب دون داالس والم يخط تقدير خالصة سياسة مصدق بتأييد بعض أعضاء إدارة المخابرات المركزية، الذين أخطروا . فيما بعدانه التف حول أالن داالس أكثر احثوا المخابرات األمريكيون، التي تؤكدهذا يؤكد الفكرة التي طرحها ب. بالعملية

العناصر المغامرين في إدارة المخابرات المركزية، المشبعين حقدا على الشيوعية وينظرون إلى كل ما يحدث في في وأحد كبار ليبدو أن رئيس فرع إدارة المخابرات المركزية في إيران كيو. العالم عبر منظار العداء للسوفيت

روزفيلت، شبكة كبيرة من . االختصاصيين في جمع وتحليل المعلومات االستخبارية والذي كان يملك، كما يشير كجاء في . وقبيل بدايتها عين في منصب جديد" أياكس"الجواسيس في إيران، تلقى أمرا بعدم المشاركة في عملية

كزية في إيران لم يكن موافقا على تقديرات سياسة مصدق التي روزفلت ان فرح إدارة المخابرات المر. مذكرات ك ".أياكس"بناها أالن داالس ولتفصيل هذا الموضوع يجب االبتعاد قليال عن عملية

طالب الجنرال سميث . كان لقادة إدارة المخابرات المركزية خطهم المميز في تحضير المعلومات االستخباريةلتقيد بقاعدتين أثناء التعامل مع المعلوماتعندما كان رجال عسكريا انض األولى ـ تقدير أمانة مصدر . باطيا، با

تقدير أمانة مصدر المعلومات الواردة إلى "والثانية ـ . المعلومات االستخبارية وصدق المعلومات الصادرة عنهينفذ هذا من قبل : "ويتابع سميث" ناالحكومة، ومقارنتها مع تقديرات المخابرات الوطنية المكانياتنا، وإمكانيات اعدائ

)٦"(لجنة تضم رؤساء كافة دوائر االستخبارات الحكومية التي أترأسها

٤٥

يتحدث عن المعلومات األصلية الخام، ويسوق األمثلة العديدة كبرهان، بدءا من األزمنة " فن التجسس"في كتابه الضعف البشري لم تنل ثقة الشخصيات الرسمية مما القديمة عندما كانت المعلومات في قمة األمانة، ولكن وبسبب

، الذي حذر فيه ١٩٣٩يستشهد داالس بخطاب تشرشل امام مجلس العموم عام . أدى إلى أخطاء ومآسي وطنيةإذا هم سمحوا بتغيير وتزوير المعلومات التي جمعتها "قد تحصل " التورط في مغامرات خطيرة"األعضاء بعدم

)٧".( قبله، مما يؤدي إلى إضعافها في المعنى والنتيجةالمخابرات والموجهة منلرؤساء كافة هيئات " الحكمة الجماعية"بخالف " الخام"بعيدا عن آراء تشرتشل، نشر داالس المعلومات

م يكن مرتاح الضمير على اعتبار ان المعلومات . االستخبارات وكما بين مثال فرع طهران برئاسة " الخام"غير انه ل . لم تكن في نظره معلومات موضوعية، بل معلوما مزيفة لخدمة أهدافه في التأثير على الرئيسكيوفي،

في اتخاذ الرئيس لقراراته، كان على مدير المخابرات المركزية أن يأخذ بعين االعتبار، ان عوامل عدة تؤثرئيسية الستخدام الرئيس هناك قضية ر"روزيتسكي كتب . وإن معطيات االستخبارات تتنافس مع هذه العوامل

ال يستطيع أحد ان يتدخل فيها، فال يدخل في مهام الرئيس أخذ اعتبار لتي لمعلومات المخابرات الخارجية، والنهج السياسي لسابقيه والرأي العام في البالد، وبنفس الدرجة كذلك مواقفه تجاه القضايا التي اهتماماته الداخلية وا

وفي . رها يمكن للبيت األبيض اال يأخذ بتقديرات ومقترحات المخابراتي األسباب وغلهذه) ٨".(تواجهه في الخارجهذه الحاالت ال تلقي المخابرات السالح، بل تزور المعلومات أو بعضها وتخفي البعض اآلخر للتأثر على البيت

.األبيضكان . س إلى أسلوب بسيطلجأ داال" الخام"، فلتجنب المعلومات ١٩٥٣أما ما يتعلق بالوضع في إيران عام

ذ عمليات التخريب فيه لبلد الذي ينوي تنفي فعمل روزفيلت في إيران بصفة مدرس . يرسل الموظفين الموثوقين إلى اتاريخ ورئيسا لرابطة أصدقاء أمريكا في الشرق األوسط، التي اسستها إدارة المخابرات المركزية لتأمين الغطاء

وكان الساعد األيمن لروزفيلت بروفيسور ). ٩( والمغرب وتونس وليبيا واألردنلعمالئها في إيران ومصر وسوريةلم يكن أحد يظن ان البروفيسور الصديق يمكن . جامعة ويلز الدكتور بليك، الذي أرسل إلى إيران لتدريس التاريخ

.ان يكون موظفا عامال في المخابرات المركزيةوبرامج نضالها في سبيل المطالب الوطنية اليران، تمكن بليك من نتيجة لتعاطفه مع الدوائر الديموقراطية

وباالضافة إلى . الدخول إلى العديد من األماكن، التي ترددت فيها الخطابات الوطنية ونوقشت فيها األفكار الهامة من قادتهم ذلك، كان بروفسور جامعة ويلز على عالقة مباشرة بالدوائر الخاصة االيرانية، وتمكن من استقطاب عدد

أما روزفيلت نفسه فقد ). ١١"(األخوة بوسكوز"للتعاون مع إدارة المخابرات المركزية واطلق عليهم اسما رمزيا كان الشاه . وساعده في ذلك الشاه الفتى بهلوي. ركز اهتمامه على تجنيد العسكريين من أكثر العناصر ارستقراطية

موند "كتبت حول هذا صحيفة . زية ولروزفيلت شخصيا على مساعدتهماطيلة حياته مدينا إلداة المخابرات المرك بفضل االنقالب الذي نظمته ونفذته إدارة ١٩٥٣لم ينس أحد ان محمد رضا احتل العرش عام ": "الفرنسية"

وبعد ذلك ساعدته وبشكل مستمر، بينما استخدم هو األساليب الدموية للضغط على . المخابرات المركزية ).١٢("المعارضة

٤٦

دبير واشنطن لالنقالب العسكري في رغم ان االعتبارات االستراتيجية المعادية للسوفييت كانت سببا هاما لتإيران، اال ان هناك سبب آخر ال يقل أهمية وهو سعي الواليات المتحدة لفتح طرق جديدة الحتكاراتها إلى منابع

شركات االحتكارية مضمونا وكان على رأس قائمة أصدقاء كان تأييد السلطة لخطط ال. النفط في الخليج العربيوقد وضعت الشركات النفطية في واليات تكساس وأوكالهوم ستي ونيومكسيكو مبلغ . الشركات النفطية إيزنهاور

الس طيلة حياتهم على عالقة وثيقة بالدائرة اوكان األخوة د. نصف مليون دوالر لتنظيم وزيادة أرباح شركة الرئيسليفن أند كرومويل"نونية القا . وكان يمكن متابعة سرد تلك القائمة. التي كانت تدير المصالح النفطية لعائلة روكفلر" سا

لنفطية في الشرق ويذكر هنا ان إدارة المخابرات المركزية أخذت على عاتقها الدور األساسي في االستراتيجية ا . األوسط ومنطقة الخليج العربيالشركة العربية األمريكية العاملة في المملكة العربية ) أرامكو(ت النفطية في تأسيس ساهم عدد من الشركا

في لقاء ثقة بين داالس وأحد كبار مبعوثيه إلى الشرق األوسط إيفليند، اطلعه داالس أنه يتعاون مع . السعوديةلنسبة ألرامكو). ١٣(أرامكو صحفي االنكليزي سيمبسون ان ويذكر ال. وقد جاء هذا التعاون بالفائدة ليس فقط با

م تكن آخر ما حصلت عليه إدارة المخابرات المركزية من خالل المعلومات السرية عن خط ملك السعودية ل ).١٤(االحتكاك باالشخاص المقربين من الملك

روزفيلت اقترح مرة على حاكم إمارة أبو ظبي بيع المملكة السعودية واحة بريمي . يذكر إيفليند ان كالعربية وتراتيجية مقابل مبلغ تسعين مليون دوالر تجمع من خزينة إدارة المخابرات المركزية وأرامكو االس

وفي الخمسينات تلقى إيفليند مهمة من داالس بعدم السماح . ولكن حاكم أبو ظبي لم يقدم على ذلك). ١٥(السعودية ).١٦"(ة إلى منابع النفط والحدود الروسيةباالضطرابات في سورية، ألن سورية المستقرة تعني خطوط اتصال آمن

ها مهمة الصراع ضد مناهضي قيتضح من مذكرات إيفليند ان إدارة المخابرات المركزية أخذت على عاتلخليج العربي وشمال إفريقيا، فزودتهم بالمال والسالح، وغرست عمالءها األنظمة الرجعية في الشرق األوسط وا

ولكن اهتمام إدارة المخابرات المركزية تركز على امتالك . حطاتها االسلكية السريةفي الصحافة العربية، وأسست مم االنقالبات . العمالء في القوات المسلحة ودوائر المخابرات واألمن الداخلي وحاولت المخابرات األمريكية تنظي

.في الحكومة والجيش واألمنواالنقالبات المضادة بغية ازاحة الشخصيات التي ال تناسبها من المراكز القيادية م الكونغرس لخص فيها موقفه من الشرق األوسط، ورغم ١٩٥٧في كانون الثاني ، ألقى إيزنهاور كلمة اما

وقد خصص ". خطر الشيوعية العالمية"الحقائق الواقعية، أكد الرئيس بشكل مزيف ان الكثير من الدول العربية يرى ساعدة لبلدان الشرق األوسط لرد أي عدوان من قبل اية دولة توجهها الكونغرس مبلغ مائتي مليون دوالر كم

ويذكر إيفليند أنه من ذلك الحين وخطط إدارة المخابرات المركزية . الشيوعية العالمية، قاصدا بذلك مصر وسورية ويتابع ،وكافة العمليات السرية للمخابرات األمريكية في الشرق األوسط كانت مسخرة لتجسيد موقف إيزنهاور

وقد أقسم انه سيستخدم كافة . داالس وبكل وقاحة حمل روسيا المسؤولية عن كافة قضايا الشرق األوسط"إيفليند أن وتفاخر . وكان مركز العمليات في الشرق األوسط هوبيروت). ١٧"(الوسائل المتاحة له لوقف امتداد التأثير الشيوعي

٤٧

اللبنانية بامتالكه شبكة واسعة من المخبرين دخل فيها باالضافة إلى فرع إدارة المخابرات المركزية في العاصمة ).١٨(س ومخابرات عدد من االنظمة الرجعية العربية. أي.األمريكيين بعض الخونة من المخابرات االنكليزية س

سمح : "كتب دايوين. لم تعمل إدارة المخابرات المركزية وحدها وبعرق جبينها من أجل الشركات النفطيةازل عن بعض صالحيات البيت نوت. رق األوسط تثبت مصالح الشركات النفطيةشالرئيس بانتهاج سياسة في ال

األبيض ووزارة الخارجية لصالح مدراء خمس شركات أمريكية تعمل من أجل مصالح مساهميها ال من أجل في إيران باستخدامه إدارة وأكثر من ذلك فإن ايزنهاور غرس بذور المشاكل الالحقة . مصالح الشعب األمريكي

لشاه وفي هذه الحالة فإن النصر المؤقت سينقلب إلى خسارة . المخابرات المركزية لقلب الحكومة الشرعية وتنصيب ا ).١٩".(ابدية للواليات المتحدة األمريكيةلتخطيط النقالب عسكري في غواتيم. الذي حققته في إيران" النجاح"جن جنون واشنطن بسبب اال، فبدأت با

م ذ عا لبالد من . حكومة شرعية برئاسة الرئيس المنتخب أربينس١٩٥١حيث تحكم من كان هدف الحكومة انقاذ اوقام . التخلف االقطاعي، وتقوية االقتصاد الوطني وضمان أبسط حقوق الكادحين ونهج سياسة خارجية مستقلة

" يونايتد فروت كومباني"ركة األمريكية االصالح الزراعي بانتزاع قسم من األراضي غير المستحصلة من الشإال ان الحكومة عوضت المساحات المصادرة . ومع ان هذه الشركة حصلت على األراضي دون مقابل ).يوفكو(

.لقد استشاطت الشركات األمريكية غضبا من أربينس. ألف دوالر مقابل مزارع الموز٦٠٠بوضع أكثر من سالفين إند "وكانت تدير شؤونها القانونية دائرة .كات النفطية في واشنطنبأقل من الشر) يوفكو(لم يكن تأثير

وعقد جون فوستر داالس بالذات في الثالثينات اتفاقات بصفته مديرا لهذه الدائرة مع الدكتاتور . القانونية" كروومويلبعد عزله من وزارة . ل بنتيجتها على مساحات شاسعة من األراضي دون قاب"يوفكو"حصلت (الغواتيمالي أبوبيكو،

."يوفكو"الخارجية، أصبح سميث أحد مدراء حول تاريخ مدلس مدينة نيويورك للعالقات الدولية، أبرز المؤلفان " دماغ الشركات االمبريالية"في كتابهما

ية غواتيماال كمثال تقليدي على دور المجلس المذكور في توظيف طاقات إدارة لاالمريكيان شوب وميتر عماعدت . مركزية وهيئات واشنطن األخرى للدفاع عن مصالح كبار رجال األعمال في أمريكا الالتينيةلخابرات االم

في المجلس مذكرات سرية للحكومة، وقامت رابطة التخطيط الوطنية لشؤون غواتيماال، التي أسست في ظل حرية الواليات المتحدة األمريكي التغلغل الشيوعي في غواتيماال خطر على" المجلس بحملة إعالمية تحت شعار

الموافقة ": "دماغ الشركات االمبريالية"وجاء في ). ٢٠"(وعلى أمن كافة بلدان النصف الغربي من الكرة االرضيةوقد نفذها ـ يذكر شوب ومينتر ـ قادة إدارة المخابرات المركزية، المرتبطين ". التامة على ضرورة تنفيذ العملية

مجلس نيويورك للشؤون الدولية ومن أبرز هؤالء كان الرئيس إيزنهاور نفسه، ومدير إدارة ارتباطا وثيقا بالمخابرات المركزية أالن داالس، الذي ظل عضوا لمجلس مدراء هذه المنظمة وفيزنير عضو المجلس وفي نفس

).٢١"(الوقت نائب مدير إدارة المخابرات المركزيةوقد تم توزيعهم في . تزقتها ودربتهم وسلحتهم ضد حكومة اربينسجمعت إدارة المخابرات المركزية مر

حربا "نكاراغوا وهندوراس، حيث كانت تعمل المحطة الالسلكية السرية إلدارة المخابرات المركزية، التي بدأت

٤٨

داالس ومعه إدارة . ف. وكما هو معروف، وصف ج: "كتب شليزينجر األصغر .ضد شعب غواتيماال" نفسيةم الديموقراطي غواتيماال بأنه طليعة العدوان السوفيييتي في نصف الكرة الغربي، وفي المخابرا ت المركزية النظا

لقد قلبت إدارة إيزنهاور بابتهاج حكومة . نظم في هذا البلد انقالبا جاء بحكومة تابعة للواليات المتحدة١٩٥٤عام ).٢٢"(يماالأربينس، اال أنها لم تجتث جذور الغضب الجماهيري في غوات الذي قاد المرتزقة قبل وأثناء عملية غواتيماال هو ةكان أحد كبار موظفي إدارة المخابرات المركزي

لبيت االبي عقب ازاحة اربينس وتنصيب ضفيليبس،الذي يصف في مذكراته الشخصية الفرحة العامرة التي حلت بام يفكر "انه كان أرماس، الذي كان رئيسا سيئا ـ على حد قول فيليبس ـ اال عبدا مطيعا ليونايتد فروت كومباني ول

).٢٣"(في مصلحة شعبه أبداوجدير بالذكر ان كافة المشاركين في العملية من إدارة المخابرات المركزية حصلوا على عالوات واوسمة،

ة رؤساء األركان واستقبل قادتهم في البيت االبيض، وحضر اللقاء نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، وأعضاء لجنوقدم أحد مسؤولي قسم أمريكا الالتينية في فرع التخطيط . الرئيسوواألخوة داالس ووزير العدل ومستشار ومساعد

د، قدم تقريرا مفصال حول العملية مصحوبا لدى إدارة المخابرات المركزية والذي سمي فيليبس اصطالحا بريطرح ايزنهاور سؤاال عمن احتل مبنى االكاديمية في . سئلة واألجوبةأت األدبعرض الشرائح المصورة، وبعد ذلك ب

ويذكر فيليس ). ٢٤(مدينة غواتيماال، وعندما أرضى فضوله صرح بغرور وصلف انه شخصيا أسس هذه االكاديمية شبه كان واضحا ان عملية إدارة المخابرات المركزية: "مختتما حديثه عن اللقاء الذي تم في البيت األبيض

العسكرية في غواتيماال، كانت تدخال صارخا، اال اننا كنا جميعا مقتنعين بضرورة هذه العملية بالنسبة للسياسة اعتبر إيزنهاور غواتيماال نصرا إلدارة المخابرات المركزية وأنا متأكد انه لم يتردد ابدا في . الخارجية األمريكية

م العملية لبسيطة بالنسبة إليزنهاوروباختصار كان همنا جم… تنظي ).٢٥"(يعا هو حل هذه القضية القد أغرقت االنظمة العسكرية المتعاقبة . أدت قضية إيزنهاور البسيطة إلى مأساة طويلة لشعب غواتيماال

. في نهر من الدماء" جمهورية الموز"في الهند الصينية، التي كانت ة للتدخل ي بدأ األخوة داالس بتنظيم العمليات السر١٩٥٤في نفس العام أي عام

د طالبت الواليات المتحدة حتى قبل الحرب العالمية الثانية بالسيطرة على . تناضل ضد االستعمار الفرنسي وقالمواقع االقتصادية واالستراتيجية في منطقة جنوب شرقي آسيا الغنية بأنواع مختلفة من الثروات واليد العالمة

ليابان، التي سعت بدورها المتالك الدول االستعمارية وهنا يكمن السبب ا. الرخيصة لرئيسي في صدامها مع ا الهند الصينية، قررت واشنطن يبعد اخفاق اليابان وازدياد فشل االستعمار الفرنسي ف. الضعيفة ـ فرنسا وهولندا

مة انظمة تابعة للواليات ملء الفراغ فتطلب ذلك أوال تحطيم قوى التحرر الوطنية في فييتنام والوس وكمبوديا واقاآنذاك حصل مدير إدارة المخابرات المركزية أالن داالس على صالحيات وإمكانيات غير . المتحدة األمريكية

ليه مهمة . محدودة لتحقيق الخطة المتخذة لجنوبية نفودين ديم، الذي اسندت إ فوضع على رأس السلطة في فييتنام اكتب كولبي . ما ورد فيها من إجراء لالنتخابات الحرة لتوحيد فييتنام وخاصة ١٩٥٤خرق اتفاقيات جنيف لعام

جنى نفودين ديم بال شك ثمرات المساعدات األمريكية العسكرية : "المدير السابق إلدارة المخابرات المركزية

٤٩

تشار واالقتصادية وكذلك الدعم السياسي من قبل إيزنهاور، الذي رأى فيه إدارة لتأسيس خط متين لمقاومة ان ٧وقدم ممثل اإلدارة ليند سديل. ةيوقد قام بتأمين هذه المساعدات إدارة المخابرات المركز… الشيوعية في آسيا

نصائح سياسة معنية اقام على إثرها فرع إدارة المخابرات المركزية في سايغون بتأمين خط اتصال مباشرة لديم مع لنصائح السياسية فقام فرع إدارة المخابرات المركزية في سايغون غير ان األمور لم تنته عند ا). ٢٦"(األخوة داالس

بقيادة عمليات إبادة مناهضي نظام ديم في الجبال واألرياف وساعدته في تأسيس تنظيمات واسعة، قامت بشن لتقييم موقف البيت األبيض بدقة من ايقاع عمليات التجمع . الهادفة إلى تحطيم المعارضة" الحرب النفسية"م يرغبوا في تلك : ستخباري يجب اعتبار عامليناال األول ـ ان الرئيس إيزنهاور وعدد من القادة العسكريين، ل

د الصينية والتي شارك فيها فيلق أمريكي كبير العدد، بل فضلوا لتي انتهت لتوها في الهن الفترة بتكرار الحرب ا السرية والدعم االقتصادي والعسكري للقوى إنشاء رأس جسر استراتيجي أمريكي بواسطة العمليات التخريبية

لبيت األبيض . الرجعية والثاني ـ ان نجاحات إدارة المخابرات المركزية في إيران وغواتيماال، والتي زادت ثقة اذ القرارات إلى درجة أقل من مجلس األمن القومي م يكن هذا تنازال من قبل . باالن داالس، نقلت مركز ثقل اتخا ول

لتي يقودها أالن داالسالرئيس وإ .نما على األغلب كان تعبيرا واضحا عن ثقته الكبيرة بالمخابرات ام يقضيان بتشكيل لجنة ٥٤١٢/٢، ٥٤١٢/١أصدر مجلس األمن القومي أمرين اداريين ـ ١٩٥٥في عا

المجموعة في أروقة البيت األبيضتوسمي) ٨)(٥٤١٢اللجنة (خاصة تابعة للمجلس، تحمل اسما رسميا سريا ودخل في هذه اللجنة ممثلو الرئيس، ووزير الخارجية ووزير الدفاع وكذلك مدير . الخاصة حفاظا على سريتها

ذ ٥٤١٢كان من مهام اللجنة : "كتب باورس .إدارة المخابرات المركزية أو ممثل عنه إعطاء السماح النهائي بتنفيلتي اعتبرتها إدارة المخابرات المركزية كبيرة وهامة لكي تحصل على موافقة كافة العمليات التخريبية السرية، وا

لجنة ترسلها للمصادقة من الرئيس)" ٢٧(البيت األبيض عليها كان في الورقة التي . وكانت القرارات التي تتخذها اله وكان مصير الخطة يتعلق بالمربع الذي يطبع في" ال أصادق"و"أصادق"تحوي القرار مربعان تعلوهما عبارة

. إيزنهاور توقيعهذ القرار يعتبر أفقا هاما لنظام في اتخا يرى الصحفيون المقربون من إدارة المخابرات المركزية ان ادراج هذا ا

وكان هناك رأي آخر تبناه معظم أعضاء لجنة مجلس . لمشاركة الرئيس في وضع خطط العمليات التخريبية السريةلتنظيم لستينات الشيوخ المختصة بدراسة نشاط ا ).لجنة تشوتش(ات االستخبارية التي نشطت في منتصف ا

" شرف" عمل الجنرال ليند سديل في المخابرات العسكرية، نقل عدة مرات للعمل في إدارة المخابرات المركزية، كان له٧

يليبين،جاء بنفودين ديم إلى السلطة في سايغون، وضع است راتيجية العمليات المعادية للثورة، والتي المشاركة في اخماد الثورة في الفباركها الرئيس كينيدي، وقام لفترة من الزمن بقيادة عمليات إدارة المخابرات المركزية ضد كوبا، وقام بجولتين طويلتين إلى فييتنام

.المؤلف. الجنوبية .١٢/٥٤ أو المجموعة ١٢/٥٤في بعض المؤلفات األمريكية ترد اللجنة 8

٥٠

لقد اعتبروا ان النظام القائم اعفى عمليا مدير المخابرات المركزية من الموافقة على اية عملية، لذلك يكفي فقط ".العمليات الكبيرة والهامة"استثناؤها من طبقة

لجدي لنظام ا م . دوتطورت االحداث في الوس بما يتوافق وا فجرت إدارة المخابرات المركزية ١٩٥٩في عاوجندت لذلك جيشا من المرتزقة تعداده ثالثين الصراع المسلح في الوس، والتي جهزت له طويال وبشكل سري،

يؤكد بروفيسور جامعة كاليفورنيا والباحث المعروف في سياسة الواليات . الف رجل معظمهم من جبليي قبيلة ميود الصينية ديل سكوتالمتحدة في ا م يكن على علم بذلك، ولم يعرف ان : "لهن من الواضح ان الرئيس إيزنهاور ل

لنزاع في الوس ).٢٨"(اسمه سيستخدم غطاء لسكوت مختلف المراجع بما في ذلك أرشيف البنتاغون الرسمي المتعدد االجزاء حول السياسة الخارجية درس

م . العالمية الثانيةاألمريكية في الهند الصينية بعد الحرب في الصحف االمريكية، بعد ١٩٧١نشرت هذه الوثائق عالبنتاغون إيلسبيرغ خالفا لقرار يمنع بذلك واصبح سكوت محررا لمؤلف من . ان قدمها لهم الموظف السابق في ا

ق بدور وسنتطرق ألحد استنتاجات سكوت، المتعل. خمس مجلدات، حلل فيه كافة التفاصيل، وسيرد ذلك الحقا .المخابرات المركزية في خلق وضع متأزم في منطقة الهند الصينية

دا إلى دراسة مستفيضة لتكتيك إدارة المخابرات المركزية والمخابرات العسكرية في الخمسينات والستينات ااستنفائدة من نتائج في منطقة جنوب شرق آسيا والشرق األقصى، ودراسة طابع المهام التي نفذتها هناك المخابرات وال

هذا النشاط الذي قادته واشنطن، يلقي بروفيسور جامعة كاليفورنيا المسؤولية في إشعال الحرب الثانية في الهند الحرب األولى يعتبرها حرب المستعمر الفرنسي في نهاية األربعينات وبداية (الصينية على التجمع االستخباري

".لفرسان الدرع والخنجر" بشكل اساسي على القوى المحمومة ويعتبر ان هناك عاملين أثرا) الخمسيناتوفي . فمن جهة ظهرت بشكل جلي مطامع األمريكيين في آسيا في البحث عن رأس جسر لتصعيد عملياتهم

الهند الصينية بدأ يلوح في األفق اكتشاف منابع للنفط والثروات االخرى، فبدأت شركات صناعة الطائرات لبنتاغون بأقل منها، حيث وااللكترونيات باال ستعداد لتقديم المعدات الفنية والتكنولوجية للتجمع االستخباري،ولم يكن ا

لتجمع االستخباري بلغ حدا من . بدأ يرى في الهند الصينية مسرحا لعملياته ومن جهة أخرى يعتقد سكوت، ان اوبيروقراطية واهتمامه بتطبيق السياسة، لنصف الثاني من الخمسينات، بحيث ظهرت دالئل استقاللية االتطور في

ا يتعلق بالهند الصينية، فقد مفي: "كتب سكوت. التي توافق أهداف تطوره المستقبلي وتثبيت مواقعه في واشنطنلتي أدت إلى . خضع جهاز الحكومة للرغبة في احتكار كسب بيروقراطي أو مالي أو كليهما معا هذه الساسة ا

ى كانت مفجعة من وجهة نظر المجتمع، ولكنها حققت اهداف بعض الشخصيات الذين التدرج من مرتبة إلى أخر. …وتلخص التأثير المنسجم للمجتمع االستخباري ال في منع تلك الثروات وانما لتحقيق هذه السياسة. دافعوا عنها

السياسية في بلدان أخرى هذا هو نظام السلطة السرية، التي تسمح باحتكار المعطيات االستخبارية، لتنفذ مسرحيتها ).٢٩"(دونما عقوبة أو مراقبة من قبل المجتمع

إذا كانت . طبعا، يتطلب تنويه سكوت إلى ان جهاز الحكومة كان حكرا على المخابرات يتطلب بعض االيضاحفي توسيع ولم تكن الهيئات البيروقراطية األخرى أقل طموحا . موجودة فقط وقعت في تربة صالحة" االحتكار"بذور

٥١

اما نظرية سكوت حول استعداد إدارة المخابرات .سيطرة االمبريالية األمريكية وكبح حركات التحرر الوطنيةالمركزية والدوائر الخاصة القريبة منها، للعب بالمعطيات التجسسية لدفع الحكومة إلشعال الحرب الثانية في الهند

ان استنتاجات ". الحرب القذرة" نضال المجتمع األمريكي ضد الصينية فقد ولدت في بداية السبعينات، في فترةسكوت هذه حول النهج الذي يبدوا مضادا للحكومة، الذي يسلكه المجمع االستخباري، يلقي مسؤولية تصعيد

ويتهم البروفيسور سكوت التجمع االستخباري بالتآمر التجسسي، أي . الحروب على اإلدارة األمريكية بالكاملم والوس وكمبوديا، ويتهمها بتأجيج التضليل المدروس لقادة الحكومة حول األحداث التي تجري في فييتنا

بتقديم تقديرات خاطئة حول النتائج التي قد ، وفي وقت الحق،"من صنع يد الشيوعيين"الصراعات التي بدت وكأنها . ة فييتنام الديموقراطيةيؤدي إليها التدخل األمريكي المسلح، وخاصة الطيران األمريكي ضد جمهوري

فمن المستبعد وجود متآمرين . تحمل طابعا اصطالحيا ولكن غير مختلف" التآمر التجسسي"يتراءى ان عبارة فقد صعدت المخابرات المركزية نشاطها بما يتوافق وخطة إيزنهاور في اخضاع بلدان . بالمعنى الحرفي للكلمة

اال ان هذه المؤامرة لم تكن ضد شعوب الهند الصينية . تدخل عسكري مباشرالهند الصينية للسيطرة األمريكية دون وهذا ما فهمه بعض فحسب، بل وضد الشعب األمريكي نفسه، كانت مؤامرة يمكن ان تجر إلى صراع مسلح،

ن هناك بعض ممثلي الطبقة الحاكمة، الذين اوعلى النقيض ك. الساسة في واشنطن، وبدا لهم ان ذلك غير معقولوسنتوقف عند وجهتي النظر هاتين من المخابرات خالل . قنعوا المخابرات بضرورة القيام بعمليات أكثر عدوانيةا

.فترة حكم إيزنهاوركان نشاط إدارة المخابرات المركزية والتنظيمات األخرى في السلطة التنفيذية موضوع بحث لجنتين رئاسيتين

ضمت اللجنة االولى، والتي كان قد شكلها ترومان في أيلول . جوفير. قادهما رئيس الواليات المتحدة االسبق جبذل جهود كبيرة لتطوير البنية "وقد اقترحت . ، مجموعة لشؤون االستخبارات برئاسة الثري إبير شتاد١٩٤٧

ضمت لجنة جوفير ١٩٥٥في عام ). ٣٩"(ونوعية النتاج االستخباري. …الداخلية الدارة المخابرات المركزيةوقد جاء في تقرير لجنة جوفير واستنادا إلى . كرعة عملياتية لدراسة نشاط المخابرات برئاسة الجنرال كالمجمو

ان . يطلب من تجمعنا االستخباري عمل المزيد لتأتي نتائج عمله في المستوى المطلوب: "االبحاث التي أجرتهاال تنسينا جوانب النشاط األخرى أو تؤدي إلى االرق والمعاناة المرافقة لبعض آفاق التطور االستخباري، يجب ا

ان الغالبية العظمى من أعضاء المجموعة العملية لدراسة نشاط المخابرات مقتنعة . إهمال الوظائف األساسيةبضرورة اعادة التنظيم الداخلي إلدارة المخابرات المركزية، لضمان زيادة االهتمام لتحقيق كافة المهام دون أي

، ألن العمليات التخريبية السرية اخذت يةانتقدت اللجنة بشكل غير مباشر إدارة المخابرات المركزو). ٣١"(تشويشغير ان داالس وجماعته . الحيز الكبير من اهتمامها على حساب مهامها االساسية أي معالجة المعلومات االستخبارية

االخرى، على اعتبار ان القسم السري جدا من لم يصغوا لهذا النقد، وواصلوا التخطيط للعمليات السرية ضد الدول .تقرير اللجنة بارك االستراتيجية التخريبية ودعا اإلدارة إلى تطويرها وتوسيعها

بالعمليات "هذا ودعت اللجنة البيت األبيض إلى طرح األمر بحيث يمكن إلدارة المخابرات المركزية القيام مما كان عليه من "بشكل أكثر فاعلية، وإذا دعت الضرورة، أكثر قساوة " العدوانية النفسية والسياسية وشبه العسكرية

٥٢

لتدريب على العمليات السرية والتخريب وتدمير العدو بأكثر الوسائل : "وجاء في التقرير السري." قبل يجب علينا ا في خلق جو من لعبت دورا هاما"ويشير روزيتسكي إلى ان هذه النقاط من تقرير اللجنة ). ٣٢"(فاعلية وعلمية

ويذكر ان مجلس األمن القومي اتخذ في العام التالي قرارا يلزم . التأييد الستراتيجية التخريب على الصعيد الدوليومع كل هذا وذاك فإن الكثيرين من أعضاء " الشيوعية العالمية"إدارة المخابرات المركزية بتطوير صراعها ضد

لبوا .بضرورة تصعيد الرقابة على إدارة المخابرات المركزيةالكونغرس واعضاء لجنة جوفير طاوقد رفض البيض األبيض اقتراح اللجنة بتشكيل لجنة موحدة من الكونغرس لشؤون المخابرات يدخل فيها

وكان من المفروض ان يكون هدف اللجنة هو . باالضافة إلى رجال القانون بعض الشخصيات التي يعينها الرئيسالمجلس الرئاسي " شكل ١٩٥٦ففي عام . اال ان إيزنهاور قام بحل وسط. المخابرات المركزيةالرقابة على إدارة . ضم كبار رجال األعمال واألكاديميين والعسكريين" للنشاط االستخباري

كان المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري وسيلة إللقاء جزء من المسؤولية عن التصاعد المستمر لعمليات ومن جهة ثانية كان المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري حلقة وصل بين كبار . مريكية في الخارجالمخابرات األ

رجال األعمال والمخابرات وسهلت ألصحاب المصانع نقل مطالبهم إلى إدارة المخابرات المركزية المستعجلة منها . اريوالبعيدة المدى وكذلك الحصول على المعلومات المطلوبة من التجمع االستخب

إن وثائق وأرشيف وعمليات وأموال إدارة المخابرات المركزية كلها تحت تصرف المجلس : "كتب أالن داالس ).٣٣"(لقد لعبت مقترحاته دورا هاما في عملي. الرئاسي الذي يجتمع عدة مرات في العام الواحد

كاليان، وكان لداالس . ت جأصبح رئيس المجلس الرئاسي هذا، مدير المعهد التقني العالي في ماساشوسيورغم انه كان للعالقات بين المجلس الرئاسي وادارة المخابرات طابع النفع المتبادل، اال . عالقات خاصة جدا معه

واكثر من ذلك فقد . في عمل داالس" دورا هاما"لم تعلب مقترحات المجلس . انها لم تكن كذلك كما وصفها داالس .رات، اال ان ذلك أصبح معروفا في فترة متأخرةضرب بها عرض الحائط عدة م

كينيدي، وجد المؤرخ شليزينجر األصغر في ارشيفه . أثناء إعداده لسيرة حياة عضو مجلس الشيوخ الراحل رالخاص سلسلة من الوثائق، اعدها أعضاء المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري موجهة للرئيس ايزنهاور يعربون

لتي ظهرت في نشاط إدارة المخابرات المركزية في الخمسيناتفيها عن قلقهم من ب كانت هذه . عض االتجاهات التعابير فيها مكشوفة وعقب تشكيل المجلس الرئاسي للنشاط ١٩٥٦في عام . الوثائق سرية جدا ولذلك كانت ا

رة المصالح االستخباري، كلف اثنان من اعضائه وهما لوفيت وزير الدفاع األسبق وبروس الموظف في إدالتخريبي السري إلدارة المخابرات ااالستراتيجية والسفير األسبق للواليات المتحدة في انكلترا، كلف بدر لنشاط ا سة ا

حول خطة العمل المتبعة لتنفيذ هذه المهمة، تحدث لوفيت في مقابالت سرية عقدت للبحث في . المركزية في الخارجلقد عالج . بروس كان قلقا جدا"، ذكر لوفيت ان ١٩٦١ في كوبا عام أسباب إخفاق إدارة المخابرات المركزية

بأي حق نقوم بغزو دول اخرى، وبشراء الصحف ودفع األموال لألحزاب : األمور من وجهة النظر التاليةد مرشح ما لهذا المنصب أو ذاك؟ اعتبر بروس ذلك تدخال سافرا في شؤون الدول الصديقة وقد … المعارضة وتأيي

).٣٤"(ب لي االرباك شخصيا، لذلك بدال من ان ننجز التقرير في ثالثين يوما، انجزناه خالل شهرينسب

٥٣

يقوم بذلك شباب . هناك تدخل صارخ في الشؤون الداخلية للدول األخرى: "وجاء في مذكرة لوفيت وبروسويقوم رجال إدارة المخابرات . …مختصون ومثقفون، الذين يجب عليهم ان يقدموا دائما شيئا ما إلثبات وجودهم

لنجاح سالمركزية المزودون باألموال واإلمتيازات بتنصيب الملوك وتدبير الد ائس، التي تحقق رغباتهم، ويسعون ل ).٣٥"(كل هذا اسهل بكثير من جمع المعلومات السرية بالطرق المعتادة. ويخفون الفشل

حتى في الوثائق الداخلية . انهما اوضحا نقطة هامةغير . لم يجد لوفيت وبروس أي نظام موثوق للمراقبةكانت صياغة األغراض تحمل طابعا . إلدارة المخابرات المركزية، وخاصة في خطط العمليات السرية التخريبية

د السوفييتي"كان هذا إما . خاصا هداف كانت هذه األ". تثبيت دول أخرى على النهج الغربي"أو " إحباط خطط االتحاسة العالقات المتبادلة بين إدارة ابدر. ، كما يسميها بروس ولوفيت، مبررا لكل العمليات السرية التخريبيةالتوائم

م ٥٤١٢المخابرات وقسم التنسيق العملياتي الذي سبق تشكيل اللجنة ، وصل عضوان من المجلس ١٩٤٩ في عالتجسسي إلى نتيجة مفادها ان قسم التنسيق العمليات صادق القسم . ي لم يقم بمراقبة نشاط المخابراتالرئاسي للنشاط ا

المذكور شكليا على الخطط المقدمة اليه، وفي النتيجة أصبح هذا القسم ال يدري ماذا يفعلون في إدارة المخابرات يؤثر تأثير كبيرا على "المركزية منتشرون في كافة انحاء المعمورة، وان النشاط السري إلدارة المخابرات المركزية

.وهذا لحسن الحظ ما يجهله السفراء األمريكيون" سياستنا الخارجيةويذكر لوفيت وبروس انه عندما اتخذ الرئيس ترومان ومجلس األمن القومي قرارا ببدء العمليات السرية عام

).٣٦(لقد تجاهلت االخرى، مثيرة الشك في كافة افعال واشنطن. ، لم يفكروا بنتيجة عملهم هذا١٩٤٨ففي كانون . المالحظة ان هذه التقديرات القاسية لم تمر امام المجلس للنشاط االستخباري دون مقابلوتجدر لفت ١٩٧٦في شباط . ي الرسمية واالستثنائية في تنفيذ العمليات التخريبيةس أرسل المجلس الرئا١٩٥٦األول عام

من %) ٨٠(ت أكثر من ثمانين بالمائة ر الرئيس إيزنهاور إلى ان العمليات السرية امتصظالمجلس الرئاسي نويضيف المجلس . ٥٤١٢ة، وان العدد القليل منها فقط كان يحمل مصادقة اللجنة يميزانية إدارة المخابرات المركز

ولحسن الحظ فإن " يعمل على هواه في أهم مناطق الكرة االرضية"ان فرع التخطيط في إدارة المخابرات المركزية م تعرف شيئا عما تفعله إدارة المخابرات المركزيةوزارة الخارجية عرفت في بعض المواقف أدى هذا . " القليل أو ل

لتخطيط تناقض تماما النشاط الديبلوماسي الذي تقوم لتي ينفذها فرع ا إلى وضع مستحيل، على اعتبار ان العمليات ا ).٣٧"(به وزارة الخارجية

م يعد باستطاعة : "الرئاسي المتعلقة بعصر إيزنهاور ـ داالسكتب شليزينجر تعليقا على استنتاجات المجلس للباردة"الديبلوماسيين مراقبة السياسيين مراقبة السياسة الخارجية، فعلى ضوء غون وادارة اأصبح البنت" الحرب ا

د جهزت بأشخاص… المخابرات المركزية أقوى من وزارة الخارجية وافلتت المخابرات المركزية من العنان، لقعلى مستوى عال من الخداع واالحتيال ويمتلكون األسلحة المختلفة، واصبحت تلك الهيئة التي تملك الكثير من

م ). ٣٨"(االمكانيات والقليل جدا من المسؤولية تابع المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري، ١٩٦٠، ١٩٥٩في عام . وحسب الوثائق التي وصلت إلى ر كوك حول اتساع وطابع العمليات التخريبية ، تقديم الش١٩٦١كينيدي عا

اال ان أعضاء المجلس . بعقد جلسات دورية١٩٥٩ بدأت منذ عام ٥٤١٢وقد أدى هذا إلى ان اللجنة . السرية

٥٤

: وفي تقريره األخير إليزنهاور صرح المجلس الرئاسي١٩٦١ففي كانون الثاني . بروا ذلك غير كافتالرئاسي اعلتي تنفذها إدارة المخابرات المركزية تتطلب المغامرة لم نكن لنصدق ان برامج " العمليات التخريبية السرية، ا

لبشرية واألموال وغيرها وباإلضافة إلى صرف إدارة المخابرات المركزية عن مهمتها االساسية . واستهالك الطاقة اعلى ضوء العمليات وبناء على ذلك فنحن نقترح تقدير سياستنا . ـ جمع وتحليل المعطيات االستخبارية

لية والمسؤولية لم يكن يصدقه البيت ). ٣٩"(التخريبية وهكذا فإن ممثلي رجال األعمال ارتقوا إلى مستوى من المثا .األبيض وادارة المخابرات المركزية

لم تؤثر مقترحات وآراء المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري على البيت األبيض في عهد إيزنهاور فقد أهملها من الواضح ان البيت األبيض وقيادة المخابرات المركزية سمحوا ألنفسهم التصرف هكذا معتمدين . ن داالس كلياأال

كان هم هذه األخيرة النشاط االستفزازي غير المحدود . على مساندة الدوائر االحتكارية وخاصة النفطية منهالبية أعضاء المجلس الرئاسي . الالتينيةللمخابرات في منطقة الشرق األوسط وجنوب شرقي آسيا وأميركا وعكس غا

لنشاط الكبير للواليات رغبات االحتكارات، الموجهة بشكل أساسي للسوق المحلية االمريكية، والتي تعتبر ان اين ألصحاب المصانع عضو المجلس يكان أحد الممثلين النموذج. المتحدة في الخارج يمكن ان يحمل إليهم الضرر

مليون ٥٠٠ ـ ٣٠٠ كينيدي والد الرئيس الالحق، الذي انفق على العمليات المالية والتجارية الرئاسي جوزيفكينيدي عن إدارة . ، قال ج١٩٦١بعد فشل إدارة المخابرات المركزية في خليج الخنازير في كوبا عام . دوالر

إنه لمن حسن الطالع ان . اسبوعيابرأيي ال تستحق مائة دوالرانا أعرف هذه اإلدارة، انها : "المخابرات المركزية ). ٤٠"(ينفذوا عمليتهم للنهايةقبضوا عليهم قبل ان

وهكذا فقد بدأ يتنامى في األوساط الحاكمة القلق نتيجة مصادقة الرئيس والتجمعات االحتكارية على العمليات . ق السياسية الخارجية األمريكيةالتخريبية المنافية للقانون، وإعطائهم االستخبارات الدور الحاسم في تحديد آفا

تقدم فرع اإلدارة في ١٩٥٧في عام . واوضح مثال على ذلك انطالقة إدارة المخابرات المركزية في اندونيسياكان أحد األسباب الرئيسية، إعالن الرئيس . للقيام بانقالب عسكري ضد الرئيس سوكارنو"اندونيسيا بمبادرة

.طاستخراج النفسوكارنو عن خططه لتأميم صناعة ، التي تقوم "كالتيكس" كادت هذه الخطوة ان تمس مباشرة االحتكارات النفطية األمريكية وخاصة شركة

د وزارة الخارجية : "يقول أحد موظفي إدارة المخابرات المركزية. من نفط سومطرة% ٧٠باستخراج بدأنا بتزوية كافية من البالغات المنذرة بالخطر، تقدمنا باقتراح بأنه وعندما قرأوا مجموع. ووزارة الدفاع باالخبار التجسسية

م المساعدة للضباط االندونسيين فاختلقت إدارة المخابرات . ولم يتوقف األمر عن هذا الحد). ٤١"(يجب علينا تقديم االندونيسي نيسيا وكان إليسون سفير الواليات المتحدة في اندو. المركزية معلومات مزورة بقصد التشهير بالزعي

د . ضد االنقالب، فعمل داالس جاهدا لعزله من منصبه الذي لم يكمل فيه السنة الواحدة ووعد داالس السفير الجديلحقيقة غير ذلك، فلم يطلعه، ان . جونسون بأن يطلعه على كافة عمليات إدارة المخابرات المركزية. ج غير ان ا

في أيار ). ٤٢( كانت تقف إدارة المخابرات المركزية١٩٥٨ نظموا حركة التمرد في شباط نخلف الضباط الذي أحبطت حركة التمرد، اال ان هذه الحادثة أظهرت إصرار إدارة المخابرات المركزية على تحقيق اهدافها، ١٩٥٨

٥٥

لسفارة ن وزير ووطبعا لعب دورا هاما ك. وقدرتها على االلتفاف حول تشكيالت الهيئات الدبلوماسية عبر جناحى ااال ان نجاحات المخابرات المركزية في صراعها مع مختلف . جية شقيق مدير إدارة المخابرات المركزيةالخار

الهيئات في تلك السنوات لم تكن فقط نتيجة لعالقات القرابة لمديرها، فقد ظهر الدور البارز للجهود المشتركة لجهاز . معلومات من نوع خاصاإلدارة بالكامل، الذي قام بتزويد كافة الهيئات الحكومية ب

في ردهات " الفدائية"إذا كان إثبات وجود إدارة المخابرات المركزية في عهد ترومان قد حمل طابع العمليات سلطة واشنطن، فإن عصر داالس تميز بالضربات المكشوفة في المواجهة واالجنحة، ال بقصد إثبات الذات بل

حدثت قصة ١٩٥٤حادثة السفير إليسون ليست وحدية، ففي عام وان . لتثبيت رؤوس الجسور المحتلة وتوسيعهاأعظم منها، عندما قرر داالس دعم صنيعته جيلين، الذي كان يحاول ان يصبح القائد األوحد للمخابرات األلمانية

وقد . ووقف مدير المخابرات العسكرية اللواء ترودو ضد ذلك، مشيرا بذلك إلى انجيلين كان ضابطا نازيا. الغربيةلجأ ترودو إلى ادنباور مستشار ألمانيا الغربية شخصيا أثناء زيارته لواشنطن، وكان المستشار مع رأي الضابط

جرت المحادثات السرية في سفارة ألمانيا الغربية في واشنطن، ولكن فورا علم داالس بما يجري فأتى . األمريكيويلسون ولجنة رؤساء األركان، ولكن هذا لم ينفع رئيس ودافع عن ترودو وزير الدفاع . مستشيطا من الغضب

).٤٣(المخابرات العسكرية فقد تمكن داالس من إقناع الرئيس إيزنهاور بعزله وإرساله إلى الشرق األقصىال تدل هذه الحادثة فقط على سعي داالس لتعزيز دوره القيادي في التجمع االستخباري، بل وكذلك عزمه إذا

.لى تحدي البنتاغون ذاتهما لزم األمر علتجسس"في كتابه . من القوميأكد داالس ان إدارة المخابرات المركزية عملت بقيادة الرئيس ومجلس األ" فن ا

ولكن وكما ذكرنا سابقا فإن مجلس األمن القومي نقل القسم األكبر من مهامه في قيادة إدارة المخابرات المركزية عدم متابعة مجلس األمن القومي لعمليات إدارة المخابرات المركزية وعدم ، مما أدى إلى ٥٤١٢إلى اللجنة

اما تأكيد داالس على ان إدارة المخابرات المركزية ال تصنع الساسة . على حد قول وايز وروس) ٤٤"(مراقبتهاويذكر . لجدوانها تخضع كليا للرئيس ومجلس األمن القومي، فهذا ماال يحمله الباحثون األمريكيون على محمل ا

كل الدالئل تشير : "شليزينجر تعليقا على وثائق المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري، التي أوردنا مقتطفات منهاوعبر ). ٤٥"(إلى ان إدارة المخابرات المركزية تعتبر منظمة دقيقة ومطيعة وتعمل فقط وفق تعليمات السلطة األعلى

عصب التصور كيف استطاع داالس ان يربط بين تصريحاته المتكررة بأنه من ال: "سانش دو غرامونت بفكرة مماثلةة سهلة، تؤيد األنظمة بأن إدارة المخابرات المركزية١٩٥٤ال يمت للسياسة بأية صلة، وبين اعترافه عام كانت أدا

المبدع الحقيقي عمليا، وكما وزارة الخارجية، إلى لقد تحولت إدارة المخابرات المركزية .. المعادية للشيوعيةللسياسة، فهي تنفذ العمليات السياسية في الخارج، انها أكثر من هيئة استخبارية، تضع نصب عينيها الصراع ضد

).٤٦"(الشيوعية في كافة انحاء العالموبخالف داالس، فإن مرؤوسة السابق روزيتسكي ال ينفي ضلوع إدارة المخابرات المركزية في عمليات نسبت

اال ان نظرياته تؤكد انه لم يكن إلدارة المخابرات المركزية مبادئ إرادية في عمليات الغزو . أخرىإلى منظماتخالل الخمسينات، أصبحت العمليات السرية أكثر فاكثر من اختصاص إدارة : "يذكر روزيتسكي انه. بالذات

٥٦

د المخابرات المركزية، ألن وزارة الخارجية ووزارة الدفاع لم ترغبا في تنفيذ ها علنا، وألن الحل األسهل كان إسنا ).٤٧"(هذه العمليات لمنظمة سرية

خالل مناقشة موضوع حصول إدارة المخابرات المركزية في الخمسينات على بعض االستقاللية، يؤكد هل كان ذلك خطة مدروسة من قبل . المؤلفون من جديد على تبدل دور مجلس األمن القومي في قيادة المخابرات

لجنة ايس ومجلس األمن القومي، أم انه، كما يؤكد برالرئ التي ٥٤١٢وتي، القرار في نقل قيادة المخابرات إلى الاجبرهما عليها داالس؟ هل تنحى مجلس األمن القومي تحت تأثير قضايا األمن القومي األخرى، أم تحت ضغط

لتي كان من الصعب مالحقتها، أم انها كان ت عالمة الثقة بمدير إدارة المخابرات المركزية سلسلة العمليات السرية، ا ؟٥٤١٢ورجاله الذين هم أعضاء في اللجنة

د السلطة لكافة الوسائل الممكنة . اء جواب محدد على هذه األسئلةطعإال يمكن إال ان كل الوقائع وخاصة تجنية خاصة في منظومة السلطة خالل تشير إلى ان المخابرات المركزية تمكنت من التمتع بمكان" الحرب الباردة"لبدء

لتي اقترنت تاريخيا بالطائرة . فترتي رئاسة إيزنهاور لقد تثبتت بقرار رئاسي رسمي حول العمليات التجسسية اد السوفييتي١٩٦٠، التي حطمت عام ٢التجسسية أو ـ كان برنامج طيران طائرات التجسس . فوق اراضي االتحا

هاور، مبادرة شخصية من داالس، وقد كلفت ثالثون طائرة كهذه المخابرات ، وكما ورد في مذكرات إيزن٢أو ـكان أساس الخطة يرتكز إلى انه في الحاالت الطارئة يجب تدمير : "كتب إيزنهاور . مليون دوالر٣٥المركزية مبلغ

كان قرارا نظيفا، لقد . وقد أكدت على ذلك إدارة المخابرات المركزية ولجنة رؤساء األركان. الطائرة وقتل الطيارولكن أكدوا لي أن الطيارين الشباب اقدموا على ذلك بثقة مدفوعين بالوطنية المتقدة والتهديد بقطع الرأس وبعض

).٤٨"(المكافآت الماليةلتي كان يقودها باووس،٢حتى اآلن لم تتضح بعد كافة مالبسات قضية الطائرة أو ـ لتي تحطمت فوق ا وا

د السوف م اراضي االتحا انطلقت الطائرة من مطار حربي في الباكستان، ومع ذلك فقد أخبرت إدارة . ١٩٦٠ييتي عا. المخابرات المركزية، حسب مذكرات إيزنهاور، باختفاء الطائرة التي ادعت انها انطلقت من قاعدة اضنة في تركيا

م . س معلومات خاطئةاما ما يتعلق بخط تحليق الطائرة، فهنا ايضا قدمت المخابرات المركزية للرئي لماذا كان التعتيمن الممكن االفتراض ان إدارة المخابرات المركزية . د جواب منطقي على ذلكجأمام الرئيس؟ حتى اآلن ال يو

ولكن لماذا هذا التصور . تمنت بينها وبين نفسها ان تكون الطائرة قد تحطمت وقتل طيارها وبذلك تنهي قصتها فوق الدول ٢ثناء طيران أو ـاالاعد من القوى الجوية براوتي، ان إيزنهاور منع في تلك يذكر العقيد المتق بالذات؟

االشتراكية، محذرا من أي خالف معهم يمكن ان يعطل اللقاء بين زعماء االتحاد السوفييتي والواليات المتحدة يبدو ان هناك من أراد تعطيل لقاء تمت مخالفة تعليمات الرئيس، على ما : "كتب براوتي. األمريكية وانكلترا وفرنسا

اال انه لم يكن بإمكان الرئيس . ب عدم استثناء احتمال وجود هذا القرار من طرف إيزنهاورجطبعا ي). ٤٩"(القادةاال ان إيزنهاور رفض . االعتراف بأن المخابرات خالفته ألن هذا يعني االعتراف بعدم قدرته على السيطرة عليها

وهكذا حصل . المسؤولية على عاتقه واالستقالة وصرح ان طيران باورس كان بموافقته شخصيااقتراح داالس بأخذ لنفي المتبادل"أول خرق لمبدأ ).٥٠"(الذي يميز إدارة المخابرات المركزية" ا

٥٧

الصادر عن مجلس األمن القومي يقضي بوجوب تنفيذ العمليات ٢/١٠تجسدت فكرة هذا الخرق في ان األمر القبض على (وحداثة استثنائية واحدة فقط . معه البرهان على مشاركة البيت االبيض والحكومة فيهابشكل يصعب

أجبرت الرئيس إيزنهاور ليأخذ على عاتقه مسؤولية التجسس الجوي على ) الطيار المتجسس باورس واعترافهشابه، بدأ في واشنطن التفكير في عدم وتجنبا للموقف الم. االتحاد السوفييتي وإرغامه على منع التحليقات المماثلة

صدر أحد هذه المقترحات عن اللجنة الخاصة . إخطار السلطة بالعمليات الخطيرة الدارة المخابرات المركزيةفقد صرح روزيتسكي المعروف بنقده ). لجنة تشورتش(لدراسة النشاط التجسسي المنبثقة عن مجلس الشيوخ

ل: "الالذع جنة مجلس الشيوخ االنتباه عن جوهر قضية مراقبة الرئيس للمخابرات، مجيزا يصرف التقرير الختامي لووردت في التقرير فكرة مفادها انه يجب إخفاء العملية السرية عن ". النفي المتبادل"بالتأويل غير الصحيح لمبدأ

فيها بشكل قاطع بعيدا عن األضواء ليعفي نه ما من رئيس يفضل البقاء ان هذا هراء أل. الرئيس تماما حتى يمكنه نوتجدر االشارة إلى ان دوائر المخابرات المركزية ابدت عدم ). ٥١"(نفسه من مسؤوليته عما ينفذه مرؤ وسوه

من ان الرؤساء لم يكونوا على علم بعمليات قتل الشخصيات القيادية األجنبية التي نفذتها رضاها حول ما روج لهيكرر الموظفون السابقون في إدارة المخابرات . ئع في كل مرة تبقى غامضةفالوقا. إدارة المخابرات المركزية

لتي خططت لها المخابرات، فقد كانوا يشجعون المركزية انه ال يمكن للرؤساء عدم االطالع على عمليات االغتيال ا .هذه الخطط ويتحملون مسؤولية عمليات التدمير التي تنفذها المخابرات

لتي هي أكثر عمليات المخابرات المركزية وحشية وهمجية، على كل األحوال في إطا ر عمليات التدمير، احتى ان االوامر كانت تصل لقادة المخابرات . فيها ان يكون مكسبا حقيقيا للبيت األبيض" النفي المتبادل"يمكن لمبدأ

داالس نفسه لجأألم ي. المركزية في اشكال غامضة، تسمح لهم باالقرار بعدم فهم الرئيس على الوجه الصحيحليس بي حاجة "، "يمكن لوحدك التقرير كيف يجب التصرف: "وباعتراف مرؤوسيه السابقين إلى هذه الصيغ الملتوية

كانت أولى خطوات داالس كمدير إلدارة : "كتب براوتي".أنت تفهم لوحدك ماذا يعني هذا"، "للتفصيل أكثر حول هذاكان داالس يعتقد انه .ق الذي كان يتابعه باستمرار نائب المدير للشؤون االداريةالمخابرات المركزية، إلغاء التوثي

إذا أطلق العنان لعمالئه فإن أقل ما يثير اهتمامه هو افعالهم، ولذلك عندما حاولت لجان مجلس الشيوخ ومجلس على هذه اإلدارة النواب جمع الوثائق الالزمة عن إدارة المخابرات المركزية في منتصف السبعينات، كان

).٥٢"(االعتراف بعدم وجود مثل هذه الوثائقأنه على سبيل ) لجنة تشورتش(ومع ذلك فقد ذكرت لجنة مجلس الشيوخ لدراسة نشاط المنظمات االستخبارية

وافق داالس على اقتراح مرؤوسيه بدراسة قضية اغتيال فيديل كاسترو، وفي ١٩٥٩المثال في كانون األول عام وقبل ذلك، . صادق داالس على خطة اشتراك عناصر من المافيا األمريكية في عملية ضد كاسترو١٩٦٠آب عام على خطة إدارة المخابرات المركزية لغزو كوبا ٥٤١٢ صادق إيزنهاور وبناء على اقتراح اللجنة ١٩٦٠في آذار

كانت ٥٤١٢تجد ما يثبت ان اللجنة غير ان لجنة تشورتش لم . بواسطة قوات المرتزقة من اعداء الثورة الكوبيينوقد أعلن نائب . مؤيدة لفكرة اغتيال فيديل كاستور، ويظن اعضاء اللجنة ان هذه الفكرة لم تطرح ابدا أثناء النقاش

٥٨

مدير إدارة المخابرات المركزية لشؤون التخطيط، الذي أخذ على عاتقه تنظيم عملية االغتيال، أمام مجلس الشيوخ ).٥٤"(النفي المتبادل"انه استند إلى

ورغم ان الغموض يحيط بكل ما ذكر اال ان المؤرخ شليزينجر يتمسك بالرأي القائل بأن إيزنهاور وكذلك م : "كتب الصحفي شولتس. لم يكونوا على عالقة بهذه العملية بالذات٥٤١٢اللجنة عمليا رفضت إدارة إيزنهاور عاكان هذا المسؤول على األرجح ). ٥٥"(ات المركزية بقتل كاستور اقتراح مسؤول عمليات إدارة المخابر١٩٦٠

ليوم"الذي يعترف ويفخر في كتابه جوفارد هانت، عندما قمت بإعداد مقترح غزو مرتزقة ": "لننطلق هذا ان قتل كاسترو وقبل أو أثناء الغزو وإسناد هذه المهمة للوطنيي) ١: المخابرات المركزية لكوبا، اقترحت أربع عمليات

).٥٦"(…الكوبيين ان ١٩٧٨ـ١٩٦٧٦كينيدي ومارتن لوثر كينغ العاملة عام . تشير لجنة مجلس النواب الخاصة بمتابعة مقتل ج

الرجال والمافيا حاكت المؤامرات بهدف قتل كاسترو وبتوجيه من إدارة المخابرات المركزية، التي خصصت المال ).٥٧(لتنفيذ العملية

لتخطي غير ان مشاركة المافيا . إدارة المخابرات المركزية أم المافيا. ط لهذه المؤامرة الرهيبةليس مهما من بدأ اجنبت الوقوع في مطب كبير وهو موقف إدارة إيزنهاور، إذا صح ما أكده شولتس، من انها رفضت اقتراح إدارة

الس من التنفيذ بايد غريبة، وهكذا وبضمير مرتاح ودون مخالفة أمر المنع، تمكنت هيئة دا. المخابرات المركزيةحسب مقترح " الوطنيين الكوبيين"وبغض النظر عن انها اختارت مجموعة من االشقياء، الذين قاموا بالبحث عن

على : "ان أفضل ما يعبر عن قيم إدارة المخابرات المركزية والمافيا، ما قاله ذات مرة داالس للصحفيين. هانت ".ع االخالق خارجادمدير المخابرات المركزية ان ي

بدأت إدارة المخابرات المركزية بتنفيذ عملية هدفت ،في ذات الوقت حيكت في مؤامرة اغتيال الزعيم الكوبيهنا اهتم إيزنهاور واستبان بفكرة . إلى ابادة رئيس وزراء الكونغرس باتريس لومومبا باية وسيلة ومهما كلفها ذلك

لقد عارضت ". كشيوعي"د اعطت البيت األبيض معلومات عن لومومبا وكانت إدارة المخابرات ق. المخابرات .وزارة الخارجية هذه الفكرة اال ان المخابرات رسخت ذلك في ذهن الرئيس

، اقترح ممثل إدارة المخابرات المركزية في ليوبولدفيل ديفلين على واشنطن استبدال ١٩٦٠في منتصف آب لومومبا شيوعيا، تتعاظم في الكونغو بغض النظر عن كون: "لك بما يليلومومبا بمجموعة موالية للغرب، وعلل ذ

ذ االجراءات بسرعة قبل ان تظهر كوبا جديدة وعلى الفور عقدت جلسة ). ٥٨"(القوى المناهضة للغرب ويجب اتخاجونسون . قال ر. ة توضيحات للجنة تشورتشناألمن القومي، والتي قدم مشاركوها بعد مرور خمس عشرة س

دها انه : "و مجلس االمن القوميعض أثناء النقاش قال إيزنهاور شيئا ما، أنا لم أذكر كلماته حرفيا، ولكني فهمت عنفي محضر الجلسة ال توجد اية اشارة إلى األمر بالقتل، ولكن من وجهة نظر جونسون، ) ٥٩"(يأمر بقتل لومومبا

نقله بطريقة غير "عادة إسقاطه من البروتوكول أو هذا ال يدل على شيء على اعتبار ان أمرا كهذا درجت الم ". مباشرة أما بوغس سكرتيرة مجلس األمن القومي فال تذكر انها سمعت شيئا من الرئيس يمكن إعتباره أمرا بتنظي

نظرا ألن التعامل مع : "أما ديلون نائب وزير الخارجية فخرج بانطباع وسط من هذه الجلسة. باوعملية قتل لوم

٥٩

م يكن مستحيال، وبسبب تشكيله خطر كبير على األمن الدولي، يحتمل أن يكون الرئيس لومو مبا كان صعبا جدا إن لأنا لست متأكدا انني اعتبرت ذلك أمرا واضحا، كما فهم ". يجب علينا عمل الالزم للتخلص منه: "قد قال ما معناه

نا رسميا لتنفيذ خطة القتل، وانه ليس من المفروض ومن الطبيعي االفتراض ان داالس اعتبر ذلك إذ. جونسون ).٦٠"( شخصياهحشر الرئيس في أعمال كهذه، علما انه كان مستعدا ألخذ المسؤولية على عاتق

لي فقد أكد . ذ قرارات االجرام من قبل البيت األبيض وادارة المخابرات المركزيةا اتخةويوجد رأي آخر حول آ وموظف ٥٤١٢فقد أكد بيروت سكرتير اللجنة . وموظف إدارة المخابرات المركزية٥٤١٢بيروت سكرتير اللجنة

إدارة المخابرات المركزية للجنة تشورتش، ان داالس ألح على إصدار أوامر ولمومبا، وأرسل لذلك تليب نائب ن فرع إدارة المخابرات بيسيل للشؤون العلمية إلى الكونغو ومعه سم خاص، اال ان هذه العملية منيت بالفشل، غير ا

المركزية في ليوبولد فيل نسج خيوط مؤامرة ضد المناضل االفريقي من أجل الحرية، والذي قتل في كانون الثاني برقيات كونغولية من إيزنهاور حتى كينيدي، "ذكرت الصحيفة األمريكية كيليب في كتابها . على يد المرتزقة١٩٦١

تشورتش على دالئل تشير إلى موافقة إيزنهاور على عملية قتل لومومبا، حصلت لجنة ) ١ :١٩٨١المنشور عام لم يشك قادة وموظفو ادارة ) ٢. رغم انها لم تصل إلى نتيجة نهائية بهذا الصدد نظرا لعدم وجود البراهين

ان بحيث … سابقا كان هناك نظام غير مراقب: "الخالصة. المخابرات المركزية في انهم ينفذون أمر الرئيس ).٦٢"(مؤامرات القتل كانت تنفذ دون إذن واضح أو مراقبة من قبل الرئيس

أخبر جري المساعد الخاص للرئيس لشؤون األمن : "كانت وجهة نظر المؤرخ شليزينجر األصغر كما يليذ بشكل خاص" عن ٥٤١٢القومي اللجنة ال يقصد القتل" آراء الرئيس القاضية بالتنفي داالس وفورا أرسل . غير انه

د فيل يتهيأ إلى ان القتل السياسي ال . أنا أشك ان هذا بالذات ما كان يدور في ذهن إيزنهاور. أمرا بالقتل إلى ليوبولم يكن لديهم أدنى . يوفق طابعه ويتابع المؤرخ التأكيدات التي أطلقها قادة وموظفوا إدارة المخابرات المركزية بأنه ل

. ١٠والشخصيات األجنبية االخرى. ٩با وكاستر وتشو إن اليشك في قرارات إيزنهاور ضد لوموم

بقتل رئيس جمهورية الصين الشعبية ١٩٥٥ئق التي جمعتها لجنة تشورتشن فكرت إدارة المخابرات المركزية عام حسب الوثا٩

يذكر الصحفي األمريكي كورسون ان داالس رفض بذل جهد أكبر خشية ان يعلم بذلك .تشو إن الي، اال ان محاوالتها باءت بالفشلفي المخابرات المركزية مشرفا على تنفيذ تعليمات الرئيس، وشخصية موثوقة في الجنرال تراسكوت، الذي عينه الرئيس إيزنهاور

).٦٣(البيت األبيض. حسب أوامر االخوة داالس كانت موجهة أيضا الغتيال الزعيم المصري جمال عبد الناصر" ايعازات القتل"يذكر إيفليند ان 10

فيما بعد عرف جون فوستر داالس انما قصده . اصر يمكن ان تكون محمولةلقد فهم األخوة ما أرادوه الرئيس إيزنهاور من ان قضية ن.٦٤.(المؤلف" وأصدر أوامر ألالن داالس بإلغاء أمر القتل" تحسين العالقات بين الواليات المتحدة ومصر"إيزنهاور وهو (

