البخالء

للجاحظ

) ١: الصفحة (

توالك اهللا بحفظه وأعانك رب أنعمت فزد

على شكره ووفقك لطاعته وجعلـك مـن

.الفائزين برحمته

حفظك اهللا أنك قرأت آتابي في -ذآرت

تصنيف حيل لصوص النهار وفي تفـصيل

حيل سراق الليـل وأنـك سـددت بـه آـل

خلل وحصنت به آل عـورة وتقـدمت بمـا

من لطائف الخدع ونبهك عليه مـن أفادك

غرائب الحيل فيما عـسى أال يبلغـه آيـد

وال يحــوزه مكــر وذآــرت أن موقــع نفعــه

ــي درســه واجــب ــدم ف عظــيم وأن التق

اذآر لـي نـوادر الـبخالء واحتجـاج : وقلت

األشــحاء ومــا يجــوز مــن ذلــك فــي بــاب

الهزل وما يجوز منه في باب الجد ألجعل

ما فإن للجد الهزل مستراحا والراحة جما

آدا يمنع من معاودته وال بد لمن التمس

وذآرت ملح الحزامي . نفعه من مراجعته

واحتجــاج الكنــدي ورســالة ســهل بــن

ــة ــزوان وخطبـ ــن غـ ــالم ابـ ــارون وآـ هـ

الحارثي وآل ما حضرني مـن أعـاجيبهم

ولم سموا البخل صالحا والشح اقتـصادا

ــى ــسبوه إل ــع ون ــم حــاموا علــى المن ول

ــصبو ــم ن ــا الحــزم ول ا للمواســاة وقرنوه

بالتضييع ولم جعلوا الجود سرفا واألثـرة

ــد وقـــل ــدوا فـــي الحمـ ــال ولـــم زهـ جهـ

احتفالهم بالذم ولم استضعفوا من هش

للــذآر وارتــاح للبــذل ولــم حكمــوا بــالقوة

لمــن ال يميــل إلــى ثنــاء وال ينحــرف عــن

هجاء ولـم احتجـوا بظلـف العـيش علـى

لينه وبحلوه على مره ولـم لـم يـستحيوا

ــع ــالهم م ــي رح ــات ف ــن رفــض الطيب م

استهتارهم بهـا فـي رحـال غيـرهم ولـم

تتايعوا في البخل ولم اختاروا مـا يوجـب

ذلك االسم مع أنفـتهم مـن ذلـك االسـم

ولم رغبوا في الكسب مع زهـدهم فـي

ــوا فــي الغنــى عمــل ــم عمل اإلنفــاق ول

الخائف من زوال الغنى ولم يفعلـوا فـي

ولـم الغنى عمـل الراجـي لـدوام الغنـى

ــصيب ــصيب الخــوف وبخــسوا ن ــروا ن وف

ــاء مـــع طـــول الـــسالمة وشـــمول الرجـ

ــى ــن المبتل ــر م ــافى أآث ــة والمع العافي

فكيـف . وليست الحوائج أقل من الفوائـد

يــدعوا إلــى الــسعادة مــن خــص نفــسه

بالشقوة بل آيف ينتحـل نـصيحة العامـة

من بـدأ بغـش الخاصـة ولـم احتجـوا مـع

شــدة عقــولهم بمــا أجمعــت األمــة علــى

تقبيحه ولم فخـروا مـع اتـساع معـرفتهم

بمــا أطبقــوا علــى تهجينــه وآيــف يفطــن

عند االعتالل له ويتغلغـل عنـد االحتجـاج

عنــه إلــى الغابــات البعيــدة والمعــاني

اللطيفة وال يفطن لظاهر قبحه وشـناعة

اســمه وخمــول ذآــره وســوء أثــره علــى

أهله وآيف وهو الذي يجمع له بين الكـد

ــ ــين ال ــق وب ــة المرف سهر وخــشونة وقل

ــين طــول ) ٢: الــصفحة ( المــضجع وب

االغتراب وطول قلة االنتفـاع ومـع علمـه

ألن وارثه أعدى له من عـدوه وأنـه أحـق

بما له من وليه أو ليس لـو أظهـر الجهـل

ــم ــة والحماقــة ث ــاوة وانتحــل الغفل والغب

احــتج بتلــك المعــاني الــشداد وباأللفــاظ

ــب ــصار وبتقريـ ــودة االختـ ــسان وجـ الحـ

ــابة المع ــرج وإصـ ــسهولة المخـ ــى وبـ نـ

الموضع لكان ما ظهر مـن معانيـه وبيانـه

مكذبا لما ظهر مـن جهلـه ونقـصانه ولـم

جاز أن يبصر بعقله البعيد الغامض ويعيـا

فبـين لـي مـا : عن القريب الجليل وقلـت

الــشيء الــذي خبــل عقــولهم وأفــسد

أذهــانهم وأغــشى تلــك األبــصار ونقــض

ــ ــذي ل ــشيء ال ــا ال ــدال وم ــك االعت ه ذل

ــدوا الحــق وخــالفوا األمــم ومــا هــذا عان

الترآيب المتضاد والمزاج المتنـافي ومـا

هذا الغباء الشديد الذي إلى جنبه فطنـة

عجيبة وما هذا الـسبب الـذي خفـي بـه

الجليــــل الواضــــح وأدرك بــــه الــــدقيق

وليس عجبي ممن خلـع : الغامض وقلت

عذاره فـي البخـل وأبـدى صـفحته للـذم

بمقارعة الخـصم ولم يرض من القول إال

وال من االحتجاج إال بما رسم في الكتـب

وال عجبي من مغلوب على عقله مسخر

ــد فطــن ــي ممــن ق ــه آعجب ــار عيب إلظه

لبخله وعرف إفراط شحه وهو فـي ذلـك

ولربمـا ظـن . يجاهد نفسه ويغلب طبعـه

أن قــد فطــن لــه وعــرف مــا عنــده فمــوه

شيئا ال يقبل التمويه ورقع خرقا ال يقبـل

فلوا أنـه آمـا فطـن لعيبـه وفطـن . الرقع

لمن فطن لعيبه فطن لضعفه عـن عـالج

نفـــسه وعـــن تقـــويم أخالطـــه وعـــن

استرجاع ما سلف من عاداته وعن قلبـه

أخالقه المدخولـة إلـى أن تعـود سـليمة

لترك تكلف ما ال يستطيعه ولربح اإلنفاق

على من يذمـه ولمـا وضـع علـى نفـسه

الرقبــاء وال أحــضر مائدتــه الــشعراء وال

ــوآلين ــاق وال البــس الم ــرد اآلف خــالط ب

باألخبار وال استراح من آد الكلفة ودخـل

وبعـد فمـا بالـه يفطـن . في غمـار األمـة

لعيـــوب النـــاس إذا أطعمـــوه وال يفطـــن

لعيب نفسه إذا أطعمهـم وإن آـان عيبـه

مكشوفا وعيب من أطعمه مـستورا ولـم

ســخت نفــس أحــدهم بــالكثير مــن التبــر

لطعم وقـد علـم أن وشحت بالقليل من ا

الذي منع يسير في جنب ما بذل وأنه لو

ــه ــاد ب ــا ج ــل مم ــصل بالقلي ــاء أن يح ش

ــدا ــك عتي ــان ذل ــه آ ــل ب ــا بخ أضــعاف م

ــت ــسيرا موجــودا وقل ــد مــن أن : وي وال ب

ــى ــت علـ ــي نمـ ــي الهنـــات التـ تعرفنـ

ــائق ــين ودلـــــت علـــــى حقـــ المتكلفـــ

وهتكــت ) ٣: الــصفحة ( المتمــوهين

ت بـين الحقيقـة عن أستار األدعياء وفرق

والريــاء وفــصلت بــين البهــرج المتزخــرف

- زعمـــت -والمطبـــوع المبتهـــل لتقـــف

عندها ولتعـرض نفـسك عليهـا ولتتـوهم

فإن نبهك التصفح لها . مواقعها وعواقبها

ــه ــت مكان ــه عرف ــد أغفلت ــب ق ــى عي عل

فإن آان عتيدا ظـاهرا معروفـا . فاجتنبته

فـأن آـان احتمالـك فاضـال : عندك نظـرت

بخلك دمت علـى إطعـامهم وعلـى على

اآتــساب المحبــة بمــؤاآلتهم وإن آــان

اآترائــك غــامر االجتهــاد ســترت نفــسك

وانفردت يطيب زادك ودخلت مـع الغمـار

وإن آانــت . وعــشت عــيش المــستورين

الحروب بينك وبين طباعك سجاال وآانت

أســبابكما أمثــاال وأشــكاال أجبــت الحــزم

إلـى إلى ترك التعرض وأجبـت االحتيـاط

رفـــض التكلـــف ورأيـــت أن مـــن حـــصل

السالمة من الذم فقد غـنم وأن مـن آثـر

وذآرت أنك . الثقة على التغرير فقد حزم

إلــى معرفــة هــذا البــاب أحـــوج وأن ذا

المــروءة إلــى هــذا العلــم أفقــر وأنــى إن

حصنت من الذم عرضـك بعـد أن حـصنت

من اللصوص مالك فقد بلغت لـك مـا لـم

ــار وال أم رءو ــه أب بـ ــألت أن . ميبلغـ وسـ

أآتب لك علة أن الرجـل أحـق ببيتـه مـن

ــد وأن ــن البعي ــه م ــى بأخي ــب وأول الغري

البعيـــد أحـــق بـــالغيرة والقريـــب أولـــى

ــسل ــي النـ ــتزادة فـ ــة وأن االسـ باألنفـ

آاالستزادة في الحرث إال أن العادة هي

التي أوحشت منـه والديانـة هـي التـي

ــضا فــي ــدن أي ــاس يتزي ــه وألن الن حرمت

تحلـون أآثـر ممـا عنـدهم استعظامه وين

ــشناعه ــاه فــي . فــي است ــة الجهج وعل

تحــسين الكــذب بمرتبــة الــصدق فــي

مواضع وفي تقبيح الصدق فـي مواضـع

وفي إلحاق الكذب بمرتبة الصدق وفـي

حــط الــصدق إلـــى موضــع الكـــذب وأن

الناس يظلمون الكـذب بتناسـي مناقبـه

ــذآر ــصدق بت ــابون ال ــه ويح ــذآر مثالب وت

وإنهم لو وازنـوا منافعه وبتناسي مضاره

بين مرافقهما وعدلوا بـين خـصالهما لمـا

فرقوا بينهما هـذا التفريـق ولمـا رأوهمـا

ومــذهب صحـــصح فـــي . بهــذه العيـــون

تفضيل النسيان على آثير من الذآر وأن

الغباء في الجملة أنفع مـن الفطنـة فـي

الجملة وأن عيش البهائم أحـسن موقعـا

من النفوس من عـيش العقـالء وإنـك لـو

أسمنت بهيمة ورجـال ذا مـروءة أو امـرأة

ذات عقل وهمة وأخرى ذات غباء وغفلة

لكان الـشحم إلـى البهيمـة أسـرع وعـن

وألن العقـــل . ذات العقــل والهمــة أبطــأ

مقــرون بالحـــذر واالهتمـــام وألن الغبـــاء

ــرون ــصفحة ( مق ــال ) ٤: ال ــراغ الب بف

واألمن فلذلك البهيمة تقنـو شـحما فـي

وال تجد ذلك لـذي الهمـة . يرةاأليام اليس

ــدة ــبالء وإن . البعي ــبالء فــي ال ومتوقــع ال

والعاقـل فـي الرجـاء إلـى أن . سلم منه

ولوال أنك تجد هـذه األبـواب . يدرآه البالء

ــذي ــابي ال ــا مــصورة فــي آت ــر منه وأآث

سمي آتاب المسائل ألتيـت علـى آثيـر

فأما ما سـألت مـن . منه في هذا الكتاب

ر أحاديـث الـبخالء احتجاج األشحاء ونـواد

إن شـاء -فسأوجدك ذلك في قصـصهم

ــالى ــاتهم -اهللا تع ــا وفــي احتجاج مفرق

مجمال فهو أجمع لهذا الباب من وصف ما

عندي دون ما انتهـى إلـى مـن أخبـارهم

على وجهها وعلى أن الكتاب أيضا يـصير

ولك في هذا . أقصر ويصير العار فيه أقل

يفـة أو تبين حجة طر : الكتاب ثالثة أشياء

ــادرة ــة أو اســتفادة ن ــة لطيف تعــرف حيل

وأنت فـي ضـحك منـه إذا شـئت . عجيبة

وأنـا أزعـم أن . وفي لهـو إذا مللـت الجـد

البكاء صالح للطبائع ومحمـود المغبـة إذا

وافــق الموضــع ولــم يجــاوز المقــدار ولــم

ــة ــى الرق ــل عل ــة ودلي ــن الجه ــدل ع يع

وربما عد مـن الوفـاة . والبعد من القسوة

ــاءوشــدة الوجــد وهــو مــن . علــى األولي

أعظم ما تقرب به العابدون واسترحم به

وقــال بعــض الحكمــاء لرجــل . الخــائفون

ال تجـزع : اشتد جزعه من بكاء صـبي لـه

وضـرب . فإنه أفتح لجرمـه وأصـح لبـصره

: عامر بـن قـيس بيـده علـى عينـه فقـال

وقيـل لـصفوان ! جامدة شاخصة ال تندى

: بن محرز عند طول بكائـه وتـذآر أحزانـه

ذلـك : فقـال . إن طول البكاء يورث العمى

وقد مـدح . فبكى حتى عمى . لها شهادة

مــنهم يحيــى البكــاء : بالبكــاء نــاس آثيــر

وآــان صــفوان بــن محــرز . وهيــثم البكــاء

وإذا آـان البكـاء الـذي مـا . يسمى البكاء

وربمــا -دام صــاحبه فيــه فإنــه فــي بــالء

أعمى البـصر وأفـسد الـدماغ ودل علـى

ــ ــسخف وقــضى عل ــالهلع ال ى صــاحبه ب

-وشبه باألمـة اللكعـاء وبالحـدث الـضرع

ــضاحك ــا مــن ال ــضحك قبيح ــان ال ــو آ ول

وقبيحــا مــن المــضحك لمــا قيــل للزهــرة

آأنـه : والحبرة والحلـي والقـصر المبنـى

: " وقد قال اهللا جـل ذآـره . يضحك ضحكا

وأنه هـو أضـحك وأبكـى وأنـه هـو أمـات

. ( فوضـع الـضحك بحـذاء المـوت ". وأحيا

وإنــه ال يــضيف اهللا إلــى ) ٥: صفحة الــ

ــه ــن علـــى خلقـ ــيح وال يمـ نفـــسه القبـ

وآيـــف ال يكـــون موقعـــه مـــن . بـــالنقص

ســـرور الـــنفس عظيمـــا ومـــن مـــصلحة

الطبــاع آبيــرا وهــو شــيء فــي أصــل

ــب ــاس الترآيـ ــي أسـ ــاع وفـ ألن . الطبـ

وقـد . الضحك أول خير يظهر من الـصبي

تطيب نفسه وعليه ينبـت شـحمه ويكثـر

. و علة سـروره ومـادة قوتـه دمه الذي ه

ولفـــضل خـــصال الـــضحك عنـــد العـــرب

تـــسمى أوالدهـــا بالـــضحاك وببـــسام

وقد ضحك النبي صلى . وبطلق وبطليق

وضـــــحك . اهللا عليـــــه وســـــلم ومـــــزح

هو : وإذا مدحوا قالوا . الصالحون ومزحوا

ضحوك الـسن وبـسام العـشيات وهـش

ــزاز ــة واهت ــضيف وذو أريحي ــى ال وإذا . إل

آالح وهـو قطـوب هو عبوس وهو : قالوا

وهو شتيم المحيا وهو مكفهر أبـدا وهـو

ــه ومقــبض الوجــه وحــامض الوجــه آري

ــضوح ــه بالخــل من ــا وجه ــزح ! وآأنم وللم

موضع وله مقدار متى جازها أحد وقـصر

عنهما أحد صار الفاضـل خطـال والتقـصير

ومتى أريد بالمزح النفع وبالـضحك . نقصا

ــار ــضحك ص ــل ال ــه جع ــذي ل ــشيء ال ال

وهـذا آتـاب ال . ا والضحك وقارا المزح جد

ألنـه ال . أغرك منـه وال أسـتر عنـك عيبـه

ــوز أن ــده وال يج ــا تري ــوز أن يكمــل لم يج

ألن هاهنــا : يــوفى حقــه آمــا ينبغــي لــه

أحاديــث آثيــرة متــى أطلعنــا منهــا حرفــا

عرف أصحابها وإن لـم نـسمهم ولـم نـرد

وسواء سـميناهم أو ذآرنـا مـا . ذلك بهم

نهم الــصديق مــ. يــدل علــى أســمائهم

ــل ــستور والمتجم ــولي والم ــيس . وال ول

يفــي حــسن الفائــدة لكــم بقــبح الجنايــة

فهذا باب يسقط البتة ويختـل بـه . عليهم

ــة ــاب ال محالـ ــا . الكتـ ــا بابـ ــو أآثرهـ وهـ

وأحاديث أخر ليس -وأعجبها منك موقعا

لها شهرة ولو شهرت لما آان فيها دليـل

. علــى أربابهــا وال هــي مفيــدة أصــحابها

يتـوفر أبـدا حـسنها إال بـأن تعـرف وليس

أهلها وحتى تتصل بمستحقها وبمعادنها

وفي قطـع مـا بينهـا وبـين . والالئقين بها

عناصرها ومعانيها سقوط نـصف الملحـة

ولو أن رجـال ألـزق . وذهاب شطر النادرة

نــادرة بــأبي الحــارث جمــين والهيــثم بــن

مطهر وبمزيد وابن األحمر ثم آانت باردة

ولــو ولــد . حــسن مــا يكــونلجــرت علــى أ

ــي ــة ف ــسها مليح ــي نف ــارة ف ــادرة ح ن

معناها ثم أضافها إلـى صـالح بـن حنـين

ــواء وإلــى بعــض البغــضاء وإلــى ابــن الن

لعادت بـاردة ولـصارت فـاترة فـإن الفـاتر

وآمـا ) ٦: الـصفحة . ( شـر مـن البـارد

أنك لو ولدت آالما فـي الزهـد وموعظـة

ن عبد هذا من آالم بكر ب : للناس ثم قلت

اهللا المزني وعامر بن عبد قيس العنبري

ــد الرقاشــــي ــورق العجلــــي ويزيــ ومــ

لتضاعف حسنه وألحدث له ذلك النـسب

قالهـا : ولو قلت . نضارة ورفعة لم تكن له

أبو آعب الصوفي أو عبد المؤمن أو أبي

نواس الشاعر أو حسين الخليع لما آـان

ــالحرى أن . لهــا إال مالهــا فــي نفــسها وب

. دارها فتـبخس مـن حقهـا تغلط فـي مقـ

وقد آتبنا لك أحاديث آثيرة مـضافة إلـى

أربابها وأحاديث آثيرة غيـر مـضافة إلـى

أربابهـا إمــا بــالخوف مــنهم وإمــا بــاإلآرام

ولو ال أنك سألتني هذا الكتـاب لمـا . لهم

تكلفته ولما وضعت آالمي موضع الضيم

فإن آانت الئمة أو عجـز فعليـك . والنقمة

رسـالة سـهل بـن . وإن عذر فلـي دونـك

هارون أبي محمد بن راهبون إلـى عمـه

مــن آل راهبــون حــين ذمــوا مذهبــه فــي

بـسم : البخل وتتبعوا آالمـه فـي الكتـب

ــرآم ــلح اهللا أم ــرحيم أص ــرحمن ال اهللا ال

وجمع شـملكم وعلمكـم الخيـر وجعلكـم

ــه ــا : قــال األحنــف بــن قــيس ! مــن أهل ي

معشر بني تميم ال تسرعوا إلـى الفتنـة

ناس إلى القتال أقلهم حياء فإن أسرع ال

إذا أردت : وقـد آـانوا يقولـون . من الفـرار

أن ترى العيـوب جمـة فتأمـل عيابـا فإنـه

وأول . يعيــب بفــضل مــا فيــه مــن العيــب

وقبـيح أن . العيب أن تعيب ما ليس بعيب

ومـا . تنهى عن مرشد أو تغري بمـشفق

أردنا بما قلنا إال هـدايتكم وتقـويمكم وإال

ــيكم إصــالح فــسادآم وإ ــاء النعمــة عل بق

ولئن أخطأنا سبيل إرشادآم فما أخطأنا

ثـم . سبيل حسن النية فيما بيننا وبيـنكم

قد تعلمـون أنـا مـا أوصـيناآم إال بمـا قـد

اخترناه ألنفسنا قبلكم وشـهرنا بـه فـي

فمــا أحقكــم فــي تقــديم . اآلفــاق دونكــم

حرمتنا بكم أن ترعـوا حـق قـصدنا بـذلك

ــر الع ــى ذآ ــا عل ــيكم وتنبيهن ــرا إل ــوب ب ي

وفــضال لرأينــا أن فــي أنفــسنا عــن ذلــك

وإن من أعظم الشقوة وأبعـد مـن . شغال

السعادة أن ال يزال يتذآر زلـل المعلمـين

ــين ــتماع المتعلمـ ــوء اسـ ويتناســـى سـ

ويستعظم غلط العاذلين وال يحفل بتعمد

: عبتمـوني بقـولي لخـادمي . المعذولين

أجيدي عجنـه خميـرا آمـا أجدتـه فطيـرا

وقد . طيب لطعمه وأزيد في ريعه ليكون أ

رضـي اهللا عنـه -قال عمـر بـن الخطـاب

( أملكــوا العجــين فإنــه : ألهلــه-ورحمــه

وعبــتم . أريــع الطحنتــين ) ٧: الــصفحة

من لم يعرف مواقع السرف : على قولي

في الموجود الرخيص لـم يعـرف مواقـع

فلقد أتيت : االقتصاد في الممتنع الغالي

ة يـدل حجمهـا علـى من ماء الوضوء بكيل

فلمـا . مبلغ الكفايـة وأشـف مـن الكفايـة

صرت إلى تفريـق أجزائـه علـى األعـضاء

ــوفير عليهــا مــن وظيفــة المــاء وإلــى الت

وجــدت فــي األعــضاء فــضال علــى المــاء

فعلمت أن لو آنت مكنـت االقتـصاد فـي

أوائله ورغبت عن التهاون به في ابتدائه

لخرج آخره على آفاية أوله ولكان نصيب

فعبتمــوني . العــضو األول آنــصيب اآلخــر

وقد . بذلك وشنعتموه بجهدآم وقبحتموه

إنه ليكـون : قال الحسن عند ذآر السرف

فلـم يـرض . في المـاعونين المـاء والكـإل

وعبتمـوني . بذآر الماء حتى أردفه بالكإل

حين ختمت على سد عظيم وفيه شيء

ــة ــن رطب ــسة وم ــة نفي ــن فاآه ــين م ثم

بي جـشع وأمـة غريبة على عبدنهم وص

ولــيس مــن أصــل . لكعــاء وزوجــة خرقــاء

األدب وال فـــي ترتيـــب الحكـــم وال فـــي

عـادات القــادة وال فـي تــدبير الــسادة أن

ــب ــأآول وغري ــيس الم ــي نف ــستوي ف ي

ــر ــوس وخطيـ ــين الملبـ ــشروب وثمـ المـ

المرآوب والناعم من آل فن واللباب من

ــوع والـــسيد ــابع والمتبـ ــكل التـ آـــل شـ

واضعهم فـي آما ال تستوي م . والمسود

ــي ــمائهم فــ ــع أســ ــس ومواقــ المجلــ

. العنوانات وما يستقبلون به من التحيات

وآيف وهم ال يفقدون من ذلـك مـا يفقـد

القادر وال يكترثون له اآتراث العارف مـن

شاء أطعم آلبه الدجاج المسمن وأعلـف

فعبتمــوني ! حمــاره السمــسم المقــشر

بالختم وقد ختم بعض األئمة على مـزود

: علـى آـيس فـارغ وقـال وخـتم . سويق

إذا : طينة وعبتمـوني حـين قلـت للغـالم

زدت في الرق فزد فـي اإلنـضاج لتجمـع

بين التـأدم بـاللحم والمـرق ولتجمـع مـع

وقد قال النبـي . اإلرتفاق بالمرق الطيب

إذا طبخـــتم : " صـــلى اهللا عليـــه وســـلم

لحمــا فزيــدوا فــي المــاء فــإن لــم يــصب

ي وعبتمــون". أحــدآم لحمــا أصــاب مرقــا

بخصف النعال وبتـصدير القمـيص وحـين

زعمـــت أن المخـــصوفة أبقـــى وأوطـــأ

وأوقى وأنفى للكبر وأشبه بالنـسك وأن

الترقيــع مــن الحــزم وأن االجتمــاع مــع

وقد آـان . الحفظ وأن التفرق مع التصنيع

ــه وســلم يخــصف النبــي صــلى اهللا علي

ولقــد لفقــت ســعدى . نعلــه ويرقــع ثوبــه

قـريش بنت عواف إزار طلحة وهـو جـواد

وآان في ثوب عمـر . وهو طلحة الفياض

مــن لــم يــستحى مــن : وقــال. رقــاع أدم

ال : وقـالوا . الخالل خفت مؤنته وقل آبره

وبعـث زيـاد . جديد لمـن ال يلـبس الخلـق

رجال يرتاد له محدثا واشترط على الرائـد

ــسددا ــاقال مـ ــون عـ ــه . أن يكـ ــاه بـ ( فأتـ

أآنـت ذا : فقـال . موافقـا ) ٨: الصفحة

. ال وال رأيته قبـل سـاعته : عرفة به قال م

أفناقلته الكالم وفاتحته األمور قبـل : قال

فلم اخترتـه : قال. ال: أن توصله إلي قال

يومنــا يــوم : علــى جميــع مــن رأيتــه قــال

قـــائظ ولـــم أزل أتعـــرف عقـــول النـــاس

. بطعامهم ولباسهم في مثل هـذا اليـوم

ورأيــت ثيــاب النــاس جــددا وثيابــه لبــسا

وقـد علمنـا أن الخلـق . لحزمفظننت به ا

. في موضـعه مثـل الجديـد فـي موضـعه

وقد جعل اهللا عز وجل لكـل شـيء قـدرا

وبوأ له موضعا آما جعل لكل دهـر رجـاال

وقد أحيا بالسم ومـات . ولكل مقام مقاال

. بالغـــذاء وأغـــص بالمـــاء وقتـــل بالـــدواء

. فترقيع الثوب يجمع مع اإلصالح التواضع

. راف التكبـر وخالف ذلك يجمـع مـع اإلسـ

وقد زعموا أن اإلصالح أحد الكسبين آمـا

وقد . زعموا أن قلة العيال أحد اليسارتين

. وأمر بـذلك النعمـان . جبر األحنف يد عنز

ــال عمــر ــد أآــل : وق ــضة فق مــن أآــل بي

: وقـــال رجـــل لـــبعض الـــسادة. دجاجـــة

إن آـان ال بـد : أهدي إليك دجاجـة فقـال

ق وعد أبـو الـدرداء العـرا . فاجعلها بياضة

ال : وعبتمــوني حــين قلــت . حــر البهيمــة

يغترن أحـد بطـول عمـره وتقـيس ظهـره

ــرى ــه أن يـ ــن قوتـ ــه ووهـ ــة عظمـ ورقـ

أآرومته وال يحرجه ذلك إلى إخراج مالـه

من يديه وتحويله إلـى ملـك غيـره وإلـى

تحكيم الـسرف فيـه وتـسليط الـشهوات

عليه فلعله أن يكون معمرا وهو ال يـدري

. ال يــشعروممـدودا لــه فــي الــسن وهــو

ــأس أو ــى الي ــد عل ــرزق الول ــه أن ي ولعل

يحدث عليه بعض مخبآت الـدهور ممـا ال

يخطــر علــى البــال وال تدرآــه العقــول

فيسترده ممن ال يـرده ويظهـر الـشكوى

إلــى مــن ال يرحمــه أضــعف مــا آــان عــن

ــسب ــه الك ــون ب ــا يك ــبح م ــب واق . الطل

ــن ــرو ب ــال عم ــد ق ــذلك وق ــوني ب فعبتم

مـن يعـيش اعمـل لـدنياك عمـل : العاص

. أبدأ واعمل آلخرتك عمل من يمـوت غـدا

وعبتموني حـين زعمـت أن التبـذير إلـى

أن التبذير إلى مال القمار ومال الميـراث

وإلى مال االلتقاط وحبـاء الملـوك أسـرع

وأن الحفظ إلى المال المكتسب والغنى

المجتلــب وإلــى مــا يعــرض فيــه لــذهاب

ــدين واهتــضام العــرض ونــصب البــدن ال

ــام ــم واهتمـ ــن لـ ــرع وأن مـ القلـــب أسـ

يحسب ذهـاب نفقتـه لـم يحـسب دخلـه

ومن لم يحسب الدخل فقد أضاع األصـل

وأن من لم يعرف للغنـى قـدره فقـد أذن

وزعمــت أن . بــالفقر وطــاب نفــسا بالــذل

آــسب الحــالل مــضمن باإلنفــاق فــي

الحالل وأن الخبيث ينزع إلى الخبيث وأن

الطيــب يــدعو إلــى الطيــب وأن اإلنفــاق

هـــوى حجـــاب دون الحقـــوق وأن فـــي ال

( اإلنفــــاق فــــي الحقــــوق حجــــاز دون

فعبتم على هـذا . الهوى ) ٩: الصفحة

لم أر تبـذيرا قـط : وقد قال معاوية . القول

ــه حــق مــضيع وقــد قــال . إال وإلــى جانب

ــن : الحــسن ــوا مــن أي ــم أن تعرف إذا أردت

أصاب ماله فانظروا في أي شيء ينفقه

وقلـت . فإن الخبيـث ينفـق فـي الـسرف

ــم بالــشفقة منــي علــيكم وبحــسن لك

النظر لكم وبحفظكم آلبـائكم ولمـا يجـب

ــالحتكم ــي ممـــ ــوارآم وفـــ ــي جـــ فـــ

ــات : ومالبــــستكم ــتم فــــي دار اآلفــ أنــ

حنيفة من طريق . والجوائح غير مأمونات

فإن أحاطت بمـال أحـدآم آفـة لـم يرجـع

إلـــى بقيـــة فـــأحرزوا النعمـــة بـــاختالف

األمكنة حنيفة مـن طريـق فـإن البليـة ال

. تجري في الجميع إال مـع مـوت الجميـع

وقد قال عمر رضي اهللا عنـه فـي العبـد

واألمة وفـي ملـك الـشاة والبعيـر وفـي

فرقـــوا بـــين : الـــشيء الحقيـــر اليـــسير

وقـــال ابـــن ســـيرين لـــبعض . المنايـــا

: آيف تـصنعون بـأموالكم قـال : البحريين

نفرقهــا فــي الــسفن فــإن عطــب بعــض

لمـا ولـوال أن الـسالمة أآثـر . سلم بعض

قـــال ابـــن . حملنـــا خزائننـــا فـــي البحـــر

ــاء وهــي صــناع : ســيرين . تحــسبها خرق

ــيكم ــد إشــفاقي عل ــم عن ــت لك إن : وقل

فمـن لـم . للغنى سكرا وإن للمال لنـزوة

يحفظ الغنى من سكر العنى فقد أضاعه

ومن لم يـرتبط المـال بخـوف الفقـر فقـد

وقـال زيـد بـن . فعبتمـوني بـذلك . أهمله

ن غنــي أمــن لــيس أحــد أفقــر مــ : جبلــة

ــر ــن ســكر . الفق ــى أشــد م وســكر الغن

قـــد لـــزم الحـــث علـــى : وقلـــتم. الخمـــر

الحقوق والتزهيد في الفضول حتى صار

يستعمل ذلك في أشـعاره بعـد رسـائله

فمـن ذلـك . وفي خطبه بعد سائر آالمـه

عدو تالد المال : قوله في يحيى بن خالد

فيما ينوبهمنوع إذا مـا منعـه آـان أحزمـا

ــه ــاد ومــن ذلــك قول : فــي محمــد بــن زي

وخليقتان تقى وفـضل تحرموإهانـة فـي

حقه للمال وعبتموني حين زعمت أني

أقــدم المــال علــى العلــم ألن المــال بــه

يغاث العالم وبـه تقـوم النفـوس قبـل أن

ــم وأن األصــل أحــق ــضيلة العل ــرف ف تع

وإن آنـا : بالتفضيل من الفرع وأني قلـت

نــستبين األمــور بــالنفوس فإنــا بالكفايــة

وآيــف : وقلــتم. نــستبين وبالخلــة نعمــى

ــاء ــرئيس الحكم ــل ل ــد قي ــذا وق ــول ه تق

آلعلماء أفـضل أم األغنيـاء : ومقدم األدباء

فمـا بـال العلمـاء : قيـل . بل العلمـاء : قال

ــأتي ــا ي ــر مم ــاء أآث ــواب األغني ــأتون أب ي

لمعرفــة : األغنيــاء أبــواب العلمــاء قــال

ــاء العلمــاء بفــضل الغنــى ولجهــل األغني

: فقلـت ) ١٠: الـصفحة . ( بفضل العلم

وآيــف . حالهمــا هــي القاضــية بينهمــا

يستوي شيء تـرى حاجـة الجميـع إليـه

ــه عــن بعــض وشــيء يغــي بعــضهم في

إن فـضل الغنـي : وعبتموني حـين قلـت

على القوت إنما هو آفضل اآللـة حنيفـة

ــتعملت وإن ــا اسـ ــيج إليهـ ــدار إن احتـ الـ

ــدة ــت ع ــا آان ــال . اســتغنى عنه ــد ق وق

وددت أن لــي مثــل : منـذر الحـضين بــن ال

فمـا : قيـل . أحد ذهبا ال أنتفع منه بشيء

لكثرة مـن يخـدمني : ينفعك من ذلك قال

عليك بطلب الغنى فلو : وقال أيضا . عليه

لم يكن لك فيه إال أنه عز في قلبـك وذل

في قلب غيرك لكان الحـظ فيـه جـسيما

ولــسنا نــدع ســيرة . والنفــع فيــه عظيمــا

اء وتأديـب الحكمـاء األنبياء وتعلـيم الخلفـ

آـان رسـول اهللا صـلى : ألصحاب األهواء

ــاذ ــاء باتخ ــأمر األغني ــه وســلم ي اهللا علي

: " وقــال. الغــنم والفقــراء باتخــاذ الــدجاج

ــادك ". درهمـــك لمعاشـــك ودينـــك لمعـ

. فقسموا األمور آلها على الدين والـدنيا

. ثم جعلوا أحد قـسمي الجميـع الـدرهم

: نـه وقال أبـو بكـر الـصديق رضـي اهللا ع

ــون رزق ــت ينفق إنــي ألبغــض أهــل البي

وآــانوا يبغــضون أهــل . األيـام فــي اليــوم

ضـع : وآان هشام يقـول . البيت اللحمين

ونهـى . الدرهم على الـدرهم يكـون مـاال

أبــو األســود الــدؤلي وآــان حكيمــا أديبــا

وداهيا أريبا عن جودآم هذا المولد وعـن

إذا : فقـال البنـه . آرمكم هذا المستحدث

هللا لـك الـرزق فابـسط وإذا قـبض بسط ا

ــاقبض ــود . ف ــإن اهللا أج ــاود اهللا ف وال تج

درهـم مـن حـل يخـرج فـي : وقـال . منك

وتلقـط . حق خير مـن عـشرة آالف قبـضا

تضيعون مثـل هـذا : عرندا من بزيم فقال

! وهو قوت امرئ مسلم يومـا إلـى الليـل

وتلقــط أبــو الــدرداء حبــات حنطــة فنهــاه

ابـــن لـــيهن: فقـــال. بعـــض المـــسرفين

ــسية ــه فــي ! العب ــرء رفق ــة الم إن مرفق

فلــستم علــي تــردون وال رأي . معيــشته

. فقـــدموا النظـــر قبـــل العـــزم . تفنـــدون

. وتذآروا ما عليكم قبل أن تذآروا ما لكـم

نبــدأ بأهــل خراســان إلآثــار . والــسالم

ونخـص بـذلك . الناس في أهل خراسان

: قال أصحابنا . أهل مرو بقدر ما خصوا به

لزائـر إذا أتـاه وللجلـيس يقول المـروزي ل

: تغذيت اليوم فإن قـال : إذا طال جلوسه

لــوال أنــك : نعــم قــال ) ١١: الــصفحة (

ال : وإن قـال . تغديت لغـديتك بغـداء طيـب

لــو آنــت تغــديت لــسقيتك خمــس : قــال

فال يصير في يـده علـى الـوجهين . أقداح

وآنت في منزل ابـن أبـي . قليل وال آثير

ي أتوضأ مـن فرآن. آريمة وأصله من مرو

ــوز خــزف فقــال ســبحان اهللا تتوضــأ : آ

لـيس : قلـت ! بالعذب والبئـر لـك معرضـة

فتفسد : قال. بعذب إنما هو من ماء البئر

فلــم أدر آيــف ! علينــا آوزنــا بالملوحــة

أتخلص منـه وحـدثني عمـرو بـن نهيـوي

فــدخل . تغــديت يومــا عنــد الكنــدي: قــال

. عليه رجل آان له جارا وآان لي صـديقا

. رض عليــه الطعــام ونحــن نأآــلفلــم يعــ

: قــــال. وآــــان أبخــــل مــــن خلــــق اهللا

سـبحان اهللا لـو : فاستحييت منـه فقلـت

قـد : قـال ! دنوت فأصبت معنـا ممـا نأآـل

مــا بعــد اهللا : فقــال الكنــدي. واهللا فعلــت

ــا ال : قــال عمــر! شــيء فكتفــه واهللا آتف

ولو . يستطيع معه قبضا وال بسطا وترآه

يده لكان آـافرا مد يده لكان آافرا ولو مد

- جــل ذآــره -أو لكــان قــد جعــل مــع اهللا

ولــيس هــذا الحــديث ألهــل مــرو ! شــيئا

وقــال . ولكنــه مــن شــكل الحــديث األول

لم أر الديك في بلدة قط فال وهـو : ثمامة

القط يأخذ الحبة بمنقاره ثم يلفظها قدام

الدجاجة فال ديكة مرو فإني رأيـت ديكـة

رهـا مـن مرو تسلب الدجاج ما في مناقي

فعلمت أن بخلهم شيء في : قال! الحب

فمـن ثـم . طبع البالد وفـي جـواهر المـاء

ــوانهم ــع حيـ ــتم جميـ ــذا . عـ ــدثت بهـ فحـ

آنـت عنـد : الحديث أحمد بن رشيد فقال

شــيخ مــن أهــل مــرو وصــبي لــه صــغير

يلعب بين يديه فقلـت لـه إمـا عابثـا وإمـا

ــا ــزآم قــال : ممتحن ال : أطعمنــي مــن خب

فاسقني من مائكم : فقلت! تريده هو مر

هـات مـن : قلـت ! ال تريده هو مـالح : قال

إلـى ! ال تريده هو آذا وآذا : آذا وآذا قال

آل ذلك يمنعنيـه . أن عددت أصنافا آثيرة

ما ذنبنا : فضحك أبوه وقال ! ويبغضه إلي

يعني أن البخل ! هذا من علمه ما تسمع

. طبــع فــيهم وفــي أعــراقهم وطينــتهم

ترافقوا فـي وزعم أصحابنا أن خراسانية

منزل وصبروا عن اإلرتفاق بالمـصباح مـا

. أمكن الصبر ثم إنهـم تناهـدوا وتخـارجوا

وأبى واحـد مـنهم أن يغيـنهم وأن يـدخل

فكانوا إذا جاء المصباح . في العزم معهم

وال يزال وال يزالـون ! شدوا عينيه بمنديل

. آذلك إلـى أن ينـاموا ويطفئـوا المـصباح

ــوا أطلقــوا عينيــه ــا !فــإذا أطفئ ورأيــت أن

حمارة منهم زهاء خمسين رجال يتغـدون

على مباقل بحـضرة قريـة األعـراب فـي

فلــم أر مــن . طريــق الكوفــة وهــم حجــاج

جميع الخمسين رجلين يأآالن معا وهـم

متقــاربون ) ١٢: الــصفحة ( فــي ذلــك

وهـذا الـذي رأيتـه . يحدث بعـضهم بعـضا

حدثني . منهم من غريب ما يتفق للناس

عمـــران قـــال رجـــل مـــنهم مـــويس بـــن

لـــصاحبه وآانـــا إمـــا متـــزاملين وإمـــا

لم ال نتطاعم فإن لم نتطـاعم : مترافقين

فإن يد اهللا مع الجماعـة وفـي االجتمـاع

طعـام اإلثنـين : وما زالوا يقولـون . البرآة

. يكفي ثالثة وطعام الثالثة يكفي األربعة

لوال أني أعلم أنك آآـل : فقال له صاحبه

الكـالم فـي بـاب مني ألدخلـت لـك هـذا

ــه . النــصيحة فلمــا آــان الغــد وأعــاد علي

يـا عبـد اهللا معـك رغيـف : القول قـال لـه

ولوال أنك تريد أآثر ما آـان . ومعي رغيف

ــؤاآلتي ــد الحــديث ! حرصــك علــى م تري

والمؤانسة اجعـل الطبـق واحـدا ويكـون

ومـا أشـك . رغيف آل منـا قـدام صـاحبه

ــي ــصف رغيف ــك ون ــت رغيف ــك إذا أآل أن

ــاســتجده مبا ــي أن ! رآ ــان ينبغ ــا آ غنم

وقـال خاقـان بـن . أآون أجـده أنـا ال أنـت

دخلـــت علـــى رجـــل مـــن أهـــل : صـــبيح

خراسان ليال وإذا هو قـد أتانـا بمـسرجة

فيها فتيلة فـي غايـة الدقـة وإذا هـو قـد

ألقى في دهن المسرجة شيئا من ملح

وقد علق على عمود المنارة عودا بخـيط

. للربـاط وقد حز فيه حتى صار فيه مكان

فكان المصباح إذا آـاد ينطفـئ أشـخص

مـا : فقلـت لـه : قـال . رأس الفتيلة بـذلك

هــذا عــود قــد : بــال العــود مربوطــا قــال

ــدهن ــشرب ال ــظ . ت ــم يحف ــإن ضــاع ول ف

فإذا آان هذا . احتجنا إلى واحد عطشان

دأبنا ودأبه ضـاع مـن دهننـا فـي الـشهر

فبينـا أنـا أتعجـب : قـال . بقدر آفاية ليلـة

- جــل ذآــره -ســأل اهللا فــي نفــسي وأ

العافية والستر إذ دخـل شـيخ مـن أهـل

يـا أبـا فـالن : مرو فنظر إلى العـود فقـال

. فررت من شيء ووقعت فـي شـبيه بـه

أما تعلم أن الريح والشمس تأخـذان مـن

سائر األشـياء أو لـيس قـد آـان البارحـة

ــد ــو عنـ ــاء الـــسراج أروى وهـ ــد إطفـ عنـ

ــا ــت أن ــد آن ــة أعطــش ق إســراجك الليل

مثلك حتى وفقني اهللا إلى ما هو جاهال

بدل العـود إبـرة أو -! عافاك اهللا -. أرشد

وعلـى أن العـود والخـالل . مسلة صغيرة

والقــصبة ربمــا تعلقــت بهــا الــشعرة مــن

قطن الفتيلة إذا سويناها بهـا فتـشخص

ــا ــاء . معه ــك ســببا النطف ــان ذل ــا آ وربم

وهـو مـع ذلـك . والحديـد أملـس . السراج

ففي تلك الليلـة : قانقال خا . غير نشاف

عرفت فضل أهـل خراسـان علـى سـائر

النــاس وفــضل أهــل مــرو علــى أهــل

دخـل أبـو : قال مثنى بن بشير ! خراسان

عبد اهللا المـروزي علـى شـيخ مـن أهـل

) ١٣: الـصفحة ( خراسان وإذا هو قـد

استصبح فـي مـسرجة خـزف مـن هـذه

ــضر ــة الخ ــشيخ . الخزفي ــه ال ــال ل ال : فق

عاتبتـك ! ر صـالح أبـدا يجيء واهللا منك أم

. في مسارج الحجارة فأعتبتني بـالخزف

أو علمت أن الخـزف والحجـارة يحـسوان

دفعتهـا ! جعلت فداك : الدهن حسوا قال

ــي ــا ف ــان فألقاه ــي ده ــديق ل ــى ص إل

المصفاة شهرا حتـى رويـت مـن الـدهن

: قـال . ريا ال تحتاج معـه أبـدا إلـى شـيء

وقــد . لــيس هــذا أريــد هــذا دواؤه يــسير

ولكـن مـا علمـت أن موضـع . عت عليه وق

النار من المـسجة فـي طـرف الفتيلـة ال

ينفك من إحراق النار وتجفيفه وتنـشيف

ما فيه ومتى ابتل بالدهن وتسقاه عادت

فلو قست . هذا دأبهما . النار عليه فأآلته

ما يـشرب ذلـك المكـان مـن الـدهن بمـا

يــستمده طــرف الفتيلــة منــه لعلمــت أن

ا فـإن ذلـك الموضـع وبعد هـذ . ذلك أآثره

ــزال ســائال ــة والمــسرجة ال ي مــن الفتيل

إنك متى وضـعت مـسرجة : ويقال. جاريا

فيها مـصباح وأخـرى ال مـصباح فيهـا لـم

ــرى ــى تـ ــين حتـ ــة أو ليلتـ ــث إال ليلـ تلبـ

واعتبـر أيـضا ذلـك . السفلى مآلنـة دهنـا

بــالملح الــذي يوضــع تحــت المــسرجة

ــاك لتــسويتها ــة التــي توضــع هن والنخال

. بها آيف تجـدهما ينعـصران دهنـا وتصوي

وهذا آله خسران وغبن ال يتهـاون بـه إال

ــساد ــحاب الف ــسدين . أص ــى أن المف عل

غنمــا يطعمــون النــاس ويــسقون النــاس

وهــم علــى حــال يــستخلفون شــيئا وإن

وأنت إنما تطعم النـار وتـسقي . آان روثا

ــار ــار جعلــه اهللا يــوم . الن ومــن أطعــم الن

فكيـف : ال الـشيخ ق! القيامة طعاما للنار

. تتخــذ قنــديال: قــال! أصــنع جعلــت فــداك

والزجـاج ال . فإن الزجاج أحفظ مـن غيـره

ــشف وال يقبـــل ــح وال النـ ــرف الرشـ يعـ

األوساخ التي ال تزول إال بالدلك الـشديد

وأيهمــا آــان فإنــه يعيــد . أو بــإحراق النــار

وازجــاج . المــسرجة إلــى العطــش األول

أبقــى علــى المــاء والتــراب مــن الــذهب

وهــو مــع ذلــك مــصنوع والــذهب . اإلبريــز

فــإن فــضلت الــذهب بالــصالبة . مخلــوق

والزجــاج مجــل . فــضلت الزجــاج بالــصفاء

وألن الفتيلـة إنمـا تكـون . والذهب سـتار

فــي وســطه فــال تحمــي جوانبــه بــوهج

المــصباح آمــا تحمــي بموضــع النــار مــن

وإذا وقــع شــعاع النــار علــى . المــسرجة

نــديل جــوهر الزجــاج صــار المــصباح والق

مــصباحا واحــدا ورد الــضياء آــل واحــد

واعتبر ذلك بالشعاع . منهما على صاحبه

الذي يسقط علـى وجـه المـرآة أو علـى

وجه الماء أو على الزجاجة ثم انظر آيف

وإن آـان سـقوطه علـى . يتضاعف نـوره

وقـال . عين إنسان أعـشاه وربمـا أعمـاه

اهللا نـور : " ذآـره ) ١٤: الـصفحة ( جل

مثــل نــوره آمــشكاة . واألرضالــسموات

. المـــصباح فـــي زجاجـــة. فيهـــا مـــصباح

ــا آوآــب دري يوقــد مــن والزجاجــة آأنه

ــرقية وال ــة ال شـ ــة زيتونـ ــجرة مبارآـ شـ

يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه . غربية

يهـدي اهللا لنـوره مـن . نور علـى نـور . نار

والزيت فـي الزجاجـة نـور علـى ". يشاء

هـذا مـع . نور وضوء علـى ضـوء مـضاعف

ــسن ــديل علـــى حـ ــسن القنـ ــضل حـ فـ

وأبـو عبـد اهللا . مسارج الحجارة والخـزف

هذا آان من أطيب الخلق وأملحهم بخـال

دخـل علـى ذي اليمينـين . وأشدهم أدبـا

طـــاهر بـــن الحـــسن وقـــد آـــان يعرفـــه

منـذ : فقـال لـه . بخراسان بسبب الكـالم

آــم أنــت مقــيم بــالعراق يــا أبــا عبــد اهللا

وأنا . سنةأنا بالعراق منذ عشرين : فقال

ــذ أربعــين ســنة ــدهر من ــال. أصــوم ال : ق

سـألناك يـا أبـا عبـد : فضحك طاهر وقال

! اهللا عن مـسألة وأجبتنـا عـن مـسألتين

ومن أعاجيب أهل مـرو مـا سـمعناه مـن

ــدهر ــه ال ــى وج ــشايخنا عل ــك أن . م وذل

رجال من أهل مرو آان ال يزال يحج ويتجر

وينــزل علــى رجـــل مــن أهــل العـــراق

ثم آـان آثيـرا مـا . ؤنتهفيكرمه ويكفيه م

ليــت أنــي رأيتــك : يقــول لــذلك العراقــي

بمرو حتى أآافئـك لقـديم إحـسانك ومـا

فأمـا . تجدد لي من البـر فـي آـل قدمـة

ــي ــاك اهللا عنـ ــد أغنـ ــا فقـ ــال. هاهنـ : قـ

فعرضت لذلك العراقـي بعـد دهـر طويـل

فكـان ممـا هـون . حاجة في تلك الناحية

عليـه مكابـدة الـسفر ووحـشة االغتـراب

فلمـا قـدم مـضى . المروزي هنـاك مكان

نحــوه فــي ثيــاب ســفره وفــي عمامتــه

وقلنسوته وآسائه ليحط رحله عنده آما

فلمـا . يصنع الرجل بثقته وموضـع أنـسه

ــه ــدا فــي أصــحابه أآــب علي وجــده قاع

فلم يره أثبتـه وسـأل بـه سـؤال . وعانقه

: قـال العراقـي فـي نفـسه . من رآه قـط

مــى فر. لعــل إنكــاره إيــاي لمكــان القنــاع

. فكـان لـه أنكـر . بقناعته وابتـدأ مـسألته

لعله أن يكون إنمـا أتـي مـن قبـل : فقال

ــا ثـــم انتـــسب وجـــدد . العمامـــة فنزعهـ

: قـال . مسألته فوجده أشد ما آان إنكارا

وعلم . فلعله إنما أتي من قبل القلنسوة

المروزي أنـه لـم يبـق شـيء يتعلـق بـه

لــو خرجــت : قــال. المتغافــل والمتجاهــل

وزعموا أنهـم ربمـا !. أعرفكمن جلدك لم

ترافقوا وتزاملوا فتناهـدوا وتالزقـوا فـي

وإذا اشتروا اللحـم قـسموه . شراء اللحم

قبل الطبخ وأخذ آل إنسان منهم نـصيبه

فشكه بخوصة أو بخـيط ثـم أرسـله فـي

فإذا طبخوا تناول آل . خل القدر والتوابل

ــد علمــه بعالمــة ــسان خيطــه وق ــم . إن ث

١٥: الـصفحة ( ثـم ال . اقتسموا المرق

يزال أحدهم يسل مـن الخـيط القطعـة )