٦٠

ال فإنه في فترة حكم إيزنهاور أم تلك االوامر تلقت ويؤكد شليزينجر ان إدارة المخابرات المركزية سواء ).٦٥"(ها مسؤولية قتل الزعماء األجانبقأخذت على عات

حتل اسم أالن داالس وتابعيه مركز الصدارة في قائمة مجرمي النصف الثاني من القرن العشرين، يجب ان يوليس فقط لقاء تنظيم العمال االرهابية، فهم يتحملون كامل المسؤولية عن االرهاب الدموي الذي اودى بحياة مئات

وقتل وإبادة ١٩٥٤وعشرات األلوف في غواتيماال بعد انقالب ،١٩٥٣األلوف من االيرانيين بعد انقالب عام .ن محبي السالم، الذي أصبحوا ضحية عنجهية إدارة المخابرات المركزيةالكثيرين جدا م

يمكن التسليم بأن إيزنهاور لم يعرف عن عمليات إدارة المخابرات المركزية في الوس كل ما يجب عليه ل اجتماع اوانه لم يكن يعلم بمخالفة اإلدارة لتعليماته بمنع الطيران التجسسي فوق البلدان االشتراكية قبي معرفته،د أعلموه بعمليات القتل، ولكن بشكل عام كان إيزنهاور على اطالع على العمليات . القادة ومن المحتمل اال يكونوا ق

السرية الدارة المخابرات المركزية في إيران وغواتيماال وفي الشرق األوسط والهند الصينية وكذلك العمليات ضد لم يستطع إيزنهاور، بل لم يشأ . خرى، بل لقد تعمق فيها أكثر من سابقيهاالتحاد السوفييتي والدول االشتراكية اال

عرقلة عملية التطور غير الرسمي إلدارة المخابرات المركزية على هذا النمط الذي أصبح مميزا للهيئات التنفيذية لبيت األبيض حتى تحذير المجلس الرئاسي للتجسس .المقربة من السلطة، ولم يؤثر في ا

يذكر محررها البروفيسور فيريل من جامعة إينديانا فكرة مفادها ان إيزنهاور " يوميات إيزنهاور"مة لـ في مقدتمتع بتأييد وثقة كافة رجال األعمال األمريكيين، مما دفعه بعد فترة رئاسية طويلة للتعويض عما فات فحاول عمل

لتجارة، وقدر ل كما وذكر فيريل ان إيزنهاور . لى أحسن شكلرجال األعمال ذلك عه اقصى ما يمكنه الزدهار اوهنا بالذات يكمن الخالف بين إيزنهاور وعدد من . عزز دور الحزب الجمهوري كأداة سياسية بيد االحتكارات

لنشاط االستخباري حول العمليات السرية إلدارة المخابرات المركزية .أعضاء المجلس الرئاسي لال يلبي احتياجاتها اال مخابرات قوية تصرف إيزنهاور وكأنه ممثل كافة اال حتكارات الرأسمالية، معتقدا انه

لم تؤثر التعديالت التي . وفعالة ومراقبة ذاتيا، وباءت كافة المحاوالت التي اتخذت فيما بعد للحد من تأثيرها بالفشللسياسة الخارجية. أدخلت بدءا من عصر ج لقد تعودوا في إدارة .كينيدي على دور المخابرات المركزية في ا

لتحايل عليها أو تجاهلها، وتؤكد إدارة المخابرات المركزية اليوم المخابرات المركزية على المستحدثات بسرعة، باديل كاسترو، إلى أخطر مافيا في العصر السمعة التي حققتها في عصر داالس، الذي تحلت فيه، حسب أقوال في

.الحديث نتائج االخفاق ازيرفي خليج الخن

، وانتقـال البيـت األبـيض مـن الجمهـوريين إلـى ١٩٦١طرح تغير السلطة الرئاسية في كانون الثاني عام حول هذا األمر يوجـد فقـط . الديموقراطيين، السؤال حول تدخل إدارة المخابرات المركزية في المعركة االنتخابية

نائب الرئيس ومرشـح الحـزب الجمهـوري نيكسون .عمل ر . بعض الفرضيات، والتي ال يمكن التأكد من صحتها كان بينهم عالقات عمل واسعة وقد سـاعد نيكـسون . ن داالسأاللمنصب الرئاسة، ثماني سنوات جنبا إلى جنب مع

٦١

داالس في التخلص من مالحقة نشاط إدارة المخابرات المركزية التي دبرها جوماكرتي عضو مجلس الشيوخ متهمـا أعلن نيكسون آمال ان يـصبح رئيـسا، عـن خطـة إلعـادة تنظـيم إدارة ". ليساريةبا"بعض موظفي االستخبارات

وغير معروف هل كان أالن داالس على علم بهذا، وهل ناقشه نيسكون بفكرتـه هـذه؟ إال ان . المخابرات المركزية إدارة كينيـدي بوصـف . وردا علـى طلـب ج . كينيدي بهذه الخطة فور اخفاقه في االنتخابـات . نيكسون أخبر ج

بالنسبة الدارة المخابرات المركزية، أعتقد ان مهامها في الوقت الحاضر واسعة : "المخابرات المركزية، قال نيكسون جدا، كما ويجب عليها االستمرار في تحمل مسؤولية جمع المعطيات االستخبارية، في هـذا االطـار عملـت اإلدارة

خابي رئيسا فسأشكل منظمة جديدة مستقلة لتنفيذ العمليـات الـسرية ولكني كنت قد ذكرت انه في حال انت . بشكل ناجح ).١"(شبه العسكرية

في نهاية االربعينات، سعى أالن داالس الخراج آلية العمليات السرية التخريبيـة عـن رقابـة وزار الخارجيـة ية فـي بنيتهـا فرعـا ، عندما ضمت إدارة المخابرات المركز١٩٥١وقد حقق داالس ما أراد عام . ووزارة الدفاع

من ميزانيتها، علـى حـد % ٨٠واآلن أراد نيكسون إلغاء رقابة االدارة عن ذلك االختصاص الذي يمتص . للتخطيطإذا افترضنا ان داالس كان على علم بنوايا نيكسون فحتما لم يكـن لديـه . تقدير المجلس الرئاسي للنشاط االستخباري

.األبيضالرغبة الصادقة في رؤيته في البيت وبداية الفتنة كان ما أشـاعه البنتـاغون . كينيدي. فيما بعد اتهم نيكسون إدارة المخابرات المركزية بمساعدة ج

ورفـض نيكـسون والبيـت . الواليات المتحدة األمريكية عن االتحاد السوفييتي في مجـال الـصواريخ " تخلف"عن يبحثون عـن أي مبـرر للتـشهير بمنافـسيهم نقراطيين، الذياال انهما كانا محاطين بالديمو. األبيض هذه االدعاءات

وقد أصدر البيت األبيض تعليماته إلدارة المخابرات المركزية لتحليل تـوازن القـوى بـين االتحـاد . الجمهوريين .في مجال الصواريخ" التخلف"ولم يظهر هذا التحليل . السوفييتي والواليات المتحدة

كينيدي، فافترض البيت األبـيض . إدارة المخابرات المركزية لقاء خاصا مع ج وخالل الحملة االنتخابية نظمت " التخلـف الـصاروخي "ان اإلدارة تطلع كينيدي على نتائج تحليلها لتوازن القوى، مما سيجبره على اسقاط موضوع

راتها عـن مرشـح اال ان نيكسون صرح، ان إدارة المخابرات المركزية اخفت تقـدي . من برنامج الحملة االنتخابية وبهذا تركته فـي جهـل تـام . الحزب الديموقراطي، ولم تتمكن من إقناعه بخطأ وجهة النظر حول التخلف المذكور

ممـا لعـب " التخلف الـصاروخي "كينيدي لم يشتر بالوعود العريضة بإزالة . إال ان ج). ٢(بالموضوع األكثر اهمية . ة قوية في مجال صناعة الصواريخ النوويةدورا في استعجاله سباق التسلح والقيام بدفع

كان أالن داالس يقوم عادة شخصيا بالدعاية لمرشح الحزب الديموقراطي، الذي كان يتمتع بـاحترام وتعـاطف وقـف . وكانت األمجاد المستقبلية لمدير المخابرات المركزية أمرا مؤكـدا . كينيدي.كبير من قبل الرئيس وشقيقه ر

االنتخابات أمام نائب الرئيس المحنك، والذي يخطط العادة تنظيم إدارة المخابرات المركزية وبـين أالن داالس قبيل عضو مجلس الشيوخ، الذي ال يملك خبرة األول، فأعطى داالس األفضلية لألخير معتقدا انه سيكون أسـهل بالنـسبة

ي البيت األبيض لم يرعب إدارة المخابرات على كل األحوال فإن تغير الحزب الحاكم ف . إلدارة المخابرات المركزية المركزية، فقد تكهنت بمتابعة االستراتيجية السرية، وخير مثال على ذلك تنظـيم غـزو مرتزقـة إدارة المخـابرات

٦٢

بجمع وتجهيز جـيش مـن المهـاجرين الكـوبيين ) ١ :١٩٦٠ آذار ١٧كان إيزنهاور قد طلب في . المركزية لكوبا بتشكيل إئتالف سياسي في مختلف مجموعات وتنظيمات المغتربين الكوبيين، ليكـون فـي ) ٢.استعدادا لغزو الجزيرة

).٣(حال نجاح الغزو بمثابة حكومة لكوباـ . كينيدي على البرنامج السري لتنفيذ مهمة إيزنهاور. هناك روايتان حول الوقت الذي اطلع فيه ج ون سيؤكد نيك

اما شـليزينجر األصـغر ) ٤(كينيدي على خطة الغزو. نتخابية، اطلع ج انه في إحدى اللقاءات التي سبقت الحملة اال كينيدي على برنامج ضرب الثورة الكوبية فقط بعـد االنتخابـات . فينفي ذلك، ويؤكد ان داالس ونائبه بيسيل اطلعا ج

).٥(١٩٦٠ تشرين الثاني ١٨وبالتحديد في ت جز كينيدي باعتبار ان الرئيس كان قد أصـدر قبـل يخلق شليزينجر انطباعا ان أخبار داالس وبيسل هذه فاجأ

امرا قبل ذلك باربعة أيام فقط لدراسة جدوى الحصار االقتصادي لكوبا، وطالـب كـذلك بدراسـة إمكانيـة إعـادة كينيدي موقفا عـسكريا مـن جزيـرة . وقبل ذلك وفي أثناء الحملة االنتخابية اتخذ ج ). ٦(العالقات الطبيعية مع كوبا

.كينيدي يفكر بمساعدة اعداء الثورة الكوبية. وكتبت الصحافة األمريكية تعليقا على ذلك ان ج. الحريةخالفا لكل تأكيدات نيكسون، لم تعلـم إدارة المخـابرات المركزيـة : "كتب سونيسين المستشار الخاص لكينيدي

وكـذلك األمـر . ت أو طلبات حيال كوباولم يكن لديه اية اقتراحا . كينيدي بأنها جهزت سرا القوى المهجرية للغزو وهكـذا إذا صـدق ). ٧"(بالنسبة لمستشاريه، الذين لم يكن لديهم أي تصور عن خطط إدارة المخـابرات المركزيـة

كينيدي العسكرية الموجهة إلى الثورة الكوبيـة كانـت ذات طـابع دعـائي . شليزينجر وسوينسين فإن تصريحات ج .طة اللجوء ضد جزيرة الحرية، وانما ظهرت لديه فكرة تطبيع العالقات مع كوبااستعراضي، وكذلك لم تكن لديه خ

كانت نقطة البدء الهامة في توجه كينيدي هي خطط إدارة المخابرات المركزية التي اودت بـه إلـى أول فـشل وأثنـاء اجتمع بي الرئيس حول هذه القـضية فـي البيـت األبـيض اقبعد االخف : "يذكر سورينسين . ذريع لواشنطن

).٨"(النزهات، لقد كان مذهوال من غبائه، وغاضبا ألن البعض أعطوه نصائح سيئة، والبعض اآلخر غدر بههذا الغباء، لنتمكن من فهم الدور الذي لعبته إدارة المخابرات المركزية فـي دفـع " بنية"من المفيد التمعن في

ع، تجدر االشارة إلى ان البـذور التـي غرسـتها إدارة وقبل التطرق لهذا الموضو. الرئيس إلى خطوة خطيرة كهذه فالرئيس كينيدي وككل ممثلي الطبقة الحاكمة في أمريكا كـان معميـا . المخابرات المركزية وقعت على تربة خصبة

لقـد . من الغضب نتيجة البنية الجديدة في أكبر جزر البحر الكاريبي وعلى بعد تسعين ميال من الشواطئ األمريكيـة ادت الدوائر الحاكمة على النظر إلى كوبا كإرث للرأسمال األمريكي، ولذلك اعتبرت ان من اولى مهام سياسـتها اعت

. كانوا يخشون من تأثيرها على دول الحوض الكاريبي األخرى ودول أمريكا الالتينيـة . الخارجية ابادة الثورة الكوبية ر االمتعاض والغضب تجاه كوبا التي تقـف علـى طريـق كينيدي استثناء من ذلك، فقد عبر عن مشاع . ولم يكن ج

وإذا افترضنا جدية آراء كينيدي بتطبيع العالقات مع كوبا، فانما كان ذلـك لقـاء رفـضها . تحوالت اشتراكية عميقة ويبدو انهم أفهموه انهم ينتظرون منه حلوال سريعة وجذريـة تـستثني ايـة محـاوالت أو . السير في الطريق الجديد

كان أحد أولئك الذين اشاروا على كينيدي بالعـدوان الـصامت . لتسوية العالقات مع حكومة فيديل كاسترو تامحادث .الرئيس األسبق إيزنهاور

٦٣

، وعندما وصال للحـديث عـن ١٩٦١ كانون الثاني ١٩جرى اللقاء األخير بينهما في عملية نقل السلطة بتاريخ حتى النـصر "تحدة األمريكية تقتضي تقديم المساعدة للقوى المعادية للثورة كوبا، أكد إيزنهاور ان سياسة الواليات الم

وطلب إيزنهاور في النهايـة متابعـة " ر نحن نعد قوى مضادة في غواتيماالضفي الوقت الحا : "وتابع إيزنهاور ". التام ).٩(ذلك واالسراع به

د كان لموقف الرئيس الجديد نتـائج بعيـدة، لق. كينيدي العنان لداالس وبيسيل . وفورا عقب أداء القسم، أطلق ج وهنا استعجلت إدارة المخابرات المركزية الضمان لنفسها، وكما طلب كينيـدي، بتـصديق خططهـا مـن الهيئـة

لقد عمـل داالس كـل مـا . العسكرية، واعطت لجنة رؤساء األركان رأيها بأن العملية المذكورة ال تثير اية شكوك يعنـي إيزنهـاور ـ (وقفت امـام طاولـة أيـك : "ة تنفيذ العملية، حيث توجه إليه قائال إلقناع كينيدي بضرورهوسع

).١٠"(وأكدت له ثقتي بنجاح عملية غواتيماال، اما آفاق نجاح خطتنا هذه فهي أكثر منها في ذلك الوقت) المؤلفتـي عقـدت فـي البيـت غير انه لم يغب عن ذهن قادة إدارة المخابرات المركزية انه في عدد من اللقاءات ال

كينيـدي وعـدد آخـر مـن . األبيض بحضور وزير الخارجية راسك ووزير الدفاع ماكنامارا ووزيـر العـدل ر وحذر الرئيس انـه لـن يـسمح ". تحفظا وحذرا"الشخصيات الرسمية، أبدى الرئيس كينيدي، على حد قول شليزينجر،

" صامتة"م أمر ان تكون عملية إنزال المظليين قدر االمكان بمشاركة القوات المسلحة في الغزو وال بأي شكل كان، ث ورغم ان البيـت األبـيض بـارك إلدارة ). ١١"(بشكل استعراض مؤثر "بخالف الخطط السابقة التي اقتضت الغزو

.المخابرات المركزية متابعة التحضير للغزو اال ان كينيدي تباطأ في اعطاء القرار النهائيفمن الظاهر انه لـم يكـن . ين من كينيدي، ان المنحى العسكري للهجمة كان يقلقه فعاليبدو من مذكرات المقرب

وهنا أكدت إدارة المخابرات المركزية للرئيس، امتصاصا لشكوكه، انه بعد إنزال المرتزقة سـتعم . واثقا من النجاح الغزو، سيبدأ داالس بـالنفي وكـأن ومن الطبيعي انه بعد فشل .االنتفاضة كافة أرجاء كوبا بما في ذلك جيش الثوار

هيئته أعطت التقديرات التي تناسب أمزجة أعداء الحكومة، وهذا ليس غريبا ألن إدارة المخابرات المركزية سـمحت . لنفسها بتظليل الرئيس، وبعبارة أخرى لجأت في سبيل مصلحتها لمعلومات غير صحيحة وذات طابع استراتيجي

أكـد داالس وبيـسيل لمـشاركي ١٩٦١كتب شليزينجر انه في بداية نيسان : ع التاليةومما يشهد على ذلك الوقائ ينتمون لمنظمات مناهـضة لنظـام كاسـترو، وعـشرون ألفـا ٢٥٠٠أحد اللقاءات في البيت األبيض ان أكثر من

لـى يتعاطفون معهم، وبمجرد تمركز لواء الغزو فوق الجزيرة يمكن وضع األمل على مـساعدة ربـع الـسكان ع وفيما بعد سيتضح ان نائب مدير إدارة المخابرات المركزية لشؤون المعلومات إيمري وفرعـه بـشكل ). ١٢"(األقل

عام لم يكونوا على علم بالعملية، ويؤكد شليزينجر ان تسلل وضع التقديرات الوطنية، الذي تم فـي إدارة المخـابرات ).١٣"( نتيجة للغزوالوطنية لم يكن صالحا لموضوع ظهور انتفاضات مختلفة

وتؤكـد . تمت العملية في فرع التخطيط الذي يرأسه بيسيل، ومن هذا الفرع خرجت المعلومات الخاطئة للرئيس الوقائع التـي أوردهـا " يونايتد ستيتس نيوز إند وورلدريبورت" في أيدي مجلة ١٩٧٩الوثائق الجديدة التي وقعت عام

. شليزينجر آنفا

٦٤

عن مختصر لجلسة اللجنة الخاصة التي كلفها كينيدي بدراسة أسـباب الفـشل فـي خلـيج كانت الوثائق عبارة صرح بعض موظفي إدارة المخابرات المركزية المشاركين في الغزو انهم بدأوا التخطـيط علـى أسـاس . الخنازير

لتوزيعهـا علـى "ح قطعة سال١٥٠٠٠االنتفاضة التي ستلي الغزو، ولهذا فقد نقل بحرا إلى منطقة االنزال أكثر من ).١٤"(المتطوعين المنتظرين

اذا، لم يعول داالس وبيسيل على احتمال إثارة االنتفاضة في كوبا، ولكنهما اقنعا البيت األبيض باحتمـال سـير األحداث على هذا النحو، ولزيادة القناعة اتخذوا إجراءات مختلفة، بدت وكأنها الجزء االساسي من خطـة انتفاضـة

التي تـدعو " راديو سون"إرسال السالح، وكذلك إرسال محطة إدارة المخابرات المركزية : هذه االجراءات من. عامةويذكر ان إدارة المخـابرات المركزيـة قامـت . الشعب الكوبي وخاصة العسكريين للوقوف ضد الحكومة الوطنية

م يكن صعبا علـى داالس وبيـسيل تنظـيم فل. بالعديد من المناورات بهدف اقناع البيت األبيض بالسماح ببدء الغزو قدوم شقيق سفير غواتيماال في الواليات المتحدة إلى واشنطن، والذي كان يملك مزرعة البن التي دربـت فيهـا إدارة

قديم إنذار نهائي مـن نـوع تكان الهدف من مجيئه إلى العاصمة األمريكية . المخابرات المركزية المرتزقة الكوبيين وتمسكا بهذا االنـذار الـذي صـنعوه . ١٩٦١امرة المرتزقة الكوبيين مرزعته حتى نهاية نيسان خاص بضرورة مغ

بأنفسهم، رسم قادة المخابرات المركزية للرئيس صورة ما سيحدث فيما لو لم يستخدم المرتزقة كما يجب وبدال مـن االس انهـم سيفـضحون دور إدارة وأكـد د . ان يقوموا بالغزو سيظلون في الواليات المتحـدة وأمريكـا الالتينيـة

واضاف ان إلغاء االنزال سيشهر بواشنطن ويفقـد اعـداء . المخابرات المركزية في تنظيم الحرب السرية ضد كوبا . الثورة الكوبية في أمريكا الالتينية الثقة بأنفسهم، ويبعث األمل في نفوس القوى اليسارية في نصف الكـرة الغربـي

).١٥"(الذي سيشعل الثورة في الحوض الكاريبي بأكمله"مع الرئيس تشكيل لواء الغزو وصادق داالس في لقاءاته يرى شليزينجر في التعاون بين المواقف حيال خطط الغزو خير فرصـة لـالدارة القديمـة وكـذلك لـالدارة

ـ ). ١٦(الجديدة صر فمن خالل السعي المشترك الذي يربط إدارة المخابرات المركزية والبيت األبيض في عامـا . ر، لتحقيق خطط الغزو، يصعب كشف االهتمام الخاص للمخابرات المركزية في هذا المشروع وإيزنها

كانـت عمليـة . كينيدي فترتسم خطوط هـذا االهتمـام الخـاص . عصر ج من خالل العالقات المرتابة في رة المخـابرات المركزيـة إال ان إدا"االنزال، حتى بالنسبة للحزب الجمهوري، أحد أساليب التأثير على كوبا

).١٧"(أظهرتها اآلن كضرورة البد منهاانطلق قادة المخابرات المركزية أثناء ذلك من انه بمجرد بدء العملية سيمكنهم االعتماد على مـساعدة القـوات

ت كانـت إدارة المخـابرا : "كتب سورينـسين . المسلحة األمريكية، على اعتبار ان الرئيس ال يمكن ان يسمح بفشلها ).١٨"(المركزية واثقة تماما انه عندما تبدأ العملية لن يرفض الرئيس لمنظميها المساعدة العسكرية الكبيرة

في مبنى وزارة الخارجية رئـيس لجنـة ١٩٦١ نيسان ٤كينيدي في . شارك ألول مرة في الجلسة التي عقدها ج خطابات المنمقـة التـي نطـق بهـا ممثلـو إدارة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية فوليبرايت، الذي لم تؤثر عليه ال

لقد أدان هذا السيناتور وبحزم الخطة إياها والتي تنافي ابسط الخطاب الحاسم للـسيناتور احـدا . المخابرات المركزية باالضافة إلى فولبرايت وقفـشليزينجر ). ١٩(غير الرئيس كينيدي ومستشاره الخاص شليزينجر، على حد قول األخير

٦٥

اما وزير الدفاع مكنامار، الذي كان تحت تأثير لجنة رؤساء األركـان، . ، وتحاشاه وزير الخارجية راسك ضد الغزو فقد قدم مساعدة كبيرة لخطط المخابرات المركزية، إذ ان اللجنة اقنعته ان لواء المرتزقة سيتمكن من التمركز علـى

. رأس جسر االنزالا بتنويه غامض، اال ان الرئيس كينيدي لم يلق اية معارضـة مـن رغم ان راسك لم يقف ضد الغزو علنا، وإنم

، )او المغامرة كمـا يـسميها شـليزينجر (وهكذا فإن العملية السياسية الخارجية . طرف مكتب ومجلس األمن القومي .التي فكرت بها وجهزت لها إدارة المخابرات المركزية حصلت على تأييد كافة الشخصيات القيادية في الحكومة

كان هناك عدة أسباب أبدت إدارة المخابرات المركزية على اساسها اهتماما خاصا بتنفيذ الخطط المذكورة، فقـد كمـا وأرادت . أرادت ترسيخ مواقفها في واشنطن في عهد اإلدارة الجديدة عن طريق نجاح مذهل في البحر الكاريبي

ى وريث لهـا لتوسـيع نطـاق عملياتهـا ضـد القـوى ان تسلم السلطة في كوبا العداء الثورة وتحول الجزيرة إل قبـل . وقد تعامل داالس معهم على أنهم دمى بيديه يحركها كيفما يشاء . الديموقراطية في كافة انحاء أمريكا الالتينية

إدارة المخابرات المركزية في فلوريدا، وقد سمعوا باإلنزال فقـط مـن اإلذاعـة، ) أي اعداء الثورة(الغزو عزلتهم كانـت هـذه . رت التصريحات عن بدء العملية وتطورها باسمهم أو بشكل ادق باسم المجلس الثـوري الكـوبي ونش

التصريحات تكتب في مقر إدارة المخابرات المركزية في واشنطن ثم تنقل إلى جونس في نيويورك صاحب مؤسـسة ة مع المجلـس الثـوري الكـوبي، بنـاء التي كان لها اتفاقات مسبق" ليم، جونس أسيوشيتدس إيتكوربوريشين"اإلعالن

كـل هـذا يـدل علـى ان إدارة ). ٢٠(على تكليف من إدارة المخابرات المركزية لتنفيذ بعض األعمـال الدعائيـة كما ادعت بل كانت تريد تسيد كوبا فـي حـال نجـاح " حكومة في المنفى"تكن تنوي تشكيل المخابرات المركزية لم . خططها البعيدة المدى

يل على قرار المخابرات المركزية دخول الجزيرة بأية وسيلة ومهما كلف ذلك، هو ما كان يجري فـي وخير دل صرح موظفو إدارة المخابرات المركزية لقادة المرتزقة الكوبيين انه في حـال . منطقة إعداد المرتزقة في غواتيماال

رة تمرد واعتقال ممثلـي إدارة المخـابرات رفض البيت األبيض في اللحظة األخيرة لحظة الغزو عليهم القيام بمسي ). ٢١(المركزية واحتالل البواخر التي تنتظرهم في ميناء كابيس في نيكاراغوا واالبحار إلى كوبـا وتنفيـذ االنـزال

).٢٢"(خيانة حقيقية"كينيدي بهذه المناورة المذهلة الدارة المخابرات المركزية وصفها بأنها . عندما سمع رلية، خالفت إدارة المخابرات المركزية أمر البيت األبيض بعدم مشاركة األمريكيين في العملية، خالل سيرة العم

فكان أوائل الغواصين الذي وصلوا الشاطئ الكوبي في منطقة خليج الخنازير وأعطوا اشارة الغواصين الذي وصـلوا كمـا قـام موظفـو المخـابرات . يكيينالشاطئ الكوبي في منطقة خليج الخنازير وأعطوا اشارة االنزال، من األمر

من نيكاراغوا وقصفوا مواقـع الجـيش ٢٦بقيادة طائرات ف ـ " طيارون مدنيون"المركزية االمريكيين، على انهم لقـد . كانت خسائر إدارة المخابرات المركزية في خليج الخنازير حسب معطيات كولبي عـشرة أشـخاص . الكوبي

. د في سبيل تحقيق خططها الجنونية باحتالل كوبا، لوال التأني الـذي لجـأ إليـه ج كانت على استعداد لزيادة هذا العد .كينيدي مجبرا

٦٦

لـو : "كينيدي فيما بعد. ر. قال. كان أحد أسباب هذا التأني الرد الساحق الذي القاه ألف واربعمائة من المجرمين لقـد ). ٢٣"(ل لما حاولنا االقدام على مثل هذه العمليةكنا نعلم ان القوات المسلحة الكوبية قوية لهذه الدرجة وتجيد القتا

نقلت الينا إدارة المخابرات المركزية انطباعا كاذبا بأنه ينتظر الغزاة نزهة سهلة من رأس جسر االنزال حتـى عمـق ع ان وشـيئا فـشيئا تـدل الوقـائ ). ٢٤"(تفـصيال "يسمي شليزينجر تقديرات إدارة المخابرات المركزية هذه . البالد

.المخابرات المركزية لم تسع فقط القناع البيت األبيض بل لتنفيذه بخط تأثير محددبعد فشل الغزو شكل الرئيس كينيدي لجنة خاصة برئاسة الجنرال تايلور لدراسة أسباب االخفـاق، وكـان فـي

ليـست هنـاك . كينيـدي .عضوية اللجنة أالن داالس واألدميرال بيرك رئيس أركان القوات البحرية ووزير العدل ر دالئل تشير إلى ان تصرفات إدارة المخابرات المركزية تعرضت للنقد، بل بالعكس فقد أيدها الكثير مـن المتحـدثين

صرح سميث المـدير األسـبق الدارة المخـابرات . اال انهم أشاروا فقط إلى ضرورة الرقابة الشديدة على خططها فيجـب عليـك امـتالك " الحرب الباردة"سك في حالة حرب، أو كما يقولون عندما تجد نف: "المركزية في جلسة اللجنة

:صرح بيسيل). ٢٥"(منظمة ال اخالقية تعمل في السر غير ملزمة بعقد المؤتمرات الصحفيةانا أعتقد … بغض النظر عن الهزيمة، فإن على الواليات المتحدة ادخال القوة للعمليات العسكرية غير الرسمية "

تفكير بتغيير واجهة سياستنا الخارجية وذلـك لتجنـب النـزوع إلـى القـاء الخطابـات التـي تعرقـل انه علينا ال كان هذا الخطاب موجها علنا ضد الرئيس كينيدي، الذي كان قد صرح فـي مـؤتمر صـحفي قبيـل ). ٢٦"(عملياتنا

.الغزو ان الواليات المتحدة األمريكية لن ترسل قواتها المسلحة إلى كوبازام كينيدي بالخط الذي رسمه على عتبة العملية، فقدر تقديرا عاليـا مـن قبـل مـساعديه ومستـشاريه اما الت ان هذا االلتزام جنب التورط في هجوم امريكيين وحد من مخالفتنا للقـانون الـدولي، اال "يعتقد سورينسين . السابقين

سكريين، لم يشر إليه الرئيس أبدا وهو غيـر نـادم ان هذا التزام ورغم ضغوط إدارة المخابرات المركزية والقادة الع ).٢٧"(على ذلك، فقد تأكد وبسرعة انه كان عليه ان يلغي العملية نهائيا

والطريف في األمر أن موظفي المخابرات لم يأخذوا تصريح الرئيس على محمل الجد، بـل اعتبـروه حيلـة، سمح في اليوم األخير من المعارك لطائرات القـوى الجويـة ورغم ان الرئيس . الغاية منها إبعاد ظنون كوبا الثورة

في الجو وعلى االرض، اال ان ذلك لم يرض داالس، الذي كان يرغب في القاء القـذائف " المعادية"بتدمير األهداف .في كل أرجاء كوبا، ويبدو أن كينيدي بدأ يميل إلى ذلك أثناء العمليات

مياته عن اللقاء الذي جرى بينه وبين كينيدي قبيـل ذلـك فـي كامـب نيسان كتب إيزنهاور في دفتر يو ٢٢في في البداية أخبره كينيدي ان البيت األبيض كـان ". الضربة الموعودة"تساءل الرئيس ـ العجوز عن سبب تنفيذ . ديفيد

ري أصـبح مكلفا بمهمة إخفاء مشاركة الواليات المتحدة في الغزو،وعندما فهموا في البيت األبيض ان ذلك ضـرو من المرتزقة وقعوا في األسر، ولم يكن كـذلك عنـد كينيـدي ١٢٠٠وباالضافة إلى ذلك فإن ). ٢٨"(الوقت متأخرا

غيـر المـسؤولة لتلبيـة "الرغبة في القاء القنابل على النساء واألطفال الكوبيين، على حد قوله لمساعديه، والمغامرة ).٢٩"(رغبات المتعصبين

٦٧

الدولتين العظميـين االتحـاد "يفيد مسرورا لشرح خليفته، والذي أضاف إلى ما ذكر ان غادر إيزنهاور كامب د ان الواليات المتحدة اضعف نـسبيا "و". السوفييتي والواليات المتحدة حاليا يوازيان بعضهما بعضا في السالح النووي ). ٣٠"(ست علـى المـستوى المطلـوب من الشيوعيين في القوات المسلحة، وكذلك فإن القوات البحرية األمريكية لي

نـه كينيدي أل. سيعيب ج١٩٦١ حزيران ٥ولكن عندما سيجلس الرئيس العجوز لكتابة مذكراته في المرة القادمة ـ وعنـدما ستـصبح هـذه الحقيقـة : "ويضيف. لم ينفذ الضربة الموعودة ضد كوبا، ولتهيبه في الوقت غير المناسب

).٣١"(نفجار، وكما أتوقع ادانة حقيقية لالدارة الحاليةمعروفة للشعب األمريكي فسيحدث اال نيسان، توجـه أالن داالس المـصعوق ١٩في الساعات األولى التي تلت هزيمة الغزاة في باليا ـ هيرون في

من المصيبة يتباكى إلى نيكسون الذي كان مسؤوال عن األعداد لإلنزال في عهد إيزنهـاور وعنـدما رأى نيـسكون اآلن انا افكر بهذا فقط، اني أكاد اسقط بدون قدح انهالـت : " المخابرات قدمه الويسكي، وهنا أجاب داالس حالة مدير

تأجيل الغزو من شباط إلى نيسان، بعض االهتزازات التي اقلقت إدارة المخابرات المركزيـة، الحـذر : على كينيدي وإشارة إلى المعروف الذي قـدمت إدارة . يكيمن تأجيله للعملية، رفض قصف الجزيرة بطائرات سالح الجو األمر

المخابرات المركزية لكينيدي في الحملة االنتخابية، صرح نيكسون انه لو كان اآلن في البيت األبـيض لوضـع كـل وأكد نيكسون ذلك في اليوم التالي للرئيس شخصيا، وأضاف انه كان عليه ارسـال . قدرات القوات المسلحة ضد كوبا

.١١كان هذا صوت المتطرفين الذين تحدث عنهم كينيدي لمستشاريه). ٣٣(يين إلى كوبا دون ترددالجنود األمريكفمن جهة اعتبر موظفو المخابرات الذين شاركوا في العملية، موقـف البيـت . أدت هزيمة كوبا إلى عدة نتائج

خر وهم ممثلو أكثـر القـوى األبيض خطأ فادحا، فبعضهم رد ذلك إلى قلة خبرة الرئيس الجديد وجبنه، وبعضهم اآل وهكذا نشأت في إدارة المخابرات المركزية فئة أو زمـرة كمـا يـسميها بعـض . اليمينية تطرفا، اعتبر ذلك خيانة

كينيـدي . بيسيل عندما سـمح لنفـسه بوصـف تـصريح ج وجدير بالذكر ان. المؤلفين االمريكيين، معادية لكينيدي عليه في شيء، وكان يعلم ان ايامه وأيام داالس في إدارة المخابرات المركزيـة بالنفاق، كان متأكدا ان هذا لن يؤثر

ومن ناحية أخرى فقد حلت نهاية العصر الذهبي، عندما بقيت إدارة المخـابرات المركزيـة خـارج نقـد .معدودةمركزية من منظمـة كان بداية النتقال إدارة المخابرات ال "ويذكر كولبي ان االخفاق في كوبا . الكونغرس والصحافة

طبعا يبالغ كـولبي بـشكل واضـح، إذ صـور إدارة ). ٣٤"(تحظى بهيبة واحترام كبيرين إلى منظمة مدانة ومنتقدة . ألخطاء وفشل مختلـف االدارات " ككبش الفداء "١٩٦١المخابرات المركزية خالل السنوات العشرين التي تلت عام

الذين يستحقون ادانة أكثر ممـا سـمح ألنفـسهم " ن الدرع والخنجر فرسا"هذا الموقف يصلح ستارا الخفاء عمليات .الصحفيون والمشرعون األمريكيون في الستينات وحتى في السبعينات

يقول شولتس ان . قابالت كاستروا مقالة لشولتس عن م١٩٨٤ نيسان ١في " بيريد" نشرت المجلة األمريكية االوسع انتشارا ١١

أنا أحكم على كينيدي : "وأضاف كاسترو. كاسترو كان متأكدا انه في عهد كينيدي كان من الممكن إيجاد لغة للتفاهم مع الواليات المتحدةيج الخنازير نه ورث هذه الخطة ألانا ال أحمل كينيدي مسؤولية الغزو،. على ضوء ما حدث فيما يتعلق بكوبان ابتداء من الغزو في خل

.بالكامل من إدارة إيزنهاور ـ المؤلف

٦٨

. كينيدي؟ وإذا كان الرد بااليجاب فـإلى ايـة نتيجـة أدى ذلـك . هل انتقد البيت األبيض ج : ما يهمنا اآلن هو : اال ان كولبي يعتقد ان كلمات كينيـدي .ر طيبة عن المخابرات المركزيةيداء آراء غي إفالرئيس شخصيا سمح لنفسه ب

).٣٥(قد اطلقها منفعال وال تعكس اية نوايا حقيقية" سأجزئ إدارة المخابرات المركزية إلى آالف القطع"كينيدي وحسب اقـوال شـليزينجر الـذي . طرح ج" نيويورك تايمز"في لقاء سري مع ريستون مراقب صحيفة

انـه يتمتـع . داالسأالنمن المحتمل انني لم اعمل معه ابدا ولذلك ارتكبت خطأ بالمحافظـة علـى : "موجوداكان داالس شخـصية اسـطورية، … بمواهب كبيرة، اال انني لم اعمل معه أبدا ولذلك ال استطيع ان اثمن ما يقولـه لـي

ي إدارة المخابرات المركزيـة اسـتطيع لذلك يجب ان يكون لي شخص ف .. العمل مع الشخصيات االسطورية متعب لقد اخطأت بتعيـين بـوبي . التعامل معه بتفاهم وإخالص، والذي يمكن ان أتلقى منه، بالتعبير الرياضي، نقلة صحيحة

لقد فهمت .. ………كان يجب ان يعمل في إدارة المخابرات المركزية… وزيرا للعدل) روبرت كينيدي ـ المؤلف (مكنامارا يعمل في وزارة الدفاع، وراسك عمـل الكثيـر فـي . تم بادارة المخابرات المركزيةيجب علينا ان نه : شيئا

).٣٦"(وزارة الخارجية، أما في إدارة المخابرات المركزية فال أحدبخالف الكلمات التي اطلقها بانفعال، يصعب تفسير اقوال كينيدي في لقائه مع ريستون، إال بالرغبة فـي تغييـر

مخابرات المركزية والتحرر من الشخصية االسطورية، وإخضاع االستخبارات لمراقبة شديدة طـرف مدير إدارة ال على ما يبدو انه خـالف نائبـه . كيندي النية في نقد إدارة المخابرات المركزية. إال انه لم يكن لدى ج . البيت األبيض

إال ان . ى ضوء الفشل في خلـيج الخنـازير جونسو، الذي سمح لنفسه بنقد شامل الدارة المخابرات المركزية عل . لوهكذا فقـد ابـدى . اآلراء غير المحمودة عن إدارة المخابرات المركزية استمرت وكان على الرئيس اإلصغاء إليها

وقـد بـدأ . لوفيت آراءه للرئيس، التي حاول إيصالها إلى إيزنهاور بصفته عضو المجلس الرئاسي للنشاط التجسـسي وصـرح . في خليج الخنازير كتأكيد مأساوي على التكهنات السلبية لمجلـس الـسنوات الـسابقة من تقديره لالخفاق

. ولكن هذا لم يكن ممكنا فـي عـصر داالس وإيزنهـاور . لوفيت انه يجب مراقبة إدارة المخابرات المركزية بقوة ة والتأثير في واشنطن، والقابـل وأشار لوفيت كذلك إلى ارتفاع نفقات إدارة المخابرات المركزية إلى أحد مراكز القو

كينيدي بتـصحيح . لقد حسبوا ان يقوموا بالتعاون مع ج. تحت لوائه" األمن القومي"لضم هيئات أخرى تعمل من أجل ووافق كينيدي بدوره على ذلك بإجراء بعض التغييرات في البداية، وعلى حد قول أحد مساعديه، أحيى نـشاط . معين

لتجسسي وقرر إعطاءه تسمية جديـدة ـ المجلـس الرئاسـي االستـشاري لالسـتخبارات المجلس الرئاسي للنشاط ا فأصبح كليفورد تلك الشخـصية الموثوقـة بالنـسبة ١٩٦٣كيليان، أما في عام . الخارجية، وكان يرأسه في البداية ج

رين الثـاني عقد هذا المجلس في أيـار وحتـى تـش . ووزير الدفاع الالحق١٩٤٧للرئيس وأحد مشرعي قانون عام لقـد ). ٣٨( جلسة، أي أكثر مما قعده المجلس الرئاسي التجسسي خالل خمس سنوات من تواجـده ٢٥ حوالي ١٩٦١

مراقبـا "حظي المجلس االستشاري بثقة الرئيس وكانت مقترحاته تنفذ فورا، إال انه لم يكن، وكما يـشير شـليزينجر، ه منظمة بلغت درجة مرموقة مـن نالمور التي أرادت ان تخفيها ع ، ولم يكن منظما بحيث يستطيع االحاطة با "جديرا

).٣٩"(المهارة في إخفاء نشاطاتها

٦٩

، الذي رفض اقتراح الرئيس كينيـدي باسـتالم مهمـة ٥٤١٢عين الرئيس كينيدي الجنرال تايلور رئيسا للجنة الثانية فرقة انزال جـوي، وفـي عهـد ترأس الجنرال تايلور أثناء الحرب العالمية . مدير إدارة المخابرات المركزية

إيزنهاور كان رئيس أركان الجيش إال انه استقال تعبيرا عن احتجاجه على االنتقاص من دور القوات المسلحة نتيجـة اصرار إدارة إيزنهاور على تطوير السالح الجوي، وشارك تايلور كمستشار عـسكري لكينيـدي وكـرئيس للجنـة

الذي يرفع مكانة القوات المسلحة وخاصـة القـوات " التجاوب المرن"ة في وضع مبدأ رؤساء األركان، مشاركة فعال .الخاصة منها، التي تستخدم لتنفيذ العمليات التخريبية، باالضافة إلى تطوير األسلحة النووية االستراتيجية

إلدارة العسكرية فـي كانت الكلمة في ا. تلقت إدارة داالس في المخابرات المركزية هذا المبدأ العسكري بفتور الذين يراهنون على استخدام السالح النووي الـشامل، واعتبـرت إدارة " العسكريين النوويين"عهد إيزنهاور لما سمي

كانت قيادة هـذه العمليـات وتنفيـذها . المخابرات المركزية نفسها على حق بتنفيذ العمليات العسكرية غير الرسمية ارة المخابرات المركزية واسطولها الجوي وميزانيتها وتأثيرهـا علـى الـسياسة يتطلبان باستمرار تطوير جيوش إد

رأى قادة المخابرات المخابرات المركزية في المبدأ العسكري الجديد تحديدا لدائرة نشاطهم كما بدأ للوهلة . الخارجية .األولى

، اللتـين جردتـا )٥٧(و) ٥٥(رفع الجنرال تايلور عن طريق مجلس األمـن القـومي المـذكرتين االداريتـين وحسبما نشر لم يكن هناك نظاما محـددا هألن. (المخابرات المركزية من العمليات شبه العسكرية وأسندتها للبنتاغون

كان المبرر األساسي لتجريد إدارة المخابرات المركزية من العلميات شبه العسكرية هو تطورهـا إلـى حـد ). لذلكسمى كـولبي . ى والوسائل وكذلك التأمين المادي ووسائل النقل المخصصة لالستخباراتكبير، لم تعد تكفي معه القو

فيما بعد كانت كل العمليـات الكبيـرة شـبه ). ٤٠"(مسلك جديد جدا تجاه المخابرات المركزية "قرار تايلور هذا بأنه انهـا كانـت تنقـل للبنتـاغون، العسكرية، كعملية غزو كوبا، وان كانت تحضر لها إدارة المخابرات المركزية، اال

ويضيف كولبي ان إدارة المخابرات المركزية تلقت امرا يحدد . ويبقى دور إدارة المخابرات المركزية المساعدة فقط وان تراقـب سـريتها بـشدة . يات كبيـرة ليات السرية العسكرية على اال تكون هذه العملبدقة مهامها في نطاق العم

والطريف في األمر انه فورا عقب الفشل في خليج الخنازير، بعـث ). ٤١"(المتحدة فيها وكذلك عدم اشراك الواليات الرئيس الجنرال تايلور وروستو عضو مجلس األمن القومي إلى فييتنام الجنوبية، كان رئيس فـرع إدارة المخـابرات

وروسـتو توسـيع الوجـود الذي يذكر انه حسب المبدأ الجديد لالدارة، طلـب . المركزية في سايغون آنذاك كولبي العسكرية للبنتاغون في فييتنام الجنوبية وتكليفه بالعمليات ضد الفدائيين فـي االريـاف، التـي قامـت بهـا سـابقا

ال يرى كولبي أي فرق فيمن ينفذ العمليات ضد الثوار أهو البنتاغون أم إدارة المخابرات المركزية، فهو . المخابراتتو من منظار التنافس القائم في واشنطن بين الهيئات المختلفة، مفترضـا ان العـسكريين ينظر إلى قرار تايلور وروس

خـالل . حاولوا تشويه صورة االستخبارات في نظر البيت األبيض في النزاع من أجل فييتنام والهند الـصينية عامـة ).٤٢(١٦٧٣٢ إلى ٥٨٥نوبية من كينيدي تزايد عدد المستشارين العسكريين األمريكيين في فييتنام الج. فترة حكم ج

فمـن مـذكرات كـولبي يظهـر ان إدارة . ظل مبدأ تايلور حول إدارة المخابرات المركزية حبرا على ورق المخابرات المركزية لم تكتف بالعمليات البسيطة في فييتنام الجنوبية، اما في الوس فقد أعـدت جيـشا سـريا مـن

٧٠

والذي حارب بعنف ضد قوى التحرر الوطنية مخالفا اتفـاق جنيـف حـول المرتزقة بتعداد ستة وثالثين ألف رجل .، والذي وقعت عليه الواليات المتحدة األمريكية١٩٦٢الوس عام

ضرورة تقليص عمليات التخريب السرية التي تنفـذها ) ٥٧(و) ٥٥(اقتضت مذكرات مجلس األمن القومي رقم كينيدي عـام . وقد قلص ج . من ميزانية االستخبارات % ٨٠عمليات لقد استهلكت هذه ال . إدارة المخابرات المركزية

% ٢٠ اعتمادات إدارة المخابرات المركزية وكرر ذلك في العام التالي، آمال بلوغ تقليص االعتمادات بمقدار ١٩٦٢وصـيا غيـر رسـمي علـى العمليـات "كينيدي وزيـر العـدل . ثم عين الرئيس شقيقه ر ). ٤٣(١٩٦٦حتى عام . ، والذي رفض فيما بعد كسابقه تايلور منصب مدير إدارة المخابرات المركزية)٤٤("السرية

احتفظـت : "كتب سورينسين. وجدير بالذكر ان الرئيس لم يدخل تعديالت جذرية في استراتيجية العمليات السرية شك في ضرورة وشرعية لم يكن لدى الرئيس أي " مصلحة األالعيب القذرة "إدارة المخابرات المركزية لنفسها بدور

إال انه أعتقد انه من الواجب تنفيذها في إطار سياسته الخارجية، ويجب ان تكـون متوافقـة … "األالعيب القذرة "هذه كمـا حـدث قبـل غـزو خلـيج . في الدول النامية ويجـب ان يـسبقها تخطـيط دقيـق " الديموقراطية"مع اهدافه ).٤٥"(الخنازير

" الديموقراطيـة "هـداف العمليات السرية بمهام النضال ضد الشيوعية واأل " ضرورة وشرعية "كينيدي . برر ج تحـت أي لم يكن مهما بالنسبة الدارة المخابرات المركزية وكما تشهد الوقائع، . لسياسته الخارجية تجاه الدول النامية

هيئـة الظـروف األكثـر ستار ستغطي األالعيب القذرة، كانت تبغي من ذلك تسهيل أمور االحتكارات األمريكية وت .مالءمة لها الستغالل الدول الناشئة

فقـد وقـع اختيـاره علـى . أعلن الرئيس تعيين مدير جديد إلدارة المخابرات المركزية١٩٦١في خريف عام شخصية بارزة من الحزب الجمهوري هو المليونير ماكوون من كاليفورنيا، الذي كان نائبا لوزير القوى الجوية فـي

انه رجل معاد للشيوعية، يحمل آراء غاية فـي . ومديرا لهيئة الطاقة الذرية في إدارة إيزنهاور . ئيس ترومان عهد الر قد على بعض البـدع نكيندي، لتجنب ال. ج الرجعية، وقد كان وجوده في البيت األبيض ضروريا، كما يذكر مساعدو

".كمسلك جذري جديد"ن قبل الدوائر في تنظيم االستخبارات والتي ال تغير شيئا اال انها فسرت مكيبل، الذي شغل لمدة تسع سنوات في عهد داالس منصب النائـب األول . ب. ويذكر انه تم تغيير الجنرال تشي

كارتر، وعزل بيسيل نائب المدير ورئيس فرع التخطـيط . لمدير إدارة المخابرات المركزية، وعين مكانه الجنرال م هيلمس، الذي اعتبر اختصاصيا كبيرا في مجال جمع وتحليـل المعلومـات، وقـد .ت روتم تعيين موظف االستخبارا

اال ان هناك نقطة هامة لـم تؤخـذ . قدر تعيينه في السلطة تعبيرا عن نية البيت األبيض لتقليص حجم العمليات السرية يكتف هيلمس في مركـزه الجديـد، لم. بعين االعتبار ان هيلمس كان مدينا في امجاده السابقة في المخابرات لداالس

كمـا . بل اعطاها اتساعا وبعدا جديدين" األالعيب القذرة"ومن بعده في منصب مدير المخابرات المركزية بالحد من وكان فرعـه . واستبدل كذلك نائب مدير المخابرات المركزية للمعلومات، فبدال من إيموري عين المحافظ الفظ كالين

. كلمة رشحت بمرشحات خاصة محافظة، وهذا ما كان يالئم ماكوون تماما٣٠٠٠نيدي بحدود يعد نشرة يومية لكي

٧١

لم يفكر االخوة جون وروبيرت كينيدي أثناء تقليصهم للعمليات السرية، كيف كان ينظر إلى هـذا األمـر فـي وعينا على رأسـه " وستامانغ"وهكذا فقد صادقا على برنامج كامل للعمليات السرية في كوبا تحت اسم سري . السابق

الجنرال لينسديل، وتحولت مدينة ميامي في والية فلوريدا إلى مركز إلدارة المخابرات المركزية خـارج واشـنطن، وقد نظمت هجمات بحرية وجوية ضد كوبـا، كمـا وقامـت مجموعـات . حيث كان فيها أكثر من سبع مائة عضو

ضـد جزيـرة " الحرب النفـسية "وبلغت . قصب السكر وغيرها التخريب والتفجير وإشعال الحرائق وإبادة محاصيل الـذين رأوا فـي هـذه العمليـات الحرية إتساعية كبيرة، ومرة أخرى نفذت أعمال القرصنة بيد المرتزقة الكوبيين،

١٩٦١تمهيدا لغزو واسع، وأكد ذلك موظفو المخابرات المركزية الذين ساهموا في اعداد لواء المرتزقة في نيـسان .عد ذلك أقاموا أمتن العالقات مع اعداء الثورة من الكوبيينوب

أفضل وقت إلثارة أزمة الحوض الكاريبي، وقـد عمـل ١٩٦٢اعتبرت إدارة المخابرات المركزية خريف عام على اثارة هذه المشكلة الطغمة العسكرية األمريكية واالستخبارات، الذين تحكموا في المعلومات التجسسية وصوروا

للواليـات " األمن القـومي "اريخ السوفييتية المتوسطة المدى، المنصوبة في كوبا كسالح هجومي يمكن ان يهدد الصورفض جون وروبير ت كينيدي اقتراحات العسكريين وادارة المخابرات المركزية بقصف شـامل . المتحدة األمريكية

نافية للقانون الدولي إال انهـا اثـارات حفيظـة ورغم ان هذه المواقف م . لكوبا واكتفوا بالحجر أو الحصار البحري الدوائر العسكرية، واثار دهشة المخابرات المركزية أكثر من ذلك إعالن الرئيس كينيدي عن تـسوية قـضية البحـر

يؤكد المؤرخون ان االخوة كينيدي منذ تلـك اللحظـة بـدأ بتقلـيص برنـامج . الكاريبي دون اللجوء إلى غزو كوبا أكثر ما يخشاه كينيدي مخالفة أوامره بعدم ارسال طالئع المخربين إلـى كوبـا أثنـاء المحادثـات وكان".مانغوستا"

كانـت عـشر : كينيدي بالتحقيق في هذا الموضوع اذهلته الحادثة التالية.عندما قام ر. المتوترة لتسوية قضية الكاريبي . ذن رسمي من إدارة المخـابرات المركزيـة إنمجموعات بتعداد ستين رجال مجهزة لعملية دخول كوبا وكأنها بدو

٧٧كانت ثالث مجوعات قد دخلت فعال، وقد اعطى األوامر هارفي قائد المجموعـة الكوبيـة العملياتيـة الخاصـة ).٤٦"(انطباعا مخيفا"ية ولدت لديه ل ان هذه العم١٩٦٤كينيدي بشكل سري عام . ذكر ر). دبليو(

مكانه فيتسجير الد، الذي كان يرأس قسم الـشرق األقـصى لـدى فـرع بعدها أزيح هارفي من منصبه وعين إال انه تجدر االشارة إلى انه ومع كل التأرجح باتجاه القوة أو الضعف، فإن الحرب ضد كوبـا كـان لهـا . التخطيط

بيـرت اضافة الـى ان تـايلور ورو . األولوية في نشاط إدارة المخابرات المركزية، وتم ذلك بمصادقة البيت األبيض إال ان العمليات ضد كوبا كانت تراقب دوريا من منظمة خاصة، وكـان يـتم ) مانغوستا(كينيدي كانا يقودان برنامج

في الساعة الثانية من ظهر كل خميس بحضور رئيسها تايلور وبانـدي مـساعد الـرئيس ٥٤١٢ذلك باجتماع اللجنة ن السياسية وجيلباتريك نائب وزيـر الـدفاع وليمنتـسير لشؤون األمن القومي وجونسون نائب وزير الخارجية للشؤو

بعد اختتام مناقشات قضايا إدارة المخـابرات . رئيس لجنة رؤساء األركان وماكوون مدير إدارة المخابرات المركزية المركزية، انضم للمجتمعين روبيرت كينيدي وبدأوا مناقشة العدوان، وحملت هذه العملية اسـم مجلـس المجموعـة

وفي نهاية اليوم انتقل المجتمعون لدراسة خطط العمل ضد كوبا فـي إطـار مـا سـمي . ة للحرب العدوانية الخاصكينيدي ثالث مجموعات بنفس القـوام، ولكنهـا تختلـف . وهكذا، وجد في عهد ج). ٤٧(المجموعة الخاصة الموسعة

٧٢

. واللجنة الخاصة الموسعة لشؤون كوبـا ، المجموعة الخاصة بعمليات االعتداء، ٥٤١٢اللجنة : بالمهمة المسندة إليها يبدو ألول وهلة ان هذا النظام المتشعب في اإلدارة والتنسيق هيأ للبيت األبيض إمكانية أكبر لمراقبة الحرب الـسرية إلدارة المخابرات المركزية في الخارج، اال ان قضايا كوبا وفييتنام الجنوبية والوس وجمهورية الدومينيكان تؤكـدان

يمكن سرد العديد من الحوادث والوقائع المحيطة بتكتيك المخابرات في الدول المـذكورة، . لم يكن دائما كذلك األمرذكرنا انه وجدت في إدارة المخابرات المركزية خطـط الغتيـال . وال تخدم أي موقف سياسي وسنكتفي هنا بأبرزها

شـولتس . ي في لقاء سري مع الصحفي المعروف تكينيد. ذكر الرئيس ج. الشخصيات السياسية البارزة من الجانب يتعرض لضغط كبير من قبل مستشاريه في التجمع االستخبار، والذين لم يذكر اسماءهم، للـسماح بقتـل فيـديل "انه

ان الرئيس شخـصيا كـان ضـد ذلـك العتبـارات " نشر شولتس محتوى اللقاء وذكر١٩٧٤في عام ). ٤٨"(كاسترو ١٩٦٧وفي عـام ". واليات المتحدة األمريكية ال يجب ان تكون شريكة في عملية قتل سياسي اخالقية منطلقا من ان ال

).٤٩(ذكر روبرت كينيدي انه عندما اطلع في بداية الستينات على خطط فيديل كاستر ومنعها بحزم اعـد وبغض النظر عن الموقف السلبي لألخوة كينيدي، اال ان فرع التخطيط في إدارة المخـابرات المركزيـة

في تلك األثناء حيكت الدسائس المشبوهة، فأثنـاء التحـضير لتنفيـذ خطـط .وبنشاط خطط اغتيال قائد الثورة الكوبية ، أرسل نائب مدير المخابرات المركزية للقائه فـي بـاريس )ليس/عملية إم (خائن الشعب الكوبي كوبيالس سيكاديس

يعتقـد ). ٥٠"(تور أمريكي وممثل خـاص لروبيـرت كينيـدي سينا"رئيس اللجنة الخاصة بكوبا فيتسيجير الد بصفة كينيدي، ان هذه المناورة كانت خطة مدروسة الظهـار قتـل فيـديل . الباحثون االمريكيون، الذين حققوا في مقتل ج

كانتقام مـن ١٩٦٣ الثاني تشرين فيكاسترو كتصرف شخصي من روبيرت كينيدي، وإبراز قتل الرئيس في داالس .كينيديكوبا ضد جون

كوبـا المفصل لهذه العملية الخبيـر القـومي الكـوبي، والمـدعي العـام الحـالي لجمهوريـة التحليل قدم المهرجـات ضـمن " تدين االمبرياليـة الشبيبة"إيدالبرتودغيفارا كينتانايا في المحكمة الدولية التي عقدت تحت شعار

المركزيـة إدارة المخابرات نشرت: "مدعي العام الكوبييقول ال. ١٩٧٨ صيف عام هافاناالدولي للشبيبة والطلبة في فقـد أخبـر الكوبيـة بخطـة إدارة مزدوجا،إشاعات مفادها ان كوبيالس، الذي اعتقلته السلطات الكوبية كان عميال

. منها لقاء ذلك قررت كوبا تنظيم عملية قتل جون كينيديوكإنتقامالمخابرات الغتيال زعيم الثورة الكوبية، ضد الثـورة صراعها الكوبي ان االستخبارات األمريكية ارادت الوصول إلى النتائج الحاسمة في الباحث ديؤك

أي عمل تقوم به ضـد كوبـا، بمـا فـي ذلـك لكانالكوبية، ولو أتيح لها إثبات تهام كوبا في موت الرئيس كينيدي الدالئل الكاذبة التي استخدمتها إدارة المخـابرات اال ان. نظر واشنطنوجهةاإلعتداء المباشر، عمال مبررا كليا من

الـشعب ودفـاع هافانا في جريمة قتل الرئيس، وواجب الواليات المتحدة في االمتناع عن غزو كوبا لحشرالمركيزة هذا كان مجموعة العوامل التـي أدت كلالكوبي الباسل عن ثورته، والتوازن الجديد في القوى على الصعيد الدولي،

كل المعلومات المتوفرة وكـذلك معطيـات : الباحث الكوبيويضيف. فشل الخطط العدوانية ضد الشعب الكوبي إلى عملية قتل رئيس الواليات المتحدة كانت النقطة المحورية في المؤامرة التـي نظمتهـا انمختلف الدراسات تدل على

الـسياسة الداخليـة عـن ين لم يكونـوا راضـين االقتصادية والسياسية وممثلو مختلف الدوائر الرجعية، الذ القوى

٧٣

االبتعـاد التـام عـن مـصالح المنظومـة تعنـي الخارجية لجون كينيدي، بغض النظر عن ان هذه السياسة لم تكن المجمع الـصناعي والحربـي والـشركات النفطيـة وبعـض مطالبالرأسمالية، اال ان التغيرات التي حدثت عنت

الثورة من الكوبيين والمافيا وبشكل خاص إدارة المخابرات المركزية لم تكـن أعداءواالحتكارات األمريكية األخرى اال ان إدارة . االبـيض بتوجيهـات مـن البيـت ١٩٦٣ علم بالمباحثات التي جرت مع الكوبيين في خريف عام على

لقلق الكبيـر، ولـذلك اثارت قضية كوبيالس ذلك االسبب لهذا"المخابرات المركزية علمت بذلك ويؤكد شليزينجر انه حازما باالعداد الغتيال فيديل كاسترو، في الوقت الذي كان جـون كينيـدي قرارااتخذت إدارة المخابرات المركزية

معرفـة بعـض العناصـر بمجرديقول إيتفود السفير السابق، انه ). ٥١"( إمكانية تطبيع العالقات مع كوبا فيهيدرس ).٥٢"( باالعداد لعملية قتل الرئيسقاموا" بذلك الكوبيينمركزية وبعض المغتربين المتهورين من إدارة المخابرات ال

يؤكـد . التامـة اغتيال الشخصيات السياسية في المخابرات المركزية في عهد داالس وبموافقتـه خطط ولدت من هيئـة االجـرام المركزية بضم منفذينالمخابراتخليفته ماكوون انه لم يعرف عنها أبدا، ولم يعلم بقرار إدارة

حاول مدراء المخابرات المركزية هيلمس وكولبي البرهـان علـى ان االخـوة بعدوفيما . الوطني لتنفيذ هذه الخطط هـذه يدحـضون على اطالع على كافة خطط االستخبارات، اال ان مستشاري الرئيس كينيدي ومساعديه كانواكينيدي

أيـة دالئـل ) لجنة تـشورتش (االستخباريةة بدراسة نشاط المنظمات االدعاءات، ولم تجد لجنة مجلس الشيوخ الخاص وبعـض الشخـصيات األخـرى إال محاولـة إلبعـاد وكـولبي ضد جون وروبيرت كينيدي، وما ادعاءات هيلمس

الراحلين، اللذين خيبا آمال التجمع االستخباري في العديد من خطـواتهم األخوينالمسؤولية عن أنفسهم، واالنتقام من الجنوبية والـذي سـنتوقف عنـده لفييتناموكذلك بالنسبة ) رفض الغزو الجديد وبدء المباحثات مع هافانا( لكوبا لنسبةبا

..بالتفصيلكينيـدي وعالقاتـه مـع . االنكليزي ساميرس عدة سنوات في دراسـة ظـروف مقتـل ج الصحفي أمضى جون كينيـدي ومـارتن مقتللمختصة بالبحث في وأولى اهتماما خاصا لعمل لجنة نواب الكونغرس ا االستخبارات،

. ومع الموظفين السابقين فـي االسـتخبارات وخبرائها، وأجرى عدة لقاءات مع أعضائها )١٩٧٨ـ١٩٧٦(لوثر كينغ إيتفود في هذه اللقاءات بالتصريحات المنوه إليها سابقا حـول كـوبيالس السابقوقد أدلى المؤرخ شليزينجر والسفير

توقف ساميرس عنـد كما. كة العناصر الطائشة من إدارة المخابرات المركزية في مقتل جون كينيدي مشار واحتمال . حول السياسة تجاه فييتنام الجنوبيةالمركزيةالخالفات التي ظهرت بين البيت االبيض وإدارة المخابرات

مباشـر مـع خـالف علـى كينيدي يعلم انه سـيكون . لقضية فييتنام، كان الرئيس ج بالنسبة: "ساميرس كتب الحرب في فييتنام الجنوبية فـي أيـديها، بأوراقمجموعة قوية داخل إدارة المخابرات المركزية، التي احتفظت عمليا

سياسـة ضد إخراج المستشارين العسكريين االمـريكيين، وثـارت ضـد المركزيةوعموما كانت إدارة المخابرات حاول الرئيس إخفاء هذه التناقضات عن الشعب، وكان قلقـا للغايـة، . ارعةالرئيس في الفصل التام بين القوى المتص

وكانت إحدى خطواته األخيرة تشكيل مجموعـة عملياتيـة خاصـة السـتعراض العمليـات التجسـسية للواليـات ).٥٣"(المتحدة

٧٤

ما مـا يخـص ا. ال يوجد في المراجع اية تفاصيل حول هذه المجوعة العملياتية الستعراض العمليات التجسسية الخالف بين كينيدي وادارة المخابرات المركزية حول السياسة في فييتنام، فقد ذكر في المراجع وغن لم يكـن حـادا

مستشاري كينيـدي اختلفـوا فـي اآلراء فيمـا بيـنهم "ويذكر سورينسين أن . لهذه الدرجة التي تصورها ساميرس كانـت ). ٥٤"(ألية قضية أخرى عرضـت علـى الحكومـة بخصوص الوضع الداخلي في سايغون أكثر منه بالنسبة

الخالفات تتعلق بتصعيد الوجود العسكري األمريكي في فييتنام الجنوبية أو االسـتمرار فـي إخـراج المستـشارين العسكريين األمريكيين وإسناد مهمة بدء الحرب للجيش السايغوني، وحماية نظام نغودينديم وشـقيقه نيـوا واسـتبداله

لقد أيدت إدارة المخـابرات المركزيـة توسـيع الوجـود . يقاتل بفعالية أكثر ضد حركة التحرر الوطنية بنظام آخر اما معديم ونيو فقد لعبت المخابرات األمريكيـة دورا . العسكري األمريكي في فييتنام الجنوبية وتصعيد الحرب فيها

نفس الوقت كانت لها عالقات سرية قوية مـع فمن جهة بدت وكأنها ليست ضد تواجدهما في السلطة، وفي : مزدوجا .الضباط ولم تضغط عليهم لمنع االنقالب الذي كانوا يعدون له

حتى يومنا هذا، يورد المؤلفون األمريكيون آراء مختلفة حول من كان وراء االنقالب الـدموي فـي سـايغون، كولبي ان المبادل إلـى ذلـك كانـت وزارة يؤكد . البيت األبيض أم وزارة الخارجية أم إدارة المخابرات المركزية

من الواضـح تمامـا ان قـرار : الخارجية، وان البيت األبيض ايد فكرة االنقالب وصادق عليها، وكتب كولبي يقول وفي موضع آخر يؤكـد كـولبي ان الـرئيس ). ٥٥"(االنقالب اتخذه البيت األبيض وليس إدارة المخابرات المركزية

ن ديم، مما أدى إلى تدخل عسكري أمريكي مباشر فـي فيتنـام والفـشل الالحـق للـسياسة كينيدي ايد إسقاط نفودي . االمريكية

١٩٦٣ آب ٢٤وتأكيدا لما قاله يستشهد كولبي بالرسالة المستعجلة، التي اعتـدت فـي وزارة الخارجيـة فـي فـي سـايغون كيبـوت لوجـدج جاء في هذه الرسالة تعليمات لسفير الواليات المتحدة . كينيدي. وموقعه من قبل ج للقيام بدراسة كافة مناحي سلوك القيادة الفييتنامية وإعـداد خطـة ) أي إدارة المخابرات المركزية(والدوائر التابعة له

).٥٦(مفصلة لتغيير ديم إذا اقتضى األمر ذلكن البيت األبـيض ردا اال ان كولبي يكذب برقية أخرى ال تقل اهمية عن الرسالة المستعجلة، أرسلت إلى لودج م

على خبر جاء من سايغون حول االنقالبات الدورية بين الضباط الفييتنـاميين الجنـوبيين وعمـالء إدارة المخـابرات صادق الرئيس اليوم على اقتراح يمنـع البـدء : "١٩٦٣ تشرين االول ٥جاء في هذه البرقية المؤرخة في . المركزية

نشرت هذه البرقية في مجلد وثائق البنتاغون السرية، الذي نـشر ). ٥٧"(للمؤامرةانها تشجيع :بأية مبادرات قد تبدو و تـشرين الثـاني ١في البرقيات الالحقة وكما يتضح من وثائق البنتاغون، وحتى يوم . ١٩٧١في الواليات المتحدة عام

ي قرار البيت األبـيض عـام أي تاريخ االنقالب، ال توجد اية إشارة غير مباشرة على عدم وجود التغيير المذكور وه نسب فيهما للرئيس قـرارا بتنفيـذ االنقـالب واإلطاحـة بتنظيم برقيتين على أساس وثائق وزارة الخارجية، ١٩٧٠

بنفودين ديم؟تم تزوير الوثائق بهـدف إبـراز مـشاركة الـرئيس كينيـدي، ال إدارة ": "غارديان"كتبت الصحيفة اإلنكليزية

وهنـا . مرؤوسيه كانوا على اطالع على موقفـه هـذا " تل الرئيس الفييتنامي الجنوبي ديمالمخابرات المركزية في مق

٧٥

لماذا إذن لم يكن نفودين ديم ونيو صالحين في نظـر المخـابرات األمريكيـة، خاصـة وان القيـادة : يظهر السؤال السبل لوضـع دول الهنـد تحقيقا لرغبات . العسكرية األمريكية في سايغون كانت ايضا ضد إسقاط الرئيس ونظامه؟

اال ان الصحفي االنكليزي بريندون، الذي كان يعرف جون كينيدي عـن . الصينية تحت مراقبة الرأسمالية األمريكية بدأ وكأن الرئيس قد تعب من األزمنة الفييتنامية، ولم يعد يدري كيـف يتحـرر ١٩٦٣في خريف عام "قرب كتب انه

والجنـرال تـايلور، اللـذين . ي نهاية أيلول أرسل كينيدي إلى سايغون ماكنامارا ف). ٥٩"(من التزاماته تجاه ساسيغون ، على ان يتم اخـراج كافـة ١٩٦٣عادا بطلب إخراج ألف مستشار عسكري أمريكي كمجموعة أولى حتى نهاية عام

برات المركزيـة وقد صادق الرئيس على هذه الخطة رغم ان إدارة المخا. ١٩٦٥الدفعة من فييتنام الجنوبية حتى عام .عارضت ذلك

يؤكـد . ت آراء معتدلة من قبل سلطة سـايغون اقابلت خطط الرئيس كينيدي في ذلك الوقت إلى درجة ما إشار شليزينجر ان ديم بدأ يتطلع إلى تسوية سلمية للقضية الفييتنامية، في حين طالـب نيـو وبعبـارات ديماغوجيـة غيـر

ن من فييتنام الجنوبية، حتى ولو لم تكن هذه المنـاورات تعنـي سـوى مألوفة بضرورة سحب المستشارين العسكريي بعض مكائد اإلذيال الساسغيونيين، الذين يحظون بمكانة خاصة في تقدير واشنطن، فإن إدارة المخـابرات المركزيـة

قـصير ابـدى اال انه وخالل هذا الوقت ال. عاش جون كينيدي بعد ثالثة اسابيع فقط . لم تكن لتبقى دون مشاركة فيها وقـد صـرح . في لقاء مع السناتور سمازيرس شكوكه بأن إدارة المخابرات المركزية كانت وراء االطاحـة بـديم

انا اذكر ان الرئيس جون كينيدي كان في هول من أفكـار القتـل الـسياسي، وقـال كينيـدي ان إدارة : "سمازيرسن إدارة أوقـد شـكا مـن . ولم يكن مسرورا لذلك قته،المخابرات المركزية غالبا ما نظمت هذه العمليات دون مواف

المخابرات المركزية تقريبا مستقلة ذاتيا، وذكر لي انه يعتقد ان إدارة المخابرات المركزية نظمت عمليـة االطاحـة بديم تروخيلو، وقد كان مستاء من ذلك لدرجة كبيرة، لقد أراد تطبيق الرقابـة علـى مـا تنفـذه إدارة المخـابرات

).٦٠"(مركزيةالومن الطبيعي ان ماكوون مدير إدارة المخابرات المركزية وكولبي، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم الشرق

ولكن كـولبي نفـسه . األقصى في فرع التخطيط، ينفيان أي دور للمخابرات األمريكية في مؤامرة االطاحة بديم ونيو قيد كونين من إدارة المخـابرات المركزيـة فـي مقـر الـضباط يعترف انه منذ بداية انقالب وحتى نهاية تواجد الع

كل هذا يدل علـى ان . دجالمتمردين ونقل من هناك ادق التفاصيل عما يجري لفرع المخابرات المركزية وللسفير لو .االنقالب اعد وخطط له في لينغلي

يغونية التـي لـم تعـد تناسـب ذكرت آنفا الحجج التي استخدمتها الواليات المتحدة للتملص من المكائد الـسا بـأن . قناع االنظمة التي تقع تحـت سـيطرتها إلمصالحها، ويمكن اضافة واقعة أخرى وهي سعي الواليات المتحدة

. وهنا تتبلور المقارنة مـع إبـادة ديكتاتوريـة جمهوريـة الـدومينيكان ر . اضافة العصيان والتمرد سيقمعان بعنف ١٢ و١٩٦٠فـي كـانون األول . من قبل الرئيس إيزنهـاور ١٩٦٠نيسان صدقت خطة خلع تروخيلو في . تروخيلو

على نقل كمية غير كبيرة من األسلحة النارية إلى مجموعة مـن الـضباط ٥٤١٢ صادقت اللجنة ١٩٦١كانون الثاني كمـساعدة "لم يعان الضباط من نقص في السالح أبدا، اال انه كـان ضـروريا لهـم . كانت على خالف مع تروخيلو

٧٦

كانون الثاني اصطدم جون كينيـدي ٢١فور توليه زمام الحكم في ). ٦١"(من قبل الواليات المتحدة االمريكية " رمزيةفقد خشي جون كينيـدي ان يحـل محـل . بقضية الدومينيكان، واتخذ موقفا مزدوجا من الدكتاتور الرجعي تروخيلو

جـاء . من مسرح السياسة قبل ان يجهز البديل المناسـب طالب اال يخلع الدكتاتور دتروخيلو نظام شيوعي، ولذلك فق ال يمكن ان توافق الواليات المتحدة علـى عمليـات القتـل : "في إحدى برقيات الرئيس الموجهة إلى سانتور دومينغو

ايار، قتل تروخيلو، على اعتبار ان جـون كينيـدي ذكـر لمـساعده الخـاص ٢٩ولكن في اليوم التالي، ". السياسيي البيت األبيض ان ال يعارض في خلع تروخيلو على ان يتم ذلـك بأيـدي الـدومينيكايين أنفـسهم ودون غودفين ف

).٦٢(تحريض من الواليات المتحدةتحتل قضية جمهورية الدومينيكان فصال هاما في تاريخ العالقات بـين إدارة المخـابرات المركزيـة والبيـت

لرئاسة التي جرت في البالد ألول مرة، انتخب الليبرالي خـوان بـوش ونتيجة النتخابات ا . األبيض في عصر كينيدي أي لسياسة جون كينيدي في امريكا الالتينية، الهادفة إلى القتال ضد القـوى " لالتحاد من أجل التقدم "الذي أعلن تأييده

ط بوش وكينـدي عالقـات كانت ترب. التقدمية، والتي جاءت المراهنة فيها على العسكريين بل على المدنيين المنتخبين قام انقالب عسكري في سانتو ـ دومينغو، خلع بوش من السلطة وأجبره علـى ١٩٦٣ أيلول ٢٥في . صداقة حميمةكأنما حصل مفاجأة كبيرة لجون كينيدي، رغم ان الالزمة باستمرار للـصحفي هنـدريكس المـرتبط . مغادرة البالد

ارة المخابرات المركزية وحدها خلف هذا االنقالب بل وايضا المافيـا،التي لم تكن إد ). ٦٣(ارتباطا وثيقا بالمخابرات .حولت الدومينيكان بعد فشلها في كوبا إلى مقمرة ومركز للتجارة بالمخدرات في الحوض الكاريبي

ومباشرة استدعى جون كينيـدي الـسفراء األمـريكيين فـي . بعد أسبوع حصل انقالب عسكري في هندوراس وبعد مقتل جون كينيدي بأقل مـن . وهندوراس، وأوقف المساعدات االقتصادية والعسكرية لكلتا الدولتين الدومينيكان

ر ساندت إدارة المخابرات المركزية االنقالب الرجعي العسكري في أكبر دولة فـي أمريكـا الالتينيـة أي هستة أش كانت إدارة المخابرات المركزيـة تحـرك ". ماالتحاد من أجل التقد"البرازيل، وكان هذا الضربة األخيرة تحت شعار

لـم تكـن : ان هذا يؤكد شيئا واحدا. عمالءها من الرجعيين المتطرفين في دولة تلو األخرى من دول أمريكا الالتينية أولـى . إدارة المخابرات المركزية موافقة على سياسة جون كينيدي في أمريكيا الالتينيـة وكـذلك الهنـد الـصينية

ارة المخابرات المركزية تجاه سياسة جون كينيدي هي عدم الرضى عن خطط الرئيس للحد مـن التـوتر ادعاءات إد ومـن خلـف . ، ومحاوالته لتحسين العالقات السوفييتية ـ األمريكية "الحرب الباردة"الدولي واالبتعاد عن استراتيجية

ق موسكو بين االتحاد السوفييتي والواليـات ظهر كينيدي اقنع ماكوون أعضاء مجلس الشيوخ بعدم الموافقة على اتفا . وحتى ايامـه األخيـرة، لـم يكـن ج ). ٦٤( في البحر والبحر والجوةالمتحدة وبريطانيا حول ايقاف التجارب النووي .كينيدي يعلم بعدم والء زعيم المخابرات له

ـ " كنا مشدوهين من الصرعة التي درجت في واشنطن لتخفيف حدة التوتر الدولي " ا كتبـه هانـت أحـد هـذا م" ارسلوا الينا اليـوم "في إدارة المخابرات المركزية، والذي وصف االخوة كينيدي في كتابه " العصبة الكوبية "أعضاء

).٦٥(ألمريكا" البؤس الوطني"بأنهم

٧٧

أولكوت، الذي عمل في مطلـع الـستينات . ويفضح األمزجة التي كانت سائدة في إدارة المخابرات المركزية ج ان مقتل جون كينيدي لم يشج موظفي قاعدة طوكيـو، التـي : "يذكر أولكوت … بر قاعدة لالدارة قرب طوكيو في أك

تعتبر من مشاريع الدرجة األولى بالنسبة إلدارة المخابرات المركزية، كانت تلك نتيجة طبيعية للـرئيس الـذي آثـار ر وسياسة المباحثـات مـع الـشيوعيين، التـي وكانت أسباب ذلك الفشل في خليج الخنازي. حوله الحقد وعدم الرضى

فيعتقد رؤسـاء . وقد حمل تلك اآلراء موظفو المراكز الحساسة في السلطة. يعتقد األغلبية ان إدارة كينيدي قامت بها واصبح فقدان االمتيازات الخاصـة . األقسام ونوابهم وكذلك قادة العمليات ان كينيدي كان خطرا على الدوائر السرية

في إدارة المخـابرات " فرسان الدرع والخنجر"فآت المالية، والمعاش التقاعدي الكبير آني وكل ما يحصل عليه والمكابشكل مكـشوف ألن " ليبرالية كينيدي"كان من غير المعقول تأييد . والمعادية للشيوعية . المركزية أصبح حقيقة واقعة

" الخـائن . " ادركنا ذلك بشكل جيـد ١٩٦٣ تشرين الثاني ٢٢اية حتى غ. ذلك يعني ارتفاعا في الرتبة وتقدما في الخدمة . حول إيقال التجـارب النوويـة ١٩٦٣ قكانت هذه أوسمة جون كينيدي أثناء إبرام اتفا " المنصاع لالتحاد السوفييتي "و

لنفطيـة ضد حسم الغرامات على الـشركات ا "وفسر تأييد اإلدارة للتكامل العرفي والحملة الصليبية الخاصة بكينيدي وأكثـر . وقد كانوا يخشون التسوية السياسية والخروج من فييتنام دون نصر عـسكري . بهجوم على الملكية الخاصة

حتى ولو لـم تكـن ). ٦٦"(من ذلك يتهمون كينيدي بخرق االتفاق السري مع داالس على مساندة غزو خليج الخنازير ـ ت األمور واضحة في هذا المقتطف إال انها تعكس نزعة لم ر ترومـان فـي إدارة المخـابرات صكن سائدة فـي ع

وقد فصل هذه األفكار أولكوت وعـدد . المركزية وكذلك في عهد إيزنهاور وهي عدم الرضى عن الرئيس وسياسته آخر من العاملين السابقين في إدارة المخابرات المركزية على مسمع من اللجنة الخاصة للتحقيق فـي مقتـل جـون

لقد درست هذه اللجنة احتمال مشاركة إدارة المخابرات المركزية في عملية قتـل جـون . كينغكينيدي ومارتن لوثر كينيدي وكشفت وقائع التصرف المشكوك للعديد من موظفي اإلدارة، والذي تجلى بشكل خاص في عالقاتهم مع لـي

ـ ١٩٦٤ـ١٩٦٣هارفي أوسفالد المتهم ة عـن لجنـة اورون، الملف الخاص بأوسفالد وعدد آخر من الوثـائق الهاموبدورها اعترفت اللجنة انها لم تتمكن من الحصول من إدارة المخابرات المركزية على عـدد كبيـر مـن الوثـائق

لم تجد البراهين التي تؤكد مشاركة إدارة المخابرات المركزيـة وصرحت اللجنة انها . والمواد المتعلقة بقتل الرئيس اللجنة اخيرا إلى نتيجة مفادها ان مشاركي هذه المـؤامرة كـانوا ممثلـي وتوصلت. كينيديفي مؤامرة قتل الرئيس

كان المغتربون الكوبيون علـى عالقـة وثيقـة بـادارة المخـابرات ). ٦٧(المافيا ومجموعات كوبية معادية للثورة ومما يجـدر . رةالمركزية، مما قاد الباحثين األمريكيين إلى مناحي جديدة للبحث في مشاركة االستخبارات في المؤام

كينيدي من قبل لجنة خاصـة مـن مجلـس . ذكره ان عملية التحقيق في دور إدارة المخابرات المركزية في قتل ج النواب وقبلها لجنة تشورتش ولجنة روكفلير، وصدور عدد من الكتب في الواليات المتحدة التي تحاول برهان ذلـك،

ـ ١٩٦١ين إدارة المخابرات المركزية والبيت األبـيض عـام وظهور عدد من األعمال التي بحثت في الخالفات بوبـدأ المـسؤولون ". تأجج الحريق"اتخاذ إجراءات فورية لمنع " التجمع االستخباري" تطلب كل هذا من أركان ١٩٦٣

السابقون في إدارة المخابرات المركزية بتخصيص مكانة مميزة لجون كينيدي في مؤلفات اإلدارة ومحاضراتها أمام على هذا النحو بالضبط بـدت . الحشود الغفيرة، وقرنوا باسمه اسلوب قيادة االستخبارات، الذي يطبعها بطابع عدواني

٧٨

تـتلخص : "العالقة المتبادلة بين جون كينيدي وادارة المخابرات المركزية، والتي يمكن قراءتها فـي كتـاب كـولبي لقد فهم اإلدارة . أفضل من جون كينيدي في منصب الرئيسالقضية في ان إدارة المخابرات المركزية لم تجد صديقا

واستخدم كينيدي إمكانياته الـسياسية وشـبه . تماما واستخدمها بشكل فعال معتمدا على مواهبه في تحليل العالم المعقد " يـدي إدارة المخابرات المركزية لم تجد صديقا أفضل مـن جـون كين "وعلى أساس ان . العسكرية السرية نفذ ذلك؟

كينيدي والدوائر الخاصة، ولذلك فال يمكـن ان تكـون . تأكدت لدى األمريكيين فكرة انه لم تكن هناك خالفات بين ج . األخيرة شريكة في مؤامرة ضده

طبعا كان جون وروبيرت كينيدي مؤيدين الستخدام إدارة المخابرات المركزية في السياسة الخارجية، معتمـدين وعمـل كالهمـا، ". بحقنـة دم جديـد " التخريبية، وسعوا جهدهم لتعزيز التجمع االسـتخباري على العمليات السرية

ثـار التـذمر فـي إدارة أإال ان ذلك . وخاصة روبيرت، شخصيا في قيادة االستخبارات وتدخل في الخطط العملياتية .المخابرات المركزية، التي اعتادت على العمل باستقاللية أكبر ورقابة أقل

فإن التوجيهات الجديدة لجون كينيدي في السياسة الخارجية لـم تـرق للعناصـر المتهـورة فـي إدارة وكذلك كل هذا وغيره ولد الخالفات والصراعات الخفية، التي لم تكن موجودة في إدارة المخـابرات . المخابرات المركزية

.المركزية في عهد ترومان وإيزنهاور. هل يعقل ان ابـن تكـساس ل : ، فستجد نفسك ال محالة أمام السؤال التالي إذا أمعنت النظر في تقديرات كولبي

كينيدي كان صديقا أقل اخالصـا واسـتجابة إلدارة المخـابرات . جونسون، الذي استلم منصب الرئاسة بعد مقتل ج لثالثين للواليـات حتى اآلن لم يرد في المراجع األمريكية اية دالئل على ان الرئيس السادس وا . المركزية من سابقه؟

المتحدة لم يناسب التجمع االستخباري في أمر، بل على العكس، فقد كانت مطالب ورغبات البيت األبيض والتجمـع . االستخباري منسجمة تماما، وكانت بمثابة عودة إلى عهود ترومان وإيزنهاور

جبهات لينغلي الجنوبية والغربية والداخلية

جونسون، وباعترافه، إلى اسـتالم مقاليـد الحكـم . كينيدي، حتى توجهت أفكار للم يكد ينتشر خبر موت جون .وبسرعة، وانتقلت للرئيس الجديد الرقابة على أحد مراكز السلطة الرئيسية أي التجمع االستخباري

جونسون إلى الطابق األرضي في البيـت . نزل ل"في صباح اليوم التالي لموت كينيدي، وبعد عودته من داالس باندي وسمع التقرير االستخباري الدولي لجون ماكوون، الذي كان بمثابة جولـة فـي أنحـاء . األبيض إلى مكتب م

).١"(الكرة االرضية مع التوقف على المناطق المضطربة والنشاط التخريبي الدولي واألزمات الملتهبةكـز العـصبي لكـل نـشاطاتنا ــ المر " غرفة المواقف"باندي كانت . إلى جانب مكتب م : "نجونسو. كتب ل

مرة واحـدة أثنـاء أزمـة الحـوض " غرفة المواقف"واعترف جونسون انه قبل ذلك كان في " الدبلوماسية والتجسيية ، ويذكر جونسون انه بعد ان أصبح رئيسا أصبح يقضي الساعات الطويلـة فـي هـذه الغرفـة، ١٩٦٢م االكاريبي ع

ورغـم ان . المجهزة بأحدث معدات االتـصال والتجهيـزات االلكترونيـة المليئة جدرانها بالخرائط السرية جدا، و جونسون كان على حد قوله مطلعا على األحداث العالمية كونه نائبا للرئيس، واطلع على عـدد كبيـر مـن الوثـائق

٧٩

ل السرية أكثر من سابقيه في هذا المنصب، وعرف الكثير عما كان يقوم به التجمع االسـتخباري، وفقـط مـن خـال منصب وعرف الكثير عما كان يقوم به التجمع االستخباري، وفقط من خالل منصب الرئيس اتـضحت امامـه آليـة تأثر المخابرات األمريكية بمقياسها الواسع وكذلك بنيتها التنظيمية وأسرارها، وهكذا فإن صورة بسيطة ولكن مميـزة

جونسون عضوا في مجلس األمن القومي . كان ل . خباريتعطي فكرة دقيقة عن األذرع الحقيقية إلدارة التجمع االست ـ دائرة نخبة القادة، ومع ذلك لم يكن يعرف كل شيء عن التجمع االستخباري، خاصة وانه لم يكـن يملـك سـلطة

.رسمية عليه ـ مساعدة الرئيس لشؤون األمن ٥٤١٢اللجنة : إطار المخابرات كما يليبدت الرقابة المستمرة والقيادة في كانت متضمنة رسمية في مجلس األمن القومي، ٥٤١٢ورغم ان اللجنة . القومي ـ مجلس األمن القومي ـ الرئيس

ل. فكان يقودها الرئيس ومساعده لشؤون االمن القومي با ما لقد عدل جونسون بعض الشيء في بنية المخابرات، وغا .كان يعمل مع مدير المخابرات المركزية

في عهد جونسون، تدخل مدير إدارة المخابرات المركزية ونائبه بشكل فعال في وضع واتخاذ اخطر القرارات فباالضافة للمشاركة في جلسات المجلس، حضر قادة إدارة المخابرات المركزية كافة لقاءات جونسون مع . السياسية

اورد جونسون في مذكراته وبدقة أسماء مشاركي كل من الجلسات . قة بقضايا السياسة الخارجيةالوزراء والمتعلالكبيرة لمناقشة قضايا الهند الصينية والشرق األوسط والحوض الكاريبي، ونجد في كافة هذه الجلسات مدير

افة جلسات البيت األبيض مهما وكان مدير المخابرات المركزية القاسم المشترك لك. المخابرات المركزية أو نائبه .كانت محدودة

يذكر كولبي ان مدير المخابرات المركزية كان يعرض ما يعرفه حول هذه القضية أو تلك، وكان يصيغ وقد .مقترحاته بشكل يساعد في اتخاذ القرار وكان يصر على وجهة نظره عندما يطرح اآلخرون آراء مخالفة

القضية الفييتنامية، وهنا وكما في كل المواقف االخرى، كان هم إدارة خصص العددي من الجلسات لمناقشةد، وكيف ينبغي ان يبالغ في المخابرات المركزية كما يشير كولبي، كيف ينبغي تصوير الموقف في بلد مجهول وبعي

يشيد كولبي ). ٢( حقائق الموقفهصياغة المسائل دون النظر إلى جانبها المأساوي، بغية اسر عقول الناس وتشويوال كافة األطراف قبل ان يتخذ أي قمقدرا فيه دأبه ومثابرته وسماعه أل"بماكوون كمدير للمخابرات المركزية

وكان يرسل بانتظام المعلومات إلى الهيئات والوكاالت األخرى بغض النظر عن كونها تؤيد أفكاره أم . موقففقد كان يهم هذا األخير المعلومات كينيدي لم يرض خليفته،.جيبدو ان هذا األسلوب، الذي تكون في عهد ). ٣"(ال

والحقيقة ان جونسون لم ينس اتباع أصول اللعبة حتى مع مخابراته . المغربلة والمدروسة من زاوية نظر معينةالخاصة، وما عساه ان يكون أفضل لتوخي الموضوعية من وجهة نظر البيت االبيض، من إرسال أفضل العناصر

م الجنوبية؟ ذكر ماكوون أكثر من مرةإلى في لة أمام امتنا، ويريد ان يكون : "يتنا م هي أهم مسأ يعتقد الرئيس ان فييتنا ).٤"(لنا فيها أفضل الرجال المؤهلين

كانت قضايا أوروبا وإفريقيا تهم جونسون في درجة أقل من إيزنهاور وجون كينيدي وليس من قبيل الصدفة م والهند الصينية رأس جسر لسيطرة الرأسمالية . ة األهمتتحول فييتنام إلى القضي د يرى في فييتنا فكان الرئيس الجدي

٨٠

كانت هذه رغبة المجموعات االحتكارية . األمريكية على الشرق األقصى وجنوب شرقي آسيا وقارة آسيا بشكل عامكان اهتمام هذه المجموعات التي . هاللواليات الغربية الجنوبية والغربية من البالد، والتي كان جونسون يمثل مصالح

.وإلى الجنوب ـ إلى امريكا الالتينية موجها بالدرجة األولى إلى الغرب ـ آسيا،" كاوبوي"سميت م واالسابيع األولى الستالمه السلطة، عندما اطلع على تقديرات إدارة أكد جونسون في مذكراته انه في األيا

ونوه جونسون إلى " مثالية جدا"ى حول قضية فييتنام تبين له ان هذه التقديرات المخابرات المركزية والهيئات االخرفي مطلع كانون الثاني ". المثالية المفرطة"انه استعرض قرار سابقه بإخراج ألف مستشار عسكري كنتيجة لهذه

لتجسس في وزارة الخارجية عرضا للوضع العسكري في فيتنام الجنو١٩٦٣ بية والذي جاء قدم ككتب التحليل وا). ٥"(فيه، على حد قول جونسون، ان الجهود العسكرية تضعضعت منذ عدة أشهر في العديد من القطاعات الهامة

أما جونسون فبدأ فورا باتخاذ عدة : وهكذا يتضح ان جون كينيدي ظل لعدة أشهر يستخدم معلومات غير صحيحةم العمل بالشكل الذي يريده جونسوناما مدير المخابرات المركزية ماكوون فقر. اجراءات . ر من جهته اعادة تنظي

قدم مقترحات لتحسين وتدقيق نوعية المعطيات التجسسية والتي وافق جونسون ١٩٦٣ففي منتصف كانون األول ال ندري كم مضى من الوقت بين تقديم المقترحات وورود المعطيات التجسسية االولى، اال ان . عليها مباشرةعن إحدى هذه الطرق المتبعة ). ٦"(حسنت إدارة المخابرات المركزية طريقة إعدادها لتقارير: " يقولجونسون كتب

م م ١٩٦٢يتحدث كولبي، الذي ترأس من عا قسم الشرق األقصى في فرع التخطيط لدى إدارة ١٩٦٧ حتى عاالمركزية في دول افريقيا أصدر ماكوون أمرا باستدعاء كافة موظفي إدارة المخابرات . المخابرات المركزية

الذين سبق لهم ان عملوا في فييتنام الجنوبية وكلف هؤالء الخبراء بالتوجه إلى ة وأمريكا الالتينية،يوأوروبا الغرب ".عرض خاص"فييتنام الجنوبية واعداد

احاته حول من فييتنام باقتر١٩٦٤يذكر جونسون في مذكراته أنه عندما عاد وزير الدفاع ماكنامارا في آذار لجنة توسيع نطاق العمليات العسكرية، حاولت لجنة رؤساء األركان برهان عدم كفاية هذا االقتراح، بل اعتبرت ال

م الشمالية واذكر ان ماكوون مدير المخابرات . انه يتوجب علينا توجيه الضربات لألهداف العسكرية في فييتناوقد وقف ماكوون بحزم إلى جانب توسيع ". ومتأخرة جداطفيفة جدا"المركزية وصف هذه االقتراحات بأنها

قترح ماكوون ). ٧"(العمليات في الجنوب، وفي نفس الوقت تصعيد العمليات من الجو والبحر ضد الشمال وا .١٩٦٤اقتراحات مماثلة حول قصف جمهورية فييتنام الديموقراطية من الجو خالل عام

١٩٦٥ المركزية، وقبل استقالته بفترة قصيرة، قدم ماكوونه في نيسان في إدارة المخابرات"وتكليال ألمجاده كانت األولى موجهة لوزير الخارجية راسك ووزير الدفاع ماكنامارا ومساعد الرئيس لشؤون . مذكرتين حول فييتنام

لثانية للر لجنوبية الجنرال تايلور، وا .ئيس جونسوناألمن القومي باندي وسفير الواليات المتحدة في فييتنام اكتب ماكوون في المذكرة االولى، انه درس برنامج اإلثني عشر اسبوعا من العمليات العسكرية، والذي صادق

". غير قاس كما يجب على فييتنام الشمالية"عليه رئيس لجنة رؤساء األركان الجنرال ويلر، ويعتقد ان هذا المخطط ضد جمهورية فييتنام الديموقراطية،" تيرة تصاعد الهجمات الجويةبطء و"وانتقد مدير إدارة المخابرات المركزية

٨١

ة " بهجمات ال متناهية"وطالب لحيا تهدد المطالب الحيوية لفييتنام الشمالية، وتضع سكانها في مواقف ال يستطيعون ا ).٨"(فيها

لنطاق ضد فييتنام عندما كتب ماكوون مذكراته، كان البنتاغون يستعد لبدء أولى عملياته البرية الواسعة القد تكهن مدير المخابرات المركزية مسبقا بأن هذه العمليات لن تلق النجاح مهما كبر الفيلق األمريكي . الجنوبيةإذا قامت الحرب ضد فييتنام الديموقراطية : والحقيقة ان ماكوون حدد في قوله. وقد تحققت النبوءة فعال .المرسل

ولكن تكهن مدير المخابرات االمبريالية لم يتحقق، فالحرب . ي فييتنام الجنوبيةفسيبدأ عندها تأثير العمليات ف ألف رجل في ٥٥٠الوحشية والجوية للبنتاغون ضد جمهورية فييتنام الديموقراطية لم تساعد الفيلق الممثل بتعداد

إنني قلق، : "للرئيس جونسونفي المذكرة الثانية كتب ماكوون . فييتنام الجنوبية، حيث انه مني هناك بهزيمة ساحقةم الشمالية والمخططة لعدة أشهر الحقة ظلت محصورة في نطاق وكما ذكرت لكم، ألن الضربات الجوية ضد فييتنا

لذلك اقترح وبإلحاح ان ترسل جنودا آخرين الى فييتنام الجنوبية، والذين أعتقد انهم ضروريين هناك، … ضيق ).٩"( أقوى وتكبيده الخسائر الجسيمةويمكنهم توجيه الضربات للشمال بشكل

).١٠"(ذلك كان أحد أقوى المبررات لتوسيع نطاق الحرب الجوية"وقد علق جونسون على المذكرة قائال ان م يبق في موقف ماكوون شيء من الدور الذي حدد للمخابرات المركزية في قانون عام وجدير بالقول انه ل

نصب مدير المخابرات المركزية نفسه محاميا لنهج معين، كان في البداية لقد. لمعلوماتا في جمع وتحليل ١٩٤٧لتصعيد البطيء . يشبه في عدوانيته نهج لجنة رؤساء األركان، وبعد ذلك فاقه فلم تكن لينغلي موافقة على خطة ا

م للحرب،التي صادق عليها الجنرال ويلر، وطالبت المخابرات بتوسيع الحرب الجوية ضد جمهورية فيي تنام الديموقراطية وتعزيز الفيلق األمريكي في فييتنام الجنوبية وتصعيد العمليات ضد جبهة التحرير الوطنية في فييتنا

في " الحرب السرية"الجنوبية، وفي ذات الوقت، وكما يتضح من وثائق عدة، صعدت إدارة المخابرات المركزية عض الباحثين األمريكيين، انه لم يكن في إدارة المخابرات يؤكد ب. الوس، وحاكت العديد من المؤامرات ضد كوبا

لتان لنسبة لالستراتيجية الفييتنامية، وظهر في لينغلي حول تلك القضية كت المركزية في ذلك الوقت وحدة في الرأي با .")تحمل صفة اصطالحية" يساري"طبعا كلمة " (اليساريون"و" البواشق"

حول دراسة المجلس لتقديرات ١٩٦٤معلومات إلى الصحافة في آب " ريبتس"كان " اليساريين"يبدو ان دور .إدارة المخابرات المركزية، التي أعدها رجل االستخبارات ماتياس

المحادثات "في فييتنام، وأشير إلى انه يمكن تجنبها عن طريق " الحرب الطويلة"وجاء في هذه الدراسة توقع ). ١١"(الجنوبيةوالتسوية القائمة على تطبيع فييتنام

قبلت فئة اليساريين في إدارة المخابرات المركزية بفكرة فصل القوات المتحاربة في : "كتب بيتر ديل سكوت ).١٢"(فقد أيدوا رأي ماكوون" البواشق"اما . …فييتنام

قتها كل مرحلة كبيرة من مراحل تصعيد التوتر في الهند الصينية في الستينات والسبعينات سب يقول سكوت انفي واشنطن، ويبدو ان آراء ماكوون التي تضمنتها المذكرتان السابقتان كانت أحد مظاهر تلك " استخبارية"معركة

".المعارك"

٨٢

لم يكن لدى كافة المشاركين في لعبة إتخاذ المسؤولية، التي تؤدي في النهاية إلى اخفاق عسكري كبير للواليات م الجنوبية والوس وكمبودياالمتحدة في الخارج، أدنى شك في أهداف أرادت االمبريالية . التدخل في شؤون فييتنا

د نار حرب التحرير الوطنية ونظرا ألن (في إطار هذه األهداف العامة . األمريكية إخضاع شعوب تلك الدول بإخمافإن الشخصيات ) ياجون كينيدي، الذي قبل بإخراج المستشارين العسكريين األمريكيين من فييتنام الجنوبية لم يعد ح

لتي تناسب مسرح الرسمية في واشنطن تمسكوا بآراء مختلفة حول وسائل الصراع التكتيكية واالستراتيجية، ا .األحداث العسكرية في الهند الصينية

الجارية " المعركة االستخبارية"يعتقد بعض المؤلفين انه من األفضل، لفهم ما جرى، عرض وجهتي نظر في التخلص من "و" الحدود المتقدمة" وزير الدفاع ماكنامارا يتكلم من المواقف االستراتيجية المعروفة كان. ١٩٦٤عام

م ". الشيوعية أي منذ ظهور ماكوون على رأس إدارة المخابرات المركزية، ظهرت عنده ١٩٦٢حتى في عادير مخابرات وزارة الخارجية يشير م. مكنامارا حول قضايا الهند الصينية والشرق األقصى معخالفات في الرأي

م ١٩٦٢األسبق هيلسمان ان وزير الخارجية راسك وقف كذلك عام ضد اقتراح إدارة المخابرات المركزية تنظي ).١٤"(كعملية غزو خليج الخنازير، ولكن على مقياس أوسع"غزو واسع لقوات شنغهاي في الصين الشعبية، م، فإن الخال لتخلص"من جهة واستراتيجية " التمهل"ف بين استراتيجية أما ما يتعلق بالوضع في فييتنا من جهة " ا

م الديموقراطية، دون أخذ أي أخرى كان محصورا في ان األخيرة تقتضي بدء حرب جوية ضد جمهورية فييتناعهد وقد أيد هذا النهج الجنرال ليمنتسير رئيس لجنة رؤساء األركان، الذي حتى في .اعتبار للرأي العام العالمي

د الصينية وجمهورية الصين الشعبية " التمهل"اما سياسة ). ١٥(كينيدي قدم اقتراحا باستخدام السالح النووي ضد الهنلتصعيد التدريجي للحرب، ليعتاد عليها الرأي العام داخل التي أخذ بها مكنامارا وبعض أعضاء الحكومة فتقتضي ا

.الواليات المتحدة وخارجهان مساعديه عشرين مرة على اعادة كتابة الفصول المتعلقة بالقضية الفييتنامية في أجبر الرئيس جونسو

د ان االستراتيجيتين كانت األفضل بالنسبة له اال ان الواضح شيء . مذكراته، وهذا يعني انه ليس من السهل تحديم يتخذ اية قرارات بمفردهآخر وهو ان جونسون رغم انه كان رئيسا وقائدا أعلى، إال انه حاول اقناع القراء بأ . نه ل

باالضافة إلى ذلك فانه . كان يطلب من وزرائه وضباطه ومساعديه شرحا خطيا القتراحاتهم ونصائحهم ومتطلباتهمللحرب "كان يلزم جونسون الحجج لتنفيذ هذه العمليات أو تلك، الحجج الالزمة لمطالبة الكونغرس بوسائط جديدة

يون أنفسهم الحرب في فييتنام، والحجج التي تدعو الكونغرس التخاذ القرارات التي تطلق ما يسمي األمريك" القذرةفي محاولة . كما تبين فيما بعد استفزازا خالصا هذه الحجج التي كانت. يدي جونسون إلى عمليات أكثر عدوانية

سية عن الهند الصينية، وعلى لتبرئة نفسه امام التاريخ، يتذرع جونسون بالتيار المتدفق من المعلومات التجسلنسبة له لدرجة نشرها كاملة في مذكراته .اقتراحات من نموذج ما قدمه ماكوون والتي اعتبرها مناسبة با

كانت ١٩٦٤في واشنطن عام " المعركة االستخبارية"فإن أهمها في عهد إذا أردنا الحديث عن االستفزازات،يتان ميدوكس وتير يزجوي وحسب مصادر رسمية بالسباحة العادية في فقد قامت غواصتان امريك". حوادث تونكين"

في المياه الدولية في خليج تونكين الذي يحد جمهورية فييتنام الديموقراطية وتعرضوا، ١٩٦٤النصف األول من آب

٨٣

االنتقام، عندها اعطى الرئيس جونسون، أمره ب. على حد زعمهم، لهجوم الزوارق التوربيدية الفييتنامية الشماليةوأضاف الرئيس، عندما . قامت مئات الطائرات الحربية بتوجيه الضربات األولى لجمهورية فييتنام الديموقراطية

ان بحوزته تأكيدات قادة الكونغرس حول اتخاذهم قرار لدعم تصرف "أعلن في التلفزيون عن هذه العملية، ، وانه ١٩٦٤ أعد من قبل البيت األبيض في أيار وطبيعي ان جونسون اخفى ان مشروع القرار كان ". الحكومة

الذي يعطي جونسون الحق وفورا اتخذ مجلس الشيوخ قرار تونكين،. لتقديمه الكونغرس" كان ينتظر الحوادث .القانوني في تصعيد الحرب

ذلك ـ لم يبد أعضاء مجلس الشيوخ اية محاولة للتأكد من صحة االدعاءات المذكورة، اال انهم عندما فعلوا كانت مفتعلة من قبل " حوادث تونكين"والحقيقة ان هذا حصل بعد عدة سنوات ـ توصلوا إلى نتيجة مفادها ان

". قرار تونكين" مجلس الشيوخ في بداية السبعينات ىوعلى هذا األساس ألغ. الواليات المتحدة األمريكيةجس نبض منظومة " وإنما كانتا مكلفتين بمهمة بعوم عادياتقومم ل"تير يزجوي"و" ميدوكس"وتبين فيما بعد ان

وأشارت لجنة الشؤون الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ، ان ". االستقبال الالسلكي لقوات السواحل الفييتنامية الشماليةكان في خدمة . الغواصتين كانتا مكلفتين بالقيام باالستطالع والتجسس في المياه اإلقليمية الفييتنامية الشمالية

وكان أمام االستخبارات العسكرية باخرتان تنفذان مهام خاصة باالضافة إلى مهمة التجسس واالستطالع،وبما ان القوات المسلحة الفييتنامية الشمالية . الغواصتين مهمة استفزاز أي عملية ضدهم لتكون حجة للرد واالنتقام

لتوربيديابدت تماسكا ولم تمنح واشنطن هذا المبرر، فقد أشيع نبأ ا . لهجوم اواكثر من ذلك فإن قبطان . وفيما بعد اعترف بحارة وضباط الغواصتين انهم لم يروا أي زورق أو أي طوربيد

طلب في برقية موجهة إلى القيادة العامة بعدم اللجوء إلى عمليات متسرعة قبل التحليل التام والدقيق لما " ميدوكس"اضافة . ولم يؤخذ بكلماته إطالقا" التجمع االستخباري"ب دور بيدق في لعبة وعلى ما يبدو، كان يعل اال انه،. حدث

إلى ذلك فإن التجمع االستخباري حضر المعطيات تنفيذا ألوامر السلطات العليا، بما في ذلك األكاذيب التي من ".الشيوعيين الفييتناميين الشماليين"لدى " النوايا العدوانية "ىشأنها البرهان عل

لتحكم بالمعطيات التجسسية" حوادث تونكين" فإن وهكذا لبيت األبيض في ا . كانت أكثر االمثلة إرضاء لرغبات ام األ كان عليهم ان . مر دون استفزازات، اال ان معطيات هيئات االستخبارات لم تكن تثير الشكوفي مواقف أخرى ت

لجنوبيةتدخل فييت"عن" وقائع دافعة"يقدموا للرئيس ومستشاريه والكونغرس وعن " نام الشمالية في شؤون فييتنام اكان سيناريو تونكين والقصص األخرى المشابهة مبتكرة "كتب سكوت . وغير ذلك كثير" عدوانية وعنجهية هانوي"

وقد دعمت هذه البراهين بأوامر . من قبل الهيئات االستخبارية، لتسليح الحكومة األمريكية ببراهين قاطعة للعدوانم . شوهت لدرجة تدعو للتساؤل حول التدخلالخصم،التي كل هذا التزييف كان حجة التخاذ قرار غزو كمبوديا عا

١٦"(١٩٧٠.( الورقة الرئيسية في يد جونسون وخليفته نيكسون " كمعتدي"كانت المعلومات التجسسية عن فييتنام الشمالية

وكان .يع العمليات الحربية في كل الهند الصينيةلتصعيد الحرب الجوية ضد جمهورية فييتنام الديموقراطية، ولتوسجونسون يدعو المشرعين والشخصيات الحزبية ورجال العمال إلى البيت االبيض، حيث استمعوا إلى تحليل قادة

٨٤

حدث ذلك . فيما يلي سنتوقف عند إحدى هذه المناسبات التي انعكست على جونسون بنتائج غير متوقعة. المخابراتلتجاري . كوون إدارة المخابرات المركزيةبعد ان ترك ما أحد مدراء شركة (وضعت عودته إلى النشاط ا

ليغراف" لبيت األبيض أمام قضية الخلف). انترناشيوال تيليفون إند ت وفي النهاية توضح األمر بأن المطلوب مرشح .ا . يقبل بشغل منصب مدير إدارة المخابرات المركزية لفترة مؤقتة

ايوجيت جينيرال "نائب رئيس المنشأة العسكرية . قع الخيار على مواطن الرئيسوبشكل أو بآخر وم . األدميرال المتقاعد ريبورن) لوس أنجيلوس" (كوربوريشين د استحق ثناء جونسون أثناء الحملة االنتخابية عا لق

ات الغربية بتأسيس وعلماء الوالي. فقد قام مع بعض الضباط المتقاعدين العاملين في المنشآت العسكرية ،١٩٦٤منظمة محافظة لدعم جونسون، مما كان له عظيم األثر،إذا اخذنا بعين االعتبار االرضية المحافظة جدا التي كان

.يقف عليها مرشح الحزب الجمهوري غولدوترولد أي رغم انها لم ت" بوالرسي"تبريرا لترشيح األدميرال المتقاعد، قدمت للمواطنين خدماته في قيادة برنامج

أثناء قيادته : "كتب الموظف السابق في إدارة المخابرات المركزية فيليبس .انطباع خاص لدى رجال االستخباراتلبحرية األمريكية، تميز ريبورن بدفعه قدما في الكونغرس" بوالرسي"للبرنامج الصاروخي لنجاح . للقوات ا وهذا ا

كان يعرف القليل عن عمل االستخبارات اما عن السياسة الخارجية .بالذات اقنع ليندون جونسون لتنصيبه مديرا لنا ).١٧"( ساذجاافكان يعرف الكثير، لقد كان سياسي

عين الرئيس جونسون هيلمس أول نائب لريبورين، في سبيل اعداده لشغل المنصب األعلى في المخابرات، ديرا إلدارة المخابرات المركزية، واستقبل هذا فبعد عام تقريبا أعلن جونسون عن تنصيب هيلمس م. وهذا ما حصل

وهكذا بعد خمس سنوات من عزل أالن داالس، قدم إلى رئاسة . القرار من قبل قادة المخابرات كأفضل هدية لهمقامت شعبية األدميرال : "كتب كولبي مشيرا إلى الفرق بين ريبورن وهيلمس. لينغلي رجل مخابرات متمرس

لقد أصر على إدخال بعض األساليب في إدارة ". بوالريس" تنظيم وقيادة بناء الغواصات المتقاعد ريبورن علىوأثارت أساليبه الفظة السخرية في البداية، . إال انه لم يكن مدركا. المخابرات المركزية، والتي أثرت علي شخصيا

أثاروا الشائعات حول مديرهم في وفيما بعد المعارضة من طرف موظفي اإلدارة األكثر ذوقا وتأنقا، والذين هيلمس ١٩٦٦ثبت ريبورن قرابة السنة، بعدها استدعى جونسون في حزيران . اللقاءات واألمسيات في واشنطن

د كان أول رجل بعد إلى البيت األبيض ألداء القسم بحضور زمالئه القديرين، الذين فاخروا به وكنت أحدهم، لق ).١٨"(خباراتداالس يتربع على هرم سلطة االست

وإذا عدنا إلى الفترة المؤقتة التي قضاها ريبورن في إدارة المخابرات المركزية، نجد انه بعد أربع عشرة لقيت على إدارة المخابرات المركزية مهمة طالما أساعة من توليه المنصب الجديد، شبت أزمة الدومينيكان، و

ان الشيوعيين كانوا وراء تمرد الضباط والجنود في ) ١: "اعتادت عليها، وهي تقديم المعلومات التي تثبتان انتقال السلطة المحتمل في الدومينيكان إلى ايدي الديموقراطيين من الجيش أو من الطبقات التي ) ٢.الدومينيكان

.تدعمه يعني تهديدا لألمن القومي للواليات المتحدة األمريكية

٨٥

لبيت األبيض والتجمع االستخباريوخاصة بعد انتصار الثو كان الحوض الكاريبي، . رة الكوبية، محور اهتمام التي قدمتها إدارة المخابرات المركزية عن الحوض الكاريبي والدول المجاورة ليست معروفة المعلومات والتحليالت ا

ان له، إال ان ما علم منها من خالل مذكرات الشخصيات القيادية وموظفي المخابرات يؤكد شيئا واحدا وهو والتحويل االقتصادي واالجتماعي الذي ينقذها من الفقر، وتؤكد . الشعوب في هذه الدول تناضل من أجل االستقالل

ايضا ان محاوالت االحزاب االصالحية البورجوازية لنهج سياسة خارجية مستقلة، وانتزاع السلطة من األقليات ".تدخال من قبل هافانا وموسكو"و" دسائس شيوعية"رات المحلية واالحتكارات االمريكية،اعتبرتها إدارة المخاب

هبت في بناما موجات احتجاج شعبية، سببها الشغب العسكري األمريكي في منطقة قناة ١٩٦٤في مطلع عام م "ماذا نجد في مذكرات الرئيس جونسون حول هذا؟ . بناما ، حذرتنا إدارة المخابرات ١٩٦٣منذ صيف عا

ديل كاسترو ١٩٦٤ ومطلع عام ١٩٦٣وقع المتاعب في بناما في نهاية عام المركزية، بأن علينا ت ، وقد نسق فيلنقود والرجال إلى بناما كان احتمال المظاهرات واورد، ولم . العمل مع الحزب الشيوعي البنامي وأرسل األسلحة وا

طقة المجاورة لها اهدافا تستثن محاولة قلب الحكومة الشرعية، لو ان ذلك حصل لتوقعنا ان تصبح القناة والمنكل هذه التكهنات ال تستحق االهتمام، ألنها عبارة عن ترهة اختلقتها اما إدارة المخابرات المركزية ). ١٩" (خاصة

أو جونسون، اال انها كانت ضرورية للرئيس لتبرير األمر الذي أصدره للجنود األمريكيين بإطالق النار على .لنتيجة قتل أكثر من مائتي مواطن بنامي وجرح العشرات اآلخرينوكانت ا" المتمردين الناميين"

وبعيدا عن الحوض الكاريبي،ولكن بسبب األحداث الجارية فيه جرى انقالب عسكري، كانت ١٩٦٤في نيسان ليين للرئيس جو جوالرت، . واضحة فيه بصمات التجمع االستخباري الحديث هنا عن قلب الضباط الرجعيين البرازي

كان الملحق العسكري األمريكي في . ظنت االمبريالية األمريكية انه يريد جر البرازيل إلى نفس طريق كوباالذي البرازيل في ذلك الوقت، رجل المخابرات العسكرية ولترس الذي اعتبر أكبر اخصائي في شؤون البرازيل ورفع

تغطية عسكرية " على كل األحوال"من لهم وأ. إلى رتبة جنرال واصبح النائب األول لمدير المخابرات المركزيةوكما في غواتيماال، : "كتب روزيتسكي. بعمارة من السفن الحربية التي ظهرت قرب البرازيل لحظة تنفيذ االنقالب

أما قرار تنفيذ العمليات .كذلك في برازيل جو جوالرت، كان لعمليات ادارة المخابرات المركزية طابعا تخريبياحملت عملية إدارة المخابرات المركزية ضد جوالرت اسم ). ٢٠(رية فقد صدر عن البيت األبيضالتخريبية الس

انه شارك فيها إلى جانب إدارة المخابرات المركزية، البيت األبيض " بروغريسيف"وتشير مجلة " برات سيم" ).٢١(والبنتاغون ووزارة الخارجية

الحوض الكاريبي، فتح مخبأ لألسلحة في فينزوال، والذي كانت إحدى عمليات إدارة المخابرات المركزية في لتفصيل فقال. نسب إلى كوبا كانت الغاية من هذه : وصف إيدجي عميل إدارة المخابرات المركزية هذه العملية با

وبذلك يمكن ضمان طرد كوبا من مجموعة الدول االمريكية، العملية إثارة رد فعل معاد لكوبا في أمريكا الالتينية،وقد تلقت كافة اقاسم إدارة . وإجبار دول نصف الكرة الغربي على قطع عالقاتها الدبلوماسية مع جزيرة الحرية

في فينزويال، رغم ان كافة الدالئل " األسلحة الكوبية"المخابرات المركزية في نصف الكرة الغربي مهمة لنشر دعاية يختصر جونسون في مذكراته هذه ) ٢٢" (ف استفزازي بحتاسسته الواليات المتحدة بهد"تشير إلى ان هذا المخبأ

٨٦

تمت أمام نظر العالم أجمع عملية إرسال رجال كاسترو والسالح إلى : "المسيرة الطويلة والمعيبة بعبارة واحدةولجأت الدبلوماسية األمريكية إلى نهج التلويح بالعملية المذكورة وقدمت مشروع قرار الدبلوماسية ) ٢٣"(فنزويال

مريكية إلى نهج التلويح بالعملية المذكورة وقدمت مشروع قرار لمنظمة الدول االشتراكية بشأن طرد كوبا من االفي السبعينات قامت دول أمريكا . عن طريق قطع العالقات السياسية واالقتصادية وغيرها" عزلها"هذه المنطقة و

تحتل قضية جمهورية . القات مع كوبا االشتراكيةالالتينية واحدة تلو األخرى برفض قرارات واشنطن واعادة العالدومينيكان مكانة خاصة في الخطط الكاريبية إلدارة المخابرات المركزية، فهي بلد صغير يحتل النصف الشرقي

كيلو ٧٥وال تبعد أكثر من ) ع لجمهورية هاييتيبالنصف الغربي يت(من الجزيرة التي تقع بين كوبا وبورتوريكو لنضال من أجل االستقاللمترا عن بو . رتوريكو المستعمرة االمريكية، حيث يجري ا

في الخمسينات أيدت هناك الديكتاتور . لعبت إدارة المخابرات المركزية في الدومينيكان لعبة دموية معقدةة كبيرة وبعد ان وصل إلى درج. تروخيلو، الذي طغى في البالد ثالثة عقد من الزمن وبمساعدة الرؤساء األمريكيين

م ونيو بدأت إدارة المخابرات المركزية : "كتب ليد يقول.من االستقاللية قرروا التخلص منه، كما فعلوا باالخوة دي ).٢٤"( في المهجر١٩٣٧بتقديم المساعدة المال لخوان بوش خصم تروخيلو، الذي عاش منذ عام

عر اها بأغلبية األصوات السياسي والش جرت في جمهورية الدومينيكان انتخابات عامة، فاز في١٩٦٢في عام الذي كان على عالقات طيبة مع جون كينيدي الذي كان يحلم بدوره بتحويل جمهورية الدومينيكان إلى خوان بوش،

لنمط الكوبي في البالد" االتحاد من أجل التقدم"واجهة عرض لبرنامجه .وعدم السماح بقيام ثورة من اإنه إداري : يات المتحدة حملة عنيفة ضد بوش، وقدمت االعتراضات المختلفةت في الوالموبعد فترة قصيرة قا

وبغض النظر عن ان هذه المالحظات . سيء، ورئيس غير صالح، وحالم غير مأمول، وغير مؤهل لقيادة الحكومية ما يزال تعتبر تدخال في شؤون دولة أخرى، فإنها انتشرت بعد عدة أشهر فقط من توليه السلطة، أي عندما كان

.مبكرا لحكم على صالحية الرئيس الجديدكان بوش مؤيدا لحرية الكلمة واستصالح : "كتب ليد قائال. على ما يبدو ان ما كان يقلق النقاد شيء آخر

وشيئا فشيئا انتزع اعداؤه بعبع . األراضي وحق تأسيس األحزاب السياسية، واتهم مباشرة بتشجيع الشيوعيةا يعتبرون كل من ينادي باالصالح االجتماعي، أو لم يظهر الحماس في االقرار للواليات المتحدة كانو. الشيوعيةليدين رئيس اللجنة الفرعية لشؤون أمريكا المنبثقة عن مجلس النواب، اتهم بوش بتشجيع ). ٢٥(شيوعيا واتهم سي

لتخريبي في جمهورية الدومينيكان ابرز عمالء إدارة المخابرات المركزية كان أحد. االندفاع الشيوعي ذي الطابع ا، الذي "سكريبس غوفارد"لصحف اليومية افي وسائل اإلعالم االمريكية، هيندريكس المراسل الدبلوماسي لنقابة

إلى االفتراء على عالقات الرئيس " بوش ال يستطيع ان يجابه الشيوعية"تدرج في مقاالته من االدعاء بأن ضد بوش من قبل الجيش والرجعية ١٩٦٣يوم واحد من االنقالب الذي قام في أيلول قبل . الدومينيكي مع كوبا

د انهى وبناء على هذا، وعلى دالئل اخرى، يؤكد الصحفيون الغربيون . الدومينيكة، كتب هيندريكس، ان أمر بوش ق .ان إدارة المخابرات المركزية كانت وراء االنقالب الذي أطاح ببوش

٨٧

مت القوى الوطنية والديموقراطية في جمهورية الدومينيكان، وخاصة مؤيدو بوش الذي قا١٩٦٥في ربيع عام كان في المنفى، بثورة ضد الطغمة الموالية لواشنطن التي ترأسها ريد كابرال، الذي امضى الشطر األكبر من حياته

هذه الطغمة، اثنين وعشرين وقد انزل الرئيس جونسون إلنقاذ . األمريكية" اوستين موتورز"في بيع منتجات شركة .ألف جندي من مشاة البحرية األمريكية

ذ حياة االمريكي"في البداية كانت حجة الغزو ولكن عندما اخرجوا من البالد،أطلق الغزاة حجتهم القديمة " نيانقابيض وفي ساعة متأخرة من الليل، استدعي جونسون إلى البيت األ١٩٦٥ نيسان ٢٨وفي ". الخطر الشيوعي"حول

إدارة : "أعضاء الحكومة ومجموعة من المشرعين وصرح شارحا مبررات إرسال القوات إلى سانتو ـ دومينغو انبعد بضعة أيام وفي مؤتمر صحفي ). ٢٦"(المخابرات المركزية تعرفت على ثالثة شيوعيين في قيادة المتمردين

ان إدارة المخابرات المركزية ابلغته أسماء سون ناستثنائي وفي محاولة لتبرير موقف البيت األبيض، صرح جو تمكن المؤلف من حضور ذلك المؤتمر الصحفي وشاهد دوق. خمس وخمسين شيوعيا دومينيكيا في قيادة االنتفاضة

كيف ان جونسون أراد تأكيد اقواله هذه فمد يده إلى جيب سترته الداخلية وأخرج منها ورقة مطوية أربع مرات لمراسلين ثم أعادها إلى جيبه، وكأنه يريد ان يقول ان هذه هي رسالة إدارة المخابرات المركزية ففتحها ولوح بها لبعد فترة من الزمن أصر الصحفيون األمريكيون على مشاهدة قائمة بالشيوعيين المذكورين، وبدأ . التي استشهد بها

.اعيزمالؤهم بالتأكد في سانتو ـ دومينيغو، ولم يكن أي من المذكورين شيوالغرفة "لعبت إدارة المخابرات المركزية دورا هاما في األزمة الدومينيكية، فأصدر األدميرال أمرا بتأسيس

ومنذ ذلك الحين يوجد . كما يسميها موظفو إدارة المخابرات المركزية" مقر األوركسترا"في لينغلي أو " العسكريةة تقارير الهيئات االستخبارية األخرى ووزارة الدفاع ووزارة مركز ثابت للمواقف المتأزمة، والذي تصب فيه كاف

لبيت األبيض لتي ترد إلى ا م األزمة الدومينيكية . الخارجية، ومصادر التقارير األخرى ا كانت هذه التقارير خالل أيارة ق في إدابيذكر فيليبس الموظف السا. تخرج مبرقة بشكل كتابي إلى البيت األبيض كل ساعة وطوال اليوم

معا رئيسا فرع المعلومات وفرع " الغرفة العسكرية"المخابرات المركزية انه ألول مرة في تاريخ اإلدارة يعمل في م يشرح فيليبس لماذا لم يعمل محللو فرع المعلومات والموظفون العملياتيون معا قبل ذلك). ٢٧(التخطيط إال انه . ول

محجوبين عن بعضهما بعضا بحواجز غير نفوذة بغية تقليص عدد يتضح من خالل مراجع أخرى، ان الفرعين كانا ويدل خرق هذا النظام أثناء األزمة . األشخاص الذين يعرفون ماذا يفعل هذا الفرع أو ذاك إلى الحد األدنى

الدومينيكة على األهمية التي أوالها األدميرال ريبورن ونائبه األول هيلمس لموضوع الصراع ضد انتفاضة صرح فيليبس انه تم رفع عدد موظفي ممثلية إدارة المخابرات المركزية في سانتو ـ و.ين في الدومينيكانالوطني

عميال من مكتب ٢٥ رجال وأرسل إلى هناك ٨٢، وممثلية المخابرات العسكرية إلى ٨٣ إلى ١٢دومينغو من ية الدومينكان وبأمر من ريبورن، وقد افتتحت تسع مقرات فرعية في مختلف أنحاء جمهور. التحقيق الفيدرالي

بتقديم هذه المعطيات يذكر . وتواجد في كل مقر فرعي عامل السلكي إلى جانب موظفي إدارة المخابرات المركزيةالشيوعيين الذين لم "فيليبس، الذي عين في ذروة األزمة ممثال إلدارة المخابرات المركزية في سانتو ـ ومينغو ان

ثم يؤكد ان زعيم الثوار ). ٢٨"(اية عالقة باالنتفاضة بدأوا بإيجاد نوع من الرقابة الخطرة عليهايكن لهم في البداية

٨٨

الهادفة إلزالة " السوداء"وأخيرا يذكر الممثل السابق وضمن الدعاية . العقيد كامنيو كان يرحب بنصائح الماركسيينة القادمة من المهجر إلى جمهورية الدومينيكان تؤكد يات التجسسيطان المع: قائال" المؤامرة الشيوعية"الشكوك حول

لثوار ".ان خوان بوش عبر عن ذهوله لشدة نفوذ الماركسيين في صفوف اإثبات "كان فيليبس في سانتو ـ دومينغو وريبوردن في لينغلي يعلمان جيدا ماذا يريد البيت األبيض منهما أي

لتدخل العسكريلجمهورية الدومينيكان، وق" التهديد الشيوعي كتب جنسون في مذكراته عن . د قدما جونسون قراره با إلى األقل ١٥٠٠" حسب أفضل تحليالتنا التجسسية"كان من بينهم .قوات المتمردين المدنية بتعداد خمسة آالف رجل

دافع لدعم كان هذا السبب الذي اورده جونسون هو ال ان .من الشيوعيين ولم يتطرق جونسون لقوات العقيد كامانيو .مشاة البحرية بالفرق المظلية الثانية والثمانين من فورت بريج في والية كارولينا الشمالية

ويعترف ان غالبية " الخطر الشيوعي"يتساءل الرئيس أكثر من مرة في مذكراته عما اذا كانت يبالغ في تقدير ، إال ان "للخطر الشيوعي"ن تكبير جونسون وبشكل ادق كتبوا ع" المبالغة"الصحفيين األمريكيين كتبوا عن هذه

كان : "كتب جونسون يقول. بموقفه ويؤكد انه لو تكررت القصة من أولها لكرر التدخل العسكريكالرئيس يتمس وأمن نصف الكرة الغربي والواليات مةنظام الشيوعي في جمهورية الدومينيكان ان يكون خطرا على سالليمكن ل

.)٢٩"(المتحدة األمريكيةكل الدالئل تشير إلى ان البعض في إدارة المخابرات المركزية نفسها لم يصدقان جمهورية الدومينيكان تتحول

ال جدوى " وريقات تين" فذكر مثال روزيتسكي ان المبررات التي قدمها جونسون لم تكن سوى". كوبا أخرى"إلى لسياسة الداخلية لجمهورية منها، وانه أعلن الصراع ضد القوى اليسارية الدومينيكة في م حاولة لتبسيط فرض ا

بوضوح كيف تحكم بالضباط والسياسيين الدومينيكيين، ويؤكد فيليبس في كتابه هذه الفكرة مبينا ). ٣٠(الدومينيكاند هيكتور غراسيا غودوي الذي استلم بوعين في السلطة األشخاص المقر ين لواشنطن ووجه نشاطهم وليس عبثا تأكي

أنه كان مدينا لفيليبس والسفير تعد إخماد االنتفاضة، الذي جاء بعد ان ترك منصب الرئيس، بعد عدة سنواالسلطة ب ).٣١"(األمريكي بانكير

كان في نية جونسون تصعيد النشاط التخريبي إلدارة المخابرات المركزية ضد كوبا إال ان الموقف سار على ة ضد جزيرة الحرية مالت لالنحدار في األشهر األخيرة لحكم جون غير ما يرام حيث ان الحرب السرية التخريبي

وباالضافة إلى ذلك نشب خالف بين مدير المخابرات المركزية ماكون ووزير الدفاع ماكنامارا حول . كينيديم ذلك، ولكن على ما يبدو فورا بعد قتل كينيدي، ). ٣٢(وى غزو ثان لكوبادج ليست هناك معلومات دقيقة متى ت .ى اعتبار ان قرارا مثل هذا لم يكن قابال للحل في حياة جون كينيديعل

يذكر الصحفي . في ذلك الوقت كانت الغلبة العتراضات ماكنامارا ضد الغزو، إال ان ماكوون لم يلق السالحدت وتواج". جندي مشاة البحرية الثاني" تم االعداد لغزو واسع جديد تحت اسم١٩٦٥ـ١٩٦٤شولتس انه في عام

م في ذلك شركة الطيران التي أسستها إدارة هفي دول أمريكا الوسطى معسكرات أعداد الثورة الكوبيين، وساعدت، ألن األزمة ١٩٥٦ولكن هذه المعسكرات حلت في أيار ". كاريبيان مارين أيروك كربوريشين"المخابرات المركزية

الذكر كما يذكر شولتس، ان بوالجدير ). ٣٣"(د لكوباالدومينيكة أقنعت واشنطن ان الوقت غير مناسب لغزو جدي

٨٩

تمحورت حول تنظيم اغتيال فيديل كاسترو،والذي كان مكلفا به عميل إدارة " جندي مشاة البحرية الثاني"عملية .المخابرات المركزية اإلنف الذكر كوبيالس

ل ثورة الكوبيين والقتلة المحترفين استخدمت المخابرات األمريكية في الحوض الكاريبي وبشكل متزايد اعداء ااف نمن المنظمات العسكرية الفاشية في دول أمريكا الوسطى ومجرمي المافيا وتجار المخدرات وشتى اص

قبل وفاته بفترة قصيرة، وفي آخر مقالة صحفية أجريت معه، قال جونسون أنه . اللصوص من دول أمريكا الالتينيةمن ). ٣٤"(نقابة القتلة" "امتلكنا في الكاريبي نقابة ملعونة"تعبيره اننا نحن عندما أصبح رئيسا، اكتشف على حد

في " نقابة القتلة"تحدث جونسون بشكل مكشوف ان إدارة المخابرات المركزية أنشأت "؟ كتب سولسبيري "نحن"لجونسون واكتشفت لجنة تشورتش ان هيلمس اعد . حوض الكاريبي، ولعب دورا في موت تروخيلو ونغودين ديم

لتي تملكها إدارة المخابرات المركزية في الحوض " بة القتلةانق"تقريرا في مائة خمس وعشرين صفحة حول افقط هي التي " المذكرات"وهذه " مذكرات للمناقشة"وقد خصص هيلمس في نهاية الكتاب صفحة واحدة لـ .الكاريبي

م يستطع أحد الحصول عليهوكان هذا ال). ٣٥"(قدمت لجونسون وليس التقرير بالكامل .تقرير سريا وليد في مقتل جون كينيدي، وانه " النقابة"ان يكون لهذه دعبتونوه جونسون في لقائه األخير انه من غير المس

لنائب األسبق لمدير مكتب التحقيق الفيدرالي . شخصيا كان حذرا منها بعد وفاة جونسون، ذكر أحد المقربين منه، وا عن قناعته بأن إدارة ١٩٦٧ان جونسون عبر له في عام " واشنطن بوست" لمراسل صحيفةكارتادولواتش

إذا كان األمر كذلك فكان ). ٣٦(ضد جون كينيدي" تدخلت بطريقة أو بأخرى في هذه المؤامرة"المخابرات المركزية .لزاما على جونسون التعامل بحذر مع إدارة المخابرات المركزية وتجنب الصدام معها

د إلى كان مناسبا إلدارة . سس معينةأيتبادر للذهب ان مخاوف جونسون إذا كانت موجودة، لم تكن تستنوهنا نعود . المخابرات المركزية، وقد تطورت تطورا كبيرا في عهده وظيفة المخابرات المركزية كمنظمة خارجية

.للمسرح الفييتنامي للعمليات العسكرية لالمبريالية األمريكيةم الجنوبية، أرسل البيت األبيض إلى جانب قوات المشاة بتعداد ٥٥٠بغية قمع حركة التحرر الوطنية في فييتنا

هذه الكثافة . ألف جندي وأكثر من خمسة آالف موظف من إدارة المخابرات المركزية بين عميل وعنصر مساعدم لم تحدث في اية عملية للمخابرات المر .كزيةقبل وبعد الحرب في فييتنا

ة الدوائر الخاصة ذات السبعة عشر موظفا أي مخابرات سايغون يقبضت إدارة المخابرات المركزية على ناصقامت إدارة . وفيلق من الدرك بعدة آالف رجل ألف رجل،١٥ الجيش الميداني للشرطة الوطنية بتعداد ىوعل

ميين الجنوبيين بالعمليات التجسسية والسياسية المخابرات المركزية بجهودها الخاصة وبشكل رئيسي بأيدي الفييتنابحيث يمكنها تحويل الريف " التهدئة"و " القرى االستراتيجية"والدعائية وشبه العسكرية، وقادت عمليا برامج تأسيس

الفالح الذي يستغل "الفييتنامي الجنوبي إلى مسرح للقتال ضد قوى التحرر الوطنية وغرسوا هناك طبقة من الكوالك د باخالص وصدق) غيره ـ المؤلفهد ج " التهدئة"لى رأس برنامج وقد عين جونسون ع. التي تخدم االستعمار الجدي