بعد القطعة حتى يبقى الحبـل ال شـيء

فـإن أعـادوا . ثم يجمعـون خيـوطهم . فيه

المالزقــة أعــادوا تلــك الخيــوط ألنهــا قــد

وليس تناهـدهم . تشربت الدسم ورويت

من طريق الرغبة فـي المـشارآة ولكـن

ألن بضاعة آل واحد منهم ال تبلـغ مقـدار

ذي يحتمل أن يطبخ وحده وألن المؤنـة ال

تخــف أيــضا فــي الحطــب والخــل والثــوم

وألن القـدر الواحـدة أمكـن مـن . والتوابل

فإنمـا . أن يقدر آل واحد منهم على قـدر

يختارون السكباج ألنه أبقى علـى األيـام

حـدثني أبـو إسـحاق . وأبعد من الفـساد

قلـت مـرة : إبراهيم بن سيار النظام قـال

أعرنـي : من أهل خراسـان لجار آان لي

قـد آـان : قـال . مقالآم فإني أحتاج إليـه

فاسـتعرت مـن . لنا مقلـى ولكنـه سـرق

جار لـي آخـر فلـم يلبـث الخراسـاني أن

سمع نشيش اللحم في المقلـى وشـم

مـا فـي : فقال لـي آالمغـضب . الطباهج

لو آنت خبرتني أنـك : األرض أعجب منك

خبرتنـــي أنـــك تريـــده للحـــم أو لـــشحم

ــده ! ســرعلوجــدتني أ ــا خــشيتك تري إنم

وحديد المقلى يحتـرق إذا آـان . للباقلى

وآيـف ال . الذي يقلـى فيـه لـيس بدسـم

أعيــرك إذا أردت الطبــاهج والمقلــى بعــد

الرد من وقـال أبـو إسـحاق إبـراهيم بـن

دعانا جار لنا فأطعمنا تمـرا : سيار النظام

وســمنا ســالء ونحــن علــى خــوان لــيس

ــرت والخراســا ــا ذآ ــه إال م ــا علي ني معن

فرايته يقطر السمن علـى الخـوان . يأآل

فقلــت لرجــل إلــى . حتــى أآثــر مــن ذلــك

ما ألبي فالن يضيع سـمن القـوم : جنبي

ويــسيء المؤاآلــة ويغــرف فــوق الحــق

: قال! ال واهللا : وما عرفت علته قلت : قال

الخوان خوانه فهو يريد أن يدسمه ليكون

ولقـد طلـق امرأتـه وهـي أم . آالدبغ لـه

نــه رآهــا غــسلت خوانــا لــه بمــاء أوالده أل

وقـال أبـو ! هـال مـسحته : فقـال لهـا . حار

آــان معنــا فــي الــسفينة ونحــن : نــواس

وآـان . نريد بغداد رجل من أهل خراسان

وآان يأآل وحده . من عقالئهم وفهمائهم

لـيس : لـم تأآـل لوحـدك قـال : فقلت لـه

إنمــا . علــي فــي هــذا الموضــع مــسألة

ة ألن المسألة على من أآل مـع الجماعـ

ــف ــو التكل ــك ه ــو . ذل ــدي ه ــي وح وأآل

ــي . األصــل ــادة ف ــري زي ــع غي ــي م وأآل

وحــدثني إبــراهيم بــن الــسندي . األصــل

آان على ربع الشاذروان شـيخ لنـا : قال

وآـان مـصححا بعيـدا . من أهل خراسـان

مــن الفــساد ومــن الرشــا ومــن الحكــم

وآذلك آان فـي . وآان حفيا جدا . بالهوى

ه فـي نفقاتـه إمساآه وفي بخله وتدنيق

وآلن ال يأآل إال مـا البـد منـه وال يـشرب

ــشهد أن ــصفحة( إال ون ــدا ) ١٦: ال محم

غير أنه آان فـي . عبده ورسوله البد منه

غداة آل جمعـة يحمـل معـه منـديال فيـه

جردقتان وقطع لحم سكباج مبرد وقطـع

جبن وزيتونـات وصـرة فيهـا ملـح وأخـرى

. دفيها أشنان وأربع بيضات ليس منهـا بـ

ويمضي وحده حتـى يـدخل . ومعه خالل

ــساتين الكــرخ ويطلــب موضــعا . بعــض ب

. تحت شجرة وسط خضرة وعلى ماء جار

فإذا وجـد ذلـك جلـس وبـسط بـين يديـه

المنــديل وأآــل مــن هــذا مــرة ومــن هــذا

فإن وجـد قـيم ذلـك البـستان رمـى . مرة

اشـتر لـي بهـذا أو : إليه بـدرهم ثـم قـال

ــا إن آــان فــي ز مــان أعطنــي بهــذا رطب

. الرطب أو عنبا إن آان في زمـان العنـب

إيـاك إيـاك أن تحـابيني ولكـن : ويقول له

تجود لي فإنك إن فعلت لم آآله ولم أعد

واحـــذر الغـــبن فـــإن المغبـــون ال . إليـــك

فإن أتـاه بـه أآـل آـل . محمود وال مأجور

ثم تخلـل . سيء معه وآل شيء أتى به

ثــم يمــشي مقــدار مائــة . وغــسل يديــه

ع جنبـه فينـام إلـى وقـت ثـم يـض . خطوة

ثم ينتبه فيغتسل ويمضي إلـى . الجمعة

قـال . هذا آان دأبه آـل جمعـة . المسجد

فبينا هـو يومـا مـن أيامـه يأآـل : إبراهيم

في بعض المواضع إذ مر به رجل فسلم

عافـاك -هلم : ثم قال . عليه فرد السالم

ــى ! اهللا ــد انثن ــى الرجــل ق ــا نظــر إل فلم

ــد أن يطفــر الجــدو ــا يري ل أو يعــدي راجع

مكانــك فــإن العجلــة مــن : النهــر قــال لــه

ــشيطان ــل ! عمــل ال فوقــف الرجــل فأقب

: تريـد مـاذا قـال : عليه الخراساني وقـال

ــد أن أتغــدى ــم ذلــك وآيــف : قــال. أري ول

طمعت في هذا ومن أباح لك مالي قـال

! ويلـك : أو ليس قد دعوتني قـال : الرجل

لو ظننت أنك هكذا أحمق ما رددت عليك

يين فيمـا نحـن فيـه أن نكـون اآل. السالم

إذا آنت أنا الجالس وأنت المار تبـدأ أنـت

ــسلم ــك . فت ــا ل ــذ مجيب ــا حينئ ــأقول أن : ف

فـإن آنـت ال آآـل شـيئا . وعليكم السالم

أنا وسكت أنتن ومضيت أنت وقعـدت أنـا

وإن آنت آآـل فهاهنـا بيـان ! على حالي

هلم وتجيـب : وهو أن أبدأ أنا فأقول : آخر

. فيكـون آـالم بكـالم . اهنيئـ : أنت فتقـول

فأما آالم بفعال وقـول بأآـل فهـذا لـيس

وهــذا يخــرج علينــا فــضال ! مــن اإلنــصاف

فورد على الرجـل شـيء لـم : قال! آثيرا

فشهر بـذلك فـي تلـك . يكن في حسابه

) ١٧: الـصفحة ( قـد : الناحية وقيل له

. أعفينــاك مــن الــسالم ومــن تكلــف الــرد

مـا هـو أن إن. ما بي إلى ذلك حاجة : قال

أعفي أنا نفسي من هلـم وقـد اسـتقام

ومثل هذا الحـديث مـا حـدثني بـه ! األمر

محمد بن يسير عن وال آان بفـارس إمـا

: قـال . أن يكون جالدا أخا مهرويه أو غيره

بينا هو يوما فـي مجلـس وهـو مـشغول

بحسابه وأمره وقد احتجب جهده إذ نجم

شاعر من بين يديه فأنشده شعرا مدحه

قـد : فلمـا فـرغ قـال . وقرظه ومجـده فيه

ــه فقــال . أحــسنت ــم أقبــل علــى آاتب : ث

ففـرح الـشاعر . أعطه عشرة آالف درهم

: فلما رأى حاله قال . فرحا قد يستطار له

وإني ألرى هذا القول قد وقـع منـك هـذا

وآـاد . الموقع اجعلها عشرين ألف درهم

فلما رأى فرحـه ! الشاعر يخرج من جلده

فرحــك ليتــضاعف وإن : قــد تــضاعف قــال

أعطـه يـا فـالن ! على قدر تضاعف القول

ــا ــين ألف ــه . أربع ــرح يقتل ــاد الف ــا . فك فلم

جعلـت -أنـت : رجعت إليه نفسه قال له

وأنـا أعلـم أنـك آلمـا . رجل آريم -! فداك

رأيتنـــي قـــد ازددت فرحـــا زدتنـــي فـــي

وقبول هذا منك ال يكـون إال مـن . الجائزة

: لقـا . ثـم دعـا لـه وخـرج ! قلة الشكر له

! ســبحان اهللا: فأقبــل عليــه آاتبــه فقــال

هذا آان يرضى منك بأربعين درهما تأمر

وتريـد ! ويلك: قال! له بأربعين ألف درهم

ومن إنفاذ أمرك بـد : أن تعطيه شيئا قال

! يا أحمق إنما هذا رجل سرنا بكالم : قال

هــو حــين زعــم أنــي أحــسن مــن القمــر

وأشد من األسد وأن لـساني أقطـع مـن

وأن أمري أنفذ من السنان جعـل السيف

في يـدي مـن هـذا شـيئا أرجـع بـه إلـى

شيء نعلم أنه قد آذب ولكنه قـد سـرنا

فنحن أيضا نـسره بـالقول . حين آذب لنا

فيكـون . ونأمر له بالجوائز وإن آـان آـذبا

فأمـا أن يكـون . آذب بكـذب وقـول بقـول

آذب بصدق وقول ويقـال إن هـذا المثـل

العـوام مـن الذي قد جـرى علـى ألـسنة

ينظــر إلــي شــزرا آــأني أآلــت : قــولهم

. اثنين وأطعمته واحدا إنما هو ألهل مـرو

لــو ال أننــي أبنــي : وقــال المــروزي: قــال

وقلــت : قــال. مدينــة لبنيــت آريــا لــدابتي

: ألحمد بن هشام وهو يبني داره ببغـداد

إذا أراد اهللا ذهاب مال رجـل سـلط عليـه

اد اهللا ال بــل إذا أر: قــال. الطــين والمــاء

واهللا ! ذهاب مال رجل جعله يرجو الخلف

ما أهلك الناس وال أقفر بيـوتهم وال تـرك

ــالخلف ــا ! دورهــم بالقــع إال اإليمــان ب وم

! ( رأيــت جنــة قــط أوقــى مــن اليــأس

وســمع رجــل مــن : قــال ) ١٨: الــصفحة

المراوزة الحسن وهو يحث الناس علـى

مــا : المعــروف ويــأمر بالــصدقة ويقــول

زآـاة ويعـدهم سـرعة نقص مال قط من

. فتـــصدق بمالـــه آلـــه فـــافتقر. الخلـــف

فلما لم ير شيئا بكـر . فانتظر سنة وسنة

حــسن مــا صــنعت : علــى الحــسن فقــال

ضــمنت لــي الخلــف فأنفقــت علــى ! بــي

وأنا اليوم مذ آذا وآذا سنة أنتظر . عدتك

هـذا ! ما وعدت ال أرى منه قليال وال آثيرا

يحل لك آللص آـان يـصنع بـي أآثـر مـن

ومـن . هذا والخلف يكون معجـال ومـؤجال

تــــصدق وتــــشرط الــــشروط اســــتحق

ولو آان هـذا علـى مـا توهمـه . الحرمان

ــه ســاقطة ــة في ــت المحن المــروزي لكان

ولتــرك النــاس التجــارة ولمــا بقــي فقيــر

أصبح ثمامـة شـديد الغـم حـين احترقـت

: وآان آلما دخل عليه إنـسان قـال . داره

ذلــك فلمــا آثــر ! الحريــق ســريع الخلــف

اللهـم ! فلنستحرق اهللا : القول منهم قال

!. إني أستحرقك فـأحرق آـل شـيء لنـا

وليس هذا الحديث مـن حـديث المـراوزة

ــشاآله ــا ي ــى م ــا ضــممناه إل ــال . ولكن ق

إن مـن : سجادة وهو أبو سـعيد سـجادة

المراوزة إذا لبسوا الخفـاف فـي الـستة

األشــهر التــي ال ينزعــون فيهــا خفــافهم

امهم ثالثة أشهر يمشون على صدور أقد

. مخافة أن تنجرد نعال خفـافهم أو تنقـب

وحكــى أبــو إســحاق إبــراهيم بــن ســيار

النظــام عــن جــاره المــروزي أنــه آــان ال

يلبس خفا وال نعال إلى أن يـذهب النبـق

ــق ــي الطريـ ــوى فـ ــرة النـ ــابس لكثـ اليـ

ورآنــي مــرة مصــصت : قــال. واألســواق

قــصب ســكر فجمعــت مــا مصــصت مــاءه

إن آنـت ال ينـور لـك وال :فقال. ألرمي به

وإيـاك . عيال فهبه لمن تنور وعليه عيـال

أن تعــود نفــسك هــذه العــادة فــي أيــام

خفة ظهرك فإنك ال تـدري مـا يأتيـك مـن

) ١٩: الصفحة . ( العيال

قصة أهل البصرة من المسجديين

اجتمـع نـاس : قال أصـحابنا منـة المـسجديين

ة في المسجد ممن ينتحل االقتصاد في النفق

وقد . والتنمية للمال من أصحاب الجمع والمنع

آان هذا المذهب صار عندهم آالنسب الـذي

يجمع على التحـاب وآـان الـذي يجمـع علـى

وآانوا إذا التقـوا فـي حلقهـم تـذاآروا . التناصر

فقـال شـيخ . هذا البـاب وتطـارحوة وتدارسـوه

ملـح أجـاج - آما قد علمـتم -ماء بئرنا : منهم

وال تسيغه اإلبل وتمـوت عليـه ال يقربه الحمار

وفــي تكلــف العــذب . والنهــر منــا بعيــد. النخــل

فكنا نمزج منه للحمار فاعتل عنـه . علينا مؤنة

ــه ــن أجل ــا م ــتفض علين ــك . وان ــد ذل ــصرنا بع ف

وآنت أنـا والنعجـة آثيـرا . نسقيه العذب صرفا

ما نغتـسل بالعـذب مخافـة أن يعتـري جلودنـا

كـان ذلـك ف. منه مثل ما اعتـرى جـوف الحمـار

ثـم انفـتح . الماء العذب الصافي يـذهب بـاطال

لــي بــاب مــن اإلصــالح فعمــدت إلــى ذلــك

ــأ فجعلـــت فـــي ناحيـــة منـــه حفـــرة المتوضـ

وصهرجتها وملستها حتى صارت آأنها صـخرة

فـنحن اآلن إذا . وصوبت إليها المسيل . منقورة

اغتــسلنا صــار المــاء إليهــا صــافيا لــم يخالطــه

ولـيس . قـزز لـه منـه والحمـار أيـضا ال ت . شيء

وما علمنا أن آتابـا . علينا حرج في سقيه منه

فربحنـا هـذه منـذ . حرمه وال سـنة نهـت عنـه

أيام وأسقطنا مؤنـة عـن الـنفس والمـال مـال

فأقبـل علـيهم . وهذا بتوفيـق اهللا ومنـه . القوم

هل شـعرتم بمـوت مـريم الـصناع : شيخ فقال

. فإنها آانت من ذوات االقتصاد وصاحبة إصـالح

نوادرهـــا آثيـــرة : قـــال. فحـــدثنا عنهـــا: الواقـــ

ولكنــي أخبــرآم عــن واحــدة . وحــديثها طويــل

زوجـت ابنتهـا : وما هي قال : قالوا. فيها آفاية

ــذهب ــا ال ــشرة فحلته ــي ع ــت اثنت ــي بن وه

والفضة وآستها المروى والوشي والقز والخـز

وعلقت المعصفر ودقت الطيب وعظمت أمرها

أنـى : زوجهـا فقال لها . من قدرها عند األحماء

: قــال. هــو مــن عنــد اهللا: هــذا يــا مــريم قالــت

واهللا مـا . دعي عنك الجملة وهـاتي التفـسير

وما أنـت . آنت ذات مال قديما وال ورثته حديثا

إال أن . بخائنة في نفـسك وال فـي مـال بعلـك

وآيـف دار األمـر ! تكوني قد وقعـت علـى آنـز

ــذه ــي ه ــة وآفيتن ــي مؤن ــد أســقطت عن فق

اعلم أني منذ يـوم ولـدتها إلـى : قالت. النائبة

أن زوجتهــا آنــت أرفــع مــن دقيــق آــل عجنــة

ــة ــا . حفن ــصفحة ( وآن ــد - ) ٢٠: ال ــا ق آم

فـإذا اجتمـع . نخبز في آـل يـوم مـرة -علمت

ثبت اهللا رأيك : قال زوجها . من ذلك مكوك بعته

ولقد أسعد اهللا من آنـت لـه سـكنا ! وأرشدك

شـبهه قـال ولهـذا و ! وبارك لمن جعلت له إلفا

مـن الـذود : رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم

وإنــي ألرجــو أن يخــرج ولــدك . إلــى الــذود إبــل

. على عرقك الصالح وعلـى مـذهبك المحمـود

فــنهض القــوم بــأجمعهم إلــى جنازتهــا وصــلوا

ثــم انكفــؤا إلــى زوجهــا فعــزوه علــى . عليهــا

ثـم انـدفع شـيخ . مصيبته وشارآوه في حزنـه

حقروا صغار األمـور فـإن يا قوم ال ت : منهم فقال

ــغير ــر ص ــل آبي ــى شــاء اهللا أن يعظــم . آ ومت

وهـل بيـوت . صغيرا عظمه وأن يكثر قليال آثره

األموال إال درهم إلـى درهـم وهـم الـذهب إال

قيراط إلى جنب قيراط وليس آذلك رمل عالج

ــوت إال ــوال بي ــت أم ــل اجتمع ــر وه ــاء البح وم

بدرهم من هاهنا ودرهم من هاهنا فقد رأيـت

صاحب سفط قد اعتقد مائة جريـب فـي أرض

العرب ولربما رأيته يبيع الفلفل بقيراط الحمص

بقيراط فأعلم أنه لم يربح في ذلـك الفلفـل إال

فلـم يـزل . الحبة والحبتين من خشب الفلفـل

ــا ــع م ــى اجتم ــار حت ــصغار الكب ــن ال ــع م يجم

اشـتكيت : ثـم قـال !. اشترى بـه مائـة جريـب

صـابني فـأمرني أياما صدري من سعال آـان أ

وأشــار علــى آخــرون . قــوم بالفانيــذ الــسكري

بالحريرة تتخذ من النشاستج والـسكر ودهـن

فاستثقلت المؤنـة وآرهـت . اللوز وأشباه ذلك

فبينا أنا أدافع األيـام إذ . الكلفة ورجوت العافية

عليـك بمـاء النخالـة : قال لي بعض المـوفقين

فحسوت فإذا هو طيب جدا وإذا . فاحسه حارا

فما جعت وال اشتهيت الغـذاء فـي : هو يعصم

ــوم إلــى الظهــر ــا فرعــت مــن . ذلــك الي ــم م ث

لـم : غدائي وغسل يدي حتى فقلـت للعجـوز

ال تطبخين لعيالنـا فـي آـل غـداة نخالـة فـإن

ماءهــا جــالء للــصدر وقوتهــا غــذاء وعــصمة ثــم

فتبيعين . تجففين بعد النخالة فتعود آما آانت

ونكون قـد ربحنـا إذا الجميع بمثل الثمن األول

أرجو أن يكون اهللا : قالت! فضل ما بين الحالين

قد جمع بهذا السعال مـصالح آثيـرة لمـا فـتح

اهللا لك بهذه النخالـة التـي فيهـا صـالح بـدنك

وما أشـك أن تلـك المـشهورة آانـت ! معاشك

صـدقت مثـل هـذا ال : قال القـوم ! من التوفيق

ل ثم أقب .! يكتسب بالرأي وال يكون إال سماويا

آنــا نلقــي مــن الحــراق : علــيهم شــيخ فقــال

( والقداحـــة جهـــدا ألن الحجـــارة آانـــت إذا

انكسرت حروفها واستدارت ) ٢١: الصفحة

آلـت ولـم تقـدح قـدح خيـر وأصـلدت فلـم تــور

وقـد آـان الحجـر . وربما أعجلنا المطر والوآـف

أيــضا يأخــذ مــن حــروف القداحــة حتــى يــدعها

ــالغالء فكنــت أشــتري المرقــشيت. آــالقوس ا ب

وآان علينـا . والقداحة الغليظة بالثمن الموجع

أيضا في صنعة الحراق وفـي معالجـة القطنـة

والحـراق ال يجـيء مـن . مؤنة وله ريـح آريهـة

الحرق المصبوغة وال من الحـرق الوسـخة وال

ــان ــان وال مــن الخلق ــشتريه . مــن الكت ــا ن فكن

فتـذاآرنا منـذ أيـام أهـل البـدو . بأغلى الـثمن

فـزعم . ب وقدحهم النار بـالمرخ والعفـار واألعرا

أحــد - مــا علمــت -لنــا صــديقنا الثــوري وهــو

المرشدين أن عراجين األعذاق تنوب عن ذلك

ونحـن نـؤتى بهـا . وعلمني آيف تعـالج . أجمع

فالخادم اليوم ال تقـدح وال . من أرضنا بال آلفة

قـد مـرت بنـا : قـال القـوم . توري إال بـالعرجون

مــذاآرة : ولهــذا قــال األول. اليــوم فوائــد آثيــرة

ثـم انـدفع شـيخ مـنهم . الرجال تلقـح األلبـاب

لم أرى في وضـع األمـور فـي مواضـعها : فقال

. وفي توفيتها غايـة حقوقهـا آمعـاذة العنبريـة

أهـدى إليهـا : وما شان معاذة هذه قـال : قالوا

فرأيتها آئيبة حزينـة . العام ابن عم لها أضحية

ــ: فقلــت لهــا. مفكــرة مطرقــة ا معــاذة مالــك ي

وال عهـد . أنا امرأة أرملة وليس لي قيم : قالت

وقـد ذهـب الـذين . لي بتـدبير لحـم األضـاحي

وقــد خفــت أن . آــانوا يدبرونــه ويقومــون بحقــه

ولـست أعـرف وضـع . يضيع بعض هـذه الـشاة

وقد علمـت أن اهللا . جميع أجزائها في أماآنها

. لم يخلق فيها وال غيرها شيئا ال منفعـة فيـه

ولست أخـاف مـن . يعجز ال محالة ولكن المرء

أمــا . تــضييع القليــل إال أنــه يجــر تــضييع الكثيــر

ــل ــو أن يجع ــروف وه ــه مع ــه في ــرن فالوج الق

آالخطاف ويسمر في جذع من جذوع السقف

فيعلق عليه الزبل والكيران وآل ما خيف عليه

مـــن الفـــأر والنمـــل والـــسنانير وبنـــات وردان

ه ألوتـار وأمـا المـصران فإنـ . والحيات وغير ذلك

وأمـا . وبنـا إلـى ذلـك أعظـم الحاجـة . المندفة

قحف الرأس واللحيان وسائر العظـام فـسبيله

فمـا ارتفـع . أن يكسر بعد أن يعـرق ثـم يطـبخ

من الدسـم آـان للمـصباح ولـإلدام وللعـصيدة

. ثم تؤخـذ تلـك العظـام فيوقـد بهـا . ولغير ذلك

فلم يرى الناس وقـودا قـط أصـفى وال أحـسن

وإذا آانت آـذلك فهـي أسـرع فـي . لهبا منها

ــدخان ــن ال ــا م ــا يخالطه ــة م ــدر لقل ــا . الق وأم

وللصوف وجـوه ال . اإلهاب فالجلد نفسه حراب

ــدفع ــر فحطــب إذا جفــف . ت ــرث والبع ــا الف وأم

بقــي : ثــم قالــت ) ٢٢: الــصفحة . ( عجيــب

وقـد علمـت أن اهللا . اآلن علينا االنتفـاع بالـدم

ال أآلـه عز وجل لم يحرم من الدم المـسفوح إ

ــع ــه مواضــع يجــوز فيهــا وال يمن وشــربه وأن ل

وإن أنـا لـم أقـع علـى علـم ذلـك حتـى . منها

يوضع موضع االنتفاع بـه صـار آيـة فـي قلبـي

فلـم . وقدي في عيني وهما ال يزال يعـاودني

: فقلـت . ألبث أن رأيتها قـد تطلقـت وتبـسمت

ينبغي أن يكون قد انفتح لـك بـاب الـرأي فـي

ــدم ــت. ال ــر : قال ــل ذآ ــدورا أج ــدي ق ت أن عن

وقد زعموا أنه ليس شيء أدبـغ . شامية جددا

وال أزيــد فــي قوتهــا مــن التلطــيخ بالــدم الحــار

وقد استرحت اآلن إذ وقع آـل شـيء . الدسم

ثم لقيتها بعد ستة أشهر فقلـت : قال! موقعه

بـأبي : آيف آان قديـد تلـك الـشاة قالـت : لها

لنــا فــي ! لــم يجــيء وقــت القديــد بعــد ! أنــت

ــشحم ــروق ال ــوب والعظــم المع ــة والجن واأللي

فقـبض ! ولكـل شـيء إبـان ! وغير ذلك معـاش

صاحب الحمار والماء العذب قبضة مـن حـصى

. ال تعلم: ثم قال. ثم ضرب بها األرض

:قصة زبيدة بن حميد

وأما زبيدة بن حميد الصيرفي فإنه استلف من

. بقــال آــان علــى بــاب داره درهمــين وقيراطــا

أشــهر قــضاه درهمــين فلمــا قــضاه بعــد ســتة

ــات شــعير ــالث حب ــال . وث ــال فق ــاظ البق : فاغت

أنت رب مائة ألف دينار وأنـا بقـال ! سبحان اهللا

ال أملـــك مائـــة فلـــس وإنمـــا أعـــيش بكـــدي

صـاح علـى بابـك . وباستفضال الحبة والحبتين

حمال والمال لم يحضرك وغاب وآيلك فنقـدت

فقـضيتني بعـد . عنك درهمين وأربع شـعيرات

فقـال . همـين وثـالث شـعيرات ستة أشـهر در

ــدة ــون : زبي ــا مجن ــصيف ! ي ــي ال ــلفتني ف أس

وثـالث شـعيرات شـتوية . فقضيتك في الشتاء

. ندية أرزن مـن أربـع شـعيرات يابـسة صـيفية

وحـدثني أبـو األصـبغ ! وما أشك أن معك فضال

دخلــت عليــه بعــد أن ضــرب : بــن ربعــي قــال

ما هذا الـضرب المبـرح : غلمانه بيوم فقلت له

لق السيء هؤالء غلمان ولهم حرمة وهذا الخ

هؤالء آـانوا إلـى . وإنما هم ولد . وآفاية وتربية

إنـك لـست تـدري أنهـم : قـال . غير هذا أحـوج

: قال أبو األصبغ ! أآلوا آل جوارشن آان عندي

! ويلــك: فخرجــت إلــى رئــيس غلمانــه فقلــت

جعلـت : مالك وللجوارشن وما رغبتك فيه قـال

جــوع إال وأنــا مــا أقــدر أن أآلمــك مــن ال! فــداك

مــا أصــنع بــه هــو نفــسه ! الجوارشــن! متكــئ

ليس يشبع وال نحتـاج إلـى الجوارشـن ونحـن

ــن ــماعا م ــشبع س ــسمع بال ــا ن ــذين إنم ( ال

مـــا نـــصنع ! أفـــواه النـــاس ) ٢٣: الـــصفحة

بالجوارشن واشتد علـى غلمانـه فـي تـصفية

ــده وتزميلــه ألصــحابه وزواره . المــاء وفــي تبري

مـر ! جعلـت فـداك : دفقال له غازي أبـو مجاهـ

بتزميـــل الخبـــز وتكثيـــره فـــإن الطعـــام قبـــل

يا غالم هـات خـوان النـرد : وقال مرة . الشراب

نحن إلـى : وهو يريد تحت النرد فقال له غازي

وسـكر زبيـدة ليلـة فكـسا . خوان الخبـز أحـوج

فلمــا صــار القمــيص علــى . صــديقا لــه قميــصا

النديم خاف البدوات وعلم أن ذلك من هفـوات

فمضى من ساعته إلى منزله فجعلـه . السكر

فلما أصبح سـأل عـن القمـيص . برآانا المرأته

فبعـث . إنك قد آسوته فالنـا : وتفقده فقيل له

مـا علمـت أن هبـة : إليه ثم أقبل عليـه فقـال

الــسكران وشــراءه وبيعــه وصــدقته وطالقــه ال

يجوز وبعد فإني أآـره أال يكـون لـي حمـد وأن

فــرده علــي . يوجــه النــاس هــذا منــي الــسكر

حتى أهبه لك صاحيا عـن طيـب نفـس فـإني

فلمـا . أآره أن يذهب شيء مـن مـالي بـاطال

إن ! يــا هنــاه: رآه قــد صــمم أقبــل عليــه فقــال

الناس يمزحون ويلعبـون وال يؤاخـذون بـشيء

قــال لــه ! فــرد القمــيص عافــاك اهللا. مــن ذلــك

إني واهللا قد خفت هذا بعينه فلم أضع : الرجل

وقـد . حتى جيبتـه المرأتـي جنبي إلى األرض

فـإن أردت . زدت في الكمين وحذفت المقاديم

نعم آخذه : فقال. بعد هذا آله أن تأخذه فخذه

: قـال . ألنه يصلح المرأتي آمـا يـصلح المرأتـك

لـيس أنـا : قـال . فهاتـه : قـال . فإنه عند الصباغ

بـأبي : فلما علم أنه قد وقع قال . أسلمته إليه

يه وسلم حيـث وأمي رسول اهللا صلى اهللا عل

جمع الـسر آلـه فـي بيـت عليـه فكـان : يقول

. مفتاحه السكر

:قصة ليلى الناعطية

وأمـــا ليلـــى الناعطيـــة صـــاحبة الغاليـــة مـــن

الشيعة فإنها ما زالت ترقع قميصا لها وتلبسه

حتــى صــار القمــيص الرقــاع وذهــب القمــيص

ورفت آساءها ولبسته حتـى صـارت ال . األول

. يـــع الكـــساء تلـــبس إال الرفـــو وذهـــب جم

ــشاعر ــول ال ــا : وســمعت ق ــصك م ــبس قمي ال

ــتبدل ــه فاس ــلك جيب ــإذا أض ــديت لجيبهف اهت

أنا واهللا أحوص الفتـق ! إني إذا الخرقاء : فقالت

ومـضيت أنـا وأبـو ! وأرقع الخرق وخرق الخـرق

إسحاق النظام وعمرو بن نهيوي نريد الحديث

: الـصفحة ( في الجبان ولنتناظر في شيء

وزنــا الخنــدق جلــسنا فــي فنــاء فلمــا جا ) ٢٤

. ولــه ظــل شــديد الــسواد بــارد نــاعم. حائطــه

ــد ــزاء ولبع ــاز األج ــساتر واآتن ــثخن ال ــك ل وذل

فطـال بنـا . مسقط الشمس من أصـل حائطـه

فمـا . الحديث فجرينـا فـي ضـروب مـن الكـالم

شعرنا إال والنهـار قـد انتـصف ونحـن فـي يـوم

فلمــا صــرنا فــي الرجــوع ووجــدت مــس . قــائظ

. ها على الرأس أيقنت بالبرسـام الشمس وقع

ــي ــى جنب ــد إل ــحاق والولي ــي إس ــت ألب فقل

الباطنـة منـا بعيـدة وهـذا يـوم : يسمع آالمي

. منكــر ونحــن فــي ســاعة تــذيب آــل شــيء

والرأي أن نميل إلى منـزل الوليـد فنقيـل فيـه

فـإذا أبردنـا . ونأآل ما حـضر فإنـه يـوم تخفيـف

قـال . تفرقنا وإال فهو الموت ليس دونـه شـيء

أما على هـذا الوجـه الـذي : وليد رافعا صوته ال

ــا ــه علين ــا إال -أنكرت ــا هن ــل ه ــك اهللا ه رحم

ــال ــضرورة ق إنــك أخرجتــه مخــرج : الحاجــة وال

وآيــف أخرجــه مخــرج الهــزء : وقلــت. الهــزء

وحياتي في يدك مع معرفتي بك فغضب ونتـر

وال واهللا مـا اعتـذر إلينـا . يده من أيدينا وفارقنا

ولـم أر مـن يجعـل . ساعةمما رآبنا به إلى الـ

األسى حجة في المنـع إال هـو وإال مـن أبـي

وآان جبل خرج ليال من . مازن إلى جبل الغمر

ــأمن ــم ي ــائف ول ــه فخــاف الط ــان في موضــع آ

لو دققت البـاب علـى أبـي : المستقفي فقال

مازن فبت عنده في أدنى بيت أو في دهليزه

حتـى إذا انـصدع . ولم ألزمه من مؤنتي شـيئا

. الــصبح خرجــت فــي أوائــل المــدلجين عمــود

فدق عليه الباب دق واثق ودق مدل ودق من

يخاف أن يدرآه الطائف أو يقفـوه المـستقفي

. وفي قلبه عز الكفاية والثقة بإسـقاط المؤنـة

. فلــم يــشك أبــو مــازن أنــه دق صــاحب هديــة

فلما فتح الباب وبصر بجبـل بـصر . فنزل سريعا

ال يحيــر فلمــا رآه جبــل واجمــا! بملــك المــوت

إني خفت معرة الطائف وعجلـة : آلمة قال له

فتساآر . المستقفي فملت إليك ألبيت عندك

ــسبب ــان ب ــازن وأراه أن وجومــه إنمــا آ ــو م أب

: فخلــع جوارحــه وخبــل لــسانه وقــال . الــسكر

: قـال لـه جبـل ! سكران واهللا أنـا واهللا سـكران

نحن في أيام الفصل ال شـتاء . آن آيف شئت

تــاج إلــى ســطح فــأغم ولــست أح. وال صــيف

عيالك بالحر ولست أحتاج إلى لحاف فأآلفـك

ــدثار ــؤثرني بال ــرى ثمــل مــن . أن ت ــا آمــا ت وأن

ومن منـزل فـالن . الشراب شبعان من الطعام

وإنما أريـد أن . خرجت وهو أخصب الناس دخال

تدعني أغفي في دهليزك إغفـاءة واحـدة ثـم

) ٢٥: الـصفحة . ( أقوم في أوائل المبكرين

ل أبو مازن وأرخى عينيه وفكيه ولـسانه ثـم قا

ــال ــكران واهللا: ق ــكران ! س ــا س ــا ! أن ال واهللا م

ثم أغلق ! واهللا إن أفهم ما تقول ! أعقل أين أنا

الباب في وجهه ودخـل ال يـشك أن عـذره قـد

وضح وأنـه قـد ألطـف النظـر حتـى وقـع علـى

وإن وجدتم في هذا الكتاب لحنـا ! هذه الحيلة

ب ولفظـا معـدوال عـن جهتـه أو آالما غير معـر

فاعلموا أنا إنما ترآنا ذلـك ألن اإلعـراب يـبغض

إال أن أحكــي . هــذا البــاب ويخرجــه مــن حــده

ــبخالء وأشــحاء ــاقلي ال ــالم متع ــا مــن آ آالم

. العلماء آسهل بن هارون وأشباهه

:قصة أحمد بن خلف

. ومن طياب الـبخالء أحمـد بـن خلـف اليزيـدي

ألفي ألـف درهـم ترك أبوه في منزله يوم مات

. وستمائة ألف درهم وأربعين ومائة ألـف دينـار

وأخـذ . فاقتسمها هو وأخـوه حـاتم قبـل دفنـه

أحمــد وحــده ألــف ألــف وثلثمائــة ألــف درهــم

وسبعين ألـف دينـار ذهبـا عينـا مثاقيـل وازنـة

فقلت له وقـد ورث هـذا . جيادا سوى العروض

مـا أبطـأ بـك الليلـة قـال ال واهللا إال : المال آله

فقلــت ! أنــي تعيــشت البارحــة فــي البيــت

لوال أنه بعيد العهد باألآل فـي بيتـه : ألصحابنا

ــذا ــى ه ــاج إل ــا احت ــه لم ــب من ــك غري وأن ذل

وأيـن يتعـشى . االستثناء وإلى هذه الشريطة

الناس إال في منازلهم وإنما يقول الرجـل عنـد

ال واهللا إال أن فالنــــا : مثــــل هــــذه المــــسألة

فأمـا . أن فالنا عزم علـي حبسني وال واهللا إال

ما يستثنى ويشترط فهذا ما ال يكون إال على

وقال لي مبتدئا مـرة عـن غيـر . ما ذآرناه قبل

انظـر أن تتخـذ : مشورة وعن غير سبب جـرى

لعيالــك فــي الــشتاء مــن هــذه المثلثــة فإنهــا

وهـي تنـوب عـن . عظيمة البرآة آثيـرة النـزل

وآــل. ولهــا نفخــة تغنــي عــن العــشاء. الغــداء

شــيء مــن األحــساء فهــو يغنــي عــن طلــب

. ومن تحسى الحـار عـرق . النبيذ وشرب الماء

وهـي . والعرق يبيض الجلد ويخرج من الجـوف

وهـي أيـضا . تمأل النفس وتمنع من التـشهي

تــدفئ فتقــوم لــك فــي أجــوافهم مقــام فحــم

وحــسو طــار يغنــي عــن . الكــانون مــن خــارج

والوقـود يـسود آـل . الوقود وعن لبس الحشو

وهــو ســريع فــي الهــضم . وييبــسهشــيء

وصــاحبه معــرض للحريــق ويــذهب فــي ثمنــه

وشر شيء فيـه أن مـن تعـوده . المال العظيم

فعليـك يـا أبـا عثمـان . لم يدفئه شـيء سـواه

واعلــم أنهــا ال تكــون إال فــي منــازل ! بالمثلثــة

٢٦: الصفحة . ( المشيخة وأصحاب التجربة

فخـــذها مـــن حكـــيم مجـــرب ومـــن ناصـــح )