.أحد المحللين البارزين في إدارة المخابرات المركزية كومير وعين كولي رئيس قسم الشرق األقصى نائبا له

٩٠

لتهدئة"كان الجزء األساسي من برنامج كانت القيادة " فينيكس"ت المركزية باسم عمليات إدارة المخابرا" اكان هدف عملية . بكاملها أمريكية، اما األعمال القذرة فنفذها الفييتناميون الجنوبيون من موظفي مخابرات سايغون

لتحرير الوطنية" فينيكس" لسياسيين لجبهة ا وقد أسست إدارة المخابرات المركزية مقرات لالستجواب . إبادة القادة ا في كل المناطق المائتين واثنين وأربعين واألربع وأربعين محافظة والدوائر العسكرية األربع والمقاطعات واإلعدام

غالبا ما كانوا يلقون بالمحكومين باإلعدام من الطائرات المروحية والطائرات النفاثة في . الثالث في سايغونيعترف كولبي ان مجموع ما تم إبادته . لمركزيةالمستنقعات وفي البحر وعلى مرأى من ضباط إدارة المخابرات ا

وان " برنامجا أمريكيا بحتا"كانت " فينيكس"جاء في معطيات سلطات سايغون ان ). ٣٨(حوالي عشرين ألف رجل" فينيكس"بعد نقل كومير إلى عمل آخر، ترأس برنامج … )٣٩(رجال) ٤٠٩٩٤(كومير وكولبي أبادوا " مهدؤو"

الستالم مناصب رفيعة في لينغليكولبي، الذي أهلته خ .دماته في فييتنام الجنوبية محور اهتمام الرئيس جونسون ومستشاريه ") فينيكس"وخاصة القسم األساسي منه " (التهدئة"كان برنامج

ولكن لم يكن . لقد أرادوا خنق نضال الوطنيين باستخدام النابالم والسالح الكيميائي واإلرهاب الفظيع. المقربينأحدثت حرب البنتاغون . مكان وال بأية وسيلة قهر الشعب البطل الذي عاشت على أرضه اإلنسانية التقدميةباإل

والبيت األبيض في فييتنام شرخا في المجتمع األمريكي ومس كذلك السلطة الحاكمة ولم تبق إدارة المخابرات لسياسية بسياسته الداخلية والخارجية " أزمة الثقة"ا من عانى الرئيس جونسون كثير. المركزية بعيدة عن الصراعات ا

وجاءت هذه األزمة نتيجة خداع المجتمع، والذي سمح به الرئيس عن قصد وأحيانا بدون قصد في . وبنفسه بالذاتلم تتوقع قيادة المخابرات المركزية السقوط في أتون نقد الصحف االحتكارية، التي حققت ". توجيه األخبار"عملية لثقة"اب في أسب لتي أصبحت تهدد الطبقة الحاكمة" أزمة ا عندما بدأوا بتذكير إدارة المخابرات المركزية بتزوير . ا

جونسون لألحداث في الدومينيكان، جاءت من لينغلي االدعاءات ان سبب كل ذلك كان األدميرال ريبورن، الذي أهم ريبورن في ذلك نائبه، رئيس فرع وقد". الشواهد الغامضة"ويؤلف " وثائق مرتجلة ومتناقضة"كان يعد

.المعلومات كالين وعزله من منصبهلثقة"في عهد هيلمس زادت مخاطر ضرب إلدارة المخابرات المركزية، وقد فضلت لينغلي اال يكون " أزمة ا

خابرات ها البيت األبيض أو اية جبهة أخرى غير المنوإذا كان البد من وجودها فليكن المسؤول ع" أزمة ثقة"هناك لحاكمة ولم ترد المركزية، على اعتبار ان إدارة المخابرات المركزية رفعت من مستوى سمعتها في أعين الطبقة ا

.التضحية بهذه السمعة، حتى ولو إلنقاذ سمعة الرئيس جونسون حذرة رأت القيادة الجديدة للمخابرات المركزية عدم الرضى عن سياسة الحكومة في فييتنام، وحاولت ان تكون

على كل األحوال لم نعد نجد في مذكرات جونسون . في التقديرات واالقتراحات، على عكس ما كان عليه ماكوونيسميه جونسون المستشار . اية اشارة إلى اسم كليفورد رئيس المجلس االستشاري الرئاسي لالستخبارات الخارجية

لشمالية، وكان يؤيد تعزيز الفيلق الرئيسي له لشؤون المخابرات ، ويقول ان كليفورد كان ضد إيقاف قصف فييتنام ا برز ١٩٦٨ ومطلع عام ١٩٦٧وهكذا ففي نهاية عام . ألف إلى مليون جندي٥٢٥األمريكي في فييتنام الجنوبية من

.الرواد مما دعا جونسون لتقدير ذلك وتعيينه بدال من ماكنامارا وزيرا للدفاع" البواشق"كليفورد في عداد

٩١

فطالب إدارة المخابرات المركزية بتقديم ") البواشق"وهو من (مساعد الرئيس لشؤون األمن القومي روستو اما ومع علمهم ان جونسون ينتظر . التقارير عن التقدم في عملية إخماد حركة التحرر الوطنية في فييتنام الجنوبية

لتي كان يعيش فيهاأخبارا متفائلة كهذه فلم يستطع مساعدون تمزيق شرنقة طموحاته ا . لمتطلعة وأوهامه الفارغة البيت األبيض يذكر باورس الذي كتب سيرة حياة هيلمس، ان مدير المخابرات المركزية لم يكن ليسمح بالخالف مع ا

.أو البنتاغونم عن تعاظم قوة الجيش الوطني،وعن الصعوبات في التغلب على مقاومته وردت إلى لينغلي أنباء من فييتنا

.وغيره" التهدئة" الهوة التي وقع فيها برنامج وعنالذي تعطش إليه جونسون " التقدم"بعض هذه الوثائق اتلفها هيلمس وبعضها اآلخر زور وحرف على أساس

لنتيجة برر هيلمس موقفه أمام محلليه وموظفيه بالسؤال التالي. وروستو هل يمكنني ان أعاكس كافة : "وفي ا ).٤٠"(العسكريين؟كل ذلك فلم تخط إدارة المخابرات المركزية برضى جونسون، وقد أعيبت في مذكراته، حيث كتب في ومع

، قامت ١٩٦٨في كانون الثاني ). ٤١(أحد فصولها عن التقدير القائم الذي صدر عن لينغلي حول الوضع في فييتنامتزامن مع رأس السنة . بالد كلهاقوى التحرر الوطنية في فييتنام الجنوبية بهجوم شامل وناجح على امتداد ال

.الفييتنامية الجديدة ـ تيتباغت هذا الهجوم إدارة المخابرات المركزية والمخابرات العسكرية، واسقط كافة المخططات االستراتيجية

لدراسة الوضع " الحكماء"وعلى الفور شكل جونسون لجنة من . في الحرب" التقدم"للقيادة األمريكية، وبدد اسطورة . دين، د. باندي، أ. فينس، م. بول، س. أتشيوسون، ج. د: لقائم، ودخل في قوامها الشخصيات الحكومية السابقةا

استمعوا بحضور ١٩٦٨في نهاية عام . تالور. بريلدلي وم. أو: ميرفي والجنراالت.لودج، ر. ك.ديلون، ج . باندي. ومساعد وزير الخارجية أوجونسون لشرح هيلمس وروستو ورئيس لجنة رؤساء األركان الجنرال ويلر

. وج) البنتاغون( ديبوي. والجنرال أو) وزارة الخارجية(حبيب . بعد ذلك بقيت القيادة على انفراد مع فد . ، وقدم كل منهم تحليال مسهبا للوضع في فييتنام)إدارة المخابرات المركزية(كافير وفي اليوم التالي التقوا من جدي

كان . والخروج من الحرب" الفصل"نهم ضد تصعيد الحرب ويقترحون على البيت األبيض سياسة باسمهم جميعا النائب السابق لوزير الخارجية ج بول الذي كان كالحمامة . هذا مفاجأة كبيرة لجونسون، فقد كان يعرف فقط موقف ا

م … "من سمم الجب؟"بيت األبيض كان أول سؤال طرحه جونسون على مقربيه بعد مغادرة السياسيين لل. حيال فييتنا .واستثنى حبيب وديبوي

ثم استدعى جونسون إلى البيت األبيض هيلمس والمساعد الخاص لمدير المخابرات المركزية لشؤون فييتنام وخالل ساعة وخمس عشرة دقيقة وبمساعدة المعلومات المتوفرة ليقدم كارفير ما كان . وكبير محللي اإلدارة كارفير

جلس هيلمس طيلة الوقت صامتا وقد الحظ كارفي االبتسامة التي : "كتب باورس حول هذا". الحكماء"قد أخبر به ويشير باورس ان هذا ). ٤٢"(ن جونسون لم يكن هادئا بل كان متوترا مما سلى هيلمسكول بدت على محيا هيلمس،

٩٢

ولكن ما هو مبعث غرور ".سمم الجب"كان اجتماعا سريا للغاية حيث لم يبق بعده لدى جونسون اية شكوك فيمن .وشماتة هيلمس، والتي قرر تدوينها في سيرته الذاتية؟

. كان هيلمس مدينا في تقدمه لجونسون الذي أيد سياسته في الهند الصينيةوالتي كانت مواتية جدا إلدارة المخابرات المركزية،وخاصة ما يتعلق بفرع التخطيط، الذي نظم في فييتنام

د الصينية. وكبوديا الحروب المضادة للثوراتوالوس . كانت إدارة المخابرات المركزية متعطشة للنصر في الهنلتمزق عندما رأى آلة وقد طرد هيلمس الملل الذي دب في صفوف محللي فرع المعلومات التجسسية، الذي بدأ با

م الجنوبية، وفقط في نهاية خريف عا علم هيلمس من جونسون انه ال ١٩٦٧مالحرب األمريكية تتهاوى في فييتناكل أمجاد جونسون السياسية والداخلية، وأحسست " أزمة الثقة"هدمت . ينوي اعادة ترشيح نفسه في العام المقبل

واخيرا تمسك هيلمس باألمر األسهل وهو االبتعاد .الشخصيات الرسمية في واشنطن ان من واجبها حماية نفسهافير فقد غامر على مسؤوليته، وألنه رفع من سمعة إدارة المخابرات المركزية في أعين اما كار. عن البيت األبيض

لتجمعات الحاكمة، التي بدأت تنظر لسياسة جونسون في فييتنام كعبء ثقيل "الحكماء" ، وعزز مواقف هيلمس وسط ا. المركزية لفترة طويلة تعمل لهاكانت حملة التأييد لهذه السياسة ما تزال قوية، وستبقى ادارة المخابرات . غير الزم

اال ان التجمع االستخباري اعتبر ان من صالحه اتخاذ مختلف االجراءات لبرهان منطقيته وعدم محاباته خالل فترة د أحد هذه االجراءات. الصراع في الهند الصينية .وسنتوقف فيما يلي عن

ا بتأسيس ارشيف سري للوثائق المتعلقة بسياسة أمر وزير الدفاع ماكنامار١٩٦٨قبل استقالته في نهاية شباط تاريخ عملية اتخاذ القرارات حول فييتنام من "الواليات المتحدة األمريكية في الهند الصينية، وسمي هذا األرشيف

وقد ضم هذا االرشيف سبعة آالف صفحة من األوامر والمذكرات والبرقيات المتعلقة " قبل الواليات المتحدةم وزارة الخارجية ومجلس األمن القومي،بالبنتاغون و وخالفا . ١٩٦٨ حتى عام ١٩٤٥والتي تعود للفترة من عا

فقد اختارت وثائق التجسس وقدمتها لواضع . لممارساتها السابقة، فقد دفعت إدارة المخابرات المركزية الضريبةإيلسبيرغ . ضع األرشيف دكان أحد المشاركين في و. األرشيف، الذي كلفت به مجموعة شركات البنتاغون

م الجنوبية بقيادة أحد مديري برنامج الجنرال لينسديل، " التهدئة"الموظف السابق في البنتاغون، اوالذي عمل في فييتناالذي كان يخدم في إدارة المخابرات المركزية،واعتبر االستراتيجي الرئيسي في عمليات االستخبارات شبه

ألرشيف لطباعته مدفوعا بقناعات سلمية ورغبة في الوصول إلى وقف سريع للحرب وقد قدم إيلسبيرغ ا. العسكريةنيكسون لم . وأثار رد فعل حازم من قبل البيت االبيض، كما ان إدارة ر١٩٧١حدث هذا في مطلع عام . في فييتنام

.ن األرشيف أصبح حديث الجميعتفلح في منع نشر وثائق البنتاغون أل البنتاغون، كان معروفا جيدا ان ادارات واشنطن المتعاقبة كانت توسع التدخل في ورغم انه وبدون وثائق

ون شعوب الهند الصينية، ونظمت االعتداءات المباشرة، ان صدق وقوة هذه الوثائق ال تثير الشك ولكن رغم ؤش .ذلك تتضح أمور مدهشة

تايمز، كتب مراقب الصحيفة سميث في افتتاحية المختارات من الوثائق، التي أصدرتها صحيفة نيويوركلقد هدف الباحثون، الذين أعدوا وثائق البنتاغون إلى إعطاء أفصح تأويل لألحداث، فهم لم يتعرضوا فقط : "يقول

٩٣

ويشير المؤلفون على سبيل المثال ان التجمع … لسياسة وحجج اإلدارة األمريكية بل وكذلك لنشاط االستخباراتلسياسة بتحذيرات دقيقة كما تبين فيما بعد، فقد أبلغهم ان األهداف المرجوة االستخباري األمريكي كان يزود مبدعي ا

ويسوق . لم تتحقق، أو ان محاوالت بلوغ هذه األهداف على ما يبدو قوبلت برد فعل كبير من قبل الخصم كلفنا غاليا وفي وقتها، ولكنها بشكل عام تقدر واضعوا الوثائق أمثلة على إهمال االستخبارات في إعطاء معطيات غير دقيقة

).٤٣"(إيجابيا إدارة المخابرات المركزية والهيئات االستخبارية األخرىد سياسة الحكومة في فييتنام ورئيس أنأوتجدر االشارة الى ول نسخة من وثائق البنتاغون تلقاها أحد أكبر نقا

سباب يعرفها هو وحده اعتبر من غير المجدي نشر إال انه وأل. لجنة مجلس الشيوخ لشؤون الخارجية اوفولبرايتم والذين كان إيلسبيرغ قد اقترح . هذا األرشيف السري م الكونغرس نقاد آخرون للسياسة في فييتنا وتحدث كذلك أماوقد سارت على هذا الخطط صحيفة نيويورك تايمز ومن بعده االعديد من الصحف االخرى، . عليهم وثائق البنتاغون

جريفل إصدار مؤلف من خمس مجلدات يحوي وثائق البنتاغون، واستدعى لوضعه . فقط قرر السيناتورموبعد ذلكوتحريره البروفيسور ديل سكوت اآلنف الذكر ان انطباعه عن إدارة المخابرات المركزية التجمع االستخباري في

. بالكثيرينمي يثير الدهشة، خاصة وان الذين قرؤوا هذا األرشيف ليسواسهذا لسفر الرتدعو كيفية تدوين وثائق البنتاغون والمأساة التي رافقت نشرها للشك انه حتى هنا لم يتم : "كتب سكوت يقول

لتجمع االستخباري بعض األشخاص الذي… األمر دون تالعب بالمعطيات التجسسية نوال يجب النفي انه كان في اولكن حتى لو . د أمكنهم ذلك بسبب المعلومات التي كانت لديهم لعب دور المستشارين المنطقيين لالدارة، وقواحاول

انطلقنا من هذا االفتراض، فإن الصورة ستكون مشوهة تماما، ألننا إذا تناولنا ماكوون على سبيل المثال، فإن هذا ).٤٤"(الباشق طالب بتصعيد الحرب بشكل حاد

لتجمع االستخباري ب لبنتاغون الساسة تشومسكي وزين يشارك سكوت في هذا الرأي حول تالعب ا وثائق ا سكوت إلى جمع الوثائق التي أصدرتها صحيفة نيويورك تايمز، فهو يرفض المبدأ الذي استند إليه جأوغيرهم ويل

هذا المرجع وكأنه يجب تحليل الحرب الهندية الصينية على انها نتيجة لقرارات الشخصيات السياسية التي أخطأت لم تظهر في هذا النموذج من أسباب ونتائج . هداف القومية للواليات المتحدة األمريكيةأو تاهت في تحدي األ

الحرب، العمليات الموجهة والمخططة الهيئات وخاصة إدارة المخابرات المركزية، وظهر قادة االستخبارات في هذا ثائق البنتاغون، التي أصدرتها من خالل المختارات لو"ويشير سكوت أنه . النموذج أكثر الشخصيات واقعية ومنطقية

يتبين انه في فترة ما كانت هناك معلومات تجسسية حسنة النوعية ولكن لألسف أهملوها مما أدى " نيويورك تايمز"إلى اتخاذ سلسلة من القرارات السيئة، وهكذا يمكنكم االستنتاج بأنفسكم انه سيكون للتجمع االستخباري في المستقبل

رض سكوت وبعض المراقبين اآلخرين، ان التجمع االستخباري كان ذا مصلحة في نشر وثائق يفت). ٤٥"(أثر كبيرم تتدخل المخابرات في عملية إيلسبيرغ لسرقة الوثائق،أم انها دفعت إليه بهذه : ومن هنا نشأ السؤال. البنتاغون ال

ان الحرب " اإليعاز السري"ابه يؤكد براوتي في كت. الوثائق معتمدة على طيبته ورغبته في نشر األرشيف السريفي الهند الصينية موصوفة بشكل دقيق في وثائق البنتاغون، وقد أسقطت فيها نهائيا عمليات المخابرات األمريكية

).٤٦(في سنوات الحرب

٩٤

أما الرئيس جونسون فقد رفض التعليق علنا على وثائق البنتاغون، رغم ان الرئيس نيكسون طلب منه استنكار لسابق معدي الوثائق في . وفي مقابلة مع هارلو مستشار الرئيس نيكسون. ألرشيف السرينشر ا اتهم الرئيس ا

وأكد الرئيس السابق انه . سعيهم للحكم عليه باالعدام بإظهار كافة خطط العمليات الممكنة على أنها قرارات رئاسيةكانت هذه الفكرة موجهة أيضا ). ٤٧(حكوميةلم يتخذ أي خطوة تتعلق بالهند الصينية دون موافقة الشخصيات ال

وأدلى ليرد وزير الدفاع في إدارة . لالستخبارات التي كانت سعيدة في براءتها على صفحات التاريخ الرسمياال ان نيكسون كان ضد . من األرشيف المتعدد األجزاء يمكن ان ينشر بسهولة% ٩٥فاده ان منيكسون بتصريح

د عزله). ٤٨"(المؤامرة"سبيرغ ضرب من ذلك واعتبر ان عملية إيل ولكن مكتب التحقيق الفيدرالي . وتراءى انه يريالذي كلف بهذا العمل، بدأ وكأنه غير مستعجل على ذلك، ومرد هذا حسب رأي نيكسون هو العالقة الطيبة بين

لتحقيقات الخاص. مدير المكتب جوفير وإيلسبيرغ د الرئيس هذه المهمة لقسم ا م في البيت عند ذاك أسن ة، الذي أقيا كأبطال فضحية ووترغيت، ووفيما بعد برز" المصلحين"وقد نفذ أعضاء هذا القسم الذين سموا أنفسهم . األبيض

لقد اهموا بشكل أساسي بشخصية إيلسبيرغ وميوله لالنحرافات النفسية، . نفذوا أمر الرئيس على نحو طريفلنفوذ إلى عيادة طبيب نفساني أنه قد أجرى وبالمساعدة الفنية الدارة المخابرات المرك زية تمكنوا خالفا للقانون، من ا

فساني إليلسبيرغ لنتيجة عام . جلسات تحليل ن ووضع البيت . إلى ايقاف محاكمة إيلسبيرغ١٩٧٣مما أدى في ا . األبيض في مأزق خرج، وهو بدون ذلك كان يعاني من أزمات حقيقية بسبب فضيحة ووترغيت

قضية التحقيق ضد ايلسبيرغ لماذا لم يسند البيت األبيض إلدارة المخابرات المركزية : ى سؤالهنا يتراءأبدت عدم الرضى من نشر وثائق البنتاغون، التي والمؤامرة المشبوهة؟ خاصة وان إدارة المخابرات المركزية

الستخدام إدارة ) ١٩٤٧عام (من الممكن ان يكون هو معارة القانون . عرضت بعض مصادر المعلومات للخطراال ان إدارة المخابرات المركزية . المخابرات المركزية داخل البالد، حيث حدد القانون المذكور مهمتها خارج البالد

لية خاصة لشؤون االمن القومي هإال ان نيكسون ومساعد. كانت نشيطة حتى على المسرح الداخلي، وأعدت لذلك آ قولهما، بوجود هذا الجهاز السري للغاية، وال يمكن التأكد من صحة تصريحاتهما هنري كيسينجر لم يعلما، على حد

ولكن سنستعرض تاريخ هذا الجهاز، الذي اسندت إليه مهمة مقارعة أصحاب اآلراء المخالفة من األمريكيين من .نوعية المسالم إيلسبيرغ

م ة هيلمس لمالحقة الحركات الطالبية أوعز الرئيس جونسون لمدير إدارة المخابرات المركزي١٩٦٧في عا" هاوس"ومن هذا االيعاز بالذات، ولد البرنامج المأساوي . والزنجية غير المسلحة في الواليات المتحدة األمريكية

. ن كامل اإلدارةعالذي نفذته دائرة مكافحة الجاسوسية الخارجية التابعة إلدارة المخابرات المركزية وبسرعة تامة كان شعار عملياته غير الشرعية . اإلدارة قسم للصراع مع ذوي اآلراء المخالفة والذي ترأسه اوبيروقد أنشأ في

إظهر التأثير الشيوعي األجنبي في حركة التمرد،التي بدأت بالتصاعد في تلك السنوات في أمريكا، : "واضحالبيت األبيض" أزمة الثقة"وقوضت سياسة الحكومة في فييتنام وعمقت إذا صدقت أقوال الموظفين السابقين ". في ا

في إدارة المخابرات المركزية فإن العمليات ضد مشاركي هذه الحركات تلخصت في مراقبة مراسالتهم، وفتح وقام مكافحو . ملفات للنشيطين من األشخاص والمجموعات والمنظمات واالئتالفات، والتنصت لحديثهم ومالحقاتهم

٩٥

المنظمات غير العسكرية، وأرسلوا من جديد الجواسيس إلى الخارج للنفوذ إلى الجاسوسية بتجنيد المخبرين فيألن الهدف األساسي " األعمال القذرة"ولكن على ما يبدو ليس هذا كل قائمة . المنظمات الدولية للقوى المحبة للسالم

ت المدنية وتضليلها إثارة الشقاق واالضطراب والتذمر في االئتالفا": هاوس"من البرنامج تلخص في تسميته وقد تسربت للصحافة األمريكية وقائع مماثلة اال انها تحتاج إلى كشف وتحقيق، . وتوجييها وجهة معادية للشيوعية

م ثوالبرامج التي تلتقي معه ا" هاوس"رغم ان كشف جزء من اهداف وخرق ار ضجة كبيرة في أمريكا في نهاية عا . وادى إلى تحقيقات في الكونغرس١٩٧٤

م ة والشعبية والجمعيات ي اسقطت األقنعة عن استخدام االستخبارات لمختلف المنظمات النقاب١٩٦٧في عالتي كشفت العالقات "ريمبارتس"وبدأت بفضح ذلك المجلة الراديكالية . الخيرية في الواليات المتحدة لخدمة اهدافها ، ا

التي كانت تنفذ العمليات الموجهة ضد الشيوعية في بين إدارة المخابرات المركزية والرابطة الطالبية القومية،واكتشف كذلك عشرات المنظمات األخرى والصناديق الخيرية التي كانت .رج مقابل أموال من االستخباراتخاال

م . تلبي طلبات إدارة المخابرات المركزية ، على اعتبار ان معظم ١٩٤٧ويشير ما ذكر إلى مخالفة قانون عاونفى الرئيس جونسون أي علم بالجبهة الداخلية إلدارة المخابرات المركزية، .اخلية أمريكيةالعمليات كانت د

لتجسس .باستخدام المنظمات األمريكية الخاصة في أعمال افقد صرح انه وتجدر االشارة إلى ان السيناتور روبيرت كينيدي خف لمساعدة إدارة المخابرات المركزية،

ستخدام االستخبارات للمنظمات الهامة، وان نفس الموقف اتخذه إيزنهاور ويتخذه وافق مع أخيه الراحل على اوكما صرح أحد مسؤولي إدارة المخابرات المركزية والذي . إال انه كان من المستحيل كتمان الفضيحة. جونسون،

لخنازير، وجرت عل"فضل عدم ذكر اسمه، ى الواليات المتحدة كانت هذه الفضائح فاجعة أكبر من االفاق في خليج ا ).٤٩" (خسائر أكبر من فوائدها

بغية كتم الفضيحة وعدم السماح بالتحريات في الكونغرس، شكل الرئيس جونسون لجنة خاصة مؤلفة من ثالثة ومدير إدارة المخابرات المركزية هيلمس، ووزير الصحة ) رئيسا(نائب وزير الخارجية كاتسينباخ : أشخاص

أكدت هذه اللجنة استخدام المنظمات األمريكية غير الحكومية في الحرب . االجتماعي جارديزوالتعليم والتأمين باالضافة إلى ذلك وعلى . السرية إلدارة المخابرات المركزية بحجة ضرورة الوقوف في وجه الحركة الشيوعيةلجنة ضوء االحتجاجات في أمريكيا وخارجها جراء فضح األعمال القذرة للجواسيس المحترفين والهواة، اضطرت ال

من كافة الهيئات الفيدرالية عدم تقديم أية مساعدة سرية "لتقديم اقتراح في تقريرها إلى الرئيس جونسون تطلب فيه غير ان لجنة ). ٥٠"(مادية أو غيرها للمنظمات التعليمية والمنظمات الطوعية الخاصة بالواليات المتحدة األمريكية

لمخابرات المركزية باالستمرار في تمويل بعض المنظمات ريثما يتم اعداد نظام إلعانتها كاتسيباخ سمحت إلدارة اوبما ان هذا النظام لم يجهز حتى االن، فهذا يدعو للشك انه لم تقطع كافة . موال الخاصةمن ميزانية الدولة واأل

كل حال عندما اقترحت لجنة مجلس على . العالقات بين إدارة المخابرات المركزية والمنظمات الشعبية األمريكيةفي منتصف السبعينات إجراء محاكمات ) لجنة تشورتش(الشيوخ الخاصة بدراسة نشاط المنظمات االستخبارية

لتلفزة عارضت إدارة المخابرات المركزية وبشدة، معلنة ان ذلك يمكن ان يمس بعض "مفتوحة وبثها عبر ا

٩٦

قة بين البيت األبيض وادارة المخابرات المركزية، كانت فترة رئاسة من وجهة نظر العال". المواطنين األمريكيينلقد قدم جونسون مسرحا أكبر . الخالية من الخالفات" النقية"جونسون بسنواتها الخمس واحدة من الفترات الرئاسية

ن كينيدي والتي حاول جو لعمليات إدارة المخابرات المركزية والتجمع االستخباري، واضعف الرقابة عليها،ة في الهند الصينية أكبر العمليات السرية التخريبية في يفي عهد جونسون نفذت إدارة المخابرات المركز. تشديدها .تاريخها

لتي عندما رأت لم يكن لدى جونسون، السياسي األصيل، اية اعتراضات على إدارة المخابرات المركزية، ابخطوات جدية للعودة إلى الطريق التي رسمها لها القانون، والذي يقضي االنهيار الفاجع لنفوذ رئيس االدارة، قامت

وفي النهاية كان هذا أكثر الخطوات منطقية بالنسبة لقادة . بتزويد السلطة بالمعلومات االستخبارية الصحيحة. رية بالكاملالمخابرات المركزية ـ االنتقال من استرضاء نيكسون وجماعته إلى خدمة أكثر فاعلية للسلطة االحتكا

لتي أثيرت في واشنطن حول هيلمس لم تكن أمرا سهال أبدا .اال ان الشكوك ا "الحرس البريتوري"الصدام مع

إذا أخذنا بعين االعتبار ان الرئيس يقرأ يوميا نشرة اإلستخبارات، أو يتلقى تقريرا اخباريا شفهيا وأنه يتعرف يوميا على كمية وافرة من المعلومات السرية ونتائج التحليالت التي تقدمها إدارة المخابرات المركزية باسمها وباسم

لمخابرات المركزية تحتل مركز الصدارة بين مختلف هيئات المخابرات التجمع االستخباري، فيتضح لنا ان إدارة االواقعان بعض هذه العالقات يمكن ان يكلف الرئيس بها مساعده لشؤون . المركزية في عالقاتها مع البيت األبيض

ات طابعا األمن القومي أو أي مساعد أو مستشار آخر في البيت االبيض، وأحيانا يأخذ نقل الصالحيات واإللتزاملسنتين األخيرتين . قسريا نوعا ما فقد وقع ريتشارد نيكسون الرئيس السابع والثالثين للواليات المتحدة األمريكية في ا

تشير المعطيات المتوفرة ان من كان يقوم برقابة اإلستخبارات في ذلك الوقت . من فترة رئاسته في أزمة ووترغيت . هيغ. الموظفين الرئاسي الجنرال أجهاز يسنجر وإلى درجة ما مدير مساعده لشؤون األمن القومي هنري ك

كان هيغ آنذاك نائبا لمساعد الرئيس . أولى كيسنجر وهيغ اإلستخبارات اهتماما خاصا وفي مرحلة مبكرة ا بعد،فيم. لشؤون األمن القومي، وحل محل كيسنجر أثناء جوالته الكثيرة، التي كان يكلفه بها الرئيس في الخارج

ـ ١٩٨١ وهيغ من ١٩٧٧ ـ ١٩٧٣كيسنجر من عام : كما هو معروف، شغل كالهما منصب وزير الخارجيةقرر نيكسون وكما يبدو من مذكراته، ان يكون مقر إدارة السياسة الخارجية في البيت األبيض وليس في . ١٩٨٢

الرئيس متابعة عدة قضايا دولية، موليا وأراد. ع أو إدارة المخابرات المركزيةاوزارة الخارجية أو وزارة الدفالحرب "فبرأيه، كانت السياسة الخارجية في عهد جون كينيدي اسيرة . اهتماما خاصا للعالقات بين الشرق والغرب

ولتحقيق افكاره رأى من الضروري إجراء تعديل في عملية ". الحرب الفيتنامية"وفي عهد جونسون أسيرة " الباردة .ت في إطار األمن القومياتخاذ القرارا

ومراقب من . تلخصت فحوى تعليمات نيكسون في نقل مركز الثقل إلى البيت األبيض ومجلس األمن القوميمصالح السياسة الخارجية معلومات ومقترحات واقعية حول العمليات الممكن تنفيذها، ووضع التوقعات حول نتائج

ونت لدى الرئيس ومقربيه آراء وتقديرات وتشكلت مواقف تجاه ومن الواضح انه عندما تك. هذا النهج أو ذاك

٩٧

ان مركزي كمساعد : "كتب هنري كيسينجر في مذكراته. القضايا، لعبت معلومات المخابرات السرية دورا هاماايا الرئيس لشؤون األمن القومي يلتجأ في الدرجة األولى لمدير إدارة المخابرات المركزية لمعرفة الوقائع حول القض

وبما ان القرارات تتعلق بتقبل عواقب األحداث، فإن تقديرات إدارة . المتأزمة والحصول على تحليل لألحداث )".١(المخابرات المركزية تعتبر بمثابة المطالب السياسية

نيكسون، فكتب في مذكراته انه كان بحاجة للمعلومات والنصائح ضغير ان هذا الوضع، ولعدة أسباب لم يرد دور االستخبارات خاصة بعد فوزه في االنتخابات في د وق. كثر من ذلكوليس أ نضج سعيه الحثيث في تحدي

.١٩٦٨تشرين الثاني : كتب كيسينجر يقول. وحتى قبل ان يستلم مهام الرئيس، تبادل اآلراء مع مساعده القادم لشؤون األمن القومي

لتحكم بالسياسةاعتبر نيكسون أنه من الضروري استبعاد إدارة المخاب" ).٢"(رات المركزية عن السياسية لموظفي إدارة المخابرات المركزية كان يعتقد أن . كان الرئيس القادم ينظر بتشكك إلى األمزجة ا

والذين استقبلوه بعدم الرضى وكانوا " للمؤسسات الشرقية"األغلبية العظمى منها تقف في مواقع الليبرالية التقليدية شرح نيسكون في اللقاء المذكور مع كيسينجر وجهة نظر . ظة المناسبة لوضع العثرات في طريقهمستعدين في اللح

كتب ". زمرة عشاق اللبالب"بشكل واضح، وقد ذكر فيها أسماء منافسيه السياسيين من الليبراليين والمفكرين من ، الذين "زمرة عشاق اللبالب"ين من كانت إدارة المخابرات المركزية مزورة بالليبرالي: "كيسينجر عن لسان نيكسون

كانوا دائما ضد نيكسون سياسيا، وكان نيكسون بدوره يعتبر . كانوا يدفعون بخططهم المفضلة بحجة المنطق التحليليلقد ذهل بعد ان اجتمع . الذين كانوا موجهين ضده" زمرة عشاق اللبالب"إدارة المخابرات المركزية موئال لمفكري

م دأق( المخابرات المركزية هيلمس، فقد كان يظنان يلمس يحظى بإعجاب ليبراليي جورج تاون مع مدير إدارة )".٣(، والذين كان يرى فيهم نيكسون مصدر المتاعب)منطقة في واشنطن ـ المؤلف

لقد عرفت القليل جدا من إدارة المخابرات : "كانت استجابة كيسينجر ألقوال رئيسه حذرة للغاية، فذكر يقولزمرة "اال انه يمكن التكهن ان كيسينجر الذي كان على عالقة بمفكري ". مركزية، لذلك ليس لي طرحي الخاصال

ومن جهة أخرى يوجد . لم يشاطر نيكسون شكوكه ألنه كان يعلم ان ليبرالية هؤالء المفكرين شكلية" عشاق اللبالبلعدم متابعة غرائزه السياسية بداية توليه السلطة شواهد على أن نيسكون لم يعتبر مخاطرة مبالغ فيها، وأنه يأسف

اإلنتخابية الثانية ةلقد حاول تطبيق ذلك فقط بعد فوزه في الحمل. ولم ينظف جهاز الحكومة من األعداء السريين .،حيث أزاح في الدرجة األولى مدير إدارة المخابرات المركزية هيلمس١٩٧٢عام

سية، قام نيكسون بحرب شديدة ضد المعارضين الليبراليين، الذين يتمتعون انطالقا من أهدافه وقناعاته السيا. وتعاطى الليبرالية" زمرة عشاق اللبالب"لقد سمى نيكسون ليبراليا كل من كان شبيه . بتأييد نائب الرئيس أغنيو

إال . سة في الهند الصينيةتجاه البيت االبيض، وقف بحزم حيال آفاق السيا "أمة الثقة"ولكن في تلك الفترة تحت تأثير . انه لم يكن هناك كما ذكرنا اية براهين على طرح نيسكون بأن إدارة المخابرات المركزية كانت موئال لليبراليين

ليبراليين في عهد . كان ذلك على األرجح لعبا بالليبرالية هل أمكن إلدارة المخابرات المركزية ان تكون ملجأ ل .هيلمس الذي عينه جونسون؟ الجواب على هذا السؤال وحيد ومحددداالس وماكوون وربورن و

٩٨

كتب . طبقة من أنصار الحزب الديمقراطي في إدارة المخابرات المركزيةدكان أكثر ما يقلق نيكسون وجو: ١٩٧٢حول ذلك نائب مدير المخابرات المركزية الجنرال وولترس، الذي عينه نيكسون في هذا المنصب عام

م ا" ن موظفي إدارة المخابرات المركزية يمثلون مختلف الطبقات في الواليات المتحدة، ولكن هناك احتمال كنت أعلباستثناء إدارة "وهنا حري بنا ان نبحث عن فحوى نوايا نيكسون)" ٤(ان يكون الديمقراطيين أكثر من الجمهوريينفكر الرئيس بتغيير . سن له إنجازها حتى النهاية، هذه النوايا التي لم يت"المخابرات المركزية عن التحكم بالسياسة

انه من الخطورة بمكان تحويل إدارة " ولكن كيسينجر أقنعه بالعدول عن ذلك على أساس ١٩٦٩هيلمس في عام .المخابرات المركزية إلى هيئة سياسية يتغير مديرها مع كل رئيس جديد

ات المركزية لم تكن تحمل طابعا حزبيا سياسيا وتجدر االشارة إلى ان شكوك نيكسون تجاه إدارة المخابر اكتشف نيكسونو ١٩٦٨في عام : "جورج. ست .فكتب الموظف السابق في إدارة المخابرات المركزية أي .فحسب

غير ان . رجاله ان الهيئة االستخبارية اقتنت عتادا ضخما وتحولت إلى معهد دون فائدة وللجمع ما عدا الهيئة نفسها .عتاد هو المراقبة ومن وجهة نظر اإلدارة، لم تعد اآللة االستخبارية مقودة بل أصبحت تقريبا فوضويةجوهر أي

لتجسس الجديدة ان تكون مطبقة ومتصلة مع جهاز التح م الوحيد الذي سمحت به اإلدارة أي إلى ككان على آلة الخمان، ان التجمع االستخباري وسع كان الرئيس نيكسون يعتقد، على حد قول مساعده إير)" ٥(البيت األبيض

.مالكاته مما يشكل عبئا كبيرا على الميزانية ويزيد صعوبة المراقبةم م معاون مدير مكتب اإلدارة والمالية،الذي لم يكن ١٩٧١ ـ ١٩٧٠في عا وبتكليف من نيسكون وكيسنجر، قا

وقد أعلم البيت األبيض، ان . المركزيةمشهورا في ذلك الوقت، االقتصادي شليسنجر بدراية إلدارة المخابرات المنظمات االستخبارية وبفضل بعض الحيل والخدعات المالية والفنية تستهلك أكثر مما يعرفه الكونغرس

وأشار شليسينجر كذلك إلى ان إدارة المخابرات المركزية تحولت في السنوات األخيرة، في عهد ). ٦(بمرتينوفي تقرير شفهي أضاف . وأوقفت تعيين الموظفين الجدد "جوزة غير النفوذةال"جونسون ونيكسون، إلى ما يشبه

.شليسينجر لنيكسون ان من يدير األمور في لينغلي هم جماعة هيلمسكما كانوا يسمون المحاربي القدماء في لينغلي، والذين تتلمذوا في " شبكة المسنين"أسس هيلمس حرسه من

كان . كان عليه تحمل عدة جوالت مع منافسين أشداء: لسلطة غير سهلكان طريق هيلمس إلى ا. مدرسة داالسيفتخر بأنه بعد داالس أمضى أطول فترة في رئاسة المخابرات المركزية، ولم ترق له خطط البيت األبيض األولى

قبال في مجلس األمن القومي ، في التخطيط اإلستراتيجي. في عهد نيكسون الرامية الى تقليص دور هيلمس مستد إدارة المخابرات المركزية من المشاركة الفعالة في صيغة السياسة الخارجية والعسكرية حتى في بداية واستبعا

فقدم أحد مساعدي كيسينجر والموظف في مجلس . فترة رئاسته األولى، وانسجاما مع ذلك اتخذت عدة إجراءات لتحقيق تعليمات نيكسون بالنسبة إلدارة المخابرات غالبيرين، الذي كان مكلفا بتقديم مقترحات. األمن القومي م

مدير إدارة المخابرات مية جلسة ملس األمن القومي يقدادرجت العادة أنه في بد: المركزية، قدم الفكرة التاليةهذه العادة ستبقى سائدة، في ولكن بدال من استمرار مدير إدارة . يره وعرضه حول قضية معينةرقتالمركزية

٩٩

أعجبت . ات المركزية في التواجد في الجلسة والمشاركة في المناقشات، فبعد تقديمه للتقرير سيغادر الجلسةالمخابر .هذه الفكرة كيسينجر فوافق عليها وأخبر هيلمس بذلك

وكما كان متوقعا، فإن زعيم لينغلي قابل هذا القرار بعدوانية، واستأنف إلى عضو الكونغرس ليرد، الذي كان ووقف ليرد إلى جانب هيلمس حتى انه طار خصيصا إلى بوسطن لمقابلة . وي تعيينه وزيرا للدفاعنيكسون ين

.وفي النهاية تمكن من إلغاء عملية ترك اإلجتماع المذكور. كسينجر إلقناعه بالعدول عن مشروعه هذا قرارات ذركزية من اتخا الرئيس نيكسون استعراضا أوليا لنتائج حملته إلستبعاد إدارة المخابرات المىأجر

فقد وجدت إدارة المخابرات المركزية مباشرة . وتبين له أنه ليس من السهل الوصول إلى هدفه السياسة الخارجية،أما ما يتعلق بإجراءات الحد من تأثير إدارة المخابرات . لغة للتفاهم مع الوراء الهامين والمستشارين والمساعدين

. من تجاوزها أو التكيف معهاالمركزية فإن لينغلي تمكنتاحتجت إدارة المخابرات المركزية حتى عن : "واستباقا لألمور نقدم تقديرات نيكسون لعالقاته مع لينغلي

م نجد أحدا يستطيع إعطاءنا مفتاح فك قفلها … الرؤساء كانت هذه اإلدارة غير نفوذة كالخزانة الحديدة، وللم يكن بإمكانه دائما : في هذا القول، إال ان فكرة نيكسون ال تدع مجاال للشكاختلطت األمور كثيرا)". ٧(المرمز

الحصول على ما يريد من لينغلي أي تحديد تأثير اإلستخبارات على السياسة، وكشف كافة المعلومات السرية التي .بحوزتها للرئيس

تبادلة بين البيت األبيض ومجلس األمن وكما ورد في الفصول السابقة، فإن أحد أهم األسئلة في العالقات المالقومي من جهة وادارة المخابرات المركزية والتجمع االستخباري من جهة أخرى هو طابع المعلومات والتحليالت والتقديرات المتقدمة للسلطة العليا، فبعض الرؤساء كان يهتم بالنتيجة، وبعضهم كان يفضل المعلومات والتحليالت

ذ القراراتليرتب عل" الخام" .وكان نيكسون وكيسينجر من الفريق الثاني. ى أساسها أفكاره الالزمة إلتخاحول دراسة في مجال ) ١(المذكرة رقم "فمثال . أصبح يرد إلى البيت األبيض في عهد نيكسون معلومات أكثر

ماألمن القومي، أجبرت إدارة المخابرات المركزية على توسيع المعلومات المقدمة عن الحر وبعد ذلك . ب في فييتنا. اهتوالت الطلبات حول التقديرات والمعلومات المتعلقة بإسرائيل وجمهورية الصين الشعبية وجنوبي إفريقيا وغير

م أصبح " كنيب صغير ووحيد"كان اإلستعراض السنوي للنوايا واإلمكانيات السوفيتية عبارة عن وبعد تغيير النظا )".٨(ثالثة مجلدات ضخمة"

وقد أوكال مهمة دراسة هذه الهيئة . ن نيكسون وكيسينجر راضين عن نشاط اإلستخبارات لعدة أسبابلم يكعمل مارشال . لمارشال، الذي كان لعدة سنوات مستشارا إلدارة المخابرات المركزية والمحلل العسكري المحنك

قريرين لكيسينجر حول اعادة أعد ت١٩٧٠ ونيسان ١٩٦٩، وفي الفترة بين كانون األول ١٩٦٩طيلة خريف عام م سيل المعلومات التجسسية الواردة سنويا إلى البيت األبيض وتقدير نوعيتها ولفت مارشال اإلنتباه إلى ان . تنظي

كان . أعضاء مجلس األمن القومي، لم يكونوا كذلك راضين عن المواد التجسسية المقدمة فيعهد كينيدي وجونسوند بالمت ر األساس في جويشير مارشال ان ح. رادفات والصفات والصيغ االصطالحيةسبب ذلك الحشو الزائ

مما آثار سخط " إما كذا وإما كذا"بدال من " أو من الممكن"ميتافيزيقيا إدارة المخابرات المركزية كان استخدام عبارة

١٠٠

ست منها هذه مبدعي الساسة من ترومان إلى نيكسون، كما واغضبهم كذلك إسقاط أسماء المراجع التي اقتب )".٩(المعلومات أو تلك

تعود هذه المالحظات إلى أحد أهم مبادئ البنية الوظيفية ونشاط إدارة المخابرات المركزية أي تقليص عدد .الشخصيات العارفة بمصادر المعلومات السرية إلى الحد األدنى وليس خارج خدود لينغلي فحسب بل وداخلها

يتضح انهما كانا بشكل خاص غير راضين عن الغموض في وثائق نجرسيمن خالل أقوال نيكسون وكياإلستخبارات، غياب الموقف الواضح فيها، وطريقة عرض التوقعات بصورة شرطية اعتبر نيكسون وكيسنجر ان لتقديرات هذا شاهد على غياب المعطيات لدى اإلستخبارات، وعلى عدم رغبة قادتها في تحمل مسؤولية ا

لبيت األبيض نفسه يقتل الرغبة لدى المحللين في اعطاء تقديرات أال . الموضوعية أنه وفي حاالت عديدة كان ا .موضوعية، باتخاذه لموقف أصبح معروفا تماما في لينغلي من خالل اإلدارات السابقة

التابع إلدارة المخابرات المركزية مشروع١٢ تلقى كيسينجر من مجلس التقدير القومي١٩٦٩في نهاية عام ،وجاء فيه، حسب ما ١٩٦٩التقدير اإلستخباري القومي لإلمكانيات والبرامج االستراتيجية السوفيتية خالل العام

د أن السوفييت ال يسعون لبلوغ التفوق االستراتيجي: "يذكر باورس ال توج". إستنتاج أكي األدلة دوجاء في التقدير أنه كفة التوازن االستراتيجي لجهته، وانتزاع امكانية توجيه الضربة الدامغة على ان اإلتحاد السوفييتي يخطط لتغيير

وأول من اقترح استبعاد هذا اإلستنتاج من مشروع . النووية األولى أو إمكانية القيام بهجوم مباغت وغير ذلكة مجلس كان لديهم في ذلك الوقت خطة الحصول على موافق. التقدير ووزير الدفاع ليرد ووافقه على الفور كيسينجر

الشيوخ على منظومة الدفاع الصاروخي، ولذلك كان عليهم ان يقدموا للمشروعين معطيات خاصة أنهم توقعوا من د السوفييتي المتالك القدرة على توجيه الضربة الصاروخية التجمع اإلستخباري تقديم الشواهد على نوايا اإلتحا

وانتهى األمر باستبعاد استنتاج التقدير القومي من التقرير ).١٠(النووية األولى ضد الواليات المتحدة االميركية .السياسي بناء على اقتراح مكتب الدراسات واإلستخبارات لدى وزارة الخارجية وأدخل في حيثيات هذه الوثيقة

كان لفقدان عالقات الثقة واالخالص بين نيكسون وهيملس أثره السيء في العالقات بين نيكسون وادارة كان ما يثيره ان هيلمس كان يقدم التقارير الخطابية في جلسات مجلس األمن القومي، التي . ت المركزيةالمخابرا

ففي أحد الجلسات المخصصة لقضية جمهورية الصين . كانت تحوي القليل جدا من المعلومات الجديدة والمحددةوقد صرح الرئيس .ا وما شابه ذلكالشعبية اكتفى هيلمس بالحديث الموسع عن الوضع الجغرافي للصين وسكانه

ما الفائدة : "وقال ذات مرة لمساعدة إيرليخمان. فيما بعد أنه كان يعرف ذلك أو بإمكانه معرفته من المراجع العاديةوغالبا ما كان يشكو نيكسون من ان " من إدارة المخابرات المركزية؟ كل ما لديها اربعون شخصا من قراء الصحف

ة على إنذاره عن أي شيء قبل حدوثه لدرجة أنه لم يعد يجاري وكاالت ر المركزية غير قادإدارة المخابرات

كانت . تخبارات وطليعيي السفراء والضباط الكبار المتقاعدين شخصا من كبار محللي اإلس١٢ تألف مجلس التقدير القومي من ١٢

وقد أعدت مشاريع التقديرات . مهمته الدراسة النهائية للتقديرات اإلستخبارية القومية وإرسالها إلى البيت األبيض ومجلس األمن القومي . ـ المؤلفاإلستخبارية من قبل إدارة التقديرات اإلستخبارية لدى إدارة المخابرات المركزية

١٠١

عدد من ذ عن اتخا١٩٧١وبناء على اقتراحات مارشال وشليسينجر، أعلن البيت األبيض في تشرين الثاني . األنباءلتجمع اإلستخباري، فاس ست لجنة لشؤون اإلستخبارات اإلجراءات لتحسين نوعية وحيوية المعلومات اإلستخبارية ل

برئاسة هنري كيسينجر ودخل في قوامها مدير إدارة المخابرات ونواب وزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس لجنة د مطالب اإلستخبارات : "رؤساء األركان ووزير العدل، وكانت مهمة اللجنة لتعليمات والقيادة في مجال تحدي إعطاء ا

التي تجمعها الدوائر اإلستخبارية من وجهة نظر المستفيدين من المعطيات القومية، وتقدير المعلومات )".١١(اإلستخبارية

وانبثقت عن اللجنة مجموعة خاصة من أعضاء مجلس األمن القومي برئاسة مارال، اسندت إليها وظائف ذات .سكريطابع تحليلي وخاصة تقدير عواقب هذه الحلول أو تلك في حدود واشنطن وعلى النطاق الع، إال انها عززت ١٩٧١كانت هذه الخطوات وغيرها لتغيير قيادة الهيئات اإلستخبارية مجهزة في مطلع عام

كان نعت نيكسون ألعضاء إدارة المخابرات المركزية قاسيا، عندما أضاعت . تحت تأثير األحداث في الهند الصينيةم أا قام به الجنرال لون نول، لقد س، إذا صدق قوله، انقالبا في كمبودي١٩٧٠لينغلي في عام ل وزير خارجيته ولي

ل أضاع فعال بهاليل إدارة ه: وهنا يبرز السؤال)".١٢(يا للعنة، ماذا يفعل هؤالء البهاليل في لينغلي؟"روجرز المخابرات المركزية هذا اإلنقالب؟ كان لممثلية إدارة المخابرات المركزية في بنوم بنه رجلها في السلطة وهورئيس الوزراء ووزير الدفاع الجنرال لون نول، ولم يضيق إدارة المخابرات المركزية بل كان يناسبها ان لون نول

،عندما كان لون نول ١٩٦٦ويذكر الباحث اإلنكليزي شو كروس انه في نهاية عام .كان يخضع لعالج نفسي دوري معا لإلنقالب الذي كان من شأنه ان يضع حدا في باريش للعالج، احتك مع إدارة المخابرات المركزية وخططا

).١٣(ليحاد كمبودياذكر كبير محللي إدارة المخابرات المركزية ستيب ان ممثلية اإلدارة في سايغون أقامت قسما خاصا يو

قيادة سونه م الجنوبية ب . نغوك تانلكمبوديا، وجهزت لإلنقالب جيشا من اعداء الشيوعية الكمبوديين، تواجد في فييتنام "أما في كمبوديا نفسها فيذكر ستيب ان إدارة المخابرات المركزية كانت تشجع لون نول ومواليه للقيا

د ".مساندة الواليات المتحدة لسون نغوك تان شجع لون نول"ويؤكد ذلك كولبي الذي صرح ان)". ١٤(باالنقالب وتفيري كان األمير سير يك ماتاك، الذي وصل طوكيو دراسات البروفيسور شلوت، ان أحد قادة اإلنقالب العسك

تذكر المجلة الشهرية ). ١٥(واستخدم نشاط الدوائر الخاصة االميركية واليابانية والتايالندية والفيتنامية الجنوبيةل إدارة الموجهة من قب" الدوائر السرية اليابانية"ان جهدا كبيرا بذلته مع قادة اإلنقالب " موند دبلوماتيك"الفرنسية

ويقدم سكوت طرحا مفاده ان مشاركة الدوائر الخاصة اليابانية في التحضير لإلنقالب )". ١٦(المخابرات المركزيةد الصينية لنفطية األميركية في اقتسام نفط الهن . تفسر بسعي الشركات النفطية اليابانية لتكون منافسا كبيرا للشركات ا

م انه في نها" وورلد أويل"تفيد مجلة لنفط في ١٩٧٠ وحتى مع عام ١٩٦٨ية عا تضاعفت حمالت التنقيب عن ا ).١٧(سواحل دول جنوب شرق آسيا، وكانت أكثر اآلمال موجهة إلى فيتنام الجنوبية وكمبوديا

١٠٢

ويضيف . اعتمدت إدارة المخابرات المركزية في اعدادها لإلنقالب في بنوم بن على الضباط بقيادة لون نولقوعه بست ساعات أخبر هيلمس نيكسون ورة كانت على علم بتاريخ اإلنقالب، إال انه وقبل شوكروس ان اإلدا

).١٨(من الضروري السكوت على حدث عام كهذا وكيسينجر بمختلف المسائل العالمية، واعتبر انة موضوع بحث المجلس الرئاسي اإلستشاري لشؤون اإلستخبارات يكانت عمليات إدارة المخابرات المركز

إال ان إدارة المخابرات . خارجية، وكان المبرر األساسي لذلك عدم إنذار المخابرات من انقالب لون نول العسكريالالمركزية ادعت انها أخبرت باحتمال وقوع اإلنقالب مستشهدة على ذلك بنشرة إنبائية وزعت في واشنطن في ويمن

التي أشعلها لون نول ستستمر إذا لم يتخذ سيهارنوك نار الفتنة "، والتي جاء فيها ان ١٩٧٠ آذار ١٨االنقالب ).١٩(سياسة معادية لهانوي

نجر وليرد وغيرهم كانوا بانتظار حليف لهم في كمبوديا مثل لون نول،والذي سيكون سييبدو أن نيكسون وكيد الصينية، وتمكنهم عن طريق الحرب في كمبو لتي عانت اإلختناق في الهن ديا من إنقاذ بمثابة متنفس لسياستهم ا

وهكذا بدأت المخابرات بإمطار السلطة في الواليات المتحدة بالمعلومات مدعية . مواقعهم في فيتنام الجنوبية والوسلجنوبية وفروعها الكبرى وكل ذلك من . انه يوجد في كمبوديا مقر للقيادة المركزية لقوى التحرر الوطنية الفيتنامية ا

لجنوبيةأجل بدء الهجوم الواسع للقوات ان مناورات ادارة المخابرات المركزية، حسب . األمريكية في فييتنام افي " المعركة اإلستخبارية"كلمات البروفيسور سكوت، صبت في أتون اإلستفزاز االستراتيجي في كمبوديا و

قية، وفي واقع األمر مزورة، قدمت لل بيت األبيض واشنطن، والتي تكونت من خاللها واستنادا إلى معطيات حقيم البد من تدخل الواليات المتحدة االميركية في كمبوديا،: تكونت فكرة محددة لضرب مالذ من أجل النصر في فيتنا

).٢٠(قوى التحرر الوطنية الفيتنامية الجنوبية وقيادتها المركزية بالدرجة األولىاشنطن عبر الوثائق واألوراق جرت المعركة في و: "فيؤكد باورس" المعركة ـ اإلستخبارية"أما من حيث

دراسات إدارة المخابرات المركزية ومذكرات وزارة الخارجية ووزارة الدفاع البرقيات القادمة من : المختلفةدارة المخابرات المركزية كانت محشورة في هذه الحرب ا"إال ان باورس يحاول خلق انطباع بأن )". ٢١(سايغون .طنعتها لينغلي التي كانت تفضل العمل بصمتوهذا واضح أنها رواية اص" الورقية

ويظهر من منشورات مختلفة في جلسات البيت االبيض، التي نوقش فيها الغزو االميركي المسلح لكمبوديا، م الجديد في بنوم بن" ضد"أو " مع"م يصوت لالتزم هيلمس بالصمت و في ) بالمقارنة مثال مع البنتاغون(التأني . النظا

اال ان التأني غير هيلمس في لقاءاته مع الصحفيين في واشنطن فأبدى . ب العدوانية ضد كمبودياخطط بدء الحروعن أقواله كتب . اع النهج الوسطبرأيا خاصا عن سبب فشل نيكسون في كمبوديا، بأنه قلة الحزم في القرارات وات

".شبه عنيف"بتكتيك واكتفى " خاف من قراره الشخصي"وكأن الرئيس : أولسوب من مجلة نيوزويكلم يكن هيلمس بحاجة لإلصرار في جلسات البيت األبيض على غزو كمبوديا، ألن قادة البنتاغون قاموا بذلك

د رأى هيلمس ان نيكسون وكيسينجر صادقا بحماس على خطط التدخل ال. بدونه م يرغب في . سكريعوق لذلك لة حول الهند الصينية، التي جاء فيها أنه ال القصف وكان على حق في إخفاء المعطيات التجسسي. معارضتهما

١٠٣

تصحيح الوضع "الشامل لكمبوديا وال ادخال القوات االميركية والفيتنامية الجنوبية لن تمكن الواليات المتحدة من )".٢٢(اإلستراتيجي في الهند الصينية

تسليم اإلدارة مراقبة طالب قادة إدارة المخابرات المركزية ب١٩٧٠خالل صيف عام : "كتب شوكروسلتي اقترحها على لون نول ". كمبوديا، كما سبق ان سلمت مراقبة الوس وقد فصل كولبي فيما بعد، ان اإلستراتيجية ا

تسليح السكان، احتالل البالد شيئا فشيئا دون التفكير في ابادة الخصم، انشاء قاعدة سياسية في : "تلخصت فيما يليوقد رفض البيت األبيض هذه الفكرة في سبيل حل القضية بالطريق . اع عن نفسهااألوساط المستعدة للدف

)".٢٣(العسكريةم الجنوبية فأقامت نظام لون نول . وهكذا حاولت إدارة المخابرات المركزية تكرار ما كانت قد قامت به في فيتنا

. وتحوله إلى مسرح لحرب عنيفةالذي أظهر للبيت األبيض كل الحب، ووجد خصم الشيوعية المستعد لبيع وطنه م وفيما بعد بدأت إدارة المخابرات المركزية بتحويل كمبوديا إلى رأس جسر احتياطي في حالة خسارة فيتنا

.الجنوبيةجاء ذلك إثر إستقالة ثالثة من . ير في إدارة المخابرات المركزيةبآثار التدخل في كمبوديا أول صراع داخلي ك

لقد غادروا البيت األبيض تعبيرا عن . مجلس األمن القومي برئاسة آنف الذكر غالبيرينلشخصيات المسؤولة في اومن غير المعلوم أكان . احتجاجهم على توسيع الحرب في الهند الصينية والغزو األمريكي المسلح لكمبوديا

من الثابت انهم في ذلك لتصرفات مجموعة من محللي إدارة المخابرات المركزية عالقة باإلحتجاج أم ال، اال انه الوقت قدموا عريضة لقيادة االدارة، جاء فيها خالصة عن عدم جدوى محاولة إقامة نظام موال ألميركا في

احتج محللو : "كتب باورس يقول. كمبوديا، واعتمادها كرأس جسر استراتيجي مأمول للواليات المتحدة األميركيةلبيت األبيض ما سمي بمذكرة الهند الصينيةإدارة المخابرات المركزية في عريضتهم على . رفض هيلمس تسليم ا

إلى إدارة التقديرات اإلستخبارية القومية التابعة ١٩٧٠وقد أعاد هذه الوثيقة في التاسع والعشرين من نيسان عام لعمل في لجنة توماس ركفورد استقالته من اإلدارة، وقبل ل" المحتجين"وقد قدم زعيم . إلدارة المخابرات المركزية

)".٢٤(مجلس الشيوخ للشؤون الخارجيةبين غزو القوات األميركية والفيتنامية الجنوبية للكمبوديا عدم دقة معطيات اإلستخبارات حول وجود القيادة

لتقدير. المركزية لقوى التحرر الوطنية الفيتنامية الجنوبية في هذه الدولة لباحثين االميركيين ان ا ات وال يثير دهشة اوانطالقا من توقعات النصر الوردية، أرسل . االستخبارية الوطنية حول الوس كانت قائمة على ارضية هشة

لجنوبيين بقيادة ضباط اميركيين إلى الوس، والذين ب١٩٧١البنتاغون في مطلع عام وا بفشل اؤ الجنود الفيتناميين ااإلخفاق في الواليات المتحدة االميركية بقلة خبرة وقد عول هذا . ذريع من قبل قوى التحرر الوطنية في الوس

.اإلستخبارات المركزيةإال . تقع مسؤولية التدخل في كمبوديا كليا على عاتق الرئيس نيكسون ومساعده لشؤون األمن القومي كسيسنجر

وسنيب والتمرد ان الصالة بين إدارة المخابرات المركزية واإلنقالب العسكري والتي أشار إليها شوكروس وسكوت

١٠٤

في لينغلي الذي سببه إخفاء المعطيات التجسسية، وغير ذلك من الوقائع يدل على الخالفات السرية بين البيت لسبعينات .األبيض والمخابرات المركزية حول أحد أهم قضايا السياسة الخارجية األمريكية في مطلع ا

م، ١٩٧٣اني وانسجاما مع اإلتفاقية الموقعة في باريس في كانون الث حول وقف الحرب وإحالل السالم في فيتناأخرجت من فيتنام الجنوبية التشكيالت األخيرة للقوات االميركية حتى نهاية آذار من ذلك العام، وفي النتيجة، وكما

ئف يشير سنيب، ازداد دور المخابرات األميركية في الجهود التي دامت أكثر من عامين بعد ذلك إلنقاذ النظام الزاوحتى في . عندما كان يتزعم البيت األبيض جيرالد فورد١٩٧٥في سايغون، الذي سقط وإلى االبد في ربيع عام

م ، التي )إير أمريكا( أوقفت نشاطها شركة طيران إدارة المخابرات المركزية ١٩٧٤عهد نيكسون وفي مطلع عا .ني فانغ باويلمركزية في الوس بقيادة الجنرال اليمدارة المخابرات اإل" الجيش السري"لعبت دورا هاما في تأمين

لجبلية من ألف رجل، حسب معطيات كالين، ٤٠ إلى ٣٠بلغ تعداد هذا الجيش المؤلف من قبيلة ميو الالوسية ا غادر كافة ١٩٧٤في حزيران . وقد استخدم ضد القوى الوطنية الالوسية وكذلك في الغزو وضد فيتنام الجنوبية

لبالد، وحلالمستشارين ا . بينما فر فانغ باو إلى الواليات المتحدة األمريكية" الجيش السري" لعسكريين األميركيين اويكرر ذلك سنيب، الذي تساءل في . نه عندما كان مديرا إلدارة المخابرات المركزيةويتأسف كولبي في مذكراته أل

، هل هو البيت األبيض أم إدارة "امل الهند الصينيةاضاعة فيتنام الجنوبية ومعها ك"مذكراته عمن يتحمل مسؤولية . المخابرات المركزية أم البنتاغون أم وزارة الخارجية

"شرح للعالقات"عقب الفشل الذريع لإلمبريالية االميركية، وفي السنوات الالحقة جرى ر من فرار عشرة آالف وبعد شه. بين كافة مشاركي العدوان، الذي كانت بدايته إعداد ونشر وثائق البنتاغون

إذا عدنا إلى الوراء، فإن ماكوون يأسف لعدم ": "فورتشون"أمريكي من فيتنام الجنوبية كتبت مجلة األوساط العملية فعندما كان مديرا إلدارة المخابرات . لجوء الواليات المتحدة إلى أساليب إدارة المخابرات المركزية في فيتنام

: وبعد ذلك تورد المجلة صريح ماكوون لمراسلها)". ٢٥(محاربة الفدائيين في فيتنامالمركزية نشط أخصائيوها في لتخريبية التي قامت بها الواليات المتحدة إعفاءها من إرسال دفعة من القوات البرية " كان هدف العمليات السرية ا

م ير هذه اإلستراتيجية بمساعدة أنا واثق تماما لو أن إدارة المخابرات المركزية قدمت إمكانية تطو. إلى فيتناكان يمكن ان تستمر الحرب على نطاق أضيق . البنتاغون لما تطورت الحرب إلى درجة التدخل العسكري المباشر

".في المناطق الريفية، إال ان الواليات المتحدة كانت تتجنب الخسارة الشاملةفسه ماكوون الذي كان لرئيس في إدارة جونسون وايد بحزم تصعيد ا" الباسق"والغريب، أن من يقول ذلك هو ن

وعلى هذا فهو إما لم يصدق الرئيس جونسون في تقاريره وتقديراته وإما أنه كان . الحرب على كافة اإلتجاهاتقيادة إدارة المخابرات المركزية بعدم السماح مستقبال يريد إنقاذ سمعة إدارة المخابرات المركزية أو أنه كان يهيب ب

.دير في الحروب المقبلةبسوء التقم غادر فيتنام الجنوبية الجنرال لينسديل، الذي كان الساعد األيمن لماكوون في اعداد استراتيجية ١٩٦٨في عا

سافر دون ان يعمل مع العسكريين أبدا، وفي . استخدام أعداد الثورة مع التوظيف الواسع للعمليات السرية التخريبيةان الواليات المتحدة لن تنتشر في فيتنام إذا اعتمدت فقط على " فورين أفيرس"مجلة نفس العام حذر على صفحات

١٠٥

ولم يكن لي لينسديل،وكما هو ماكوون، ضد )". ٢٦(لماديةااإلبادة الفيزيائية للخصم واستندت إلى القوة العضلية و يتعلق بدروس الحرب الثانية في فيما. ولكن دعا إلى ربطها مع القوة العقلية في فيتنام،" األرض المحروقة"سياسة

الهند الصينية، عبر كالين عن أسفه في مطلع الثمانينات لعسكرية العمليات التخريبية السرية، التي ابتدعها ذ الحروب د تحولت شبكة التجسس وعمليات التخريب الضيقة، تحولت إلى جيوش لتنفي األدميرال ريبورن، وق

برامج بعضهم دون نوكانوا يكررو" " كانوا يتنازعون مع بعضهم بعضغالبا ما"المركزية ووزارة الدفاع كان أحد أهم أسباب الخالف بين إدارة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، كما يعتقد غالبيرين أحد . )"٢٧(تنسيق

في مراقبة األعضاء السابقين في مجلس األمن القومي، هو معارضة البنتاغون لجهود إدارة المخابرات المركزية )".٢٨(العمليات الحربية في فيتنام والوي وكمبوديا

لبيرين الفشل اإلستراتيجي لواشنطن في الهند الصينية، بالخالف التكتيكي الذي برز بين ، وهكذا يعزي غاورغم أنه من الصعب إهمال هذه الخالفات اال ان األهم شيء . الحروب القذرة"مختلف الهيئات في مرحلة تصعيد

ان اللجوء إلى استخدام القوى البرية وبشكل خاص الطائرات القاذفة في الهدن الصينية، لم تحقق لألمبريالية .آخريات الواسعة إلدارة المخابرات المركزية فيما لو لاال ان هذا المنطلق كان ينتظر العم. النتائج المرجوة. األمريكية

نتاغون وال إدارة المخابرات المركزية إيقاف حركة ب بوسع اللم يكن. ألولوية في استراتيجية واشنطناأعطيت لها لتي كان إلى كان بها تضامن ومساندة بلدان المنظومة االشتراكية وكل جانالتحرر الوطنية لشعوب الهند الصينية، ا

.اإلنسانية التقدميةلتابعة لمجلس األمن القومي والتي صادقت ع٥٤١٢ تغير اسم اللجنة ١٩٦٤في حزيران لى تنفيذ العمليات ا

. ٤٠ أصبحت تدعى اللجنة ١٩٧٠، ومنذ شباط ٣٠٣التخريبية إلدارة المخابرات المركزية وأصبح اسمها اللجنة لتين هو تسريب بعض المعلومات عن هذه الهيئات السرية إلى الصحافة لجنة . وكان سبب التغيير في الحا تكونت ال

ر الدفاع ورئيس لجنة رؤساء األركان ومساعد الرئيس لشؤون من وزير العدل ونواب وزير الخارجية ووزي٤٠وحسب موقع المنطقة التي كان يخطط للعمليات السرية فيها، كان . ٤٠األمن القومي، الذي كان يعتبر رئيسا للجنة

.يشارك في أعمال اللجنة مساعد وزير الخارجية لشؤون المنطقة المعينة CIAS 1972 Manual" كوفيرت إكستين" لعملية ١٩٧٢مركزية لعام جاء في تعليمات إدارة المخابرات ال

for cover Action" إال أن لجان الكونغرس، الذي قاموا في منتصف ) ٤٠(أن أهم النقاط السياسية في اللجنة في عهود كينيدي ١٩٦١فبدءا من عام . السبعينات بدراسة نشاط المنظمات اإلستخبارية اعطوا رقما مغايرا

لجنة ) ٥٤١٢(من عدة آالف من العمليات السرية التخريبية لمصادقة اللجنة % ١٤نسون ونيكسون، قدم فقط وجو وال ".٣٠) "٤٠(واللجنة ) ٣٠٣(

وما سبقها من أوامر ادارية أمام مجلس األمن القومي وادارة المخابرات المركزية ١٩٧٢تفتح تعليمات عام أسس البنية : "كتب أدلير الدكتور في العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا. لالستخبارات" لألعمال القذرة"أفقا واسعا

سجاما مع األوامر السنوية لمجلس األمن القومي المتعلقة باالستخبارات والتي التحتية إلدارة المخابرات المركزية انأما .…هذه البنية التحتية يمكن ان تستخدم حسب ما تراه إدارة المخابرات المركزية. تعطي األولوية للعمليات السرية

١٠٦

وأما المشاريع . د خارج جدرانهاالقرارات العملياتية فتتخذ في إدارة المخابرات المركزية ونادرا ما يعرف بها أح : للمصادقة عليها، وكانت نتائج ذلك٤٠الحقيقية للعمليات السرية التي تنفذها البنية التحتية فقلما تصل إلى اللجنة

ـ إغراء الحكومة الستخدام العمليات السرية التخريبية على اعتبار أنه يوجد بنية تحتية وهذا ما كان يؤكده ١ .كيسينجرلبيت األبيضـ عدم ٢ )".٣١(إمكانية وصول المعلومات عن العمليات إلى ا

صرح كولبي المدير األسبق إلدارة المخابرات المركزية، ان العمليات السياسية وشبه العسكرية الواسعة إلدارة نتيجة لضغط خارجي إما من طرف السفير أو من طرف البيت "المخابرات المركزية في عهد نيكسون كانت

)".٣٢(األبيض ٤٠أما كيسينجر فيدحض إدعاء كولبي فيما يتعلق بالبيت االبيض، فكتب يقول ان خطة عمل جلسات اللجنة

واألقسام ٤٠كانت إدارة المخابرات المركزية التي كانت تقوم مسبقا بالتشاور حول تلك القضية مع أعضاء اللجنة ممثلو إدارة المخابرات المركزية وهم نفسهم كانوا يعدون وقد قدم التقارير واألخبار . المعنية في وزارة الخارجية

الغالبية العظمى من العمليات السرية اقترحتها إدارة المخابرات المركزية أو "يذكر كيسينجر ان .محاضر الجلسات .وخالل وجودي في الحكومة نادرا ما كان يقترح البيت األبيض موضوعا للبحث في الجلسات .سفراؤنا في الخارج

لتي اقترحها موضوع تشيلي، وحتى هنا فإن الرئيس أكد على ما كانت قد اقرته اللجنة من ٤٠كان أحد المواضيع اية سرية تخريبية ما وأقرت لها اإلعتماد، فبعد مصادقة الرئيس ل على عم٤٠كان إذا صادقت اللجنة )". ٣٣(ذاتها

كما أن اللجنة لم تقم بمراقبة سير العملية، وكانت تبلغ فقط . عليها تتحمل إدارة المخابرات المركزية مسؤولية تنفيذهاذ العملية .بعد إنتهائها وفي حال الحاجة لدعم مالي جديد الستمرار تنفي

سمحت بهذه ٤٠ان نقطة الضعف األساسية في عملياتنا السرية التخريبية أن اللجنة "ويعترف كيسينجر وهكذا فإن ). ٣٤(ن هذه العمليات لم تحظ باإلهتمام الالزم المعهود لحكومتناالعمليات ولكنها لم تراقب تنفيذها، كما أ

لتعليمات السرية قية نفذت بمصادقة مدير إدارة المخابرات ٤٠صدق من قبل اللجنة " الكبيرة والمصيرية"ربع ا ، والبي حاالت عديدة كان وف. المركزية بشكل مستقل بما يتوافق مع البرامج الواسعة للحكومة ومجلس األمن القومي

م " فرسان الدرع والخنجر"يصدر الرئيس شخصيا األوامر لتنفيذ العمليات الخطيرة، الشيء الذي كان يشجع للقيا .بمغامرات أكبر وبمبادرة شخصية

أصدر هذا .كان أحد هذه األوامر إيعاز نيكسون لهيلمس بعدم السماح بانتخاب سلفادور الليندي رئيسا لتشيليلبيضاوية في البيت األبيض بحضور كيسينجر ووزير العدل في الواليات ١٩٧٠ أيلول ١٥ي األمر ف في القاعة ا

قال نيكسون لهيلمس أنه كان من المفروض بذل الجهود الكبيرة :"ويصف كيسينجر األمر بقوله. ميتشيل. المتحدة جحتمال واحد من عشرة للتخلص من الليندي إذا كان هناك ا. لتحديد ما يجب عمله لعرقلة وصول الليندي إلى السلطة

كما ويجب قطع برامج المساعدة . فعلينا سلوكه، وإذا كان هيلمس بحاجة إلى عشرة ماليين دوالر فسيحصل عليها من يقول هيلمس أنه لو غادر يوما )". ٣٥(لتصرخ من األلم"عن تشيلي، ويجب الضغط على االقتصاد التشيلي حتى

د شعور بأنه حصل على الصولجان المارشيالي فإن هذا اليوم هو حين تلقى أمر نيكسون حول القاعة البيضاوية ول

١٠٧

ان نيكسون مانع ) لجنة تشورتش(به كيسينجر أثناء تحقيقات لجنة مجلس الشيوخ توأضاف هيلمس ان ما ك. تشيليهكذا . لخارجية والبنتاغونوكذلك سفارة الواليات المتحدة في تشيلي ووزارة ا بقراره هذا،٤٠في إبالغ اللجنة

لية خاصة بقيادة نائب مدير المخابرات المركزية "٢الطريق"كانت بداية العملية التي سميت ، والتي أعدت لها آبمشاركة اللجنة " ١الطريق"وبشكل مستقل عن هذه العملية تطورت عملية . كاراميسيون. ورئيس فرع التخطيط ت

وعدد من دوائر ادارة المخابرات المركزية، التي لم تشارك في عملية ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع ٤٠ )".٢الطريق"

التي بدأت بامر من نيكسون، تعرف على أهم مؤشرات عملية " ٢الطريق "قبل الدخول في الحديث عن عملية م ". ١الطريق" م استعدت إدارة المخابرات المركزية وبمبادرة ذاتية إلنتخابات الرئاسة ١٩٦٩في عا في تشيلي عا

عددا من اإلجراءات لمجابهة تكتل القوى ٣٠٣ اقترح هيلمس في جلسة اللجنة ١٩٦٩ نيسان ١٥، في ١٩٧٠وقد كلف سفير الواليات المتحدة في تشيلي كوري وممثل إدارة المخابرات المركزية هيكشير بإعداد خطة . اليسارية

وبعد تعديلها صدقت في آذار ٣٠٣ في اللجنة ١٩٦٩عام موحدة للعمل، وقد نوقشت هذه الخطة في كانون األول بعملية اإلفساد "وقد سميت هذه العملية في أوساط مجلس األمن القومي والمخابرات . ٤٠بل اللجنة ق من ١٩٧٠

)Spoiling operation( لسياسي إللليندي" إفساد"تبعا لفكرتها األساسية ـ )".٣٦(الجو اعزيز الصراع ضد اليساريين مبلغ خمسمائة ألف دوالر لوزارة الخارجية، وقدمت بغية ت" أناكوند"قدمت شركة

إلدارة المخابرات المركزية مليون دوالر إلعانة ) شركة البرق والهاتف(" إنترناشيونال تيليفون إند تيليغراف"ارة المخابرات ورغم ان كيسينجر رفض خطة شركة البرق والهاتف، اال ان إد. األحزاب البورجوازية في تشيلي

" إثم"على اية حال لم يكن في ذلك أي . المركزية ساعدت الشركة في نقل الوسائط لليساريين الرجعيين في تشيليليميني م كافة أنواع المساعدة والتأييد لمرشح الحزب الوطني ا على اعتبار ان نيكسون شخصيا أصر على تقدي

.درينأليساولم . نصف مليون دوالر "عملية اإلفساد" مجموع ما أنفقه على وحسب معطيات مخفضة بشكل واضح، بلغ

ومرشح الحزب % ٣٤,٩من األصوات، وأليساندري % ٣٦,٣فقد جمع الليندي . تعط العملية المرجوة منهاوأعدت إدارة المخابرات المركزية . وقد نقل انتخاب الرئيس إلى البرلمان%. ٢٧,٨الديمقراطي المسيحي توميتش

وحسب الدستور التشيلي لم يكن يحق للرئيس فري ترشيح . ٤٠ من اللجنة ١٩٧٠ أيلول ١٤صدقت في خطة جديدة نفسه مرة ثانية مباشرة، إال أن إدارة المخابرات المركزية أقنعته بالخروج لقضاء الفترة الالزمة ونقل السلطة لنائب

.الرئيس ومن ثم الضغط على البرلمان إلعادة انتخاب فري مرة أخرىامت دوائر إدارة المخابرات المركزية بنشاط دعائي صاخب، ونشير هنا أنها أرسلت فقط في أيلول إلى تشيلي ق

ثمانية عشر عميال صحفيا، كانوا يمثلون صحافة خمس عشرة دولة، مع ان صاحبها الحقيقي هو إدارة المخابرات من شأنها التأثير على فري والعسكريين " لميةموجة دعائية عا"كان هدف مجموعة الصحفيين إثارة ). ٣٧(المركزيةوقدمت المقاالت التي كتبوها بناء على طلب إدارة المخابرات المركزية والتي نشرت في صحف بالدهم، . التشيليين

لتشيلية واألهم من ذلك إلى هيئة تحرير الصحف التشيلية، التي نقلت لسياسية ا " اصداء"إلى فري والشخصيات ا

١٠٨

بدأت في أيلول العمليات في إطار " ١الطريق "إلى جانب عمليات خطة . لية إلى الصحافة العالميةاألحداث التشيالتي كان هدفها، كما ذكرنا آنفا، تنظيم اإلنقالب العسكري بغية عدم السماح بانتخاب الليندي " ٢الطريق"خطة

ع الشخصيات العسكرية التشيلية مرة م٢١ إلى ٥رئيسا، وكذلك إجراءات الضغط االقتصادي، في الفترة من )".٣٨(وقدمت لهم التأكيدات على التأييد الحثيث من قبل الحكومة األميركية قبل وبعد اإلنقالب"

كان هيكشير ممثل إدارة المخابرات المركزية في سانتياغو يؤيد الجنرال التشيلي مارشال الذي نظم في نهاية ى اهتمامه األساسي لجنرال آخر هو روبيرتوفومارامبيو، الذي كان لكن هيكشر أول. أيلول عددا من التفجيرات

كان الجنرال ١٩٦٩وقبل ذلك في تشرين األول . يرأس مجموعة، من الضباط الرجعيين، والتي كانت تضم مارشالات قد أعلن التمرد العسكري، ولكن محاولة الرجعية إلنجاز اإلنقالب قوبلت بالصد من جهة الكادحين والمنظم فيو

. بالعمل سرا مع فيويةبدأت إدارة المخابرات المركز" ٢الطريق"بعد تصديق خطة . الشعبيةد الجيش التشيلي الجنرال شنيدر ضد فكرة اإلنقالب العسكري أو عمليا اإلحتفاظ غير القانوني بالرئيس كان قائ

يخصص خمسون ألف دوالر : ن كما يليلذلك اقترحت إدارة المخابرات المركزية الجانب المالي لإلقتراح فكا. فزي. ألف دوالر للجنرال فالينسويال٥٠ ألف دوالر للجنرال فيوو ٢٥٠لتنفيذ العملية ومكافأة شخصية للضباط بمعدل

لينسويال لم يكن بإمكانهما عمل شيء دون تشجيع الجهة االمريكية، وإذا لم تقم إدارة : "ونقلت األسلحة لقيادة فيووفاقتل دون مشاركتهاالمخابرات المر )".٣٩(كزية بقتل شنيدر مباشرة فمن المؤكد أنه لم يكن لي

لبيضاء"وهكذا، ففي تاريخ إدارة المخابرات المركزية في تشيلي العديد من والتي لم تفسر حتى هذا " البقع ائل ولذلك في منتصف تشرين االول، علمت ان جهودنا ستكون دون طا: "فكتب نيكسون مثال في مذكراته. اليوم

). ٤٠( تشرين الثاني أصبح الليندي رئيسا٣وفي . اصدرت تعليماتي إلدارة المخابرات المركزية لوقف العملية .هيغ. ويؤكد هذا األمر كيسينجر ونائبه الجنرال أ

أن تأكيدات ) هيلمسن كاراميسيون وميير وغيرهم(صرح بعض القادة السابقين إلدارة المخابرات المركزية وذكر كاراميسينس في جلسة . وكيسينجرهيغ عبارة عن محاولة للتملص من مسؤولية قتل الجنرال شنيدنيكسون

لفيو غير " بإيجاد مبرر عسكري"لجنة تشورتش، أنه بعد يومين من حديثه مع نيكسون، أصدر له الرئيس أمرا قطعت إدارة المخابرات . اإلنقالب شيئا واحدا فقط، وهو أن البيت األبيض مصر علىهأيرالمأمول، وهذا يعني ب

ولكن عمليا كان ذلك مخالفة لتعليمات . المركزية عالقتها رسميا مع فيو، وركزت اهتمامها بالجنرال فالينسويال .نيكسون، إذا كانت قد صدرت مثل هذه التعليمات، حيث ان فالينسويال يدخل في مجموعة فيو

. تشرين األول لم يبلغا بشيء عن العملية ضد الجنرال شنيدر١٥ وهيغ في بياناتهما أنه بعدريؤكد كيسينجفلم يبق " ٢الطريق "ولكن بما أن نيكسون وكيسينجر أصدر أوامر شفهية إلدارة المخابرات المركزية إليقاف عملية

د إلى أقوالهما لشفهية في اصدار األوا. أمام أعضاء مجلس الشيوخ إال اإلستنا مر كانت ويشير ادلير ان الصيغة اويورد إدلير مقطعا من تقرير . عادية جدا، ولذلك فمن غير المعقول الشك في تأكيدات نيكسون وكيسينجر وهيغ

م: "لجنة تشورتش لقد كانت درجة . إن النهج المتبع للقيام بالعمليات السرية للواليات المتحدة في تشيلي غير سليلم )". ٤٢(ادية، ولكن في كل األحوال لم تكن األولى من نوعها المركزية في تشيلي غير ع المخابراتتدخل إدارة

١٠٩

لتي ادعوا " ٢قيالطر"يكن عدم إصدار الرئيس ومساعديه المقربين أمرا خطيا ال في بداية عملية وال في اللحظة اوالتي علم بها عدد محدود من الشخصيات حتى ضمن إدارة " ٢الطريق"أنهم أوقفوا، لم يكن هذا هو لعملية

ثانيا ـ منح الرئيس إلدارة المخابرات المركزية صالحيات غير محدودة، عبر عنها بالشيك . لمخابرات المركزيةا. حيث يمكن لالستخبارات الحصول على شيكات نظيفة وأمالؤها بأي مبلغ من المال) Blank Chek(األبيض

م يعتقد أي من مصدري البيانات ان إدا: "جاء في تقرير لجنة تشورتش رة المخابرات المركزية كانت بحاجة للم تر إدارة المخابرات المركزية انه كان يلزمها موافقة البيت األبيض … لمالحقة السماح بعملياتها خطوة خطوةوتتكشف الوقائع الطريفة لدى استعراض كيفية استخدام البنية التحتية ). ٤٣(لتوريد السالح إلى الضباط التشيليين

وقد شكلت في لينغلي مجموعة خاصة سرية ". ٢الطريق"المركزية في تشيلي في نطاق عملية دارة المخابرات إلللغاية لشؤون تشيلي لم تكتف هذه المجموعة باستدراج ممثلية اإلدارة في تشيلي للمشاركة في العملية، بل استعدت

حوزتهم جوازات سفر ممن كان بFalse flaggerأكثر العمالء حنكة من الدول األخرى وتحت راية مزورة .وكان هؤالء يعملون دون علم الممثلية. أمريكية التينية وبأسماء مستعارة

والطريف أيضا ان اللجنة الخاصة لشؤون تشيلي كانت على علم بالعالقات المتينة التي تربط الملحق العسكري ليين في سانياغو، واستخدمت اللج لتشي نة لإلتصال مع فيو وبعض الضباط االميركي العقيد وايميريت مع الضباط ا

، إال "٢الطريق"إال انه ورغم عدم رغبة إطالع حتى استخبارات وزارة الدفاع على خطة عملية . الرجعيين اآلخرين. أن اللجنة الخاصة لشؤون تشيلي قدمت لوايميرت كل التعليمات بتوقيع مدير استخبارات وزارة الدفاع الجنرال د

مورير، رغم انهما وكما وايميرت، لم يشكا في كل هذا في . ال تر األركان األدميبينيت ورئيس لجنة رؤساءفي أول برقية مزورة صدر أمر لوايميرت لإللتحاق بادارة المخابرات . التدخل المباشر إلدارة المخابرات المركزية

ى المخابرات وكان وايميرت يرسل معطياته أحيانا إل. والبقاء تحت تصرفها حتى صدور أوامر مغايرة ).٤٤(العسكرية

إنطالقا من هذا، ومن وقائع السرية غير العادية وتحليال للقاءاته مع العمالء السريين تحت الراية المزورة، ، يطرح الصحفي األمريكي هيرش رأيا انه يحتمل أن يكون قد ١٩٧٠المشاركين في عمليات تشيلي في خريف عام

لن يعثر أبدا على أية وثيقة أو شاهد يشرح خطط إدارة : "وكتب يقول. بالذاتخطط لقتل الليندي في تلك الفترة قال وايميرت لهيرش انه ١٩٨٠في نهاية عام ). ٤٥(…المخابرات المركزية أو تعليمات البيت األبيض لقتل الليندي

إذن ما هو "تساءل وايميرت وي. تهيأ له أن عمالء الراية المزورة كانوا موجودين في سانتياغو للتحضير لقتل اللينديليا. الهدف من قدومهم إلى سانتياغو؟ كان هذا دائما هو الحل الذي عول عليه الجميع ".كاد هذا ان يكون منطلقا مثا

حكومة نيكسون في مقتل ال توجد اية معطيات محددة حول مشاركة "وتعبيرا عن رأيه، يؤكد هيرش انه إدارة المخابرات المركزية ومشاركي عملية تشيلي، ن األعضاء السابقين في اال ان ما يلفت النظر ا". الليندي

دفع نيكسون وكيسينجر إدارة المخابرات المركزية إلى قتل زعيم الثورة ١٩٧٠يريدون خلق انطباع بأنه في خريف يسا، ولكن يحتمل ويحتمل ان يكونوا قد فهموا هكذا األمر الصادر حول عدم السماح بانتخاب الليندي رئ. التشيلية

.عون عن أنفسهم تهمة محاولة قتل الليندي بمادرة شخصيةفشيء آخر انهم بعملهم هذا يد

١١٠

ويصعب الشك في . وصلت لجنة تشورتش إلى نتيجة مفادها ان الرئيس لم يصدر أمر قتل الجنرال شندير .رغبة هذه اللجنة في مداراة نيكسون ألنها كانت ميالة دون تحبب

، "٢الطريق" أمرا بوقف عملية ١٩٧٠ تشرين األول ١٥جلس الشيوخ بحقيقة إصدار نيكسون في قبل أعضاء من مبررة وة رأيها، أنه ورغم ذلك تابعت إدارة المخابرات المركزية عملياتها، معتمدة على أنها ستكنوأبدت اللج

.بالعداء الكبير للبيت األبيض تجاه القوى اليسارية التشيليةم ١٩٦٢السري للواليات المتحدة األمريكية في شؤون تشيلي فعام يعتبر التدخل مثاال صارخا لخط ١٩٧٣ وعا

كان يلبي البيت األبيض . االمبريالية األمريكية في السيطرة على العالم أجمع وخاصة نصف الكرة األرضية الغربيم . دول أميريكا الالتينيةوهيئات الحكومة األخرى رغبات اإلحتكارات االميركية، العاملة في تشيلي و ذ عا ١٩٦٣من

مجلس "تكونت مجموعة مالكي المصانع في أميركيا الالتينية، والتي تغير اسمها فيما بعد بغية إخفاء جوهرها إلى كان أوسع نشاط للمجلس المذكور في تشيلي هو ما قامت به شركة البرق والهاتف، التي كانت تتحكم في ". أميركا

من نحاس العالم الرأسمالي % ٨٠تسويق النحاس التشيلي في األسواق العالمية، والذي يمثل استخراج ومعالجة ولبرق والهاتف المدير األسبق إلدارة المخابرات المركزية ج. كافة ماكوون، وكانت زوجته . كان أحد مدراء شركة ا

".انا كوندا"تملك أكبر مجموعة من اسهم ال امتينة فقط مع إدارة المخابرات المركزية، بل كانت تحمل سالحا فعلم يكن لشركة البرق والهاتف عالقات

للضغط على البت األبيض وهو المساهمة الكبيرة في ميزانية الحزب الجمهوري لصالح الحملة التي سبقت عندما قامت اللجنة الفرعية للشركات الوطنية المنبثقة عن لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية. اإلنتخابات

لبرق والهاتف في األحداث التشيلية في خريف عام ، لم يخن هيلمس صديقه ماكوون، ١٩٧٠بدراسة دور شركة اإال أن هيلمس أشار إلى أن إدارة المخابرات المركزية . الذي خصص مبلغ مليون دوالر إلدارة المخابرات المركزية

)".٤٦(تقيم العالقات مع مختلف الشركات األميركيةمواقع الشركات الوطنية في تشيلي حجة هامة لقرار نيكسون في استخدام إدارة المخابرات المركزية ضد كان إنقاذ ان حكومة الوحدة الوطنية ستقوم بتأميم الملكية األمريكية في تشيلي، مما لقد خاف مالكو هذه الشركات من. الليندي

.سيثير رد فعل متوالي في دول أميركيا الالتينية كافةستنتقل " تشيلي االشتراكية والشيوعية"دارة المخابرات المركزية والشركات اإلحتكارية واثقة من أن عدوى كانت إ

لتي كانت تقوم فيها في ذلك الوقت : إلى كافة بلدان أميركيا الجنوبية المجاورة األرجنتين والبيرو ووبوليفيا، ايركية للقيام بالعمليات السرية المتعددة األغراض ضد كل ذلك دفع باإلستخبارات االم. نشاطات معادية لألمبريالية

.حكومة الليندي، عندما تسربت ١٩٧٤علم الشعب األميركي بدور إدارة المخابرات المركزية في زعزعة حكومة الليندي في أيلول

إلى الصحافة االمريكية، من الكونغرس معلومات عن ان مدير المخابرات كولبي اعترف بمشاركة هيئته فيمرادفا لنشاط " زعزعة"لقد أصبح استخدام كولبي لعبارة . األعمال القذرة المنفذة ضد الحكومة الشرعية في تشيلي

.إدارة المخابرات المركزية

١١١

لتي يعللها مبدأ وعلى طريق الكذب وقف " النفي المتبادل"إن كذب قادة المخابرات المركزية هو القاعدة الطبيعية ا نفى في رده على أعضاء مجلس الشيوخ تعاون إدارة المخابرات المركزية مع ١٩٧٣ عام ففي مطلع. هيلمس كذلك

لقد اقدم . في تلك البالد١٩٧٠شركة البرق والهاتف ضد تشيلي، حتى نفى مشاركتها نهائيا في أحداث خريف عام ة مجلس الشيوخ هيلمس على خداع ال أعضاء لجنة مجلس الشيوخ الفرعية لشؤون الشركات الوطنية، بل لجن

للشؤون الخارجية كاملة، عندما صادقت في جلسة مغلقة على تعيينه سفيرا للواليات المتحدة األمريكية في إيران بعد فيما بعد كان هذا الكذب مبررا لوزارة العدل لرفع القضية . ان جرده نيكسون من منصب مدير المخابرات المركزية

عامية غرامة مقدارها ألفي ةلمد) شرطيا( تكذيب الحقائق وحكمت عليه بالسجن س فيمإلى المحكمة، التي أدانت هيللثمانينات حصل على مركز جيد في شركة . إال ان خدمات هيلمس لرجال األعمال لم تنس. دوالر ففي مطلع ا

ما بعد أنها التي خرج منها وزير الخارجية جورج شولتز ووزير الدفاع كاسبار واينبرغر، والتي تبين في" بيتشيل" عين الرئيس ريغان هيلمس عضوا في اللجنة الرئاسية ١٩٨٣في عام . على صلة وثقة بأوساط الرئيس ريغان

لية والخداع الذي . للقوى االستراتيجية لحقائق حول القضية التشي وإذا عدت إلى األدلة الرسمية لهيلمس في تكذيب الإمارس ليس ضد أي شخص كان و شيوخ، فستصل حتما إلى نتيجة واحدة وهي أن نما ضد أعضاء مجلس ا

) وهم جميعا متفقون في اآلراء مع هيلمس ومعينون من قبله(التصريحات األخرى للمثلي إدارة المخابرات المركزية وينسحب هذا بالدرجة األولى على نفيهم مشاركة إدارة المخابرات المركزية في اإلنقالب . تخدم تقديرات مزيفة

في تشيلي هذه " وكالة بر أنترناشيونال"هاوسمان مراسل وكالة . يصف م. في تشيلي١٩٧٣ أيلول ١٢العسكري في ال يمكن اكتشافها ظاهريا دون فضح واشنطن لها: "الظاهرة بقول كما . كانت العمليات مموهة بشكل جيد، بحيث

أعتقد أن أعمال حكومة الواليات المتحدة أنا ال . كان إلدارة المخابرات المركزية عدة أقنية للتمويل غير المشروعإس في تشيلي . ي. وانسجاما مع وجهة نظر هاوسمان يورد مراسل سي)". ٤٧(في تنظيم اإلنقالب ستكشف يوما ما

غرست اإلستخبارات البذور، التي : سألني كلمات أحد أعضاء إدارة المخابرات المركزية، الذي استخدم هذه العبارة ).٤٨(١٩٧٣ أنبتت انقالب عام

لسابق كانت األوضاع السرية الحقيقية لتدخل إدارة المخابرات : "كتب روزيتسكي عضو إدارة المخابرات المركزية ا حجر عثرة بالنسبة للجنة مجلس الشيوخ ١٩٧٣المركزية في األشهر الحرجة، التي سبقت اإلنقالب العسكري عام

في " الشيوعية"على كل حال، تكللت الجهود األمريكية لعرقلة . ……لدراسة نشاط الهيئات اإلستخبارية األمريكيةليندي"تشيلي بالنجاح، على األقل من حيث الهدف المباشر ولكن مقابل استبدالها بطغمة عسكرية دموية، " اإلطاحة بال

د الواليات المتحدة األمريكية برات وفي مكان آخر يضيف روزيتسكي ان عمليات إدارة المخا). ٤٩"(تتمتع بتأييودعا روزيتسكي، مطلقا بعض العبارات المكشوفة حول طغمة ". أودت باإلتالف الماركسي في تشيلي"المركزية

". المنجزات"بينوشيت العميلة، إلى ادراجها في تاريخ إدارة المخابرات المركزية في عداد لقد حاول . بأسلوب آخر" منجزاتال"وقد وجد بعض من الساسة االمريكيين، رغم قلة عددهم، الذين تطرقوا لهذه

لحقيقي لما يجري .تحديد الطابع ا

١١٢

أول محاولة، وكما ذكرنا آنفا، قامت بها اللجنة الفرعية للشركات الوطنية المنبثقة عن مجلس الشيوخ، التي لم يتمكن يلمس شليسينجر الذي حل مكان . وتهرب كذلك من أسئلة ج. رئيسها تشوربش من الحصول على شيء من هيلمس

إال أنه سمح لمساعديه بإطالع اللجنة الفرعية إلدارة المخابرات . ١٩٧٣مديرا إلدارة المخابرات المركزية عام وفورا وبعد تواجده لخمسة أشهر في منصب مدير ". ١الطريق"المركزية وشركة البرق والهاتف في نطاق برنامج

. مكانه كولبيالمخابرات المركزية عين شليسينجر وزيرا للدفاع، وحلدعت اللجنة الفرعية للشؤون ) ديمقراطي من والية ميساتشوسيتس(هارينغتون . وباصرار من عضو الكونغرس م

لنواب للشؤون الخارجية، في تشرين أول عام كولبي لإلستجواب بعد مضي ١٩٧٣األمريكية، التابعة للجنة مجلس ا .شهر على اإلنقالب العسكري في تشيلي

لنهج الفاشي خونغرس هارينغتون وعالم اإلجتماع والمؤرحاول عضو الك الذي يحمل نظرة ليبرالية، والذي أدان ا. في تشيلي، حاول الحصول على شرح لدور إدارة المخابرات المركزية في الحرب السرية األمريكية ضد الليندي

ين اإلستخبارات والهيئات التشريعية إال ان كولب رفض قطعيا اإلجابة على أسئلة المشرعين، مستشهدا باإلتفاق بالعليا، بأن كافة األسئلة المتعلقة بعمليات إدارة المخابرات المركزية، تناقش فقط في اللجان الفرعية لإلستخبارات

س.المنبثقة عن كل من مجلس الشيوخ ومجلس النوابتي تهمه، وأخيرا وافق كولبي على غير أن هارينغتون أصر في األشهر األخيرة على أن يعطيه كولبي البيانات ال

لجنة الفرعية نيدزي وأخبره " ١الطريق" في جلسة مغلقة للجنة ١٩٧٤التحدث في نيسان وبعد الجلسة انفرد برئيس ال ".٢الطريق"بما لم يرد في محضر الجلسة عن عملية

م عمل لجنة الكونغرس،أخذ كارينغتون يطالب بمحاضر الجلسات، وبعد مما نعة طويلة من إدارة ووفقا لنظاوعلى أساس ما قراه كارينغتون أعد رسالة موجهة إلى رئيس لجنة . المخابرات المركزية ونيدزي حصل عليها

. بعد استقالة نيكسون١٩٧٤مجلس النواب للشؤون الخارجية، والتي تسرب محتواها إلى الصحافة في أيلول على شكل ال ١٩٧٣ و١٩٧٠وير عمليات تشيلي أعوام بعد فضح أمرها، حاولت إدارة المخابرات المركزية تص

كان تقدير . محملة اإلثم في كل ذلك لنيكسون" ٢الطريق"ية ليضر بها، ونقلت طوعيا للصحافة معلوما عن عم. عمليات الرئيس لتنظيم حملة معادية لتشيلي من قبل التجمع اإلستخباري غريبا، غبيا، غير مسؤول وغير منطقي

نسوا كلمات هيلمس عندما قال أنه يعشر بنفسه قائدا كبيرا عندما يخرج من القاعة البيضاوية وفي يده يبدو أنهم قد .قرار بدء الحرب السرية ضد الليندي

كانون األول ٣٠ورغم معارضة إدارة الرئيس الجديد فورد وبعد مداوالت طويلة في آخر اجتماع للكونغرس في لتعديل إدارة . جديدا عده السناتور هيوز وعضو مجلس النواب راين، فقد أضيف للقانون تعديل ١٩٧٤ يمنع هذا ا

ذ العمليات ضرورية لألمن القومي للواليات المتحدة وقبل أن المخابرات المركزية من استخدام أية وسائط في تنفيلمجلسي الشيوخ يحدد في حينه غرضها وحجمها للجان الكونغرس المختصة، بما في ذلك لجنة الشؤون الخارجية

كان تعديل هيوز ـ راين، وقد وصفها ماير النائب األسبق لرئيس فرع التخطيط في إدارة )". ٥٠(والنوابويردد كولبي لماير أن تصرفات الكونغرس )". ٥١(رد فعل على تدخل الرئيس في تشيلي"المخابرات المركزية بأنها

١١٣

لية"كانت فإن كولبي يشير بصدق إلى ان تعديل هيوز ـ راين جعل وباإلضافة إلى ذلك " نتيجة للعاصفة التشي .العمليات السرية التخريبية وألول مرة شرعية، حيث كان وجودها قبل ذلك مرفوضا

ذ ذلك القرار كان متعلقا بالوضع وسنعود إلى تحليل أعمق لقرار الكونغرس هذا، ولكن نود أن نشير هنا أن اتخالتي كانت سببا في استقالة ١٩٧٤ ـ ١٩٧٢عام " حة ووترغريتيفض"جة العام في واشنطن، الذي تكون نتي وا

.نيكسونفقد عملت إدارة المخابرات المركزية جاهدة للظهور بمظهر " فضيحة ووترغيت"وكما في قضية تشيلي، كذلك في

لكتم الفضيحة وبالفعل فقد كان لدى الرئيس وحاشيته خطة. لتحقيقاالطفل البريء، الذي حاول نيكسون استخدامه لتي نتجت عن النفوذ غير الشرعي لبعض الشخصيات من . بمساعدة إدارة المخابرات المركزية هذه الفضيحة ا

في " ووترغيت"إلى مقر اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي في التجمع السكني " عمال التمديد"و" عمال اإلصالح"لمشاركين في عملية النفوذ غير الشرعي، الذين كان من واشنطن، بهدف التجسس التحقيق الفيدرالي خمسة من ا

بينهم أربعة من األعضاء العاملين أو العمالء في إدارة المخابرات المركزية، وكفالة قادتهم وخاصة هانت، العضو .كينيدي. البارز السابق في اإلدارة والتي أوردنا آنفا دعوته السلبية لسياسة ج

وفيما بعد تبين ان . ابرات المركزية قطعيا ان تكون قد عرفت شيئا مسبقا عن العمليةفي البداية رفضت إدارة المخلتغلغل، أصبح في ذلك الوقت مخبرا مأجورا إلدارة المخابرات المركزية تحت اسم مارتينيس، أحد مشاركي ا

أتلف هيلمس ١٩٧٣ام مستعار هو روالند وكان يبلغ لينغلي عن الخطط المحضرة، وقبل مغادرته لينغلي شتاء ع. وثائق مختلفة من بينها مئات الصفحات من ملخصات لقاءاته وإتصاالته الهاتفية في الفترة التي سبقت ووترغيت

في البداية وافقت إدارة المخابرات المركزية على تأجيل تحقيقات مكتب التحقيق الفيدرالي، ولكن فيما بعد اكتفت كان هنالك عدة أسباب لشكوك المخابرات . اية ابتعدت كليا عن البيت األبيضبتأخير مالحقة هانت فقط، وفي النه

المركزية وأهمها، كما يذكر ممثلو الدوائر اإلستخبارية، المحافظة على الوحدة التنظيمية إلدارة المخابرات لتدخل في ، وكذلك عدم الرغ"فرسان الدرع والخنجر"المركزية، والتي تنعكس مخالفتها سلبيا على عمليات بة في ا

م يكن لدى إدارة المخابرات . الصراع بين الحزب الجمهوري والديمقراطي وبين البيت األبيض والكونغرس وأخيرا للبيت األبيض الذي كان حذرا معهم إلى هذه الدرجة .المركزية وبهاليل لينغلي حافز على مساعدة زعيم ا

م يهدف إلى دق إسفين يرى مؤيدو فرضية نيات التخريب من قبل لينغلي ف ي التغلغل الى ووترغيت، ان التخريب للتحصن لسياسي في حبين البيت األبيض والحزب الجمهوري وإنما لتمنح البيت األبيض إمكانية ا عار التجسس ا

عدم إفتراض أن " التجسس البسيط"ضده بالدالئل والشعور بثقة أكبر في عالقته بالرئيس، كان بإمكان مبادري لتي من شأنها أن تؤدي إلى الفضيحة ستغطى بفضائح نيكسون األخرى والعديدة، التي ال عالقة لها بووترغيت والبيت األبيض بالمحاكمات . استقالته لة هيلمس، انطلقت ألسنة جماعة ووترغيت وبدؤوا بمحاصرة ا وفورا عقب استقا

للحزب الجمهوري برئاسة " خدعات السياسيةال"ولجان الكونغرس وفي مقدمتها لجنة مجلس الشيوخ الخاصة بمالحقة .إيرفين

١١٤

وإلعطاء البيت األبيض ومجموعة المشرعين الجمهوريين، الذين يعتقدون بمشاركة إدارة المخابرات المركزية في ١٩٧٤، اإلمكانية للتأكد من ظنونهم، شكلت لجنة فرعية منبثقة عن لجنة إيرفين في مطلع عام "قضية ووترغيت"

لم يكن هناك شواهد مباشرة باستثناء وثيقة مشبوهة إلدارة . المخابرات المركزية في هذه القضيةلتوضيح دور م تعط اإلمكانية لذلك د الدالئل أو أنها ل م تتمكن من تأكي لجنة ل ومع هذا فبعد ثمانية . المخابرات المركزية، فإما أن ال

ية تغلغل أشباح لنغلي الى عالم البيت األبيض على أشهر من العمل صاغ رئيس اللجنة الفرعية السيناتور بيكر عمل )".٥٢(غابة مليئة باألدغال، تحطمها الوحوش الذين أسمع أصواتهم ولكني ال استطيع رؤيتهم: "الشكل التالي

لم أرد فتح الجرح القديم ولكن ليس هناك : "وبعد أن أصبح ممثال ألغلبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ قال بيكرلماذا كانت : ولكن السؤال. في مشاركة أعضاء إدارة المخابرات المركزية في قضية ووترغيتأدنى شك ).٥٣(مشاركتهم؟

ويجيب المدير األسبق لجهاز موظفي . لم يرد بيكر طرح التقارير عن سبب مشاركة إدارة المخابرات المركزيةأن إدارة المخابرات المركزية كهيئة، " طةغروب السل"البيت األبيض هولدمان عن هذا السؤال، فكتب في مذكراته

١٩٧٠تصاعد عداء لينغلي صيف عام )". ٥٤(كانت معادية لنيكسون الذي كان يبادلها كراهية مشبوبة ال تقل عنهاعندما حاول الرئيس تشكيل مجموعة تنسيق برئاسة هيوسطن، أحد أعضاء البيت األبيض لتعزيز تفاعل الدوائر

. ضد الحركات غير العسكرية وقوى المعارضة األخرى ولكن محاولته هذه باءت بالفشلاإلستخبارية في الصراعكانت خطة التنسيق التي وضعها هيوسطن رغم عدم تحقيقها تهديدا مباشرا للهيئات : "كتب هولدمان حول ذلك

ذ ذلك الوقت أنا أع. اإلستخبارية، الذين خشوا أن يؤدي تدخل البيت األبيض إلى ضياع السلطة من أيديهم تقد منلبيت األبيض بانتباه مستخدمة في ذلك عمالئها )".٥٥(بدأت إدارة المخابرات المركزية بمالحقة ا

وتأكيدا لفكرته يستشهد هولدمان برئيس اللجنة الفرعية لشؤون اإلستخبارات التابعة لمجلس النواب نيدزي، الذي ت المركزية والذي جاء فيه اعتراف بأن إدارة المخابرات تقرير المفتش العام إلدارة المخابرا١٩٧٥نشر عام

".أكثر األقسام سرية في مقر الرئاسة"المركزية كانت تملك العمالء في ويظل السؤال التالي الجزء األساسي من السر : "وتعليقا على اعترافات إدارة المخابرات المركزية، كتب هولدمان

ما الهدف من تحكم أعضاء إدارة المخابرات ": قضية ووترغيت"لى حجب الكبير، والذي يمكن ان تؤدي معرفته إ )".٥٦(باألمة األمريكية؟

. يمكن أن تكون انتقاما إلدارة المخابرات المركزية من البيت األبيض" قضية ووترغيت"ويتفق الذين يعتقدون أن م يقدر جهاز نيكسون خداع ومكر إدارة المخابرات "كتب جورج يقول المركزية، وال يستبعد أبدا ان تكون طبعا ل

حتمال اوكتب نيكوس نفسه في مذكراته أن )". ٥٧(إدارة المخابرات المركزية قد اقامت له مصيدة في ووترغيتلتساؤالت المزعجة" فضحية ووترغيت"مشاركة إدارة المخابرات المركزية في ومن غير المستبعد . يثير الكثير من ا

وهذه . لقام نيكسون بحملة تحريك جذرية في إدارة المخابرات المركزية" ووترغيتفضيحة"أنه في حال هدوء عندما بحث . النقطة بالذات كانت كفيلة بإقناع لينغلي لتصعيد حمالتها في التشهير بنيكسون، وجعل استقالته محتمة

١١٥

والمالية شليسينجر، عن بديل لهيلمس، وقع خياره على مساعد مدير مكتب اإلدارة١٩٧٣نيكسون في مطلع عام . وبتكليف من البيت األبيض دراسة لنشاط إدارة المخابرات المركزية١٩٧١ـ١٩٧٠الذي أجرى عام

ويؤكد كالين أنه في عهدهما بلغت أوجها عملية استثناء الشخصيات . اعتبر شليسينجر من حاشية نيكسون وكيسينجرلبيت األبيض على إدارة من المعلوم" المستفيدين"الحكومية الرسمية من قائمة ات التجسسية الهامة، ومضاعفة رقابة ا

".المخابرات المركزية أداة عملياتية سريةويبدو أن شليسينجر تلقى . واحتجاجا على إبعاد هيلمس من إدارة المخابرات المركزية استقال نائبه راميسينس

.الموظفينوقد سرح عدة مئات من " ١٣الحرس البريتوري"تعليمات لتغير تكوين لبرتووري" عضوا في ١٩٧٣ خريف عام ١٤كان كولبي الذي حل محل شليسينجر الذي أتهمه فيما بعد " الحرس ا

لنواة المهيمنة للينغلي، والتي لعبت دورا ال يقل عن دور " الحرس البريتوري"يعتبر . بعدد من األخطاء إنتهازية البريتوريا"لم يكن . ماكوون وشليسينجر إذا لم يكن أكبر منه كينيدي في كوبا . راض عن استراتيجية ج" لحرس ا

كذلك لم يوافق على إخراج . وسياسته في الهند الصينية، وخطواته لتهدئة التوتر في العالقات مع اإلتحاد السوفييتيلسوفييتي القوات األمريكية من فيتنام الجنوبية في السبعينات، ورفض محاوال نيكسون لتطبيع العالقات مع االتحاد ا

يؤكد كولبي . ودول المنظومة اإلشتراكية االخرى، على اعتبار أن هذه الدول كانت ردا على التجمع اإلستخباريأن إدارة المخابرات المركزية خفضت عملياتها السياسية وشبه العسكرية إلى درجة انخفضت معها ميزانية هذه

ولم يظهر … : "ويتابع كولبي". ٥٨"رة المخابرات المركزيةمن الميزانية العامة إلدا% ٥إلى % ٥٠العمليات من إذن بماذا تفسر ". في ردهات لينغلي وممثلياتها في الخارج أية مبادرة أو حماس لتنفيذ العمليات السرية الكبيرة

أسباب كولبي تقهقر هذا الحماس لدى لينغلي حيال الهواية المفضلة ـ العمليات السرية التخريبية؟ يورد كولبي عدة األمجاد الجنونية التي ترافق "وبعد ذلك " إلى تهدئة العالقات الدولية" ةدالحرب البار"التحول من " في مقدمتها

.أي اخفاق فيها، والذي تؤكده لجان الكونغرس" العمليات السريةد نال رأي كولبي في أسباب خمول إدارة المخابرات المركزية تأييد أعضاء سابقين في اإلدارة وكذل ك تأيي

كانت إدارة المخابرات المركزية ضحية اإلستخبارات، فعلى امتداد ست سنوات ": "فورتشون"فكتبت مجلة . الصحافةلسياسة الخارجية، كان هدفها إقناع الروس، وكذلك الصينيين ان الواليات ونصف، حيث كان كيسينجر يوجه ا

كيسينجر من تقليص التدخل السري إلدارة المخابرات لقد تمكن .. …"الحرب الباردة"المتحدة األمريكية أنهت )".٥٩(، التي تحدد نطاق العمليات السرية إلدارة المخابرات المركزية٤٠المركزية لكونه رئيس اللجنة

وطبيعي أنه ال يمكن التأكد من خفض ميزانية العمليات السرية، الذي أشار الي كولبي، اال ان العديد من الباحثين لم تتوقف . لم يصدق المدير السابق إلدارة المخابرات المركزية، معتبر من كلماته لعبة دعائية ال أكثراألمريكيين

.المترجم. طليعة المغامرين والمجرمين في إدارة المخابرات المركزية١٣غير اسم فرع التخطيط إلى فرع ": األالعيب القذرة" خلف شليسينجر إلدارة المخابرات المركزية تركه، هي االسم الجديد لقسم ١٤

.المؤلف. العمليات اإلستخبارية

١١٦

العمليات السرية في عهد نيكسون ال من حيث حجمها وال من حيث حيويتها، وهذا ما يؤكده كيسينجر بالذات، حيث لتدخل األمريكي في شؤون الدول األخرى : كتب يقول تضاعف وأصبح أقل إثارة للشكوك، منذ ان من الطريف ان ا

، نفذت "الحرب الباردة"وفي وقت مبكر، زمن . أصبحت العمليات السرية إلدارة المخابرات السرية موضع اإلتهامد فتؤكد على التدخل غير المحدود إلحداث . إدارة المخابرات المركزية عملياتها مقيدة بحدود معينة أما السلطة الجدي

هذا التدخل موجه ضد الدول التي ال . داخلية في الدول الصديقة والمعادية للواليات المتحدة على سواءالتغييرات ال )".٦٠(حقيقا للواليات المتحدة األمريكيةحليفا ويمكن ان تكون نا القومي،نتهدد أم

لم تكن فترة السنوات ".فورتشون"يعتبر هذا االعتراف الفريد في صراحته لكيسينجر تكذيبا لكلمات كولبي ومجلة . الخمس إلدارة نيكسون استثناء في تاريخ العمليات التخريبية السرية للواليات المتحدة األمريكية ضد الدول األخرى

ا التي أعدوهما مكان من يصدر األوامر لتنفيذ العمليات غير المشروعة هم نيكسون وكيسينجر باعترافهما في كتبه ت، عندما صادق١٩٨٤هما الحميمة تجاه العمليات التخريبية السرية أيضا في مطلع عام لقد تأكدت عالقات. فيما بعد

اللجنة الوطنية لشؤون أمريكا الوسطى برئاسة كيسينجر على عمليات إدارة المخابرات المركزية ضد نيكاراغوا، ومع كل هذا، فلم ). ٦١(يكسونكان أول من أيد هذا الطلب الرئيس ن. والتي تنفذ بأيدي اعداء الثورة من نيكاراغوا

في مطلع السبعينات حاولت السلطة . يكن هناك اتفاق تام بين البيت األبيض في عهد نيكسون والتجمع االستخباريإجراء بعض التغييرات في عمل جهاز االستخبارات الضخم وغير المعتاد على الخضوع للرقابة، والذي كان يطمح

. بصعوبات معينةلصالحيات أوسع، إال أنها اصطدمتوعموما لم يكن رأي نيكسون بادارة المخابرات المركزية مشجعا فقد كان يعتبر أنها غير قادرة على تنفيذ واجباتها

وتوصل الرئيس إلى نتيجة أكيدة عن قلة جدوى الدوائر الخاصة في الصراع مع . كمنسق للتجمع االستخباريلقد أتهم إدارة المخابرات . عن فقدان المعطيات التجسسية الدقيقة لديهاحركات التحرر الوطنية في الهند الصينية و

وتستمر جذور كراهية نيكسون . نتهجهايالمركزية والمخابرات العسكرية في تخريب سياسة تهدئة التوتر التي كان لن تغفر :يتلخص جوهر هذه المقاالت والمذكرات بالتالي. في مذكرات ومقاالت أعضاء لينغلي حتى يومنا هذا

لثالثين سعيه إليقاف تصاعد تأثير وعظمة إدارة المخابرات المركزية، والشك في أجنحة لينغلي للرئيس السابع وا ".الحرس البروتوري"

حاول خليفة يكسون جيرالد فورد اقامة تفاهم تام مع لينغلي معتبرا من تجارب سابقيه ومطالب الطبقة الحاكمة، التي خالف بين البيت األبيض والمخابرات المركزية، وكذلك سعي مجموعة معينة في الكونغرس لم يناسبها ابدا أي

.إلخضاع التجمع اإلستخباري لرقابة أوسع إدانة دوائر االستخبارات

والرؤساء مليون ١٨ماكغفرن بأرجحية ساحقة بلغت . على منافسة ج١٩٧٢نيكسون في انتخابات الرئاسة عام . فاز ر

صوتا، ولو قال أحدهم آنذاك لممثل والية ميتشيغان في الكونغرس جيرالد فورد أنه بعد أقل من عامين سيصبح ونتيجة ١٩٧٣ت المتحدة األمريكية، ألعتبر فورد ذلك تخريفا، ولكن في خريف عام الرئيس الثامن والثالثين للواليا

١١٧

فورد . وباقتراح من نيكسون انتخب الكونغرس ج. إنيوني جهاز الدولة أصبح مكانه شاغرا. لفساد نائب الرئيس س". فضيحة ووترغيت "نائبا للرئيس، وفي آب من العام التالي حل فورد محل نيكسون الذي اضطر لإلستقالة عقب

قتراح من فورد انتخب الكونغرس نيلسون روكفيلر نائبا له لم تكن تحلم إدارة المخابرات المركزية . وبعد ذلك وباقبل ذلك بثمانية عشر عاما كان فورد . أبدا بوجود شخصين في رئاسة الحكومة شديدي الميل للنشاط االستخباري

ويقول فورد في مذكراته أن اللجنة . ات التابعة للجنة مجلس النواب للنفقاتعضوا في اللجنة الفرعية لإلستخبار راقبت

وكان فورد عضوا في لجنة ). ١"(بدور الكلب الحارس لإلستخبارات" أموال إدارة المخابرات المركزية وقامت .كينيدي، والتي برأت إدارة المخابرات المركزية كليا. وورين التي حققت في مقتل ج

روكفلير، الذي كان المساعد الخاص لعدد من الرؤساء، في دراسة وتصديق العمليات التخريبية السرية . ك نشاروالتي استحضرت " ك ـ كلترا.م"وعندما شغل فيما بعد منصب المخابرات المركزية غير الشرعي . لإلستخبارات

ومنذ . لنشاط العقلي والنفسي لألشخاص مستحضرا من المخدرات لمراقبة ا١٥٠ه في الخمسينات أكثر من اقفي نط أصبح روكفلير عضوا في لجنة الرئيس االستشارية لشؤون اإلستخبارات الخارجية، وشارك في اجتماع ١٩٦٩عام

في " ١الطريق"، والذي قدمت فيه إدارة المخابرات المركزية خطة عملية ١٩٦٩ كانون األول ٣المجلس المنعقد في في إدارة المخابرات " أزمة الثقة"ر تطورت على نحو لم يستطع معه فورد وروكفيلر تجاوز إال أن األمو). ٢(تشيلي

، ولم يتمكنا من اإلبتعاد عن الكشف المثير للعمليات اإلجرائية للهيئات "فضيحة ووترغيت"المركزية، التي ولدتها .ال البيت األبيض في عهد نيكسوناإلستخبارية، التي جاوزت إلى حد اإلتهام في تجاوزات القانون واإلخالق، حي

التي نفذتها إدارة المخابرات األمريكية في سني نشاطها، عندما قدم " األالعيب القذرة"بدأ تاريخ انتشار عدد من م من الصحافة ان إدارة المخابرات االمريكية ساعدت مشاركي التغلغل إلى ووترغيت لينغلي شليسينجر، وعندما عل

أي نشاط "في اإلدارة وإبراز " داخلي"سياسية وغير قانونية، أصدر أمرا بإجراء تحقيق لتنفيذ عمليات أخرى وقد تقدمت مجموعة من األعضاء المبتدئين في إدارة المخابرات المركزية إلى ".ت غير الئق بالنظامالالستخبار

لتخطيط وقسم مكافحة شليسينجر بطلب إنهاء العمليات غير الشرعية التي يقوم بها بشكل خاص أعضاء فرع ا وصدقه شليسينجر، طلب إلى ١٩٧٣ أيار ٩وفي األمر اإلداري الذي أعده كولبي في . التجسس الخارجي التابع له

لتي يعرفونها" المخالفات"كافة األعضاء إبالغ القيادة عن لبالغات الكتابية هذه أعد ملف في .ا ٦٨٣وعلى أساس اوبسبب سرية هذه األعمال . علقت أيضا بنشاط اإلدارة في الخارجيبدو أنها ت" مخالفة "٧٠٠صفحة يحوي

لقد منع شليسينجر تنفيذ العلميات )". ٣(هياكل في الخزانة"أو " مجوهرات عائلية"اإلجرامية، فقد أسماها كولبي ون شليسينجر وفورا بعد ذلك نقل نيسك". المجوهرات العائلية"أمر بإيقاف كل البرامج الجارية من نوع ،" المشكوكة"

على حد " المجوهرات العائلية"أما البديل كولبي فلم يطلع أيا من نيكسون أو كيسينجر أو فورد على . إلى البنتاغون .زعمه

احتلت الحيز األكبر في الملف عمليات إدارة المخابرات المركزية في مكافحة التجسس الخارجي داخل الواليات جونسون، والتي يؤكد هولدمان أن نيكسون لم يبلغ بها خالل سنواته الخمس التي المتحدة، والتي كان قد صدق عليها

١١٨

نيويورك "وإذا صدقنا نيكسون ومستشاريه، فقد عرفوا بها فقط من خالل مقالة هيريش مراسل . قضاها في السلطة .، ومنشورات الصحف واإلذاعة والتلفزيون١٩٧٤ كانون األول ٢٢بتاريخ " تايمز

لبلبلة والتشتت في الحركة ضد الحرب في فيتنام" هاوس"امج مكافحة التجسس كان هدف أحد بر وتعبيرا عن . إثارة ا جمعت إدارة المخابرات المركزية معلومات ١٩٦٧ حتى عام ١٩٦٣من عام : إتساعية العملية نسوق الوقائق التالية

وفي إطار عملية . منظمة مواطن وأكثر من مائة ٧٢٠٠ ألف أمريكي، وملفات كاملة عن ٣٠٠شخصية عن .سجلت أسماء األمريكيين في األضابير دون إشارة محددة إلى سبب تسجيلها" الضاغط الكهربائي

.كان عمالء إدارة المخابرات المركزية يفتحون رسائل االميركيين وبوقاحةضريبة وغيرهم من وإلى جانب ذلك نشط مكتب التحقيق الفيدرالي ومكافحة التجسس العكسرية ومديرية إدارة ال

لتحقيق الفيدرالي وادارة المخابرات المركزية والدوائر الخاصة الهيئات االخرى، وسلموا مخبري وجواسيس مكتب الشبيبة والنقابية واالنشائية وقد أورد هيرش وقائع اخرى، فقامت مثال . األخرى في المنظمات المدنية والزنجية وا

لوكالة األمن القومي " اللواقط اإللكترونية" على المكالمات الهاتفية، وبمساعدة إدارة المخابرات المركزية بالتصنتيين اللقاءات الخاصة وقامت بمالحقة ومراقبة المواطنين األمريكيين العاديين، الذين لم يخالفوا أي قانون لتقطت مالإ

م كانوا مقتنعين ان السياسة والقادة في ا بأية جريمة ولم يتجسسوا ولم ينتموا ألية منظمة تخريبية إال انهوولم يقوملبالد إلى الحضيض ".واشنطن يقودون ا

م . ، عندما كان هيرش يعد مؤلفه المثير، نظم لقاء بين رئيس تحرير جريدته روزنيتال وكولبي١٩٧٤في خريف عا رئيس التحرير على وطرح. ويبدو ان روزينتال لم يقتنع بالمواد التي جمعها مراسله وأراد ان يتأكد منها بنفسه

في كل مرة أحتك مع إدارة المخابرات المركزية أشعر أنك مع الجالدين الذين يقتلعون أظافر : "محدثه السؤال التاليفما األمر؟، فأجاب كولبي بهدوء ان إدارة المخابرات المركزية تنفذ المهام التي يكلفها بها الرئيس وتعمل . ضحاياهم

).٤(ما يمليه عليهاداخل الواليات المتحدة فأن لينغلي لم تتلق أمرا من " هاوس"ل كولبي الحقيقة ألنه على األقل بالنسبة لعملية لم يق

ال نظن ان ذلك : وهنا يبرز السؤال. نيكسون ولم تخبره بها لماذا لم تطلع لينغلي نيكسون على نشاطها داخل البالد؟ ة المخابرات المركزية كانت تتجنب الصدام مع مدير مكتب بسبب كون هذه البرامج غير شرعية، واألرجح ان إدار

لبالد لتجسس داخل ا صلب عمله هو، والذي كانت تربطه من التحقيق الفيدرالي غوفير، الذي كان يعتبر أن مكافحة ا .بلينغلي صلة الغيرة والمنافسة، وكانت عالقة غير طيبة كعالقة نيكسون

العمل سنوات طويلة في الكونغرس وفي منصب نائب الرئيس، وعندما كان نيكسون يعرف غوفير جيدا من خالل وكانوا في إدارة المخابرات المركزية يعرفون . أصبح رئيسا صارت له مع غوفير عالقات ثقة أكبر منها مع هيلمس

الة وغيرها، ألنه في هذه الح" الضاغط الكهربائي"و" هاوس"ذلك جيدا، وكانوا يخشون أن يعلم نيكسون برامج وكان بإمكان غوفير الوقوف ضدهم من منطلق . سيسأل مجلس غوفير فورا عن تأثير هذه العمليات ونتائجها

.الشعور بالمنافسة والسعي للمحافظة على احتكار عمليات التجسس الداخلية

١١٩

اري داخل أصبح النشاط اإلستخب"في وصف الجو العام في واشنطن، مشوهة األمور أحيانا " هاربيرس"كتبت مجلة ان مؤامرات إدارة . الواليات المتحدة حاليا السالح األساسي الذي يستخدمه المتنافسون للتشهير بعضهم ببعض

ويدس مكتب التحقيق الفيدرالي ضد . المخابرات المركزية تطغى على كل شيء، وكذلك مكتب التحقيق الفيدرالي )".٥(ية والجيشالبيت االبيض،أما وزارة الدفاع فتناور ضد القوى الجو

سولسبيري بعد مضي عدة سنوات " كتب مراقب نيويورك تايمز" الضاغط الكهربائي"و" هاوس"وتعليقا على برامج ظهرت إدارة المخابرات المركزية كأكبر كاسر ومتصنت في العالم والذي تفوق على منافسه : "على اكتشاف أمها

)".٦(في نشاط مماثل ـ مكتب التحقيق الفيدراليام مراسل نيويورك تايمز هيرش وزمالؤه بجمع المعلومات عن العمليات غير الشرعية لالستخبارات داخل ق

الواليات المتحدة من رجال اإلستخبارات المتقاعدين ومجموعة األعضاء الجدد في إدارة المخابرات المركزية نب األساسي في نظر إدارة المخابرات إال أن الذ. ١٩٧٤وأعضاء الهيئات المنافسة بغية نشرها في كانون األول

المركزية يتحمله كولبي وحده، الذي لم يكذب كافة الوقائع التي قدمت له للتعليق عليها من قبل هيرش وذلك لعدة كتب باورس وآخرون ان كولبي كان عدوا لمدير مكافحة التجسس الخارجي في إدارة المخابرات . اعتبارات

وحتى قبل ذلك، ودون . ر أن نشر المقاالت الصريحة خير سبيل للتخلص من الخصمإينغلتون واعتب. المركزية جالحديث عن البيت األبيض لم يشك الكثيرون في إدارة المخابرات المركزية في فعالية وجدوى العمليات التي نفذها

. ، كما كانوا يسمون إينغلون لولعه بصيد السمك"السمكة الكبيرة"والتي أوردت أكثر فأكثر وقائع فاضحة نبهت في نيويورك تايمز وغيرها من الصحف،نبهت المواد المنشورة

كان أحد هذه اإلجراءات تشكيل لجنة خاصة، بعد أن أطلع . فورد إلتخاذ إجراءات فورية إلخماد الحريق. الرئيس جكانت وثائق سرية : "لكتب فورد حول ذلك يقو". المجوهرات العائلية" فورد على ١٩٧٥ كانون الثاني ٣كولبي في

واضح الرئيس قدر ذلك )". ٧(للغاية، تشهد وبالتفصيل على الممارسة غير الشرعية إلدارة المخابرات المركزيةلية عبارة "ولكن مراسل نيويورك تايمز سولسبيري كان اقرب للحقيقة عندما كتب . بشكل لطيف إن المجوهرات العائ

رة المخابرات المركزية، وبعبارة أخرى، ملف تلك الممارسة التي تعتبر عن ملف سري للوحشية والهمجية لدى إدالبالد، وهي تضم المؤامرات بهدف القتل واألعمال السياسية مخالفة لميثاق إدارة المخابرات المركزية ولقوانين ا

الرئيس يجب وواضح طبعا ان محتوى كهذا، ومن وجهة نظر)". ٨(والعمليات غير المصدقة داخل الواليات المتحدةكنت مدركا أنه من غير الضروري فضح كافة الوثائق ألن من شأن : "أن يكون محجوبا عن المجتمع، فكتب فورد

ار دذلك أن يغير بادارة المخابرات المركزية ويحبط الروح المعنوية لديها ويحمل الحكومات األجنبية على التفكير بجممكن جدا أن يحدث هذا العمل غير المبرر لو أنني أعطيت الكونغرس وطبعا كان … تنافي تبادل المعلومات معها

كانون الثاني عن تشكيل لجنة ٤الدور األساسي في التحقيق، فقررت ان أخذ بزمام المبادرة بنفسي فأعلنت في ر في ة داخل الواليات المتحدة األمريكية، ولتنظيكاملة الصالحيات للتحقيق في نشاط إدارة المخابرات المركز

التأكيدات غير المثبتة وتقرر إلى أي درجة رفعت اإلدارة من صالحياتها وتقدم اقتراحاتها لتالفي االستهتار في ).٩"(المستقبل

١٢٠

ي إدارة بوكان أعضاؤها من أصدقاء ومح) ولهذا سميت لجنة روكفيلر(ترأس هذه اللجنة نائب الرئيس روكفيلر ولكن . ريغان وغيرهم. لوزراء السابقين والضباط والرئيس الالحق رالمخابرات المركزية وهم في معظمهم من ا

أي بعد يومين من أول ١٩٧٥ كانون الثاني ١٥ففي . في هذه المرة لم يشأ الكونغرس إعطاء المبادرة للبيت األبيضس الشيوخ جلسة للجنة روكفيلر، بدأت مسموعات جديدة في اللجان الفرعية لشؤون االستخبارات التابعة للجان مجل

كانون الثاني صوت ٢٥٦وفي . ذلك مسموعات مماثلة في مجلس النوابالت. لشؤون القوات المسلحة واإلعتمادات ١٩٧٥مجلس الشيوخ على تشكيل لجنة خاصة لدراسة نشاط الهيئات اإلستخبارية برئاسة تشورتش، وفي شباط

.شكلت لجنة مماثلة في مجلس النواب برئاسة بايكوحسب ما جاء في مذكراته فقد اختار . متحدثين في لجنة روكفيلر مدير إدارة المخابرات المركزية كولبيكان أول ال

لتي اتبعتها إدارة استراتيجية جديدة في عالقاته مع لجان روكفيلر وتشورتش وبايك، وهي نفس اإلستراتيجية اارة عن القضية تاركة إياها تتقد، أما اآلن ولكن في حينها ابتعدت اإلد". قضية ووترغيت"المخابرات المركزية في

، أي "باألسرار الجيدة"واإلحتفاظ " األسرار السيئة"فلجأ كلبي إلى الوضوح إلى أقصى درجة ممكنة، وذلك لفضح إعطاء اللجان معلومات، ال يسيء فضحها لعمليات إدارة المخابرات المركزية، وحجب كل ما يسبب للينغلي

وتنسجم مع " أقل سرية"تكون " استخبارات جديدة"ي من ذلك فقط إطفاء الحريق وإنما تكوين لم يرد كولب. المتاعب ".الدستور وتحظى بفهم وتأييد المجتمع االميريكي،ومن أجل ذلك فهو يرى أنه البد من التنظيف الذاتي

اسلون عن سبيل إلى تبدو هذه المؤامرة غير مقنعة، ولكن كولبي كان مضطرا لإلعتراف بشيء ما، وقد بحث المرمجموعة األعضاء الجدد في إدارة المخابرات المركزية، وفتشوا عن األعضاء القدماء الذين وافقوا على سرد ما

قين في اإلستخبارات إيدججي، ماركيني ". المجوهرات العائلية"يعرفونه عن وصدر العديد من الكتب لألعضاء السابلتي فتحت آفاقا جديدة لع. وج إذن لهذا ". فرسان الدرع والخنجر" مليات مجهولة بالنسبة للمشرعين قام بهافاركس، ا

كان على كولبي اللجوء إلى بعض اإلعترافات، إال أنه قام بلعبة حذقة في محاولة لتطبيع العالقة المشبوهة تجاه الصريح والمستعد ه هيئة الرجل سإدارة المخابرات المركزية من قبل الكونغرس والصحافة والمجتمع، فأعطى لنف

إال أنهم لم يغفروا له ذلك، فبعد أحد خطاباته أمام لجنة روكفيلر، انفرد رئيس . لإلعتراف باألخطاء ومن كل قلبهم كل هذه المواد لنا: "اللجنة بكولبي جانبا وقال له لنسبة لك تقدي نحن نفهم جيدا أنه . ال أظن أنه من الضروري با

مكنوا من االجابة على بعض األسئلة تها ألنفسكم، ولذلك هنا لن يدينكم أحد إذا لم تيوجد أسرار عليكم اإلحتفاظ ب ).١٠"(على الشكل الذي يدفعونكم لإلجابة عليه