وإخوانـه . آان ال يفارق منازل إخوانه و. مشفق

وآـانوا . مخاصيب مناويـب أصـحاب نفـح وتـرف

ولــم . يتحفونــه ويدللونــه ويفكهونــه ويحكمونــه

يشكوا أنـه سـيدعوهم مـرة وأن يجعلـوا بيتـه

فلمـــا طـــال تغافلـــه وطالـــت . نزهـــة ونـــشوة

. مدافعته وعرضوا له بذلك فتغافـل صـرحوا لـه

. س لها أخـت اجعلها دعوة لي : فلما امتنع قالوا

: فلما أآلوا وغسلوا أيديهم أقبل عليهم فقـال

أســألكم بــاهللا الــذي ال شــيء أعظــم منــه أنــا

الساعة أيسر وأغنى أو قبل أن تأآلوا طعامي

ما نـشك أنـك حـين آنـت والطعـام فـي : قالوا

فأنـا الـساعة أقـرب : قـال . ملكك أغنى وأيسر

ــالوا بــل أنــت : إلــى الفقــر أم تلــك الــساعة ق

فمـن يلـومني : قـال . ب إلى الفقر الساعة أقر

ــر ــن الفق ــوني م ــوم قرب ــوة ق ــرك دع ــى ت عل

وباعدوني من الغنى وآلما دعوتهم أآثر آنت

من الفقر أقرب ومن الغنى أبعد وفـي قياسـه

هذا أن من رأيه أن يهجـر آـل مـن استـسقاه

شربة ماء أو تناول من حائطه لبنة ومن خلـيط

ي ومــر بأصــحاب الجــداء وذلــك فــ. دابتــه عــودا

ــد ــرخص . زمــان التولي فأطعمــه الزمــان فــي ال

ــده ــه عن ــدر إمكان ــى ق . وتحرآــت شــهوته عل

فبعــث غالمــا لــه يقــال لــه ثقــف وهــو معــروف

فلـم يلبـث . فوقف غير بعيد . ليشتري له جديا

أن رجع الغالم يحضر وهو يـشير بيـده ويـومئ

فلما دنـا . فلم يبرح . أن اذهب وال تقف : برأسه

: قـال ! أني مطلـوب ويلك تهزأ بـي آـ : منه قال

ــه ــت مــن ذي ! الجــدي بعــشرة! هــذا أطرف أن

فـإذا غالمـه يـرى أن مـن ! البابة مر اآلن مرمـر

! المنكــر أن يــشتري جــدي بعــشرة دراهــم

والجدي بعشرة إنما ينكر عندنا بالبصرة لكثـرة

فأمـا فـي العـساآر فـإن . الخير ورخص السعر

: أنكر ذلك منكر فإنما ينكره من وال تقولـوا اآلن

اهللا أساء أبو عثمان إلى صديقه بل تناوله قد و

ومــن آانــت هــذه . بالــسوء حتــى بــدأ بنفــسه

. صفته وهذا مذهبه فغير مأمون على جليسه

وأي الرجال المهذب هذا واهللا الشيوع والتبوع

اعلمـوا أنـي لـم ألـتمس . والبذاء وقلـة الوفـاء

بهذه األحاديث عنـه إال موافقتـه وطلـب رضـاه

أآـون عنـد آثيـر مـن ولقـد خفـت أن . ومحبته

. الناس دسيسا من قبله وآمينـا مـن آمائنـه

وذلك أن أحب األصحاب إلـه أبلغهـم قـوال فـي

ــسما ــودهم ح ــه وأج ــا قبل ــاس مم ــاس الن إي

) ٢٧: الـصفحة . ( ألسباب الطمع في ماله

ــسيجعل ــدي ف ــسنت بجه ــي إن أح ــى أن عل

وإن جـاوز آتـابي هـذا حـدود . شكري موقوفـا

ألن شـهرته بـالقبيح . أمسك العراق شكر وإال

عند نفـسه فـي هـذا اإلقلـيم قـد أغنتـه عـن

وآيف وهـو يـرى . التنويه والتنبيه على مذهبه

أن سهل بن هارون وإسماعيل بن غزوان آانـا

مـــــن المـــــسرفين وأن الثـــــوري والكنـــــدي

لــو لــم : وبلغنــي أنــه قــال. يــستوجبان الحجــر

تعرفوا من آرامة المالئكة على اهللا إال أنه لـم

هـات لعـرفتم : بتلهم بالنفقة وال بقول العيـال ي

: وحـدثني صـاحب لـي قـال . حالهم ومنزلتهم

دخلــت علــى فــالن بــن فــالن وإذا المائــدة

موضــوعة بعــد وإذا القــوم قــد أآلــوا ورفعــوا

أجهـز علـى : فمددت يدي آلآل فقـال . أيديهم

اعــرض : يقــول! الجرحــى وال تتعــرض لألصــحاء

خ المنـزوع للدجاجة التي قـد نيـل منهـا وللفـر

وآـذلك . فأمـا الـصحيح فـال تتعـرض لـه . الفخذ

الرغيــف الــذي قــد نيــل منهــا وللفــرخ المنــزوع

وآـذلك . فأمـا الـصحيح فـال تتعـرض لـه . الفخذ

. الرغيف الذي قد نيل منه وأصابه بعض المرق

أآلنا عنده يومـا وأبـوه حاضـر : وقال لي الرجل

آـل . فـاختلف مـرارا . وبني له يجيـئ ويـذهب

آـم تـأآلون ال : فقـال الـصبي . نا نأآـل ذلك يرا

: فقال أبوه وهو جد الصبي ! أطعم اهللا بطونكم

وحـدثني صـاحب مـسلحة ! ابني ورب الكعبـة

أال : قـال لـي صـاحب الحمـام : باب الكرخ قـال

أعجبــك مــن صــالح بــن عفــان آــان يجــئ آــل

فـإذا غبـت عـن إجانـة . سحر فيـدخل الحمـام

ثـم . ثـم يتـستر بـالمئزر . النورة مـسح أرفاغـه

ثم يجـئ بعـد . يقوم فيغسله في غمار الناس

في مثل تلك الساعة فيطلـي سـاقيه وبعـض

فــإذا وجــد . ثــم يجلــس ويتــزر بــالمئزر. فخذيــه

ثم يعـود فـي مثـل ذلـك الوقـت . غفلة غسله

فـال يـزال . فيمسح قطعـة أخـرى مـن جـسده

. يطلي في آل سحر حتى ذهب مني بطليـة

. رةولقد رأيته وإن فـي زيـق سـراويله نـو : قال

وآان ال يـرى الطـبخ فـي القـدور الـشامية وال

تبريد الماء في الجرار المذارية ألن هذه ترشح

حدثني أبو الجهجاه النوشرواني . وتلك تنشف

آنـا : حـدثني أبـو األحـوص الـشاعر قـال : قال

فكـان يرفـع يديـه قبلنـا . نفطر عند الباسـياني

ــول ــه ويقـ ــى فراشـ ــستلقي علـ ــا : " ويـ إنمـ

ال نريــد مــنكم جــزاء وال نطعمكــم لوجــه اهللا

حديث خالد بـن ) ٢٨: الصفحة ". ( شكورا

هـو . وهذا خالد بن يزيد مولى المهالبـة : يزيد

ــه المكــدى وآــان قــد بلــغ فــي البخــل . خالوي

والتكدية وفـي آثـرة المـال المبـالغ التـي لـم

وآان ينـزل فـي شـق بنـي تمـيم . يبلغها أحد

و فوقف عليـه ذات يـوم سـال وهـ . فلم يعرفوه

فأدخـل يـده فـي . في مجلس من مجالسهم

ــار . الكــيس ليخــرج فلــسا وفلــوس البــصرة آب

فلـم يفطـن حتـى وضـعه . فغلط بدرهم بغلى

فلمـا فطـن اسـترده وأعطـاه . في يد الـسائل

وهو بهـد . هذا ال نظنه يحل : فقيل له . الفلس

قبيح عند من إني لـم أجمـع هـذا : قال! قبيح

س هذا من لي! المال بعقولكم فأفرقه بعقولكم

! هذا من مساآين الفلوس . مساآين الدراهم

وإنك لتعرف : قالوا. واهللا ما أعرفه إال بالفراسة

لـم يبـق فـي ! وآيف ال أعرفهم : المكدين قال

األرض مخطرانــي وال مــستعرض األقفيــة وال

شــحاذ وال آاغــاني وال بــانوان وال قرســي وال

ــدي وال إســطيل إال ــواء وال مــشعب وال مزي ع

ــديوقــد آــان ولقــد أآلــت الزآــوري . تحــت ي

ولـم يبـق فـي األرض آعبـي وال . ثالثين سنة

وإنمــا أراد . مكــد إال وقــد أخــذت العرافــة عليــه

بهذا أن يؤيسهم من ماله حين عرف حرصـهم

وآان قاصـا متكلمـا . وجشعهم وسوء جوارهم

وآــان أبــو ســليمان األعــور وأبــو . بليغــا داهيــا

وهــو . هســعيد المــدائني القاصــان مــن غلمانــ

إنـي قـد ترآـت لـك : الذي قال البنه عند موته

. ما تأآلـه إن حفظتـه ومـا ال تأآلـه إن ضـيعته

ولما ورثتك من العـرف الـصالح وأشـهدتك مـن

صواب التدبير وعودتك مـن عـيش المقتـصدين

وقد دفعت إليـك . خير لك معين من هذا المال

ثـم إن لـم . آلة لحفظ المال عليـك بكـل حيلـة

نفسك مـا انتفعـت بـشيء يكن لك معين من

بل يعود ذلـك النهـي آلـه إغـراء لـك . من ذلك

قد بلغت في البر . وذلك المنع تهجينا لطاعتك

منقطـــع التـــراب وفـــي البحـــر أقـــصى مبلـــغ

ودع . فــال عليــك أال تــرى ذا القــرنين . الــسفن

عنك مذاهب ابن شرية فإنه ال يعرف إال ظاهر

ولو رآني تميم الداري ألخذ عني صـفة . الخبر

وال أنا أهدى من القطـا ومـن دعيمـيص . الروم

إنـي قـد بـت بـالقفز مـع . ومن رافـع المخـش

الغول وتزوجت السعالة وجاوبت الهاتف ورغت

عن الجن إلى الجن واصطدت الشق وجاوبـت

ــي ــحبني الرئ ــسناس وص ــدع . الن ــت خ وعرف

العـراف ) ٢٩: الصفحة ( الكاهن وتدسيس

قول أصحاب وإالم يذهب الخطاط والعياف وما ي

وعرفــت التنجــيم والزجــر والطــرق . األآتــاف

إن هذا المال لم أجمعـه مـن القـصص . والفكر

وال . والتكدية ومن احتيال النهار ومكابدة الليـل

يجمع مثله أبدا إال من معاناة رآوب البحر ومن

. عمل السلطان أو من آيمياء الذهب والفـضة

قد عرفت الرأس حـق معرفتـه وفهمـت آـسر

ولـوال علمـي بـضيق . ر علـى حقيقتـه اإلآسي

ــسك ــف نف ــببا لتل ــون س ــوال أن أآ ــدرك ول ص

لعلمتك الساعة الشيء الذي بلغ بقارون وبـه

واهللا مــا يتــسع صــدرك عنــدي . تبنكــت خــاتون

ــزم وال ــه ع ــا ال يحتمل ــف م ــسر صــديق فكي ل

يتسع له صدر وحرز سر الحديث وحبس آنـوز

ولو آنت عندي . الجواهر أهون من خزن العلم

مونـــا علـــى نفـــسك ألجريـــت األرواح فـــي مأ

األجساد وأنت تبصر ما آنت ال تفهمه بالوصف

ولكنـي سـألقي عليـك علـم . وال تحقه بالذآر

ــساء ــنعة الفسيف ــام وص اإلدراك وســبك الرخ

وأســرار الــسيوف القلعيــة وعقــاقير الــسيوف

ــة وعمــل الفرعــوني وصــنعة التلطيــف اليماني

. ذهعلى وجهه إن أقامني اهللا من صرعتي هـ

ولست أرضاك وإن آنـت فـوق البنـين وال أثـق

بك وإن آنت الحقا باآلباء ألنـي لـم أبـالغ فـي

ــك ــسالطين . محبتــ ــست الــ ــد البــ ــي قــ نــ

والمــــساآين وخــــدمت الخلفــــاء والمكــــدين

وخالطــت النــساك والفتــاك وعمــرت الــسجون

ــدهر ــت ال ــذآر وحلب ــالس ال ــرت مج ــا عم آم

فلـوال . أشطره وصادفت دهـرا آثيـر األعاجيـب

ي دخلت من آل بـاب وجريـت مـع آـل ريـح أن

ــي ــت ل ــى مثل وعرفــت الــسراء والــضراء حت

التجارب عواقب األمـور وقربتنـي مـن غـوامض

التــدبير لمــا أمكننــي جمــع مــا أخلفــه لــك وال

ولـم أحمـد نفـسي . حفظ مـا حبـسته عليـك

علــى جمعــه آمــا حمــدتها علــى حفظــه ألن

قـد . بعض هذا المال لم أنله بـالحزم والكـيس

ــه ع ــة حفظت ــاء ومــن فتن ــة األبن ــك مــن فتن لي

النساء ومن فتنة الثناء ومن فتنـة الريـاء ومـن

ولست أوصيك . أيدي الوآالء فإنهم الداء العياء

بحفظه لفضل حبي لـك ولكـن لفـضل بغـضي

: الـصفحة ( - جـل ذآـره -إن اهللا : للقاضي

لم يسلط القـضاة علـى أمـوال األوالد إال ) ٣٠

إن آان غنيا قادرا أحـب عقوبة لألوالد ألن أباه

أن يريه غناه وقدرته وإن آان فقيرا عاجزا أحب

وإن . أن يستريح من شينه ومـن حمـل مؤنتـه

آان فال هـم شـكروا مـن جمـع لهـم وآفـاهم

ووقــاهم وغرســهم وال هــم صــبروا علــى مــن

والحــق ال يوصـــف . أوجــب اهللا حقــه علــيهم

عاجله بـالحالوة آمـا ال يوصـف عاجـل الباطـل

وإن لـم تكـن . فإن آنت فالقاضي لك . رةبالمرا

فإن سلكت سبيلي صـار مـال . منهم فاهللا لك

. غيرك وديعة عندك وصرت الحافظ على غيرك

وإن خالفــت ســبيلي صــار مالــك وديعــة عنــد

وإنك يـوم تطمـع أن . غيرك وصار غيرك الحافظ

ــرك لجــشع الطمــع ــك ويحفظــه غي ــضيع مال ت

مـوال احتال اآلباء في حـبس األ . مخذول األمل

على أوالدهم بـالوقف فاحتالـت القـضاة علـى

ما أسرعهم إلى إطالق . أوالدهم باإلستحجار

الحجــر وإلــى إينــاس الرشــد إذا أرادوا الــشراء

ــنهم ــون ! مـ ــنهم إذا أرادوا أن تكـ ــأهم عـ وأبطـ

إنـك ! يا بـن الخبيثـة ! أموالهم جائزة لصنائعهم

وإن آنت فوق أبناء هذا الزمان فإن الكفاية قد

ــد مـــسختك ــا أخلـــف قـ ــرة مـ ومعرفتـــك بكثـ

وزاد في ذلك أن آنت بكرى وعجـزة . أفسدتك

أنا لو ذهب مالي لجلست قاصا أو طفت . أمك

اللحيـة وافـرة : مكـديا - آما آنت -في اآلفاق

ــر طــل والــسمت حــسن بيــضاء والحلــق جهي

إن سـألت عينـي الـدمع ! والقبول علـى واقـع

والقليــل مــن رحمــة النــاس خيــر مــن . أجابــت

وصرت محتاال بالنهار واستعملت . الكثير المال

صــناعة ســل عنــي صــعاليك الجبــل وزواقيــل

الـــشام وزط اآلجـــام ورؤس األآـــراد ومـــردة

وسـل ! األعراب وفتاك نهر بط ولصوص القفـص

ــة ــة والقطريـ ــي القيقانيـ ــي . عنـ ــل عنـ وسـ

آيــف بطــشي : المتــشبهة وذبــاجي الجزيــرة

ساعة الـبطش وآيـف حيلتـي سـاعة الحيلـة

عند الجولة وآيف ثبـات جنـاني عنـد وآيف أنا

رؤيــة الطليعــة وآيــف يقظتــي إذا آنــت ربيئــة

وآيف آالمي عند الـسلطان إذا أخـذت وآيـف

ــجري إذا ــة ضـ ــف قلـ ــدت وآيـ ــبري إذا جلـ صـ

! في القيد إذا أثقلـت . حبست وآيف رسفاني

فكم من ديماس قد نقبته وآم من مطبق قـد

وأنت غـالم . أفضيته وآم من سجن قد آابدته

لـم . ك فوق عقلك وذآـاؤك فـوق حزمـك لسان

والمـال . تعجمك الضراء ولـم تـزل فـي الـسراء

ــيس شــيء أخــوف . واســع وذرعــك ضــيق ول

( عليك عندي من حسن الظن بالناس فـإنهم

شـــمالك علـــى يمينـــك ) ٣١: الـــصفحة

وخـف عبــاد اهللا علــى . وسـمعك علــى بــصرك

حسب ما ترجو اهللا فأول ما وقع في روعي أن

لــي وأن النمــاء الزم لــي وأن مــالي محفــوظ ع

ــدي ــن بع ــي م ــيحفظ عقب ــا . اهللا س ــي لم إن

غلبتني يومـا شـهوتي وأخرجـت يومـا درهمـا

لقضاء وطري ووقعت عني على سكت وعلى

: اسـم اهللا المكتــوب عليـه قلــت فـي نفــسي

ــضالين ــن الخاســرين ال ــي إذا لم ــا : إن ــئن أن ل

أخرجت من يدي ومن بيتي شيئا عليه ال إلـه

! خذت بدلـه شـيئا لـيس عليـه شـيء إال اهللا أ

واهللا إن المــؤمن لينــزع خاتمــه لألمــر يريــده

وعليه حسبي اهللا أو توآلت علـى اهللا فـيظن

حتـى - جـل ذآـره -أنه قد خرج من آنف اهللا

. وإنما هو خـاتم واحـد ! يرد الخاتم في موضعه

وأنا أريد أن أخـرج فـي آـل يـوم درهمـا عليـه

ومـات مـن !. إن هـذا لعظـيم ! اإلسالم آما هو

وآفنــه ابنــه بــبعض خلقانــه وغــسله . ســاعته

بماء البئر ودفنه من غير أن يـصرخ لـه أو يلحـد

فلما صار في المنزل نظـر إلـى جـرة . له ورجع

أي شيء في هذه الجرة : قال. خضراء معلقة

فأي شيء : قال. ليس اليوم فيها شيء : قالوا

ومـا آـان : قـال . سـمن : فيها قبل اليـوم قـالوا

آنا في الـشتاء نلقـي لـه فـي : قالوايصنه به

البرمة شيئا من دقيـق نعملـه لـه فكـان ربمـا

ــن ســمن ــشيء م ــه ب ــال. برق ــون وال : ق تقول

وهــل أفــسد . الــسمن أخــو العــسل! تفعلــون

الناس أموالهم إال في الـسمن والعـسل واهللا

إني لوال أن للجرة ثمنا لمـا آـسرتها إال علـى

ا نظـن أن فخرج فوق أبيـه ومـا آنـ : قالوا! قبره

المخطراني الـذي يأتيـك فـي زي ! فوقه مزيدا

ناسك ويريك أن بابك قد قور لسانه مـن أصـله

ثم يفتح فـاه آمـا يـصنع . ألنه آان مؤذنا هناك

ولـسانه ! من تثاءب فـال تـرى لـه لـسانا البتـة

وأنا أحد مـن خـدع ! في الحقيقة آلسان الثور

والبد للمخطرانـي أن يكـون معـه واحـد . بذلك

عنــه أو لــوح أو والكاغــاني الــذي يتجــنن يعبــر

ويتــصارع ويزبــد حتــى ال يــشك أنــه مجنــون ال

دواء له لشدة ما ينزل بنفسه وحتـى يتعجـب

والبانوان الـذي . من بقاء مثله على مثل علته

! بـانوا : يقف على الباب ويـسل الغلـق ويقـول

والقرسـي ! يـا مـوالي : وتفسير ذلـك بالعربيـة

ــص ــه ع ــصب ســاقه وذراع ــذي يع با شــديدا ال

فإذا تورم واختنق الـدم . ويبيت على ذلك ليلة

مسحه بشيء من صابون ودم األخوين وقطـر

عليــه شــيئا مــن ســمن وأطبــق عليــه خرقــة

فال يشك من رآه أن بـه اإلآلـة . وآشف بعضه

ــة ــبه اإلآلـ ــة شـ ــصفحة . ( أو بليـ ) ٣٢: الـ

بأن : والمشعب الذي يحتال للصبي حين يولد

عسم أو أعضد ليسأل الناس يعميه أو يجعله أ

وربما جاءت به أمه وأبوه ليتولى ذلك . به أهله

ألنــه يــصير حينئــذ عقــدة . منــه بــالغرم الثقيــل

فإما أن يكتسبا به وإما أن يكريـاه بكـراء : وغلة

وربما أآروا أوالدهم ممن يمـضي إلـى . معلوم

إفريقيــة فيــسأل بهــم الطريــق أجمــع بالمــال

وإال أقـام بـاألوالد فإن آان ثقـة مليئـا . العظيم

والعواء الذي يسأل بين المغرب . واألجرة آفيال

وربما طرب إن آان لـه صـوت حـسن . والعشاء

إن : واإلسـطيل هـو المتعـامي . وحلق شجي

شاء أراك أنه منخسف العينـين وإن شـاء أراك

أن بهما ماء وإن شاء أراك أنه ال يبصر للخسف

و ذو والمزيدي الذي يعارضك وه . ولريح السبل

وآأنـه قـد هـاب مـن . هيئة وفي ثياب صـالحة

ــت ــى المي ــذي يقــف عل ــدس ال ــاء والمع الحي

يسأل في آفنه ويقف في طريـق مكـة علـى

الحمار الميت والبعير الميت يدعى أنه آان له

ويزعم أنه قد أحصر وقد تعلم لغة الخراسـانية

ــدن ــك المـ ــرف تلـ ــة وتعـ ــة واإلفريقيـ واليمانيـ

شـاء آـان مـن وهـو متـى . والسكك والرجـال

ــة إفريقيــة ومتــى شــاء آــان مــن أهــل فرغان

! ومتى شاء آان من أي مخـاليف الـيمن شـاء

والكعبي أضـيف إلـى . والمكدى صاحب الكداء

أبي آعب الموصلي وآان عريفهم بعد خالويـه

والزآوري هو خبز الصدقة آان . سنة على ماء

هـذا تفـسير مـا . على سجني أو على سائل

ضـعاف مـا ذآرنـا فـي وهـم أ . ذآر خالويه فقط

ولم يكـن يجـوز أن نتكلـف شـيئا لـيس . العدد

رفع يحيى بن عبد اهللا . من الكتاب في شيء

بن خالـد بـن أميـة بـن عبـد اهللا بـن خالـد بـن

أسيد رغيفا من خوانه بيـده ثـم رطلـه والقـوم

أي . يزعمـون أن خبـزي صـغار : ثم قال . يأآلون

يأآل من هذا الخبـز رغيفـين وآنـت أنـا ... ابن

وأبو إسحاق إبراهيم بن سيار النظـام وقطـرب

النحوي وأبو الفتح مؤدب منصور ابن زياد على

. والخــوان مــن جزعــة . خــوان فــالن بــن فــالن

ــة ــة آيماآي ــضار صــيني ملمــع أو خلنجي . والغ

وآل رغيـف . واأللوان طيبة شهية وغذية قدية

. في بياض الفضة آأنه البدر وآأنه مرآة مجلوة

ــدر عــدد ــه علــى ق ــرءوسولكن فأآــل آــل . ال

ولم يـشبعوا فيرفعـوا . إنسان رغيفه إال آسرة

. ( ولــم يغــدوا بــشيء فيتمــوا أآلهــم. أيــديهم

وإنمـا هـم . واأليـدي معلقـة ) ٣٣: الصفحة

فلما طال ذلك عليهم أقبـل ! في تنقير وتنتيف

الرجل على أبي الفـتح وتحـت القـصعة رقاقـة

يـا أبـا الفـتح خـذ ذلـك الرغيـف فقطعـه : فقال

فلما . فتغافل أبو الفتح . قسمه على أصحابنا و

-! ويلـك -مالـك : أعاد عليه القول الرابعة قـال

يبتلـي : قال! ال تقطعه بينهم قطع اهللا أوصالك

فخجلنـاه مـرة ! على يدي غيـري أصـلحك اهللا

. وضــحكنا مــرة ومــا ضــحكنا صــاحبنا وال خجــل

وآنت أنـا علـى حمـار مكـار . وزرته أنا والمكي

فــصار الحمــار . ار مــستعاروالمكــي علــى حمــ

فكلــم المكــي ! إلــى أســوأ مــن حــال المــذود

. ال أريـد مـنكم التـبن فمـا فوقـه : غلمانه فقال

فسقوه ماء بئـر فلـم يـشربه . اسقوه ماء فقط

فأقبـل المكـي عليـه . الحمار وقد مات عطشا

إنهم يـسقون حمـاري مـاء ! أصلحك اهللا : فقال

بئر ومنزل صـاحب الحمـار علـى شـارع دجلـة

فـامزجوه لـه يـا : قـال . ال يعـرف إال العـذب فهو

فأعـاد المـسألة . فمزجـوه فلـم يـشربه ! غالم

. فأمكنه من أذن من ال يسمع إال مـا يـشتهي

يـا أخـي إن ناسـا مـن النـاس : وقال لـي مـرة

. يغمــسون اللقمــة إلــى أصــبارها فــي المــري

هؤالء قوم يحبـون الملوحـة وال يحبـون : فأقول

حدهم يأخذ حـرف فما ألبث أن أرى أ ! الحامض

الجردقة فيغمسها في الخل الحـاذق ويغرقهـا

وربما رأيت أحـدهم يمـسكها فـي الخـل ! فيه

هؤالء قوم يجمعون : بعد التغريق ساعة فأقول

ثـم ال ألبـث . حب الحموضة إلى حب الملوحة

أنة أراهم يصنعون مثل ذلك بالخردل والخـردل

أي شـيء طبـائع هـؤالء وأي : قل لي ! ال يرام

ومــا دواؤهــم وأي شــيء عالجهــم ضــرب هــم

فلما رأيت مذهبه وحمقه وغلبـة البخـل عليـه

ما لهم عندي عـالج هـو أنجـع : وقهره له قلت

ال واهللا إن هو ! فيهم من أن يمنعوا الصباغ آله

وقد آان . وصديق آنا قد ابتلينا بمؤاآلته! غيره

ــام ــى الطع ــاه بالبخــل عل ــد عرفن ــا ق . ظــن أن

قد تذاآرناه وهجس ذلك في نفسه وتوهم أنا

فكان يتزيد في تكثير الطعام وفي إظهار . أمره

من رفع يده : حتى قال . الحرص على أن يؤآل

ــارا ــاه دين ــوم غرمن ــل الق ــضه إن . قب ــرى بغ فت

وظاهر ال ئمته محتمل في رضـا . غرمناه دينارا

ولقـد خبرنـي . قلبه وما يرجو من نفع ذلك لـه

خبــاز لــبعض أصــحابنا أنــه جلــده علــى إنــضاج

أنـضج خبـزي الـذي يوضـع : خبز وأنه قال لـه ال

بين يـدي واجعـل خبـز مـن يأآـل معـي علـى

( وأمــا خبــز العيــال . مقــدار بــين المقــدارين

والضيف فال تقربنه من النـار ) ٣٤: الصفحة

ــا ــدر م ــا وبق ــصير العجــين رغيف ــا ي ــدر م إال بق

فلمـا أعجـزه . فكلفـه العـويص ! يتماسك فقـط

فحــدثت بهــذا ! ذلــك جلــده حــد الزانــي الحــر

ألـم تعـرف : الحديث عبـد اهللا العروضـي فقـال

ــشواء ثمــانين ســوطا شــأن الجــدي ضــرب ال

ضـع الجـدي : وذلك أنه قال له ! لمكان اإلنضاج

في التنور حين تضع الخـوان حتـى أسـتبطئك

ثـم ! بقـي قليـل : وتقـول أنـت . أنا في إنضاجه

فـإذا وضـع بـين ! تجيئنا به وآأني قـد أعجلتـك

احتـسبت علـيهم بإحـضار أيديهم غيـر منـضج

فإذا لم يـأآلوه أعدتـه إلـى التنـور ثـم . الجدي

ــاردا فيقــوم الجــدي الواحــد . أحــضرتناه الغــد ب

فجــاء بــه الــشواء يومــا نــضيجا ! مقــام جــديين

فجلـده ثمـانين جلـدة جلـد . فعمل فيـه القـوم

وحدثني أحمد بـن المثنـى عـن ! القاذف الحر

ي صديق لي وله ضخم البدن آثير العلم فاش

الغلة عظيم الواليات أنه إذا دعا علـى مائدتـه

بفضل دجاجـة أو بفـضل رقـاق أو غيـر ذلـك رد

الخادم مع الخباز إلى القهرمان حتى يصك لـه

ولقد رأيته مرة وقد ! بذلك إلى صاحب المطبخ

تناول دجاجـة فـشقها نـصفين فـألقى نـصفها

إلى الذي عن يمينه ونـصفها إلـى الـذي عـن

ــال. شــماله ــم ق ــا : ث جئنــي بواحــدة ! غــالمي

فحسبت أن . رخصة فإن هذه آانت عضلة جدا

. أقل ما عند الرجلين أال يعودا إلى مائدته أبـدا

فوجدتهما قد فخرا علي بما وآانوا ربما خصوه

فوضعوه بين يديه الدراجة السمينة والدجاجـة

فانطفأت الشمعة في ليلة مـن تلـك . الرخصة

بعـض مـا فأغار على األسواري على . الليالي

ــنم الظلمــة ــه واغت ــين يدي وعمــل علــى أن . ب

ففطن له وما هـو بـالفطن ! الليل أخفى للويل

آـذلك الملـوك آانـت : وقال. إال في هذا الباب

وحثني أحمد بن المثنـى ! ال تأآل مع السوقة

أنهم آانوا يعمـدون إلـى الجـرادق التـي ترفـع

فما آـان منهـا ملطخـا دلـك دلكـا : عن مائدته

آان منها قد ذهب جانب منه قطع شديدا وما

بسكين من ترابيع الرغيف مثل ذلك لئال يشك

ومــا آــان مــن . مــن رآه أنهــم قــد تعمــدوا ذلــك

ــد وقطــع ــاع جعــل بعــضه للثري ــصاف واألرب األن

ولقـد . بعضه آاألصابع وجعل مـع بعـض القاليـا

رأيت رجال ضـخما فخـم اللفـظ فخـم المعـاني

ضب تربية في ظل ملك مع علوهم ولـسان عـ

ومعرفــة بالغــامض مــن العيــوب والــدقيق مــن

المحاسن مع شدة تسرع إلى أعراض النـاس

الـصفحة . ( وضيق صدر بما تعرف من عيـوبهم

وإن ثريدتــه لبلقــاء إال أن بياضــها ناصــع ) ٣٥:

مــا رأيــت ذلــك مــرة وال ! ولونهــا اآلخــر أصــهب

وآنت قد هممت قبل ذلـك ألن أعاتبـه . مرتين

ــ ــستأثر ب ــشيء ي ــى ال ــه وأن عل ــتص ب ه ويخ

أحتمل ثقل تلك النصيحة وبشاعتها في حظه

ورأيت أن ذلـك ال يكـون إال مـن . وفي النظر له

. حاق اإلخالص ومن فـرط اإلخـاء مـن اإلخـوان

. فلما رأيت البلقة هان علـي التحجيـل والغـرة

. ورأيت أن ترك الكالم أفضل وأن الموعظة لغـو

ك وقد زعم أبو الحسن المدائني أن ثريدة مالـ

ولعــل ذلــك أن يكــون . بــن المنــذر آانــت بلقــاء

وأما أنا فقد رأيت بعيني من هذا الرجل . باطال

ما ال أخبرك به وهـو شـيء لـم أره إال فيـه وال

ولــسنا مــن تــسمية . ســمعت بــه فــي غيــره

األصـــــحاب المتهتكـــــين وال غيـــــرهم مـــــن

أمــا الـصاحب فإنــا ال . المـستورين فــي شـيء

ــه ــه وواجـــب حقـ ــر ال واآل. نـــسميه لحرمتـ خـ

نسميه ليستر اهللا عليه ولما يجـب لمـن آـان

وإنمـا نـسمي مـن خـرج مـن . في مثل حالـه

ولربمــا ســمينا الــصاحب إذا . هــاتين الحــالتين

آان ممن يمـازج بهـذا ورأينـاه يتظـرف ويحمـل

. ذلك الظرف سلما إلى منع شينه

:قصة أبي جعفر

زار قومـا : ولم أر مثل أبي جعفر الطرسوسـي

ه وجعلـوا فـي شـاربه وسـبلته فأآرموه وطيبو

ــا فأدخــل إصــبعه . غاليــة فحكتــه شــفته العلي

ــذ ــة أن تأخ ــشفة مخاف ــاطن ال ــن ب ــا م فحكه

! إصبعه من الغاليـة شـيئا إذا حكهـا مـن فـوق

وهذا وشبهه إنما يطيب جدا إذا رأيت الحكايـة

بعينك ألن الكتـاب ال يـصور لـك آـل شـيء وال

. يأتي لك على آنهه وعلى حدوده وحقائقه

:قصة الحزامي

وأما أبو محمد الحزامـي عبـد اهللا بـن آاسـب

آاتــب مــويس وآاتــب داود بــن أبــي داود فإنــه

وآان . آان أبخل من برأ اهللا وأطيب من برأ اهللا

وهــو أحــد مــن ينــصره . لــه فــي البخــل آــالم

وإنـه رآنـي مـرة . ويفضله ويحتج له ويدعو إليه

. فـــي تـــشرين األول وقـــد بكـــر البـــرد شـــيئا

اء لـي قومــسيا خفيفـا قـد نيــل فلبـست آـس

ــه ــي . من ــال ل ــل : فق ــسرف بالعاق ــبح ال ــا أق م

ما ضـننت أن إهمـال ! وأسمج الجهل بالحكيم

! ( الــنفس وســوء الــسياسة بلــغ بــك مــا أرى

وأي شيء أنكرت منا : قلت ) ٣٦: الصفحة

. مــذ اليــوم ومــا آــان هــذا قولــك فينــا بــاألمس

د قـ : قلت. لبسك هذا الكساء قبل أوانه : فقال

ولـو آـان هـذا البـرد . حدث من البـرد بمقـداره

. الحادث في تموز وآب لكان إبانا لهـذا الكـساء

إن آــان ذلــك آــذلك فاجعــل بــدل هــذه : قــال

المبطنة جبة محشوة فإنها تقوم هـذا المقـام

فأما لبس الصوف . وتكون قد خرجت من الخطأ

ألن : ولـم قـال : قلت. اليوم فهو اليوم غير جائز

. يف يتداخله ويـسكن فـي خللـه غبار آخر الص

فإذا أمطر الناس وندى الهواء وابتل آل شـيء

وإنما الغبار تراب إال أنـه لبـاب . ابتل ذلك الغبار

وهــو مــالح ويتقــبض عنــد ذلــك عليــه . التــراب

الكــساء ويتكــرش ألنــه صــوف فينــضم أجــزاؤه

عليــه فيأآلــه أآــل القــادح ويعمــل فيــه عمــل

فــي ولهــو أســرع فيــه مــن األرضــة . الــسوس

ولكـن أخـر لبـسه حتـى إذا ! الجذوع النجرانية

أمطر الناس وسكن الغبـار وتلبـد التـراب وحـط

المطر ما آان فـي الهـواء مـن الغبـار وغـسله

وآـان ! وصفاه فالبـسه حينئـذ علـى برآـة اهللا

يقع إلى عياله بالكوفة آل سنة مرة فيشتري

. لهم من الحب مقدار طبيخهم وقوت سـنتهم

ا وإلـى حـب هـذا وقـام فإذا نظر إلى حب هـذ

علــى ســعر اآتــال مــن آــل واحــد منهــا آيلــة

. معلومة ثم وزنها بالميزان واشترى أثقلها وزنا

وآان ال يختار على البلـدي والموصـلي شـيئا

وآان على آل حـال يفـر . إال أن يتقارب السعر

هـو : من الميـساني إال أن يـضطر إليـه ويقـول

نبغي فإنما ي ! ناعم ضعيف ونار المعدة شيطان

وقلت له ! لنا أن نطعم الحجر وما أشبه الحجر

أعلمت أن خبز البلدي ينبت عليه شيء : مرة

: شبيه بـالطين والتـراب والغبـار المتـراآم قـال

وليتــه قــد أشــبه األرض ! حبــذا ذلــك مــن خبــز

وآــان إذا آــان جديــد ! بــأآثر مــن هــذا المقــدار

القمــيص ومغــسوله ثــم أتــوه بكــل بخــور فــي

خافة أن يسود دخـان العـود األرض لم يتبخر م

فـإن اتـسخ فـأتى بـالبخور لـم . بياض قميـصه

يــرض بــالتبخر واستقــصاء مــا فــي العــود مــن

القتــار حتــى يــدعو بــدهن فيمــسح بــه صــدره

ثــم يتبخــر ليكــون أعلــق . وبطنــه وداخلــة إزاره

حبـذا الـشتاء فإنـه يحفـظ : وآان يقول ! للبخور

عليك رائحة البخـور وال يحمـض فيـه النبيـذ إن

. ك مفتوحا وال يفسد فيه مرق إن بقي أياما تر

فـإذا آـان . وآان ال يتبخر إال في منازل أصحابه

( في الصيف دعا بثيابه فلبسها على قميـصه

لكــيال يــضيع مــن البخــور ) ٣٧: الــصفحة

وبيـاض . إن للشيب سـهكة : وقال مرة . شيء

أال تـرى أن : الشعر هـو موتـه وسـواده حياتـه

! ألسـود ال ينبـت إال أبـيض موضع دبرة الحمار ا

والنــاس ال يرضــون منــا فــي هــذا العــسكر إال

! بالعنــاق واللثــام والطيــب غــال وعادتــه رديئــة

ــه ــده أن يحرس ــضا عن ــان أي ــن آ ــي لم وينبغ

وإن العطـار ليختمـه علـى . ويحفظه من عياله

فلـست أرى شـيئا هـو خيـر . أخص غلمانه به

ــة ــإن ريحــه طيب ــاذ مــشط صــندل ف . مــن اتخ

وأقـل مـا يـصنع أن ! يع القبول منه والشعر سر

فـصرنا فـي حـال لنـا وال . ينفي سهك الشيب

ــا ــة . علين واســتلف منــه علــى األســواري مائ

: فقلت لـه . فجاءني وهو حزين منكسر . درهم

إنما يحزن من ال يجد بدا من إسـالف الـصديق

مخافة أال يرجـع إليـه مالـه وال يعـد ذلـك هبـة

يـسلف منه أو رجل يخاف الشكية فهو إن لـم

وهذا باب الشهرة فيـه قـرة . آرما أسلف خوفا

وأنـا واثـق باعتزامـك وتـصميمك وبقلـة . عينك

فما وجـه انكـسارك . المباالة بتخيل الناس لك

. لـيس ذاك بـي ! اللهـم غفـرا : واغتمامك قـال

إنما في أني قد آنـت أظـن أن أطمـاع النـاس

قد صارت بمعزل عني وآيسة منـي وأنـي قـد

وأتقنتـه وأودعـت قلـوبهم أحكمت هـذا البـاب

فأراني واحـدا . اليأس وقطعت أسباب الخواطر

ــنهم ــع ! م ــرء طم ــالس الم ــن أســباب إف إن م

النــاس فيــه ألنهــم إذا طمعــوا فيــه احتــالوا لــه

وإذا يئسوا منه فقـد . الحيل ونصبوا له الشرك

ــضعاف . أمــن وهــذا المــذهب مــن علــى است

وما أشك أني عنده غمر وأني آـبعض . شديد

وإذا . ل ماله وهو مع هذا خليط وعشير من يأآ

آان مثله لم يعرفني ولم يتقرر عنده مـذهبي

فما ظنك بالجيران بل ما ظنك بالمعارف أراني

مــا ! أنفــخ فــي غيــر فحــم وأقــدح بزنــد مــصلد

ــول ــي بق ــصد إل ــد ق ــون ق ــا ! أخــوفني أن أآ م

أخوفني أن يكون اهللا في سمائه قد قصد إلى

ك على صاحبك ثوب: ويقولون: قال! أن يفقرني

فمـا يقولـون إن آـان أقـصر ! أحسن منه عليك

ــان ــصي وإن آ ــل فــي قمي ــيس يتخي ــي أل من

طويال جدا وأنا قصير جدا فلبـسه ألـيس يـصير

آيــة للــسابلين فمــن أســوأ أثــرا علــى صــديقه

ممن جعله ضـحكة للنـاس مـا ينبغـي لـي أن

ومتــى . أآــسوه حتــى أعلــم أنــه فيــه مثلــي

وآــان . ممــاتيتفــق هــذا وإلــى ذلــك محيــى و

أشتهي اللحم الذي قد تهـرأ وأشـتهي : يقول

: الـصفحة . ( أيضا الذي فيـه بعـض الـصالبة

: مـا أشـبهك بالـذي قـال : وقلت له مـرة ) ٣٨

وما تـصنع بـذلك : قال. أشتهي لحم دجاجتين

القائل هو ذا أنا أشتهي لحم دجاجتين واحدة

. خالســية مــسمنة وأخــرى خوامزآــه رخــصة

عبـد اهللا : رضـيت بـأن يقـال قـد : وقلت له مرة

: قلـت ! ال أعدمني اهللا هذا االسـم : بخيل قال

فــالن بخيــل إال وهــو ذو : ال يقــال: وآيــف قــال

فــسلم إلــى المــال وادعنــي بــأي اســم . مــال

فــال ســخي إال : وال يقــال أيــضا: قلــت! شــئت

فقــد جمــع هــذا االســم الحمــد . وهــو ذو مــال

فقـد . والمال واسم البخل يجمع المـال والـذم

. وبينهما فرق : قال. خذت أخسهما وأوضعهما أ

بخيـل تثبيـت : فـي قـولهم : قـال . فهاته: قلت

سـخي : وفي قـولهم . إلقامة المال في ملكه

ــه ــن ملك ــال م ــروج الم ــار عــن خ واســم . إخب

البخيل اسـم فيـه حفـظ وذم واسـم الـسخي

والمــال زاهــر نــافع . اســم فيــه تــضييع وحمــد

والحمــد ريــح وســخرية . مكــرم ألهلــه معــز

ومـا أقـل غنـاء . تماعك له ضعف وفـسولة واس

الحمــد واهللا عنــه إذا جــاع وآنــا عنــد داود بــن

فأتته مـن ! أبي داود بواسط أيام واليته آسكر

. فقسمها بيننـا . البصرة هدايا فيها زقاق دبس

ــره . فكــل مــا أخــذ منهــا الحزامــى أعطــى غي

ــم أعــرف جهــة ــه ول ــك مــن مذهب ــأنكرت ذل ف

ن الحزامـى قد علمت أ : فقلت للمكي . تدبيره

فأمـا األخـذ . إنما يجزع من اإلعطـاء وهـو عـدو

وإنــه لــو أعطــى أفــاعى ! فهــو ضــالته وأمنيتــه

ــواز ــات األهـ ــصر وحيـ ــابين مـ سجـــستان وثعـ

ــا ــا عليه ــذ واقع ــان اســم األخ ــذها إذا آ ! ألخ

أنـا : قـال . فعساه أراد التفـضيل فـي القـسمة

هاهنا أمـرا . وما ذلك به . آاتبه وصداقتي أقدم

ــه ــع علي ــا نق ــا . م ــل علين ــث أن دخ ــم يلب . فل

. ثم باح بـسره . فتعصر قليال . فسألته عن ذلك

وأخذه عنـدي مـن . وضيعته أضعاف ربحه : قال

ــار ــت. أســباب اإلدب ــال : قل ــائعه احتم أول وض

. هذا لم يخطر لي قط علـى بـال : قال. السكر

أول ذلـك آـراء : قـال . فهات إذا ما عندك : قلت

ثم هـو علـى خطـر حتـى يـصير إلـى . الحمال

فإذا صار إلى المنزل صار سببا لطلـب . المنزل

فإن بعته فرارا من . العصيدة واألرز والبستندود

. هذا صيرتموني شهرة وترآتمـوني عنـده آيـة

وإن أنــا حبــسته ذهــب فــي العــصائد وأشــباه

وجذب ذلك شراء الـسمن ثـم جـذب . العصائد

السمن غيره وصار هذا الدبس أضر علينا مـن

لته نبيذا احتجـت إلـى آـراء وإن أنا جع . العيال

القــدور وإلــى شــراء الحــب وإلــى شــراء المــاء

فـإن . وإلى آراء من يوقد تحته وإلى التفرغ له

وليــت ذلــك الخــادم اســود ثوبهــا وغرمنــا ثمــن

والصابون وازدادت ) ٣٩: الصفحة ( األشنان

فـإن . في الطمع على قدر الزيادة فـي العمـل

ستخلف منهـا فسد ذهبت النفقة باطال ولم نـ

ألن خل الداذي . عوضا بوجه من جميع الوجوه

يخضب اللحم ويغير الطعم ويـسود المـرق وال

. وهــذا إذا اســتحال خــال. يــصلح إال لالصــطباغ

وأآثر ذلك أن يحول عـن النبيـذ وال يـصير إلـى

وجـاد وصـفا -! وأعوذ بـاهللا -وإن سليم . الخل

.لم نجد بدا من شربه ولم تطب أنفسنا بترآه

فإن قعدت في البيت أشرب منه لم يمكـن إال

ــدجاج ــسل وال ــرك ســالف الفارســي المع بت

المسمن وجداء آسكر وفاآهة الجبـل والنقـل

الهش والريحان الغض عند من ال يغـيض مالـه

وال تنقطع مادته وعند مـن ال أبـالي علـى أي

قطريــة ســقط مــع فــوت الحــديث المــؤنس

وعلى أني إن جلست في . والسماع الحسن

وذلـك . البيت أشربه لم يكن لي بد مـن واحـد

الواحد البد له مـن دريهـم لحـم ومـن طـسوج

نقل وقيراط ريحان ومن أبزار للقدر ومن حطـب

وهـو بعـد هـذا شـؤم . وهذا آلـه غـرم . للوقود

فـإن آـان . وحرفة وخروج مـن العـادة الحـسنة

ذلك النديم غير موافق فأهل الحـبس أحـسن

موافقا فقد -! باهللا وأعوذ -وإن آان . حاال مني

فتح اهللا على مالي بابا من التلف ألنـه حينئـذ

يسير في مالي آسيري في مال من هو وإذا

علم الصديق أن عندي داذيا أو نبيذا دق الباب

ــاه . دق المــدل ــبالء وإن أدخلن ــاه ف ــإن حجبن ف

وإن بـدا لـي فـي استحـسان حـديث . فشقاء

الناس آما يستحسن منـي مـن أآـون عنـده

قد شارآت المسرفين وفارقـت إخـواني مـن ف

فـإذا . المصلحين وصرت مـن ألـوان الـشياطين

صرت آذلك فقد ذهب آسبي من مال غيـري

وأنــا لــو ابتليــت . وصــار غيــري يكتــسب منــي

بأحــدهما لــم أقــم لــه فكيــف إذا ابتليــت بــأن

أعـوذ بـاهللا مـن الخـذالن بعـد ! أعطي وال آخـذ

هذا فـي لو آان ! العصمة ومن الحور بعد الكور

هذا الدوشاب دسيس من . الحداثة آان أهون

الحرفـــة وآيـــد مـــن الـــشيطان وخدعـــة مـــن

مـا ! وهو الحالوة التي تعقب المرارة ! الحسود

أخوفني أن يكون أبو سليمان قد مل منادمتي

وآنـا مـرة فـي موضـع ! فهو يحتال لـي الحيـل

حــشمة وفــي جماعــة آثيــرة والقــوم ســكوت

وأقبـل . ن منـي والمجلس آبير وهو بعيد المكا

يـا : على المكي وقال والقوم يـسمعون فقـال

. أبو الهـذيل : أبا عثمان من أبخل أصحابنا قلت

قـال . صاحب لنـا ال أسـميه : ثم من قلت : قال

: ثــم قــال! إنمــا يعنينــي: الحزامــي مــن بعيــد

حسدتم للمقتصدين تـدبيرهم ونمـاء أمـوالهم

ــذا . ودوام نعمــتهم ــنهم به ( فالتمــستم تهجي

ــصفحة ــر ) ٤٠ : الـ ــتم المكـ ــب وأدخلـ اللقـ

ــز ــذا النب ــيهم به ــه . عل ــف لمال ــون المتل تظلم

باســم الجــود إدارة لــه عــن شــينه وتظلمــون

ــنكم ــه باســم البخــل حــسدا م المــصلح لمال

. فال المفسد ينجو وال المصلح يـسلم . لنعمته

فــتكلم يومــا فمــا زال يــدخل آالمــا فــي آــالم

ــك فــي عــرض ــذار مــن ذل حتــى أدخــل االعت

فكــان ممــا احــتج بــه فــي شــدة رؤيــة . آالمــه

نظر خالد : األآيل عليه وفي نفوره منه أن قال

المهزول في الجاهلية يوما إلى نـاس يـأآلون

أترونـي بمثـل : فقال ألصـحابه . وإلى إبل تجتر

: هذه العين التي أرى بها النـاس واإلبـل قـالوا

. فحلف بإلهه أال يأآل بقال وإن مات هزاال . نعم

ــذى ا ــان يغت ــشراب وآ ــن ال ــصيب م ــبن وي . لل

فلمـــا دق جـــسمه . فأضـــمره ذلـــك وأيبـــسه

: ثـم قـال خالـد . واشتد هزاله سمي المهزول

هأنذا مبتلـي بالمـضغ ومحمـول علـى تحريـك

اللحيين ومضطر إلى مناسبة البهائم ومحتمل

! مـا أبـالي . ما في ذلـك مـن الـسخف والعجـز

احتملــه فــيمن لــيس لــي منــه بــد ولــي عنــه

رئ فــي منزلــه وفــي ليأآــل آــل امــ . مــذهب

هـذا مـا . موضع أمنه وأنسه ودون ستره وبابه

ــسري ــد اهللا القـ ــن عبـ ــد بـ ــن خالـ ــا عـ بلغنـ

فأمــا خالــد المهــزول فهــو أحــد . واحتجاجــه

وفيـه وفـي . وهما سيدا بنـي أسـد . الخالدين

وقبلـك : خالد بن نضلة يقول األسود بـن يعفـر

عميد بني جحوان وابن . مات الخالدان آالهما

ــاألمسوقيــل. المــضلل واهللا إنــك : الحــارثي ب

لتــضع الطعــام فتجيــده وتعظــم عليــك النفقــة

ــه ــر من ــاخ . وتكث ــاز والطب ــالي بالخب ــك لتغ وإن

والــشواء والخبــاص ثــم أنــت مــع هــذا آلــه ال

تشهده عدوا لتغمه وال وليا فتسره وال جـاهال

وأنت . لتعرفه وال زائر لتعظمه وال شاآرا لتثبته

يـديك ويغيـب تعلم أنه حين يتنحـى مـن بـين

عــن عينيــك فقــد صــار نهبــا مقــسما ومتوزعــا

فلو أحضرته من ينفع شكره ويبقي . مستهلكا

علـــى األيـــام ذآـــره ومـــن يمتعـــك بالحـــديث

الحسن واالستماع ومن يمتد به األآل ويقصر

لكان ذلك أولى بـك وأشـبه بالـذي -به الدهر

وبعد فلم تبيح مصون الطعام لمن . قدمته يدك

مـــن إن حمـــدك لـــم يحـــسن أن ال يحمـــدك و

يحمــدك ومــن ال يفــضل بــين الــشهي الغــذى

يمنعني مـن ذلـك مـا : وبين الغليظ الزهم قال

: ومـن أبـو الفاتـك قـال : قـالوا . قال أبـو الفاتـك

وإني لم آآـل مـع أحـد قـط إال . قاضي الفتيان

. رأيت منه بعض ماذمه وبعض ما شنعه وقبحه

ــصفحة ( ــشطار ) ٤١: ال ــبح بال ــشيء يق ف

ما ظنـك بـه إذا آـان فـي أصـحابه المـروءات ف

: فما قال أبـو الفاتـك قـال : وأهل البيوتات قالوا

الفتى ال يكون نشافا وال نـشاال : قال أبو فاتك

وال مرساال وال لكامـا وال مـصاصا وال نفاضـا وال

ــا وال ــربال وال محلقمـ ــورا وال مغـ ــا وال مقـ دالآـ

ــضرا ــا وال مخـ ــسوغا وال مبلعمـ إنـــي واهللا. مـ

ألفضل الـدهاقين حـين عـابوا الحـسو وتقـززوا

من التعرق وبهرجوا صاحب التمشيش وحـين

أآلوا بالبارجين وقطعوا بالـسكين ولزمـوا عنـد

ــاروا ــوا الخـــوض واختـ ــام الـــسكتة وترآـ الطعـ

أنا واهللا أحتمـل الـضيف والـضيفن وال . الزمزمة

والواغـل أهـون . أحتمل اللعمـوظ وال الجردبيـل

ومن يشك أن الوحـدة خيـر . نعلى من الراش

من جليس السوء وأن جليس السوء خير مـن

أآيل السوء ألن آل أآيـل جلـيس ولـيس آـل

فإن آان البد من المؤاآلة والبـد . جليس أآيال

من المشارآة فمع من ال يستأثر علي بـالمخ

وال ينتهز بيضة البقيلة وال يلتهم آبد الدجاجـة

وال يختطـف وال يبادر إلى دماغ رأس الـسالءة

آلية الجدي وال يزدرد قانصة الكرآي وال ينتزع

شــاآلة الحمــل وال يقتطــع ســرة الشــصر وال

بعرض لعيون الرءوس وال يستولي على صدور

ــراخ وال ــى أســقاط الف ــسابق إل ــدجاج وال ي ال

يتناول إال ما بين يديه وال يالحظ مـا بـين يـدي

غيره وال يتشهى الغرائب وال يمـتحن اإلخـوان

بــأن : ور الثمينــة وال يهتــك أســتار النــاسبــاألم

وآيـف . يتشهى مـا عـسى أال يكـون موجـودا

تصلح الدنيا وآيـف يطيـب العـيش مـع مـن إذا

رأى جزورية التقط األآباد واألسنمة وإذا عـاين

بقرية استولى على العـرق والقطنـة وإن أتـوا

بجنب شواء اآتسح آل شيء عليـه ال يـرحم

ــرق علــى حــ ــضعفه وال ي دث لحــدة ذا ســن ل

شهوته وال ينظر للعيـال وال يبـالي آيـف دارت

وإن آان البد من ذلك فمع مـن ال -بهم الحال

. يجعــل نــصيبه فــي مــالي أآثــر مــن نــصيبي

وأشد من آـل مـا وصـفنا وأخبـث مـن آـل مـا

عددنا أن الطباخ ربما أتى باللون الطريف وربما

قدم الـشيء الغريـب والعـادة فـي مثـل ذلـك

طيـف الـشخص صـغير الحجـم اللون أن يكون ل

ــسة وال ــشلية وال آالهريـــ ــيس آالطفيـــ ولـــ

ــة ــة وال آالكرنبي ــه . آالفجلي ــل علي ــا عج وربم

وربمــا آــان مــن جــوهر . فقدمــه حــارا ممتنعــا

بطــيء الفطــور وأصــحابي فــي ســهولة ازدراد

: الـصفحة ( الحار عليهم فـي طبـاع النعـام

وأنــا فــي شــدة الحــار علــى فــي طبــاع ) ٤٢

انتظرت إلى أن يمكن أتـوا علـى فإن . السباع

ــره ــوت وأردت أن . آخـ ــة الفـ ــدرت مخافـ وإن بـ

والحار ربما . أشارآهم في بعضه لم آمن ضرره

هـذا : ثم قال . قتل وربما أعقم وربما أبال الدم

علي األسواري أآل مع عيـسى بـن سـلمان

فوضــعت قــدامكم ســمكة عجيبــة . بــن علــي

فحـاط بطنهـا لحظـة فـإذا هـو . فائقة الـسمن

ــ ــو يكتن ــة وه ــص بلقم ــان غ ــد آ ــحما وق ز ش

لمستسق ففرغ من الـشراب وقـد غـرف مـن

وآـان . بطنها آل إنسان مـنهم بلقمتـه غرفـة

عيسى ينتخب األآلة ويختار منهم آل منهوم

فلمـا خـاف علـى األسـواري . فيه ومفتـون بـه

اإلخفاق وأشفق من الفوت وآان أقربهم إليـه

عيسى استلب مـن يـده اللقمـة بأسـرع مـن

لبازي وانحدار العقاب من غير أن يكون خطفة ا

! ويحــك: فقيــل لــه . أآــل عنــده قبــل مرتــه

استلبت لقمة األمير من يده وقد رفعهـا غليـه

وشحا لها فـاه مـن غيـر مؤانـسة وال ممازحـة

وآـذب مـن . لم يكن األمر آذلك : قال!. سالفة

ولكنا أهوينا أيدينا معا فوقعـت يـدي ! قال ذلك

ه فـي مـؤخر في مقـدم الـشحمة ووقعـت يـد

فلمـا . الشحمة معا والشحم ملتبس باألمعـاء

رفعنا أيدينا معا آنت أنـا أسـرع حرآـة وآانـت

فتحول آـل شـيء . األمعاء متصلة غير متباينة

آلــن فــي لقمتــه بتلــك الجذبــة إلــى لقمتــي

وأنـا آيـف . التصال الجـنس والجـوهر بـالجوهر

أؤاآل أقواما يصنعون هذا الـصنيع ثـم يحتجـون

إنكـم تـشيرون : هذه الحجج ثـم قـال له بمثل

علــي بمالبــسة شــرار الخلــق وأنــذال النــاس

وبكل عياب متعتب ووثاب على أعراض النـاس

ــسرع ــدعوهم . مت ــوا إال أن ي ــم يرض ــؤالء ل وه

الناس وال يدعوا الناس وأن يـأآلوا وال يطعمـوا

وأن يتحدثوا عن غيرهم وال يبـالون أن يتحـدث

جلــس أ: ثــم قــال. عــنهم وهــم شــرار النــاس

معاوية وهو في مرتبة الحالفـة وفـي الـسطح

مــن قــريش وفــي نبــل الهمــة وإصــابة الــرأي

ــام ــي تم ــسم وف ــال الج ــان وآم ــودة البي وج

النفس عند الجولة وعند تقصف الرماح وتقطع

رجــال علــى مائدتــه مجهــول الــدار -الــسيوف

. غيــر معــروف النــسب وال مــذآور بيــوم صــالح

لـشعرة خـذ ا : فأبصر في لقمتـه شـعرة فقـال

وال وجــه لهــذا القــول إال محــض . مــن لقمتــك

ــشفقة ــصيحة والـ ــل . النـ ــال الرجـ ــك : فقـ وإنـ

ال ! لتراعيني مراعاة مـن يبـصر معهـا الـشعرة

جلست لك على مائدة مـا حييـت وال حكيتهـا

فلـم يـدر ) ٤٣: الـصفحة ! ( عنك مـا بقيـت

: الناس أي أمري معاوية آـان أحـسن وأجمـل

فكان هـذا جـزاءه تغافله عنه أم شفقته عليه

وآيـف أطعـم مـن إن : ثم قال . منه وشكره له

آـل وال تقـصر : رأيته يقصر في األآل فقلت له

يفطن لفضل مـا بـين التقـصير : في األآل قال

: وإن قصر فلم أنـشطه ولـم أحثـه قـال ! وغيره

ومـد رجـل مـن : ثـم قـال ! لوال أنه وافق هـواه

ــشراب ــاحب الـ ــى صـ ــده إلـ ــيم يـ ــي تمـ بنـ

خوان المهلـب فلـم يـره يستسقيه وهو على

ــه ففعــل ذلــك مــرارا . الــساقي فلــم يفطــن ل

والمهلب يراه وقد أمـسك عـن األآـل إلـى أن

فلمـا طـال ذلـك علـى . يسيغ لقمته بالشراب

اســقه يــا غــالم مــا أحــب مــن : المهلــب قــال

فلمـا سـقاه اسـتقله وطلـب الزيـادة . الشراب

وآان المهلب أوصاهم باإلقالل من المـاء . منه

إنـك لـسريع : قال التميمي . ن الخبز واإلآثار م

وحـبس يـده ! إلى السقي سريع إلى الزيـادة

أله عن هـذا إليهـا : فقال المهلب . عن الطعام

أردنـا أمـرا ! الرجل فإن هذا ال ينفعك وال يـضرنا

وفـي الجـارود بـن أبـي : ثم قال . وأردت خالفه

سبرة لكم واعظ وفي أبي الحارث جمين زاجر

لطعــام وإلــى اإلآــرام فقــد آانــا يــدعيان إلــى ا

لظرفهمــا وحالوتهمــا وحــسن حــديثهما وقــصر

ــا ــب ويقترحــان . يومهم ــشهيان الغرائ ــا يت وآان

الطرائـــف ويكلفـــان النـــاس المـــؤن الثقـــال

فكـان . ويمتحنان مـا عنـدهم بـالكلف الـشداد

: قـال . جزاؤهم مـن إحـسانهم مـا قـد علمـتم

ومن ذلك أن بالل بن أبي بردة آان رجال عيابا

فقــال . أعــراض األشــراف متــسرعاوآــان إلــى

آيف طعام عبـد اهللا بـن أبـي عثمـان : للجارود

فكيـف هـو عليـه قـال : قـال . يعرف وينكر : قال

فكيف طعام : قال. يالحظ اللقم وينتهر السائل

طعــام ثالثــة وإن آــانوا : ســلم بــن قتيبــة قــال

فكيــف طعــام تــسنيم بــن : قــال. أربعــة جــاعوا

فكيف طعـام : قال. نقط العروس : الحواري قال

ال خير في : يقول: المنجاب بن أبي عيينة قال

حتــى أتــى علــى -ثــالث أصــابع فــي صــفحة

ــؤثره ــان ي ــن آ ــى م ــصرة وعل ــل الب ــة أه عام

. بالدعوة وباألنسة والخاصة ويحكمه في مالـه

فلم ينج منه إال من آان يبعده آما لم يبتل به

وهذا أبو شعيب القالل في ! إال من آان يقربه

له وأنسه به وفي إحسانه إليه تقريب موبس

مع سـخائه علـى المـأآول وغـض طرفـه عـن

ــه ــة احتفال ــالحفظ وقل ــه ب ــة مباالت ــل وقل األآي

سئل عنه أبو شعيب فزعم أنـه -بجمع الكثير

وآيـف : قيـل . لم ير قط أشح منه على الطعام

يدلك على ذلك أنه يصنعه صنعة ويهيئـه : قال

يـر تهيئة مـن ال يريـد أن يمـس فـضال علـى غ

٤٤: الـصفحة ( وآيف يجترئ الضرس ! ذلك

على إفساد ذلك الحسن ونقض ذلك النظم )

وقــد علــم أن ! وعلــى تفريــق ذلــك التــأليف

فلو آان . حسنه يحشم وأن جماله يهيب منه

سخيا لم يمنع منه بهـذا الـسالح ولـم يجعـل

فحول إحسانه إساءة وبذله منعـا . دونه الجنن

ــا ــه نهي ــ. واســتدعاءه إلي ــم قيــل ألبــي : الق ث

آيـف وجـه محمـد بـن يحيـى : الحارث جمـين

وقال ! أما عيناه فعينا مجنون : على غدائه قال

لو آان في آفه آر خـردل ثـم لعـب : فيه أيضا

األبلى باألآرة لمـا سـقطت مـن بـين أصـابعه

فكيــف ســخاؤه : وقيــل لــه أيــضا! حبــة واحــدة

واهللا لو ألقي إليه مـن : على الخبز خاصة قال

بقـدر مـا إذا حـبس نـزف الـسحاب مـا الطعام

وآـان أبـو نـواس يرتعـي ! تجافي عن الرغيـف

على خوان إسماعيل بن نيبخـت آمـا ترتعـي

ثـم آـان ! اإلبل في الحمـض بعـد طـول الخلـة

خبـز إسـماعيل آالوشـي : جزاؤه منه أنه قال

وآان أبو الـشمقمق : إذا ما شق يرفي وقال

يعيب في طعام جعفر بن أبي زهيـر وآـان لـه

رأيت الخبز عز لديك : وهو مع ذلك يقول . ضيفا

ومــا . حتىحــسبت الخبــز فــي جــو الــسحاب

. روحتنــا لتــذب عنــاولكن خفــت مرزئــة الــذباب

رأينـاك فـي دهليـز فـالن وبـين : وقيل للجمـاز

فمن أي شيء آانـت . يديك قصعة وأنت تأآل

قـيء آلـب : القصعة وأي شيء آان فيها قال

العـرب قـد وقيـل لرجـل مـن ! في قحف خنزير

: نزلت بجميع الفبائل فكيف رأيت خذاعـة قـال

ونزل عمرو بن معد يكرب برجل . جوع وأحاديث

فأتاه . من بني المغيرة وهم أآثر قريش طعاما

فقـال . وقد آان فيمـا أتـاه بـه فـضل . بما حضر

ــه ــن الخطــاب وهــم أخوال ــام بنــي : لعمــر ب لئ

وآيــف قــال : قــال! المغيــرة يــا أميــر المــؤمنين

. م فما قروني غيـر قـرنين وآعـب ثـور نزلت به

ــال عمــر ــشبعة: ق ــك ل ــا مــن . إن ذل وآــم رأين

األعراب من نزل بـرب صـرمة فأتـاه بلـبن وتمـر

فبـات ليلتـه ثـم . وحيس وخبـز وسـمن سـالء

وهو ال يعـرف -آيف لم ينحر له : أصبح يهجوه

الـصفحة ( ولـو ! بعيرا من ذوده أو من صرمته -

لب مـر بـه بعيـرا نحر هذا البأس لكل آ ) ٤٥:

مــن مخافــة لــسانه لمــا دار األســبوع إال وهــو

ــسألهم ــاس وي ــف الن ــسابلة يتكف ــرض لل يتع

ــاد عــن رجــل مــن أصــحابه ! العلــق وســأل زي

فقـال . إنه لمالزم وما يغب غـداء األميـر : فقيل

ــاد ــال : زي ــضر بالعي ــا ي ــك مم ــإن ذل ــه ف . فليغب

وزعمـوا أنـه . فعابوا زيـادا بـذلك . فألزموه الغب

حضوره في آل يوم وأراد أن يزجر بـه استثقل

غيــره فيــسقط عــن نفــسه وعــن مالــه مؤنــة

وإنما آان ذلـك مـن زيـاد علـى جهـة . عظيمة

ــة ــا ينظــر الراعــي للرعي ــاالت وآم النظــر للعي

وعلــى مــذهب عمــر بــن الخطــاب رضــي اهللا

تــشبه زيــاد بعمــر : وقــد قــال الحــسن. " عنــه

-" فأفرط وتشبه الحجاج بزياد فأهلـك النـاس

وقال يوسـف بـن عمـر . لتم ذلك عنتا منه فجع

ــده ــوام موائ ــا لقمــة : لق ــدة فإنه ــوا الثري أعظم

فقد يحضر طعامكم الـشيخ الـذي قـد : الدرداء

ــم ينبــت فمــه ــذي ل ــصبي ال . ذهــب فمــه وال

. وأطعموه ما تعرقون فإنه أنجع وأشفى للقـوم

إنما أراد العجلة والراحة بسرعة الفراغ : فقلتم

. أل صـدورهم بـالعراق وأن يكيدهم بالثريد ويمـ

: وقد قـال رسـول اهللا صـلى اهللا عليـه وسـلم

سيد الطعام الثريد ومثل عائشة فـي النـساء

مثل الثريد في الطعـام ولـيعظم صـنعة الثريـد

في أعين قريش سموا عمـرو بـن عبـد منـاف

. حتى غلب عليه االسم المشتق له من ذلك

اتخذ لنا طعامـا : وقال عوف بن القعقاع لمواله

فلمـا رأى : قلـتم . فضله أهـل الموسـم يشبع

ــوان ــشواء واأللـ ــالظ والـ ــاق والغـ ــز الرقـ الخبـ

واستطراف الناس للون بعد اللون ودوام أآلهم

لدوام الطرف وأن ذلك لو آان لونا واحـدا لكـان

فهـال فعلتـه طعـام يـد ولـم : اقل ألآلهـم قـال

اتـسع ثـم ضـاق : فقلـتم ! تجعله طعـام يـدين

والحــيس وآــل مــا حــين أراد إطعــامهم الثريــد

ــدين ــد دون ي ــره . يؤآــل بي ــي آ ــاع عرب والقعق

لمواله أن يرغب عن طعـام العـرب إلـى طعـام

وأراد دوام قومــه علــى مثــل مــا آــانوا . العجــم

عليه وعلى أن الثروة تفنخهم وتفـسدهم وأن

الذي فتح عليهم من باب الترفه أشـد علـيهم

وقـد . مما غلق عليهم مـن بـاب فـضول اللـذة

جهة التأدب أآثر من ذلـك حـين فعل عمر من

دعــى إلــى عــرس فــرأى قــدرا صــفراء وأخــرى

ــدة ــوة وواح ــرى حل ــرة وأخ ــدة م ــراء وواح حم

ــضة ــة . محم ــدر عظيم ــي ق ــا ف ــا آله ( فكازه

وقال إن العرب إذا أآلت هذا ) ٤٦: الصفحة

أمـا : تفسير آالم أبي فاتك . قتل بعضها بعضا

ه الفتــى ال يكــون نــشاال فالنــشال عنــد: قولــه

الذي يتناول من القدر ويأآل قبل النضج وقبـل

الـذي : والنـشاف . أن تنزل القدر ويتتـام القـوم

يأخذ حرف الجردقة فيفتحـه ثـم يغمـسه فـي

رأس القدر ويشربه الدسم يستأثر بـذلك دون

أحـدهما إذا وضـع : رجالن: والمرسال. أصحابه

في لقمـة هريـسة أو ثريـدة أو حيـسة أو أرزة

: والرجل اآلخر . قه إرساال أرسلها في جوف حل

هو الذي إذا مشى في أشـب مـن فـسيل أو

شجر قبض على رأسه السعفة أو على راس

وإذا قـضى وطـره . الغصن لينحيهـا عـن وجهـه

فهـي ال محالـة تـصك وجـه . أرسلها مـن يـده

صاحبه الذي يتلوه ال يحفل بذلك وال يعرف مـا

فالـذي فـي فيـه اللقمـة ثـم : وأما اللكام . فيه

. ا بأخرى قبل إجـادة مـضغها أو ابتالعهـا يلكمه

والمصاص الذي بمص جوف قصبة العظـم بعـد

. أن اســتخرج مخــه واســتأثر بــه دون أصــحابه

فالـذي إذا فـرغ مـن غـسل يـده : وأما النفاض

في الطست نفض يديه من الماء فنضح علـى

فالــذي ال يجيــد تنقيــة : وأمــا الــدالك. أصــحابه

ولـه . نـديل يديه باألشـنان ويجيـد دلكهمـا بالم

وهو - وليس هو الذي نظنه -أيضا تفسير آخر

. وســـيقع فـــي موضـــعه إن شـــاء اهللا. ملـــيح

الـذي : والمغربل. الذي يقور الجرادق : والمقور

يأخذ وعاء الملح فيديره غدارة الغربـال ليجمـع

الذي يـتكلم : أبازيره يستأثر به دون والمحلقم

! قبـيح : نقـول لهـذا . واللقمة قد بلغت حلقومه

الـذي : والمـسوغ . دع الكالم إلى وقت إمكانه

يعظم اللقم فال يزال قد غص وال يزال يـسيغه

الذي يأخذ حروف الرغيـف أو : والمبلعم. بالماء

يغمز ظهر التمرة بإبهامه ليحمال له مـن الزبـد

والسمن ومن اللبإ واللـبن ومـن البـيض النـيم

الـــذي يـــدلك يـــده : والمخـــضر. برشـــت أآثـــر

مــر والــودك حتــى إذا اخــضر باألشــنان مــن الغ

الـصفحة . ( وأسود من الـدرن دلـك بـه شـفته

هذا تفسير ما ذآر الحـارثي مـن آـالم ) ٤٧:

: فأمــا مــا ذآــره هــو فــإن اللطــاع . أبــي فاتــك

معروف وهو الذي يلطع إصبعه ثم يعيدها فـي

مــرق القــوم أو لبــنهم أو ســويقهم ومــا أشــبه

ــك ــاع. ذل ــة : والقط ــى اللقم ــض عل ــذي يع ال

ع نـصفها ثـم يغمـس النـصف اآلخـر فـي فيقط

وهــو الــذي . وهــو معــروف: والنهــاش. الــصباغ

: والمــداد. يــنهش اللحــم آمــا يــنهش الــسبع

الذي ربما عض على العصب التـي لـم تنـضج

فربما قطعهـا . وهو يمدها بفيه ويده توترها له

. بنترة فيكون لهـا انتـضاح علـى ثـوب المؤاآـل

ــب ــحابه الرط ــع أص ــل م ــذي إذا أآ ــو ال أو وه

الذي إذا وقع في القصعة عظم فـصار : والدفاع

مما يليه نحاه بلقمتـه مـن الخبـز حتـى تـصير

مكانــه قطعــة مــن لحــم وهــو فــي ذلــك آأنــه

يطلــب بلقمتــه تــشريب المــرق دون إراغــة

هو الذي إذا رأى آثرة النوى : والمحول. اللحم

. بين يديه احتال له حتى يخلطه بنـوى صـاحه

الضيفن فإن الـضيفن وأما ما ذآره من الضيف و

إذا جـاء ضـيف : وأنـشد أبـو زيـد . ضيف الـضيف

جــاء للــضيف ضــيفنفأودى بمــا يقــرى الــضيوف

الواغـل أهـون علـي مـن : الضيافن وأما قوله

الراشن فإنه يزعم أن طفيلـي الـشراب أهـون

فـال : وقـول النـاس . علي من طفيلـي الطعـام

لـيس : طفيلي لـيس مـن أصـول آـالم العـرب

وأهـــل مكـــة يـــسمونه . ظآالرأشــن واللعمـــو

وآان بالكوفة رجل مـن بنـي عبـد اهللا . البرقي

آـان أبعـد النـاس . بن غطفان يـسمى طفـيال

فقيـل لـه . نجعة في طلـب الـوالئم واألعـراس

طفيل العرائس وصار ذلك نبزا لـه ولقبـا : لذلك

فصار آل من آانت تلك طعمته . ال يعرف بغيره

. انهذا من قول أبـي اليقظـ . طفيلي: يقال له

ــال الحــارثي ــم ق وأعجــب مــن آــل عجــب : ث

وأطــرف مــن آــل طريــف أنكــم تــشيرون علــي

بإطعام األآلة ودفعي إلى الناس مالي وأنـتم

فـإن زعمـتم أنـي أآثـر مـاال . أترك لهـذا منـي

وأعــد عــدة فلــيس مــن حــالي وحــالكم فــي

فـإذا . التقارب أن أطعم أبدا وأنـتم تـأآلون أبـدا

اإلطعـام علـى أتيتم في أموالكم مـن البـدل و

( قدر احتمالكم عرفـت بـذلك أن الخيـر أردتـم

ــصفحة ــتم ) ٤٨: ال ــي ذهب ــى تربي وإال . وإل

بـل أنـتم . فإنكم إنما تحلبون حلبا لكم شـطره

يحــب الخــور مــن مــال : آمــا قــال الــشاعر

: النــدامىويكره أن يفارقــه الفلــوس ثــم قــال

واهللا إني لو لم أترك مؤاآلة الناس وإطعـامهم

ومــا . وء رعــة علــى األســواري لترآتــهإال لــس

ظــنكم برجــل نهــش بــضعة لحــم تعرقــا فبلــغ

فعـل ذلـك عنـد إبـراهيم ! ضرسه وهو ال يعلم

وآــان إذا أآــل . بــن الخطــاب مــولى ســليمان

ــه وســكر وســدر ــه وجحظــت عين ذهــب عقل

وانبهر وتربـد وجهـه وعـصب ولـم يـسمع ولـم

فلما رأيت ما يعتريه وما يعتـري الطعـام ! يبصر

ــر ــه ص ــر من ــل التم ــن نأآ ــه إال ونح ت ال آذن ل

ولــم يفجــأني قــط وأنــا آآــل . والجــوز والبــاقلى

تمــرا إال اســتفه ســفا وحــساه حــسوا وذرابــه

ذروا وال وجده آثيرا إال تناول القصعة آجمجمة

ثـم ! الثور ثم يأخذ بحضنيها ويقلهـا مـن األرض

ال يــزال ينهــشها طــوال وعرضــا ورفعــا وخفــضا

ثم ال يقـع غـضبه إال ! جميعا حتى يأتي عليها

ولـم يفـصل تمـرة قـط ! على األنصاف واألتالف

وآان صاحب جمل ولم يكـن يرضـى . من تمرة

بالتفاريق وال رمى بنواة قـط وال نـزع قمعـا وال

نفــى عنــه قــشرا وال نتــشه مخافــة الــسوس

ثــم مــا رأيتــه قــط إال وآأنــه طالــب ثــأر ! والــدود

ــة ــه عاشــق ! وشحــشحان صــاحب طائل وآأن

واهللا يا إخوتي لـو رأيـت ! مغتلم أو جائع مقرور

رجــال يفــسد طــين الردغــة ويــضيع مــاء البحــر

فـإذا آـان أصـحاب النظـر ! لصرفت عنه وجهي

وأهل الديانة والفلسفة هذه سـيرتهم وهكـذا

أدبهم فما ظنكم بمن ال يعد ما يعدون وال يبلغ

! من األدب حيث يبلغون

:قصة الكندي

آـان الكنـدي ال : قـال حدثني عمرو بن نهيوي

إن فـي : يزال يقول للساآن وربمـا قـال للجـار

والوحمى ربما أسقطت مـن . الدار امرأة حمل

فإذا طبخـتم فـردوا شـهوتها ! ريح القدر الطيبة

! ولو بغرفة أو لعقة فإن الـنفس يردهـا اليـسير

-فإن لم تفعل ذلك بعد إعالمي إياك فكفارتك

ه من قصاع فكان ربما يوافى إلى منزل : إن قال

الــسكان والجيــران مــا يكفيــه األيــام وإن آــان

) ٤٩: الــصفحة . ( أآثــرهم يفطــن ويتغافــل

أنـتم أحـسن حـاال : وآان الكندي يقول لعيالـه

إنمـا لكـل بيـت مـنهم : من أرباب هذه الـضياع

وآنـت أتغـدى : قـال ! وعندآم ألوان . لون واحد

وآـان الجـار . عنده يوما إذ دخل عليـه جـار لـه

ــ ــي صـ ــداء . ديقالـ ــه الغـ ــرض عليـ ــم يعـ . فلـ

لو أصبت معنا ممـا : فقلت. فاستحييت أنا منه

مـا : قـال الكنـدي . قـد واهللا فعلـت : قـال ! نأآل

يا أبا عثمان -فكتفه واهللا : قال! بعد اهللا شيء

! آتفا ال يستطيع معه قبضا وال بسطا وترآـه -

ولو أآل لشهد عليـه بـالكفر ولكـان عنـده قـد

بينا أنا ذات يوم : قال عمرو ! اجعل مع اهللا شيئ

عنــده إذ ســمع صــوت انقــالب جــرة مــن الــدار

: فقالت مجيبـة لـه ! أي قصاف : فصاح. األخرى

فكانـت الجاريـة فـي الـذآاء أآثـر ! بئر وحياتـك

ــصاء ــي االستق ــه ف ــد . من ــال معب ــا دار : ق نزلن

الكندي أآثر من سنة نروج له الكـراء ونقـضي

قد فهمت :قلت. له الحوائج ونفى له بالشرط

ترويج الكراء وقضاء الحـوائج فمـا معنـى الوفـاء

فـي شـرطه علـى الـسكان أن : بالشرط قـال

ــشوار ــر الــشاة ون ــه روث الدابــة وبع ــون ل يك

العلوفة وأال يخرجوا عظما وال يخرجوا آـساحة

وأن يكون له نوى التمر وقشور الرمان والغرفـة

مــن آــل قــدر تطــبخ للحبلــى وآــان فــي ذلــك

ــيهم ــزل عل ــه . يتن ــراط بخل ــه وإف ــانوا لطيب فك

فبينا : قال معبد . وحسن حديثه يحتملون ذلك

أنا آذلك إذ قدم ابن عم لي ومعـه ابـن لـه إذا

إن آـان مقـام هـذين : " رقعة منه قد جـاءتني

القادمين ليلة أو ليلتين احتملنا ذلـك وإن آـان

إطماع السكان في الليلة الواحـدة يجـر علينـا

: " فكتبـت إليـه ". الطمع في الليـالي الكثيـرة

ــوه ــهرا أو نح ــدنا إال ش ــا عن ــيس مقامهم ". ل

وأنـتم . إن دارك بثالثـين درهمـا : " فكتب إلـى

فـإذ قـد زدت رجلـين . ستة لكل رأس خمـسة

فالـدار عليـك مـن . فالبد من زيـادة خمـستين

ــأربعين ــذا ب ــك ه ــه ! ". يوم ــت إلي ــا : " فكتب وم

يضرك من مقامهما وثقل أبدانهما على األرض

حمل الجبال وثقل مؤنتهما علـى دونـك التي ت

ولــم أدر أنــي ". فاآتــب إلــي بعــذرك ألعرفــه

أهجم على مـا هجمـت وأنـي أقـع منـه فيمـا

الخصال التي تدعوا إلـى : " فكتب إلي ! وقعت

مــن ذلــك : وهــي قائمــة معروفــة. ذلــك آثيــرة

سرعة امتالء البالوعة ومـا تنقيتهـا مـن شـدة

ت آثــر ومــن ذلــك أن األقــدام إذا آثــر . المؤنــة

المشي على ظهـور الـسطوح الطينـة وعلـى

أرض البيوت المجصـصة والـصعود علـى الـدرج

ــرة ــذلك : الكثي ــصفحة ( فينقــشر ل ) ٥٠: ال

الطين وينقلع الجص وينكسر العتب مـع انثنـاء

وإذا آثـر " األجذاع لكثرة الوطء وتكسرها لفرط

ــدخول والخــروج والفــتح واإلغــالق واإلقفــال ال

هــشمت األبــواب وتقلعــت وجــذب األقفــال ت

وإذا آثر الـصبيان وتـضاعف البـوش ". " الرزات

نزعت مسامير األبواب وقلعت آل ضبة ونزعت

آــل رزة وآــسرت آــل جــوزة وحفــر فيهــا آبــار

هـذا مـع . الددن وهـشموا بالطهـا بالمـداحي

". " تخريب الحيطان باألوتـاد وخـشب الرفـوف

وإذا آثـــر العيـــال والـــزوار والـــضيفان والنـــدماء

احتيج من صـب المـاء واتخـاذ الحببـة القـاطرة

. والجرار الراشحة إلى أضـعاف مـا آـانوا عليـه

فكم من حائط قـد تأآـل أسـفله وتنـاثر أعـاله

واسترخى أساسـه وتـداعى بنيانـه مـن قطـر

حب ورشح جر ومن فضل ماء البئر ومن سـوء

وعلى قـدر آثـرتهم يحتـاجون مـن ". " التدبير

والنـار . د والتـسخين الخبيز والطبيخ ومن الوقو

وآـل . وإنما الـدور حطـب لهـا . ال تبقي وال تذر

فكـم مـن . شيء فيها من متاع فهـو أآـل لهـا

حريق قد أتى على أصل الغلة فكلفـتم أهلهـا

وربما آان ذلك عند غاية العسرة . أغلظ النفقة

وربمـا تعـدت تلـك الجنايـة إلـى . وشدة الحال

". " وال دور الجيران وإلى مجاورة األبدان واألم

فلــو تــرك النــاس حينئــذ رب الــدار وقــدر بليتــه

" ومقدار مصيبته لكـان عـسى ذلـك أن يكـون

نعم ثم يتخـذون المطـابخ فـي العاللـي علـى

ظهور السطوح وإن آان فـي أرض الـدار فـضل

وفــي صــحنها متــسع مــع مــا فــي ذلــك مــن

ــرض ــاألموال وتع ــر ب ــاألنفس والتغري ــار ب الخط

ساد وهجـومهم الحرم ليلة الحريـق ألهـل الفـ

مع ذلك على سر مكتوم وخبـئ مـستور مـن

ــوار ومــن شــراب ضــيف مــستخف ورب دار مت

مكروه ومـن آتـاب مـتهم ومـن مـال جـم أريـد

دفنه فأعجل الحريق أهله عن ذلك فيـه ومـن

حاالت آثيـرة وأمـور ال يحـب النـاس أن يعرفـوا

ــا ــون ". " به ــانير وال يمكن ــصبون التن ــم ال ين ث

لسطح حيث ليس بينها للقدور إال على متن ا

وبــين القــصب والخــشب إال الطــين الرقيــق

هـذا مـع خفـة المؤنـة فـي . والشيء ال يقـي

". أحكامها وأمن القلوب من المتـالف بـسببها

فــإن آنــتم تقــدمون علــى ذلــك منــا ومــنكم "

وإن آنتم لم تحفلوا ! وأنتم ذاآرون فهذا عجب

بما عليكم في أموالنا ونسيتم ما عليكم فـي

) " ٥١: الـصفحة ! ". ( فهذا أعجب أموالكم

ــل ــالكراء ويماط ــدافع ب ــنكم ي ــرا م ــم إن آثي ث

حتى إذا جمعت أشهر عليه فر وخلـى . باألداء

أربابها جياعا يتندمون على ما آان من حسن

فكان جزاؤهم وشكرهم . تقاضيهم وإحسانهم

". " اقتطـــاع حقـــوقهم والـــذهاب بـــأقواتهم

قــــد ويــــسكنها الــــساآن حــــين يــــسكنها و

ــين ــسن فـــي عـ ــا لتحـ ــسحناها ونظفناهـ آـ

ــستأجر وليرغــب ــدع مترســا إال " الم ــم ال ي ث

سرقه وال سـلما إال حملـه وال نقـصا إال أخـذه

وال يدع دق الثوب . وال برادة إال مضى بها معه

". والدق في الهاون والميجان فـي أرض الـدار

". ويدق على األجذاع والحواضن والرواشـن "

مقرمدة أبـو بـاألجر مفروشـة وإن آانت الدار "

وقد آان صاحبها جعل في ناحية منهـا صـخرة

ليكون الدق عليها ولتكون واقية دونها دعـاهم

التهاون والقـسوة والغـش والفـسولة إلـى أن

يــدقوا حيــث جلــسوا وإلــى أال يحفلــوا بمــا

لم يعط قـط لـذلك أرشـا وال اسـتحل ! أفسدوا

! " رصاحب الدار وال استغفر اهللا منه في الـس

ثم يـستكثر مـن نفـسه فـي الـسنة إخـراج "

عشرة دراهم وال يـستكثر مـن رب الـدار ألـف

يذآر ما يصير إلينا مـع قلتـه . دينار في الشراء

ــه ــه مــع آثرت ــصير إلي ــا ي ــذآر م هــذا ! " " وال ي

ــدة ــى الج ــرم وتبل ــنقض المب ــي ت ــام الت واألي

وتفرق الجميع المجتمع عاملة في الـدور آمـا

أخذ من المنازل آما تأخذ تعمل في الصخور وت

من آل رطب ويابس وآما تجعل الرطب يابسا

وال نهــدام ". " هــشيما والهــشيم مــضمحال

والــساآن . المنــازل غايــة قريبــة ومــدة قــصيرة

. فيها هو آان المتمتع بهـا والمنتفـع بمرافقهـا

وبـه هرمـت . وهو الذي أبلـى جـدتها وتحالهـا

منا فـإذا قـس ". " وذهب عمرها لسوء تـدبيره

ــا ــا وبعــد ابتنائه ــد انهــدامها بإعادته ــرم عن الغ

وغرم ما بـين ذلـك مـن مرمتهـا وإصـالحها ثـم

قابلنا بذلك ما أخذنا من غالتها وارتفقنا به من

إآرائهــا خــرج علــى المــسكن مــن الخــسران

ــربح ــن ال ــساآن م ــصل لل ــا ح ــدر م إال أن . بق

ــدراهم التــي أخرجناهــا مــن النفقــة آانــت ال

على جهـة الغلـة جـاءت جملة والتي أخذناها

وهـذا مـع سـوء القـضاء واإلحـواج ". " مقطعة

إلـــى طـــول االقتـــضاء ومـــع بغـــض الـــساآن

للمــــسكن وحــــب المــــسكن للــــساآن ألن

المــسكن يحــب صــحة بــدن الــساآن ونفــاق

سوقه إن آـان تـاجرا وتحـرك صـناعته إن آـان

ــه ــشغل اهللا عن ــساآن أن ي ــة ال ــانعا ومحب ص

الصفحة (إن شاء شغله : المسكن آيف شاء

بعينه وإن شاء بزمانه وإن شاء بحـبس ) ٥٢:

ــوت ــشغل ! " " وإن شــاء بم ــاه أن ي ــدار من وم

إال ! ثم ال يبالي آيـف آـان ذلـك الـشغل . عنه

أنه آلما آان أشد آان أحـب إليـه وآـان أجـدر

ــسكن ــق ألن ي ــأمن وأخل ــه إن . أن ي وعلــى أن

فترت سوقه أو آسدت صناعته ألح في طلـب

الغلة والحطيطة مما حـصل التخفيف من أصل

وعلى أنه إن أتاه اهللا باألرباح . عليه من األجرة

في تجارته والنفاق في صناعته لم ير أن يزيد

قيراطــا فــي ضــريبته وال أن يعجــل فلــسا قبــل

ــه ــع ". " وقت ــحاحا دف ــة ص ــت الغل ــم إن آان ث

وإن آانت أنصافا وأرباعا دفعهـا . أآثرها مقطعة

دع مزأبقـا وال مكحـال وال ثم ال ي . قراضة مفتتة

زائفــا وال دينــارا بهرجــا إال دســه فيــه ودلــسه

. عليه واحتال بكل حيلة وتأتي له بكـل سـبب

فإن ردوا عليه بعد ذلك شيئا حلـف بـالغموس

إنه ليس من دراهمه وال مـن مالـه وال رآه قـط

فإن آان الرسول جارية ". " وال آان في ملكه

هـذا . غالما خدعه وإن آان . رب الدار أفسدها

مع اإلشراف على الجيـران والتعـرض للجـارات

! " " ومع اصطياد طيورهم وتعريضنا لشكايتهم

وربما استضعف عقولهم وطمع في فـسادهم

فــال يــزال يــضرب لهــم باألســالف . وغبــنهم

ــن ــا م ــم أبواب ــتح له ــشهوات ويف ــريهم بال ويغ

حتــى إذا . النفقــات ليغبــنهم ويــربح علــيهم

عجلهــم وحــزق بهــم حتــى اســتوثق مــنهم أ

يتقوه ببيـع بعـض الـدار أو باسـترهان الجميـع

مـع طـول -ليربح مع الذهاب باألصل السالمة

ــا فــي . مــن الكــراء-مقامــه وربمــا جعلــه بيع

فحينئـذ يفـظ بهـم . الظاهر ورهنا فـي البـاطن

وربما بلغ ! " " دون المهلة ويدعيها قبل الوقت

ــراء ــتثقاله ألداء الكـ أن مـــن استـــضعافه واسـ

يدعي أن له شقيصا وأن له يدا ليـصير خـصما

وربمــا ". " مــن الخــصوم ومنازعــا غيــر غاصــب

اآترى المنزل وفيـه مرمـة فاشـترى بعـض مـا

ــصلحها ــسوة . ي ــد الك ــامال جي ــوخى ع ــم يت ث

فــإذا شــغل العامــل وغفــل . وجيرانــا آنيــة وآلــة

ــرآهم ــه وت ــدر علي ــا ق ــل م ــى آ ــتمل عل اش

إلـى جنبـسجن وربما اسـتأجر ! " " يتسكعون

لينقــب أهلــه إليــه وإلــى جنــب صــراف لينقــب

عليه طلبا لطول المهلة والستر ولطول المـدة

وربما جنـى الـساآن مـا يـدعو إلـى ". واألمن

بـأن يقتـل قتـيال أو يجـرح : هدم دار المـسكن

فيأتي السلطان الدار وأربابها إما غيب . شريفا

وإما أيتام وإما ضعفاء فـال يـصنع شـيئا دون أن

وبعـد ! " " باألرض ) ٥٣: الصفحة ( يسويها

وهـم . فالدور ملقاة وأربابهـا منكوبـون وملقـون

أشد الناس اغترارا بالناس وأبعدهم غاية مـن

وذلك أن من دفع داره ونقضها . سالمة الصدور

وساجها وأبوابها مع حديدها وذهـب سـقوفها

إلى مجهول ال يعرف فقد وضـعها فـي مواضـع

وقد صار في معنـى . عظم الخطر الغرر وعلى أ

ثـم . المودع وصار المكتري في موضع المـودع

ليست الخيانة وسوء الوالية إلـى شـيء مـن

وأيــضا إن ". " الودائــع أســرع منهــا إلــى الــدور

أصــلح الــسكان حــاال مــن إذا وجــد فــي الــدار

ــك ــون ذل ــة وأن يك ــه النفق ــوا إلي ــة ففوض مرم

ء محــسوبا لــه عنــد األهلــة يــشفف فــي البنــا

فما ظنك بقـزم هـؤالء ". " ويزيد في الحساب

وأنــتم أيــضا إنمــا ! " " أصــلحهم وهــم خيــارهم

اآتريتم مستغالت غيرنا بأآثر مما اآتريتموهـا

ــا ــا آــسيرتكم فــيهم . من وربمــا " فــسيروا فين

فإذا صـار البنـاء بنيـانكم وإن . بنيتم في األرض

ــشرآة ــتم الــ ــرآم ادعيــ ــت األرض لغيــ آانــ

ة وحتى تـصيروه آـتالد مـال وجعلتموه آاإلجار

وهــو أنكــم : وجــرم آخــر". " أو مــوروث ســلف

أهلكتم أصول أموالنا وأخربتم غالتنا وحططـتم

بسوء معاملتكم أثمان دورنا ومستغالتنا حتى

سقطت غالت الدور من أعين المياسير وأهل

ــوام والحــشوة وحتــى ــروة ومــن أعــين الع الث

يدافعوآم بكل حيلة وصرفوا أمـوالهم فـي آـل

وجـه وحتـى قــال عبيـد اهللا بــن الحـسن قــوال

وذلـك أنـه . أرسله مثال وعاد علينا حجة وضررا

. غلــة الــدار مــسكة وغلــة النخــل آفــاف: قــال

وإنمـا ". " وإنما الغلة غلـة الـزرع والنـسولتين

جر ذلـك علينـا حـسن اقتـضائنا وصـبرنا علـى

ــا وهــي ــتم تقطعونهــا علين ســوء قــضائكم وأن

. ا بها وهي عليكم حالة عليكم مجملة وتلوونن

وإن آانت أآثر ثمنـا -فصارت لذلك غالت الدور

ــث أصــال مــن ســائر -ودخــال ــا وأخب ــل ثمن أق

وأنتم شر علينا مـن الهنـد والـروم ". " الغالت

ومن الترك والـديلم إذ آنـتم أحـضر أذى وأدوم

ــتكم ". " شــرا ــم آانــت هــذه صــفتكم وحلي ث

كيـف ومعاملتكم فـي شـيء البـد لكـم منـه ف

ــة ــه مندوح ــم عن ــا لك ــنكم بم ــو امتح ــتم ل آن

والوجوه لكم فيـه معرضـة وأنـتم فيهـا بالخيـار

وهــذا مــع " " ولــيس علــيكم طريــق االضــطرار

إن نزول دور الكراء أصوب من نزول دور : قولكم

٥٤: الـصفحة ( ألن صـاحب : وقلتم. الشراء

الشراء قد أغلق رهنه وأشـرط نفـسه وصـار )

ومن اتخـذ دارا ". " ها مرتهنا بها ممتحنا وبثمن

وإن . فقد أقـام آفـيال ال يخفـر وزعيمـا ال يغـرم

وإن أقــام فيهــا ألزمتــه . غــاب عنهــا حــن إليهــا

المؤن وعرضته للفتن إن أسـاءوا جـواره وأنكـر

مكانه وبعد مصاله ومات عنه سـوقه وتفاوتـت

حوائجه ورأى أنه قد أخطأ في اختيارها علـى

رشده حين آثرها علـى سواها وأنه لم يوفق ل

وإن من آان آذلك فهو عبد داره وخول . غيرها

وإن صــاحب الكــراء الخيــار فــي يــده ". " جــاره

فكـل دار هـي لـه متنـزه إن شـاء : واألمر إليـه

لـم يحتمـل . ومتجر إن شاء ومـسكن إن شـاء

فيها اليسير من الذل وال القليل من الضيم وال

يعرف الهـوان وال يـسام الخـسف وال يحتـرس

وصاحب ". " من الحساد وال يداري المتعللين

الــشراء يجــرع المــرار ويــسقى بكــأس الغــيظ

ويكد لطلب الحوائج ويحتمل الذلة وإن آـان ذا

وال يوجـه ذلـك . إن عفا عفا علـى آظـم . أنفة

وإن رام المكافــأة تعــرض . منــه إال إلــى العجــز

قــال رســول اهللا صــلى اهللا . ألآثــر ممــا أنكــره

قبــل الــدار والرفيــق قبــل الجــار: عليــه وســلم

وزعمتم أن تسقط الكراء أهـون إذ ". " الطريق

آان شيئا بعد شـيء وأن الـشدائد إذا وقعـت

ومال الشراء يخرج جملة وثلمتـه فـي " جملة

لـيس آـل خـرق . المال واسعة وطعنته نافـذة

وأنه قد أمـن مـن ". " يرقع وال آل خارج يرجع

م الحرق والغرق وميل أسطون وانقـصاف سـه

واسترخاء أساس وسقوط سـترة وسـوء جـوار

وإنه إما ال يـزال فـي بـالء ". " وحسد مشاآل

إن آـان : وقلـتم ". " وإما أن يكون متوقعا لبالء

تاجرا فتصريف ثمن الـدار فـي وجـوه التجـارات

وإن . أربح وتحويله في أصناف البياعات أآـيس

لــم يكــن تــاجرا ففيمــا وصــفناه لــه نــاه وفيمــا

فلـــم يمـــنعكم حرمـــة ". " اجـــر عـــددنا لـــه ز

المـــساآنة وحـــق المجـــاورة والحاجـــة إلـــى

ــزل أن أشــرتم علــى الــسكنى وموافقــة المن

وفي آـساد الـدور فـساد ! الناس بترك الشراء

ألثمــان الــدور وجــراءة للمــستأجر واســتحطاط

ــي أصــل المــال ــن الغلــة وخــسران ف ". " م

وزعمتم أنكم قـد أحـسنتم إلينـا حـين حثثـتم

راء لمـا فـي ذلـك مـن الرخـاء الناس على الكـ

فأنتم لم تريـدوا نفعنـا بتـرغيبهم فـي ! والنماء

( الكراء بل إنما أردتم أن تضرونا بتزهيدآم في

ولــيس ينبغــي ! " " الــشراء ) ٥٥: الــصفحة

أن يحكم على آل قـوم إال بـسبيلهم وبالـذي

ــيهم مــن أعمــالهم فهــذه الخــصال . يغلــب عل

ليكم وآلها المذمومة آلها فيكم وآلها حجة ع

وليــست . داعيــة تهمــتكم وأخــذ الحــذر مــنكم

لكم خصلة محمودة وال خلة فيما بيننا وبينكم

وقد أريناآم أن آم النازلين آحكـم ! " " مرضية

المقيمين وأن آل زيادة فلها نصيب مـن الغلـة

عـن - يا أخا أهل البصرة -ولو تغافلت لك ". "

علـى قـدر مـا رأيـت -زيادة رجلين لـم أبعـدك

حتـى - فيمـا يتبـين - أن تلزمنـي ذلـك -منك

يصير آراء الواحـد آكـراء األلـف وتـصير اإلقامـة

وعلى أنـي لـو ! " " آالظعن والتفريغ آالشغل

ــن ــت ع ــيك وتغافل ــن تقاض ــسكت ع ــت أم آن

تعريفك ما عليك لذهب اإلحـسان إليـك بـاطال

ــدرا ــادة ق ــرى للزي ــت ال ت ــال ". " إذ آن ــد ق وق

ــن : األول ــة ل ــر مخبث ــنعموالكف ــال . فس الم وق

ــر ــاتنكر : اآلخـ ــرا وربمـ ــالمعروف نكـ ــدلت بـ تبـ

أنـت تطـالبني ". " للمعروف مـن آـان يكفـر

ببغض المعتزلة للشيعة وبما بين أهل الكوفـة

والبصرة وبالعداوة التي بين أسـد وآنـدة وبمـا

! فــي قلــب الــساآن مــن اســتثقال المــسكن

قال إسماعيل ". والسالم . وسيعين اهللا عليك

ــن غــزو ــدي: انب ــان أحكمــه ! هللا در الكن ــا آ م

ــه ــه وأدوم طريقت ــصح جيب ــه وأن ــضر حجت ! وأح

رأيته وقد أقبل على جماعة ما فيها إال مفسد

من شاعر بـوده أن : أو من يزين الفساد ألهله

النــاس آلهــم قــد جــازوا حــد المــسرفين إلــى

ومن صاحب تنقيع واسـتئكال ! حدود المجانين

منـع تـسمون مـن : فقـال . ومن مالق متقـرب

المــال مــن وجــوده الخطــأ وحــصنه خوفــا مــن

تريدون ! الغيلة وحفظه إشفاقا من الذلة بخيال

وتـسمون مـن جهـل فـضل ! بذلك ذمه وشينه

ــر وأعطــى فــي ــة الفق ــم يعــرف ذل الغنــي ول

السرف وتهاون بالخطـأ وابتـذل النعمـة وأهـان

تريدون بذلك حمـده ! نفسه بإآرام غيره جوادا

نفـسكم مـن قـدمكم فـاتهموا علـى أ ! ومدحه

على نفسه فإن من أخطـأ علـى نفـسه فهـو

علــى ) ٥٦: الــصفحة ( أجــدر أن يخطــئ

غيره ومن أخطأ في ظـاهر دنيـاه وفيمـا يوجـد

في العين آان أجدر أن يخطئ في باطن دينه

فمدحتم من جمع صـنوف . وفيما يوجد بالعقل

ــصواب ــنوف ال ــع ص ــن جم ــتم م ــإ وذمم ! الخط

! تأمنوهم علـى حـال فاحذروهم آل الحذر وال

إنمـا : وسمعت الكنـدي يقـول : قال إسماعيل

المال لمن حفظـه وإنمـا الغنـي لمـن تمـسك

ــه ــت . ب ــان وغلق ــت الحيط ــال بني ــظ الم ولحف

ــال ــت األقف ــصناديق وعمل ــواب واتخــذت ال األب

ونقشت الرسوم فلـم تتخـذون هـذه الوقايـات

دون المال وأنتم آفتـه وأنـتم سوسـه وقادحـه

. رس أخـاك إال مـن نفـسه احـ : وقد قـال األول

ولكن احسب أنـك قـد أخذتـه فـي الجواسـق

ــه صــديق وال ــشعر ب ــم ي ــصخور ول ــه ال وأودعت

رسول وال معين من لك بأال تكـون أشـد عليـه

من السارق وأعدى عليه من الغاصب واجعلك

قد حصنته من آل يد ال تملكـه آيـف لـك مـن

أن تحصنه من اليـد التـي تملكـه وهـي عليـه

أآثر وقد علمنـا أن حفـظ المـال أقدر ودواعيها

وهــل أتــى النــاس إال مــن . أشــد مــن جمعــه

أنفــسهم ثــم ثقــاتهم والمــال لمــن حفظــه

وإنفاقـه هـو إتالفـه وإن . والحسرة لمن أتلفـه

! حسنتموه بهذا االسم وزينتمـوه بهـذا اللقـب

وزعمــتم أنمــا ســمينا البخــل صــالحا والــشح

اء اقتصادا آما سمى قوم الهزيمة انحيازا والبذ

عارضة والعزل عن الوالية صـرفا والجـائر علـى

بل أنتم الذين سميتم ! أهل الخراج مستقصيا

السرف جودا والنفج أريحية وسـوء نظـر المـرء

قال رسول اهللا صلى اهللا ! لنفسه ولعقبه آرما

وأنت تريـد أن ". ابدأ بمن تعول : " عليه وسلم

تغني عيال غيرك بإفقار عيالك وتسعد الغريب

قوة القريــب وتنفــصل علــى مــن ال يعــدل بــش

عنك ومن لو أعطيته أبـدا قـد علمـتم مـا قـال

يـا أخـا تغلـب : " صاحبنا ألخي تغلب فإنه قال

إنــي واهللا آنــت أجــري مــا جــرى هــذا الغيــل

إني واهللا لو أعطيتـك . وأجري وقد انقطع النيل

لما وصـلت إليـك حتـى أتجـاوز مـن هـو أحـق

مـن مـالي إني لـو أمكنـت النـاس . بذلك منك

إنــه واهللا مــا بقــي ! لنزعــوا داري طوبــة طوبــة

: ولكني أقـول ". معي منه إال ما منعته الناس

واهللا إن لو أمكنت النـاس مـن نفـسي الدعـوا

ــي ــد ســلب نعمت ــي بع ــال إســماعيل . رق : ق

عجبــت لمــن قلــت دراهمــه : وســمعته يقــول

الـصفحة ( ولكن ال يستوي من لـم ! آيف ينام

: ثـم قـال . من لم ينم غمـا ينم سرورا و ) ٥٧:

قــال رســول اهللا صــلى اهللا عليــه وســلم فــي

: وصية المرء يوم فقره وحاجته وقبل أن يغرغـر

فاستحـــسنت -". والثلـــث آثيـــر . الثلـــث"

الفقهاء وتمنى الصالحون أن ننقص من الثلـث

ــه شــيئا الســتكثار رســول اهللا صــلى اهللا علي

إنــك إن تــدع عيالــك : " وســلم الثلــث ولقولــه

ــون أغ ــة يتكفف ــدعهم عال ــن أن ت ــر م ــاء خي ني

ورسـول اهللا صـلى اهللا عليـه وسـلم ". الناس

فكيـف . لم يرحم عيالنـا إال بفـضل رحمتـه لنـا

تأمروني أن أوثر أنفسكم على نفسي وأقـدم

عيالكم على عيالي وأن أعتقد الثناء بدال مـن

الغنى وأن أآنـز الـريح وأصـطنع الـسراب بـدال

وسـمعته : إسماعيلقال ! من الذهب والفضة

اصبروا عن الرطـب عنـد : يقول لعياله وأصحابه

ــإن ــة ف ــاآورات الفاآه ــه وعــن ب ــه وأوائل ابتدائ

للنفس عند آل طارف نـزوة وعنـد آـل هـاجم

وللقادم حالوة وفرحة وللجديـد بـشاشة . نزوة

وغرة فإنك متى رددتها ارتـدت ومتـى ردعتهـا

ــدعت ــوف . ارت ــور أل ــزوف ونف ــنفس ع ــا . وال وم

فــإن . حتملــت وإن أهملتهــا فــسدتحملتهــا ا

تكف جميع دواعيها وتحـسم جميـع خواطرهـا

فإذا . في أول ردة صارت أقل عددا وأضعف قوة

أثر ذلك فيها فعظها فـي تلـك البـاآورة بـالغالء

والقلة فـإن ذآـر الغـالء والقلـة حجـة صـحيحة

فـإذا أجابتـك فـي . وعلة عاملـة فـي الطبيعـة

ل آثرتهـا الباآورة فسمها مثـل ذلـك فـي أوائـ

واضــرب نقــصان الــشهوة ونقــصان قــوة الغلبــة

ــرة ــرخص والكث ــا حــدث لهــا مــن ال . بمقــدار م

فلست تلقى على هذا الحساب من معالجـة

الــشهوة عنــدك إال مثــل مــا لقيــت منهــا فــي

نومك حتى تنقضي أيام الفاآهـة وأنـت علـى

ــدتك ــى أول مجاهـ ــك وعلـ ــداء حالـ ــل ابتـ مثـ

فتنـة ومتى لـم تعـد أيـضا الـشهوة ! لشهوتك

والهــوى عــدوا اغتــررت بهمــا وضــعفت عنهمــا

وهما أحضر عدو وشر . وأتمنتهما على نفسك

فاضمنوا لي النزوة األولى أضـمن لكـم . دخيل

تمــام الــصبر وعاقبــة اليــسر وثبــات العــز فــي

ــوبكم والغنــى فــي أعقــابكم ودوام تعظــيم قل

الناس لكم فإنه لو لم يكن من منفعـة الغنـي

عند من لم ينل منك قط إال أنك ال تزال معظما

ــربح ــا وال ــك بيت ــي ذل ــضل ف ــان الف ــا لك درهم

ولـو لـم يكـن مـن ) ٥٨: الـصفحة . ( ظاهرا

برآة الثروة ومن منفعة اليسر إال أن رب المال

الكثير لو اتصل بملـك آبيـر فـي جلـسائه مـن

هو أوجب حرمة وأقـدم صـحبة وأصـدق محبـة

أنـه خفيـف وأمتع إمتاعا وأآثر فائدة وصوابا إال

الحــال قليــل ذات اليــد ثــم أراد ذلــك الملــك أن

يقــسم مــاال أو يــوزع بيــنهم طرفــا لجعــل حــظ

الموســر أآثــر وإن آــان فــي آــل شــيء دون

أصحابه وحظ المخفف أقـل وإن آـان فـي آـل

قـد ذآرنـا رسـالة سـهل . شيء فوق أصحابه

بن هارون ومذهب الحزامـى وقـصص الكنـدي

وطرائف نحلهـم وأحاديث الحارثي واحتجاجهم

. وبدائع حيلهم

:قصة محمد بن أبي المؤمل

ــن أبــي المؤمــل أراك تطعــم : قلــت لمحمــد ب

ولـيس . الطعام وتتخذه وتنفق المال وتجود به

ــح ــر رب ــه آثي ــز وآثرت ــة الخب ــين قل ــاس . ب والن

. يبخلون من قـل عـدد خبـزه ورأوا أرض خوانـه

وعلى أني أرى وأنت لو لم تتكلف ولم تحمـل

ادتــه والتكثيــر منــه ثــم أآلــت علــى مالــك بإج

وحدك لم يلمك الناس ولم يكثـروا لـذلك منـك

ولم يقضوا عليك بالبخل وال بالسخاء وعـشت

. سليما موفورا وآنت آواحد من عرض النـاس

وأنــت لــم تنفــق الحرائــب وتبــذل المــصون إال

ــذآر والــشكر وإال لتخــزن وأنــت راغــب فــي ال

فقــد صــرنا لقلــة عــدد خبــزك مــن بــين . األجــر

األشياء نرضى لـك مـن الغنيمـة باإليـاب ومـن

ــنم الحمــد والــشكر بالــسالمة مــن الــذم غ

فزد فـي عـدد خبـزك شـيئا فـإن بتلـك ! واللوم

الزيادة القليلة ينقلب ذلك اللـوم شـكرا وذلـك

أعلمت أنك لست تخرج مـن هـذا . الذم حمدا

األمــر بعــد الكلفــة العظيمــة ســالما ال لــك وال

يـا : قال! مر رحمك اهللا عليك فانظر في هذا األ

أبا عثمان أنت تخطئ وخطأ العاقل أبـدا يكـون

عظيما وإن آان في العذر قليال ألنـه إذا أخطـأ

فعلى قدر التفكر والتكلف . أخطأ بتفقه وإحكام

. يبعد من الرشاد ويذهب عـن سـبيل الـصواب

. وما أشك أنك قـد نـصحت بمبلـغ الـرأي منـك

الـذي بـل ! ولكن خف ما خوفتـك وإنـه مخـوف

أصنع أدل على سخاء الـنفس بالمـأآول وأدل

على االحتيال ليبالغوا ألن الخبر إذا آثـر علـى

ــل ــدودا وألن آ ــنفس ص ــك ال ــد ورث ذل الموائ

شيء من المأآول وغير المأآول إذا مأل العين

وفي ذلك موت . الصدر ) ٥٩: الصفحة ( مال

ولو أن رجـال جلـس ! الشهوة وتسكين الحرآة

تمــر فــائق وعلــى آــدس آمثــرى علــى بيــدر

منعوت وعلى مائة قنو مـوز موصـوف لـم يكـن

أآله إال قدر استطرافه ولم يكن أآله إال علـى

قدر أآله إذا أتي بـذلك فـي طبـق نظيـف مـع

ــديل نظيـــف ــادم نظيـــف عليـــه منـ ــد . خـ وبعـ

فأصحابنا آنسون واثقون مـسترسلون يعلمـون

أن الطعام لهم اتخذ وأن أآلهم لـه أوفـق مـن

ولو احتاجوا لدعوا به . ق الخدم واألتباع له تمزي

ــنهم أن ــل م ــان األق ــه ولك ــشموا من ــم يحت ول

يجربوا ذلـك المـرة والمـرتين وأال يقـضوا علينـا

فإن آانوا محتشمين وقد . بالبخل دون أن يروه

بسطناهم وساء ظـنهم بنـا مـع مـا يـرون مـن

ــسرع ــؤالء أصــحاب تجــن وت ــم فه ــة له . الكلف

ــاب ال ــيس فــي طــاقتي إعت ــي وال رد ول متجن

إني قد رأيـت أآلهـم فـي : قلت له . المتسرع

ــرة ــازلهم وعنــد إخــوانهم وفــي حــاالت آثي من

ورأيـت أآلهـم عنـدك فرأيـت . ومواضع مختلفة

فاحــسب أن . شــيئا متفاوتــا وأمــرا متفاقمــا

البخل عليهم غالـب وان الـضعف لهـم شـامل

ثــم ال . وأن ســوء الظــن يــسرع إلــيهم خاصــة

مـا ال مؤنـة فيـه وبالـشيء تداوي هـذا األمـر ب

ــاءهم واإلرســال ــدع دع ــه أو ت ــدر ل ــذي ال ق ال

والقـوم لـيس . إليهم والحـرص علـى إجـابتهم

وإنمـــا يجيئونـــك . يلقـــون أنفـــسهم عليـــك

فـإن أحببـت أن تمـتحن مـا . باالستحباب منك

فإن الخبز إذا آثر علـى الخـوان فالفاضـل : قال

. ممــا يــأآلون ال يــسلم مــن الــتلطخ والتغميــر

قة الغمرة والرقاقة المتلطخة ال أقدر أن والجرد

. وأســتحيي أيــضا مــن إعادتهــا . أنظــر إليهــا

واهللا ال يحـــب . فيـــذهب ذلـــك الفـــضل بـــاطال

ــت! الباطــل ــأمرون بمــسحه : قل ــإن ناســا ي ف

فلـــو أخـــذت بـــزيهم . ويجعلـــون الثريـــدة منـــه

وسلكت سبيلهم أتى ذلك لك علـى مـا تريـد

ومـن أي أفلست أعلم آيف الثريد : قال. ونريد

ــوهم -شــيء هــي ــع نفــسي الت ــف أمن وآي

وأحول بينها وبين التذآير ولعل القوم الحـواري

وعلــى أن . المــتلطخ مقــام الخــشكار النظيــف

ــه ــق ب ــا تعل ــى م ــأتي عل ــدلك ي ــسح وال الم

: عيـاالن -! يرحمـك اهللا -عيالي : قال. الدسم

واحد أعظمه عن هذا وأرفعـه عنـه وىخـر لـم

فاجعـل : قلـت ! ييبلغ عندي أن يترف بـالحوار

إذا جميع خبزك الخـشكار فـإن فـضل مـا بينـه

وبين الحـواري فـي الحـسن والطيـب ال يقـوم

٦٠: الـصفحة . ( بفضل ما بين الحمد والذم

: فهاهنا رأي هو أعدل األمـور وأقـصدها : قال)

وهو أنـا نحـضر هـذه الزيـادة مـن الخبـز علـى

طبق ويكون قريبا حيـث تنالـه اليـد فـال يحتـاج

د مع قربه منه إلى أن يدعو به ويكون قربـه أح

فالمانع من طلبه هو المانع من : من يده قلت

فأطعني وأخرج هذه الزيادة من مالـك . تحويله

واعلم أن هـذه المقايـسة وطـول . آيف شئت

ــا ممــا نهيتــك عنــه هــذه المــذاآرة أضــر علين

فلمـا حـضر وقـت الغـداء . وأردتك على خالفـه

ــه ــان ضــخما -صــوت بغالم ــصوت وآ ــر ال جهي

: صاحب تقعير وتفخيم وتـشديق وهمـز وجـزم

! هات من الخبز تمـام عـدد الـرءوس ! يا مبشر

ومن فرض لهم هذه الفريضة ومن جـزم : قلت

عليهم هذا الجزم أرأيت إن لم يـشبع أحـدهم

رغيفه أليس ال بد له من أن يعول على رغيف

صــاحبه أو يتنحــى وعليــه بقيــة أو يعلــق يــده

فقد عاد األمر وبطل مـا تناظرنـا منتظرا للعادة

ال أعلم إال ترك الطعـام البتـة أهـون : قال. فيه

هذا ما ال شك : قلت! علينا من هذه الخصومة

ــه ــذت . في ــصواب وأخ ــدي بال ــت عن ــد علم وق

وآــان . لنفــسك بالثقــة إن وفيــت بهــذا القــول

يا غـالم هـات شـيئا مـن قليلـة : أآثر ما يقول

وآـان ! وأآثـر منـه وأقل منها وأعد لنا ماء باردا

قد تغير آل شيء من أمر الـدنيا وحـال : يقول

قاتل اهللا رجاال . عن أمره وتبدل حتى المؤاآلة

ما رأيت قصعة قط رفعت من بين : آنا نؤاآلهم

وآــانوا يعلمــون أن ! أيــديهم إال وفيهــا فــضل

إحضار الجدي إنما هو شيء من آيين الموائـد

الرفعيـــة وإنمـــا جعـــل آالعاقبـــة والخاتمـــة

وآالعالمــة للبــسر والفــراغ وأنــه لــم يحــضر

للتمزيـــق والتخريـــب وأن أهلـــه لـــو أرادوا بـــه

. السوء لقدموه قبل آل شيء لتقع الحدة بـه

بــل مــا أآــل منــه إذا جــيء بــه إال العابــث وإال

الذي لو لم يره لقد آان يرفـع يـده ولـم ينتظـر

ولذلك قال أبو الحارث جمين حين رآه ال ! غيره

ولوال أنه على ذلـك ! وع عنه هذا المدف : يمس

ولقــد آــانوا . شــاهد النــاس لمــا قــال مــا قــال

يتحامون بيضة البقيلة ويدعها آل واحد مـنهم

لصاحبه حتى إن القصعة لقد آنت وإن البـيض

ــه وأنــت اليــوم إذا أردت أن . خاصــة لعلــي حال

تمتــع عينــك بنظــرة واحــدة منهــا ومــن بــيض

ن ال جـرم لقـد آـا ! السالءة لم تقدر على ذلك

ترآه ناس آثيـر مـا بهـم إال أن يكونـوا شـرآاء

اآلدام أعــداء : وآــان يقــول. مــن ســاءت رعتــه

فلـوال أن اهللا انـتقم . للخبز وأعداها لـه المـالح

) ٦١: الــصفحة ( منــه وأعــان عليــه بطلــب

صاحبه الماء وإآثاره منه لظننـت أنـه سـيأتي

لـو : وآان مع هذا يقـول ! على الحرث والنسل

. مـاء علـى الطعـام مـا اتخمـوا شرب النـاس ال

وذلـك . وأقلهم عليه شربا أآثـرهم عنـه تخمـا

أن الرجل ال يعرف مقدار ما أآل حتى ينال من

فـإذا . وربمـا آـان شـبعان وهـو ال يـدري . الماء

وإذا نـال مـن . ازداد على مقدار الحاجة بـشم

ــدار ــك مق ــه ذل ــد شــيء عرف ــاء شــيئا بع الم

واألطبـاء . ةالحاجات فلم يزد إال بقـدر المـصلح

ولكنهم يعلمون أنهـم لـو . يعلمون ما أقول حقا

! أخذوا بهذا الرأي لتعطلـوا ولـذهب المكـسب

وما حاجـة النـاس إلـى المعـالجين إذا صـحت

إن مـاء دجلـة : أبدانهم وفي قول جميع الناس

أمرأ من الفرات وإن ماء مهران أمرأ من ماء نهر

هــذا مــاء نميــر يــصلح : بلــخ وفــي قــول العــرب

ه المال دليل علـى أن المـاء يمـرئ حتـى علي

إن الماء الذي يكون عليه النفاطات أمـرأ : قالوا

فعلـيكم . من الماء الذي يكـون عليـه القيـارات

وآـان . بشرب الماء على الغداء فإن ذلـك أمـرأ

يا غـالم أسـقني : ما بال الرجل إذا قال : يقول

ماء أو أسق فالنا ماء أتاه بقلة على قدر الـري

هـات لفـالن : أطعمني شـيئا أو قـال : لفإذا قا

طعاما أتاه من الخبز بما يفـضل عـن الجماعـة

والطعام والـشراب أخـوان متحالفـان ومتـآزران

لوال رخص المـاء وغـالء الخبـز لمـا : وآان يقول

والنـاس . آلبوا على الخبـز وزهـدوا فـي المـاء

أشد شيء تعظيمـا للمـأآول إذا آثـر ثمنـه أو

هذا . نبته وموضع عنصره آان قليال في أصل م

الجزر الصافي وهذا الباقلى األخضر العباسـي

أطيـــب مـــن آمثـــرى خراســـان ومـــن المـــوز

ولكنهم لقصر همـتهم ال يتـشهون ! البستاني

إال على قدر الثمن وال يحنون إلى الـشيء إال

وهـذه العـوام فـي شـهوات . على قـدر القلـة

األطعمة إنما تذهب مع التقليد أو مع العادة أو

لى قـدر مـا يعظـم وأنـا لـست أطعـم الجـزر ع

المسلوق بالخل والزيـت والمـري دون الكمـأة

بالزبـــد والفلفـــل لمكـــان الـــرخص أو لموضـــع

االستفضال ولكن لمكـان طيبـه فـي الحقيقـة

وألنه مالح الطبيعة علم ذلك من علـم وجهـل

وآـان فـي منزلـه فربمـا دخـل ! ذلك من جهل

ر أو عليــه الــصديق لــه وقــد آــان تقدمــه الزائــ

ــران ــه مــن -الزائ ــستعمل علــى خوان وآــان ي

الخــدع والمكايــد والتــدبير مــا لــم يبلــغ بعــضه

قيس بن زهير والمهلب ابن أبي صفرة وخـازم

وآـان عنـده . بن أبي خزيمة وهرثمة بن أعين

الـصفحة ( فيه من االحتيال ما ال يعرفه عمـرو

وآـان . بن العاص وال المغيرة بن شعبة ) ٦٢:

يمسك الخـالل بيـده ليـؤيس الـداخل آثيرا ما

فإذا دخل عليه الصديق لـه -! عليه من غدائه

وقــد عــزم علــى إطعــام الزائــر والزائــرين قبلــه

وضاق صدره بالثالث وإن آان قد دعـاه وطلـب

أراد أن يحتال له أو الرابع إن ابتلـي آـل -إليه

فيقـول عنـد أول دخولـه . واحد منهما بـصاحبه

: ته بالتنويه وبالتشنيع وخلع نعله وهو رافع صو

هات لـه ! هات يا مبشر لفالن شيئايطعم منه

علـى ! اتكـاال ! هـات لـه شـيئا ! شيئا ينال منه

: خجله أو غضبه أو أنفته وطمعا فـي أن يقـول

فإن أخطأ ذلك الشقي وضعف قلبه ! قد فعلت

قـد فعلـت وعلـم أنـه قـد أحـرزه : وحصر وقـال

بـذلك وحصله وألقاه وراء ظهره لم يـرض أيـضا

بأي شيء تغذيت فال بـد لـه مـن : حتى يقول

فــإذا اســتوثق . أن يكــذب أو ينتحــل المعــاريض

منــه رباطــا وترآــه ال يــستطيع أن يترمــرم لــم

آنـا عنـد : يرض بذلك حتى قول في حديث له

فــالن فــدخل عليــه فــالن فــدعاه إلــى غدائــه

فـي طعـامكم بقيلـة : ثم بدا له فقـال . فامتنع

ول فـال يـزال فـي وثاقـه أنتم تجيدونها ثـم تنـا

. وفي سد األبـواب عليـه وفـي منعـه البـدوات

يا مبشر أما إذ تغـدى : حتى إذا بلغ الغاية قال

فالن واآتفى فهـات لنـا شـيئا نبعـث بـه فـإذا

وضعوا الطعـام أقبـل علـى أشـهدهم حيـاء أو

على أآـال فـسأله عـن حـديث حـسن أو عـن

وال يــسأله إال عــن حــديث يحتــاج ! خبــر طويــل

آــل ذلــك ! إلــى اإلشــارة باليــد أو الــرأسفيــه

فــإذا هــم أآلــوا صــدرا أظهــر الفتــور ! ليــشغله

والتــشاغل والتنقــر آالــشعبان الممتلــئ وهــو

إنما هـو ! في ذلك غير رافع يده وال قاطع أآله

النتف بعد النتف وتعليـق اليـد فـي خلـل ذلـك

وربمـا . فال بد من أن ينقبض بعضهم ويرفع يده

ــاعتهم ــك جم ــ. شــمل ذل ــد ف ــه ق ــم أن إذا عل

أحـــرزهم واحتـــال لهـــم حتـــى يقلعهـــم مـــن

مواضــعهم مــن حــوال الخــوان ويعيــدهم إلــى

إنما األآـل تـارات : مواضع من مجالسهم وقال

وآان آثيرا مـا يقـول ألصـحابه . والشرب تارات

ــه ــداحا علــى : إذا بكــروا علي ــشرب أق ــم ال ن ل

الريـق فإنهــا تقتــل الديـدان وتحفــش ألنفــسنا

ــا تـــ ــيال فإنهـ ــضول قلـ ــع الفـ ــى جمبـ أتي علـ

: الــصفحة ( وتــشتهي الطعــام بعــد ســاعة

. وســـكره أطيـــب مـــن ســـكر الكظـــة ) ٦٣

وهــو بعــد ذلــك . والــشراب علــى المليلــة بــالء

ومـن لـم يـشرب . دليل على أن نبيذي خالص

على الريق فهو نكس في الفتوة ودعـى فـي

وإنمــا يخــاف علــى آبــده مــن ! أصــحاب النبيــذ

مــن بعــد عهــده ســورة الــشراب علــى الريــق

وهذه الـصبحة تغـسل عـنكم األوضـار . باللحم

ولـيس دواء الخمـار إال الـشرب . وتنفي الـتخم

: واألعشى آان أعلـم بـه حيـث يقـول . بالكبار

وآأس شريت علـى لـذةوأخرى تـداويت منهـا

هو اليوم الذي آانوا - حفظك اهللا -بها وهذا

ال يعاينون فيه لقمة واحدة وال يدخل أجـوافهم

وهـو يـوم سـروره ! لنقـل مـا يـزن خردلـة من ا

! التام ألنـه قـد ربـح المرزئـة وتمتـع بالمنادمـة

واشــترى مــرة شــبوطة وهــو ببغــداد وأخــذها

. وغالى بها وارتفـع فـي ثمنهـا . فائقة عظيمة

وآان قد بعد عهده بأآل الـسمك وهـو بـصري

فكان قد أآبر أمر هـذه الـسمكة . ال يصبر عنه

ــا ــا ولـــسمنها وعظمهـ ــرة ثمنهـ ــشدة لكثـ ولـ

فحين ظن عند نفسه أنه قد خـال ! شهوته لها

بها وتفرد بأطايبها وحـسر عـن ذراعيـه وصـمد

فلمـا ! صمدها هجمت عليه ومعـي الـسدري

رآه رأى الموت األحمر والطاعون الجـارف ورأى

الحــتم المقــضي ورأى قاصــمة الظهــر وأيقــن

فلـم يلبثـه ! بالشر وعلم أنه قد ابتلي بـالتنين

ــالالــسدري حتــى قــور الــ فاقبــل ! سرة بالمب

يا أبا عثمان الـسدري يعجبـه : علي فقال لي

فما فصلت الكلمة من فيه حتى قبض ! السرر

ــانتزع الجــانبين جميعــا فأقبــل ! علــى القفــا ف

فما فـرغ ! والسدري يعجبه األقفاء : علي فقال

! من آالمه إال والسدري قد اجترف المتن آله

! نيا أبا عثمان والـسدري يعجبـه المتـو : فقال

ــب ــضيلة ذن ــرف ف ــسدري يع ــم يظــن أن ال ول

. وظن أنه سيسلم لـه . الشبوط وعذوبة لحمه

فلــم يــدر إال . وظــن معرفــة ذلــك مــن الغــامض

ــوجهين ــى ال ــا عل ــسح م ــد اآت ــسدري ق وال

ولوال أن السدري أبطره وأثقله وأآمده ! جميعا

ومــأل صــدره ومــاله غيظــا لقــد آــان أدرك معــه

الغيظ آان من ولكن. طرفا ألنه آان من األآلة

ــه ــسدري علي ــسدري . أعــوان ال فلمــا أآــل ال

جميع أطايبها وبقي هو في النظارة ولـم يبـق

في يده مما آان يأمله فـي تلـك الـسمكة إال

الغيظ الشديد والغرم الثقيل ظن أن في سائر

فبذلك . السمكة ما يشبعه ويشفي من آرمه

ــزاؤه ــان ع ــسك . آ ــان يم ــذي آ ــو ال ــك ه وذل

٦٤: الـصفحة ! ( فسهبأرماقه وحشاشات ن

ــدة ) ــه الرع ــه وأقلقت ــي جوف ــيظ ف ــد الغ فتول

ــم ! فمــا زال يقــئ ويــسلح . فخبثــت نفــسه ث

وصحت توبته وثم عزمه في أال ! رآبته الحمى

يؤاآل رغيبا أبدا وال زهيدا وال يشتري سـمكة

ــه أال ــدوها إلي ــة وإن أه ــصة وال غالي ــدا رخي أب

ذا ما فه. يقبلها وإن وجدها مطروحة ال يمسها

وقـد . آان حضرني من حديث ابن أبي المؤمل

! عفا اهللا عنا وعنه. مات

قصة أسد بن جاني

فأما أسد بن جاني فكـان يجعـل سـريره فـي

الشتاء من قـصب مقـشر ألن البراغيـث تزلـق

وآـان إذا . عن ليط القصب لفرط لينه ومالسته

دخل الصيف وحر عليه بيته أثـاره حتـى يغـرق

يه جرارا آثيرة مـن مـاء ثم يصب عل . المسحاة

فـال يـزال ذلـك . ويتوطؤه حتـى يـستوي . البئر

فـإذا امتـد بـه النـدى . البيت باردا مـا دام نـديا

. ودام برده بدوامه اآتفى بذلك التبريد صـيفته

وإن جف قبل انقضاء الـصيف وعـاد عليـه الحـر

ــارة والـــصب ــاد عليـــه باإلثـ : وآـــان يقـــول. عـ

بيتـي خيشتي أرض وماء خيشتي من بئري و

وأنـا أفـضلهم أيـضا بفـضل . أبرد ومؤنتي أخـف

وآان طبيبا فأآـسد مـرة . الحكمة وجودة اآللة

السنة وبئـة واألمـراض فاشـية : فقال له قائل

. وأنت عالم ولك صبر وخدمة ولك بيان ومعرفة

أمــا : فمــن أيــن تــؤتى فــي هــذا الكــساد قــال

واحدة فإني عندهم مسلم وقد اعتقـد القـوم

ــب ال ــل أن أتطيـ ــق أن قبـ ــل أن أخلـ ــل قبـ بـ

واســمي ! المــسلمين ال يفلحــون فــي الطــب

ــان ينبغــي أن يكــون اســمي صــليبا أســد وآ

ومرايل ويوحنا وبيرا وآنيتي أبـو الحـارث وآـان

ينبغــي أن تكــون أبــو عيــسى وأبــو زآريــا وأبــو

وعلى رداء قطن أبـيض وآـان ينبغـي . إبراهيم

ولفظي لفظ عربي . أنت يكون رداء حرير أسود

ــان ي ــل وآـ ــة أهـ ــي لغـ ــون لغتـ ــي أن تكـ نبغـ

أقبل علي : قال الخليل السلولي . جنديسابور

يوما الثوري وآان يملك خمـسمائة جريـب مـا

وال يشتري . بين آرسي الصدقة إلى نهر مرة

إال آل غرة وآـل أرض مـشهورة بكـريم التربـة

فأقبــل : قــال. وشــرف الموضــع والغلــة الكثيــرة

ــي ــال ل ــا فق ــاء : علــي يوم هــل اصــطبغت بم

ال واهللا لــو فعلتــه مــا : قلــت: الزيتــون قــط قــال

أجـل إنـي واهللا لـو فعلتـه : قلـت : قال! نسيته

ال تلقـوا نـوى : وآـان يقـول لعيالـه ! لما نسيته

التمر والرطب وتعودوا ابتالعه وخـذوا حلـوقكم

النوى يعقـد ) ٦٥: الصفحة ( بتسويغه فإن

الــشحم فــي الــبطن ويــدفئ الكليتــين بــذلك

وا ذلك ببطـون الـصفايا وجميـع واعتبر! الشحم

ــو حملــتم أنفــسكم ! مــا يعتلــف النــوى واهللا ل

على البزر والنوى وعى قضم الشعير واعتالف

وقــد يأآــل ! القــت لوجــدتموها ســريعة القبــول

الناس القت قداحا والشعير فريكا ونوى البسر

فإنما بقيـت اآلن علـيكم . األخضر ونوى العجوة

إال لتمـستم لو رغبـتم فـي الـدف : عقبة واحدة

وآيـف ال تطلبـون شـيئا يغنـيكم عـن . الشحم

دخــان الوقــود وعــن شــناعة العكــر وعــن ثقــل

. الغــرم والــشحم يفــرح القلــب ويبــيض الوجــه

أنــا أقــدر أن أبتلــع النــوى . والنـار تــسود الوجــه

ولكني أقول ذلك بالنظر منـي . وأعلفه النساء

آلـوا البـاقلي بقـشوره فـإن : وآان يقول . لكم

ــاقلي يقــ ــد : ولالب ــشوري فق ــي بق ــن أآلن م

أآلني ومـن أآلنـي بغيـر قـشوري فأنـا الـذي

ــه ــا ! أآل ــصيروا طعام ــى أن ت ــاجتكم إل ــا ح فم

لطعامكم وأآال لما جعل أآال لكم وآـان يعـين

فكـان يـسخر . ولم يكـن لـه وارث . ماال عظيما

قد علمـتم أن ال : ببعضهم فيقول عند اإلشهاد

فكـان ! نفإذا مـت فهـذا المـال لفـال . وارث لي

وقـد . قوم آثيـر يحرصـون علـى مبايعتـه لهـذا

رأيته أنا زمانا من الدهر ما رأيته قـط إال ونعلـه

ــل ــي نع ــاره ف ــول نه ــده أو يمــشي ط ــي ي ف

: قـال ! مقطوعة العقب شديدة علـى صـاحبها

فهو ذا المجوس يرتعون البصرة وبغداد وفـارس

: فقيـل لـه . واألهواز والدنيا آلها بنعال سندية

ي ال يستحل في دينـه المـشرآة إن المجوس

ــال ــسا نع ــا أو الب ــدا إال حافي ــده أب ــت ال تج فأن

فمـن : قـال . وأنت مسلم ومالك آثيـر . سندية

آان ماله آثيرا فالبد لـه مـن أن يفـتح آيـسه

فليس هـاتين منزلـة : للنفقات وللسراق قالوا

ــال الخليـــل ــة : قـ ــوري إلـــى حلقـ جلـــس الثـ

ن فــسمع رجــال مــ. المــصلحين فــي المــسجد

بطنوا آل شـيء لكـم فإنـه : مياسيرهم يقول

وألمــر جعــل اهللا دار اآلخــرة باقيــة ودار . أبقــى

ــة ــدنيا فاني ــال . ال ــم ق ــة : ث ــت المبطن ــا رأي ربم

الواحدة تقطع أربعة أقمصة والعمامـة الواحـدة

تقطــع أربعــة أزر لــيس ذلــك إال لتعــاون الطــي

فبطنـوا البـواري وبطنـوا الحـصر . وترافد األثنـاء

٦٦: الصفحة ( بسط وبطنوا الغداء وبطنوا ال

لم افهـم ممـا : ل فقال الثوري ! بشربة باردة )