لجنة أي اعاقة سير التحقيق في . تقدم كلمات نائب الرئيس المفتاح لفهم المهة التي وضعها البيت األبيض أمام الاعتبار لينغلي التحقيق في محاوالت اإلستخبارات األمريكية في قتل رؤساء البداية لم يدخل في خطط منظمي رد

هي سر " المجوهرات العائلية"كانت هذه الصفحات من ملف . الدول األخرى والشخصيات السياسية البارزة فيهاشرف وعلى مأدبة غذاء في البيت األبيض اقامها فورد على ١٩٧٥ولكن في شباط . األسرار بالنسبة لواشنطن

محرري نيويورك تايمز نوه الرئيس دون قصد إلى الوقائع القائمة، وتسرب اعترافه أوال إلى التلفزيون وبعد ذلك .إلى الصحافة

١٢١

وعلى اعتبار ان لجنة روكفيلر كانت مفوضة للتحقيق في النشاط الداخلي لإلستخبارات، فلم تتطرق إلى المؤامرات . يال أنا كانت مضطرة لمالحقة قضية مقتل الرئيس جون كينيد. ت المركزيةاإلرهابية الخارجية إلدارة المخابرا

وسبب ذلك ان أحد أهم منظمي النفوذ غير المشروع في ووترغيت والمسؤول السابق في إدارة المخابرات المركزية اك كما تدل وكان معه آنذ ،١٩٦٣ين الثاني ر تش٢٢هانت كان متهما بتواجده في مكان الجريمة في داالس في . ج

وطبيعي . باركر. ستيرجيس ـ فيوريني ـ وب. الصور الوثائقية وتصريحات الشهود اثنان من ووترغيت هما فرت ما يثبت التهمة على جماعة ووتعرغيت لما نشرته أبدا، إال انها لم تبحث عن هذه دلو ان لجنة روكفيلر وج

د ٢٣الدالئل واكتفت بأن ضمنت تقريرها غير المبرهن والساذج لدرجة تمنع أخذه على محمل صفحة من التفني .الجد

لبارزين"وعلى هذا الخط صيغ تقرير كما يسمون لجنة نائب الرئيس، وإلى جانب ذلك كانت لجنة " لجنة المواطنين اإلى جانب مدير إدارة المخابرات " المواطنين البارزين"قوم بتحقيق أكثر حزما، ولذلك كان على فتتشورتش كانت الغالبية العظمى من …… : "وقد خلص تقرير اللجنة إلى ما يلي. ية، إطالق بعض الكلمات النابيةالمركز

سنة من ٢٨ومع ذلك فعلى مدى .عمليات إدارة المخابرات المركزية داخل البالد، منسجمة مع نظامها األساسيلنقد، وغييوجودها، نفذت إدارة المخابرات المركز ض عب. ر قابلة للتكرار في المستقبلة عدة عمليات تستحق ا

كان بعضها ذا طابع إرتيابي . العمليات نفذت بمبادرة أوامر من الرؤساء، أعطيت بشكل مباشر أو غير مباشرلوجوده على الحد بين صالحيات إدارة المخابرات المركزية والعمليات المحرمة على اإلدارة،وكان بعضها علنا

).١١"(غير قانونيلجنة . ، ولكن نظر إليه فقط بعتاب ناقد"غير شرعي" "مشكوك" طابع ات بعض العمليات كانت ذوهكذا فإن وطالبت ال

وبعد مرور . داخل الواليات المتحدة تاركة ذلك لمكتب التحقيق الفيدرالي" فرسان الدرع والخنجر"بوقف عمليات م على نشر التقرير، أصدر الرئيس فرد في حول ١١٩٠٥اسه أمرا تنفيذيا برقم على اس١٩٧٦ شباط ١٨نصف عا

.قضايا اإلستخبارات، والذي ضم الفصول المتعلقة بنشاط إدارة المخابرات المركزية في الداخلاستثناء الحاالت التي يسمح بكان محظورا على اإلستخبارات المركزية التصنت على المكالمات الهاتفية االميركية،

جسس على المواطنين األمريكيين ومنع اختبار المستحضرات المخدرة بغية بها القضاء، وكذلك حظر عليها الت .التأثير على النشاط العقلي والنفسي

أعطى األمر التنفيذي المذكور اإلمكانية لنشاط إدارة المخابرات المركزية داخل الواليات المتحدة إذا كان ذلك لتكهن بعمالتهم لصالح دولة أجنبية، أو أس"ضروريا للصراع ضد المنظمات واألشخاص، في حال وجود باب تدعو لوتعليقا على اإلمكانيات المقدمة إلدارة المخابرات ". تدخلهم في اإلرهاب الدولي، أو المشاركة في تجارة المخدرات

ته إدارة نفس الحجة عمليا كانت سندا في الصراع الذي بدأ"أن" نيوزويك"رة مجلة االمركزية، والمشار إليها آنفا، أش )".١٢(المخابرات المركزية في نهاية الستينات ضد الحركات المضادة للحرب

كانت المهمة الصعبة .تعتبر لجنة روكفيلر ظاهرة فريدة في العالقات بين البيت االبيض وادارة المخابرات المركزيةتتحول إلى غيستابو، كما كتب حول المسندة إليها هي تهدئة األمريكيين وإقناعهم ان إدارة المخابرات المركزية لم

١٢٢

م يعرفا شيئا عن . ذلك علنا بعض الصحفيين األمريكيين م تشرح اللجنة كيف حدث ان نيكسون وفورد ل لولكن يبدو أن سولسبيري كان .الناجمة عن نشاط إدارة المخابرات المركزية داخل أمريكا" المجوهرات العائلية"

م يقدم " المجوهرات العائلية"مركزية ذلك التقرير لرة المخابرات القد اعتبرت إدا: "محقا عندما كتب سريا لدرجة أنه للنيكسون أو فورد، وطبعا يعني هذا أنهم إلى جانب إخفاء األسرار المحلية عن الرئيسين، قرروا اخفاء أسرار أخرى

.خارجيةرير لجنة روكفيلر يشبه ثالث مسائل أن مجمل تحليل تق" نيشين"كتب بروفيسور جامعة نيويورك فولف في مجلة

: الحل. ـ اصطدمت إدارة المخابرات المركزية ببعض العقبات بسبب األعضاء السيئين١: "رياضية مع حلولها .ا أعضاء جيدينوأوجد ٣. أعدوا قواعد جديدة: ـ وسبب صعوبات إدارة المخابرات المركزية القواعد المشوشة وغير المخططة والحل٢

ذكروا إدارة المخابرات المركزية أن القانون يجب أن : الحل. رة المخابرات المركزية القانونـ خالفت إدام )". ١٣(يراعى واضاف مؤلف في لهجة تهكمية ان لجنة روكفيلر أدانت المجتمع األمريكي بأنه تجرأ وعرف بجرائ

للبيت األبيض وادارة المخابرات متاعب خاصة " المواطنون البارزون"إدارة المخابرات المركزية، إذا لم يسبب فيذية،هذا ما كتب عنه د لقد أثارت ر. المركزية، فلم تكن لجان تشوتش وبايك كذلك فعل سلبي لدى قادة السلطة التن

كان تحقيق : "روكفلر. التي بدأها ن" عملية الشفاء"فورد، مقتنعا أن بعض المشرعين ارادوا الحط من قيمة . علنا ج مدعاة لإلثارة وكان غير مسؤول ألنه أثر سلبيا على الروح المعنوية إلدارة المخابرات السناتور تشورتش

لنسبة لي ان بعض أعضاء : "أخذ يتهم فورد المشرعين في خطة الشغب)". ١٤(المركزية أصبح واضحا بام فورد إذن على. هنا مؤكد أن الرئيس يشوه الحقيقة".الكونغرس ارادوا حل إدارة المخابرات المركزية أي أساس يقي

لقد ارادوا ايقاف العمليات التخريبية السرية نهائيا، وإذا لم يتح لهم ذلك فسيكتفوا بتحديد هذه العمليات إلى "اتهامه؟ )".١٥(درجة بسيطة جدا

في . ةكان فورد يعي جيدا ايقاف العمليات التخريبية السرية أو الحد منها ال يعني نهاية إدارة المخابرات المركزيلقد طالب المشرعون حصرا . ١٩٤٧هذه الحالة سيبقى لها جمع وتحليل المعلومات،أي ما كان قد حدده قانون عام

الذي ) وليس حل مركز التجسس األساسي للواليات المتحدة(بالعودة إلى الدور األساسي إلدارة المخابرات المركزية . أثار غضب فورد

الرئيس من زمالئه السابقين أعضاء الكونغرس ويذكر أن المناقشات التي يتراءى ان هناك أسباب أخرى لغضب حول قضايا اإلستخبارات أضاعت الفرصة أمام فورد ومنعت من صيد جيمي كارتر ١٩٧٦ ـ ١٩٧٥دارت عام

.١٩٧٦ـ منافسه في الحملة االنتخابية عام لخارجية األمريكية وقيد إلى حد ما دبلوماسية اإلستخبارات المركزية الوجه اآلخر للسياسة ا" استهتار"كشف نقد .وفي قمة فضائح إدارة المخابرات المركزية اضطر الكونغرس اليقاف عملية اإلدارة في أنغوال. واشنطن

١٢٣

علمت لجنة تشورتش ان إدارة المخابرات المركزية نفذت منذ لحظة تأسيسها آالف العمليات التخريبية السرية، من أعضاء الكونغرس على الجانب المجهول بالنسبة لهم من نشاط "وقد جرت عملية إطالع . ة كبيرةبينها تسعمائة عملي

لحقوقيون األمور على عات. إدارة المخابرات المركزية في جو خاص للغاية .همقعلى كل حال أخذ ان الذي أعد روغوفي. استدعت إدارة المخابرات المركزية خصيصا للعمل محامي الشركات الشهير في واشنطن ز

لحقوقيين امع محامي البيت " قواعد اللعبة"مع الفريق له البيض وولد يرويتر وديوفال، وكذلك مع المستشارين اان مالحقة : "جوروك. الرئيسيين للجان الكونغرس الخاصة، في ذلك الوقت كتب مراسل صحيفة نيويورك تايمز ن

وكان ذلك على األرجح … هبة من السماء بالنسبة للمحامينمجلس الشيوخ والنواب لإلستخبارات األمريكية، كانتيجاد السبيل القصير الى شواهد العمليات إلقد حاول الكونغرس . ليس مالحقة وإنما مزاودات دامت أكثر من عام

).١٦(السرية لإلستخباراترات المركزية للمشرعين فلم يعط البيت األبيض وادارة المخاب. نعتقد أن هذا اإلقتباس عكس بدقة جوهر ما يجري

لقد اشترطوا تقديم الكثير من المعطيات بما في ذلك اإلستخبارية، مقابل تعهدات خطية بعدم . شيئا بمحض ارادتهمالم يستسلم . وفي النهاية رفضوا اطالع أعضاء اللجان الخاصة على أي من الوثائق. نشرها خارج الكونغرس

لضغط البيت األبيض والكثير من المشرعين وقدم شرحا عن العمليات تشورتش رئيس لجنة مجلس الشيوخ الخاصةرهاب في أعلى مستوى له بدأ في عهد إلكان مؤكدا في ا. إلدارة المخابرات المركزية ضد القادة األجانبةاإلرهابي

س كانت هناك مخططات الغتيال كاسترو وسوكارنو وتشوإن الي، كما أعطى داال. إيزنهاور بطلب من داالسلقد أبادت ادارة المخابرات المركزية من المسرح السياسي الديكتاتور . شخصيا أمرا بقتل باتريس لومومبا

الدومينيكي تروخيلو وكذلك القادة الفيتناميين الجنوبيين األخوين ديم وينو، كما اكتشفت لجنة تشورتس وعدد من المستقلين، مشاركة إدارة المخابرات المركزية في مقتل الصحفيين األمريكيين واألجانب، الذين سمحوا للمحققين

كابرال والجنرال التشيلي شنيدر ورئيس بناما .المناضل األمريكي الجنوبي تشي غيفارا والقائد اإلفريقي البراز أليساري المبراكيس ورئيس شركة النفط اإليطالية ماتين وغيرهم ليوناني ا . رامون والنائب ا

لجان الكونغرس ان كل الوثائق التي قدمتها إستخبارات وتصريحات أعضائها تلقي المسؤولية يبدو من خالل مواد عته لينغلي بكان ذلك تكرارا للتكتيك الذي ات. القومياألمن على البيت األبيض ومجلس " اإلستهتار واألخطاء"في

عناد أكبر إلظهار نفسها بمظهر من وعندها عمدت إدارة المخابرات المركزية وب. أثناء الجلسات في لجان روكفيلرلفرسان الدرع "وقد قبل المشرعون طروحات كهذه، رغم أنهما المبادرة الكبيرة . ينفذ األوامر الصادرة من األعلى

".والخنجرلجنة تشورتش ١٩٧٥في تشرين الثاني لتآمر بغية قتل قادة الدول األجنبية" ظهر أول تقرير ل وفورا بعد ". إتهامات ا

كما ". ١٩٧٣ـ١٩٦٣العمليات السرية في تشيلي في الفترة من "در التقرير الذي أعده جهاز تشورتش باسم ذلك صومقابل نشر ". كوفيرت أكشين" تحت اسم واحد ١٩٧٤ كانون األول ٤،٥نشرت كذلك محاضر جلسات اللجنة في

كونغو (ة المخابرات المركزية في زائير المواد المذكورة آنفا أخفقت لجنة تشورتش التقارير المتعلقة بعمليات إدار

١٢٤

تقنيات كوفيرت "وإندونيسيا واليونان والوس وفيتنام وكذلك الفصول الكبيرة من التقارير التي تحمل عنوان ) سابقا )".١٧(المنشأ، والعرض والتأييد.: مشاريع كوفيرت أكشين"و" أكشين

ة مع المافيا االمريكية، التي استخدمت لتنظيم اإلنقالبات يتأكدت في إطار التحقيقات عالقة إدارة المخابرات المركزوإلى جانب اإلثباتات المكتشفة التي تؤكد تجارب إدارة المخابرات . وعمليات اإلغتيال ضد الشخصيات السياسية

مع المركزية لتغيير النشاط العقلي والنفسي لإلفراد، فقد شكل فضح عمل اإلستخبارت والمافيا ضريبة ثانية للمجتوقد أسند لعضوين من لجنة تشورتش ). كانت الضربة االولى، المعلومات عن االرهاب في أعلى مستوى(األمريكي

. ومكتب التحقيق الفدرالي حول قضية مقتل جهرات دراسة رد فعل إدارة المخابرات المركزية . شفيكر، وج.هما رمن تصريحاتهما فقد حاولت المخابرات المركزية وكما يبدو . كينيدي، وقد عمال في هذا الموضوع قرابة السنة

وعندما أبلغا اللجنة بذلك أبدى أثنان من ". لكوبيةاهو عميل للمخابرات "كينيدي، . اقناعهما ان أوسفالد المتهم بقتل جكما وصرح شفيكر في لقاء مع ". اوسفالد كان صنيعة التجمع اإلستخباري"أعضاء مجلس الشيوخ رأيهما بأن

تظاهر أوسفالد بالوالء لكاسترو ولكنه كان على صلة بالكوبيين المعادين لكاسترو : "النكليزي ساميرسالصحفي اواستدعي للمثول أمام لجنة تشورتش عضوا المافيا جانكان وروسليلي، اللذان )". ١٨(ولتنفيذ مهمة استخبارية معينة

ديل كاسترو، وبأعجوبة قتل اإلثنان الواحد تلو اآلخر قبل شاركا في مؤامرات إدارة المخابرات المركزية ضد فيان روسيللي أخبر حكومة الواليات : "ويذكر ساميرس في كتابه هذه الواقعة المدهشة ويؤكد. المثول أمام اللجنة

)".١٩(المتحدة قبل موته أن شركاءه في التآمر ضد كاسترو وتآمروا على قتل الرئيس كينيديد بالتحقيق في مقتل الرئيس كينيدي، وأكدوا ان إدارة اقترح شفيكر وبعض أعضاء مجلس ال لبدء من جدي شيوخ ا

دارة المخابرات المركزية تخفي إالمخابرات المركزية تخفي الكثير مما تعرفه عن مقتل الرئيس كينيدي، وأكدوا أن فسه القدرة لمالحقة م". جريمة العصر"الكثير مما تعرفه عن ثل هذا العمل إال أن مجلس الشيوخ لم يجد في ن

اتخذ مجلس النواب وتحت تأثير عدة عوامل، قرارا بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق في ١٩٧٦وفي نهاية عام . الخطير .مقتل جون كينيدي ومارتن لوثركينغ

يبدو من اإليعازات الصادرة لقادة لينغلي، ان إدارة المخابرات المركزية غير راضية ألن الرئيس فورد يحاول لتحقيقات ببرود حماسإطفاء نار . كاذب من وجهة نظرنا" فرسان الدرع والخنجر"هذا االنطباع الذي ولده . هذه ا

م ينج كذلك من اهتمام بايك، فعندما طلب عضو . كمساعديه ومحاميه" صفقة"التقى فورد مع تشورتش وعقد معه وللتي يمكن من خاللها وضع تصور ع ن العمليات التخريبية السرية التي مجلس الشيوخ وثائق وزارة الخارجية، وا

إطار : نفذتها إدارة المخابرات المركزية بطلب من هيئات السياسة الخارجية،آنذاك أبدى فورد موافقته على ما يليأما وثائق وزارة الخارجية التي تعود إلى ). ٢٠(وثائق فترته في السلطة على اعتبار أنه لم يكن فيها مطالب مماثلة

لبه الملحة . قة فتبقى سريةالسنوات الساب وقد وافق بايك على ماال يناسبه بضغط من فورد، وفيما بعد تراجع عن مطاواتخذت اإلدارة خطوات سرية لتقليص أضرار إدارة . في استدعاء وزير الخارجية كيسينجر للمثول أمام اللجنة

لبيت األبيض وادارة المخابرات كان أكثر. ة الناجمة عن نشر تقارير اللجان األساسيةيالمخابرات المركز ما يخشاه اكان . المركزية هو اطالع لجان الكونغرس مسبقا على العمليات السرية المخططة والحصول على موافقتها على ذلك

١٢٥

فورد يعلم ان طلبا كهذا سيتضمنه تقرير لجنة تشورتش، لذلك طلب من المشرعين االمتناع عن ذلك، وفي حال عدم واعتبرت لجنة تشورتش ان قانون هيوز ـ راين غامض ولذلك ارادت . يهمل الرئيس اللجنة نهائياالتقيد بذلك فس

لبيت األبيض ضد هذا التدقيق وصرح انه سيسعى إللغاء قانون هيوز ـ راين. تدقيقه .وقد وقف ام ١٩٧٥عند نهاية عام فيما يتعلق لم يكن في نية إدارة فورد تقديم أية تنازالت للكونغرس١٩٧٦ ومطلع عا

وفي محاولة . بإطالع المشرعين مسبقا على العمليات السرية السياسية واإلقتصادية والعسكرية واإليديولوجيةللتشهير بالمطالب المنتظرة للمشرعين وتعطيل اصدار القانون المناسب، اختارت إدارة المخابرات المركزية لجنة

د وصف كولبي في م. بايك هدفا النتقاداتها خدمة سيئة ألمتنا وتعطي انطباعا "ؤتمر صحفي تقرير اللجنة بأنه وق ".خاطئا عن االستخبارات األمريكية

١٩٧٦قام البيت األبيض بحملة واسعة بين أعضاء مجلس النواب وتمكن من اصدار قرار في كانون الثاني ع للرقابة من قبل إدارة المخابرات قضي بعدم نشر تقرير لجنة بايك، قبل أن يخض١٢٤ صوتا مقابل ٢٤٦وبأغلبية

. المركزية والبيت األبيض. نسخة من التقرير لإلطالع، ومن هنا كانت البداية٢٠في ذلك الوقت قدم بايك لمختلف الهيئات الحكومية حوالي

لومات شيئا فشيئا، بدأت المع: "، فقد كتبت مجلة التايم )Leaks" (تسرب المعلومات"انتشر بسرعة نادرة وباء لتي حجمها أعضاء لجنة بايك بالظهور على صدر الصفحات األولى للصحف األمريكية د أدى . …السرية ا وق

فقد قدم النص الكامل " خرق السد"تسرب المعلومات على حد قول كولبي مدير المخابرات المركزية المستقيل إلى وتقصد التايم هنا ان مراسلي صحيفة نيويورك .قدم النص ولكن ليس للجميع )". ٢١(لتقرير اللجنة إلى الصحفيين

وقد نشرت . إس. بي. تايمز تمكنوا من الحصول على نسخة وكذلك شور مراسل شبكة اإلذاعة والتلفزيون سينيويورك تايمز التقرير على صفحاتها وبثه شو ـ عبر التلفزيون، واتهم البيت األبيض وادارة المخابرات المركزية

لتلفزيون، اال ان بايك أكد أن لجنته ال تمت بصلة بايك بإعطاء التقر وقد أوردت " لتسرب المعلومات"ير للصحيفة واإحدى الصحف التقرير الكامل، ففي نيويورك يوجد منطقة تدعى غرينفيتش فيليدج، حث تصدر صحيفة صغيرة

لتي نشرت النص الكامل لتقرير لجنة "وفيليدج فويسي"القطع متعددة الصفحات بايك، مشيرة بذلك سخط ، وهي النقاط األساسية للتقرير كانت قد نشرت في الصحف؟. واشنطن وهل كانت واشنطن تبدي حسن نية إذا اعتبرت ان ا

ولكن مجلة . إس . بي. ، وقد اضطروه فورا لترك سي"فيليجدج فويسي"تحمل شور مسؤولية تقديم التقرير لصحيفة أنه يروج في واشنطن ان عملية النشر قد أعدت من قبل ١٩٧٦باط ش٢٣نيوزويك أشارت في عددها الصادر في

كانت تخشى بشكل خاص تلك المطالب التي رفعتها اللجان، والتي نصت على . إدارة المخابرات المركزية نفسهام أشد للرقابة من قبل الكونغرس على نشاط اإلستخبارات وبغية تعطيل تحقيق مثل هذه الخطط، كان يهم. أنشاء نظا

.در على حفظ الوثائق في سرية تامةاالبعض ان يظهروا للكونغرس أنه غير قالنشاط "و" االستخبارات الخارجية والعسكرية: " صدر مجلدات من تقرير لجنة تشورتش١٩٦٧في ربيع عام

ابرات وقد خضع هذان المجلدان لرقابة مشددة قبل صدورهما واقتطعت إدارة المخ". االستخباري وحقوق األمريكيين .المركزية منهما حوالي مائتي صفحة

١٢٦

د الذي وقف إلى جانب منع لجنة الخاصة، كان تشورتش الوحي وجدير بالذكر أن من بين أحد عشر عضوا في البالتالي على تأييد معظم " األالعيب القذرة"إال ان احدا لم يأخذ برأيه وحصلت ). ٢٢(العمليات التخريبية السرية

التحقيق في العمليات شبه العسكرية، الذي قامت به اللجنة بين أن "وقد جاء في التقرير أن . أعضاء مجلس الشيوخلم يتناول نقد جرائم إدارة المخابرات ". هذه العمليات تشكل شذوذا، إذا لم تكن انحرافا عن العمليات السرية التخريبية

واحدة فقط من : "وجاء في التقرير أن. ذه العملياتالمركزية طابع القرصنة الذي تحمله،وإنما تناول عدم جدوى هولم يحدد التقرير هذه العمليات، إال أن صحيفة نيويورك تايمز " العمليات الخمسة التي درستها اللجنة حققت أهدافها

أشارت تعليقا على التقرير،ان أعضاء مجلس الشيوخ تدارسوا العمليات شبه العسكرية إلدارة المخابرات المركزيةعملية إدارة " حققت أهدافها"في اليونان وكوريا والوس وفيتنام الجنوبية وكوبا، ويمكن اعتبار العملية التي

وسمحت لجنتا تشورتش وبايك لنفسهما عددا من . المخابرات المركزية في اليونان في النصف الثاني من األربعيناتية في الحياة السياسية في ايطاليا، والتمويل السري المالحظات الصريحة بخصوص تدخل إدارة المخابرات المركز

. مليون دوالر١٠٠لالحزاب البرجوازية في تلك البالد، التي حصلت على ما يقرب من وقد أثار . كما انتقدت التقارير بشدة استخدام الصحفيين األمريكيين والعلماء ورجال الدين في أغراض تجسسية

.تخريبي إلدارة المخابرات المركزية في توجيه الرأي العام األمريكيضجة كبيرة فضح النشاط الدعائي الفقد أتهمهما فورد، كما . دا لنتائج أعمال لجان تشورتش بوايكجنصادف في المراجع األمريكية تقديرات متباينة

د على الضرر أن هذا . رأينا سابقا، بالسلوك غير المسؤول، ونفس اآلراء يطلقها أصدقاء لينغلي حتى يومنا هذا تأكيوبالمقابل هناك من يقدر عمل اللجنتين بأنه قليل الجدوى، ويكاد يكون عديم النفع، . الكبير الذي لحق باالستخباراتد نشره أعضاء "الصحافة الكبرى"من بين هؤالء بعض ممثلي ، الذين كتبوا أن هذه اللجان كررت فقط ما كان ق

".الصحافة الحرة"وغيره من ممثلي إدارة المخابرات المركزية امثال هيرش أن اإلستخبارت المركزية " الحكم على إدارة المخابرات المركزية"أكد الصحفي برانتش في مقالة تحمل تهكما

". المجوهرات العائلية"خدعت لجن الكونغرس بعدم سماعها لهم التغلغل في جوهر آلية العمليات التخريبية وأسرار رغم أن لجنتي تشورتش : "وكتب برانتش في ختام مقالته. ستخباري فلم تتطرق الية اللجان أبداأما بالنسبة للنشاط اإل

وبايك أعطتا نتائج معقولة، فإن إدارة المخابرات االمريكية، ظهرت مظهر المحرك للجو السياسي، بدأت لينغلي اال انها أنهتها وخرجت منها التحقيقات في وضع صعب مثلها في ذلك مثل المالكم المحاصر في زاوية الحلبة،

ويضيف كين متذكرا برضى )". ٢٣(منتصرة، وبقيت سلطتها السرية سليمة وال يقدر أحد في واشنطن على تحديهاوليس في قاعات الكونغرس، يضيف بصراحة أنه بهذه " فيليدج فويسي"تام ظهور تقرير لجنة بايك على صفحات

مونديل عضو لجنة تشورتش ونائب الرئيس األمريكي . يختلف رأي و. "الطريقة تحبط وثيقة هامة كهذه ذاتيا" عدم مسؤولية"، عن طروحات ١٩٨٤ومرشح الحزب الديمقراطي في االنتخابات الرئاسية عام ) ١٩٨١ـ١٩٧٧(

استمعت لجنة تشورتش لمسؤولينا السابقين : "من جهة أخرى فكتب مثال اللجان من جهة وعدم جدوى عملها الذين تحدثوا عن مواهب إدارة المخابرات المركزية في تنظيم عمليات القتل كمن يتحدث عن ظاهرة والمحترمين،

وأوضحت . طبيعية تقريبا في كافة أرجاء الكرة األرضية، وقد رأينا كيف استهدف التجسس أعداءنا وأصدقاءنا

١٢٧

اف تخريبية دون النظر إلى مكانة هذه اللجنة كيف استخدمت المعاهد األكاديمية والصحافية والمعاهد الدينية ألهدلتدخل ال. المعاهد في مجتمعنا الديمقراطي ي األمريكي ألكثر المعاهد سريتهيأ لي أننا دفعنا غاليا ثمن ذلك، لقد أساء ا

لنظرة إلى الواليات المتحدة ديمقراطية والتي نسعى دائما لرفع مكانتها، ولألسف فمن جراء عمليات سرية أصبحت البالد تضعف ثقة األمريكيين بحكومتهم، ألن قادتنا يستخدمون .. ، للديمقراطية تتراجع شيئا فشيئاكمثال وفي داخل ا

لقد وصلت إلى قناعة أنه البد من تغييرات . العمليات السرية لتشويه معلومات المجتمع والخروج على الديموقراطية )".٢٤(ا النشاط أمريكا جذرياجذرية في النشاط االستخباري األمريكي، وإال لغير هذ

ورغم أن هذا القول، والتصريحات المماثلة يعكس الصراع بين االحزاب، الذي كان سائدا في تلك الحقبة، اال أن قيمتها باقية على اعتبار ان التقديرات تكونت على أثر الجرائم واإلستهتار الفاضح، في الوقت الذي لم تكد تستساغ

.ةفيه الوقائع المتعددفضحتا عيوب االستهتار، الذي "واتخذت مجلة تايم نفس موقف مونديل عندما أكدت ان لجنتي الكونغرس الخاصتين

م ما ملخصه ان )". ٢٥(أبدته الدوائر االستخبارية لتاي تقرير لجنة تشورتش "وبعد مرور بعض الوقت طرحت اتبر إدانة كبيرة للدوائر االستخبارية والذي أعد على مدى خمسة عشر شهرا، يع٨١٥بقسميه وصحافته الـ

، داألمريكية ولستة رؤساء ألنهم خرقوا لمثل الديموقراطية والحقوق الشخصية في عملية جمع المعلومات داخل الباللتخريبية خارجها وأشارت مجلة نيوزويك أن الهياكل العظيمة أخرجت من خزائن )". ٢٦(وتنفيذ العمليات السرية ا

نعتقد أنه يجب )". ٢٧(المركزية والهيئات االستخبارية لتعرض على مرأى من المجتمع األمريكيإدارة المخابرات لتقديرات البرجوازية األمريكية ألعمال اللجان الممقوتة التي الظواهر مل هذه اللجان هلم ت. تجنب التطرف في ا

ينفذون " فرسان الدرع والخنجر" بينما كان لقد صدمها أنه. ا للديموقراطية البورجوازية األمريكيةدخلقت برأيهم تهديإال أن . عليهمالعمليات غير القانونية والمخالفة للدستور، كانوا يالحقون المشرعين، محاولين التأثير بل والتهويل

مكنتا فقط ت. إلدارة المخابرات المركزية وتعكير سير الحياة اإلعتيادية للينغلي" أزمة"كلتا اللجنتين لم تفكرا بخلق أية مثلوا إدارة المخابرات المركزية الذين موفي معظم األحيان كان . رية التخريبيةسيات اللكشف قسم من العم من

.مع لجنة تشورتش يقدمون معلومات ناقصة ومناقضة ومزورة" تعاونوا"لجان، والمتعلقة بالسلطة التنفيذية بالرفض، رغم أنها ك انت تحمل طابعا قوبلت كافة التحوالت التي اقترحتها ال

وهكذا، لم تنضج التغيرات الجذرية التي دعا إليها مونديل في النشاط االستخباري . أصطالحيا غير مزعجلتجمع االستخباري وعلى نطاق واسع لم تشهده إدارة األمريكي، بينما اجرى فورد اعادة تنظيم بنية قيادة ا

.ية بتغييرات هامة في الكوادرلالمخابرات المركزية منذ تأسيسها، وترافقت هذه العماضطر فورد لسماع شكاوى ممثلي التجمع االستخباري بأن كيسينجر باعتباره مساعد للرئيس لشؤون األمن القومي

وقد ". غير منطقي وخاطئ"ووزيرا للخارجية، كان يقوم بالمراقبة الشخصية على االستخبارات عموما وهذا ق لوزير بنشاط الخارجي،والتي عملت قبل ذلك لمدة ثالثة أعوام برئاسة النائب السااقترحت اللجنةالحكومية لتنظيم ال

.ميرفي، اقترحت عدم إسناد أية مهام أخرى لمساعد الرئيس لشؤون األمن القومي. الخارجية الثري ر

١٢٨

لنظر إلى ون األمن القومي، دون اؤواعتمادا على ضمان لجنة ميرفي، أعفى فورد كيسينجر من منصب المساعد لشالسيد كيسينجر جعل من نفسه مسؤول " التي كتبت أن" إيكونوميست. "معارضته، وأبقاه في منصب وزير الخارجية

كان كيسينجر،وكما رئيس )". ٢٨(بر للمعلومات األستخباريةكاإلدارة األساسي عن االستخبارات، والمستهلك األوقد أصبح المساعد الجديد للرئيس لشؤون األمن . بية السرية، المحرك الرئيسي لغالبية العمليات التخري)٤٠(اللجنة

وقد عزل فورد مدير المخابرات المركزية . سكوكرومت، الذي كان قبل ذلك نائبا لكيسينجر. القومي الجنرال ببوش وبدال من . كولبي وعين مكانه عضو الكونغرس وممثل اللجنة القومية للحزب الجمهوري المليونير ج

ذات االمجاد الكئيبة شكل فورد مجموعة استشارية لعملياته برئاسة سكوكروفت، ورفع المستوى ) ٤٠(اللجنةالوظيفي ألعضائها، فقد ضمت مدير إدارة المخابرات المركزية ووزير الخارجية ووزير الدفاع ورئيس لجنة

قد اسندت لوزير العدل و. رؤساء األركان وضمت كأعضاء مراقبين وزير العدل ومدير المكتب اإلدبي والماليأثناء تنفيذ العمليات السرية، ولمدير المكتب االداري والمالي مهمة التأكد من قانونية " تطبيق القانون"مهمة مراقبة

فكان عليها أن ) ٤٠(الطلبات المالية للهيئات االستخبارية، وقد أبقت المجموعة االستشارية العملياتية على مهام اللجنة". المهام الخاصة جدا في جمع المعطيات االستخبارية"للرئيس لتنفيذ العمليات السرية التخريبية وتعد المقترحات

ضمت في بوش،. ولقيادة التجمع االستخباري بالكامل شكلت لجنة جديدة لالستخبارات الخارجية برئاسة جليندعضويتها مساعد وزير الدفاع لشؤون االستخبارات إيلسوروت ونائب مساعد الرئيس . لشؤون األمن القومي هاي

م على لجنة االستخبارات الخارجية مراقبة نفقات كافة أعضاء التجمع االستخباري كان الجدي في البنية . وتحتالتحتية لالستخبارات، ظهور مجلس الرقابة المستقل بعضوية عدو الشيوعية ورجل األعمال المرتبط قديما بإدارة

م . يرفي ووزير الجيش االسبق المحامي س. يني رئيسا للمجلس ورتشير . المخابرات المركزية ل كان التنظيالمذكور بمثابة رمز لعزم البيت األبيض على حماية حقوق المواطنين األمريكيين من تطاول االستخبارات وعدم

ل بين وقد احتفظ بمجلس الرئيس االستشاري لالستخبارات الخارجية كرابطة وص. السماح بالعنف في الخارجيؤكد فورد في . التجمع االستخباري واألوساط العملية، واعتبر مجلس الرقابة االستشاري الحلقة العضوية المكونة له

م والتغيير في مذكراته، دون اية اشارة ولو بكلمة واحدة لمقترحات لجني تشورتش ويابيك، أنه قام باعادة التنظي )".٢٩(استخالصاتها المتميزةاالستخبارات على أساس نصائح لجنة روكفيلر و

على قضية االستخبارات، وقد أصدر أمرا ١٩٧٦كان فورد يعرج دائما في تصريحاته ومؤتمراته الصحفية خالل وأكد فورد انه سيتحمل شخصيا مسؤولية قيادة التجمع االستخباري ولن يسمح باإلستهتار، كما . تنفيذيا بخصوصها

ويعتقد فورد أن ال . س الطرق التي استخدمها رجال األعمال في الدوائر والرقابةأكد أن تغييراته تقوم على أساشيء يجب أن يسر األمريكيين كالتأكيد على أن اإلستخبارات األمريكية ستعمل على ترسيخ طرق اإلدارة وأنظمة

د فورد هذه الوقائع وقد اي. التحليل المستخدمة في تسليح االتحادات االحتكارية والتكتالت والمؤسسات النقديةومنع الرئيس إجراء . التشريعية، التي توصف كجرائم قتل الشخصيات األجنبية في زمن السلم أو المؤامرات

د مستحضر للتأثير التجارب التي كانت تقوم بها إدارة المخابرات المركزية والبنتاغون على األشخاص بغية إيجا .على النشاط العقلي والنفسي

١٢٩

فشاء المعلومات وكجزء من خطة ا لتغيير، اقترح فورد بشكل قانوني تشديد اجراءات المسؤولية القضائية على إوقد أشاع فورد هذه اإلجراءات بشكل دعا المؤرخ . السرية من قبل أعضاء اإلستخبارات وكل من له صلة بهم

إدارة المخابرات إن فورد مستاء من تسرب المعلومات من الكونغرس أكثر من استهتار : "شليسينجر للقولأبدى شليسينجر شكوكه من أن التغييرات " إصالح إدارة المخابرات المركزية"وفي مقالة بعنوان )". ٣٠(المركزية

ويشير المؤرخ أن أول ما يجب فعله هو تقليص اعتمادات إدارة المخابرات . الجارية ستنهي استهتار لينغلي العمليات السرية، العمل بما حدده القانون لإلدارة أي جمع وتحليل المركزية إلى النصف وبدال من التخطيط لتنفيذ

.المعلومات االستخباريةوما " الخطر السوفييتي" فورد لم يقدم اية تنازالت فيما يتعلق بالعمليات السرية التخريبية، وبرر موقفه بحجة أنغير

المحافظة على قوة استخبارية فعالة، وأنا ال جب علينا : "وقد صرح الرئيس في أحد المؤتمرات الصحفية. شابه ذلككان فوردج يعتقد أن )". ٣١(رىأخأنوي المشاركة في حل إدارة المخابرات المركزية أو اية وكالة استخبارية

م ، ومع هذا فلم ينس ما جاء في ١٩٧٦الموقف الثابت في هذه القضية سيسهل عليه الترشيح في اإلنتخابات عاومن هنا . وبايك، التي أظهرت لألمريكيين مجموعة من األمور الخفية في اإلستخباراتتقارير لجان تشورتش

نا أآمل أن ينتخب الشعب األمريكي الرئيس الذي لن يستهتر في مسؤوليته في قيادة االستخبارات، و: "جاءت تأكيداته )".٣٢(ال أريد اإلستهتار بذلك

على أنه استهتار، ورغم أنه يشكل خرقا فاضحا لسيادة لم ينتظر فورد إلى التدخل في شؤون الدول األخرىليا، الشعوب االخرى، وقد بينت عمليا إدارة المخابرات المركزية عملية فاشلة في انغوال وأخرى ناجحة في استرا

تا للعالم أجمع أنه وبغض النظر عن مناقشات الكونغرس ومنشورات الصحافة فإن آلة االستخبارات األمريكية نبيذ أعمالها السوداء بأمر من الدوائر الحاكمة في الواليات المتحدة األمريكيةك .انت تعمل جاهدة لتنفي

١٩٥٤كانت إدارة المخابرات المركزية على عالقة قديمة مع المجموعة المنشقة في حركة التحرير األنغولية عام عن حركة التحرر األنغولية بقيادة ) ونيتأ( انشقت مجموعة إنتهازية أخرى ١٩٦٦وفي عام . ومع قائدها روبيرتو

واستخدمت كلتا المجموعتان من قبل اإلستخبارات . سافيمبي، وقد أحتضنتها أيضا إدارة المخابرات المركزية .االمريكية في الصراع ضد الحركة الوطنية

وال للمجموعتين نغأفكرت واشنطن بتسليم السلطة في بعد سقوط النظام االستعماري البرتغالي في افريقيا،لثاني وحزيران ٤٠وقد ناقشت اللجنة . المنشقتين تموز أصدرت اللجنة ١٤ وفي ١٩٧٥ قضية أنغوال في كانون ا

وبعد . تعليمات إلدارة المخابرات المركزية إلعداد خطة للعمليات السرية في أنغوال وتقديمها اللجنة للنظر فيها٤٠وقد خصص إلدارة المخابرات المركزية ستة ماليين . في نفس اليوميومين فقط قدمت الخطة وصادق عليها فورد

أول أرسلت تموز ٢٩وفي ). ٣٣( تموز أضاف الرئيس على ذلك مبلغ ثمانية ماليين دوالر٢٧دوالر للعملية، وفي .صفقة أسلحة أمريكية إلى المنشقين في نغوال عبر كينشاسا

حتجاجا على األساليب ارات فيما بعد اتوكويل، الذي ترك اإلستخبس. كان قائد المجموعة العملياتية في أنغوال جكانت ". البحث عن األعداء. تاريخ إدارة المخابرات المركزية"العدوانية للواليات المتحدة في انغوال، ونشر كتابه

١٣٠

قامت غون،وبعد خسارة ساي ،١٩٧٥في ربيع : "ص بما يليخالفكرة الرئيسية لهذا العمل مطبوعة على الغالف وتتلويؤكد ستوكويل ان إدارة المخابرات ". إدارة المخابرات المركزية بإثارة القلق في أنغوال، استعدادا لحرب جديدة

مليون دوالر وكانت مستعدة أن تنفق أكثر من ٣٢ مبلغ ١٩٧٥المركزية أنفقت علىعملية التدخل في أنغوال عام راين، بلغ أعضاء لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية معلومات فحسب قانون هيوز ـ. ذلك لوال توافق األحداث

كالرك رئيس اللجنة الفرعية لشؤون افريقيا التابعة . توجه ر١٩٧٥وفي آب . خاطئة عن تطور العملية في أنغوالللجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية في رحلة إطالعية طويلة في دول جنوبي افريقيا وصدرت من لينغلي

ي هذه الدول بعدم اطالع كالرك على األهداف الحقيقية للعملية في فمر لمثليات إدارة المخابرات المركزية األوا عاد كالرك من جولته وهو غير واثق من صحة المعلومات التي حصل دومع ذلك فق. أنغوال وأساليبها ونتائجها

كالرك قلقا ألننا قمنا سرا بجر الواليات المتحدة كان : "عليها من كولبي، والتي قدمتها له الممثليات، كتب ستوكويل ـ مشاركة ٢ـ إرسال األسلحة مباشرة إلى أنغوال، ١: إلى صراع ذي نتائج خطيرة، وتحديدا كان قلقا من

)".٣٤(ـ التعاون غير المشروع بين إدارة المخابرات المركزية وجمهورية جنوبي افريقيا٣األمريكيين في النزاع وة المخابرات المركزية ما أراده مجلس الشيوخ، فأعد في لينغلي ملف خاص لكالرك ويذكر ستوكويل أن فهمت إدار

تعتبر هذه . ف ضم التقديرات السرية واآلراء التي تكونت لديه من خالل جولته في دول جنوبي افريقيا وما تالهالالمأي مالحقة المواطنين األمريكيين وما ينسجم " اوسه"القصة تصويرا حقيقيا ألمر شليسينجر وكولبي بإيقاف عملية

لتي نشرتتقريرها في الوقت الذي كانوا يحالقون فيه السناتور كالرك .مع تأكيدات لجنة روكفيلر، الم تكتف لينغلي بمالحظة قلق كالرك، وإنما قررت اتخاذ العديد من االجراءات كي ال ينتقل ذلك القلق إلى زمالئه

لبدء بحملة واسعة لتبرير التدخل . مريكيوإلى المجتمع األ وقد أعطيت إدارة المخابرات المركزية الضوء األخضر لوكان هدفها األساسي القضاء على الحركة الشعبية " ياكادينس"حملت العمليات في انغوال اسم . األمريكي في أنغوال

م السلطة يخرى ففي أنغوال، والتشهير بسياسة االتحاد السوفيتي والدول االشتراكية األ ينظر األفارقة وتسليلقد اثرنا إعالميا وبشكل واسع على المجتمع االمريكي، مما أدى إلى نتائج : "يؤكد ستوكويل. للمجموعات المنشقة

. رة، حيث أقدم بعض األمريكيين المزودين بمعلوماتنا المزورة والمرسلين للقتال في أنغوال على اإلنتحاراغير سخفائنا للتدخل في شؤون أنغوال، إبقاء الصحافة والمجتمع األمريكي في جهل لما يجري هناك ولما كان الهدف من إ

لباحث االنغولي م)". ٣٥(قمنا بتنفيذه الشبيبة تدين "ارمونتير وفي جلسة للمحكمة الدولية تحت شع. أ. ر. صرح الشبيبة والطلبة في هاف" االمبريالية م أثناء المهرجان العالمي السادس ل كان من ضمن أهداف : "١٩٧٨انا صيف عا

لية استغالل إدارة المخابرات المركزية إبادة طليعة الشعب االنغولي وتسليم السلطة لعمالئهم، مما يسهل على االمبرياذ الحرب ضد الشعب االنغولي، جندت إدارة المخابرات المركزية … الخيرات االقتصادية الوفيرة في أنغوال ولتنفي

م فاشيإلى جانب ا وأضاف المتحدث أنه بدأ يظهر في " لمنشقين، مجموعات استعمارية برتغالية، متحدة في تنظيهذه المعطيات، لجأت الحركة الوطنية إلى طلب وأمام ". أنغوال المرتزقة والجنود من جمهورية جنوب افريقيا

د السوفييتي والدول االشتراكية واإلفريقية االخرى، ومن المنظمات المساعدة من المقاتلين الكوبيين ومن االتحاكانت الحركة الوطنية مضطرة لطلب : يجدر بالقارئ أن ينتبه إلى تسلسل األحداث". التقدمية في مختلف الدول

١٣١

أما فورد في مذكراته وكذلك إدارة المخابرات . المساعدة في وجه أعداء الثورة من الداخل ومن التدخل األجنبي: اب ستوكويل، فيقدمون كل شيء على عكس الحقيقة، وورد على وجه التحديد ما يليالمركزية، كما يظهر من كت

الفيش في . وأكد المحامي األنغولي ر. بدأ التدخل األمريكي بعد حصول الحركة الوطنية على مساعدة أصدقائهالزمني لألحداث ومبررة بدأت إدارة المخابرات المركزية حملة تشويه المعلومات محرفة وبوقاحة التسلسل ا: "هافانا

. وتدخلها في شؤون أنغوال بالحضور السوفيتي والكوبي فيها. وقد أثار تدخل نظام بريتوريا السافر في شؤون إنغوال احتجاجات صاخبة ال في افريقيا وحدها بل وفي العالم اجمع

انت تجمع إدارة المخابرات وبالمناسبة فإن ستوكويل وغيره من المؤلفين يشيرون إلى العالقات الحميمة التي ككما أن التدخل في حرب مكشوفة إلى جانب جنوبي افريقيا ضد دولة افريقية . ت جنوبي افريقيااالمركزية واستخبار

.لم يشجع غالبية أعضاء الكونغرس األمريكيخ في جلسة لجنة مجلس الشيو١٩٧٥كان آخر ما أفرغ صبر المشرعين ما حدث في الخامس من كانون األول

. تحدث في هذه الجلسة نائب مدير إدارة المخابرات المركزية ورئيس فرع العمليات فيها أو. للشؤون الخارجيةكان يخشى . نيلسون، واعترف ألول مرة ان إدارة المخابرات المركزية كانت ترسل األسلحة إلى أنغوال مباشرة

لحقيقة ألنه كان يعي تماما العواقب ال وخيمة التي وصل إليها هيلمس نتيجة خداعه ألعضاء نيلسون أن يقول غير الجلية نائب مساعد وزير الخارجية : وبعد ذلك حدث ما يلي. اللجنة في قضية تشيلي بعد اعتراف نيسلون انضم إلى ا

للشؤون االفريقية مالكاكسي، ودون ان يدري بما قاله نيلسون،أخذ يكذب على أعضاء مجلس الشيوخ حول عدم وقد استاء أعضاء المجلس واعتمدت اللجنة مشروع قانون . واليات المتحدة في النزاع في أنغوالتدخل حكومة ال

.كالرك، الذي يمنع صرف األموال للعمليات في أنغوال، واستثنيت من ذلك عمليات جمع المعلومات اإلستخباريةقات وزارة الدفاع، فقد أدخلت عتبار ان اعتمادات إدارة المخابرات المركزية مضمنة بشكل رئيسي في نفاوعلى

وقد . يمنع تمويل العمليات في أنغوال١٩٧٦لجنة مجلس الشيوخ تصحيحا على ميزانية هذه الوزارة للعام المالي لنواب كتب فورد تعليقا على قرار كابيتولي . صوت على هذا التصحيح معظم أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس ا

م وقضية ووترغيت، اتخذ قانونا أثر آخر، يحدد سلطة الرئيس الكونغرس الذي روعته ويالت الحرب"أن في فيتنا )".٣٦(في السياسة الخارجية

وحتى في عهد كارتر . إال أن قانون الكونغرس لم يردع إدارة المخابرات المركزية عن التدخل في شؤون أنغوالم الحكومةت للمنشقين بماعداوريغان استمرت االستخبارات األمريكية في تقديم المس .وافقة وعل

إذا كانت سياسة التشويش في أنغوال لم تعط النتائج التي عولت عليها لينغلي، فإن الوضع في استراليا كان مختلفا، ليم الليبرالية عام ، وباالضافة إلى ١٩٧٥ وبلغت ذروتها عام ١٩٧٢بدأت العمليات التخريبية السرية ضد حكومة ويت

لسياسية الخارجية لل يبراليين، لم يناسب إدارة المخابرات المركزية وأعضاء التجمع االستخباري ان حكومة آفاق التامة التي كانت تتمتع بها القواعد االستخبارية األمريكية على األرض ويتليم ارادت الحد من االستقاللية ا

.األسترالية

١٣٢

" فورين بوليسي"ناتان أوبين في مجلة درس هذه القضية بالتفصيل بروفيسور العلوم السياسية في جامعة ديالفرج . من استبدال ويتليم بمحافظ استراليا الجنرال ج١٩٧٥كيف تمكنت إدارة المخابرات المركزية في تشرين الثاني

حدث ذلك قبل يوم واحد فقط من الموعد الذي كان مقررا ان يقدم فيه ). ٣٧(كير المرتبط باالستخبارات األمريكيةإن الصحافة والمجتمع االسترالي . لمان مشروع قانون يقضي بتحديد قواعد التجسس في استراليارئيس الوزراء للبر

.الزالوا حتى يومنا هذا يبدون سخطهم جراء تدخل لينغلي السافر في شؤون القارة الخامسةم اإلستخبارات"يسقط النشاط الخارجي إلدارة المخابرات المركزية في وتشورتش مراجعات لجنة روكفيلر " (عا

. من ان التحقيقات تضر باالستخبارات وتحط من أخالقها األرض تحت أقدام إدارة فورد، الذين اشتكوا) وبايكم يجر في التجمع االستخباري االصالحات التي أعلن عنها البيت األبيض فقط، بل يبوش منصب المد .وباستالم ر، ل

يعرفان بعضهما البعض جيدا، ولذلك اجلس النواب وكانلقد عمل فورد وبوش معا في م. وتغييرات اعمق من ذلكبتسلم نيكسون (١٩٦٩قامت بين البيت األبيض ولينغلي أطيب عالقات الثقة المتبادلة األمر الذي افتقد منذ عام

ميير أن العالقات الطيبة من فورد وبوش عززت . ويعتقد ك) . استقالة كولبي (١٩٧٦وحتى مطلع عام ) للسلطة لترشيحه ممثال للحزب ١٩٨٠شير ان بوش عندما أثار صراعا عام نواستباقا لألمور . خير في السلطةموقف األ

الجمهوري في انتخابات الرئاسة، أكد على نقطتين أولهما ان تجربته في إدارة المخابرات المركزية كانت عبارة عن رئيسا بنهج أكثر حزما تجاه االتحاد السوفييتي وثانيهما أنه وعد في حال انتخابه . على السلطة" انتداب خيالي"

).٣٨(وزيادة نفقات العمليات الحربية بشكل كبيرالنقطة الثانية نفذها بوش وهو في منصب مدير المخابرات المركزية ورئيس لجنة االستخبارات أن من المؤكد عليه في الوقع، ولذلك استنتج أن محللي مما هي " أقل"بدء بوش من وصف نفقات الدفاع السوفييتية بأنها . الخارجية

.حق التقدير، وشكل مجموعة من الباحثين المحايدين فيها" الخطر السوفييتي"إدارة المخابرات المركزية لم يقدروا ، الذين كانوا بدونه "المحللين األباة"الزال الباحثون األمريكيون يتساءلون عن سبب اتخاذ بوش لهذه الخطوة حيال

وهل يعقل أن بوش استطاع وبهذه السرعة أن يستشعر . في المعطيات عن النفقات العسكرية السوفييتيةيبالغون عدم صحة التقديرات على الواليات المتحدة االمريكية؟ أم أن فورد وبوش استجابا لمطالب مجلس الرئيس " أخطار"

لت"اإلستشاري لشؤون اإلستخبارات الخارجية،الذي قديرات السنوية لألهداف واإلمكانيات تولدت فيه قناعة أن اد أن أما . ؟)٣٩(السوفييتية يمكن أن تكون لينة للغاية ذلك كان خطوة من سياسي أحس أن اإلنفراج يفقد تأيي

م التالعب بامزجة المتطلعين إلى السلطة؟ واشنطن ويتحتن جمهوريا آخر هو محافظ ، إال أ١٩٧٦وبغض النظر عن أن فورد أعلن استعداده للفوز في االنتخابات عام

جاء في مذكرات فورد مفصال بعنوان . ريغان دخل في تحد رسمي.كاليفورنيا األسبق وممثل الناخبين المحافظين رذكر فيه أنه حاول منع ريغان من ترشيح نفسه في اإلنتخابات األولية إال أن ريغالن قام بحملته " التحدي من اليمين"

. اج وتوسيع سباق التسلح ومنع الرقابة على إدارة المخابرات المركزية وغيرهاتحت شعارات ايقاف اإلنفرال يستبعد أبدا أن يكون أحد حجج بوش في توبيخ إدارة المخابرات المركزية، والذي دفعه إليه فورد، كان السعي

حافظة وكان من شأن ذلك وأبقى لفورد قسما من الدوائر الم" التحدي من اليمني"لتأليف مسرحيات سياسية لتعديل

١٣٣

ويعتبر السبب الثاني لهذا اإلبتعاد قضية أنغوال، التي كانت . ايضا مساعدة فورد في اإلبتعاد عن سياسة اإلنفراج .من قبل االتحاد السوفييتي" لقواعد االنفراد"أحداثها خرقا

أن " إيعاز ـ ب"مفيد؟ وتؤكد عملية هل اإلنفراج : طرحنا على أنفسنا تساؤالت جديدة" "كتب فورد حول تلك الحقبة ".مفيدا"االنفراج لم يكن

بايبس قائدا للمجموعة، عضو . دخل في قوام تلك المجموعة بروفيسور جامعة هارفارد في التاريخ الروسي رو غريهيم، عض. وولفي، المدير االسبق إلستخبارات وزارة الدفاع اللواء المتقاعد د. مجلس الشركات االحتكارية ت

لنائب األسبق لوزير الدفاع ب. وكالة رقابة التسليح ونزع السالح ب ينتسي، لواء القوى الجوية . وولفيتيتس،الجنوبية . المتقاعد ج فوغت والمشارك األسبق في مباحثات الحد من األسلحة النووية بروفيسور جامعة كاليفورنيا ا

قبولهم لدى بوش ومجلس الرئيس اإلستشاري كان الحكم في اختيار أعضاء المجموعة هو. فإن كليف. أوال الخطط يلالستخبارات الخارجية، واألهم من ذلك، كما تشير صحيفة نيويورك تايمز نظرتهم المتشائمة ح

السوفييتية، بخالف غيرهم ممن كانوا يرون أن االتحاد السوفييتي ينتهج سياسة التوازن مع الواليات المتحد ".كرياألمريكية في المجال العس

واألصح الملهم لها هو مدير استخبارات القوى الجوية األمريكية العميد " إيعاز ـ ب"كان المستشار السري لعملية ضد االتفاق األمريكي السوفييتي حول الحد من الدفاع المضاد للصواريخ ١٩٧٢كيغان، الذي وقف عام . ج

" إيعاز ـ ب"ع كيغان نلقد أق. ة الهجومية االستراتيجيةواالتفاق األمريكي السوفييتي المؤقت حول الحد من األسلح .على الواليات المتحدة األمريكية" تفوق عسكري"أن اإلتحاد السوفييتي حصل بذلك على

رأيه أثناء سير المناقشات بين محللي إدارة المخابرات المركزية والمتطرفين ) مجهول االسم(أبدى أحد المحللين . لقد كان المتطرفون يتمتعون بنفوذ أكبر وقد استفادوا من ذلك. عملية ككل كان من طرف وحيدقائال أن تنظيم هذه ال

لقد تجاوز الخالف . حملت المناقشات في البداية طابع المجزرة الدموية، وكان سند المتطرفين ربع قرن من الخبرة )".٤٠(حدود الوقائع

د لقد كمنت إدا. هي األقوى" إيعاز ب"في الحقيقة كانت رة المخابرات المركزية من تقديم تقرير جديد لسياسة اإلتحا، كانت خالصتها األساسية أن "إيعاز ـ آ"السوفييتي للبيت األبيض والكونغرس وصحافة وسائط اإلعالم األمريكية

". التفوق"لى االتحاد السوفييتي ينفق على األهداف العسكرية أكثر بكثير مما تنفقه الواليات المتحدة سعيا للوصول إن لم يكن إعب بالمتطرفين والمثاليين، وبلعبة تحمل طابعا مشبوها لومع ذلك فقط كانت المجزرة الدموية أشبه بال

.مزورا، وسنعرض هنا لتاريخهافطالب . في نهاية الستينات ومطلع السبعينات تصاعدت في الواليات المتحدة توجهات غير عسكرية في المجتمع

لنفقات : والفيزئيون والكيميائيون والبيولوجيون واألطباء والمحافظون بتغيير األولويات القوميةاإلقتصاديون تقليص ا .الحربية وتخصيص نفقات أكثر لألمور الداخلية

لنفقات % ٤٤ صرح ١٩٧٤في تشرين األول من األمريكيين الذين سئلوا عن النفقات الحربية االمريكية، ان هذه التوجهات األهداف القريبة والبعيدة للتجمع تناقض هذه ). ٤١(فقط قالوا أنها غير كافية% ١٢عالية جدا، و ا

١٣٤

لظروف، بدأت الحملة اإلعالمية الواسعة، التي هدفت إلى إثبات أن ما في هذه ا. االستخباري العسكري االميركيثة آالف موظف على ابتداع وعمل في البنتاغون أكثر من ثال. تصرفه الواليات المتحدة على الدفاع قليل جدا

، وبدا للبعض ان هذه اآلالف الثالثة من الموظفين غير كافية، "العدوان السوفييتي"الخزعبالت حول تصاعد أدلى مدير إدارة ١٩٧٥في منتصف عام . بانضمام إدارة المخابرات المركزية إلى الحملة المعادية للسوفيت

غريهيم ببيانات عن نفقات االتحاد السوفييتي على .ات وزارة الدفاع دالمخابرات المركزية كولبي ومدير استخبارم مؤكدا أن االتحاد السوفييتي ينفق على . الدفاع ومن الصعب تحديد فحوى شليسينجر بتصريحات كولبي وغريهي

لدفاع ي تنخفض فيه إعتمادات اذمن الواليات المتحدة، ويستمر في زيادة هذه النفقات في الوقت ال% ٥٠الدفاع د : "فيني مراسل صحيفة نيويورك تايمز. كتب ج. األمريكية ينى شليسينجر أقواله على أساس تحليل إمكانيات اإلتحا

وأوضح فيني علنا ان هذه التأكيدات كانت )". ٤٢(والذي قدمته إدارة المخابرات المركزية السوفييتي الدفاعية، .سكرية ميزانية البنتاغون العةضرورية لشليسنيجر لزياد

م أو شليسينجر، م يصدق كولبي أو غريهي عارض عضو مجلس : "فكتب فيني يقول إال أنه وجد في الكونغرس من لم بروكسماير أقوال وزير الدفاع شليسينجر، فصرح أن وزارة ) ديموقراطي من والية ويسكونسين(الشيوخ وليا

، ووصف بروكسماير بدع )"٤٣(سوفييتيالدفاع حرفت وبالغت في التقديرات عن حجم البرنامج العسكري ال ".هراء"االستخبارات والبنتاغون بأنها

١٩٧٦جديد منها هو فيني نفسه يكتب في شباط " تحليل"وبدأت إدارة المخابرات المركزية على الفور باختالق الموارد توصلت إدارة المخابرات المركزية إلى نتيجة بأنها لم تقدر نسبة : "بمجرد وصول بوش إلى السلطة

لبالغة أكثر من سابقا كانت إدارة المخابرات المركزية تقدر أن % ٥٠اإلقتصادية السوفييتية المخصصة للدفاع واورغم أن اإلدارة ال زالت منشغلة حتى اآلن … من اإلنتاج الوطني اإلجمالي للدفاع٨ـ٦اإلتحاد السوفييتي يخصص

ركين في األبحاث صرحوا أن إدارة المخابرات المركزية ستخلص بدراسة هذه التقديرات، إال أن المسؤولين المشاوأوضح فيني )". ٤٤(من النتاج الوطني اإلجمالي في اإلتحاد السوفييتي ينفق على الدفاع% ١٥ـ١٠إلى نتيجة أن

لتأكيدات كانت ضرورية لشليسينجر لزيادة ميز لبنتاغون العسكريةاعلنا أن هذه ا .نية ام يصدق كولبي أو غرييهم أو شليسينجر، فكتب فيني يقولإال أنه وجد في الكون عارض عضو مجلس : "غرس من ل

م بروكسماير أقوال وزير الدفاع شليسينجر، فصرح ان وزارة ) ديموقراطي من والية ويسكونسين(الشيوخ وليالبرنامج العسكريالسوفييتي بدع ،ووصف بروكسماير )"٤٣(الدفاع حرفت وبالغت في التقديرات عن حكم ا

".هراء"االستخبارات والبنتاغون بأنها ١٩٧٦جديد منها هو فيني نفسه يكتب في شباط " تحليل"وبدأت إدارة المخابرات المركزية على الفور باختالق

توصلت إدارة المخابرات المركزية إلى نتيجة بأنها لم تقدر نسبة الموارد " "بمجرد وصول بوش إلى السلطةلبالغة أكثر من اإلقتصادية السوفييتية سابقا كانت إدارة المخابرات المركزية تقدر ان % ٥٠ المخصصة للدفاع وا

ورغم ان اإلدارة ال زالت منشغلة حتى .. من اإلنتاج الوطني اإلجمالي للدفاع% ٨ـ٦االتحاد السوفييتي يخصص دارة المخابرات المركزية اآلن بدراسة هذه التقديرات، إال ان المسؤولين المشاركين في االبحاث صرحوا ان إ

١٣٥

أنها )". ٤٤(من النتاج الوطني اإلجمالي في االتحاد السوفييتي ينفق على الدفاع % ١٥ـ١٠ستخلص إلى نتيجة ان على أي أساس . غير أن الصحافة كانت قد بدأت بالتهويل من الخطر السوفييتي! ؟"ستصل"لم تصل بعدن وإنما

عن حجم " طازجة" لدى اإلدارة معلومات المركزية؟ الحقيقة أنها ظهرتاستندت دراسة تقدير إدارة المخابرات وعدا عن ذلك ظهرت طرق جديدة لدى اإلدارة لحساب وتقدير تكلفه البرنامج ومستوى القوات المسلحة السوفييتية،

اد السوفييتي حسب تحليالت االستخبارات المركزية وبعد التحويل إلى الدوالر فإن االتح)". ٤٥(العسكري السوفييتي %.٣٥يصرف على الدفاع أكثر من الواليات المتحدة بـ

رامسفيلد معلومات مزورة بأن النفقات العسكرية . في ذلك الوقت قدمت المخابرات المركزية لوزير الدفاع الجديدد السوفييتي تبلغ د باستمرار بمقدار ٢٠٠لالتحا وزير يعلم قبل وكان ال. في السنة% ٥ـ٣ مليار دوالر سنويا وتتزاي

من هذا % ٨٠ مليار روبل علما أنه يستخدم ٣٦٢ حوالي ١٩٧٥ذلك أن الدخل القومي لإلتحاد السوفييتي بلغ عام لقد كان البنتاغون بحاجة إلى أموال لتسريع سباق التسلح، وحتى يوافق الكونغرس . المبلغ لتحسين مستوى المعيشة

.يدة معطيات خبراء التحليل في إدارة المخابرات المركزيةعلى منحها يجب خداعه ومن أجل ذلك كانت مفولسبب ما لم يفكر وزير دفاع الواليات المتحدة األمريكية في بطالن حسابات إدارة المخابرات المركزية، الذين

د الواليات المتحدة بالدوالر وباألسعار األمريكية عن محتوى وت جهيز اختلقوا األرقام، التي كان من شأنها أن تفيباختصار لم يدركوا الفروق بين المنظومتين االقتصاديتين ومبادئ تحويل األسعار، كما . السوفييتيةةالقوات المسلح

.أنهم لم يلحظوا التضخم المالي في الواليات المتحدة األمريكيةاعة مؤتمرات لم تكتف إدارة المخابرات المركزية بالمعطيات، بل رسمت الخطوط التي أعلنها رامستفيلد في ق

وزع رامسفيلد على الصحفيين كتيبات صغيرة وقال شارحا . البنتاغون الصحفية التي كانت مليئة بالصحفيينتختلف هذه الخطوط عما هو ملخص في كتيباتكم، والسبب أن إدارة المخابرات المركزية وضعت هذا : "خطوطه

اركة رامسفيلد في الصحافة األمريكية واألجنبية وعبر األسبوع نشرة غير سرية حول تقديراتها الجديدة فورا وبمب .موجات األثير

إيسبين أن األسلوب الذي تتبعه إدارة . بروكسماير وعضو الكونغرس ل. صرح السيناتور أو١٩٧٦في مطلع عام وأكد . المخابرات المركزية في تقدير نفقات اإلتحاد السوفييتي على الدفاع اسلوب متحيز وهي تبالغ بذلك كثيرا

دنا، عندما يتعلق األمر ": "فورين بوليسي"إيسبين في مقالة كتبها في مجلة أن الكثير من اإلحصائيات تشوه عن )".٤٧(بالقوات المسلحة السوفييتيةعلن أ، عندما ١٩٧٦ففي نهاية آب . من إدارة المخابرات المركزية" المحللين المتفائلين"كذلك كانت نتائج نشاط

حيث أعطيت سلطة " إيعاز ـ ب"الواليات المتحدة األمريكية عن االتحاد السوفييتي بدأت عملها "تخلف"بجهودهم لتالي إضرام الجنون الحربي لتي تبين التخلف المزعوم، وبا لم تنفع فورد أبدا مناورات . أكبر في انشاء التقديرات،ا

.عداد الرئيس الديموقراطي القادمبوش فقدمني بالهزيمة في االنتخابات وعندها بدأت لينغلي فورا بإلجديد ج١٩٧٦في نهاية كانون األول . ، سربت إدارة المخابرات المركزية معلومات تفيد بأنها ستقدم للرئيس ا

وتفيد صحيفة . كارتر تقريرا استخباريا حول األهداف االستراتيجية لإلتحاد السوفييتي خالل السنوات العشر القادمة

١٣٦

د السوفييت"كئيبا للغاية"التقرير المذكور سيكون نيويورك تايمز أن سيسعى للوصول إلى تفوق "ي، فسيدعي أن االتحاومن جديد تسرعت إدارة المخابرات المركزية، ففي حين لم يتلق )". ٤٨(على الواليات المتحدة األمريكية"عسكري

لتلفزيونكارتر بعد التقديرات االستخبارية، بدأت بترديدها الصحافة االحتكارية من الواضح أن إدارة . واإلذاعة وا .المخابرات المركزية كانت تهيء الرأي العام لتعقيد عمليات البيت األبيض

، وقبل تسليم كارتر السلطة بعشرة أيام، نشرت إدارة المخابرات المركزية تقريرا جاء فيه ١٩٧٧في كانون الثاني كان هدف هذه . كرية أكثر من الواليات المتحدة بثالثين مليار دوالران االتحاد السوفييتي ينفق على األهداف العس

الضجة اإلعالمية عدم السماح بما كان قد أعلنه كارتر في الحملة االنتخابية عن تقليص ميزانية الواليات المتحدة تية حول الحد من مليار دوالر، وتعطيل االنطالقة الموفقة للمحادثات األمريكية ـ السوفيي٧ـ٥العسكرية بمقدار

.األسلحة االستراتيجيةة في البنتاغون، قدم رامسفيلد للكونغرس مشروع موازنة عسكرية قياسية للواليات المتحدة مقدارها تفي نهاية خدم

وصرح رامسفيلد ان ذلك . ترافق ذلك مع الحديث الكئيب عن الخطط السوفييتية في الثمانينات. مليار دوالر١٢٣,١د للواليات المتحدة شريطة ان ال يتوقف الكونغرس خالل الثمانينات عند هذا المبلغ، بل يعمل على هو المخرج الو حي .زيادته باستمرار

تلخيصا لنتائج العامين اللذين حكم فيهما فورد، تجدر االشارة إلى انه كان نصيرا فعاال الستراتيجية التدخل السري لقد . ى، ومؤيدا لتعزيز موقع إدارة المخابرات المركزية في السلطةللتجمع االستخباري في شؤون الدول االخر

استخدم الرئيس االستخبارات دون تردد كأداة للسياسة الخارجية، وحافظ عليها بكافة الوسائل من نقد الكونغرس لية األمريكية. والمجتمع اجرى تغييرا في وبهدف تقوية إدارة المخابرات المركزية وتحويلها إلى أداة فعالة لالمبريا

دية للتجمع االستخباري، وعزز صلة اإلدارة بالدوائر االحتكارية، وسمح للقوى الرجعية من خالل إيعاز "البنية القيا .بتوجيه كوادر لينغلي والهيئات المجاورة وجهة أكثر عداء للشيوعية" ـ ب

أزمة المعلومات االستخبارية السياسيةاالستخبارات، ففي جلسة المناقشة "استهتار"ابتعد محافظ والية جورجيا جيمي كارتر عن في نطاق الحملة االنتخابية

لتلفزيون، صرح كارتر لتي تتعلق : "الثالثة مع فورد عبر ا بعد فيتنام وكمبوديا ووترغيت، وغيرها من النصائح اوبتحقيق الفوز في )". ١(نهبادارة المخابرات المركزية، أصبح الشعب األمريكي يشعر أن الشخصيات الرسمية تخو

. االنتخابات، رشح كارتر ليشغل منصب مدير المخابرات المركزية مستشار الرئيس كينيدي السابق المحامي تسورنيسن، وردت سابقا مقتطفات من مذكرات سورينسن، تضمنت آراء غير مرضية عن إدارة المخابرات

امت في لينغلي ضد آراء كارتر وقد قامت المخابرات المركزية، ولذلك من غير المستغرب المعارضة التي قفسر سونيسن الهجمات ضده . المركزية بالضغط على أعضاء مجلس الشيوخ، ساعدها في ذلك بعض المحافظين

على أنها معارضة من طرف التجمع االستخباري الذي لن يسمح بأن يصبح قائده شخص يؤيد السياسة الخارجية

١٣٧

التي ١٥وقد أعلن سورينسن أمام لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات)". ٢(لحربالتي تفضل السالم على ااآلن أصبح واضحا تماما ان غالبية أعضاء مجلس : "وجاء في هذا اإلعالن. درست تكليفه، عن سحب ترشيحه

لتجمع االستخباري غير مستعدين لتقبل رجل متطرف يحمل أفكا ري وقناعاتي الشيوخ في الواليات المتحدة وكذلك ا )".٣(كمدير لالستخبارات المركزية

يعتبر رفض مجلس الشيوخ مرشح الرئيس لمنصب حكومي ظاهرة نادرة في تاريخ الواليات المتحدة األمريكية ـ نه كان خلفا عنيفا لكينيدي، وألنه طالب بالحد لم يكن سورينسن مناسبا أل: "كتبت مجلة تايم تعليقا على هذه الواقعة

لحقيقة،قنعت)". ٤(ور إدارة المخابرات المركزية وتقليص عملياتها السرية التخريبيةمن د د ان مجلة تايم اصابت كبد ام التحقيق في دور إدارة المخابرات المركزية في مقتل ج كينيدي، من قبل الخلف . ور.لم تكن لينغلي لتتصور ان يت

ستبدو ضئيلة أمام هذه المفاجأة " المجوهرات العائلية"كل نه إذا اكتشف شيئا من هذا، فإن المخلص لكينيدي، ألوهكذا اظهر سورينسن كمتطرف غير مقبول بالنسبة إلدارة المخابرات المركزية التي عرضت مرة أخرى . المثيرة

لقد نشرت لينغلي المقاالت مقترحة مرشحيها لمنصب مدير إدارة المخابرات . قوة تأثيرها وقدرتها على المناورةكالين النائب األسبق لمدير إدارة المخابرات المركزية لشؤون .ركزية، وبرز من بينهم بشكل خاص رالم

…بغية لفت االنتباه إليه" ، جواسيس وعلماء"أسرار" كتابه ١٩٧٦االستخبارات، والذي نشر عام األكاديمية العسكرية تيريز الذي أنهى معه . غير ان كارتر عين في منصب مدير المخابرات المركزية الجنرال ست

كان هذا رجال محافظا في آرائه وال يعرف خفايا األمور في إدارة المخابرات . في أنا بوليسي١٩٤٦البحرية عام . نال موافقة مجلس الشيوخ وبدأ بتنفيذ مهامه الجديدة١٩٧٧في آذار . المركزية

زية ذا طابع غير معزول فلم يكن من الصعب ن الخالف في الرأي حول تعيين المدير إلدارة المخابرات المركاكرؤية الظاهرة العرضية لتلك األعوام أي الصراع حول السياسية الخارجية للواليات المتحدة فبدءا من النصف الثاني

وقد لعبت دورا كبيرا الحملة التي بدأتها القوى الرجعية . من السبعينات بدأ يتعاظم دور القوى المناهضة لإلنفراج تلك التغيرات في العالم، التي يصعب على القسم األعظم من البورجوازية األمريكية التسليم بها، وخاصة عدم حول

.تحقق التفوق العسكري األمريكي وظهور التوازن العسكري مع االتحاد السوفييتيم كل إمكانيات اال ستخبارات لتحقيق كانت كل المناقشات حول السياسة الخارجية تؤكد علنا على ضرورة استخدا

مونديل بإجراء مباحثات مع . كارتر ونائبه و.، قام الرئيس ج١٩٧٧فطيلة ربيع عام . األمريكيةاإلمبريالية أهداف وقد الت جهود المشرعين والبيت األبيض إلى . زعماء الكونغرس إلعداد خط استراتيجي للتجمع االستخباري

وإعطاء دفع جديد علمية الحصول على المعلومات . رية عن الغرباءإخفاء كافة العمليات التخريبية الس: نتيجتين .االستخبارية

االستخبارت وحقوق االمريكيين، مصادقة :تتألف من أربع لجان فرعية. حسب مقترحات لجنة تشوتش١٩٧٦ أسست عام ١٥

أسندت لهذه . وتوجد لجنة مماثلة في مجلس النواب. لمعلومات االستخبارية، المواثيق والتعليمات القياديةالميزانية، جمع وإصدار انفقات تسليح وال .المؤلف. (اللجان مهام اللجان الفرعية لالستخبارات التابعة للجان ال (

١٣٨

الصحف األمريكية، فقد ارتبط بها النشاط اإلجرامي " كوفيرت إكشين" لم تبرح عبارة ١٩٧٦ ـ ١٩٧٥خالل عام " العمليات الخاصة" تستخدم سابقا تلقد غير البيت األبيض رسميا التسمية التي كان. إلدارة المخابرات المركزية

ستسهل " االالعيب القذرة"لقد ظن كارتر ان األساليب الخفية لتنفيذ . وظهرت وعود بتقليصها وزيادة الرقابة عليهاترافقت بتيار من الديماغوجية األخالقية واإلستجداء المزيف ، "عليه البدء بحملة عالمية للدفاع عن حقوق اإلنسان

ومرتزقتهم، " فرسان الدرع والخنجر"ح لقوانين وحقوق الدول األخرى، حيث جند الواضوالتي لم تبعد عن الخرق .لذلك تعين على كارتر ان ينفذ العمليات السرية إلدارة المخابرات المركزية من نقد المجتمع األمريكي والدولي

عدد من المستجدات الهدف االخير، أي تعزيز الدور التجسسي للدوائر الخاصة، فهنا يلفت النظربيتعلق ما أما كان ما يقلق كارتر وتيريز . التنظيمية، فقد اتخذت إجراءات لجعل قيادة عملية جمع وتحليل المعلومات مركزية

وغيرهم، أن هيئات التجمع االستخباري اختارت لنفسها مجال نشاطها، وعمليا لم يتم التنسيق بين برامجها المختلفة، براون، ولذلك اتخذ . اعترض على ذلك وزير الدفاع ج" يصرا لإلستخباراتق"وعندما طرح موضوع تتويج تيريز

في إطار هذه الصيغة تقرر الفصل بين . نما يشرف عليها فقطإقرارا بأن ال يقود تيريز االستخبارات العسكرية و .المعلومات اإلستخبارية" مستهلكي"و" منتجي"

. ن السياسة الخارجية، كان يرأسها عادة وزير الخارجية بأنبثقت عن مجلس األمن القومي هيئة استشارية لشؤوفانس أو براون سميت لجنة العرض السياسية، وكانت تعد المقترحات العامة واألوليات في جمع المعلومات السرية

كام، . الخارجية وقد حددت هذه المهام من قبل المركز الوطني لتوزيع المهام االستخبارية برئاسة اللواء المتقاعد فلم تكن الذي كان يتبع مباشرة لنائب مدير إدارة المخابرات المركزية لتوزيع المهام اإلستخبارية، هذه الوظيفة التي

.موجودة في لينغلي سابقالتحليل الدولي برئاسة نائب مدير إدارة " المنتجين"كانت المعلومات ترد من إلى المستهلكين في المركز الوطني ل

. زية لشؤون تقدير المعلومات األجنبيةالمخابرات المرككان المركز الوطني للتحليل الدولي بالنسبة للمجتمع االستخباري، اشبه بفرع المعلومات بالنسبة إلدارة المخابرات

: مير أنه كان يتألف من األقسام التالية. ر لكويذ ).٥( محلل١٢٠٠المركزية وكان يعمل في هذا المركز حوالي اآلنية، قسم المعلومات العملية والفنية، استخبارات التسليح، والبحوث االقتصادية، البحوث قسم المعلومات

لتخيلي المنشورات والتقارير وغير ذلكالتحليل الجغرافية، التحليل السياسي واإلقليمي، البحوث اإلستراتيجية، ) ٦(اي والعسكري، الذي كان أعضاؤه من كما شكل تيريز في إدارة المخابرات المركزية مركز التحليل االقتصاد

لخبراء العسكريين وقد استقطب هذان المركزان كافة األوساط األكاديمية في لتسليح وا اإلقتصاديين وأخصائيي ا .الواليات المتحدة، وكانت مشاركة أعضاء اإلستخبارات واسعة في مختلف المؤتمرات والجلسات

لتحليالت تخرج مناكانت التق التالية وهي " المستهلكة" المركز الوطني للتحليل الدولي إلى المحطة رير والوثائق والتي كان يرأسها تيريز وتضم في عضويتها وزير الخارجية لجنة التحليل السياسي التابعة لمجلس األمن القومي، ا

.ووزراء الدفاع

١٣٩

منتجي "م العالقات بين كان هذا هو المخطط التقريبي لتنظي. والمالية ومساعد الرئيس لشؤون األمن القوميالمعلومات اإلستخبارية، والذي قيل عنه أنه كان بمثابة نقل لمركز ثقل القوى اإلستخبارية في إدارة "ومستهلكي

لتغييرات إلى عدم السماح كارتر من العمليات السرية التخريبية إلى جمع وتحليل المعلومات، كما هدفت هذه اوبذلك أمن البيت ". إيعاز ـ ب"مخابرات المركزية، التي نجمت عن تنفيذ عملية إلدارة ال"بتكرار المواقف المخجلة

د األبيض على نفسه من إتهام القوى اليمينية بعدم تقدير أو المغاالة في تقدير الوقائع، وخاصة ما يتعلق باإلتحا في االتحاد السوفييتي والذي ويتضح ذلك جليا من خالل سيل من المعلومات المتعلقة بالتنقيب عن النفط. السوفييتي

.صدر عن إدارة المخابرات المركزية، كشف النقاب عن عدد ١٩٧٧بعد مرور شهر بالضبط على قدوم تيريز إلى إدارة المخابرات المركزية في نيسان

لنفط كان مبالغا وتبين ان التقديرات المسبقة لإلحتياطي العالمي من النفط والغاز. من أحكام القرار المتعلق بقضايا افيها، وأن منابع هذه القدرة تنضب بسرعة فائقة وستجف في الثمانينات إذا لم تتغير السياسة األمريكية في هذا

لقد جاء هذا التقرير في وقته، على اعتبار ان الحكومة كانت قد أرسلت مقترحاتها إلى الكونغرس حول . المجاليس هيئات الطاقة آنذاك كان المدير األسبق إلدارة المخابرات ويذكر أن رئ. تعديل سياستها في مجال الطاقة

آفاق استخراج " أيضا اصدرت إدارة المخابرات المركزية كتيبا بعنوان ١٩٧٧وفي نيسان . جرنشليسي. المركزية جد السوفييتي سيبلغ ذروته عام اجاء فيه ان " النفط السوفييتي تالي سيبدأ وفي العام ال. ١٩٧١ستخراج النفط في اإلتحا

دراسة . وحسب توقعات إدارة المخابرات المركزية. باإلنخفاض وسيتحول اإلتحاد السوفييتي إلى مستورد للنفط التي انتقدها العديد من ١٩٧٧صححت فيه تكهنات نيسان " اآلفاق والمشكالت اإلقتصادية والسوفييتية"بعنوان

د السوفييت سيو١٩٨٥في عام : االخصائيين األمريكيين فجاء فيها مليون برميل ٢,٧ ودول أوربا الشرقية يرد االتحاوعلى ضوء توقعات نيسان وتموز استخلصت إدارة المخابرات المركزية أن الحاجة الستيراد . من النفط في اليوم

".النفط ستؤدي إلى إتساع التدخل السوفييتي في الشرق األوسطة وتجنبا لألزمة القومية، طلب، الرئيس جيمي كارتر من الشعب استنادا إلى تحليالت إدارة المخابرات المركزي

د اقتراحه للكونغرس حول تقليص استهالك القدرة إلى معدالت زمن الحرب، وقد أسمى التضحية ودعاه إلى تأييفي واستخدم كارتر استنتاجات إدارة المخابرات المركزية " بالمكافئ الخلقي للحرب"كارتر سياسته في مجال الطاقة

وبغية توليد شعور غير محزن لدى . مؤتمر صحفي، مما جعلها تحتل صدر الصفحة الرئيسية في الصحفاالمريكيين جراء رفع أسعار البنزين والغاز وتقليص استهالك الطاقة، بادرت إدارة المخابرات المركزية تقديراتها

إن : "حول هذه المناقشات. ي. بي. ة يوكتبت وكال. ١٩٧٨ ومطلع عام ١٩٧٠الموحدة والتي جرت في نهاية عام ممثلي هيئة استخبارات وزارة الدفاع ال يوافقون على توقعات إدارة المخابرات المركزية وال يعتقدون استخراج

د السوفييتي سينخفض في الثماني ".اتنالنفط في االتحام ائل التي اتبعتها إدارة ساليب والو، قامت لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات بدراسة االس١٩٧٨في ربيع عا

وقد انتقد أعضاء اللجنة في عرضهم . لدى تحديدها لحجم اإلنتاج السوفييتي من النفط. المخابرات المركزيةدخلت في نظام الحسابات التي ) "٧(ا أن اعتبارات سياسيةوالتحليلي، تقديرات إدارة المخابرات المركزية وصرح

١٤٠

د وثائق أكثر موضوعيةوقد أوعز". قامت في اإلدارة وحرة من . "ت اللجنة إلدارة المخابرات المركزية إلعدالجنة دومع كل هذا فق)". ٨(القيود نفذ تيريز فعلته، ودخلت تقديراته في برنامج الطاقة الحكومي وفي تقرير ال

.يتيفي االتحاد السوفي" بأزمة الطاقة"ج كارتر منذرا هوقد تابع ن. الموحدة بصفحاته المائتينلثاني لقد فضل تيريز إعطاء التوقع األشد سوادا : "بايندر. كتب مراسل صحيفة نيويورك تايمز د١٩٧٨في تشرين ا

لبرهان أنه يمكن للواليات المتحدة أن تضغط على االتحاد السوفييتي باالمتناع عن بيعه بالنسبة للطاقة السوفييتية وام . المعدات الحديثة لتقديرات أثناء اتخاذ استخ١٩٧٨في صيف عا قرار يقضي بإعادة "دم الرئيس كارتر بعض هذه ا

)".٩(النظر في عالقات التصدير إلى االتحاد السوفييتي وتأخير إصدار سماح ببيع معدات الحفر لإلتحاد السوفييتيلكسندروف الذي كتب وجاء الرد الحاسم عن نوايا الساسة األمبرياليين على لسان رئيس أكاديمية العلوم السوفييتية ا

لنفط في بالدنا ال زالت كبيرة لدرجة كافية، وليس هناك حاجة لالستيراد، ولن يكون اان إحتياطات .……: "يقولم تتوقف )". ١٠(كذلك في المستقبل وتجدر االشارة إلى ان محاوالت تيريز لبث الشائعات حول النفط السوفييتي ل

أمام إحدى لجان الكونغرس متوقعا ١٩٨٠فمثال تحدث في عام . غليطيلة السنوات األربع التي قضاها في ليند السوفييتي استيراد الوقود السائل من الخارج وتوقع كذلك النتائج "وذلك بغية التنويه إلى " أزمة نفطية"لإلتحا

لناجمة عن ذلك بالنسبة للخليج العربي" الخطيرة لناطقة باسم األوساط ا" فرتشون"حتى أن مجلة . ا لتجارية األمريكية اان تقديرات إدارة المخابرات المركزية "١٩٨٠فكتبت المجلة في عدد شباط . أبدت ذهولها لتوقعات لينغلي

نها تدل فقط على أنه بسبب نضوب االحتياطات إ. لإلمكانيات واالحتياطات النفطية السوفييتية فريدة من نوعها ".االتحاد السوفييتي اآلن تدخله في شؤون دول الخليج العربي النفطيةالنفطية في النصف الثاني من الثمانينات يوسع

لنسب" الخطر السوفييتي"تهدف مثل هذه االفتراءات إلى البرهان على وجود لدول الخليج العربي المنتجة للنفط ةبا. ون األمن القومي روقد أدخل مساعد الرئيس لشؤ". وإجبارها على اللجوء إلى االمبريالية األمريكية بغية المساعدة

قدم بجيزنيسكي . الممتد من جنوب آسيا حتى القرن االفريقي" قوس األزمة"بجيزنيسكي الخليج العربي ضمن تشبها بمبدأ ترومان حول (حول الخليج العربي " مبدأ كاتر"وتيريز العديد جدا من اإلقتراحات إلى الرئيس إلعالن

وقد . قوى الجوية والبحرية األمريكية في عمان والصومال وكينيا ومصروالحصول على قواعد لل) اليونان وتركيان كارتر عن مبدئه المزعوم، الذي تمثلت النقطة األساسية منه في رفع مقام الخليج العربي إلى درجة المنطقة أعل

لتدخل السري"وشكل البيت األبيض . بالنسبة للواليات المتحدة األمريكية" الحيوية الهامة" المعدة بشكل " عقوات ام يقتصر على الخليج العربي" قوس األزمة"رئيسي للعمل في منطقة .اال انه جرد التقديرات االستخبارية لهذا النهج ل

إنني أؤخر التقديرات أسبوعا أو اسبوعين، : "بايندر. صرح مدير إدارة المخابرات المركزية لمراسل نيويورك تايمزأنا أحكم من خالل الطابع العام للمعلومات ومن الموجز … خجل يحتاج إلى تنقيحأنا أعمل دون.. شهرا أو شهرين

م لالسئلة م .وجاء في المقالة بعد ذلك أمثلة على التزوير ".الوارد في البداية وأشير مثال إلى الطرح غير السلي في عا تيريز للتنقيح، وفي النهاية صيغت هادفي المحيط الهندي، فأعا" النوايا السوفييتية" أثير جدال حول تقديرات ١٩٧٧

أثناء الحملة االنتخابية، وعد كارتر بحسب القوات األمريكية . ونسوق مثال آخر" بعبارات تعكس اآلفاق السوداوية األبيض لوضع تقديرات جديدة، تمن كوريا الجنوبية ولتبرير رفض تنفيذ ذلك، أوعز تيريز وبتعليمات من البي

١٤١

م . في شبه الجزيرة الكورية في حال انسحاب القوات األمريكيةتؤكد اختالل التوازن ونفذت هذه اللعبة ثانية عا :فانس ذلك في مذكراته قائال. ، قبيل سفر كارتر إلى سيؤول، وصف وزير الخارجية األسبق ب١٩٧٩

. وريا الشماليةوقدمت إدارة المخابرات المركزية مستخدمة وسائل جديدة، تقديرات مصححة عن القوة العسكرية لكلتقدير %. ٣٠مؤكدة أنها كانت قد خفضتها بمقدار لسياسة االمريكية، من أن هذا ا لم يكن هناك ما يثير دهشة منظر ا

ا وبعد عدة ساعات من نشره في راالستخباري الجديد الذي أعد سرا قبيل سفر الرئيس، وجد طريقه إلى الصحافة فولصحافة في إدارة المخابرات المركزية يعمل مع المراسلين األمريكيين مخفيا كان قسم ا)". ١١(الكونغرس"الحكومة

لبحرية ج. التواقيع واالسماء جيتو وموظفيه الثمانية عشر يصدرون . أما اآلن فأصبح رئيس القسم النقيب في القوى ا صحفيا وفي العام التالي مؤتمرا١٤٨ أجرى قسم جيتو ١٩٧٧في عام . كتيبا صحفيا كغيرهم من الهيئات األمريكية

ة على تطويق تأثير الصحافة والحصول من يلقد عملت إدارة المخابرات المركز. ١٩٨ـ ١٩٧٩ وفي عام ٩٧٩لتلفزيون د والمجالت وعبر اإلذاعة وا .خاللها على نشر تقديراتها على صفحات الجرائ

ات إدارة كارتر على محاولة إدارة المخابرات المتعاظم للينغلي في الخطط اإلعالمية الداخلية في عمليريدل الدو". أكثر انفتاحا وديموقراطية"المركزية ذر الرماد في عيون المجتمع االمريكي مؤكدة أن التجمع االستخباري أصبح

التي سعت إدارة المخابرات المركزية " غيرة المخابرات غير الطبيعية"غير ان الكثيرين في واشنطن اعتبروا أن تقع الفائدة األساسية من نر المعلومات : "يقول تيريز مبررا نهجه.ظهور على صفحات المجالت مرفوضةعبرها لل

لتي تواجه منافسة شديدة من طرف المنتجين . في إطار االستخبارت االقتصادية ان األوساط التجارية األمريكية ا بعض القضايا كالنزعات في البحوث جانب، يمكن ان تحصل على كسب كبير من المعلومات االستخبارية حولاأل

م األسعار وغيرها لنظر في عدم استخدامها لثرواتها .. واإلعداد واإلنتاج ونظا م تكن الواليات المتحدة بعيدة ا لال شك ان تيريز أراد ارضاء االوساط االحتكارية في )". ١٢(االستخبارية في دعم تدابيرها االقتصادية الخارجية

كان .مريكية بتزويدهم بالمعطيات التي تفيدهم في تنفيذ حمالتهم المالية واالقتصادية والتجاريةالواليات المتحدة األكان أحد نتائج هذا التحويل . تيريز متجاوبا تماما مع البيت األبيض الذي كان يحول السياسة الخارجية باتجاه اليمني

كتب مراسل ١٩٧٨في حزيران . لسياسة الخارجيةإلدارة المخابرات المركزية كأداة ل. استخدام البيت األبيضم في البيت األبيض هـ . ر أصبحت إدارة المخابرات المركزية أقل تواضعاهفقط قبل بضعة أش:"سايدي. صحيفة تاي

قام كارتر بزيارة إلى مقر ١٩٨٧في آب ". أما اآلن فقد تغيرت الميول، واصبح الجواسيس يشعرو بأنفسهم ابطااللتقى بمجموعة من رجال االستخبارات، وقد وضع قيادة المخابر ات المركزية في لينغلي حيث القى هناك خطابا، ثم ا

د الرئيس أمام إدارة المخابرات المركزية مهمة تنظيم شبكة تجسس واسعة موجهة بالدرجة األولى ضد االتحامركزية ستتسع أكثر في المستقبل حتى وأشار الرئيس ان دائرة المخابرات ال. السوفييتي والدول االشتراكية األخرى

".العالم أجمع بما في ذلك حلفاءنا وأصدقاءنا القريبين"لتشغل وقد كان هذا . بجيزينسيكي لتنفيذ خطط عدوانية. كان من الصعب إلى كارتر ان يجد رجال مناسبا أكثر من ر

. كان مساعدا للرئيس لشؤون األمن القومياألخير يرأس لجنة التنسيق الخاصة التابعة لمجلس األمن القومي، عندمالسابقة لتخريبية السرية إلدارة المخابرات المركزية اال أنه إذا كانت اللجان ا لجنة (كانت هذه اللجنة تدير العمليات ا ال

١٤٢

لجنة ٣٠٣ تهتم فقط بامور إدارة المخابرات المركزية في إطار مباحثات االنفراج، كما درست العديد من ) ٤٠ واللبيت االبيض، واستخدام بجيزنسكي العدو اللدود اقضايا الدولية وكانت تعقد جلساتها في غرفة المواقف في ال

كتب فنس في . للشيوعية والسوفيتية، كل سلطته العطاء السياسة الخارجية األمريكية صفة العدوانية المتميزة االتحاد السوفييتي، ويدعم ذلك بمثال المباحثات مذكراته علنا، ان بجيزنيسكي عرقل كل جهوده لتحسين العالقات مع

ـ ويتضح من مذكرات بجيزنيسكي نفسه ان تيريز ٢حول الحد من اسلحة االستراتيجية التي عرفت باسم سالت ـمقدما كل االعتراضات الممكنة ضده هذه االوضاع أو تلك من االتفاق متذرعا بعدم إمكانية . كان يسانده في ذلك

.٢يذ اتفاق سالت ـمراقبة تنفلتجمع االستخباري . ويذكر بجيزنيسكي في مذكراته أنه لديه ميل خاص لالستخبارات فاق حدود كيسينجر في إدارة ا

تحمل مذكرات بجيزنيسكي طابعا شخصيا، يتحول غالبا إلى مباهات بالنفس، ومع ذلك يجدر التوقف عند موقفه من .االستخبارات

لبداية مع تيريز اسبوعيا، وفيما بعد فقط مرتين في الشهركتب بجيزنيسكي ان كارتر وكان . كان يجتمع في اوتدريجيا، توقف مونديل عن حضورها العتقاده انها . مسموحا لنائب الرئيس بحضور هذه الجلسات االستخبارية

كارتر لم يلق تيريز " ان اال ان بجيزنيسكي يؤكد انه حضر شخصيا كافة هذه الجلسات مؤكدا". كانت أقل من مقيدة"اال ان مؤلف المذكرات يؤكد للقارئ ان الرئيس كان من وقت آلخر يستخف " ابدا وجها لوجه خالل السنوات االربع

لبيت األبيض يوم الجمعة من كل إسبوع على . بزميل دراسته مدير المخابرات المركزية وكان كارتر يلتقي في اين والمستشارين لمناقشة القضايا الدولية ولم يدع تيريز إلى هذه اللقاءات خالل مائدة الفطور مع الوزراء المقربأما هيلمس، كما ورد سابقا فكان يشارك في كل موائد جونسون الصباحية كل . السنوات االربع سوى مرة واحدة

ء .ثالثاكل ما : " فتقرأ في مذكراتهلم يأل بجيزينسكي جهدا في االختالق ليبرهن ان تيريز كان خاضعا له كل الخضوع،

".كانت تريد إدارة المخابرات المركزية ابالغه للرئيس، كان يمر عن طريقيلتي تخص إدارة المخابرات المركزية كانت تدرس وتناقش من قبل لجنة وأكثر من ذلك فإن كل القرارات الحاسمة ا

ق. او في لقاء بيني وبين تيريز وجها لوجه التنسيق الخاصة شنا خالل اللقاءات االسبوعية وجها لوجه أكثر لقد ناوكنت ابلغ الرئيس عنها عندما كان يرى ذلك ضروريا . سرية بالنسبة إلدارة المخابرات المركزية القضايا

ومختصر القول ان مجلس األمن القومي قام بمراقبة فعالة الدارة المخابرات المركزية بما يتالءم مع قانون األمن لنسبة لتيريز فقد قامت بيني وبينه عالقات عمل جيدة بعد سلسلة من الخالفات وطبعا أيدت جهوده القومي، اما با

لن يفهم القارئ من خالل مذكرات بجيزنيسكي، كيف تمت )". ٣(لبعث حياة جديدة في إدارة المخابرات المركزيةة، والتي يركز عليها كثيرا مساعد الرئيس الرقابة الفعليةمن قبل مجلس األمن القومي على إدارة المخابرات المركزي

يقصد برقابة مجلس األمن القومي نشاط لجنة التنسيق الخاصة التابعة يلشؤون األمن القومي يبدو ان بجيزنيسك .لمجلس األمن القومي، التي استنفذ بجيزنيسكي لترأسها بضع مئات من الساعات

١٤٣

لنظر إلى يعطي بجيزنيسكي فكرة مفادها انه لم يكن هناك ات م بين أعضاء مجلس األمن القومي من وجهة ا فاق تازير الدفاع مؤديا بجيزنيسكي وتيريز في توسيع العدوان والدوائر التجسسية وبراون . االستخبارات فقد كان ج

ال لحصر نشا) التخريبية(و وسطا إدارة المخابرات المركزية، بينما اتخذ كارتر وفانس موقفاطبينما كان مونديل ميا .بين وجهتي النظر

يذكر كارتر ان بجيزنيسكي كان يعد له كل صباح تقريرا استخباريا سريا للغاية ويرسل نسخة منه كذلك لمونديل كنت غالبا . ناقشنا بجيزنيسكي وأنا التقرير وبعض االوضاع العسكرية والسياسية الخارجية"وفانس وبراون، يقول

لهاتف السري مع وزير الخارجية أو وزير الدفاع للحصول على معلومات اضافية أو ما اتصل أمام يجيزنيسكي بايفصل بجيزنيسكي الطقوس االستخبارية الصباحية بشكل اعمق، فيؤكد انه أحبط كل )". ١٤(االستماع لرأيهما

م تقرير إدارة المخابرات المركزية للرئيس أو أي شخص آخر تمحاوال كان . من اإلدارة تيريز لقيامه شخصيا بتقديت وزارة الخارجية وبعض برقيات السفراء اليه شيئا ما من نشرة استخبارإبجيزنيسكي يأخذ التقرير فيقرأه ويضيف

وكان مساعد الرئيس لشؤون األمن . جارومقتطفات من مقاالت الصحف والمجالت، والتي يكتبها المراسلون في الخن دقيقة صباحا أكثر من عشرين صفحة، فيقرأها كارتر بسرعة ثم يناقشها القومي يقدم للرئيس في السابعة واالربعي

حمل غالف مذكرات بجيزنيسكي صورة للمؤلف مع كارتر جالسين مقابل بعضهما البعض خلف . مع بجيزنيسكين إذا أخذنا بعين االعتبار ان فانس وبراون لم يسمحا لمساعد الرئيس لشؤو. طاولة اللقاء االستخباري الصباحي

ليها(األمن القومي بدخول مملكاتهم فإن بجيزنيسيكي بحث عن مخرج لطاقته في دائرة ) والحقيقة انه حاول التسلل إ .االستخبارات وكان له ذلك بتشجيع من الرئيس واسترضاء من تيريز

سمية يعتقد بعض الشخصيات الر "١٩٨٠ حزيران ٢٠في عددها الصادر في " واشنطن إيفنينغ ستار"كتبت صحيفة ان بجيزنيسكي اثر تأثيرا كبيرا في صياغة السياسة أثناء األزمة اإليرانية واإلفغانية باعتبار أنه كان يرأس

م ". ، وبعد ذلك أصبحت تجتمع عدة مرات في األسبوع١٩٧٩اجتماعات اللجنة يوميا خالل االسابيع األخيرة من عا، دليل اكيد على زيادة حدة توتر ١٩٧٩ابيع األخيرة من عام إن اجتماع لجنة التنسيق الخاصة يوميا خالل االس

فن هذه العملية " النفي المتبادل" إنسجاما مع مبدأ. الحرب التي قامت بها إدارة المخبارات المركزية في إفغانستان رقد أشاكانت خفية بغية اعطاء واشنطن إمكانية تأكيد عدم مشاركتها اال ان افاق مشاركتها تتكشف تدريجيا، ف

مارتين ان العملية االفغانية تدخل ضمن العمليات شبه العسكرية، التي تقوم بها . وطسون ود.مراسال مجلة نيوزيو رما انفق عليها بلغ مئات الماليين من الدوالرات، حاليا فقط حفنة من عمالء إدارة المخابرات المركزية، اال ان

)".١٥(ل للمتمردين عبر دول العالم الثالثصرفت بشكل رئيسي على السالح الذي كان ينقان وقائع الحرب غير المعلنة ". بحفنة من عمالء إدارة المخابرات المركزية"يصعب التصديق ان األمر ينحصر

ضد الشعب االفغاني تتحدث عن نفسها، كما يتضح بشكل جلي تطابق خط إدارة المخابرات المركزية في افغانستان في كل هذه . ١٩٧٦ـ ١٩٧٥ وضد انغوال عام ١٩٦١قتها بما في ذلك العملية ضد كوبا عام مع العمليات التي سب

لقد أصبح مركز تحشد . األحوال كان مبرر التدخل يصطنع خارج حدود الدولة التي اختيرت مسرحا للعملياتفي جمهورية جنوب المتمردين ضد افغانستان مع الباكستان، وضد كوبا في غواتيماال ونيكاراغوا، وضد انغوال

١٤٤

د قوى التدخل تموه بشكل أو بآخر. ريافريقيا وناميبيا وزائ ففي باكستان كان غطاؤهم . وكانت قواعد استنا .التي طرد إليها بالقوة والخديعة مئات اآلالف من االفغان". معسكرات الالجئين"

ويذكر . نا للعدوان االمبرياليكما كانت جيوش الغزو ترفد بعناصر من جنسية سكان البالد التي اختيرت هدف أنه صادر أمرا إلى تيريز لزيادة نشاط شبكة عمالء إدارة المخابرات ١٩٧٩عام بجيزنيسكي في مذكراته في ربيع .المركزية في افغانستان وجوارها

ق امال انه يعلين في لقاءاته مع الصحفيين األمريكي١٩٧٩وذكرت مجلة تايم ان بجيزينسكي اعترف منذ تموز عام ونوه بوضوح إلى ان الواليات المتحدة األمريكية " ضد الثورة االفغانية"كبيرة على نجاح نضال الثوار المسلمين

تحاول الدوائر اإلعالمية في إدارة المخابرات المركزية دائما اخفاء ). ١٦(ستقدم مساعدات سرية لهؤالء الثوارفقد أبرزت العمليات العسكرية ضد كوبا . تقوم به الدول االمبرياليةالقوى المحركة الرئيسية للعدوان المسلح الذي

ونفس القصة جرت في . وانغوال وكأنها نفذت من البداية إلى النهاية على يد المغتربين الكوبيين واالنغوليينلسالح ضد المرتدين الذين يحملون ا" أثناء ذلك ترددت الصيحات تستثير التعاطف مع الثوار المسلمين. افغانستان

ان أزالمهم يحرقون القرى ويقتلون ويعذبون اآلمنين، في محاولة لربط . شعوبهم محاولين ترسيخ الدعائم االقطاعيةالشعب االفغاني بحكم دوي كالذي آلت إليه انقالبات إدارة المخابرات المركزية في غواتيماال وتشيلي وغيرها من

لس الشورى والنواب لشؤون االستخبارات تصادق تماما على الحرب الدول وتذكر الصحافة االمريكية ان لجان مجم تقتصد أبدا في رصد االعتمادات الالزمة لذلك .السرية إلدارة المخابرات المركزية ضد افغانستان ول

لشاه، الذي قرر كارتر ان في إيران راهنت إدارة المخابرات المركزية، وكذلك الحكومة االميريكية على نظام اصوله إلى طهران خطب الرئيس األمريكي في المأدبة وسمى إيران فيها و، لدى ١٩٧٨تفل معه بعيد رأس السنة يحيذكر فانس في كتابه انه تتركز في هذا التعريف التقديرات االسخبارية لذلك الوقت وللسنوات ) . بجزيرة االستقرار(

.السابقة. لم تنحو ما يدعو إلى القلق الجدي١٩٧٨ المركزية خالل عام استطالعات إدارة المخابرات"ويذكر جيمي كارتر ان

م تكن في حالة الثورة أو في حالة وحسب تقديرات شهر آب، التي قامت بها إدارة المخابرات المركزية فإن إيران لمل أي أما المعارضة فلم يكن لديها القدرة لع. ظلوا موالين للحكمينوأضاف التقرير ان العسكري"تحضير للثورة

د في كل األحوال فيما لو بدأ االنتقال إلى نظام جديد )".١٧(شيء جديلسابقة "جزيرة االستقرار"وعندما اجتاحت بعد ذلك موجات الغضب الديني واالجتماعي، برر تيريز تقديراته ا

لتنسيق الخاصة بعدم وجود معلومات استخبارية كافية بسبب الخطر المفروض عل ى التعامل مع الخاطئة امام لجنة اوتوضيحا لهذه المقولة صرح مسؤولون سابقون في إدارة المخابرات المركزية انه لم يكن لإلدارة ". المعارضة

حتى ال تثير سخط الشاه، لذلك فقد اعتمدت إدارة المخابرات المركزية على . عمالؤها في اوساط المعارضةة تخشى انها لو حرفت ذلك ان تخسر قاعدتي التجسس كانت هذه اإلدار. المعلومات الصادرة عن مباحث الشاه

د السوفييتي لشاه، (االلكتروني في إيران الموجهة ضد االتحا بالمناسبة عندما فقدت هاتان القاعدتان، بسقوط نظام ااال ان المشكلة ليست … )٢اجراءات جديدة رغم أنف براون لعرقلة اتفاق سالت ـ اتخذ تيريز على حد قول فانس،

١٤٥

لشاههنا فقد ابتدعوا في مجال . فكان من األفضل الدارة المخابرات المركزية التعاون الوثيق مع ربيبتها استخبارات اة الشيوعية والسوفييتية الصراع بين استخبارات الشاه والمعارضة واختلقوا تقديرات هذه االستخبارات امعاد

لة تغيير الحكم ووجوب الدف .اع عنه بكافة الوسائلللمعارضة التي انطلقت من استحالبطاقة البيضاء في إيران . وفي ظل الظروف المتغيرة وعندما أصبح انصار المعارضة امرا محتوما، اعطى تيريز ا

م تعجبه واعتبرها غامضة اال ان بجيزينسكي أكد من جديد ان المعلومات االستخبارية السياسية حول إيران ل ".وغبية

شؤون األمن القومي الذي أعد مشروع مذكرة لمدير إدارة المخابرات المركزية، وقف كارتر إلى جانب مساعده للنحو التالي انا لست راض عن نوعية معلوماتنا : "وجاءت هذه المذكرة في شكلها النهائي الذي وقعه كارتر على ا

.السياسية االستخبارية. مكن حول امكانيتنا في أكثر مناطق العالم اهميةاطلب إجراء تقدير لقدرات عمالئنا وتقديم تقرير الي بأسرع وقت م

حول ما يجب علينا اتخاذه لتحسين امكانياتكم ) مع فانس وبجيزينسكي المؤلف(كما طالب تقديم مقترحات مشتركة حاولت ادارة المخابرات المركزية انقاذ الشاه بكل ما أوتيت من ). ١٨(في تزويدي بمعلومات استخبارية سياسية

م يعد لديه اية رغبة في المجابهة استمرت إدارة المخابرات قوة، حتى ع لبقاء في السلطة ول ندما استنفذ كل قوة للثاني من عام العسكري بهدف ١٩٥٣، وحسب انقالب عام ١٩٧٨االمريكية في المراهنة عليه، وفي النصف ا

. كتب س١٩٨٠ألول عام تدمير المعارضة السياسية، والدينية للنظام واعادة السلطة للعرش في تشرين اذكر ان أعضاء إدارة المخابرات " سقوط الشاه"سلسلة من المقاالت بعنوان . أرمسترونغ في صحيفة واشنطن بوست

إلى ان العسكريين االيرانيين يلعبون دورا حاسما في١٩٧٨المركزية، اشاروا في تقرير سري في تشرين الثاني ال انه حدثت تغيرات كثيرة خالل ربع قرن بعد االنقالب األول في ايران، ا". تطور األحداث في إيران مستقبال

لية األمريكية لثورية كل خطط لينغلي، . وتعاظمت نقمة مختلف طبقات الشعب على االمبريا لقد أحبطت االحداث التي من شأنها ان "السوداء"رح آنذاك برنامجا للعمليات السرية واقرتح حملة الدعاية تويذكر ارمسترونغ ان تيريز اق ،ا

اال ان إدارة المخابرات المركزية لم تتمكن في هذه ". تثير ايدي القوى اليسارية، التي تتبنى أهدافا معادية لإلسالم .المرة من انقاذ الشاه

جونس ومدير إدارة المخابرات . وبأمر من كارتر كلف رئيس لجنة رؤساء األركان د١٩٨٠ في مطلع عام ورغم ان العملية . ئن في طهرانهاإلثنين وخمسين دبلوماسيا احتجزوا كر" بعثة انقاذ"رنير بتشكيل تي. المركزية س

باءت بالفشل اال ان كارتر وبجيزنيسكي أثنوا على تيرنير على نشاط عمالء إدارة المخابرات المركزية في ايران، ) مكن دخلوا إيران سريا من دول أخرىوهم بشكل رئيسي م(فقسم منهم قام بالتجسس، بينما كلف القسم اآلخر

الذي شكل بأمر من كارتر، إلى طهران وكذلك تغطية عمليات " التشكيل االستخباري المساعد"بتغطية وصول .القرصنة التي سينفذها فيها

لبدء بحرب واسعة ١٩٨٠ نيسان ١٥ويذكر بجيزينسكي انه في جلسة سرية للغاية لمجلس األمن القومي في اقترح االتشكيل "ي العاصمة االيرانية، دون النظر إلى الضحايا المدنية التي يمكن ان تقع فيما لو تعرض المخربون من ف

١٤٦

لم يتمكن الطيارون القتلة من الوصول إلى . ا أيده تيريز وبراون بحماسهعند). ١٩(االستخباري المساعد للمقاومةصحراء االيرانية، ولكن كان واضحا اية عملية خطط إيران كما هو معروف، وجوبهوا بمواقف غير متوقعة في ال

كان من شأن هذه االستفزازات التي صادق عليها كارتر ان تؤدي إلى مأساة . لها البيت األبيض ضد سيادة إيران .واحتجاجا على هذه العملية قدم فانس استقالته. دموية وعواقب وخيمة ال تقدر بالنسبة للمنطقة وللعالم أجمع

لقد عملت . خفاق الكبير الثاني لسياسة واشنطن العدوانية وسقوط نظام الديكتاتور سوموزا في نيكاراغواكان االلثورة الساندينية إدارة المخابرات المركزية ما بوسعها النقاذ عميلها القديم الذي قدم لها خدمات جلى، وفور انتصار ا

بورفي . ففي أيلول من العام نفسه صرح ت. ع ضدها بدأت إدارة المخابرات المركزية الصرا١٩٧٩في صيف عام وزير خارجية نيكاراغوا ان إدارة المخابرات المركزية أرسلت عمالءها إلى مختلف مناطق البالد بغية غرسهم في

ليسارية المتطرفة .صفوف الثوار، كما عملت االستخبارات األمريكية على استخدام المجموعات اة نشاطها في منطقة أمريكا الوسطى والحوض الكاريبي وزادت من استفزازاتها يكزصعدت إدارة المخابرات المر

، أعلن ممثل الواليات المتحدة األسبق في ١٩٨٠ أيار ٢٤لكوبها، كما أن حملة قلق وشغب كبيرة عمت جامايكا في يزينسكي اعد خطة ديكسون ان مجلس األمن القومي بقيادة بج. يانغ وعضو الكونغرس ج. منظمة األمم المتحدة أي

وضرب االقتصاد . ونصت الخطة على تصعيد التوتر في جامايكا. منيلي.لإلطاحة بحكومة رئيس وزراء جامايكا م .وقطع القروض عن البالد واغالق المصانع األمريكية في البالد

لنوايا "وه في أواخر عهد كارتر قام بجيزينسكي وتيريز بحملة ضد بولونيا، مختلقين االكاذيب حول ما أسم باثار كارتر وبجيزينسيكي أشكل ادق التشويش االستراتيجي ب، واستنادا إلى معطيات تيريز التجسسية و"السوفييتية

".حماة الشعب البولوني"ضجة كبيرة حول العدوان السوفييتي ضد زية وبعض القنوات نقل بجيزينسكي تعليماته لزعماء التضامن عن طريق وزارة الخارجية وادارة المخابرات المرك

م ويفخر . الخاصة لتصعيد االنتفاضات المعادية للثورة في الوقت الذي الح فيه تخفيف التوتر في بولونيا ثن إذلماذا " المقاومة الوطنية"بجيزينسكي ان عملياته المشتركة مع تيريز لعبت دورا هاما في اعداد التضامن ضد

م وأخمدوا األفران العالية وقطعوا وسائل االتصال واحتلوا المصانع وغير ؟ وأغرقوا المناج"النقابة الحرة"أعدوا .ذلك

لنشاط االستخباري في مجلس األمن القومي ب اوربا "هنيت بادارة اذاعة . قام مرؤوس بجيزينسكي في قسم تنسيق النفسية"التي كانت أحد أهم أبواق " الحرة ي تلخص حسب أقوال لقد نفذ هينت برنامج بجيزنيسكي، والذ". الحرب ا

كانت أفضل الوسائل لبلوغ التحول السياسي الداخلي في " أوربا الحرة"ان اذاعة أنا واثق من: "مؤلفه فيما يليلتغيرات السياسية…المجتمعات االشتراكية … يجب ان تكون االذاعة اداة للتشجيع المبرمج ألوربا الشرقية للقيام با

ألداة الهامة بشكل أوسع استخدمت مركزي في البيت األبيض لزيادة نفقات واعتقاد مني بضرورة استخدام هذه اوهكذا فإن بجيزنيسكي استخدم إدارة المخابرات المركزية وقنواته الخاصة واذاعة اوربا الحرة )". ٢٠(اإلذاعة

١٤٧

على التجمع ـ المراقبة الشديدة١: يتأكد خطر هذه المناورات االستفزازية في نقطتين١٦للتدخل في شؤون بولونياـ اقتراب فترة حكم كارتر مما زاد من مغامرات ٢االستخباري من قبل مساعد الرئيس لشؤون األمن القومي،

التي أرسلت إلى " بعثة االنقاذ"البيت األبيض دون الحديث عن إدارة المخابرات المركزية، وما أدل على ذلك من .إيران

ية إلدارة المخابرات المركزية في افغانستان وايران وبولونيا والحوض أوردنا فقط كمثال العمليات التخريبية السركما أننا نعتقد ان احتجاجات بعض كبار موظفي قسم العمليات الكاريبي، اال ان هذه العمليات بالمقارنة مع سابقيه،

.االستخبارية ضد االدميرال بسوء تقدير للعمليات التخريبية ال أساس لها من الصحةماير النائب االسبق لرئيس فرع العمليات االستخبارية الذي ترك إدارة المخابرات المركزية احتجاجا . وأبدى ك

على اساليب قيادة االدميرال، أبدى رأيا سلبيا في بعض آفاق نشاط تيريز، اال أن ماير نفسه يعترف تيريز بقدرته لتفاهم مع الكونغرس وتمكنه من تعديل المقترحات القان ونية المتعلقة بميثاق المخابرات التي لم تكن مطبقة في على ا

.لكن ما المقصود بذلك؟. لينغليأعدت هذا ). ١٩٨٠ـ١٩٧٨(عمل الكونغرس األمريكي في دراسة مشروع االستخبارات حوالي ثالث سنوات

لتي بدأت بدارسة هذه الوثيقة ذات الـ حة في نيسان صف٢٦٣المشروع لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات اوقد قابلت إدارة المخابرات المركزية الكثير من مواد هذا الميثاق مقابلة عدائية وخاصة ما تعلق بمنع . ١٩٧٨

لناس القوت والماء وانتشار االمراض لتعذيب والتدمير الجماعي وحرمان ا االعتقادات السياسية واالرهاب وا وقلب الحكومات الديموقراطية، وتأييد خرق حقوق اإلنسان من .واألوبئة، واستخدام السالح الكيميائي والجرثومي

.قبل االستخبارات األجنبية أو البوليس أو قوى األمن الداخلي في الدول األجنبيةكان أول شاهد على مشروع قرار ميثاق االستخبارات المحامي . وقد اعتبر حضور جلسات لجان الكونغرس شهورا

س الرئاسي االستشاري ل حول األمن القومي، رئيس لمج١٩٤٧قانون عام " مبدعي"كليفورد، أحد . المليونير كتحدث كليفورد كمحام إلدارة المخابرات المركزية وساق . لشؤون االستخبارات الخارجية ووزير الدفاع االسبق

ة من الممنوعات لقد استند إلى ان هذه القائم. األدلة على ضرورة استبعاد الممنوعات المذكورة من مشروع الميثاقواضاف كليفورد انه يوجد هناك طرق أخرى للعمل غير الئقة، )". ٢٢(تعتبر أمرا مهينا إلدارة المخابرات المركزية

كل هذه . جها في الميثاق فإن إدارة المخابرات المركزية ستعتبر ان من حقها اللجوء إليهااوفي حال عدم ادر .قيود يصيغها الميثاقالمغالطات هدفت لشيء واحد ـ إلغاء أية

خلف كواليس اللجة طبق كارتر ومونديل وبجيزينسكي ضغطا كبيرا لتنظيف مشروع الميثاق وفورا أصبح يتألف وخدمت التعديالت التي تحدث عنها " صفحة، اال ان كل شيء في الالحق، فقد استمر الضغط القوي ١٧٣فقط من

تعليقا على هذا األمر، كتب في مجلة . ثالث صفحات.. قط بقي من مشروع الميثاق ف١٩٨٠مايز وفي مطلع

مسوكو . تروبنيكوف. فة فؤلملا ١٩٨١ـ١٩٨٠" عمليات بولونيا" انظربتفصيل أكثر حول هذا الموضوع في كتاب فشل ١٦ .المؤلف. ١٩٨٣

١٤٨

صفحة ثالث صفحات فقط حملت ٢٦٣وبقي من . يا للمعجزة، لقد تحول الضفدع إلى فرخ ضفدع": فورين بوليسي"ضعاف إان الفكرة مما يحدث واضحة يدور الحديث في المناقشات حول . ١٩٨٠اسم قانون رقابة االستخبارات لعام

لقد فضحت هذه اللجان وقائع مأساوية وكوارث . ى االستخبارات خالفا لمقترحات لجان تشورتش وبايكالرقابة علد تاال ان األحوال ستس. وال يجر السماح لها بالتكرار ثانية. تلقي ظالال قائمة على االستخبارات بالكامل مر إذا بتشيي

لبون باألمانات القليلة الموجودة ، الذي أصبح مضغة في فم ١٩٧٤نون هيوز ـ راين لعام قا)". ٢٣(مواقف من يطالبيت األبيض من الغائه، مبررا ذلك بأنه لم يعد هناك حاجة إليه بسبب تقرير ميثاق . إدارة كارتر لقد تمكن ا

لجديد اال ان . ١٩٨٠وفيما بعد ارادوا، الغاء قانون هيوز ـ راين بحجة مراقبة االستخبارات لعام . االستخبارات ايل إدارة مجونسون يؤكد ان القوى الفعالة التي كانت تقف خلف إدارة المخابرات المركزية فضحت بسبب . ل

وقانون هيوز ١٩٨٠، لقد قرروا دفن ميثاق االستخبارات وكذلك قانون عام ١٩٨٠كارتر حياله مشروع قانون عام ال كان منطقهم سهال للغاية . ـ راين .قيود شرعية على لينغليأي

لم تكن كبيرة فقد وضع فيه بعض ١٩٨٠جونسون يبين بشكل منطقي ان القوة المانعة في قانون . مناسبة فإن لوبال )".٢٤(عمدة الحاجزة التي تستطيع هيئات االستخبارات اجتيازها بسهولةاأل"

ون هيوز ـ ومشروع ميثاق االستخبارات عمليا جدول أعمال الكونغرس، اما قان١٩٨٠ومع ذلك فقط استبعد قانون على تعديل نقطتين من القانون تتعلقان باعتمادات ١٩٨٠راين فقد ألغي عندما وافق الكونغرس في نهاية عام

تكان. يات السرية الكبرى للغاية إلى اثنتينلفي هذه التعديالت تقلص عدد اللجان المطلعة على العم. االستخباراتـ في أي وقت ٢ـ أي العمليات تعتبر كبرى للغاية؟١: حق تقريرلغة هذه التعديالت مهمة جدا فهي تترك للرئيس

يتم ابالغ اللجان قبل العملية أم أثناءها أم بعد تنفيذها؟ لقد تمكن التجمع االستخباري من جعل الرقابة على نشاطه ية في بداية من قبل الكونغرس وظيفة اسمية مما جعل إدارة المخابرات المركزية، كما تذكر إحدى المجالت األمريك

.الثمانينات أكثر قوة وبأسالنساء العالمي من أجل السالم والحرية"والصادر عن المنظمة األمريكية " السالم والحرية"جاء في كتيب . اتحاد ا

م واألالعيب السياسية على ميثاق االستخبارات بشكل لجاء تقدير مبدئي لمعا جة كارتر لقضايا االستخبارات بشكل عاا نرى تحول رجل العصر جيمي كارتر، الذي بدأ لنا رجل األساليب المعتدلة إلى باسق من الدرجة إنن: "خاصـ لقد طلب من الكونغرس . …مستعد للطيران متى يشاء وأنى يشاء للدفاع عن طابع الحياة األمريكية. األولى

ال تقيدها في نشاطها اية قيود جرائم إدارة المخابرات المركزية وعمل ما وسعه لتبرير … منظومة استخبارات قوية لتي تنفذها استخباراتنا، أبشع . وحجمها على الشعب األمريكي لقد عرض كارتر بإصراره مستقبال على الجرائم ا

)".٢٥(آفاق حبه للحرب خطة سياسية تعكس آراء مرشحه رونالد ريغان ١٩٨٠ أعلن مؤتمر الحزب الجمهوري صيف عام دومع ذلك فق

بوش،وانتقدت هذه الخطة إدارة كارتر في اضاعة جزء من قدراتها في تزويد الرئيس . الرئيس جومرشحه لنائب والشخصيات الرسمية والكونغرس بالتحليالت االستخبارية في الوقت المناسب حول أهم األخطاء التي تهدد أمننا

".القومي

١٤٩

. ابرات األمريكية في تقدير االحداثكانت إيران في رأس قائمة األمثلة التي أكدت النقد، حيث أخطأت المخكالين . واألسباب ان إدارة المخابرات المركزية كانت ضعيفة العزيمة أما تحقيقات الكونغرس والصحافة حتى أنر

ر إدارة المخابرات المركزية قرر يالموالي لريغان وبوش والبعيد كل البعد عن كارتر وتيريز والذي كان نائبا لمدولم تزود مجلس األمن " تتوقع الثورة في إيران" يعترف كالين ان إدارة المخابرات المركزية لم الدفاع عن لينغلي

اال ان كالين يؤكد أنه في تلك الظروف لم يكن واضحا كيف . القومي بالمعلومات االستراتيجية الدقيقة وغير ذلك )".٢٦(يمكن إلدارة المخابرات المركزية ان تؤدي عملها بشكل أفضل

ت قضية إيران مرض إدارة المخابرات المركزية القديم، أي ازاحة العمليات السرية التخريبية للنشاط أثارإن العالقات التي . المعلوماتي التحليلي وبينت هذه القضية ان العمل التحليلي كان خاضعا الهداف معادية للشيوعية

قائمة في الدول النامية األخرى التي تحكمها أنظمة كانت قائمة بين إدارة المخابرات المركزية واستخبارات الشاه يعتبر فشل إدارة المخابرات المركزية في إيران أمرا نافعا " ال عسر بدون عسر" ديكتاتورية يمينية انطالقا من مبدأ

.ويساعد في اجتياز أزمة المعلومات االستخبارية السياسيةوجود استخبارات استراتيجية فعالة في الواليات المتحدة في " بضرورة ون الواعون األمريكيونواقتنع المواطن

.الثمانيناتكل ما ذكر يجب أال يحجب عنا ان كارتر وبيزينسكي وادارة المخابرات المركزية كانوا يعملون إلرضاء رغبات

سائل اإلعالم الدوائر االمبريالية األمريكية، الذين لم يكونوا راضين عن المجموعات الليبرالية في الكونغرس ووم واستهتار االستخبارات كان كارتر وحاشيته . الجماهيري التي لفتت االنظار في منتصف السبعينات إلى جرائ

يطمعون في قضايا االستخبارات والسياسة الداخلية والخارجية إلى نيل رضى الطبقة السائدة والناخبين الذين ريغان الذي تخطى كارتر من . ن الرئيس لم يستطع منافسة راال أ. وا لليمين تحت تأثير الداعية الرجعيةفانحر

اليمين وفي كافة القضايا بما في ذلك االستخبارات، لقد خسر كارتر ولكن إذا كان البد من الحديث عن اآلثار التي لتي ت" ةدالحرب البار"حة لفال يجوز نسيان تعزيزه لمواقع إدارة المخابرات المركزية كأحد أهم أس. تركها حولت ا

.بجهود البيت األبيض بعد فترة اإلنفراج إلى المقام األول في قائمة أوليات واشنطن في السياسة الخارجية في طليعة الحملة الصليبية

وعوده في ١٩٨٠ريغان حول قضايا االستخبارات في الحملة االنتخابية عام . كان المحور االساسي لطروحات رفيذ مهامها "بارات حريتها في حال انتخابه رئيسا إعطاء االستخ دون اية عوائق وندد كذلك بشكل ديماغوجي " تن

لتجسسية اإليطالية مقابلة " جورنالي" نشرت صحيفة ١٩٨٠ أيار ٢٨في . بالديموقراطيين لمحاولتهم تخريب الهيئات اة المخابرات المركزية إداراإن اإلدارة الديموقراطية والكونغرس الديمقراطي قيد" ريغان والتي جاء فيها . مع ر

نحن بال شك في . وسط كل األخطار العسكرية واإلرهابية التي تحيق بنا. وأحكما الخناق حولها لدرجة شلها كليا .ارة استخبارات من الطراز الممتازدحاجة ماسة إل

لسياسة األمريكية في إيران ون. اع هدف محددبكانت االتهامات تحمل طابع االختالق وات مناطق ويكاراغوا ان فشل احياء إأخرى من الكرة األرض وخوف الشركات االحتكارية االمريكية على مواقعها في الدول النامية، سمح لريغان

١٥٠

رأس المال السياسي المتميز وسط المجموعات االحتكارية المختلفة، وإثارة قضية قلة استخدام الهيئات االستخبارية .بشكل مجدي

د المجموعات الرجعية المتعددة التي كان يحتل مكانة خاصة فيها حازت أفكارنا مرشح الحزب الجمهوري على تأييلتجمع االستخباري، يذكر منها رابطة رجال االستخبارات السابقين، التي بعض المنظمات المرتبطة ارتباطا وثيقا با

ي قاد المجموعة العملياتية في فيليبس آنف الذكر الذ. ي. تضم أكثر من الفي عضو كان أول رئيس لهذه الرابطة دلخبير في تشلي وأصبح فيما بعد مدير قسم اميركيا الالتينية لدى فرع العمليات في إدارة المخابرات المركزية وا

".مجال الدعاية السوداءم بنشاط فعال عام في صراع ١٩٨٠ ـ ١٩٧٨لقد تحولت رابطة رجال االستخبارات القدماء إلى لوبي كبير، قا

بل "اال ان الرابطة لم تكتف بالضغط على الكونغرس في قضايا االستخبارات التي تهمها .اق االستخباراتضد ميثلساحاول ممثلوها استغالل اية فرصة لحضور مختلف جلسات الكونغرس و . الخارجية اسةيلتحدث فيها حول قضايا ا

".الخطر السوفييتي"ول لقد زودت رابطة رجال االستخبارات القدماء المشرعين باختالقات شتى حإلى جانب رابطة رجال االستخبارات القدماء برز في واشنطن المركز الوطني لدراسة النشاط االستخباري، الذي

لقد أطلق هذا المركز على . كالين. كان يرأس مجلسه االستشاري النائب االسبق لمدير إدارة المخابرات المركزية رلتحسين التأييد الشعبي لجهاز االستخبارات في الواليات المتحدة، وكان من "يعس يالذي" المعهد التثقيفي"نفسه اسم

بين أعضاء المركز العلماء والعسكريين ورجال الحكومة السابقين اإلخصائيين في مجال االستخبارات واالمن كيسي الذي عينه ريغان . ولعب دورا هاما في المجلس االستشاري للمركز أو". القومي والدفاع والسياسة الخارجية

. للمخابرات المركزيةامدير الحملة االنتخابية وفيما بعد مديرن لها في نيويورك وواشنطن أال وهي المركز المعلوماتي ييعتبر كيسي ايضا مؤسس منظمة أخرى تملك مقر

لسبعينات عندما كان كيسي مدير. لالستراتيجية القومية لستينات وا تي استقطب إليه العديد من للمركز المعلوماافي ابجهود هؤالء افتتح أكثر . أصحاب البنوك والمصانع والشخصيات الحكومية البارزة، الذين يحملون أفكارا متطرفة

وقد ساعد " االستخبارات واالمن القومي"من مائتي جامعة أمريكية ومعهد وظائف وأحيانا أقساما مختصة بموضوع مراجع معادية للشيوعية " كالين، روساك اندكومباني" دار النشر ريجية القومية في اصداالمركز المعلوماتي لالسترات

د السوفييتي قدمتها إدارة المخابرات المركزية والبنتاغون ).١(ولالتحالتابع لجامعة عمل المركز المعلوماتي لالستراتيجية القومية جنبا إلى جنب مع مركز البحوث االستراتيجية والدولية ا

كالين والذي كان يشغل في نفس الوقت منصب مستشار . رج تاون في واشنطن، الذي كان بكير مستشاريه رجولسياسة الخارجية الذي كان " هيريتاج" واشنطن قوعمل كذلك مع صندو. ريغان وبوش لشؤون االستخبارات وا

تسلم ريغان السلطة أصدر هذا أثناء. المؤسسة الكبرى في الجناح اليميني للحزب الجمهوري"يطمح للقيام بدور واألهم من ذلك إعادة الحرية لها في إطار . الصندوق تقريرا، برز فيه ضرورة توسيع وتدعيم الهيئات االستخبارية

قرارا تنفيذيا عمم على الهيئات ١٩٨١وهذا ما قام به ريغان، الذي أصدر في كانون األول " األمن الداخلي" .االستخبارية حول ذلك

١٥١

د إلى أعمال أخصائيي االستخبارات من مختلف المنظمات المذكورة أثناء الحملة االنتخابية نورد كلمات نعولقد "ورز . يقول أ. الصحفي األمريكي الذي عمل في البيت األبيض في عهد كارتر والذي قام بدراسة هذه القضية

)".٢(انضموا جميعا إلى معسكر ريغان الخطط فقط حاولوا إيجاد أفكار جديدة في خطابات مرشح الحزب الجمهوري قبل حمل نشاط هؤالء طابعا متعدد

). ٣(يعتقد روز أن ضغوطهم بالذات كانت السبب في زيادة االنتباه المفاجئ نحو االرهاب والتشويش. االنتخاباتم على أساس ان مئات المقاالت كتبت حول الجواسيس السابقين بغية خلق جو متأز" كوفيرت إكشين"كتبت مجلة

بعض االخطار كالخطة السوفييتية لبدء الحرب العالمية الثانية والدعم السوفييتي لالرهابيين العالميين والتغلغل لقد طالبت خطة الحزب الجمهورية ). ٤(السوفييتي في وسائل اإلعالم األمريكية بهدف تضليل المجتمع األمريكي

م لتجمع االستخباري األمريكي من قبل المؤتمر ١٩٨٠السياسية المتحدة عا بحجم وأهداف " الوطني بإنهاء استخفاف امن أجل كل ذلك دافع ريغان عن صعيد النشاط االستخباري معتمدا قبل كل شيء " التعزيزات العسكرية السوفييتية

رة من الهام تعزيز شبكة العمالء في إدا": ثورة ريغان"نوفال في كتاب . غيفانس ور. كتب ر. على العمالءخالفا لذلك، لم يقدر الجنرال تيريز . المخابرات المركزية وتحليل المعطيات االستخبارية من وجهة نظر المحافظين

اعطاء التجسس حق تقديره وأولى أهمية خاصة للوسائل الفنية في الحصول على ةمدير إدارة المخابرات المركزي ).٥( وسائل اإلتصالالمركبات الفضائية التجسسية والتنصت علىكالمعلومات

وكان هدف . أما االتجاه اآلخر لنشاط أعضاء االستخبارات السابقين فهو تشهير بالبيت األبيض في عهد كارتروأخيرا قرر ارضاء التجمع االستخباري الخالص ممن تجرأ في . التشهير الرئيس ونائبه مونديل وغيرهما

لقد . قام في الكونغرس بتحقيقات لم تكن مناسبة للدوائر الخاصةالسبعينات على توبيخ إدارة المخابرات المركزية و لتشويه سمعة رئيس لجنة ١٩٨٠أدوا دورهم في جملة الدوائر الرجعية، التي عملت ما في وسعها في انتخابات

بيخ . مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية تشورتش، وسمعة رئيس لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات لكل أعضاء مجلس الشيوخ (ماكغفرن وغيرهم من المشرعين الذين يحملون آراء معتدلة أو ليبرالية . والسيناتورج

استطاع معسكر ريغان زحزحة القسم األكبر من الناخبين األمريكيين نحو ) المذكورين خسروا في االنتخابات وإيديولوجي، ولم يؤد هذا اليمين، معتمدة على أسباب ذاتية وموضوعية ذات طابع اجتماعي واقتصادي وسياسي

لقد ظهرت فعاليات المنظمات . فقط الفوز الحزب الجمهوري في االنتخابات بل كفل له معظم مقاعد مجلس الشيوخالمرتبطة في االستخبارات ضمن حملة الحزب الجمهورية كأحد ضغوط األوساط المحافظة فقط اال ان هذا ال

العتبار ان هذا التدخل في الصراع بين االحزاب من قبل القوى التي تمثل يخفض من أهميتها أبدا إذا أخذنا بعين القد أدى عدم ديبلوماسية إدارة المخابرات . مطالب التجمع االستخباري لم تعرضه اية حملة انتخابية قبل ذلك

لى شرخ كبير، لقد المركزية والدوائر المجاورة لها في تجاهلها لواجباتها الوظيفية في عالقاتها مع األحزاب، أدى إاكتشفت سابقة، يمكن ان تتكرر في أية حملة أخرى وخاصة ان أعضاء التجمع االستخباري اكتسبوا خبرة كبيرة

وذاقوا طعم النصر ولقد اعاد كيسي الكثير من أعضاء إدارة المخابرات المركزية الذين سرحهم ١٩٨٠عام .شليسينجر وكولبي وتيريز

١٥٢

قالية ت أمنت الحملة االنتخابية لممثلي الدوائر االستخبارية قيادة مجموعات ريغان االن"كوفيرت أكشين"كتبت مجلة وانصارهم مناصب مختلفة في إدارة وفيما بعد شغل أعضاء هذه المجموعات . األربع في نطاق السياسة الخارجية

لتي دفعها قدما رجال اإلعالم، الذين كانوا أبطال عمليات إد ارة المخابرات المركزية في ريغان لعبت الحركة الباردة"اإلعالم الجماهيري، بعثت هذه الحركة من جديد عن طريق نشر أخبار وتزوير وخداع ومعلومات " الحرب ا

ا ستحتل مكانة بارزة في هكانت هذه المواضيع تتصدر دائما قائمة األعمال وال شك أن .مخصصة لبث الرعبفت مجموعة ريغان االنتقالية في مجال االستخبارات التي تزعمها وزير وق)". ٦(األعالم خالل السنوات القادمة

ورفع كافة " االعتماد على العمليات السرية التخريبية في الخارج ةفينديندروف إلى جانب زياد. البحرية األسبق جترحات التي ، وعلى المق"هيريتاج"العوائق من طريق االستخبارات فورا لقد أستندت في ذلك على تقرير صندوق

.أعدها معهد غوفير لشؤون الحرب والثورة والسالم التابع لجامعة ستيفوزو، والمقرب جدا من ريغان عاليا، فقد طرح عليه العديد من المناصب في اإلدارة اكيسي في الحملة االنتخابية تقدير. قدرت جهود أو

لثانية ترأس كيسي . مركزيةولكن كيسي فضل أن يصبح مديرا إلدارة المخابرات ال.الجديدة أثناء الحرب العالمية االعمليات إلدارة المصالح التجسسية في مسرح العمليات الحربية في اوربا، وشارك مع مدير إدارة المصالح

دونوفان في إعداد خطط تأسيس االستخبارات المركزية وعمل سنوات طويلة في المحاماة في . التجسسية أوم وقد عينه ن. وولستريت يكسون نائبا لوزير الخارجية للشؤون اإلقتصادية ومديرا لبنك االستيراد والتصدير، في عا

. ضمه نيكسون إلى المجلس االستشاري للرئيس لشؤون االستخبارات الخارجية١٩٦٩فيما . إنيمان، الذي ترك من أجل ذلك منصب مدير هيئة األمن القومي. وقد اختار كيسي كنائب أول له األدميرال ب

لبحرية وادارة استخبارات وزارة الدفاع غولدووتر رئيس لجنة . وقد رحب ب. بعد ترأس إنيمان استخبارات القوى ا .مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات بتعيين انيمان واصفا إياه بالخبير البارز في مجال االستخبارات

م يكن هناك ما ينذر بخالف بوش ترك في لينغلي.إذا أخذنا بعين االعتبار ان نائب الرئيس ج انطباعات جيدة فانه لاال ان أول فضيحة بعد استالم الحزب . وسوء فهم بين البيت األبيض ومجلس الشيوخ وادارة المخابرات المركزية

لقد أظهرت هذه الفضيحة ان القيادة الجديدة بالغت في . الجمهوري السلطة أثيرت حول إدارة المخابرات المركزيةعلى حماية التقاليد لمدير إدارة المخابرات المركزية ورئيسا " الحرس البريتوري"اها واستهترت باصرار تقدير قو

داالس . كنين فقد شغلها أمكانت هذه الوظيفة مقتصرة على رجال االستخبارات المت. لفرع العمليات االستخباريةية ان هيود جيل خطط للعديد من االنقالبات كتبت الصحافة األمريك. كولبي وغيرهم.هيلمس و أو. بيسيل ور. ور

د الثورة الليبية معمر القذافي وعدد من القادة األجانب .في دول العالم الثالث ونظم محاولة إلغتيال قائث المبدأ كان هيود جيل مالئما لبالط إدارة المخابرات المركزية ولكنهم لم يقبلوه، وأكثر من هذا فلم يحبه يمن ح

لسابق. ووترانيمان وغولد .ان يدا خفية أزالت المكائد المالية التي نفذها هيود جيل في اإال انه بعد استقالة هيود جيل، انبرى عدد من الصحف والمجاالت لنشر كل مخالفات تبسي السابق للقوانين وكذلك

م المغامرات ي نية السيناتور كان ف. عمله كمستشار حقوقي لدى إحدى الشركات التي تملك عالقات سرية مع عالم . غولدووتر تقيم استقالته لكيسي ولكن دخل ريغان منعه من ذلك. ب كتبت الصحافة ١٩٨١وفي صيف عا

١٥٣

وقد اعتبرت المجلة . بوابة الماء" ووترغيت"بها لـ شت" بوابة إدارة المخابرات المركزية"األمريكية عن فضيحة وترك كيسي وشأنه " الصحو"لتوجه للمشرعين والمجالت بعدوة ان من المنطقي ا" إيكونومسيت"اإلنكليزية المحافظة

).٧( إلدارة المخابرات المركزيةهوعدم ضرب النهج الذي وصففيما بعد أصبحت المجموعات في . من غير الممكن تفسير الصراع المندلع في واشنطن فقط باعتبارات سلوكية

لسياسة الخارجية بين مجلس األمن القومي وادارة معسكر المحافظين بعضها بعضا بغية االحتفاظ بالقرار في أمور ا ).٨(المخابرات المركزية ووزارة الخارجية والبنتاغون كانت جوهر الصراع حول عقلية رونالد ريغان

في هذه الحرب الداخلية لم يعط ريغان األفضلية ألي طرف ولكن تقديره لكيسي معروف تماما من خالل مقابلة ان كيسي رجل موهوب ومجرب ال يجاريه في ذلك أحد إنه : "١٩٨١في شباط " رو ـ ملغيزينفيغا"أجرتها معه

، اال ان رياحا معاكسة هبت من جهة القوى المنافسة "مناسب تماما لشغل منصب حساس كهذا في هذا الزمن الحرجم على كيسي لقب ي تتمتع بصالحيات غير الشخصية الخبيثة والقاسية، الت"على السلطة فمثال أطلقت مجلة تاي

)".٩(والمستعد دائما الستخدامه آلة االستخبارات حسب ما يراه مناسبا" "محدودة منحه إياها الرئيسطبعا كانت مجلة التايم مستعدة لتأييد كل ما تنفذه إدارة المخابرات المركزية في الخارج اال انها تذكرت الحملة

م . نافسين السياسيينم الذين أظهروا قدرة فائقة في التأثير على الاالنتخابية والدور لعبه كيسي وجماعته في صيف عالقد آلت . ١٩٨٠للرئيس كارتر أثناء االنتخابات عام "الوثائق العملية افتضحت عملية مئات الصفحات من ١٩٨٣

صرة كارتر، مما هذه الوثائق إلى مرشح الحزب الجمهوري وساعدته أثناء المناقشات على شاشة التلفزيون في محا .زاد حسب رأى المختصين في تراجع شعبية الرئيس

لتجسس السياسي إلى إحدى اللجان الفرعية في مجلس نواب الكونغرس . كتب ج. أسندت مهمة دراسة السرقة والة وليم كيسي، المدير الحالي إلدارة المخابرات المركزية حصل لبيت األبيض في رسا بيكر مدير جهاز موظفي ا

وقد رد كيسي أنه ال يذكر شيئا وال يعرف شيئا، وأطلقت )". ١٠(وثائق كارتر قبل المناقشات التلفزيونيةعلى األمن وتبين فيما بعد ان السرقة بمجلس ). تشبها بـ ووترغيت(الصحافة األمريكية على ماحدث اسم ديباة غيت

تفصل بين ووترغيت وديباة غيت تغيرت اهداف القومي الذي عاصر كارتر والتي تتعلق قبل كل شيء باألزمة التي .التجسس السياسي جذريا فقد أصبحت أهدافه المباشرة الرئيس وحكومتهففي السنوات األولى لقدومه إلى لينغلي . أثارت هذه الفضيحة من جديد االهتمام حول الشؤون المالية لكيسي

عقد إدارة المخابرات المركزية للشركات التي كان لقد قدم كيسي . مليون دوالر١٢ إلى ٦تضاعفت ميزانيته من مساهما بها أو على عالقات معها مخالفا بذلك القوانين، واستخدم معلومات إدارة المخابرات المركزية وخاصة ما

لبورصة ، نذكر أنه عندما تكشفت ١٩٨١وعودة إلى صيف عام . تعلق منها بحالة أسواق النفط في األالعيب الحاقه بهيود جيل، ولكن الرئيس أبقى على الوقائع الخف ية في حياة كيسي، طالبت الصحافة البيت األبيض بعزله وا

نه وليس هذا هو سبب الصفح عن أخطائه المالية بل أل. ١٩٨٣ وعام ١٩٨١مدير ادارة المخابرات المركزية عام وللعلم فإن كيسي قضى أكثر منتصف المحرك االساسي لسياسة واشنطن الخارجية، ولعب دورا حاسما في تنفيذها،

١٥٤

م (أحد هذه الزيارات السرية إلى جمهورية جنوب افريقيا . فترة عمله في جوالت تفتيشية في الخارج خريف عالجنوبية) ١٩٨٢ .أصبحت مكشوفة نتيجة األخبار التي أوردتها الصحافة االفريقية ا

لتي نفذها بجيزنيسكي فإن عددا من شخصيات الحزب خالفا لبدايات كارتر التنظيمية مع التجمع االستخباري التي بدت الجمهوري أراد ان يكون في مركز الرقابة على االستخبارات ظهرت هذه االمكانيات نتيجة المستجدات افي عمل البيت األبيض كان القاسم المشترك لكافة الجلسات االستخبارية الصباحية للرئيس التي كان يعقدها مساعده

عندما أصبح ميز محل ثقة الرئيس وباعتبار مدير .ميز. كان مستشار الرئيس إي. ألين. ألمن القومي رلشؤون ابرامج السياسة الداخلية، حصل على الصالحيات في التصرف بجاز دالين وأصبح عضوا نظاميا في مجلس األمن

. خبارية الصباحية وأحيانا نائبه روفجأة أصبح وزير الخارجية الكسندر هيغ يحضر جلسات الرئيس االست. القوميلقد تحولت الجلسة االستخبارية إلى جلسة . كالرك، وأخيرا قرر اإلنضمام إليهم وزير الدفاع كاسبار واينرغر

كانت المواد الرئيسية في الجلسة االستخبارية تصدر عن إدارة . مناقشة بل إلى مجلس مصغر لألمن القومي .يبعث انتقادها من قبل كبار المعلقين السرور في نفس كيسيالمخابرات المركزية التي لم

بعد مضي سنة على هذا قرر ريغان الغاء الجلسات الصباحية وقرر ان تقدم إليه نشرة إخبارية مكتوبة أو قرر كذلك دوالر من صحيفة ١٠٠٠(إعفاء ميز من وظيفته كوصي على مجلس األمن القومي الذي كان يقبض الرشاوي

كالرك . تشير الصحافة األمريكية أنه سرعان ما تبدت عقيدة و. كالرك من وزارة الخارجية. وحل محله و)يابانيةبعد . بسهولة فهو يعتقد أنه يجب اال تكون هنا اية عراقيل ما في إدارة المخابرات المركزية والتجمع االستخباري

. ئيس لشؤون األمن القومي ونائب كالرك السابق رانتقال كالرك إلى وظيفة وزير الداخلية حل مكانه مساعدا للر .ماكفرلين عضو األمن القومي في عهد نيكسون وفورد

كالين ان ريغان وكيسي لم يحدثا تغيرات جذرية في منظومة قيادة الهيئات االستخبارية التي تكونت في عهد يعتقد - Senior niter( القومي فورد وكارتر، والحقيقة أنه اسست ثالث مجموعات تابعة لمجلس األمن

Departmental groups ( مجموعة السياسة الخارجية برئاسة وزارة الخارجية وزير الخارجية ومجموعةالسياسة العسكرية برئاسة وزير الدفاع ومجموعة االستخبارات برئاسة مدير إدارة المخابرات المركزية، وكانت

اال انه يجب األخذ بعين االعتبار انه في الستينات قامت . هاتتبع كال من هذه المجموعات بمجموعات أصغر منلم يكتب محاوالت لتشكيل مثل هذه المجموعات وكانت في معظمها مؤقتة، لدراسة األزمات والقضايا الدولية إال انه

. النجاحلهاص القسم األكبر صدر عن الرئيس ريغان األمر التنفيذي المتعلق باالستخبارات الذي خص١٩٨١في كانون األول

لقد سما أكثر وأكثر بعد . مما يؤكد أهمية كيسي في إدارة ريغان. منه لتعداد مهام إدارة المخابرات المركزية .١٩٨٢استقالة اينمان في منتصف عام

م يراه مناسبا في إدارة المخابرات المركزية، صرح ردا على سؤال وجهته صحيفة نيويورك تايمز حول ما للقد اصبت بخيبة أمل من المكائد البيروقراطية لبعض الشخصيات سواءا في الحكومة أو في الكونغرس : "إينمان

لبية العتبارات حزبية سياسية في عدد من المقابالت . كان هذا سهما موجها ليكسي)" ١١(الذين كانت كل نشاطاتهم ت

١٥٥

د تركيز جهود إدارة . كيسيالصحفية مع مختلف الصحف األمريكية وضح انيمان الفوارق بينه وبين كان يؤي المخابرات

د السوفييتي ودول المنظومة االشتراكية دون إهمال المركزية لجمع وتحليل المعلومات المتعلقة قبل كل شيء باالتحا

من المعلوم أن كيسي وواينبرغر طالبا الرئيس بإلحاح إلتحاد كافة . الدول النامية وطليعة الدول الرأسماليةوقد أدت هذه التصرفات إلى ). ١٢(ءات التي من شأنها عرقلة مد خط الغاز السيبري إلى اوربا الغربية االجرا

لم يكن التجمع االستخباري على اطالع حول الوضع : "صرح انيمان تعليقا على هذا. معارضة دول أوربا الغربيةي في هذه الدول بالذات هو الذي كان يملي رد االقتصادي لفرنسا والمانيا الغربية وانكلترا، ولكن الوضع االقتصاد

فعلها على عقوبات واشنطن، أما ما كان يعرفه التجمع االستخباري فلم يحاول إيصاله إلى مهندسي السياسة، الذين كانوا بحاجة إلى معلومات مفصلة ليتمكنوا من اتخاذ قرار في هذا مسؤولية كيسي عن الخالفات بين الواليات

لقد أكد كيسي متذرعا ان تقديرات إدارة المخابرات المركزية أفادته ان هذه العقوبات . أوربا الغربيةالمتحدة ودول .ال تعرقل مد خط الغاز السيبري

ان أهم المشاكل التي ستتعرض لها بالدنا في نهاية الثمانينات : "ومما يلفت االنتباه انتقادات إنيمان، فقد صرحة على الثروات والخيرات الطبيعية وأسواق الترويج في العالم غير المستقر، حيث والتسعينات هي مشاكل المنافس

. …من الممكن نشوء الخالفات البسيطة في تلك المناطق والعالم التي ال يوجد فيها اآلن عمليا أي نشاط استخباري )".١٤(ان نشاطنا يجب ان يكون واسعا لدرجة التبؤ باألزمات قبل وقوعها

لتمكن من تنفيذ المهام المنوطة بهاكان انيمان انتقد انيمان دوباالضافة الى ذلك فق. يؤيد زيادة موازنة االستخبارات لإنهم يعتقدون ان هذه االستراتيجية من وجهة نظر ".كوفيرت إكشين"ومؤيدوه ولع كيسي غير الطبيعي بعمليات

. تيريز. من الواسع ويتفق مع انيمان في هذا اراالهتمامات البعيدة المدى بالنسبة ألميركيا تعوض في درجة أقلكالين وغيرهم من األعضاء السابقين في إدارة المخابرات المركزية، وهم يؤيدون تأمين المعلومات . وإلى حد ما ر

لتجارية التي تعاني من منافسة الدول االقتصادية السرية ال لهيئات الحكومة فحسب، بل ولألوساط المالية واد مكانة مثل هذه اآلراء في ظروف سرعة تبدل اآلراء المحافظة التي ألحت . ة األخرىالرأسمالي هل يمكن تحدي

برأينا ان ذلك ممكن ولكن مع االخذ بعين االعتبار التجرد الذي … ات نعليها تجمعات مختلفة في بداية الثمانيمن في "وحة تخطيطية تحت عنوان أوردت مجلة نيوزويك ل١٩٨١شباط ٢ففي عدد . اقترحته الصحافة األمريكية

.كان في وسطها صورة ريغان وحوله رسوم رمزية ألهم ميزات خمس مجموعات" اليمينليمين القديم"و" غير المحافظين"كان أربعة منهم وهم يتمسكون بآراء موحدة في " اليمين الديني"و" اليمين الجديد" "ا

ة، االستراتيجية العسكرية الواسعة السياسة الخارجية المعادية قضايا العالمية كالتفوق العسكري للواليات المتحدلتي أسمتها نيوزويك.للشيوعية وغير ذلك فقد كانت تعتبر ان " مؤسسة الحزب الجمهوري" "أما المجموعة الخامسة ا

ركة لهذه يمثل القوى المح" لتحسين جو األحتكار ودعم الشركات األمريكية في الخارج واالنفراج المراقب"األفضلية لتجارة األمريكي والرابطة القومية لرجال الصناعة ويمثلها في الكونغرس زعيم أغلبية ال زب حالمجموعة مجلس ا

١٥٦

يمكن القول بشيء من التحفظ ان آراء انيمان تعكس مطالب ما سمي . بيكير. الجمهوري في مجلس الشيوخ جلجديد"تلبي رغبات أخرى وخاصة لوقت كانت استراتيجية كيسي ابالمؤسسة الجمهورية، في نفس ليمين ا الذي كان " ا

كان اليمنيون . بمثابة بوقهم الفكري والذين يلتف حولهم منظمات التجمع االستخباري اللوبية" هيريتاج"صندوق دائما في طليعة القوى الرجعية التي عملت لمنع الواليات المتحدة األمريكية من توقيع معاهدة الحد من "الجدد د السوفييتي قامت هذه المجموعات بنضال فكري من أجل عقالنية ريغان وبشكل األسل حة االستراتيجية مع االتحا

لتأثير على صياغة سياسة البيت األبيض أما ما يتعلق بادارة المخابرات المركزية فإن كل المجموعات أدق من أجل ابالنسبة لنشاط إدارة المخابرات المركزية كانت اليمينية، مع بعض الفوارق في تقدير أهمية هذه األمور أو تلك

راضية عن تعزيز دور التجمع االستخباري في تحقيق السياسة االمريكية، وكانت العالمة الدالة على ذلك خطاب .١٩٨٢ حزيران ٢٤الرئيس ريغان في لينغلي في

األمريكي في البرلمان البريطاني وقد تحدث الرئيس . سبق هذا الخطاب جولة للرئيس ريغان في دول أوربا الغربيةلتي ستكون موجهة "أثناء وجوده في لندن ودعا الحلفاء الغربيين لإلشتراك في الحملة الصليبية من أجل الحرية وا

ال باردا من قبل األوساط الشعبية . ضد االتحاد السوفييتي ودول المنظومة االشتراكية وقد قوبل الرئيس ريغان استقبا ".الدول الغربيةوالسياسية في

وتضمن خطاب . ضد الشيوعية" الحملة الصليبية"أما في لينغلي فكان الوضع مختلفا حيث قرر ريغان وطور أفكار ريغان برنامج الحرب السرية ضد االتحاد السوفييتي في اإلطار السياسي واالقتصادي والفكري والتي بررت

أنتم موجدون على ": فرسان الرداء والخنجر" ريغان متوجها إلى وقال. بأكاذيب حول السياسة الخارجية السوفييتية .وعليكم خدمة وطنكم سريا وتنفيذ مهمتكم الخاصة… الحد األمامي لهذه الحرب

وأكد الرئيس ريغان أنه ظهرت لدى إدارة المخابرات المركزية في عهده إمكانيات جديدة إلثبات ذاتها على صعيد م وبعد انقضاء حوالي عشر سنوات من االستخفاف واالنتقاد استطعت اعادة بناء اليو: "النشاط السري وأضاف

د األمريكية ان هذ ". العمل ضروري للمحافظة على بقائنا كأمةاهيئاتنا االستخبارية، وهذا يوافق تماما التقاليفسه منقذ االستخبارات األ التي يزعم أنه . مريكيةكل ما ذكر آنفا يقودنا إلى شيء واحد هو أن ريغان يجعل من ن

الحرب الخفية رجاال ونساء ممن إلبطال حررها من اإلزدراء واالحتقار والنقد الالذع ولم يبخل ريغان بالمديح يعملون هنا في إدارة المخابرات المركزية، ولتنفيذ المهام التي أسندها الرئيس أستدعيت مختلف الهيئات الفيدرالية

وساعدهم في ذلك " برنامج الديموقراطية والديبلوماسية الشعبية"االنباء األمريكية لة ووكاوأعدت وزارة الخارجية وجدير بالذكر أن أحد الشخصيات الهامة في إدارة . مجموعة من أعضاء إدارة المخابرات المركزية برئاسة كيسي

المشاريع في ي أنه خصص لمجموعة من. بي. لوكالة يو١٩٨٢صرح في أيلول اسمه ريغان وطلب عدم ذكر إننا ندرس اآلن ما كانت تقوم به إدارة : "وأضاف يقول" إطار الحملة الصليبية مئات الماليين من الدوالرات

".المخابرات المركزية في السابق سرياوكمواجهة شعبية للحملة الصليبية شكلت فورا منظمة من ممثلي الحزب الجمهوري والديموقراطي والنقابات ورجال

روجت أبواق " إيستين"وفي إطار البرنامج الدعائي ". ل والعلماء تحت اسم الصندوق السياسي األمريكياألعما

١٥٧

للعدوانية على األثير ضد دول المنظومة " ١٧والحرية" "أوربا الحرة"و" وصوت أمريكا"محطات : الحرب النفسية .االشتراكية

ووزارة . آ. ي. ار. العديد من اللقاءات لموظفي يو" إيشين"ذكرت الصحافة األمريكية أنه يقام يوميا في مقر ويناقش في هذه اللقاءات المعطيات المقدمة من قبل كافة الهيئات الفيدرالية حول . المخابرات المركزية والبنتاغون

د السوفييتي في الخارج واألحداث داخل االتحاد السوفييتي والدول االشتراكية األخرى ول وبعد ذلك تتح. نشاط االتحا .المعطيات بعد عدادها واضافة بيانات الشهود العيان تتحول إلى وثيقة أساسية لبرنامج إذاعي

لقد نشطت بشكل خاص الحملة المعادية لبولونيا، فقد تلقت الدوائر الخاصة األمريكية امرا بتصعيد نشاطها بعد صرح ممثل البيت . ات البولونيةوبسبب اجراءات السلط. ١٩٨١إعالن الطوارئ في بولونيا في كانون األول

لة جاهزية ع األبيض ان التجمع االستخباري وضع م البيت افي حا ليه وانسجاما مع أهداف الحملة الصليبية، قالسياسية الخارجية، وتحديدا شكلت مجموعة مؤقتة للتخطيط الخاص ١٩٨٣األبيض شتاء عام لية الدعاية ا بإعادة آ

الهدف األساسي الصراع ضد الحركة غير العسكرية في انك)" ١٥(ات المركزيةبمشاركة ممثلي إدارة المخابريؤكد نشر الصواريخ النووية االميريكية أوربا الغربية والواليات المتحدة وتكوين رأي عام في أوربا الغربية

. وإيطاليا وغيرها من الدول االوربية الغربيةاوانكلترالمتوسطة المدى في ألمانيا استنادا إلى اقوال شخصيات رسمية في المكتب االداري " نيويورك تايمس ماغزين"ويمان في مجلة تا. صرح ف

وتأكيدا لذلك يورد الصحفي )". ١٦(ة تعتبر أسرع الهيئات الفيدرالية نموا يإدارة المخابرات المركز"والمالي أن المركزية رفعت هذه المخابرات نية إدارة وبسبب التضخم المالي في ميزا١٩٨٣ففي العام المالي . بعض المعطياتوبهذا تفوق إدارة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع التي . مليار دوالر٢حتى اقتربت من % ٢٥الموازنة بمقدار

وكما إدارة المخابرات المركزية فإن الهيئات االستخبارية األخرى تعاني من الطلب، % ١٨ارتفعت ميزانيتها بمقدار لحديثة وزيادة حجم اإلنتاج الصادروتوسع هذه . الهيئات كوادرها وتعتني بالتقنيات ا

في . تقريرا استخباريا قوميا في مختلف القضايا١٢في عهد كارتر كانت إدارة المخابرات المركزية تصدر سنويا لتقديرات ). ١٧ (٦٠ ـ ١٩٨٢ تقريرا منها وفي عام ٣٦ صدر عن لينغلي ١٩٨١عام ترد إلى الرئيس كانت هذه ا

ومجلس األمن القومي ورؤساء الهيئات الحكومية وكانت تهدف إلى تكوين قاعدة متينة لنهج ريغان في مجال

تخريبية ١٧ دارة المخابرات المركزية في مطلع الخمسينات وكانت دائما تبث " الحرية"و" اوربا الحرة" أسست المحطات ال من قبل إ

ذاعات العالمي مبير، وفي مطلع الستينات نقلت هذه المحطات إلى مجلس اال. لنائب رئيس فرع العمليات االستخبارية اآلنف الذكر لالذي أسس خصيصا لذلك من قبل كونغرس الواليات المتحدة األمريكية يعتقد الصحفيون األمريكيون واالوربيون الغربيون ان العالقات

.المؤلف.(بين إدارة المخابرات ومربيها لم ولن تنقطع (

١٥٨

د كيسي . ويؤكد ف١٨السياسة الخارجية ناويمان ان العديد من الديبلوماسيين في وزارة الخارجية يعتقدون ان السيد السوفييتيوهيئته يذهبون بعيدا في تبرير حملة إدارة ريغ من أجل هذا كله يصوغون . ان السياسية حيال االتحا

لسياسية ويذكر ان المراقبين في واشنطن )".١٨(التقديرات االستخبارية ويتخذون المواقف اآلنية في مختلف القضايا السياسةيؤكدون ان كيسي فاق كثيرا األدميرال تيريز في التزوير السياسي للوثائق االستخباري ة الخارجية لخدمة ا

الجهاز الذي يعد التقديرات . فمثال جذب كيسي إلى قيادته من فرع المعلومات. والعسكرية للبيت األبيض .االستخبارية الوطنية والمرتبط عادة بآلية المعلومات والتحليل مما جعل أكثر طاعة للبيت األبيض

مما شكل عمليا والدة جديدة . ت االستخبارية وقد شكل في إدارة المخابرات المركزية المجلس الوطني للمعلوماكان وليم كولبي قد استبدل هذه اإلدارة باثني عشر محلال محنكا وكان كل (إلدارة التقديرات االستخبارية الوطنية روين ورئيس . وقد قدم ممثل المجلس الوطني للمعلومات االستخبارية ج). منهم مسؤوال عن اقليم أو وظيفة معينة

د السوفييتي بقسم ت هورين وغيرهم من ممثلي إدارة . ولش ورئيس قسم االقتصاد السوفييتي ج. حليل االتحاالمخابرات المركزية قدموا للكونغرس تخمينات عن االقتصاد السوفييتي ونفقات الدفاع السوفييتية واقترحوا في نفس

د القوة العسكرية األمريكية ١٩٨٤لب وزير الدفاع األمريكي شتاء وللمقارنة فقد ط. الوقت مبررات لتصعي . مليار دوالر١٢٣,١ مبلغ ١٩٧٧رامسفيلد شتاء . مليار دوالر بينما طلب مثيله د٣٣١تخصيص ميزانية قدرها

خالل العامين االولين في إدارة ريغان، كان كبير اإلخصائيين في شؤون الشرق األوسط لدى مجلس األمن القومي لوتفي مجارف ريغان وبوش "شير في كتابه . كتب الصحفي ر١٩٧٦عام " ايعاز ـ ب"بايبس، الي قاد عملية . ر

بمبادرة بايبس انتشر مبدأ ان الروس يرفضون التوازن االستراتيجي ومصرين على بدء الحرب ": "والحرب النووية للنوايا السوفييتية، ان التقدير القائم..حهذا الذي روج له فيما بعد ريغان وبوش والمعتمد في التسلي. النووية

وباصرار بوش والذي اعتبر كاكتشاف لالستخبارات كان من شأنه تغيير الجو " ايعاز ـ ب"المتضمنة في ابحاث لتسليح )".١٩.(…االستخباري والرقابة على ا

باورس الذي يتمتع .ويؤكد ذلك ت. لقد حددت نزعة فرض التشاؤم النشاط التحليلي إلدارة المخابرات المركزيةباحترام أوساط االستخبارات االمريكية والذي اعترف ان تقديرات إدارة المخابرات المركزية والذي اعترف ان

م . تقديرات إدارة المخابرات المركزية ليست موعية ان حدسي يقول ان المتشائمين : "١٩٨٢كتب باورس في عاال يستعملونه ستارا لإل. غير محقين انهم ينظرون إلى االنفراج كأفضل . عداد للحربفالروس يؤيدون االنفراج وهم

إن مجرد التفكير بأن الروس مستعدون لبذل كل شيء مقابل ان يحملونا خسائر أكبر يعتبر . وسيلة لتجنب الحربالحرب "ضرب من الجنون أعتقد أننا نشهد عودة للخمسينات من حيث ان المتشائمين يعززون قواهم إلعادة جو

)".٢٠(دت منها الهيئات العسكرية واالستخبارية الرقابة عن نفسها، التي أبع"الباردة

االمكانيات السوفييتية االستراتيجية . يورد تاويمان عن اقوال كيسي موضوعات بعض التقديرات االستخبارية القومية١٨توازن القوى في . الحركة االوربية من أجل السالم. احتماالت تأثير وجدوى التحالفات التجارية ضد االتحاد السوفييتي. والدفاعية

.المؤلف. (يرهاالحرب اإليرانية ـ العراقية، آفاق النزاع في جنوبي افريقيا وغ. الشرق األوسط، األزمة المالية في المكسيك (

١٥٩

ونسوق مثال فقط . كان التجمع االستخباري وخاصة إدارة المخابرات المركزية يحاولون عرقلة انفراج التوتر الدوليير االنفراج إجراء أثناء فترة رئاسة نيكسون نشرت إدارة المخابرات المركزية االنكليزية، اعتبر هذا التقر. على ذلك

تكتيكيا يستخدمه االتحاد السوفيتي والدول االشتراكية لخداع الغرب واستخدام هذا الظرف لمد االتحاد السوفييتي م يكن معدو هذا التقرير راضين عن عدم . والدول االشتراكية لخداع الغرب واستخدام هذا الظرف لمد هيمنته ول

نه أعجب ريغان الذي وافق على تقديرات إدارة المخابرات المركزية هذه على اهتمام نيكسون وفورد وكارتر به ولك ).٢١(حد قول إيفاش ونوفاك

الموجه ضد الديموقراطيات الغربية " االرهاب الدولي"وجدير بالذكر ان إدارة ريغان قامت بحملة واسعة حول وأخرج ١٩ قبل إدارة المخابرات المركزيةأعدت هذه االفتراءات من. والذي تشجعه موسكو وهافانا وبرلين وغيرها"

كان أحد أهداف هذه الحملة التي وصفت حركات التحرر . بايبس وزير الخارجية الكسندر هيغ. هذه المسرحية راالمبريالية "هو صرف األنظار عن أن " لو تاتابير البانشي"وكما ذكرت المجلة االيطالية . الوطنية باإلرهابية

امتداد عشر سنوات استراتيجية االرهاب مستخدمة في ذلك إدارة المخابرات المركزية األمريكية تنهج وعلى )".٢٢(ووسائل أخرى

ة وفي مقدمتها إدارة ييميز باحثو االستخبارات األمريكية بين شكلين من االرهاب الذي تنظمه الدوائر الخاصة الغرباليا في سلفادور وغواتيماال، حيث تقوم المجموعات أوال ـ اإلرهاب الجماعي، كما يحدث ح. المخابرات المركزية

.الفاشية بتغطية من واشنطن بنهج سياسة االجرام ضد شعوب هذه الدوللباصات والسيارات . وثانيا االرهاب الفردي، تفجير الطائرات في الفضاء، والسفن في عرض البحر والقطارات وا

لسياسية التواغتيال وقتل الشخصيات االج بارزة واختطاف الشخصيات المعروفة، وغير ذلك يموه منظمو ماعية وااالرهاب الفردي نشاطهم تحت ستار إظهار غيرتهم الدينية والوطنية أو الحرب األهلية أو زيادة الفوضوية وسط

ال بذور أو إدخ" الهادئة"ووالدة الخاليا اليمينية المتطرفة أو اليسارية المتطرفة في المجتمعات البورجوازية ! الشباب الدموية تقود إلى إدارة المخابرات آلثارن فإن اياال انه مهما قيل في االرهابي. االرهاب إلى الدول االشتراكية

بعد عدة أشهر من قدوم . المركزية وشركاتها الذين ينسقون نشاطهم في إطار الناتو وغيره من التحالفات العدوانيةإدارة المخابرات المركزية للتحالف مع األنظمة الفاشية والمجموعات تستعد : "أندرسون. كيسي إلى لينغلي كتب ج

لتخريبية في العالم أجمع ان هذا يقودنا إلى التآخي المقيت مع … المعادية للشيوعية لتنفيذ العمليات السرية التقزز تجاههم.…المتطرفين الشاذين وسع الديكتاتوريات أحس وقد). ٢٣(، حتى مع اإلرهابيين الذين نشعر با

م . الصحافيون األمريكيون بخطة إدارة المخابرات المركزية إلغتيال قائد الثورة الليبية معمر القذافي وبغية التعتيعلى هذه العملية القذرة سربت إدارة المخابرات المركزية إلى الصحافة خبرا مفاده ان مجموعة من اإلرهابيين

هذا االفتراء كان بمثابة حجة لالنتقام من . دف اغتيال الرئيس ريغانالليبيين دخلت الواليات المتحدة األمريكية به .ليبيا اعتمادا فقط على واقعة واحدة وهي دخول مجموعة من اإلرهابيين الليبيين إلى الواليات المتحدة

دارة المخابرات المركزية: للتفصيل أكثر انظر١٩ .المؤلف. (١٩٨٢وثائق شواهد،وقائع موسكو : اإلرهاب الدولي وا (

١٦٠

قي في الثمانينات أصبح بديهيا أنه في أي مكان يظهر ستار من سحب االرهاب الدولي يجب توقع االرهاب الحقييتجلى ذلك بوضوح في أمريكا . الذي تقف خلفه استراتيجية العمليات التخريبية السرية إلدارة المخابرات المركزية

": فورينبوليسي"شولتس في المجلة الفصلية . في معرض وصفه لمناورات إدارة ريغان كتب الصحفي ن. الوسطى ".تبدو المغاالة في االرهاب شيئا فشيئا سحابة فارغة"تبدو سياسة الواليات … رار اإلدارة باستخدام كافة الوسائل لمساعدة أنظمة أمريكا الوسطى لتحطيم القوى اليساريةق

).٢٤(المتحدة الجديدة عالمة تأييد للقوى اليمينية المتطرفة في كافة انحاء أمريكا الالتينيةم انقالبا عسكريا وفي الثمانينات هبت ١٩٥٤لنأخذ غواتيماال، حيث نظمت إدارة المخابرات المركزية فيها عا

لتي أبادت في السنوات األخيرة أكثر من ثمانين ألف مواطن الحرب الفدائية ضد الطغمة العسكرية االرهابية االسياسية األمريكية، في أمريكا الوسطى وكوبا حتى العام "جاء في وثيقة مجلس األمن القومي المسماة . بريء

زيادة نفقات احتياطات إدارة المخابرات المركزية السافر في شؤون السلفادور، " " االجمالية، الوثيقة١٩٨٤الحالي أرادت إدارة المخابرات المركزية دفع عملية : "تشهد رسالة كيسي المنشورة في نيويورك تايمز والتي جاء فيها

لسلفادور ا سمي بالجمعية الدستورية والتي لم١٩٨٢ آذار ٢٨كان الحديث يتعلق بانتخابات ). ٢٦(االنتخابات في اجرت في جو من االرهاب الجماعي وتخويف الناخبين وانتهت بانتصار ممثلي أكثر السياسيين رجعية والمرتبطين

. من المعلوم ان األحزاب السياسية لحكام السلفادور تقوم على أموال إدارة المخابرات المركزية. بالطغمة العسكريةم مليون دوالر لضمان فوز خوسيه نابليون دوارتي في انتخابات ٢رة المخابرات المركزية انفقت إدا١٩٨٤في عا

.الرئاسة في السلفادورتقوم طائرات التجسس التابعة إلدارة المخابرات المركزية بالتحليق فوق المقاطعات والمناطق التي يشرف عليها

كما ان إدارة المخابرات . والجبهة الثورية الديموقراطيةثوار جبهة التحرير الوطنية،التي تحمل اسم فارابوندوماريالمركزية تدير وسائل اإلعالم في السلفادور وتقوم بحمالت تضليل للسكان الذين ال يتجاوزون الخمسة ماليين نسمة

سبيكر، مزودة بمدافع سريعة اإلطالق مع ١٣٠وقد أعدت إدارة المخابرات المركزية طائرات من نوع آرز ).٢٧(ها للهجوم على تشكيالت الفدائيينطواقم

التي يقودها طيارون سلفاداريون حسب اتفاقيات مع إدارة " ١٣٠. آر"تشير الصحافة األمريكية ان طائرات عداء ألالمخابرات كانت تطير من مطارات السلفادور التابعة إلدارة المخابرات المركزية وتنقل الذخائر والقنابل

لنظرعن تدخل الطغمة الموالية ألمريكا في الصراع ضد نيكاراغوا، فإن قضايا .الثورة في نيكاراغوا وبغض اسلفادور بالذات وضعت في مركز االكاذيب التي بدأت إدارة المخابرات المركزية الحرب غير المعلنة ضد شعب

. نيكاراغوا من أجل تغطيتهاثوار السلفادور عن طريق هندوراس، وسعت إدارة القادمة من نيكاراغوا إلى " ايقاف تدفق األسلحة"تحت ستار

عميل ) ٢٠٠(وتشير الصحافة األمريكية انها توجه إلى هندوراس . المخابرات المركزية نشاطها في هندوراسلسابقين(من أعضاء إدارة المخابرات المركزية ) ٤٠(إلدارة المخابرات المركزية و ) االستخبارات العسكرية ا

١٦١

ـ واقيم على طول الحدود بينهن دوراس ونيكاراغو في أراضي هندوراس أكثر من عشر استؤجروا بعقود خاصة .ما يسمون في أمريكا الوسطى اعداء الثورة من جماعة الديكتاتور سوموزا" كونتراس"قواعد

مليون دوالر ٢٠، صدقت إدارة ريغان خطة سرية إلدارة المخابرات المركزية لصرف ١٩٨١في كانون األول كان الهدف غير الرسمي للخطة قلب أو ضرب الحكومة الساندينية في . في هندوراس" كونتراس" وتدريب لتسليح

من الواليات " كونتراس "٦٠٠٠ كان من نقل إلى هندوراس أكثر من ١٩٨٢حتى منتصف عام ). ٢٨(نيكاراغوم وهذا يفوق بأربع مرات لواء مرتزقة إدارة المخابرات الم. المتحدة والدول األخرى ركزية أثناء غزو كوبا عا

فأسست على أراضي هدوراس " الكونتراس"ولم تنس إدارة المخابرات المركزية إنشاء واجهة سياسية . ١٩٦١ .وهكذا ظهر تهديد جديد لنيكاراغغوا من جهة الشمال. منظمة القوى الديموقراطية النيكاراغوية

لتالية إلدارة المخابرات المركزية تنظيم حتى ربيع . رأس جسر ضد نيكاراغوا قرب حدودها الجنوبيةكانت الخطوة االذين كان من بين قادتهم خونة الثورة من الجالدين،١٠٠٠ اجتمع في أراضي كوستاريكا أكثر من ١٩٨٣عام

" االتحاد الثوري الديموقراطي"قام هؤالء بتأسيس منظمة "أظهروا أنفسهم كديموقراطيين حقيقيين . الساندينية الذين. بتنسيق عملياتهما" االتحاد الديموقراطي" و" القوى الديموقراطية النيكاراغوية" د أقنعت االستخبارات األمريكيةوق

ان " هدفا لغزوات أعداء الثورة من الشمال ومن الجنوب كتبت مجلة تايم ١٩٨٣عندما أصبحت نيكاراغوا عام مؤلفة من خبراء إدارة المخابرات المركزية وممثلي قيادة القيادة الرئيسية للعمليات كانت عمليا في أيد أمريكية ).٢٩(الدائرة العسكرية الجنوبية األمريكية الموجودة في بناما

أما سفير . وكان يتبع لها مقر عمليات يرأسه ممثل إدارة المخابرات المركزية في هندوراس الملقب كارلوس .مل على جر الهندوراسيين للمشاركة في هذه اللعبةفتذكر المجلة أنه ع الواليات المتحدة في هندوراس،

تحولت استراتيجية العمليات السرية التخريبية في أمريكا الوسطى شيئا فشيئا إلى مادة للخالف السياسي المكشوف أما معارضو العمليات ضد . فتزعم كيسي في اإلدارة مجموعة مؤيدي سلوك العنف. في الواليات المتحدة االمريكية

اراغوا في الكونغرس االمريكي فأكدوا حسب ما ذكرته نيويورك تايمز ان حكومة ريغان تقوم بالحرب السرية نيكوأكثر ما كان يقلق المشرعين ان الوضع المتوتر الذي خلقته إدارة ). ٣٠(ضد نيكاراغوا مخالفة القانون الدولي

وضع في كافة أمريكا الالتينية ويؤدي إلى نتائج اعقا يفجر الصالمخابرات المركزية في نكياراغوا يمكن ان يكون من هذه االعتبارات بالذات يجب البحث عن . ال يمكن التكهن بخطورتها على األنظمة المالية ألمريكا في المنطقة

بناء على اقتراح لجان االستخبارات في ١٩٨٢سبب القرار غير العادي الذي اتخذه الكونغرس في نهاية عام لنواب ( هذا القرار يضالمجلسين يق ذ بالموافقة عليه في مجلس ا عضوا ولم يعترض عليه ١١٤الذي صوت عندئ

بمنع حكومة الواليات المتحدة األمريكية من تقديم السالح والدعم للعمليات العسكرية الهادفة لقلب حكومة ). أحد ان موقف المشعين كان مزدوجا، فهم إال) ٣١(نيكاراغوا أو الشعال الخالفات المسلحة بين نيكاراغوا أو هندوراس

يغمضون األعين عن ان البيت األبيض سمى عمليات مرتزقة إدارة المخابرات المركزية ضد تدفق السالح المزعوم كما يعترف نائب رئيس لجنة مجلس الشيوخ لشؤون االستخبارات . من نيكاراغوا إلى سلفادور بالعمليات المزعجة

١٦٢

التفريق بين العمليات المزعجة والسياسة الهادفة إلثارة القلق واإلطاحة بالحكومة من الصعب :"موينهين. ب. د)٣٢."(

كانت نتيجة مراءاة المشرعين الذين لم يخفوا الكراهية تجاه الثورة النيكاراغوية مجموعة من الهجمات الكبيرة ألفي جندي توغلوا إلى عمق نفذت إحداها بثالثة طوابير مؤلفة من . ١٩٨٣في ربيع وصيف عام " للكونتراس"

يبدو ان إدارة ريغان : "لقد أرغم رئيس لجنة مجلس النواب لشؤون االستخبارات كولنبو على القول. ٢٠نيكاراغو ).٣٣(تخالف القانون الذي يمنع العمليات السرية بهدف االطاحة بحكومة نيكاراغوا

رجية في مجلس النواب، وفيما بعد كافة قررت لجان االستخبارات والشؤون الخا١٩٨٣في صيف وخريف عام ولكن في نهاية . المجلس وإيقاف تحويل العمليات السرية التخريبية إلدارة المخابرات المركزية ضد نيكارغوا

وقف مجلس الشيوخ ضد هذا القرار، وبالنتيجة حصلت إدارة المخابرات المركزية على . ١٩٨٣خريف عام كان هذا الخالف، تذكر نيويورك تايمز، دافعا ألولى تحليل عميق . عب نيكارغوااالعتمادات الالزمة لنشاطها ضد ش

ذ عهد لجان تشورتش وابيك )".٣٤(في واشنطن لسلبيات وإيجابيات العمليات التخريبية منعرضت إدارة المخابرات المركزية على أعضاء لجان االستخبارات خدماتها في تنظيم رحالت اطالعية إلى دول

د تمسك أصدقاء لينغلي بالفكرة بينما رفض بعض المشرعين هذه الدعوةامريكا ا م . لوسطى، وق ١٩٨٣في ربيع عاالقى الرئيس ريغان خطابا في االجتماع المشترك لمجلس الشيوخ ومجلس النواب، دعا فيه بشكل خاص إلى رفع

.كافة العقبات امام نشاط االستخبارات في هذه المنطقة، برر الرئيس ريغان في مؤتمر صحفي عمليات إدارة المخابرات المركزية بأن ١٩٨٣ في تشرين األول عام

وأن الواليات ". مطالب الواليات المتحدة األمريكية تؤمن في أحسن صورة عن طريق تنفيذ العمليات السرية" علنا ١٩٤٧قانون عام وبهذا فإن الرئيس األمريكي ألول مرة أقر " تملك الحق للممارسة مثل هذه العمليات"المتحدة ليةكوفتح بذل . الباب الستهتارات ومغامرات جديدة لالستخبارات االمبريا

بتصريحات كيسي أمام لجان الكونغرس لشؤون االستخبارات والتي تنبأ ١٩٨٣كانت الصحافة قد أبلغت في أيار د خائبا في نهاية ذلك العام اال ان العدواافيها بانتصار اعداء الثورة في نيكاراغو . ن الربيعي والصيفي للوصاة ارت

عندها بدأت لينغلي، دون رفض اقتراح التدخل العسكري بتنظيم عمليات الشغب والحرب االقتصادية بهدف اثارة الفوضى في الصناعة والتجارة والمواصالت والزراعة، كما تم الهجوم على المصانع والمعامل ومستودعات النفط

لبحر، مما أوقع العديد موالمحطات الكهربائية لبر وا ددا من الضحايا جوالجسور ومحاصيل البن والقطن من الجو واولكن ذلك لم يفشل ما قرره الشعب فحسب بل زاد اصراره على حماية مكتسبات . البشرية والخسائر االقتصادية

فرسان "ذه الظروف حملت عملياتالثورة الساندينية، معتمدين على القوة الذاتية ومساندة كافة شعوب العالم، في ه

مخابرات المركزية. صرح عضو الكونغرس ب٢٠ لو أمكن للشعب األمريكي التكلم مع شعب : "بيديل مدينا استراتيجية إدارة ال

وم فيه االرهابيون المحليون بأموال دافعي الضرائب األمريكية يقومون بالسرقة والقتل والتنكيل بالنساء نيكاراغوا ذلك البلد الذي يق.المؤلف" (لو أمكن ذلك لطلب ممثال بشعور الذنب العظيم ايقاف هذه العمليات االجرامية. واألطفال (

١٦٣

الرئيس ريغان بناء على اقتراح ماكفرلين وفي إطار ١٩٨٣عا أكثر خطورة في تشرين الثاني بطا" الدرع والخنجر باراضي ١٩٨٤ية الموجهة، وبنتيجة عمليات القلق سمح بتنظيم زرع االلغام عام زمركلالمخابرات اإدارة خطة

وعلى هذا فقط أكدت مذكرة الحكومة السوفييتية إلى الحكومة االميريكية . اناما وهولندهاليابان واالتحاد السوفييتي وب ).٣٥(الواليات المتحدة تطبق عمليا سياسة االرهاب الدولي"ان ثار الخرق الفاضح للقانون الدولي وحرية تنقل السفن السخط والغضب في دول اوربا الغربية والواليات المتحدة أ

ومن جديد برز أمام المشرعين السؤال حول وقف . جلس الشيوخ والنواب قرارا بمنع زرع االلغامواتخذ م. نفسهام .في هذا الوضع أبدى المراقب االميريكي ج. تمويل الحرب غير المعلنة كرافت رايا من جديد، وكما في عا

. بدأت هزات إدارة المخابرات المركزية١٩٧٦ـ١٩٧٥لبيت األبيض وادارة المخابرات المركزية، . ة سياسية ماكرةكان موضوع التمويل مادة للعب فكما ذكر آنفا لم يكشف ا

م لتخريبية وبدءا من عا اذاعوا على المجتمع مؤكدين إدارة ١٩٨١ومعهم الكونغرس نفقات العمليات السرية ا فهموا ١٩٨٤ وفي عام . مليون دوالر في السنة وال أكثر من ذلك٢٢ـ٩المخابرات المركزية تنفق ضد نيكاراغوا

يبدو ان باحثي . مليون دوالر٨٠في واشنطن ان هذا الرقم الصغير غير مقنع فأصبحوا يعلنون رقما آخر ان االرقام السابقة والحالية " كوفيرت ايشين"ريكية المطلعين كانوا محقين عندما كتبوا في مجلة ياالستخبارات األم

ل ألف ١٦ـ ١٤ من ١٩٨٤ألم يتزايد عدد الكونتراس في هندوراس عام .نفقاتليست اال حدا يسير نحو األعلى من امن المعلوم تماما ان االوساط الحاكمة في إسرائيل تبدي اهتماما خاصا باميريكا . آالف٤وفي كوستاريكا إلى

التحرر الوسطى حيث تسوق هناك كمية كبيرة من العتاد الحربي وتنقل لالنظمة الرجعية الصراع ضد حركات اكدت ذلك . وقعت إدارة المخابرات المركزية اتفاقية هامة مع االستخبارات األسرائيلية١٩٨٣في عام . الوطنية

االتفاقية األكثر شمولية التي تعقدها إدارة المخابرات المركزية مع "التي وصفتها بأنها " نيويورك بوست"صحيفة االتفاقية على التعاون في أمريكا الالتينية ومساعدة المخابرات نص أحد بنود ). ٣٦(دوائر االستخبارات األجنبية

لثورة في اميريكا الوسطى على ما يبدو كان المقصود ضمان إدارة . األسرائيلية لالنظمة الموالية المريكا في اعداد اتشير . نةية في حال استخدام الفيتو في الكونغرس االميركي ضد اعتمادات الحرب غير المعلزالمخابرات المرك

الصحافة االميريكية ان أفضل الوسائل لذلك تلك المليارات التي تهديها الواليات المتحدة إلسرائيل كمساعدات .اقتصادية وعسكرية

ليين في امريكا الالتينية النزاع البريطاني األرجنتيني عام حول جزر ١٩٨٢ويؤكد وحدة أطماع الحلفاء االمبريافي طليعة المساعدات التي قدمتها الواليات المتحدة والتي كان لها الدور الحاسم في تفوق تأتي ). مالفيناس(فوكالند

في تلك الفترة نقل االمريكان قمرا . تي زودت واشنطن لندنلاإلنكليز على االرجنتين تلك المعطيات االستخبارية اكما تلقت انكلترا معطيات لفيناسار له في نصف الكرة الشمالي إلى مدار جديد لمراقبة جزر مادصناعيا من م

).٣٧(االستخبارات الالسلكية التي جمعتها وكاالت األمن القومي في غربي األطلسي أثناء التجسس على األرجنتينز ا إلى المجال الجوي السوفييتي طائرة كورية من طر١٩٨٣ أيلول ١على الطرف المقابل وجهت واشنطن ليلة

وكما هو معلوم فإن هذه الرحلة " ١٣٥. سي. ر"ريكية يترافقها طائرة التجسس األمهداف تجسسية أب" ٧٤٧بيوينغ ـ"

١٦٤

والمسؤولية في ذلك تقع كليا على عاتق الواليات المتحدة . انتهت بالنسبة للعمالء الكوريين الجنوبيين نهاية مأساويةالسوفييتيان هذه العملية كانت مدروسة األمريكية، ألنه وحسب القناعة األكيدة لقيادة قوى الدفاع الجوي في االتحاد

).٣٨(ومخطط لها من قبل إدارة المخابرات المركزية منذ زمن بعيدفلم تكن السلطات في واشنطن راضية عن إدارة المخابرات . ولم ينته فشل التجمع االستخباري عن هذا الحد

لجنود األمريكيين لهذه المركزية ظلت عاجزة طويال عن ابادة القوى المضادة لالمبريالية في غ رينادا، وقبل غزو ا .الجزيرة من البحر الكاريبي، لم تتوقع البحرية األمريكية في لبنان تلك المعطيات االستخبارية الخائطة

في مركز االبحاث الدولية واالستراتيجية في جامعة جورج ١٩٨٤ نيسان ٦ومع ذلك فقد تحدث الرئيس ريغان في تحسين عمل الهيئات االستخبارية بشكل واضح وبعث الروح المعنوية في هذه الهيئات استطاع"تاون وأكد أنه

".وعزز قدرتها على اكتشاف المطر وتحليله والتصدي لهأما وزير الخارجية االميريكي جورج شولز فقط تطرق قبل ذلك بيومين إلى هذا الموضوع ولكن بحذر أكثر فتحدث

لجنة . ة وذلك للتصدي لألخطار بحزم أكثرعن وجوب تقرير قدرتنا االستخباري كانت دعوته هذه موجهة ألعضاء الوذكر ان واشنطن تنتظر ) ضمت هذه اللجنة ممثلي الواليات المتحدة األميريكية وأوربا الغربية واليابان(الثالثية

ماكبرايت الحائز .ارز تندي البايذكر السياسي الدولي اإلير. أوسع في مجال العدوان والتخريبامن حلفائها نشاطعلى جائزتي لينين ونوبل للسالم ان إدارة المخابرات المركزية تسعى الستدراج المخابرات الفرنسية واالنكليزية

لتخريبية ونقل المسؤولية عن األعمال القذرة إلى األنظمة الفاشية . وااللمانية الغربية للمشاركة في عملياتها ا ).٣٩(واإلرهابية والرجعية

ذكر مجلة يونايتد ستاتش نيوز وورلد ريبورت أنه في مطلع الثمانينات، حاول البيت األبيض ولينغلي رد اعتبار تلقد ظهرت االستخبارات ). ٤٠(العمليات التخريبية كعنصر اساسي في االستراتيجية االميريكية خلف البحار

لتخريب االميريكية في عهد ريغان وكيسي أكثر عدوانية منها في العهود ا لسابقة وأصبحت بشكل أوضح أداة االحملة "ان مشاركة لينغلي في . والتهديد والضغط السري والقلق وقمع القوى المناهضة لألمبريالية االميريكية

ين السياسيين بغروميكو في لقائه مع المراق. أكد ا. يؤكد خطر اإلدعاءات المزعومة لإلدارة االميريكية" الصليبيةآن األوان لتوقف الواليات المتحدة االميريكية تدخلها في الشؤون الداخلية للدول : "١٩٨٥انون الثاني السوفييت في ك

التدخل االقتصادي والسياسي لالستخبارات ومختلف الهيئات األخرى والتي على ما . األخرى وعلى كافة المحاورم تكن إدارة المخابرات المركزية في . ن الدوليبدو لن تتوقف يوما واحدا عن تنفيذ األعمال االجرامية ضد عدد م ل

تاريخها إدارة مطيعة في يد قوى الرجعية العسكريتارية وكما هي االن، وقد أخاف هذا إلى درجة ما قسما من لية بالطريقة القانوني. الكونغرس عما قريب ستوجه . ةغير انه ليس من السهل كبح جماح االستخبارات االمبريا

د على وجوه الحلول الوسط و فيذ سياستهم "سان الدرع والخنجررف"سيوضع القناع الجدي ، الذي سيسمح لهم بمتابعة تنوكما كان منتظرا، فقد حقق ريغان فوزا سهال في انتخابات .رأسمالية االميريكيةالاإلجرامية للدفاع عن مطالب

ولة بين الجمهوريين والديمقراطيين حول وضع أثناء الحملة االنتخابية حدثت محا. ١٩٨٤الرئاسة في تشرين الثاني وكما حدث قبل أربع سنوات، اتهم الجمهوريون والديمقراطيين في االستخفاف . الهيئات االستخبارية في عهد كارتر

١٦٥

كيسي . ما. أسقط الجمهوريون القضية من برنامج العمل، م. بعد خطوات تيريز السياسية.. بالنشاط االستخباري ).٤١(ادة الكبيرة في موازنة الهيئات االستخبارية بدأت في عهد كارترالزي"اعترف ان

ال إلعالن نصائح إدارة المخابرات المركزية ألعداء الثورة في لنهائية من الحملة االنتخابية أصبح مجا في المرحلة ايغان، صرح منافسه أثناء المناقشات التلفزيونية مع ر. نيكاراغوا، ويعترف الرئيس أنه لم يعرف شيئا عن ذلك

هذه النصائح، التي طبعت في عدة آالف من النسخات اقترحت القتل السياسي واستخدام : "مونديل. الديمقراطي و). أثناء تحضيرها للطبع ـ المؤلف(بعض أقسام هذه الوثيقة كانت مختصرة . جرمين وأشكال اإلرهاب االخرىمال

كيف حدث ذلك؟ كيف يمكن ان يحدث عمل خطير كهذا في اية إدارة . أما القسم المتعلق باإلرهاب فقد ظل كامالوكيف يمكن لرئيس الواليات المتحدة أن يبدو في وضع كهذا ثم يقول أنه ال يعرف شيئا عن ذلك؟ إن على الرئيس

، ومن جديد تعالت األصوات مطالبة باستقالة كيسي، الذي صادق على إصدار هذه الوثيقة". معرفة كل هذه األمور .ولكن كيسي استخدم كل امكانياته للحفاظ على مركزه كمدير إلدارة المخابرات المركزية

وفي عدد كانون . في إطار الحملة االنتخابية قدم الرئيس العديد من مناشير السعير للسالم والرقابة على التسليحجمهوريين السابقين نيكسون وفرود تبادل ريغان مع الرؤساء ال" أميريكان ليدجين ماغازين" من مجلة ١٩٨٤األول

من المستحيل كسب الحرب النووية وال "وكتب ريغان بشكل خاص ان "كيفية الوصول إلى السالم"اآلراء حول ".يمكن البدء بها

أما اآلن فيطرح نيكسون هذه . د نيكسون وفورد البيت األبيض في السبعينات في فترة انفراج التوتر الدوليوقايتوجب علينا وضع أسس للعالقات المتبادلة تسمح بتقريب .. كان والروس يمكن ان يكونوا أصدقاءييراالم"األفكار

وجهات النظر عندما يكون ذلك وعندما يكون ذلك محاال فيتعين علينا تنسيق العملية التي تمكننا من العيش والقبول لتدمير .. سموا ذلك انفراجا، سباقا سلميا. بتناقضاتنا وليس الموت بسببها هذا أفضل من العداء المستمر وإمكانية ا

).٤٢(النوويم، كليب حول إمكانية العودة ذات يوم إلى االنفراج . بي. بي.ردا على سؤال مراسل شركة التلفزيون االميريكية ان

السبعينات في: "تشير نيكو. أو. في العالقات السوفييتية االميريكية وخاصة ان ذلك جرى في السبعينات أجاب لبالذات وبجهود مشتركة بين الطرفين أمكن إحراز تقدم كبير في اتجاه حل المسألة التي بدت حتى ذلك الحين

لنووية تي جعلت انفراج التوتر لما الذي أدى إلى تحقيق مثل هذه الخطوات، ا. …مستعصية أي الحد من األسلحة ارئيسي هو اإلدراك ان سباق التسلح ال يمكن ان يؤمن تعادل حد كبير؟ السبب الىالدولي في السبعينات ممكنا ال

نحن مقتنعون أنه ال يمكن أن … األمن والجاهزية إلقامة عالقات على أساس المساواة في مراعاة مصالح الطرفين إلى إذا توجهنا ال إلى الصدام"يكون هناك قاعدة أخرى منطقية للعالقات بين الواليات المتحدة واالتحاد السوفييتي

).٣٤(التعايش السلميفي الفصول السابقة التي خصصت للبحث في العالقات بين نيكسون وفورد التجمع االستخباري بدأ واضحا كيف

ويذكر ان هذا السلوك بدأ قبل ذلك . كانت إدارة المخابرات المركزية دائما في مقدمة معارضي انفراج التوتر الدولي .كينيدي. جفي المرحلة األخيرة من رئاسة

١٦٦

إمكانيات كبيرة تظهر لدى "كيسنجر في مقالة بعنوان . هل يفهمون ذلك في الواليات المتحدة االميركية وصف هـ بجسر العبور إلى المباحثات البنيوية بين الشرق ١٩٨٤نتائج انتخابات تشرين الثاني " ريغان في السياسة الخارجية

ر الخارجية األسبق ومساعد الرئيس لشؤون األمن القومي حذر انه اال ان وزي. والغرب من موقع اعتدال واشنطنبل والهيئات البيروقراطية الذاتية اإلرادة منوها بذلك بالدرجة " عصبونتوالم"لن يكون ضد ذلك فقط المتطرفون

االستراتيجية"األولى إلى إدارة المخابرات المركزية، والذين يستحيل ارغامهم على االشتراك في تحقيق ).٤٤(القومية

هل ستجد في نفسها القوة لتضع استراتيجيتها : ويقف أمام أميريكا السؤال.. وهكذا واختفت في الستينات والسبعينات .؟"فرسان الدرع والخنجر:القومية على الطريق الصحيح وحمايتها من مكائد

الخاتمةرئيس في الواليات المتحدة االميريكية فمنه ومن يشغل النشاط االستخباري في الثمانينات حيزا خاصا من اهتمام ال

تصدر القرارات العسكرية والسياسية واالقتصادية والفكرية التي تثبت الحاجة إلى .. األوساط السياسية القريبةالتطور الكمي والكيفي في التجمع االستخباري ـ وتطوير بنيته التنظيمية واعداد مبدأ العمليات التخريبية السرية

. شموليةأكثرة وعدد من الهيئات االستخبارية يجرت بعد الحرب العالمية الثانية اعادة تنظيم واسعة في إدارة المخابرات المركز

وتغيرت أنظمة الرقابة والتفتيش على الدوائر الخاصة وأدخلت وألغت الموافقة والحد من نشاطهم، تغير . األخرى الخارجية، اتأعضاء المجلس الرئاسي االستشاري لشؤون االستخبارالرؤساء وقادة المخابرات المركزية ورؤساء و

ولكن . وحدثت تنقالت ألقسام إدارة المخابرات المركزية من فرع آلخر وظهر العديد من اإلدارات واالقسام الجديدةلتغيرات فقد ظل نائبا للولب الرئيسي لتجمع الهيئات االستخبارية في الواليات المتح .دة للسالمورغم كل هذه ا

لبيت األبيض وهو يتغير حاولنا في هذا الكتاب إظهار أن جهاز التحكم المركزي بالتجمع االستخباري يقع في ا .دوريا إال أن الكلمة الفصل في النهاية دائما للرئيس

وفي . ويراعي الرئيس االميريكي في قيادته لالستخبارات مصالح وأهداف ورغبات المراكز المالية واالحتكاريةالنتيجة تظهر إدارة المخابرات المركزية دائما وخاصة في الثمانينات، في خدمة قوى االستفزاز والعدوان، يحاول

وضد األحزاب . الرئيسية ضد االتحاد السوفييتي ودول المنظومة االشتراكيةهالتجمع االستخباري توجيه ضرباتال يعني ان االستخبارات االميريكية تترك السياسة . الشيوعية والعمالية وقوى التحرر الوطني االجتماعي ولكن هذا

واآلن نقف بشكل خاص ضد . الكبرى داخل دول المعسكر الرأسمالي بما فيه الواليات المتحدة على طبيعتها .النزعات الواقعية محاولة الحد من تأثير الساسة البورجوازيين الذين يفهمون أنه ليس للتعايش السلمي بديل

. ول المتهمين بكبح إدارة المخابرات المركزية الشعب االميريكي نفسه ـ نوه لهذه الفكرة الباحث االيرلندي سإن أقبلها ماكرايد من موقع الصديق للشعب االميركي، وصرح علنا ان أعمال الدوائر الخاصة االمبريالية ال يمكن ان ي

. العالم إال كقرصنة مافيافي إنسان شريف

١٦٧

فهو . إن هذا العمل ليس سهال" فرسان الدرع والخنجر"دول األخرى فيمكن ان تدافع عن نفسها وتصد أما شعوب الان ابرز . يتطلب التضحية واالصرار ومعرفة جيدة بتكتيك واستراتيجية العدوان الغاشم وجوانب القوة والضعف فيه

مخابرات المركزية والدوائر الخاصة في الدول المناضلين ضد المؤامرات والدسائس االمبريالية التي تنفذها إدارة الوهم يقومون بعمل بار في فضح استراتيجية وتكتيك وأساليب . ة والعماليةيالرأسمالية األخرى هم األحزاب السياس

لتجارب أن الخطط الدقيقة لدوائر الواليات المتحدة الخاصة وحلفائها تحطمت في . إدارة المخابرات المركزية وتدل اإال أنهم بعيدين عن فكرة .حيان على صخرة صمود ومقاومة الجماهير الواسعة التي يقودها الشيوعيونمعظم األ

لية معتمدة على آخر منجزات العلم والتقنية والمحولة االستهتار بقوى وسرية وحذاقة استخبارات قوى دولة أمبريالتي تحم ي األمن القومي والنظام القانوني تتجلى في من قبل رأس المال االحتكاري ان قوة الهيئات السوفييتية ا

القيادة المستمرة من قبل الحزب الشيوعي، وفي تسخير عملهم لخدمة مصالح الشعب والدولة السوفييتية وفي إنهم .يقومون بهذا العمل معتمدين على العالقة العضوية مع الشعب باكتساب ثقته وتأييد جماهير الكادحين الواسعة

السالم والديمقراطية واالشتراكية دقيقة واحدة في الصمود ضد مكائد إدارة المخابرات المركزية، ال يضعف مؤيدو ال يجدي النضال ضده ان تضامن كافة القوى المحبة . وهم مع ذلك بعيدين عن النظر إلى هذه اإلدارة كعدو شرس

مكائد ضد أمامهم، كما أن النضال من لينغلي يمكن ان يشكل حواجز ثابتة" الصليبيين"للسالم ووقوفها في وجه .االستخبارات االمبريالية يتوافق مع النضال من أجل السالم واإلنفراج والديموقراطية والتقدم اإلجتماعي