حـم : قـال الخليـل ! قلت إال هذا الحرف وحـده

الثــوري وحــم عيالــه وخادمــه فلــم يقــدروا مــع

فربح آيلة تلـك . شدة الحمى على أآل الخبز

لـو آـان : األيام من الـدقيق ففـرح بـذلك وقـال

اة خيبــر أو وادي منزلــي ســوق األهــواز أو نطــ

الجحفة لرجـوت أن أستفـضل آـل سـنة مائـة

ــار وهــو مــن -أول اإلصــالح : وآــان يقــول! دين

ــب ــراق -الواج ــل واســتجادة الط ــصف النع خ

وتشحيمها في آل األيام وعقد ذؤابة الشراك

مــن زي النـــساك لكـــيال يطــأ عليـــه إنـــسان

ومــن اإلصــالح الواجــب قلــب خرقــة . فيقطعــه

سلها مـن اتـساخها القلنسوة إذا اتسخت وغ

ــب ــد القل ــه . بع ــا ل ــا مم ــرة فإنه ــا حب واجعله

ومن ذلـك اتخـاذ قمـيص الـصيف جبـة ! مرجوع

في الشتاء واتخاذ الشاة اللبون إذا آان عندك

واتخاذ الحمار الجامع خير من غلة ألـف . حمار

ألنــه لرحلــك وبــه يــدرك البعيــد مــن : دينــار

حوائجــك وعليــه يطحــن فتستفــضل عليــه مــا

وينقــل عليــه حوائجــه . الطحــانيربحــه عليــك

. ويستقي عليه الماء . وحوائجك حتى الحطب

وهذه آلها مؤن إذا اجتمعت آانت في الـسنة

أشـهد إن الرفـق يمـن وإن : ماال آثيرا ثم قـال

واشتريت مالءة مذارية فلبستها . الخرق شؤم

ثــم احتجــت إلــى . مــا شــاء اهللا رداء وملحفــة

بـسته مـا فل -! يعلـم اهللا -طيلسان فقطعتهـا

يعلـم -ثم احتجت إلى جبة فجعلته . شاء اهللا

ظهار جبـة محـشوة فلبـستها مـا شـاء -! اهللا

ثــم أخرجــت مــا آــان فيهــا مــن الــصحيح . اهللا

ثــم . فجعلتــه مخــاد وجعلــت قطنهــا للقناديــل

ثــم . جعلــت مــا دون خــرق المخــاد للقالئــس

عمدت إلى أصح ما بقـي فبعتـه مـن أصـحاب

ت السقاطات وما وجعل. الصينيات والصالحيات

قد صار وقـد رأيتـه وسـمعت منـه فـي البخـل

وآــان مــن البــصريين ينــزل فــي . آالمــا آثيــرا

ولم أر شيخا ذا ثروة . بغداد مسجد ابن رغبان

: اجتمع عنده وإليه من الـبخالء مـا اجتمـع لـه

منهم إسماعيل بن غزوان وجعفـر بـن سـعيد

وخاقان بن صبيح وأبو يعقوب األعـور وعبـد اهللا

وأبـو . عروضي والحزامي عبد اهللا بن آاسـب ال

عبد الرحمن هذا شديد البخل شديد العارضة

وآان يحتج للبخل ويوصـي بـه . عضب اللسان

وما علمت أن أحدا جرد فـي ذلـك . ويدعو إليه

) ٦٧: الـصفحة . ( آتابا إال سهل بن هارون

أبي : وأبو عبد الرحمن هذا هو الذي قال البنه

ــاق ا ــي إن إنف ــواب بن ــك أب ــتح علي ــراريط يف لق

الدوانيق وإنفـاق الـدوانيق يفـتح عليـك أبـواب

الــدراهم وإنفــاق الــدراهم يفــتح عليــك أبــواب

والعشرات تفتح عليـك أبـواب المئـين . الدنانير

والمئون تفتح عليك أبواب األلـوف حتـى يـأتي

ذلك على الفرع واألصل ويطمس على العـين

بنـي إنمـا أي ! واألثـر ويحتمـل القليـل والكثيـر

: دار لهــم وتأويــل الــدينار: صــار تأويــل الــدرهم

يدني إلى النار الدرهم إذا خرج إلى غير خلف

. وإلى غير بدل دار لهـم علـى دوانـق مخرجـة

ــل ــه إذا : وقي ــار ألن ــى الن ــدني إل ــدينار ي إن ال

أنفقتــه فــي غيــر خلــف وأخــرج إلــى غيــر دل

ــرا مبلطــا ــا معــدما وققي فيخــرج . بقيــت مخفق

تدعو الـضرورة إلـى المكاسـب الرديـة الخارج و

والخبيث من الكسب يـسقط . والطعم الخبيثة

وهذا تأويل الذي تأوله للـدرهم والـدينار لـيس

له إنما هذا شيء آان يتكلم به عبـد األعلـى

ألنـه : لم سمي الكلب قليطا قـال : إذا قيل له

لــم ســمي الكلــب : وإذا قيــل لــه! قــل ولطــى

: وإذا قيل لـه ! يألنه يستل ويلق : سلوقيا قال

ألنـه عـصى : لم سمي العصفور عـصفورا قـال

وعبد األعلـى هـذا هـو الـذي آـان يقـول ! وفر

مرفقته سـلبة وجردقتـه ... الفقير: في قصصه

. فلقــة وســمكته ســلته فــي طيــب لــه آثيــر

وبعض المفسرين يزعم أن نوحـا النبـي عليـه

السالم إنما سمي نوحا ألنه آان ينـوح علـى

مي آدم ألنه حذي من أديم نفسه وأن آدم س

آان لونه في أدمته لون األرض : وقالوا-األرض

وأن المــسيح ســمي المــسيح ألنــه مــسح -

ألنه آـان ال يقـيم : وقال بعضهم . بدهن البرآة

وآـان آأنـه ماسـح يمـسح . في البلـد الواحـد

ثم رجع الحديث إلى أعاجيب أبي عبد . األرض

ــ: وآــان أبــو عبــد الــرحمن : الــرحمن و وآــان أب

. الــرحمن يعجــب بــالرءوس ويحمــدها ويــصفها

وآان ال يأآل اللحم إال يوم أضحي أو من بقية

. أضحيته أو يكون في عرس أو دعوة أو سـفرة

وآان سمى الرأس عرسا لما يجتمع فيه مـن

وآان يسميه مرة الجامع ومـرة . األلوان الطيبة

وهـو . الرأس شيء واحـد : وآان يقول . الكامل

وآل قدر وآل . طعوم مختلفة ذو ألوان عجيبة و

والــرأس فيــه . شــواه فإنمــا هــو شــيء واحــد

وفيـه العينـان . الدماغ فطعم الدماغ على حدة

وفيـه الـشحمة . وطعمهما شـيء علـى حـدة

التــي بــين أصــل األذن ومــؤخر العــين وطعمهــا

هـذه ) ٦٨: الصفحة ( على أن . على حدة

الــشحمة خاصــة أطيــب مــن المــخ ونعــم مــن

وفي الرأس اللسان . من السالء الزبد وأدسم

وفيــه الخيــشوم . وطعمــه شــيء علــى حــدة

ــا ــشوم وطعمهم ــي الخي ــذي ف ــضروف ال والغ

وفيه لحـم الخـدين وطعمـه . شيء على حدة

حتــى يقــسم أســقاطه -شــيء علــى حــدة

ــة ــول. الباقي ــدن : ويق ــرأس ســيد الب ــه : ال وفي

الدماغ وهو معدن العقل ومنه يتفـرق العـصب

وإنمـا القلـب . م البدن الذي فيه الحس وبه قوا

ــاب العقــل آمــا أن الــنفس هــي المدرآــة -ب

ــوان والـــنفس هـــي والعـــين هـــي بـــاب األلـ

ــان ــف واألذن باب ــا األن ــسامعة الذائقــة وإنم . ال

ولوال أن العقل في الرأس لما ذهب العقل من

. وفي الرأس الحـواس الخمـس . الضربة تصيبه

النـاس : وآـان يقـول : وآان ينشد قول الشاعر

هذا رأس األمر وفـالن رأس الكتيبـة : والم يقول

ــوم وهـــــم رؤوس النـــــاس ــو رأس القـــ وهـــ

وخــراطيمهم وأنفهــم ويــستقوا مــن الــرأس

إال - وقد رأس القـوم فـالن -الرياسة والرئيس

وآـان إذا فـرغ . والرأس هو المثل وهو المقـدم

من أآل الرأس عمد إلى القحف وإلى الجبين

اجتمعـت فإذا . فوضعه بقرب بيوت النمل والذر

فـال . فيه أخذه فنفـضه فـي طـست فيهـا مـاء

يزال يعيد ذلك في تلـك المواضـع حتـى يقلـع

فإذا فـرغ مـن ذلـك . أصل النمل والذر من داره

. ألقــاه فــي الحطــب ليوقــد بــه ســائر الحطــب

وآان إذا آان يوم الرءوس أقعد ابنه معه علـى

إال أن ذلك بعد تـشرط طويـل وبعـد أن . الخوان

: وآـان فيمـا يقـول لـه ! ريـد يقف به على مـا ي

ــالق ــزراع وأخ ــصبيان وشــره ال ــم ال ــاك ونه إي

ــوائح ــة . الن ــين والفعل ــبط المالح ــك خ ودع عن

وآـل مـا بـين يـديك . ونهش األعـراب والمهنـة

. فإنما حقـك الـذي وقـع لـك وصـار أقـرب إليـك

وأعلم أنه إذا آـان فـي الطعـام شـيء طريـف

ولقمــة آريمــة ومــضغة شــهية فإنمــا ذلــك

ــشيخ المعظــ ــدلل لل ــصبي الم ــست . م وال ول

فأنت قد تأتي الـدعوات والـوالئم . واحدا منهما

وتدخل منـازل اإلخـوان وعهـدك بـاللحم قريـب

وإنمـا هـو رأس . وإخوانك أشد قرما إليـه منـك

فـــال عليـــك أن ) ٦٩: الـــصفحة . ( واحـــد

وأنا بعد أآـره . تتجافى عن بعض وتصيب بعضا

غض أهـل لك المـواالة بـين اللحـم فـإن اهللا يـب

ــين ــت اللحم ــول . البي ــان يق ــذه : وآ ــاآم وه إي

وآـان . المجازر فإن لهـا ضـراوة آـضراوة الخمـر

ــول ــر : يق ــدمن الخم ــدمن اللحــم آم ــال . م وق

لحــم : الــشيخ ورأى رجــال يأآــل اللحــم فقــال

وذآر هرم بن قطبة ! أف لهذا عمال ! يأآل لحما

وقـــال . وإنـــه ليقتـــل الـــسباع: اللحـــم فقـــال

لى غير قاوم هذا المـوت لحم وارد ع : المهلب

: أهلـك الرجـال األحمـران : وقـال األول . األحمر

ــر وأهلـــك النـــساء األحمـــران : اللحـــم والخمـ

أي بني عود نفسك األثـرة . الذهب والزعفران

وال تـنهش نهـش . ومجاهدة الهـوى والـشهوة

ــدم ــراذين وال ت ــاعي وال تخــضم خــضم الب األف

األآل إدامة النعاج وال تلقم لقـم الجمـال قـال

أبو ذر لمن بذل من أصـحاب رسـول اهللا صـلى

يخــضمون ونقــضم والموعــد : اهللا عليــه وســلم

ــضلك . اهللا ــد ف ــال . إن اهللا ق ــسانا ف ــك إن فجعل

واحـذر سـرعة . تجعل نفسك بهيمة وال سبعا

: وقد قال بعض الحكمـاء . الكظة وسرف البطنة

واعلم . إذا آنت بطينا فعد نفسك في الزمني

وأن البــشم داعيــة أن الــشبع داعيــة البــشم

ومـن مـات . السقم وأن السقم داعيـة المـوت

وهـو قاتـل . هذه الميتة فقد مات ميتـة لئيمـة

ــره ــوم مــن قاتــل غي . نفــسه وقاتــل نفــسه أل

ــال اهللا جــل ! وأعجــب إن أردت العجــب ــد ق وق

وسـواء قتلنـا -". وال تقتلـوا أنفـسكم : " ذآره

أنفــسنا أو قتــل بعــضنا بعــضا آــان ذلــك لآليــة

. أي بني إن القاتل والمقتـول فـي النـار . تأويال

ولــو ســألت حــذاق األطبــاء ألخبــروك أن عامــة

واعرف خطأ مـن . أهل القبور إنما ماتوا بالتخم

رب أآلـة : وخذ بقول من قال ! أآلة وموتة : قال

يـا بـن آدم آـل : وقد قال الحسن . تمنع أآالت

في ثلث بطنك واشـرب فـي ثلـث بطنـك ودع

وقال بكر بـن عبـد اهللا .الثلث للتفكر والتنفس

ــا وجـــدت طعـــم العـــيش حتـــى : المزنـــي مـ

اسـتبدلت الخمـص بالكظـة وحتـى لـم ألــبس

من ثيابي ما يـستخدمني وحتـى لـم آآـل إال

يـا بنـي واهللا مـا أدى . ما ال أغسل يـدي منـه

حــق الرآــوع وال وظيفــة الــسجود ذو آظــة وال

والصوم مـصحة والوجبـات . خشع اهللا ذو بطنة

: ثم قـال ) ٧٠: الصفحة . ( عيش الصالحين

ــدان ــد وصــحت أب ــار الهن ــت أعم ــا طال ــر م ألم

هللا در الحارث ابن آلدة حين زعـم أن . األعراب

الدواء هو األزم وأن الداء هو إدخال الطعام في

أي بنـي لـم صـفت أذهـان العـرب ! أثر الطعام

ــم صــححت ــم صــدقت أحــساس العــرب ول ول

أبدان الرهبان مع طـول اإلقامـة فـي الـصوامع

وحتى لم تعرف النقرس وال وجع المفاصل وال

األورام إال لقلة الرزق من الطعـام وخفـة الـزاد

أي بني إن نسيم الدنيا وروح . والتبلغ باليسير

الحياة أفـضل مـن أن تبيـت آظيظـا وأن تكـون

وآيـف ال ترغـب فـي تـدبير . لقصر العمر حليفا

يجمع لـك صـحة البـدن وذآـاء الـذهن وصـالح

المـــال والقـــرب مـــن عـــيش المعـــى وآثـــرة

المالئكة أي بني لم صار الـضب أطـول شـيء

عمرا إال ألنه إنمـا يعـيش بالنـسيم ولـم زعـم

الرسول صلى اهللا عليه وسلم أن الصوم وجاء

افهـم . إال ليجعل الجوع حجـازا دون الـشهوات

أي بنـي . تأدب اهللا فإنه لم يقصد به إال مثلـك

وال قد بلغت تسعين عاما مـا نقـص لـي سـن

تحرك لي عظم وال انتشر لي عصب وال عـرف

مـا ! دنين أذن وال سيالن عين وال سلس بـول

فــإن آنــت . لــذلك علــة إال التخفيــف مــن الــزاد

ــاة وإن آنــت ــاة فهــذه ســبيل الحي تحــب الحي

هـذه . تحب الموت فـال يبعـد اهللا إال مـن ظلـم

فلم يكن ! آانت وصيته في يوم الرءوس وحده

ــتقمم ومـــص ــه إال الـ ــملعيالـ ــان ال ! العظـ وآـ

يــشتري الــرأس إال فــي زيــادة الــشهر لمكــان

وآـان ال يـشتري إال راس فتـي . زيادة الـدماغ

لوفــارة الــدماغ ألن دمــاغ الفتــي أوفــر ويكــون

. مخه أنقص ومخ المسن أوفر ودماغـه أنقـص

وتــزعم األعــراب والعــرب أن النطفــة إذا وقعــت

فــي الــرحم فــي أول الهــالل خــرج الولــد قويــا

ــخما وإ ــئيال ض ــرج ض ــاق خ ــي المح ــان ف ذا آ

ــختا ــشاعر . ش ــول ال ــشد ق ــي : وأن ــت ف لقح

الهالل عن قبل الطهر وقـد الح للـصباح بـشير

ثم نمـى ولـم ترضـع فلواورضـاع المحـج عيـب

آبيــر وآــان أبــو عبــد الــرحمن يــشتري ذلــك

الـــرأس مـــن جميـــع رءاســـي بغـــداد إال مـــن

وآـان ال يـشتريه . رءاسي مسجد ابـن رغبـان

واخـتلط عليـه األمـر قيمـا بـين . إال يوم سـبت

فكان مـرة يـشتريه فـي هـذا . الشتاء والصيف

. ( الزمــان ومــرة يــشتريه فــي هــذا الزمــان

ــصفحة ــي رءوس ) ٧١: الـ ــده فـ ــا زهـ وأمـ

مسجد ابن رغبان فإن البصريين يختارون لحـم

ــه ــضأن آل ــى ال ــصي عل ــاعز الخ ورءوس . الم

. الضأن أشـحم وألحـم وأرخـص رخـصا وأطيـب

يس أآثر لحما من رأس الخـصي ألن ورأس الت

الخـصي مــن المـاعز يعــرق جلـده ويقــل لحــم

ــي . رأســه ــاعزا ف ــان م ــده وإن آ ــغ جل وال يبل

وال يكـون . الثمن عـشر مـا يبلـغ جلـد التـيس

وأمـا . ولذلك تخطـاه إلـى غيـره . رأسه إال دونا

اختيـــاره شـــراء الـــرءوس يـــوم الـــسبت فـــإن

ــر ــر فتكث ــة أآث ــوم الجمع ــذبحون ي ــصابين ي الق

الرءوس يوم الـسبت علـى قـدر الفـضل فيمـا

يذبحون وألن العوام والتجار والصناع ال يقومون

ــرب ــع ق ــسبت م ــوم ال ــرءوس ي ــل ال ــى أآ إل

عهدهم بأآل اللحم يوم الجمعة وألن عامتهم

قد بقيت عنده فضلة فهي تمنعه من الشهوة

وألن النــاس ال يكــادون يجمعــون علــى خــوان

ا اختالط التـدبير وأم. واحد بين الرءوس واللحم

عليه في فرق ما بين الـشتاء والـصيف فوجـه

ــه ــه وتعــرض ل ــصور ل ــل آانــت تت ــك أن العل ذل

الدواعي على قدر قرمه وحرآة شهوته صـيفا

فـإن اشـتراه فـي الـصيف . وافق ذلك أم شتاء

والرءوس تابعة . فألن اللحم في الصيف ارخص

للحم وألن الناس فـي الـشتاء لهـا آآـل وهـم

فكان يختار الـرخص علـى . يظ أترك لها في الق

فإذا قويت دواعيها في الـشتاء . حسن الموقع

ألن ! راس واحد شتوي آرأسين صيفيين : قال

ومـا أآـل الكـسب فـي . المعلوفة غير الراعية

الحــبس موثقــا غيــر مــا أآــل الحــشيش فــي

وآان علـى ثقـة أنـه سـيأتي . الصحراء مطلقا

عليه في الشتاء مع صحته وبدنه وفـي شـك

ولنقـصان شـهوات . من استبقائه فـي الـصيف

الناس للرءوس في الصيف آـان يخـاف جريـرة

إن : تلك البقية وجناية تلك الفضلة وآان يقـول

أآلتها بعد الشبع لم آمـن العطـب وإن ترآتهـا

لهم في الصيف ولم يعرفـوا العلـة طلبـوا ذلـك

آنـت : حثنـي المكـي قـال . مني في الـشتاء

ت جاريـة أمـه ومعهـا يوما عند العنبري إذ جـاء

بلغني أن عنـدك : قالت أمك : فقالت. آوز فارغ

فابعــث إلــي بــشربة . مزملــة ويومنــا يــوم حــار

أمـي اعقـل ! آـذبت : قال. منها في هذا الكوز

اذهبـي ! من أن تبعث بكـوز فـارغ ونـرده مـآلن

ثـم . فاملئيه من ماء حبكم وفرغيـه فـي حبنـا

ــا حتــى يعــود شــيء املئيــه مــن مــاء مزملتن

فـإذا هـو يريـد أن تـدفع : ال المكـي قـ ! بشيء

جوهرا بجوهر وعرضا بعرض حتى ال تربح أمـه

ــرد ــذي هــو الب ــين العرضــين ال ــا ب إال صــرف م

ــا عــدد الجــواهر واألعــراض فمــثال . والحــر فأم

دخلــت عليــه يومــا وإذا : وقــال المكــي. بمثــل

فلمـا . عنده جلة تمر وإذا ظئره جالسة قبالتـه

رمــى بنواتهــا ) ٧٢: الــصفحة ( أآــل تمــرة

ــا ــم عزلته ــصتها ســاعة ث ــذتها فم ــا فأخ . إليه

أآــان يــدع علــى النــواة مــن : فقلــت للمكــي

واهللا لقد رأيتهـا الآـت : جسم التمر شيئا قال

نواة مرة بعـد أن مـصتها فـصاح بهـا صـيحة لـو

! آانت قتلت قتيال ما آان عنده أآثـر مـن ذلـك

وما آانـت إال فـي أن تنـاول األعـراض وتـسلم

وآانت تأخذ حالوة النواة وتودعها . جوهرإليه ال

آان أبو قطبة يستغل : قال الخليل. ندوة الريق

وآان من البخـل يـؤخر تنقيـة . ثالثة آالف دينار

بالوعتــه إلـــى يـــوم المطــر الـــشديد وســـيل

المثاعب ليكتـري رجـال واحـدا فقـط يخـرج مـا

ــسيل ــه ال ــق فيجترف ــصبه فــي الطري ــا وي فيه

ــاة ــه إلــى القن ــره وآــان! ويؤدي ــين موضــع بئ ب

فكــان لمكــان زيــادة . والــصب قــدر مــائتي ذراع

درهمين يحتمل االنتظار شهرا أو شـهرين وإن

: وقـال ! هو جرى في الطريق وأوذي به الناس

ونظر يوما إلـى الكـساحين وهـو معنـا جـالس

في رجال مـن قـريش وهـم يخرجـون مـا فـي

بالوعتـــه ويرمـــون بـــه فـــي الطريـــق وســـيل

ألـيس الـبط والجـداء : لالمثاعب يحتملـه فقـا

ــشعير ــز الـ ــدراج وخبـ ــراخ والـ ــدجاج والفـ والـ

والصحناء والكراث والجواف جميعا يصير إلى ما

ترون فلم يغـالي بـشيء بـصير هـو والـرخيص

أبـو : وهـم ثالثـة إخـوة : في معنى واحـد قـال

-قطبة والطيل وبابي من ولد عتاب بن أسـيد

: واحــد مــنهم آــان يحــتج عــن حمــزة ويقــول

واآلخـر آـان يـضحي . قبـل أن يحـج استشهد

أخطـأ الـسنة فـي : عن أبي بكر وعمر ويقـول

وآـان اآلخـر يفطـر عـن عائـشة . ترك الـضحية

- رحمهـا اهللا -غلطـت : أيام التـشريق ويقـول

فمـن صـام عـن أبيـه . في صـومها أيـام العيـد

حـدثتني امـرأة . وأمه فأنـا أفطـر عـن عائـشة

ع آان في الحي مأتم اجتم : تعرف األمور قالت

فلما رأين أن أهل . فيه عجائز من عجائز الحي

ــزلن وتحــدثن . المــأتم قــد أقمــن المناحــة اعت

ــاء ــر األبن ــا هــن فــي حــديثهن إذ ذآــرن ب فبين

وذآرت آـل واحـدة . باألمهات وإنفاقهم عليهن

فقالت واحدة مـنهن وأم . منهن ما يوليها ابنها

وآانــت امــرأة صــالحة وابنهــا -فيلويــه ســاآتة

دين بالبخـل ولـه حـانوت فـي يظهر النسك ويـ

ــا األســقاط ــع فيه ــصين يبي ــي ح ــرة بن -. مقب

ما لك : فأقبلت على أم فيلويه قلت لها : قالت

ال تحدثين معنا عن ابنـك آمـا يتحـدثن وآيـف

آان يجـري : صنع فيلويه فيما بينك وبينه قالت

وقــد : فقالــت! علــي فــي آــل أضــحى درهمــا

. اكما آان يجري علي إال ذ : قالت! قطعه أيضا

( يـا : فقلـت : فقالـت ! ولقد ربما أدخل أضـحى

أم فيلويـــه وآيـــف يـــدخل ) ٧٣: الـــصفحة

إن فالنـا : أضحى في أضحى قد يقـول النـاس

فأمـا . أدخل شهرا فـي شـهر ويومـا فـي يـوم

! أضحى في أضحى فهذا ال يشرآه فيه أحد

قصة تمام بن جعفر

آان تمام بن جعفر بخيال علـى الطعـام مفـرط

وآان يقبـل علـى آـل مـن أآـل خبـزه .البخل

بكــل علــة ويطالبــه بكــل طائلــة وحتــى ربمــا

وآـان إن . استخرج عليه أنـه البـن جـالد الـدم

مـا فـي األرض أحـد أمـشي : قال له نديم لـه

مني وال على ظهرها أحد أقوى علـى الحـضر

ومـا يمنعـك مـن ذلـك وأنـت تأآـل : قال! مني

أآــل عــشرة وهــل يحمــل الرجــل إال الــبطن ال

ــال! د اهللا مــن يحمــدكحمــ ــإن ق ال واهللا إن : ف

أقدر أن أمشي ألني أضعف الخلق عنه وإنـي

وآيـف : قـال ! ألنبهر من مشى ثالثـين خطـوة

تمــشي وقــد جعلــت فــي بطنــك مــا يحملــه

وهــل ينطلــق النــاس إال مــع ! عــشرون حمــاال

خفة األآل وأي بطين بقدر علـى الحرآـة وإن

كا الكظيظ ليعجز عن الرآوع والسجود فإن شـ

ــال ــا نمــت البارحــة مــع وجعــه : ضرســه وق م

عجبــت آيــف اشــتكيت واحــدا : وضــربانه قــال

وآيـف بقيـت إلـى ! وآيف لـم تـشتك الجميـع

وأي ضرس يقـوى علـى ! اليوم في فيك حاآة

واهللا إن األرحــاء الــسورية ! الــدرس والطحــن

ولقـد ! لتكل وإن الميجان الغليظ ليتعبـه الـدق

الرفــق ارفــق فــإن ! اســتبطأت لــك هــذه العلــة

وإن ! يمن وال تخرق بنفسك فإن الخرق شـؤم

ال واهللا إن اشــتكيت ضرســا لــي قــط وال : قــال

تجلجــل لــي ســن عــن موضــعه منــذ عرفــت

ألن آثرة المضغ تـشد ! يا مجنون : نفسي قال

ــدو ــة وتغ ــدبغ اللث العمــور وتقــوي األســنان وت

. وإعفاء األضـراس مـن المـضغ يريحهـا . أصولها

وآمـا اإلنـسان . نوإنما الفم جـزء مـن اإلنـسا

نفسه إذا تحرك وعمل قوى وإذا طال سـكونه

! ولكن رفقـا . تفتخ واسترخى فكذلك األضراس

ولكـل شـيء مقـدار . فإن اإلتعاب ينقص القوة

فهذا ضرسك ال تشتكيه بطنك أيـضا ال . ونهاية

وما . واهللا إن أروى من الماء : تشتكيه فإن قال

أظــن أن فــي الــدنيا أحــدا أشــرب منــي للمــاء

البد للتراب من ماء والبد للطين مـن مـاء : قال

أوليـست الحاجـة علـى قـدر آثرتـه . يبله ويرو

وقلته واهللا لو شربت ماء الفرات مـا اسـتكثرته

! لك مع ما أرى من شدة أآلك وعظـم لقمتـك

أنت لـست ! تدري ما قد تصنع أنت واهللا تلعب

فـسل عنـك مـن يـصدقك حتـى ! ترى نفـسك

مـا : فـإن قـال ) ٧٤ : الصفحة ( تعلم أن ماء

ــا شــربت أمــس ــة وم ــاء البت ــوم م شــربت الي

بمقدار نصف رطل وما في األرض إنـسان أقـل

ألنــك ال تــدع لــشرب : شــربا منــي للمــاء قــال

وألنـك تكنـز فـي جوفـك آنـزا ال ! الماء موضـعا

والعجـب ال تـتخم ألن ! يجد الماء معـه مـدخال

ــدري ــى الخــوان ال ي ــاء عل ــشرب الم مــن ال ي

ما أآـل ومـن جـاوز مقـدار الكفايـة آـان مقدار

ما أنام الليل آله وقـد : فإن قال . حريا بالتخمة

وتــدعك الكظــة والنفخــة : أهلكنــي األرق قــال

والقرقرة أن تنام واهللا لـو لـم يكـن إال العطـش

ومـن شـرب آثيـرا . الذي ينبه الناس لما نمت

ومن آان الليل آله بين شرب وبـول . بال آثيرا

مـا هـو إال أن أضـع : نوم فإن قال آيف يأخذه ال

: رأسي فإنما أنا حجر ملقى إلـى الـصبح قـال

ذلــك ألن الطعــام يــسكن ويخــدر ويحيــر ويبــل

الدماغ ويبل العـروق ويـسترخي عليـه جميـع

ولو آان في الحق لكان ينبغي أن تنـام . البدن

أصبحت وأنا ال أشتهي : فإن قال ! الليل والنهار

ال وال آثيـرا فـإن إيـاك أن تأآـل قلـي : شيئا قال

أآل القليل على غيـر شـهوة أضـر مـن الكثيـر

: ويل لـي ممـن قـال : قال الخوان . مع الشهوة

ــد وبعــد وآيــف تــشتهي الطعــام اليــوم ! ال أري

وآـان ! وأنت قد أآلـت بـاألمس طعـام عـشرة

إيــاآم واألآــل علــى : آثيــرا مــا يقــول لندمائــه

. الخمار تخمة . الخمار فإن دواء الخمار الشراب

وإياآم واإلآثار . المتخم إذا أآل مات ال محالة و

وعلـيكم . في عقب الحجامة والفصد والحمـام

واجتنبــوا اللحــم . بــالتخفيف فــي الــصيف آلــه

لــيس يفــسد النــاس إال : وآــان يقــول. خاصــة

هـــذا الـــذي يـــتكلم بـــالكالم البـــارد : النـــاس

وبالطرف المستنكرة لو لـم يـصب مـن يـضحك

أولـيس -ه له وبعض من يـشكره ويتـضاحك لـ

لمـا تكلـف -هو عنده إال أن يظهـر العجـب لـه

أال أهلــك قــول النــاس لألآــول الــنهم . النــوادر

هو الذي ! فالن حسن األآل : وللرغيب الشره

أهلكه وزاد في رغبته حتى جعل ذلك صـناعة

لمكــان قــولهم وتقــريبهم -وحتــى ربمــا أآــل

فـال يـزال قـد . ما ال يطيقـه فيقتـل -وتعجبهم

! م فأآل زادهـم وتـرآهم بـال زاد هجم على قو

فـالن : فالن حسن األآل : فلو قالوا بدل قولهم

وال . أقبح الناس أآال آان ذلك صالحا لفـريقين

يــزال البخيــل علــى الطعــام قــد دعــا الرغيــب

ــه الطعــام الطيــب لفــي عــن ــبطن واتخــذ ل ال

نفــسه المقالـــة وليكـــذب عــن نفـــسه تلـــك

دة ولــو آــان شــ ) ٧٥: الــصفحة . ( الظنــون

الضرس يعد في المناقب ويمـدح صـاحبه فـي

المجالس لكان األنبيـاء آآـل الخلـق ولخـصهم

من الرغب بما لم يعطه أحدا - جل ذآره -اهللا

إن : " وآيف وفي مأثور الحـديث . من العالمين

المــؤمن يأآــل فــي معــي واحــد وإن المنــافق

أولـسنا قـد نـراهم ". يأآل فـي سـبعة أمعـاء

ــالنهم وبالر ــشتمون بـ ــل يـ ــرة األآـ غـــب وبكثـ

ويمدحون بالزهـادة وبقلـة الطعـام أولـيس قـد

مـن أدلـه : قال النبي صـلى اهللا عليـه وسـلم

على الحسناء القتـين وقـد سـاب رجـل أيـوب

ابن سليمان بن عبد الملك فقال في بعض ما

وبعد فهل ! ماتت أمك بغرا وأبوك بشما : يسبه

: سمعتم بأحد قط فخر بشدة أآـل أبيـه فقـال

آآل العرب بـل قـد رأينـا أصـحاب النبيـذ أنا ابن

والفتيـــان يتمـــدحون بكثـــرة الـــشرب آمـــا

قال : ولذلك قالت العرب . يتمدحون بقلة الرزق

تكفيه فلذة آبد إن ألم بهامن الشواء : الشاعر

ال يتـأرى لمـا فـي : ويروي شربه الغمر وقال

ال : القدر يطلبهوال تراه أمام القوم يقتفر وقال

أيــن وال وصــم وال يعــض يغمــز الــساق مــن

علــى شرســوفه الــصفر والــصفر هــي حيــات

البطون إنمـا تكـون مـن الفـضول والـتخم ومـن

ــشم ــساد والب ــاه . الف ــذ وغن ــرة نبي وشــرب م

ــرب ــن الط ــصه م ــشق قمي ــى ف ــال . المغن فق

: لمولى له له يقال له المحلول وهو إلى جنبه

والمحلـول -! قميـصك - ويلك -شق أيضا أنت

ال واهللا ال أشـقه ولـيس : قال -ت هذا من اآليا

: قـال . فشقه وأنا أآسوك غـدا : قال. لي غيره

أنا مـا أصـنع فلـم أسـمع : قال. فأنا أشقه غدا

بإنسان يقايس ويناظر فـي الوقـت الـذي إنمـا

يــشق فيــه القمــيص مــن غلبــة الطــرب غيــره

دخل على األعمـى علـى . وغير مواله محلول

يا جاريـة : قالف. يوسف بن آل خير وقد تغدى

لــم يبــق : قالــت. هــاتي ألبــي الحــسن غــداء

مـا آـان -! ويلـك -هـاتي : قـال . عندنا شـيء

ولـم يـشك ! فليس من أبي الحـسن حـشمة

ــة ــخ وبرقاق ــف ملط ــيؤتي برغي ــه س ــى أن عل

ملطخــة وبــسكر وبقيــة مــرق وبعــرق وبفــضلة

ــات ــي الجامـ ــضل فـ ــا يفـ ــا مـ ــواء وببقايـ شـ

ــسكرجات ــه إال . وال ــيس علي ــق ل فجــاءت بطب

: الـصفحة . ( يف أرز قاحل ال شيء غيره رغ

فلما وضعوا الخوان بين يديه فأجـال يـده ) ٧٦

فيه وهو أعمى فلم يقع إال على ذلك الرغيف

لـيس منـه حـشمة ال يكـون : وقد عل أن قوله

فلما . فلم يظن أن األمربلغ ذلك . إال مع القليل

وألآـل هـذا بمـره ! ويلكـم : لم يجد غيـره قـال

لها والكالم لم يقع إال علـى رفعتم الحشمة آ

: هذا حدثني محمـد بـن حـسان األسـود قـال

آـان للغـزال قطعـة : أخبرني زآريا القطان قال

أرض قدام حانوتي فأآرى نـصفها مـن سـماك

: قـال . يسقط عنه ما استطاع من مؤنة الكـراء

وآـان يجـيء . وآان الغزال أعجوبة في البخـل

فكـان أآثـر . من منزله ومعه رغيـف فـي آمـه

فإذا أعيا عليـه األمـر أخـذ . هره يأآله بال أدم د

من ساآنه جوافـة بحبـة وأثبـت عليهـا فلـسا

فإذا أراد أن يتغدى أخـذ الجوافـة ! في حسابه

! فمسحها على وجه الرغيـف ثـم عـض عليـه

وربما فتح بطن الجوافـة فيطـر جنبيهـا وبطنهـا

فإذا خاف أن ينهكها ذلـك ! باللقمة بعد اللقمة

مـن ذلـك الـسماك شـيئا وينضم بطنها طلـب

ــا ــا لينفخه ــشا جوفه ــسمك فح ــح ال ــن مل م

! وليوهم أن هذا هـو ملحهـا الـذي ملحـت بـه

ولربما غلبته شهوته فكدم طـرف أنفهـا وأخـذ

وآـان ! من طرف األرنبـة مـا يـسيغ بـه لقمتـه

ذلـك منــه ال يكــون إال فــي آخــر لقمــة ليطيــب

فـإذا اشـترى . ثم يضعها فـي ناحيـة ! فمه بها

أدخـل تلـك الجوافـة فـي ثمـن من امرأة غـزال

الغــزل مــن طريــق إدخــال العــروض وحــسبها

عليهــا بفلــس فيــسترجع رأس المــال ويفــضل

وروى أصحابنا عن عبـد اهللا بـن المقفـع . األدم

وآان . آان ابن جذام الشيء يجلس إلي : قال

ربما انصرف معـي إلـى المنـزل فيتغـذى معنـا

وآنت أعرفه بشدة البخـل . ويقيم إلى أن يبرد

فـــألح علـــي فـــي االســـتزارة . وآثـــرة المـــال

جعلــت : فقــال. وصــممت عليــه فــي االمتنــاع

ــداك ــت ! ف ــف وأن ــن يتكل ــي مم ــت تظــن أن أن

إن هــي إال آــسيرات ! ال واهللا! تــشفق علــي

فظننــت أنــه يريــد ! يابــسة وملــح ومــاء الحــب

إن هـذا : وقلـت . اختالبي بتهـوين األمـر عليـه

يـا غـالم أطعمنـا آـسرة وأطعـم : آقول الرجل

ومعناه أضعاف مـا وقـع . لسائل خمس تمرات ا

وما أظن أن أحدا يدعو مثلي إلى . اللفظ عليه

. ( الحربية من الباطنة ثم يأتيه بكسرات وملح

فلما صرت عنده وقربه إلـي ) ٧٧: الصفحة

ــال ــاب فق ــف ســائل بالب ــا : إذ وق ــا مم أطعمون

: قــال! تــأآلون أطعمكــم اهللا مــن طعــام الجنــة

الكالم فأعاد عليه مثـل ذلـك فأعاد ! بورك فيك

-اذهــب : فأعــاد عليــه الــسائل فقــال . القــول

ــك ــك-! ويلـ ــد ردوا عليـ ــسائل. فقـ ــال الـ : فقـ

مــا رأيــت آــاليوم أحــدا يــرد مــن ! ســبحان اهللا

-! ويلك -اذهب : قال! لقمة والطعام بين يديه

فقلـت ! وإال خرجت إليك واهللا فـدققت سـاقيه

ف من اذهب وأرح نفسك فإنك لو تعر : للسائل

صدق وعبده مثل الذي أعرف لما وقفت طرفة

وآـان أبـو يعقـوب الـذقنان ! عين بعد رده إيـاك

وآان . ما فاتني اللحم منذ ملكت المال : يقول

إذا آان يوم الجمعة اشترى لحـم بقـر بـدرهم

واشترى بصال بـدانق وباذنجانـا بـدانق وقرعـة

ــدانق ــدانق . ب ــزر ب ــزر فج ــام الج ــان أي ــإذا آ ! ف

ــه ــذ . ســكباجاوطبخــه آل ــه يومئ ــل وعيال فأآ

خبزهم بشيء من رأس القدر وما ينقطع في

القــدر مــن البــصل والباذنجــان والجــزر والقــرع

فإذا آان يـوم الـسبت ثـردوا . والشحم واللحم

فإذا آان يـوم األحـد أآلـوا . خبزهم في المرق

فـإذا . فإذا آان يوم االثنين أآلـوا الجـزر . البصل

فــإذا آــان يــوم . قــرعآــان يــوم الثالثــاء أآلــوا ال

فإذا آان يوم الخميس . األربعاء أآلوا الباذنجان

ما فاتني اللحـم : فلهذا آان يقول . أآلوا اللحم

نزلنا بناس من : قال أصحابنا ! منذ ملكت المال

ــاردة وإذا ــالد ب ــي ب ــم ف ــرة وإذا ه ــل الجزي أه

ــة ــا غاب ــب وإذا األرض آله ــر حط ــبهم ش حط

أآـرم مـن مـا فـي األرض : فقلنا. واحدة طرفاء

: فقلنـا . هو آريم ومن آرمه نفر : قالوا. الطرفاء

دخــان الطرفــاء : ومــا الــذي تفــرون منــه قــالوا

وقــد عــاب نــاس ! يهــضم الطعــام وعيالنــا آثيــر

منها أن خشكانهم : أهل المازح والمديبر بأمور

من دقيق شعير وحشوه الذي فيه مـن الجـوز

وأهـل المـازج ال . والسكر مـن دقيـق خـشكار

. ولكــنهم أســوأ النــاس حــاال. لبخــليعرفــون با

وإنمـا نحكـي . فتقديرهم علـى قـدر عيـشهم

عن البخالء الذين جمعـوا بـين البخـل واليـسر

فأمـا . وبين خصب البالد وعـيش أهـل الجـدب

من يضيق على نفسه ألنه ال يعرف إال الضيق

آـان : قال المكـي . فليس سبيله سبيل القوم

سـمى . ألبي عم يقـال لـه سـليمان الكثـري

وآان يقربني وأنا صبي إلـى . بذلك لكثرة ماله

ولم يهب لي مع ذلك التقريب شيئا . أن بلغت

. ( وآـان قـد جـاوز فـي ذلـك حـد الـبخالء . قط

فـــدخلت عليـــه يومـــا وإذا ) ٧٨: الـــصفحة

فلمـا . قدامه قطع دار صيني ال تسوى قيراطـا

. نال حاجته منها مددت يدي آلخذ منها قطعـة

ال تنقـبض : فقـال ! ضت يـدي فلما نظر إلي قبـ

وليحسن ظنك فإن حالك . وانبسط واسترسل

فخــذه آلــه فهــو لــك ! عنــدي علــى مــا تحــب

نفــسي ! وهــو لــك جميعــا! بزوبــره وبحــذافيره

واهللا أعلم أني مسرور بما وصل ! بذلك سخية

فترآته بـين يديـه وقمـت مـن ! إليك من الخير

فمـا ! عنده وجعلت وجهي آما أنا إلى العراق

: وقــال المكــي. مــا رآنــي حتــى مــات رأيتــه و

ــرئ ــشد شــعر ام ــا أن ســمعني ســليمان وأن

لنا غنم نسوقها غزارآأن قرون جلتهـا : القيس

العصي فتمأل بيتنا أقطـا وسمناوحـسبك مـن

لــو آــان الــذي قــال : غنــى شــبع وروي قــال

ليحيى بن خالد حـين نقـب فـي أبـي قبـيس

عمـــدت إلـــى شـــيخ الجبـــال : وزاد فـــي داره

وقـال حـين عوتـب فـي . ثلمت فيـه فزعزعته و

إن الذي يمنعنـي : قلة الضحك وشدة القطوب

مــن الــضحك أن اإلنــسان أقــرب مــا يكــون مــن

صـــحبني ! البـــذل إذا ضـــحك وطابـــت نفـــسه

فلمـا . محفوظ النقاش من مسجد الجامع ليال

وآــان منزلــه أقــرب إلــى -صــرت قــرب منزلــه

سـألني أن أبيـت -مسجد الجامع من منزلي

أين تذهب في هذا المطر والبـرد : وقال. عنده

ومنزلي منزلك وأنت فـي ظلمـة ولـيس معـك

نار وعندي لبا لم ير الناس مثلـه وتمـر ناهيـك

فملــت معــه فأبطــأ ! بــه جــودة ال تــصلح إال لــه

فلمـا . ثم جاءني بجام لبـإ وطبـق تمـر . ساعة

وهـو ! يا أبا عثمان إنه لبـإ وغلظـه : مددت قال

رطوبة وأنت رجـل ثم ليلة مطر و ! الليل ورآوده

ولـم تـزل تـشكو مـن . قد طعنـت فـي الـسن

وأنـت . وما زال الغليل يسرع إليك . الفالج طرفا

فـإن أآلـت ! في األصل لست بـصاحب عـشاء

اللبأ ولم تبالغ آنت ال آآـال وال تارآـا وحرشـت

. ثم قطعت األآل أشهى ما آان إليك . طباعك

وإن بالغت بتنا فـي ليلـة سـوء مـن االهتمـام

وإنما قلـت . ولم نعد لك نبيذا وال عسال بأمرك

واهللا وقد ! آان وآان : هذا الكالم لئال تقول غدا

الـصفحة ( ألني لـو لـم ! وقعت بين نابي أسد

بخـل بـه : أجئك به وقد ذآرته لك قلـت ) ٧٩:

وإن جئت به ولم أحذرك منه ولـم . وبدا له فيه

لم يشفق علي : أذآرك آل ما عليك فيه قلت

. فقد برئت إليك من األمرين جميعا . حولم ينص

ــة ــة وموت ــبعض ! وإن شــئت فأآل وإن شــئت ف

فما ضـحكت قـط ! االحتمال ونوم على سالمة

ولقـد أآلتـه جميعـا فمـا . آضحكي تلك الليلـة

ــا ــسرور فيم ــشاط وال ــضحك والن هــضمه إال ال

ولو آان معي من يفهـم طيـب مـا تكلـم . أظن

ولكـن . به ألتى على الضحك أو لقـضى علـي

ضــحك مــن آــان وحــده ال يكــون علــى شــطر

ــشارآة األصــحاب ــاقم . م ــو القم ــال أب أول : وق

اإلصالح أال يرد ما صار في يدي لـك فـإن آـان

ما صار في يدي لي فهو لي وإن لم يكن لـي

ومـن أخـرج ! فأنا أحق به ممن صيره في يدي

من يده شيئا إلـى يـد غيـره مـن غيـر ضـرورة

ك إيـاه مثـل وتعريفـ ! فقد أباحه لمن صيره إليه

! ويحك يا أبـا القمـاقم : وقالت له امرأة . إباحته

. إني قـد تزوجـت زوجـا نهاريـا والـساعة وقتـه

فاشتر لي بهذا الرغيـف . وليست على هيئته

فعـسى ! أسا وبهذا الفلس دهنـا فإنـك تـؤجر

اهللا أن يلقي محبتي في قلبه فيرزقني علـى

يدك شيئا أعيش بـه فقـد واهللا سـاءت حـالي

! فأخذهما وجعله وجهـه -المجهود مني وبلغ

أمـــا ! ســـبحان اهللا: فرأتـــه بعـــد أيـــام فقالـــت

سـقط ! ويحـك : قـال ! رحمتني مما صنعت بي

! واهللا مني الفلـس فمـن الغـم أآلـت الرغيـف

وتعشق واحـدة فلـم يـزل يتبعهـا ويبكـي بـين

. وآانت مكثرة وآـان مقـال . يديها حتى رحمته

! هــاأنــتم أحــذق ب: فاســتهداها هريــسة وقــال

فلمـا . فلما آان بعد أيام تشهى عليها رءوسـا

فلمـا آـان . آان بعد قليل طلـب منهـا حيـسة

ــشلية ــا طفي ــشهى عليه ــك ت ــد ذل ــت . بع قال

رأيت عشق النـاس يكـون فـي القلـب : المرأة

وعشقك أنت ليس . وفي الكبد وفي األحشاء

ــدتك ــاوز مع ــبغ ! يج ــو األص ــال أب ــو : وق ــح أب أل

لـيهم يـسأل القماقم على قوم عند الخطبـة إ

قد : فقالوا. عن مال امرأة ويحصيه ويسأل عنه

وما : أخبرناك بما لها فأنت أي شيء مالك قال

! سؤالكم عن مالي الذي لها يكفيني ويكفيها

ســمعت شــيخا مــن مــشايخ األبلــة يــزعم أن

. فقراء أهل البصرة أفضل من فقراء أهل األبلـة

ــت ــال : قل ــضلتم ق ــأي شــيء ف هــم أشــد : ب

ووقـع بــين . يـاء وأعــرف بالواجـب تعظيمـا لألغن

رجلين أبليـين آـالم فأسـمع أحـدهما صـاحبه

الـصفحة . ( آالما غليظا فرد عليه مثل آالمـه

فرأيتهم قـد أنكـروا ذلـك إنكـارا شـديدا ) ٨٠:

لم أنكـرتم أن يقـول : فقلت. ولم أر لذلك سببا

وإذا . ألنـه أآثـر منـه مـاال : له مثل ما قال قالوا

ه جوزنا لفقرائنا أن يكافئوا أغنياءنـا جوزنا هذا ل

ــه ــن ! ففــي هــذا الفــساد آل ــال حمــدان ب وق

آيـف صـار ريـاح يـسمعني وال أسـمعه : صباح

ويكـون الزائـر مـن : أفهو أآثر ماال مني ثم قال

فـإذا . أهل البصرة عند األبلـى مقيمـا مطمئنـا

. ما رأينا مدا قط ارتفـع ارتفاعـه : جاء المد قالوا

والسير فـي المـد ! في المد وما أطيب السير

إلى البصرة أطيب من الـسير فـي الجـزر إلـى

فـال يزالـون بـه حتـى أن مـن الـرأي أن ! األبلة

آـان أحمـد الخـارآي ! يغتنم ذلـك المـد بعينـه

وآـان . وهذا أغيظ مـا يكـون . بخيال وآان نفاجا

يتخــذ لكــل جبــة أربعــة أزرار ليــرى النــاس أن

ــذاق والعــ ــشتري األع ــين وي ــه جبت راجين علي

والسعف من الكالء فإذا جاء الحمال إلـى بابـه

ترآه ساعة يوهم النـاس أن لـه مـن األرضـين

ــا ــه منه ــك آل ــا يحتمــل أن يكــون ذل ــان . م وآ

يكتري قدور الخمـارين التـي تكـون للنبيـذ ثـم

يتحرى أعظمها ويهـرب مـن الحمـالين بـالكراء

يشترون الـداذي والـسكر : آي يصيحوا بالباب

وليس في منزلـه ! بالكراء ويحبسون الحمالين

رأيـت الخبـز : وسمع قول الـشاعر ! رطل دبس

عز لديك حتىحسبت الخبز في جو الـسحاب

وما روحتنا عنـا ولكـن خفـت مرزئـة الـذباب

ما أعلم إال أنـه ! ولم ذب عنهم لعنه اهللا : فقال

ــصاع ــم الق ــف له ــام ونظ ــيهم الطع شــهى إل

ثم أال ترآهـا تقـع ! وفرغهم له وسخرهم عليه

! في قصاعهم وتسقط على آنـافهم وعيـونهم

آم تـرون ! هو واهللا أهل لما هو أعظم من هذا

ــي ــي ف ــة أن تلق ــرت الجاري ــد أم ــرة ق ــن م م

القصعة الذبابة والذبابتين والثالثة حتـى يتقـزز

: وأمــا قولــه: قــال! بعــضهم ويكفــي اهللا شــره

فـإن لـم أعـز : رأيت الخبز عز لديك حتـى قـال

أهل األرض وأصـل هذا الشيء الذي هو قوام

األقوات وأمير األغذية فأي شيء أعـز إي واهللا

إني أعزه وأعزه وأعزه وأعزه مدى الـنفس مـا

وبلغ من نفجه مع ذلك ما . حملت عيني الماء

آنت عنـده : أخبرني به إبراهيم بن هانئ قال

! يوما إذ مر به بعض الباعة فصاح الخوخ الخـوخ

قـد جـاء نعـم : وقد جاء الخوخ بعد قـال : فقلت

فـدعاني ) ٨١: الـصفحة . ( وقد أآثرنا منـه

الغيظ عليه إلى أن دعوت البياع وأقبلت علـى

نحن لم نسمع به ! ويحك: ابن الخارآي فقلت

وقد تعلم أن أصـحابنا ! بعد وأنت قد أآثرت منه

آيـف : ثم أقبلت على البياع فقلت ! أترف منك

أنــت : ســتة بــدرهم قلــت: تبيــع الخــوخ فقــال

ي ست خوخات بدرهم وأنت تعلـم ممن يشتر

وقـد : أنه بياع بعد أيام مائتين بدرهم ثم تقول

وأي : ستة بدرهم قـال : أآثرنا منه وهذا يقول

شيء أرخـص مـن سـتة أشـياء بـشيء آـان

غالم صالح بن عفان يطلب منه لبيـت الحمـار

-فكـان يعطيـه آـل ليلـة ثالثـة أفلـس . بالليل

طــسوج : ويقــول-والفلــوس أربعــة طــسوج

! فــضل وحبــة تــنقص وبينهمــا يرمــي الرامــيي

ــه ــول البن ــان يق ــام : وآ ــاحب الحم ــي ص تعط

وصاحب المعبر لكل واحد منهما طسوجا وهـو

إذا لم ير معك إال ثالثة أفلس لم يردك قال أبـو

ــاح جماعــة مــن : آعــب ــن جن دعــا موســى ب

وآنـت . جيرانه ليفطروا عنده في شهر رمضان

جناح أقبل فلما صلينا المغرب ونجز ابن . فيهم

ــال ــم ق ــا ث ــن : علين ــة م ــإن العجل ــوا ف ال تعجل

وآيف ال تعجلون وقـد قـال اهللا جـل . الشيطان

خلــق : وآــان اإلنــسان عجــوال وقــال : ذآــره

اسمعوا ما أقول فإن فيما -اإلنسان من عجل

أقول حسن المؤاآلة والبعد من األثرة والعاقبة

وإذا مـد أحـدآم . الرشيدة والسيرة المحمودة

وقد أتيتم ببهطـة - الماء فاستسقى يده إلى

أو بجوذابة أو بعصيدة أو ببعض مـا يجـري فـي

الحلــق وال يــساغ بالمــاء وال يحتــاج فيــه إلــى

مــضغ وهــو طعــام يــد ال طعــام يــدين وليــست

علــى أهــل اليــد منــه مؤنــة وهــو ممــا يــذهب

فأمسكوا حتى يفرغ صاحبكم فـإنكم -سريعا

ون عليه منها أنكم تنغص : تجمعون عليه خصاال

ــع ــرغ إال م ــه ال يف ــم أن ــسرعة إذا عل ــك ال بتل

ومنها أنكم تخنقونه وال يجـد بـدا مـن . فراغكم

مكافأتكم فلعلـه أن يتـسرع إلـى لقمـة حـارة

وأدنــى ذلــك أن تبعثــوه . فيمــوت وأنــتم ترونــه

ولهذا ما قال . على الحرص وعلى عظم اللقم

لـم تبـدأ بأآـل اللحـم : األعرابي حين قيـل لـه

ــوق ا ــذي ف ــال ال ــد ق ــاعن : لثري ــم ظ ألن اللح

فربمــا نــسي : قــال أبــو آعــب! والثريــد مقــيم

بعــضنا فمــد يــده إلــى القــصعة وقــد مــد يــده

يـدك يـا : صاحبه إلى الماء فيقول لـه موسـى

! يــا متغافــل: ولــوال شــيء لقلــت لــك! ناســي

ولو شاء إنسان أن يعد حبهـا . وأتانا بارزة : قال

ليلـة فنثـروا عليهـا : قـال . لعده لتفرقه ولقلتـه

فوقعـت ليلتئـذ . من ذلـك مقـدار نـصف سـكرة

فــي قطعــة وآنــت إلــى جنبــه فــسمع صــوتها

مـضغتها فـضرب يـده ) ٨٢: الصفحة ( حين

ــال ــم ق ــا آعــب : علــى جنبــي ث ــا أب اجــرش ي

ــرش ــت! اج ــك: قل ــي اهللا ! ويل ــا تتق ــف ! أم آي

. أجرش جزءا ال يتجزأ

قصة ابن العقدى

آــان ابــن العقــدى ربمــا اســتزار أصــحابه إلــى

وآنــت ال أظنــه ممــن يحتمــل قلبــه . البــستان

فـسألت ذات يـوم بعـض زواره . ذلك على حال

وتــستر علــي : قــال. احــك لــي أمــرك: فقلــت

يـشتري لنـا : قـال . نعم ما دمت بالبصرة : قلت

أرزا بقشره ويحمله معه ليس معه شيء مما

فـإذا صـرنا إلـى أرضـه ! خلق اهللا إال ذلـك األرز

لـه ثـم ذراه آلف أآاره أن يجشه في مجـشة

فـإذا فـرغ مـن . ثم غربله ثم جش الواش منـه

الشراء والحمل ثم من الجش ثم مـن التذريـة

ثم من اإلدارة والغربلة ثم من جش الواش ثـم

من تذريته ثم من إدارتـه وغربلتـه آلـف األآـار

فـإذا طحنـه . أن يطحنه على ثوره وفـي رحـاه

ثـم . آلفه أن يغلي لـه المـاء وأن يحتطـب لـه

ثـم . لعجن ألنـه بالمـاء الحـار أآثـر نـزال يكلفه ا

وقبل ذلك ما قـد آلفهـم . آلف األآار أن يخبزه

ــه الشــصوص للــسمك ويــسكروا ــصبوا ل أن ين

الدرياجة علـى صـغار الـسمك ال يـدخلوا فـي

الـــسواقي فيـــدخلوا أيـــديهم فـــي حجـــرة

فــإن أصــبنا مــن الــسمك . الــشالبي والرمــان

طـابق شيئا جعله آبابا على نار الخبز تحـت ال

فال نـزال . حتى ال يحتاج من الحطب إلى آثير

ثم . منذ غدوة إلى الليل في آد وجوع وانتظار

ال يكون عشاؤنا إال خبز أرز أسود غيـر منخـول

قلت . ولو قدر على غير ذلك فعل. بالشالبي-

فلم ال يتخذ موضع مـذار مـن بعـض دقـاق : له

أرضه فيذري لكم األرز ثم يكون الخيار في يده

راد أن يعجل عليكم الطعام أطعمكم الفـرد إن أ

: قال. أو إن أحب أن يتأنى ليطعمكم الجوهري

اهللا اهللا . واهللا لئن سـمع هـذا وعرفـه ليتكلفـه

ولو قدرنا علـى شـيء ! فينا فإنا قوم مساآين

بت : حدثني المكي قال ! لم نحتمل هذا البالء

وإنمـا بيتنـي عنـده . عند إسماعيل بن غزوان

شيت عنـد مـويس وحملـت حين علم أني تعـ

فلما مـضى مـن الليـل أآثـره . معي قربة نبيذ

ــساط ــي البـ ــت فراشـ ــوم جعلـ ــي النـ ورآبنـ

ومرفقتي يدي وليس في البيت إال مصلى له

( فأخــذ المخــدة فرمــى بهــا . ومرفقــة ومخــدة

. إلي فأبيتهـا ورددتهـا عليـه ) ٨٣: الصفحة

ــت ــى وأبي ــال. وأب ــون أن ! ســبحان اهللا: فق يك

وعنـدي فـضل مخـدة فأخـذتها تتوسد مرفقك

ــوم ــن الن ــي م ــدي فمنعن ــت خ ــعتها تح فوض

وظن أني قـد . إنكاري للموضع ويبس فراشي

فجاء قليال قليال حتى سل المخدة مـن . نمت

فلما رأيته قد مضى بها ضـحكت . تحت رأسي

إنما جئـت : قال! قد آنت عن هذا غنيا : وقلت

إنـي لـم أآلمـك حتـى : قلـت ! ألسوي رأسك

آنـت لهـذا جئـت فلمـا صـارت : قال. وليت بها

-والنبيذ ! المخدة في يدي نسيت ما جئت له

ــت ــا علمـ ــع -مـ ــالحفظ أجمـ ــذهب بـ ! واهللا يـ

: وحدثني الحزامي والمكـي والعروضـي قـالوا

أولـيس قـد أجمعـوا : سمعنا إسـماعيل يقـول

علـــى أن الـــبخالء فـــي الجملـــة أعقـــل مـــن

األســخياء فــي الجملــة هــا نحــن أوالء عنــدك

مـن يـزعم أنـه سـخي وفينـا مـن جماعة فينا

فــانظر أي الفــريقين أعقــل . يــزعم أنــه بخيــل

هأنــذا وســهل بــن هــارون وخاقــان بــن صــبيح

وجعفر بـن سـعيد والحزامـي والعروضـي وأبـو

يعقــوب الخريمــي فهــل معــك إال أبــو إســحاق

: قلـت إلسـماعيل مـرة : وحدثني المكي قـال

لم أر أحـدا قـط أنفـق علـى النـاس مـن مالـه

ــو آــان مــا : قــال. إلــيهم آســوهفلمــا احتــاج ل

يصنعون هللا رضا وللحـق موافقـا لمـا جمـع اهللا

ولـو آـان . لهم الغدر واللـؤم مـن أقطـار األرض

جـل -هذا اإلنفاق في حقه لمـا ابـتالهم اهللا

حدثني تمام بن أبـي . من جميع خلقه -ذآره

فجعـل . آان لنا جار وآان لـه عـرس : نعيم قال

إن المؤنة تعظـم : لهفقيل . طعامه آله فالوذقا

أحتمل ثقـل الغـرم بتعجيـل الراحـة لعـن : قال

مــا أشــك أن مــن أطــاعهن شــر ! اهللا النــساء

: وحــديث ســمعناه علــى وجــه الــدهر. مــنهن

زعموا أن رجال قد بلغ في البخـل غايتـه وصـار

إماما وأنه آان إذا صار في يده الدرهم خاطبـه

: وآان ممـا يقـول لـه . وناجاه وفداه واستنبطه

وآـم مـن آـيس قـد ! م من أرض قـد قطعـت آ

ومـن رفيـع قـد ! وآم من خامل رفعـت ! فارقت

ثـم -! لك عندي أال تعرى وال تـضحي ! أخملت

اسكن على اسم : يلقيه في آيسه ويقول له

-! اهللا في مكان ال تهان وال تذل وال تزعج منه

وأنــه لــم يــدخل فيــه درهمــا قــط فأخرجــه وأن

روا عليه فـي أهله ألحوا عليه في شهوة وأآث

: الـصفحة ( إنفاق درهم فدافعهم ما أمكـن

فبينــا هــو . ثــم حمــل درهمــا فقــط. ذلــك ) ٨٤

ذاهــب إذ رأى حــواء قــد أرســل علــى نفــسه

أتلـف : فقـال فـي نفـسه . أفعى لدرهم يأخذه

شيئا تبذل فيه النفس بأآلة أو شربة واهللا مـا

فرجـع إلـى أهلـه ! هذا إال موعظة لي من اهللا

فكان أهله منـه فـي - إلى آيسه ورد الدرهم

وآانوا يتمـون موتـه والخـالص بـالموت أو . بالء

فلما مات وظنوا أنهم قد استراحوا منه . الحياة

: ثم قـال . قدم ابنه فاستولى على ماله وداره

ما آان أدم أبى فـإن أآثـر الفـساد إنمـا يكـون

: قـال . آان يأتدم بجبنة عنده : قالوا. في اإلدام

فيها حز آالجـدول مـن أثـر مـسح فإذا . أرونيها

آــان ال : مــا هــذه الحفــرة قــالوا: قــال! اللقمــة

يقطع الجـبن وإنمـا آـان يمـسح علـى ظهـره

فبهـذا أهلكنـي وبهـذا : قـال ! فيحفر آما تـرى

لو علمت ذلك ما صـليت ! أقعدني هذا المقعد

: فأنـت آيـف تريـد أن تـصنع قـال : قـالوا ! عليه

ــة ــا باللقم ــد فأشــير إليه ــن بعي وال ! أضــعها م

يعجبني هذا الحرف األخير ألن اإلفراط ال غاية

وإنما نحكي ما آان في النـاس ومـا يجـوز . له

فأمــا مثــل . أن يكــون فــيهم أو حجــة أو طريقــة

وأمــا ســائر . هــذا الحــرف فلــيس ممــا نــذآره

قـال ابـن . حديث هـذا الرجـل فإنـه مـن البابـة

عجبت ممن يمنع النبيذ طالبه : جهانة الثقفية

نما يطلب ليوم فصد أو يوم حجامـة ألن النبيذ إ

أو يوم زيارة زائر أو يوم أآل سمك طري أو يوم

ولم نر أحدا طلبـه وعنـده نبيـذ وال . شربة دواء

وهـو . ليدخره ويحتكـره وال لبيعـه ويعتقـد منـه

شيء يحسن طلبه وتحـسن هبتـه ويحـسن

وهو في األصل آثير رخيص فمـا وجـه . موقعه

حـظ لـه فـي منعه ما يمنعـه عنـدي إال مـن ال

بمـا -وعلى أني لـست أوجـل ! أخالق الكرام

علــى نبيــذي النقــصان ألنــي إذا -أهــب منــه

احتجــت عــن نــدمائي بقــدر مــا أخرجــت مــن

نبيذي رجع إلى نبيذي على حالـه وآنـت قـد

تحمدت بما ال يضرني فمن ترك التحمد بمـا ال

فذآر ابن . يضره آان من التحمد بما يضره أبعد

رم بهبة نبيذه ولم يذآر مـا جهانة ماله من الك

قـال األصـمعي . عليه من اللؤم بحجب ندمائه

حمل بعض الناس مدينيا على برذون : أو غيره

فانتبـه مـن نومـه فوجـده . فأقامه علـى االرى

فـصاح . ثـم نـام فانتبـه فوجـده يعتلـف . يعتلف

بعه وإال فهبـه وإال فـرده وإال ! يا بن أم : بغالمه

مـا ! ب بحـر مـالي يـذه ! أنام وال ينـام ! فاذبحه

: قال أبو الحسن المدائني ! أراد إال استئصالي

وآان غالمه إذا . آان بالمدائن تمار وآان بخيال

فاتهمـه . دخل الحـانوت يحتـال فربمـا احتـبس

فـدعا بقطنـة . بأآل التمـر فـسأله يومـا فـأنكر

) ٨٥: الــصفحة . ( امــضغها: بيــضاء ثــم قــال

وة وصفرة فلما أخرجها وجد فيها حال . فمضغها

أخرج مـن ! هذا دأبك آل يوم وأنا ال أعلم : قال

وآان عندنا رجل من بني أسد إذا صعد ! داري

ابن األآار إلى نخلة له ليلقط له رطبا مـأل فـاه

إنـه يـشربه ويأآـل : فسخروا به وقالوا لـه . ماء

فإذا أراد أن ينـزل بـآل فـي . شيئا على النخلة

علـى والرطب أهـون ! يده ثم أمسكه في فيه

ــن أن ــرة م ــر األآ ــى أوالد غي ــرة وعل أوالد األآ

. يحتمل فيه أحد شطر هذا المكروه وال بعـضه

فكـان بعـدها يمـأل فـاه مـن مـاء أصـفر أو : قال

أحمر أو أخـضر لكـي ال يقـدر علـى مثلـه فـي

وحــدثني المــصري وآــان جــار ! رءوس النخــل

ــه ال يحــصى ــال. الداردريــشي ومال ــانتهر : ق ف

ثم وقـف عليـه آخـر . ندهسائال ذات يوم وأنا ع

فأقبلـت : قـال . فانتهره إال أن ذلك بغيظ وحنـق

: قـال ! ما أبغض إليـك الـسؤال : عليه فقلت له

: قـال . أجل عامة من تـرى مـنهم أيـسر منـي

آل هؤالء : قال. ما أظنك أبغضتهم لهذا : فقلت

لو قـدروا علـى داري لهـدموها وعلـى حيـاتي

ــا ــا ! لنزعوه ــأعطيتهم آم ــاوعتهم ف ــو ط ــا ل أن

! ألوني آنــت قــد صــرت مــثلهم منــذ زمــان ســ

فكيف تظـن بغـضي يكـون لمـن أرادنـي علـى

وآـان . هذا وآان أخوه شريكه في آل شـيء

فوضع أخوه فـي يـوم جمعـة . في البخل مثله

بين أيدينا ونحن على بابه طبق رطب يساوي

فينا نحـن نأآـل إذ جـاء أخـوه . بالبصرة دانقين

ــدار ــى دخــل ال ــتكلم حت ــم ي ــسلم ول ــم ي . فل

وآــان يفــرط فــي إظهــار البــشر . أنكرنــا ذلــكف

وآان يعلـم أنـه . ويجعل البشر وقاية دون ماله

ولم نعرف : قال. إن جمع بين المنع والكبر قتل

فلمــا آــان الجمعــة . علتــه ولــم يعرفهــا أخــوه

فبينا نحـن . األخرى دعا أيضا أخوه بطبق رطب

. نأآل إذ خرج من الدار ولـم يـسلم ولـم يقـف

فلمـا أن . نـدر أيـضا مـا قـصته فأنكرنا ذلك ولم

آان في الجمعة الثالثة ورأى مثـل ذلـك آتـب

آانت الشرآة بيني وبينك ! يا أخي : إلى أخيه

. حين لم يكثر الولد ومع الكثـرة يقـع االخـتالف

. ولست آمن أن يخرج ولدي وولدك إلى مكروه

وها هنا أموال باسـمي ولـك شـطرها وأمـوال

ي باســمك ولــي شــطرها وصــامت فــي منزلــ

وصامت في منزلك ال نعـرف فـضل بعـض ذلـك

وإن طرقنا أمر اهللا ما رآدت الحرب . على بعض

بــين هــؤالء الفتيــة وطــال الــصخب بــين هــؤالء

فالرأي أن تتقدم اليـوم فيمـا يحـسم . النسوة

فلمـا ) ٨٦: الـصفحة . ( منهم هذا الـسبب

قرأ أخوه آتابه تعاظمه ذلك وهاله وقلب الرأي

فجمـع . زده التقليب إال جهال ظهرا لبطن فلم ي

عسى أن يكون أحـد : ولده وغلظ عليهم وقال

مــنكم قــد أخطــأ بكلمــة واحــدة أو يكــون هــذا

ــساء ــر الن ــبالء مــن جرائ ــراءة . ال فلمــا عــرف ب

: ساحة القوم تمشى إليه حافيـا راجـال فقـال

ما يدعوك إلـى القـسمة والتمييـز أدع صـلحاء

أهل المسجد الساعة حتـى أشـهدهم بـأني

وآيل لك في هـذه الـضياع وحـول آـل شـيء

فــي منزلــي إلــى منزلــك وجــرب ذلــك منــي

-فــإن وجــدتني أروغ وأعتــل فــدونك . الــساعة

مالـك : قـال . فحاجتي اآلن أن تخبرني بـذنبي

فأقام عنـده . من ذنب وما من القسمة من بد

: فلما طال عليه األمر وبلغ منه الجهد قـال لـه

حـدثني عــن وضــعك أطبـاق الرطــب وبــسطك

ــارد ــاء الب ــضارك الم ــسكك وإح ــي ال الحــصر ف

! وجمعك النـاس علـى بـابي فـي آـل جمعـة

! آأنك ظننت أنا آنـا عـن هـذه المكرمـة عميـا

إنك إذا أطعمتهم الـيم البرنـي أطعمـتهم غـدا

ثـم يـصير ذلـك أيـام . السكر وبعد غد الهلبـات

ثــم يتحــول . الجمــع فــي ســائر أيــام األســبوع

ــؤدي الغــ ــم ي ــداء ث ــى الغ ــب إل ــى الرط داء إل

ثم تصير إلى الكـساء ثـم األجـداء ثـم . العشاء

واهللا إني ألرثـي ! الحمالن ثم اصطناع الصنائع

لبيوت األموال لخراج المملكة مـن هـذا فكيـف

بمـــال تـــاجر جمعـــه مـــن الحبـــات والقـــراريط

! جعلت فداك : والدوانيق واألرباع واألنصاف قال

تريد أال آآل رطبة أبدا فضال على غير ذلك فال

ــدا ــتهم أب ــال! واهللا ال آلم ــاك أن تخطــئ : ق إي

مــرة فــي إطمــاعهم فيــك ومــرة فــي : مــرتين

أخرج من هـذا األمـر علـى . اآتساب عداوتهم

آـان أبـو . حساب ما دخلت فيه وتسلم تسلم

وآانــت . الهــذيل أهــدى إلــى مــويس دجاجــة

دجاجتــه التــي أهــداها دون مــا آــان يتخــذ

ولكنــه بكرمــه وبحــسن خلقــه أظهــر . لمــويس

وآان يعرف . لتعجب من سمنها وطيب لحمها ا

وآيـف رأيـت يـا أبـا : فقـال . باإلمساك الشديد

آانــت عجبــا مــن : عمــران تلــك الدجاجــة قــال

وتدري ما جنـسها وتـدري مـا : فيقول! العجب

ــالجنس ــب ب ــا تطي ــة إنم ــإن الدجاج ــنها ف س

فـال -. وتدري بأي شيء آنا نسمنها . والسن

عرفه نحـن يزال في هذا واآلخر يضحك ضحكا ن

وآان أبـو الهـذيل أسـلم . وال يعرفه أبو الهذيل

النـــــــاس صـــــــدرا وأوســـــــعهم خلقـــــــا

أيـن : فإن ذآروا دجاجة قال . وأسهلهمسهولة

آانت يا أبا عمران من تلك الدجاجة فإن ذآروا

: الـصفحة ( بطة أو عناقـا أو جـزورا أو بقـرة

فأين آانت هـذه الجـزور فـي الجـزر : قال ) ٨٧

جاجة فـي الـدجاج وإن استـسمن من تلك الد

ال : أبو الهـذيل شـيئا مـن الطيـر والبهـائم قـال

ــة ــك الدجاجـ ــة ! واهللا وال تلـ ــروا عذوبـ وإن ذآـ

عذوبة الشحم فـي البقـر والـبط : الشحم قال

ــيما ذلـــك ــدجاج وال سـ ــون الـــسمك والـ وبطـ

وإن ذآروا ميالد شـيء أو . الجنس من الدجاج

ا لك آان ذلك بعد أن أهديته : قدوم إنسان قال

بسنة وما آـان بـين قـدوم فـالن وبـين البعثـة

وآانـت مـثال فـي آـل . بتلك الدجاجـة إال يـوم

وأقبل مرة على ! شيء وتاريخا في آل شيء

: محمد بـن الجهـم وأنـا وأصـحابنا عنـده فقـال

ويـدي . إني رجل منخرق الكفين ال أليق شيئا

هذه صناع فـي الكـسب ولكنهـا فـي اإلنفـاق

ائة ألف درهـم قـسمتها آم تظن من م ! خرقاء

على اإلخـوان فـي مجلـس أبـو عثمـان يعلـم

أسألك باهللا يا أبا عثمان هـل تعلـم ذلـك ! ذلك

فلـم -يا أبا الهذيل ما نشك فيما تقول : فقلت

يرض باحتـضاري هـذا الكـالم حتـى وآـان أبـو

ســعيد المــدائني إمامــا فــي البخــل عنــدنا

. وآان من آبار المغتنين ومياسـيرهم . بالبصرة

ــر و ــل شــديد العارضــة حاض ــان شــديد العق آ

وآنت أتعجـب مـن تفـسير . الحجة بعيد الروية

: أصحابنا لقول العرب فـي لـؤم اللئـيم الراضـع

آل لئيم بخيل وليس آـل بخيـل : قال أصحابنا

لئيما ألن اسم اللئيم يقع على البخـل وعلـى

قلة الشكر وعلى مهانة النفس وعلـى أن لـه

هـو لئـيم : أبـو زيـد قال. في ذلك عرفا متقدما

فاللئيم ما فسرت والمالم الذي يقـوم . ومالئم

فأما اللئيم الراضع فالذي ال يحلب . بعذر اللئيم

في اإلناء ويرضع الخلـف مخافـة أن يـضيع مـن

قال ثوب بن شحمة العنبري في . اللبن شيء

ــة ــه الهمدانيـ ــة التـــي : امرأتـ ــديث ال مجـ وحـ

: ادمــانحدثتنيتــدع اإلنــاء تــشربا للقــادم الق

ــدمان ــان المق ــا . الخلف ــك عنه ــه ذل ــا بلغ فلم

إن البخـل إنمـا : فلمـا طلقهـا قيـل لـه . طلقها

يعيــب الرجــال ومتــى ســمعت بــامرأة هجيــت

أخـاف أن تلـد . ليس ذلك بـي : في البخل قال

تحلـب : ......... قال رافع بـن هـريم . لي مثلها

قاعدا وتلمج أحيانا وقبعك حاضـر يـدعوا اهللا

حب شاء وال يجعلـه صـاحب إبـل أن يجعله صا

: الـصفحة ( وأن يرتضع من الخلف وإن آـان

والعربـي يمـاري علـى صـاحبه . معه إناء ) ٨٨

ــول ــدا : فيق ــت قاع ــا فاحتلب ــت آاذب أي : إن آن

فكيف يتعجب . أبدلك اهللا بكرم اإلبل لؤم الغنم

مــن لــؤم الراضــع وصــنع أبــو ســعيد المــدائني

هو قـائم أعظم من ذلك اصطبغ من دون خل و

. حتــى فنــي ولــم يخــرج منــه قلــيال وال آثيــرا

وآانــت لــه حلقــة يقعــد فيهــا أصــحاب الغنيــة

فـبلغهم أن . والبخالء الذين يتـذاآرون اإلصـالح

أبا سعيد يأتي الحربية في آـل يـوم ليقتـضي

: رجال هناك خمسة دراهم فضلت عليه وقالوا

وإنمـا الحـزم أن . هذا خطأ عظيم وتضييع آثير

وصاحبنا هذا قـد رجـع . غير تضييع يتشدد في

فاجتمعوا عليه . على نفسه بضروب من البالء

: قـالوا . على طريق التفرغ له واالستفادة منـه

نراك تصنع شيئا ال نعرفه والخطـأ منـك أعظـم

قــد أشــكل علينــا هــذا األمــر . منــه مــن غيــرك

خبرنا عـن : فأخبرنا عنه فقد ضاقت صدورنا به

خمـسة دراهـم مضيك إلى الحربيـة لتقتـضي

أنا ال نأمن عليـك انتقـاض بـدنك وقـد : فواحدة

خال ما خال من سنك وأن تعتل فتدع التقاضي

أنـك إن تنـصب : وثانيـة . الكثير بـسبب القليـل

ــزداد فــي ــك مــن أن ت ــد ل هــذا النــصب فــال ب

العشاء إن آنت ممن يتعـشى أو تتعـشى إن

ــسوق ــاج أن تــشق وســط ال ــك تحت وبعــد فإن

فمن هاهنـا . تستقبلك وعليك ثيابك والحمولة

. نترة ومن هاهنـا جذبـة فـإذا الثـوب قـد أودى

ومـــن ذلـــك أن نعلـــك تنقـــب وتـــرق وســـاق

ســراويلك تتــسخ وتبلــى ولعلــك أن تعثــر فــي

وبعـد . نعلك فتقدها قدا ولعلك أن تهرتها هرتـا

فاقتضاء القليل أدلـى بـك إلـى هـذا لـو بلغـت

وإنك أفضل إال أنا نحـب أنـك تجـاى . منه شيئا

األمر بشيء فليس آلنا يثق لك بالـصواب عن

أمـا مـا ذآـرتم : قال أبو سعيد . في آل شيء

من انتفاض البدن فإن الذي أخاف على بدني

ومـا رأيـت . من الدعة ومـن قلـة الحرآـة أآثـر

والقـوم . أصح أبـدانا مـن الحمـالين والطـوافين

أو . قبلــى إن يموتــوا لــم يكــن لهــم تلــك عــادة

ــاس ــول الن ــيس يق ــن واهللا ل: ل ــح م ــالن أص ف

. - يعني اختالف الجالوزة في العدو -الجالوزة

ولربما أقمـت فـي المنـزل لـبعض األمـر فـأآثر

وأمــا . الـصعود والنــزول خوفــا مــن قلــة الحرآــة

التشاغل بالبعيد عن القريـب فـإني ال أعـرض

وأمـا مـا ذآـرتم . للبعيد حتى أفرغ من القريب

من الزيـادة فـي الطعـام فقـد أيقنـت نفـسي

أن قلبي على أنه ليس لنفـسي عنـدي واطم

ــصب ــام الن ــا إن حاســبتني أي ــا وأنه ــا له إال م

حاسبتها أيام الراحة فستعلم حينئذ أيـن أيـام

ــام ثقيــف ) ٨٩: الــصفحة ( الحربيــة مــن أي

وأما ما ذآرتم من تلقى الحمولة ومن مزاحمة

أهــل الــسوق ومــن النتــر والجــذب فأنــا أقطــع

لنعـــل عـــرض وأمـــا مـــا ذآـــرتم مـــن شـــأن ا

والسراويل فإني من لدن خروجي من منزلـي

إلى أن أقرب من باب صاحبي فإنما نعلي في

فـإذا صـرت إليـه ! يدي وسـروايلي فـي آمـي

! فــإذا فــصلت مــن عنــده خلعتهمــا ! لبــستهما

! فهما في ذلك اليوم أودع أبدانا وأحسن حـاال

. ال: بقــي اآلن لكــم ممــا ذآــرتم شــيء قــالوا

. بجميـع مـا ذآـرتم فها هنا واحـدة تفـي : قال

وما هي إذا علم القريب الدار ومـن لـي : قالوا

عليه ألوف الدنانير شدة مطالبتي للبعيد الدار

ومن ليس لي عليـه إال الفلـوس أتـي بحقـي

وهذا تدبير يجمع . ولم يطمع نفسه في مالي

ثـم أنـا . لي إلى رجوع مالي طول راحة بدني

بالخيار في تـرك الراحـة ألنـي أقـسمها علـى

وأخـرى أن هـذا . ألشغال حينئـذ آيـف شـئت ا

القليل لو لم يكن فضلة من آثير وموصال بدين

فأمـا أن أدع . لي مشهور لجاز أن أتجافى عنه

شيئا يطمع في فضول ما يبقي على الغرمـاء

ال : فقـاموا وقـالوا بــأجمعهم . فهـذا مـا ال يجــوز

حــدثني أحمــد ! واهللا ال ســألناك عــن مــشكلة

وآان متصال بـأبي -كي المكي أخو محمد الم

نسيت القنيـة ونـسيت صـنعة المـال -سعيد

قلـت : ألعاجيب أبي سعيد وحديثه قال أحمد

واهللا إنك لكثير المال وإنـك لتعـرف مـا : له مرة

نجهل وإن قميصك وسخ فلـم ال تـأمر بغـسله

فلو آنـت قليـل المـال وأجهـل مـا تعـرف : قال

آيف آان قولك لـي إنـي قـد فكـرت فـي هـذا

. ة أشهر فما وضح لي بعـد األمـر فيـه منذ ست

الثــوب إذا اتــسخ أآــل البــدن آمــا : أقــول مــرة

يأآل الـصدأ الحديـد والثـوب إذا ترادفـه العـرق

وجف وتراآم عليـه الوسـخ ولبـد أآـل الـسلك

. هذا مع نتن ريحه وقبح منظـره . وأحرق الغزل

وبعد فـإني رجـل آتـي أبـواب الغرمـاء وغلمـان

م إذا رأونـي فـي فما ظنك به . غرمائي جبابرة

أطمار وسخة وأسمال درنة وحال حداد جبهوا

من . مرة وحجبوا مرة فيرجع ذلك علينا بمضرة

إصالح المال أن ينفي عنه آل مـا أعـان علـى

حبسه مع ما يدخل من الغيظ ويلقي من آان

فإذا اجتمعت هذه الخواطر . آذلك من المكروه

ــني ــه عارض ــت ب ــإذا هم ــسلها ف ــت نغ همم

) ٩٠: الـــصفحة ( أنـــه معـــارض يـــوهمني

: أتاني من جهة الحزم ومن قبـل العقـل فقـال

. أول ذلك الغرم الذي يكون في الماء والصابون

والصابون . والجارية إذا ازدادت عناء ازدادت أآال

وإن انحـزق ال يـزال . نورة والنـورة تأآـل الثـوب

الثــوب علــى خطــر حتــى يــسلم إلــى العــصر

سـن فهـو بعـرض ثم إذا ألقي على الر . والدق

والبــد مــن الجلــوس . الجذبــة والنتــرة والعلــق

ومتـى جلـست فـي البيـت . يومئذ في البيت

ــن ــا م ــة وأبواب ــن النفق ــا م ــا أبواب ــوا علين فتح

فـإن نحـن . والثياب البد لها من دق . الشهوات

ــا وإن نحـــن . دققناهـــا فـــي المنـــزل قطعناهـ

وعلى . أسلمناها إلى القصار فغرم على غرم

ومـا . بها من المكروه ما هو أشد أنه ربما أنزل

جلست في المنزل قط إال أرجـف بـي الغرمـاء

وفــي ذلــك . وادعــوا علــى األمــراض واألحــداث

فـإذا . لهم فساد والتواء وطمع لم يكن عندهم

ــسنت وخفــت ــضت وح ــد ابي ــستها وق ــا لب أن

وطابت تبينت عند ذلك وسـخ جـسدي وآثـرة

شــعري وقــد آــان بعــض ذلــك موصــوال بــبعض

اســتبان لــي مــا لــم يكــن يــستبين فعرفتــه ف

واآترثت لما لـم أآـن اآترثـت لـه فيـصير ذلـك

فـإن دخلتـه فغـرم . مدعاة إلى دخـول الحمـام

ولي امرأة جميلـة . ثقيل مع المخاطرة بالثياب

فإذا رأتني قد أطليت وغـسلت رأسـي . شابة

وبيــضت ثــوبي عارضــتني بالتطيــب وتلــبس

مـع أمـور آثيـرة نـسي بعـضها ! أحسن ثيابهـا

وآــان أبــو ســعيد هــذا مــع . د وبعــضها أنــاأحمــ

بلـغ . بخله أشد النـاس نفـسا وأحمـاهم أنفـا

من أمره في ذلـك ومـن بلوغـه فيـه أنـه أتـى

رجال مـن ثقيـف يقتـضيه ألـف دينـار وقـد حـل

. فكان ربمـا أطـال عنـده الجلـوس . عليه المال

وهـو فـي . ويحضر عنـده الغـداء فيتغـدى معـه

طـل قـال لـه فلما طال عليـه الم . ذلك يقتضيه

إن لهــذا المــال زآــاة : يومــا وهــو علــى خوانــه

مؤداة وقد علمنا أنـا حـين أخرجنـا هـذا المـال

ــة ــذهاب وللمنازع ــرض لل ــه مع ــدينا أن ــن أي م

ثم رضينا منـك . الطويلة وألن يقع في الميراث

بــالريح اليــسير بالــذي ظننــاه بــك مــن حــسن

وهـذا . ولوال ذلك لم نـرض بهـذا المـال . القضاء

ــال إذا ــد ســنة الم ــع بع ــان شــرطه أن يرج آ

ــهرا أو فرفهـــت عنـــك بحـــسن المطالبـــة شـ

شــهرين ثــم مكــث عنــدي إلــى أن أصــبت لــه

مثلك شـهرا أو شـهرين سـحق فـضله وخـرج

وقـد طـال . ومثلك يكتفي بالقليـل . علينا فضل

يقول هذا الكـالم وهـو . اقتضائي وطال تغافلك

فأقبل عليه رجل من -في ذلك ال يقطع األآل

) ٩١: الـصفحة ( ض لـه بأنـه لـو ثقيف فعـر

أراد التقاضي محضا لكان ذلـك فـي المـسجد

. ولم يكن في الموضع الذي يحضر فيـه الغـداء

فقطع األآل ثم نزا في وجهه الـدم ونظـر إليـه

ثم أقبل عليـه ! نظر الجمل الصول ثم آاد يطير

أنا إنما اصطبغت مـن دن خـل ! ال أم لك : فقال

وأحببـت الغنـى . حتى فني من حسن العقل

ــر وأبغــضت الفقــر بفــضل بفــضل بغــضي للفق

ال أم -تعــرض لــي . أنفتــي مــن احتمــال الــذل

واهللا مـا أآلـت . بأني أرغـب فـي غدائـه -! لك

معه إال ليستحي من حرمة المؤاآلـة وليـصير

ثـم نهـض بالـصك . آرمه سببا لتعجيل الحاجة

وعليــه طينتــه فــاعترض بهــا الحــائط حتــى

ــم تفــل فــي ال . آــسرها ــاب وحــك بعــضه ث كت

ثـم قـال لكـل مـن . ثم مزقه ورمى بـه . ببعض

هــذه ألــف دينــار آانــت لــي : شــهد المجلــس

على أبي فالن اشهدوا جميعا أني قد قبضت

. ثم نهض . منه وأنه برئ من آل شيء أطالبه

فلما صنع ما صنع أقبـل الغـريم علـى صـاحبه

ما دعاك إلى هذا الكالم ثم تقـول لهـذا : فقال

وتقدم بهذا الكالم علـى ! دتيالرجل على مائ

من ال تعرف آيف موقع األمـور منـه وبعـد فقـد

ــا ــع الثمــر ورجون ــى أن أبي ــه إل واهللا أردت مطل

فقــد أحــسنت إليــه وأســأت إلينــا . حالوتــه

اذهــب يــا غــالم فاضــرب . وعجلــت عليــه مالــه

فأخـذ مالـه ! بذلك الثمر السوق فيعه بما بلـغ

مـا آثـر فل. ثم رآب إليه فأبى أن يأخـذه . آمال

أظـن الـذي دعـا صـاحبك : األمر في ذلك قـال

فـإن جعلـت . إلى ما قال أنه عربي وأنا مـولى

شفعاءك من الموالي أخذت هذا المال وإن لم

فجمــع الثقفــي آــل . تفعــل فــإني ال آخــذه

شعوبي بالبصرة حتى طلبـوا إليـه حتـى أخـذ

وآان أبو سعيد ينهى خادمـه أن تخـرج . المال

ها أن تجمعها مـن دور الكساحة من الدار وأمر

فـإذا آـان . السكان وتلقيهـا علـى آـساحتهم

في الحين جلس وجاءت الخـادم ومعهـا زبيـل

ــم ــيال ث ــساحة زب ــن الك ــه م ــين يدي ــت ب فعزل

فـإن أصـاب قطـع دراهـم . فتشت واحدا واحدا

ــدينار أو قطعــة حلــي ــا نفقــة وال -وصــرة فيه

وأمـا مـا وجـد فيـه مـن . فسبيل ذلـك معـروف

مـن - إذا اجتمـع -هه أن يباع الصوف فكان وج

ومــا . وآــذلك قطــع األآــسية. أصــحاب البــراذع

آان من خرق الثيـاب فمـن أصـحاب الـصينيات

وما آان من قـشور الرمـان فمـن . والصالحيات

ومــا آــان مــن القــوارير . الــصباغين والــدباغين

وما آـان مـن نـوى التمـر . فمن أصحاب الزجاج

ومــا آــان مــن نــوى . فمــن أصــحاب الحــشوف

ومــا آــان مــن . خــوخ فمــن أصــحاب الغــرس ال

ومـا آـان . المسامير وقطع الحديد فللحـدادين

وما آـان مـن الـصحف . من القراطيس فللطراز

) ٩٢: الـصفحة ( ومـا آـان . فلرءوس الجرار

ومـا آـان مـن . من قطع الخـشب فلـال آـافين

وما آان من قطع الخرق . قطع العظام فللوقود

إشــكنج فهــو ومــا آــان مــن. فللتنــانير الجــدد

مجمــوع للبنــاء ثــم يحــرك ويثــار ويخلــل حتــى

ومـا آـان مـن . ثم يعزل للتنور . يجتمع قماشه

وإذا بقــي التــراب . قطــع القــار بيــع مــن القيــار

خالصا وأراد أن يضرب منه اللبن للبيع وللحاجة

إليه لم يتكلف الماء ولكن يأمر جميع من فـي

ــدار أال يتوضــئوا وال يغتــسلوا إال عليــه ــ. ال إذا ف

مـن لـم يتعـرف : وآـان يقـول ! ابتل ضـربه لبنـا

وذهـب مـن . االقتصاد تعرفـي فـال يتعـرض لـه

. ساآن له شيء آبعض ما يسرق من البيوت

اطرحوا الليلة ترابا فعسى أن يندم : فقال لهم

وال ينكـر مجيئـه . من أخذه فيلقيه في التـراب

ــذلك ــرة مــن يجــيء ل . إلــى ذلــك المكــان لكث

شيء المـسروق فـي فاتفق أن طـرح ذلـك الـ

فـرآه - وآانوا يطرحونه على آناسـته -التراب

فأخـذ منـه آـراء . قبل أن يراه المـسروق منـه

تمـشى ! فهذا حـديث أبـي سـعيد ! الكساحة

ــاجر آــان اشــترى قــوم إلــى األصــمعي مــع ت

ثمرته بخسران آان ناله وسأله حـسن النظـر

ــة ــمعي. والحطيطــ ــال األصــ ــمعتم : فقــ أســ

ــي واهللا ــضيزى هـ ــسمة الـ ــدون بالقـ ــا تريـ مـ

اشـترى منـي علـى أن يكـون ! شيخكم عليه

هـذا وأبـيكم تجـارة ! الخسران علي والربح له

اذهبــوا فاشــتروا علــى طعــام ! أبــي العنــبس

علـى أنـي واهللا مـا ! العراق على هذا الشرط

وهــا هنــا واحــدة . أدري أصــادق هــو أم آــاذب

وهي لكم دوني والبد مـن أن أحتمـل لكـم إذ

ما مشيتم معه إال وأنتم واهللا . لم تحتملوا لي

لو آنت أوجب لـه . توجبون حقه وتوجبون رفده

وأنـا ال . مثل ما توجبون لقد آنت أغنيته عنكم

فهلمـوا نتـوزع هـذه . أعرفه وال يصريني بحـق

ــسوية ــا بال ــضلة بينن ــن . الف ــذا أحــسن مم ه

احتمل حقا ال يجب عليه فـي رضـا مـن يجـب

فخــرج إليــه . فقــاموا ولــم يعــودوا . ذلــك عليــه

حدثني جعفر . التاجر من حقه وأيس مما قبله

قـد : قلـت ألبـي عيينـة : ابن أخت واصـل قـال

: أحسن الذي سأل امرأته عـن اللحـم فقالـت

هذا اللحم : فوزن السنور ثم قال . أآله السنور

: قلت: قال! آأنك تعرض بي : فأين السنور قال

شــيخ قــد قــارب المائــة : إنــك واهللا أهــل ذلــك

ليــل ويعطــي األمــوال وعليــه فاضــلة وعيالــه ق

ثـم . على مذاآرة العلم والعلم لذته وصـناعته

( وأنت رجـل لـك فـي ! يرقي إلى جوف منزله

البستان ورجل في أصـحاب ) ٩٣: الصفحة

: الفسيل ورجل في السوق ورجل في الكـالء

تطلب من هذا وقـر جـص ومـن هـذا وقـر آجـر

ما هـذا ! ومن هذا هكذا . ومن هذا قطعة ساج

هذا الكد وما هذا الشغل لو آنـت الحرص وما

شابا بعيـد األمـل آيـف آنـت تكـون ولـو آنـت

مدينا آثير العيال آيف آنـت تكـون وقـد رأيتـك

فيما حدث تلبس األطمار وتمشي حافيا نصف

بلغنـي أنـك فقـدت . ثـم أجمجـم : قال -النهار

قطعة بطيخ فألححت في المسألة عنها فقيل

القطعة قدام فرميت بباقي . أآلها السنور : لك

فلمـا لـم ! السنور لتمتحن صدقهم من آذبهم

قـالوا ! يأآله غرمتهم ثمن البطيخـة آمـا هـي

فإن لـم تكـن التـي أآلتـه مـن . آان الليل : لك

سنانير الجيران وآان الذي أآلـه سـنورنا هـذا

. فإنك رميـت إليـه بالقطعـة وهـو شـبعان منـه

. فأنظرنا وال تغرمنا نمتحنه في حال غيـر هـذه

إنـي واهللا مـا ! ويلـك : قـال ! إال إغرامهم فأبيت

وقـد . أصل إلى منعهم مـن الفـساد إال بـبعض

إني واهللا ما أصـل مـنكم : قال زياد في خطبته

إلــى أخــذ الحــق حتــى أخــوض الباطــل إلــيكم

وأما ما لمتني عليه اتفاقا فإنما ذهبـت . خوضا

: لو أن في يدي فسيلة ثم قيل لي : إلى قوله

وقد . ع لبادرتها فغرستها إن القيامة تقوم السا

: قــال أبــو الــدرداء فــي وجعــه الــذي مــات فيــه

: زوجوني فـإني أآـره أن ألقـي اهللا قـال مكـرز

العجــز فــراش وطــئ ال يــستوطئه إال الفــشل

حـب الهـويني : وقال عبد اهللا بن وهب . الدثور

وقال عمر بـن الخطـاب رضـي . يكسب النصب

لـو : وقـال . إياآم والراحة فإنها غفلـة : اهللا عنه

. أن الصبر والشكر بعيران ما باليت أيهما أرآب

تمعــددوا واخــشوشنوا واقطعــوا الرآــب : وقــال

وقال لعمرو بن معـد يكـرب . وارآبوا الخيل نزوا

. آـذبت عليـك الظهـائر : حين شكا إليه الحقاء

. احتفوا فإنكم ال تدرون متى تكو الحفلة : وقال

ــال ــراغ : وق ــإن الف ــدة ف ــشغل مجه إن يكــن ال

احـذر النعمـة : قال لسعيد بن حاتم و. مفسدة

آحذرك مـن المعـصية ولهـي أخوفهمـا عليـك

أحذرآم عاقبة الفراغ فإنه أجمع : وقال. عندي

وقــال أآــثم بــن . ألبــواب المكــروه مــن الــشغل

. ما أحب أنـي مكفـي آـل أمـر الـدنيا : صيفي

نعم أآره عادة : وإن أسمنت وألبنت قال : قالوا

ياء وقول الخلفاء أفتراني أدع وصايا األنب . العجز

وتأديب العرب وآخذ بقولـك وتغـدى محمـد بـن

فتـذاآروا الزيـت . األشعث عند يحيى بن خالد

٩٤: الصفحة ( وفضل ما بينه وبين السمن

فقــال . وفــضل مــا بــين األنفــاق وزيــت المــاء )

قـال . عندي زيـت لـم يـر النـاس مثلـه : محمد

ــى ــى : يحي ــدعا يحي ــشيء ف ــه ب ــؤتي من ال ت

إذا دخلت الخزانـة فـانظر الجـرة : فقال. غالمه

الرابعــة عــن يمينــك إذا دخلــت فجئنــا منــه

ما يعجبني الـسيد يعـرف : قال يحيى . بشيء

وقرب خباز أسـد بـن عبـد . موضع زيته وزيتونه

اهللا إليه وهو على خراسان شـواء قـد أنـضجه

فقـال . نضجا وآان يعجبه ما رطب من الـشواء

ك أتظــن أن صــنيعك يخفــى علــي إنــ : لخبــازه

لـــست تبـــالغ فـــي إنـــضاجه لتطييبـــه ولكـــن

! تــستحلب جميــع دســمه فتنتفــع بــذلك منــه

! رب جهـل خيـر مـن علـم : فبلغت أخـاه فقـال

ــان ــوهري وآ ــام الج ــشى طع ــان رجــل يغ وآ

فــإذا دخــل والقــوم . يتحــرى وقتــه وال يخطــئ

ــال ــوان ق ــع الخ ــين وض ــأآلون وح ــن اهللا : ي لع

مـن آـان يـستطيع أن يـصرفني عـن ! القدرية

م وقد آان في اللوح المحفـوظ أنـي أآل الطعا

تعـال : سآآله فلما أآثر من ذلك قـال لـه ريـاح

فـإن وجـدت شـيئا فـالعن . بالعشي أو بالغداة

وجـاء غـالم ! القدرية والعـن آبـاءهم وأمهـاتهم

إما أن يكون -إلى خالد بن صفوان بطبق خوخ

-هدية وإمـا أن غالمـه جـاء بـه مـن البـستان

لوال أنـي أعلـم أنـك :فلما وضعه بين يديه قال

: وقـال رمـضان ! قد أآلت منه ألطعمتك واحـدة

وآنـت . آنت مـع شـيخ أهـوازي فـي جعفريـة

فلمـا جـاء وقـت . في الذنب وآـان فـي الـصدر

الغداء أخرج من سلة له دجاجة وفرخـا واحـدا

. وأقبل يأآـل ويتحـدث وال يعـرض علـي . مبردا

فرآني أنظر ! وليس في السفينة غيري وغيره

فتـوهم أنـي . رة وإلى ما بين يديـه مـرة إليه م

ــال لــي. أشــتهيه واســتبطئه ــم تحــدق : فق ل

النظر من آان عنده أآل مثلي ومـن لـك يكـن

ثم نظر إلـي وأنـا أنظـر : قال!. عنده نظر مثلك

يا هناه أنا رجل حسن األآل ال آآل : إليه فقال

وأنــا أخــاف أن تكــون عينــك . إال طيــب الطعــام

اصــرف عنــي ف. مالحــة وعــين مثلــك ســريعة

فوثبت عليه فقبضت على لحيته : قال. وجهك

ــدي ــت الدجاجــة بي ــم تناول ــسرى ث ــدي الي بي

فمــا زلــت أضــرب بهــا رأســه حتــى . اليمنــى

ــدي ــم تحــول إلــى مكــاني ! تقطعــت فــي ي ث

قد : ثم أقبل علي فقال . فمسح وجهه ولحيته

! أخرتك أن عينك مالحة وأنك ستصيبني بعـين

إنمـا العـين وما شبه هذا من العين قال : قلت

٩٥: الصفحة ( فقد أنزلت بنا . مكروه يحدث

فــضحكت ضــحكا مــا ! عينــك أعظــم المكــروه)

وتكالمنــا حتــى آأنــه لــم يقــل . ضــحكت مثلــه

ــه ــرط علي ــم أف ــأني ل ــى آ ــا وحت ــذه . قبيح ه

ملتقطات أحاديث أصحابنا وأحاديثنـا ومـا رأينـا

فأمـا أحاديـث األصـمعي وأبـي عبيـدة . بعيوننا

إني لـم أجـد منهـا مـا يـصلح وأبي الحـسن فـ

لهذا الموضع إال ما قد آتبته فـي هـذا الكتـاب

آـان للمغيـرة : قـالوا . وهي بضعة عشر حديثا

بن عبد اهللا بن أبي عقيل الثقفي وهـو علـى

. الكوفة جدي يوضع على مائدتـه بعـد الطعـام

! ولــم يكــن أحــد يمــسه إذ آــان هــو ال يمــسه

ة فأقــدم عليــه أعرابــي يومــا ولــم يعــرف ســير

أصحابنا فيه فلم يرض بأآل لحمه حتى تعـرق

تطالب عظام ! يا هذا : فقال له المغيرة . عظمه

هــذا الجــدي بــذحل هــل نطحتــك أمــه وآــان

تطالــب ! يــا هــذا: إنمــا قــال: األصــمعي يقــول

. عظام هـذا البـائس بـذحل هـل نطحتـك أمـه

وآــان علــى شــرطته عبــد الــرحمن بــن : قــال

إن أقــدمت: طــارق فقــال لرجــل مــن الــشرط

. على جدي األمير أسـقطت عنـك نوبـة سـنة

فبلغه ذلك فشكاه إلـى الحجـاج فعزلـه وولـي

فكان أثقل عليه من عبـد . مكانه زياد بن جديد

ولم يقدر على عزله إذ آان من قبـل . الرحمن

يـا أهـل : فكان المغيرة إذا خطب قـال . الحجاج

من بغاآم الغوائـل وسـعى بكـم إلـى ! الكوفة

وآانـت أم ! ن أمه العوراء أميرآم فلعنه اهللا ولع

ــوراء ــاد ع ــون . زي ــاس يقول ــان الن ــا : فك ــا رأين م

وآـان : قـالوا !. تعريضا قـط أطيـب مـن تعريـضه

! لزياد الحارثي جدي ال يمسه وال يمسه أحـد

. فعشي في شهر رمضان قوما فـيهم أشـعب

: فقـال زيـاد . فعرض أشعب للجدي من بيـنهم

. ال: أما ألهل السجن إمـام يـصلي بهـم قـالوا

أو غير : فقال أشعب . فليصل بهم أشعب : قال

: ومــا هــو قــال: قــال- أصــلح اهللا األميــر -هــذا

! أحلــف بالمحرجــات أال آآــل لحــم جــدي أبــدا

دعا عبد الملك بـن قـيس الـذئبي رجـال : قالوا

وآــان عبــد الملــك . مــن أشــراف أهــل البــصرة

ــدراهم ــوادا بالــ ــام جــ ــيال علــــى الطعــ . بخــ

ا رآه عبد الملك فلم. فاستصحب الرجل ساآنا

ألــف : فأقبــل عليــه فقــال لــه. ضــاق بــه ذرعــا

واحتمـل ! درهم خير لك مـن احتباسـك علينـا

درهـــم ولـــم ) ٩٦: الـــصفحة ( غـــرم ألـــف

وتنـاول أعرابـي مـن بـين ! يحتمل أآـل رغيـف

: يدي سليمان بن عبد الملك دجاجة فقال لـه

: قـال األعرابـي . يكفيك ما بين يديك وما يليـك

فخـذها ال بـورك لـك : مى قـال ومنها شيء ح

وتغـدى . وآان معاوية تعجبـه القبـة : قال! فيها

معــه ذات يــوم صعــصعة بــن صــوحان فتناولهــا

: قـال معاويـة . صعصعة مـن بـين يـدي معاويـة

ــد النجعــة ــك لبعي ــال صعــصعة! إن مــن أدب : ق

دخــل هــشام بــن عبــد الملــك : وقــال! انتجــع

حائطــا لــه فيــه فاآهــة وأشــجار وثمــار ومعــه

فقـال ! فجعلوا يأآلون ويدعون بالبرآة .أصحابه

اقلــع هــذا واغــرس مكانــه ! يــا غــالم: هــشام

وآـان المغيـرة بـن عبـد اهللا بـن : قـال ! الزيتون

. أبي عقيـل الثقفـي يأآـل تمـرا هـو وأصـحابه

ــسراج ــأ ال ــي . فانطف ــوى ف ــون الن ــانوا يلق وآ

مـن هـذا : فسمع صوت نـواتين فقـال . طست

طـب بـن بـاع حوي : الذي يلعـب بكعبـين وقـالوا

عبد العزى دارا مـن معاويـة بخمـسة وأربعـين

: قـال . أصبحت آثير المال : فقيل له . ألف دينار

وما منفعة خمسة وأربعين ألفا مـع سـتة مـن

ســأل خالــد بــن صــفوان رجــل : العيــال وقــالوا

ــا : فأعطــاه درهمــا فاســتقله الــسائل فقــال ي

إن الدرهم عشر العشرة وإن العـشرة ! أحمق

المائة عشر األلف وإن األلـف عشر المائة وإن

أمــا تــرى آيــف ارتفــع . عــشر العــشرة اآلالف

آـان بـالل بـن : قـالوا ! الدرهم إلى دية مسلم

. أبي بردة قد خاف الجذام وهـو والـي البـصرة

وآان يفطر . فوصفوا له االستنقاع في السمن

فكانوا يجلسون حلقا . الناس في شهر رمضان

ؤذن نهـض فـإذا أقـام المـ . وتوضع لهم الموائـد

فإذا قاموا . بالل إلى الصالة ويستحي اآلخرون

: قـال ! إلى الصالة جاء الخبازون فرفعوا الطعام

واحتقن عمـر بـن يزيـد األسـدي بحقنـة فيهـا

فلما حرآته بطنـه آـره أن . فلما أدهان . أدهان

ــان ــك األده ــذهب تل ــالء فت ــأتي الح ــان . ي فك

صـفوا هـذا فإنـه : يجلس في الطست ويقـول

رأيتـه : وخبرنا جار له قـال : قال! يصلح للسراج

يتخلل مـن الطعـام بخـالل واحـد شـهرا آلمـا

آـان ذراع الـذراع مـع : تغدى حذف مـن وقـالوا

فوضــعوا بــين يديــه دجاجــة . خالــد بــن صــفوان

فجعــل يلحــظ . وبــين يديــه شــيء مــن زيتــون

ومــن : قــال! آأنــك تهــم بهــا: فقــال. الدجاجــة

) ٩٧ :الـصفحة ( إذا أصير أنـا : يمنعني قال

ومــد يــده أبــو : قــال! وأنــت فــي مــالي ســواء

األشهب إلى شيء بين يدي نميلـة بـن مـرة

إذا أفردت بشيء فـال تعتـرض : السعدي فقال

ومات وعليه للدقاق وحده ثمانون : قالوا. لغيره

آـان الحكـم : وقـالوا ! ألف درهم لكثرة طعامـه

. بن أيوب الثقفي عامال للحجاج علـى البـصرة

رق جريـــر بـــن بـــيهس واســـتعمل علـــى العـــ

فخــرج الحكــم . المــازني ولقــب جريــر العطــرق

. فدعا العطرق إلى غدائـه . يتنزه وهو باليمامة

فعزلـه . فكل معه فتناول دراجة آانت بين يديه

فقـال نـويرة وهـو . وولي مكانه نويرة المـازني

قد آان فـي العـرق صـيد لـو : ابن عم العطرق

قنعت بهفيه غنى لك عن دراجة الحكم وفي

وارض ال تنفــك تأآلهــالو آــان يــشفيك لحــم عــ

وفي وطاب ممالة مثممةفيها ! الجزر من قرم

الصريح الذي يـشفي مـن القـرم ولمـا ولـي

فقـال . مكانه نويرة بلغه أنه ابن عم لـه فعزلـه

وال ساق سـراق العراقـة صـالحبني وال : نويرة

آلفت ذنب العطـرق وتنـاول رجـل مـن قـدام

خـذها فإنهـا : قـال أمير آان لنـا ضـخم بيـضة ف

وأتي . فلم يزل محجوبا حتى مات . بيضة العقر

ضيعة له يتنزه إليها ومعـه خمـسة رجـال مـن

خاصته وقد حملوا معه طعام خمسمائة وثقل

ــأآلوا معــه واشــتد جوعــه فجلــس عليــه أن ي

فأقبل ينتزع الفجلة فيطوي . على مشارة بقل

جزرتها بعرقها ثـم يأآلهـا مـن غيـر أن تغـسل

لجوع ويقول لواحد منهم آـان أقـرب من آلب ا

لو ذهب هـؤالء الـثقالء : الخمسة إليه مجلسا

وأآـل عبـد الـرحمن بـن أبـي : قالوا! لقد أآلنا

ــد ــم عب ــرأى لق ــة ف ــوان معاوي ــى خ ــرة عل بك

فلما آان بالعشي وراح إليه أبو بكـرة . الرحمن

: قـال . اعتـل : ما فعل ابنك التلقامـة قـال : قال

أعرابــي مــع أبــي وأآــل! مثلــه ال يعــدم العلــة

األسود الدؤلي فرأى له لقما منكرا وهالـه مـا

: قـال . مـا اسـمك قـال لقمـان : قـال لـه . يصنع

وآـان لـه دآـان : قالوا! صدق أهلك أنت لقمان

ــه ــين يدي ــا يوضــع ب ال يــسع إال مقعــده وطبيق

٩٨: الـصفحة ( وجعله مرتفعا ولم يجعل له

فكــان : قــالوا. عتبــا آــي ال يرتقــي إليــه أحــد)

أعرابي يتحين وقته ويأتيه على فـرس فيـصير

فأخذ دبة وجعـل فيهـا . آأنه معه على الدآان

فإذا رأى األعرابي قد أقبل . حصى واتكأ عليها

ــأه ــول متك ــه يح ــة . أراه آأن ــت الدب ــإذا قعقع ف

فلم يزل األعرابـي : قالوا. بالحصى نفر الفرس

. يدينه ويقعقع هو بـه حتـى نفـر منـه فـصرعه

رسالة أبي العاص . ود بعد ذلك إليه فكان ال يع

بن عبد الوهاب بن عبد المجيـد الثقفـي إلـى

الثقفي بسم اهللا الرحمن الرحيم أما بعد فإن

جلوسك إلـى األصـمعي وعجبـك بـسهل بـن

ــزوان ــن غ ــماعيل ب ــترجاحك إس ــارون واس ه

وطعمك على مويس بن عمران وخلطتك بابن

مشارك واختالفك إلى ابن التوأم وإآثارك مـن

ذآر المال وإصـالحه والقيـام عليـه واصـطناعه

وإطنابك في وصـف النـرويج والتثميـر وحـسن

ــوفير ــد والت ــوء -التعه ــئ س ــى خب ــل عل دلي

وشـــاهد علـــى عيـــب وإدبـــار بعـــد أن آنـــت

تستثقل ذآرهم وتستـشنع فعلهـم وتتعجـب

وليس يلهـج . من مذهبهم وتسرف في ذمهم

بذآر الجمع إال مـن قـد عـزم علـى الجمـع وال

س بــالبخالء إال المــستوحش مــن وفــي يــأن

ــارون ــن هـ ــهل بـ ــول سـ ــك قـ فـــي : " تحفظـ

االستعداد في حال المهلة وفي األخذ بالثقـة

وأن أقبح التفريط ما جـاء مـع طـول المـدة وأن

ــصواب أن ــل ال ــصواب آ ــل الحــزم وال الحــزم آ

يــستظهر علــى الحــدثان وأن يجعــل مــا فــضل

ال عن قوام األبدان ردءا دون صروف الزمان وأنا

نسب إلى الحكمة حتـى نحـوط أصـل النعمـة

شـاهد علـى -" بأن نجعل دون فضولها جنـة

ــى ــك إل ــى ميل ــان عل ــه وبره ــك بمذهب عجب

وفي استحسانك رواية األصمعي في . سبيله

أن أآثر أهل النـار النـساء والفقـراء وأن أآثـر "

أهل الجنة البله واألغنياء وأن أرباب الدثور هم

برهــان علــى صــحة - "الــذين ذهبــوا بــاألجور

. حكمنا عليـك ودليـل علـى صـواب رأينـا فيـك

: " وفي تفـضيلك آـالم ابـن غـزوان حـين قـال

تنعمـــتم بالطعـــام الطيـــب وبالثيـــاب الفـــاخرة

وبالشراب الرقيق وبالغناء المطرب وتنعمنا بعز

الثروة وبصواب النظر في العاقبة وبكثرة المـال

(واألمن من سوء الحال ومن ذل الرغبـة إلـى

الرجال والعجز عـن مـصلحة ) ٩٩: الصفحة

وهـذا رأينـا . فتلك لـذتكم وهـذه لـذتنا -العيال

في التسلم من الذم وذاك رأيهم في التعرض

وإنمــا ينتفــع بالحمــد الــسليم الفــارغ . للحمــد

. البال ويسر باللذات الـصحيح الـصادق الحـس

فأما الفقيـر فمـا والطعـام الـذي آثرتمـوه يعـود

. اب يصير بـوال والبنـاء يعـود نقـضا رجيعا والشر

والغناء ريـح هابـة ومـسقط للمـروءة وسـخافة

فلـذتكم فيمـا حـوى لكـم . تفسد ورنـة تـسير

الفقــر ونقــض المــروءة ولــذتنا فيمــا حــوى لنــا

فنحن في بناء وأنتم في . الغنى وبنى المروءة

هدم ونحن في إبرام وأنـتم فـي نقـض ونحـن

ض اللـذة في التماس العز الدائم مـع فـوت بعـ

وأنتم في التعرض للـذل الـدائم مـع فـوت آـل

وقد فهمنا معنى حكايتك وما لهجـت ". مروءة

والدليل علـى انتقـاض طباعـك . به من روايتك

ــت ــا آنـ ــد مـ ــسانك ضـ ــرك استحـ ــاز أمـ وإدبـ

فبعـدا . تستحسن وعشقك لما لم تزل تمقت

والـشاعر ! وال يبعـد اهللا إال مـن ظلـم ! وسحقا

ن ســمعت بهلــك فــإ: أبــصر بكــم حيــث يقــول

! بعدا وسحقا له من هالك مودى :للبخيل فقل

تراثــه جنــة للــوارثين إذاأودى وجثمانــه للتــراب

تبلى محاسـن وجهـه فـي : والدود وقال آخر

قبرهوالمال بـين عـدوه مقـسوم والحمـد هللا

الذي لم يمتني حتى أرانيك وآيال فـي مالـك

وهل تزيد حال من أنفق جميـع . وأجيرا لوارثك

ــره م ــه وظهــر فق ــه ورأى المكــروه فــي عيال ال

ــصراف ــر مــن ان ــى أآث ــدوه عل ــه ع وشــمت ب

ــه وعلــى المؤنــسين عنــه وعلــى بغــض عيال

خشونة الملبس وخشونة المأآـل وهـذا آلـه

مجتمــع فــي مــسك البخيــل ومــصبوب علــى

هامة الشحيح ومعجل للئـيم ومـالزم للمنـوع

أال إن المنفق قد ربح المحمدة وتمتع بالنعمـة

ل المقدرة ووفى آل خصلة من هـذه ولم يعط

حقهــا ووفــر عليهــا نــصيبها والممــسك معــذب

بحــصر نفــسه وبالكــد لغيــره مــع لــزوم الحجــة

وسقوط الهمـة والتعـرض للـذم واإلهانـة ومـع

تحكيم المرة السوداء فـي نفـسه وتـسلطيها

. على عرضه وتمكينها من عيشه وسرور قلبه

ولقد سرى إليك عرق ولقد دخل أعراقك جـور

( قد عمل فيها قـادح ولقـد غالهـا غـول ومـا ول

هذا المـذهب مـن أخـالق ) ١٠٠: الصفحة

. صميم ثقيف وال من شيم أعرقت فيها قريش

ولقـد . ولقد عرض إقراف ولقد أفسدتك هجنـة

ــة ــال معاوي ــد : ق ــي عب ــن بن ــن م ــم يك ــن ل م

المطلب جوادا فهو دخيل ومن لم يكن مـن آل

كن من بنـي الزبير شجاعا فهو لزيق ومن لم ي

ــرة تياهــا فهــو ســنيد ــن . المغي ــال ســلم ب وق

إذا رأيــت الثقفــي يعــز مــن غيــر طعــام : قتيبــة

وقـال . ويكسب لغير إنفاق فبهرجه ثم بهرجـه

لـــوال شـــباب ثقيـــف : بـــالل بـــن أبـــي بـــردة

إن اهللا . وسفهاؤهم ما آان ألهل البـصرة مـال

جواد ال يبخل وصدوق ال يكذب ووفـي ال يغـدر

ــيم ال يعجــل وعــد ــموحل ــا . ل ال يظل ــد أمرن وق

بالجود ونهانا عن البخل وأمرنا بالـصدق ونهانـا

عن الكـذب وأمرنـا بـالحلم ونهانـا عـن العجلـة

وأمرنا بالعدل ونهانا عـن الظلـم وأمرنـا بالوفـاء

ــدر ــا عــن الغ ــار . ونهان ــا اخت ــا إال بم ــم يأمرن فل

. لنفسه ولم يزجرنا إال عما لـم يرضـه لنفـسه

ــأجمعهم ــالوا ب أجــود األجــودين إن اهللا: وقــد ق

أرحــم الــرحمين : وأمجــد األمجــدين آمــا قــالوا

ــالقين ــسن الخـ ــب . وأحـ ــي التأديـ ــالوا فـ وقـ

ال تجـاودوا اهللا : لسائليهم والتعليم ألجـوادهم

ــإن اهللا ــره -ف ــل ذآ ــد - ج ــود وأمج ــر . أج وذآ

: فقال - جل جالله وتقدست أسماؤه -نفسه

ذي الطـول ال إلـه إال " و " ذو الفضل العظيم "

وذآــروا ". ذو الجــالل واإلآــرام : " وقــال ". هــو

لـم يـضع : النبي صلى اهللا عليه وسلم فقـالوا

وملـك . درهما على درهم وال لبنة علـى لبنـة

ــه ــت ل ــصدقات وجبي ــبض ال ــرب فق ــرة الع جزي

األموال ما بين غدران العراق إلى شحر عمان

ثـم تـوفي وعليـه . إلى أقصى مخاليف الـيمن

سأل حاجــة قــط ولــم يــ. ديــن ودرعــه مرهونــة

وآــان إذا ســئل أعطــى وإذا وعــد أو . ال: فقــال

. أطمع آـان وعـده آالعيـان وإطماعـه آاإلنجـاز

ومدحتــه الــشعراء بــالجود وذآرتــه الخطبــاء

ولقــد آــان يهــب للرجــل الواحــد . بالــسماح

وآـان -الضاجعة من الشاء والعـرج مـن اإلبـل

أآثــر مــا يهــب الملــك مــن العــرب مائــة بعيــر

وإنما يقـال ذلـك إذا أريـد . ةوهب هنيد : فيقال

ولقـد وهـب لرجـل ألـف -بالقول غايـة المـدح

فلما رآها تـزدحم وفخـرت هاشـم علـى . بعير

نحن أطعم الطعام وأضرب : سائر قريش فقالوا

أجــواد : وذآرهــا بعــض العلمــاء فقــالوا . للهــام

وأجمعـت األمـم آلهـا . أمجاد ذوو السنة حداد

ل بخيلهــا وســخيها وممزوجهــا علــى ذم البخــ

ــوا علــى ذم الكــذب ــا أجمع وحمــد الجــود آم

ــصدق ــالوا. وحمــد ال ــضل الجــود الجــود : وق أف

وحتى قالوا في جهد المقل وفيمن . بالمجهود

وحتى جعلـوا لمـن . أخرج الجهد وأعطى الكل

جاد بنفسه فضيلة على من جاد بمالـه فقـال

على سـاعة ) ١٠١: الصفحة : ( الفرزدق

ده ضـنت بـه لو آان فـي القـوم حـاتمعلى جـو

نفس حاتم ولم يكن الفرزدق ليـضرب المثـل

فــي هــذا الموضــع بكعــب بــن مامــة وقــد جــاد

فمـا رأينـا عربيـا سـفه . بحوبائه عند المصافنة

حلم حاتم لجـوده بجميـع مالـه وال رأينـا أحـدا

منهم سفه حلم آعب على جوده بنفسه بـل

وجعلوا ذلـك . جعلوا ذلك من آعب إلياد مفخرا

ئ مأثرة لقحطان على عدنان ثم من حاتم طي

للعرب على العجم ثـم لـسكان جزيـرة العـرب

. وألهل تلك البرية على سـائر الجزائـر والتـرب

- جـل ذآـره -فمن أراد أن يخالف ما وصف اله

به نفسه ومـا مـنح مـن ذلـك نبيـه صـلى اهللا

عليــه وســلم ومــا فطــر علــى تفــضيله العــرب

ــدنا فيــه إ ال قاطبــة واألمــم آافــة لــم يكــن عن

ولــم نــر األمــة أبغــضت . إآفــاره واستــسقاطه

جوادا قط وال حقرتـه بـل أحبتـه وأعظمتـه بـل

وال . أحبــت عقبــه وأعظمــت مــن أجلــه رهطــه

وجــدناهم أبغــضوا جــوادا لمجاوزتــه حــد الجــود

بل وجدناهم يتعلمون . إلى السرف وال حقرته

وحتــى أضــافوا . مناقبــه ويتدارســون محاســنه

لم يفعله ونحلوه من إليه من نوادر الجميل ما

ولـذلك زعمـوا . غرائب الكرم ما لم يكن يبلغـه

ــضاعف ــا ت ــضاعف آم ــي الــدنيا ي ــاء ف أن الثن

نعم وحتى أضـافوا إليـه . الحسنات في اآلخرة

. آل مديح شارد وآل معروف مجهول الصاحب

ثم وجدنا هـؤالء بأعيـانهم للبخيـل علـى ضـد

ــذهب ــذا الم ــالف ه ــى خ ــصفة وعل ــذه ال : ه

ــضو ــدناهم يبغـ ــه مـــرة وجـ نه مـــرة ويحقرونـ

ويبغضون بفضل بغضه ولـده ويحتقـرون بفـضل

احتقارهم له رهطه ويـضيفون إليـه مـن نـوادر

اللؤم ما لم يبلغـه ومـن غرائـب البخـل مـا لـم

وحتى ضـاعفوا عليـه مـن سـوء الثنـاء . يفعله

. بقــدر مــا ضــاعفوا للجــواد مــن حــسن الثنــاء

وعلى أنا ال نجد الجوائح إلى أموال األسـخياء

رع منها إلـى أمـوال الـبخالء وال رأينـا عـدد أس

والبخيل عند الناس . من افتقر من البخالء أقل

ليس هو الذي يبخـل علـى نفـسه فقـط فقـد

ــستوجب ــل وي ــدهم اســم البخي ــستحق عن ي

ــدع لنفــسه هــوى إال رآبــه وال ــذم مــن ال ي ال

حاجة إال قضاها وال شهوة إال رآبها وبلغ فيهـا

البخيـل إذا آـان وإنما يقـع عليـه اسـم . غايته

زاهدا في آل ما أوجب الشكر ونوه وقد يعلق

البخيل على نفـسه مـن المـؤن ويلزمهـا مـن

الكلف ويتخذ من الجواري والخدم ومن الدواب

والحــشم ومــن اآلنيــة العجيبــة ومــن البــزة

والشارة الحسنة ما يربى على نفقة . الفاخرة

السخي المثري ويضعف ) ١٠٢: الصفحة (

فيـذهب مالـه وهـو . الجـواد الكـريم على جود

وربمــا غلــب . مــذموم ويتغيــر حالــه وهــو ملــوم

وربمـا . عليه حـب القيـان واسـتهتر بالخـصيان

أفــرط فــي حــب الــصيد واســتولى عليــه حــب

وربمـــا آـــان إتالفـــه فـــي العـــرس . المراآـــب

والخرس والوليمة وإسرافه فـي اإلعـذار وفـي

وربمــا ذهبــت أموالــه فــي . العقيقــة والــوآيرة

ــعال ــان شــديد البخــل . وضــائع والودائ وربمــا آ

شديد الحب للذآر ويكون بخلـه أوشـج ولؤمـه

أقبح فينفق أموالـه ويتلـف خزائنـه ولـم يخـرج

آأنــك لــم تــر بخــيال . آفافــا ولــم يــنج ســليما

مخدوعا وبخيال مضعوفا وبخيال مضياعا وبخـيال

نفاجــا وبخــيال ذهــب مالــه فــي البنــاء وبخــيال

ي الكيمياء وبخيال أنفق ماله في ذهب ماله ف

طمــع آــاذب وعلــى أمــل خائــب وفــي طلــب

الواليات والـدخول فـي القبـاالت وآانـت فتنتـه

بما يؤمل من اإلمرة فوق فتنتـه بمـا قـد حـواه

قــد رأينــاه ينفــق علــى . مــن الــذهب والفــضة

مائدته وفاآهته ألف درهم في آل يوم وعنـده

فــي آــل يــوم عــرس وألن يطعــن طــاعن فــي

سالم أهون عليه من أن يطعن طـاعن فـي اإل

الرغيف الثاني ولشق عصا الدين وإنما صـارت

ــبخالء أســرع والجــوائح ــوال ال ــات إلــى أم اآلف

. عليهم أآلب ألنهم أقل توآال وأسوأ باهللا ظنـا

ــون ــا أن يك ــوآال وإم ــون مت ــا أن يك والجــواد إم

وهو على آل حال بالمتوآل . أحسن باهللا ظنا

وآيفمـا دار أمـره . بهه أنـزع أشبه وإلى ما أش

ورجعــت الحــال بــه فلــيس ممــن يتكــل علــى

حزمــه ويلجــأ إلــى آيــسه ويرجــع إلــى جــودة

واعــتالل البخيــل . احتياطــه وشــدة احتراســه

بالحدثان وسوء الظن بتقلـب الزمـان إنمـا هـو

آناية عن سوء الظن بخـالق الحـدثان وبالـذي

ــان ــل الزم ــان وأه ــدث األزم ــري . يح ــل تج وه

علــى تقــدير المحــدث لهــا وهــل األحــداث إال

تختلــف األزمنــة إال علــى تــصريف مــن دبرهــا

ــا بأنهــا ــا أســبابها فقــد أيقن أولــسنا وإن جهلن

تجري إلى غاياتها والدليل على أنه ليس بهم

خــوف الفقــر وأن الجمــع والمنــع إمــا أن يكــون

عادة منهم أو طبيعة فيهم أنك قد تجد الملـك

عـــدوه بخـــيال ومملكتـــه أوســـع وخرجـــه أدر و

ــت . أســكن ــوادا وإن آان ــه ج ــزم من ــد أح وتج

. مملكته أضيق وخرجه أقل وعدوه أشد حرآة

وقد علمنـا أن الـزنج أقـصر النـاس مـرة ورويـة

ــة ــة العاقبـ ــن معرفـ ــم عـ ــان . وأذهلهـ ــو آـ فلـ

سخاؤهم إنما هو لكالل حـدهم وتكـون الـروم

أبخل من الـصقالبة وآـان ينبغـي فـي الرجـال

ينبغي ) ١٠٣: الصفحة ( في الجملة وآان

أن يكــون أقــل الــبخالء عقــال أعقــل مــن أشــد

: وهـو قـالوا -األجواد عقال وآان ينبغي للكلب

األم مـن آلـب " و " هو أسخى من ال فظـة "

". األم من آلب علـى عـرق " و " على جيفة

نعم آلب فـي " و " أجع آلبك يتبعك : " وقالوا

ونشهد أن محمدا عبده ورسـوله " بؤس أهله

أحـرص مـن آلـب " و " من آلبـك يأآلـك س"

أجوع من آلبة حومـل " و " على عقي صبي

حش فالن من خرء " " لهو أبذأ من آلب " و "

ــال للكلــب و ! " اخــسأ" و " الكلــب ــا يق " آم

ال هو يعتلف وال هـو يتـرك : آالكلب في اآلرى

سرت ما سـرت : وقال الشاعر ". الدابة تعتلف

عرج أألم مـن من ليلها ثم عرستعلى رجل بـال

فمثلــه آمثــل : " آلــب وقــال اهللا جــل ذآــره

". الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تترآه يلهـث

وآـــان ينبغـــي فـــي هـــذا القيـــاس أن يكـــون

ــة وأهــل خراســان أدرى المــراوزة أعقــل البري

ونحــن ال نجــد الجــواد يفــر مــن اســم . البريــة

السرف إلى الجود آمـا نجـد البخيـل يفـر مـن

ونجد الـشجاع يفـر . تصاداسم البخل إلى االق

من اسم المنهزم والمستحي يفـر مـن اسـم

وقـاح : ولو قيل لخطيـب ثابـت الجنـان . الخجل

فلو لـم يكـن مـن فـضيلة الجـود إال أن -لجزع

جميع المتجاوزين لحدود أصناف الخير يكرهون

إال الجـواد لقـد آـان فـي -اسم تلـك الفـضلة

المـال فـاتن . ذلك ما يبين قـدره ويظهـر فـضله

والنفس راغبة واألموال ممنوعـة وهـي علـى

وللنفوس في المكاثرة علـة . ما منعت حريصة

معروفــة ألن مــن ال فكــرة لــه وال رويــة موآــل

وقد . بتعظيم ذي الثروة وإن لم تكن منه منالة

وزادهــا آلفــا بالحــب أن منعتأحــب : قــال األول

شيء إلى اإلنسان ما منعا وفي بعض آتب

وقالت . القدرة فهو ليل آل عزيز تحت : الفرس

آــل مقــدور عليــه فمقلــي أو : معــاذة العدويــة

ــانوا ألوالدهــم يجمعــون ولهــم . محقــور ــو آ ول

يكدون ومن أجلهم يحرصون لجعلوا لهم آثيـرا

مما يطلبون ولترآوا محاسبتهم في آثير ممـا

وهذا بعض ما بغض بعـض المـورثين . يشتهون

إلى الـوارثين وزهـد األخـالف فـي طـول عمـر

ولـو آـانوا ألوالدهـم يمهـدون ولهـم . سالفاأل

يجمعون لما جمع الخـصيان األمـوال ولمـا آنـز

الرهبان الكنوز والستراح العاقر من ذل الرغبـة

وآيـف ونحـن . ولسلم العقيم من آـد الحـرص

ابنـه ) ١٠٤: الـصفحة ( نجده بعد أن يموت

الذي آان يعتل به والذي من أجله آان يجمـع

والحرص وعلى مثل ما على حاله في الطلب

والعامة لم تقـصر . آان عليه من الجمع والمنع

في الطلب والحكرة والبخالء لـم يحـدوا شـيئا

من جهدهم وال أعفوا بعـد قـدرتهم وال قـصروا

في شيء من الحرص والحصر ألنهـم فـي دار

حتـى لـو فالبخيـل مجتهـد . قلعة وبعرض نقلة

فمن لم يستعن على مـا . والعامي غير مقصر

صفنا بطبيعـة قويـة وبـشهوة شـديدة وبنظـر و

ففـيم -شاف آان إما عاميا وإما بخـيال شـقيا

اعتاللهم بأوالدهم واحتجاجهم بخـوف التلـون

من أزمنـتهم قـال رسـول اهللا صـلى اهللا عليـه

لوال : وسلم لوافد آذب عنده آذبة وآان جوادا

خصلة ومقك اهللا عليها لشردت بـك مـن وافـد

هـل : صلى اهللا عليه وسلم وقيل للنبي . قوم

ومن هـم : لك في بيض النساء وأدم اإلبل قال

يمنعنـي مـن ذاك قـراهم : قال. بنو مدلج : قال

إذا : وقــال لهــم أيــضا. الــضيف وصــلتهم الــرحم

مـن : وقـال لألنـصار . نحروا ثجوا وإذا لبوا عجـوا

الحـر بـن قـيس علـى أنـه يـزن : سيدآم قالوا

البخـل ثـم وأي داء أدوأ مـن : فينا ببخـل فقـال

أما واهللا مـا : وقال لألنصار . جعله من أدوإ الداء

علمتكم إال لتكثـرون عنـد الفـزع وتقلـون عنـد

. آفى بالمرء حرصا رآوبه البحـر : وقال. الطمع

لو أن البن آدم واديين مـن مـال البتغـى : وقال

ثالثــا وال يــشبع ابــن آدم إال التــراب ويتــوب اهللا

ــاب ــال. علــى مــن ت ــسخاء مــن ا: وق ــاء ال لحي

إن اهللا جـواد يحـب : وقـال . والحياء من اإليمان

أنفق يا بـالل وال تخـش مـن ذي : وقال. الجود

. ال تـوآي فيـوآي عليـك : وقـال . العرش إقالال

ال : وقـــالوا. ال تحـــص فيحـــصى عليـــك: وقـــال

ولـم يـسم الـذهب . ينفعك مـن زاد مـا تبقـى

والفــضة بــالحجرين إال وهــو يريــد أن يــضع مــن

وقـال لقـيس . نة الناس بهما أقدارهما ومن فت

إنما لك من مالك ما أآلـت فأفنيـت : بن عاصم

ومـا . وما لبـست فأبليـت أو أعطيـت فأمـضيت

: وقــال النمــر بــن تولــب. ســوى ذلــك فللــوارث

وحثت على جمع ومنع ونفسهالها في صروف

ــريم ــن آ ــا م ــائن رأين ــذوب وآ ــدهر حــق آ ال

مرزإأخــي ثقــة طلــق اليــدين وهــوب شــهدت

ت حبستنيفقيرا إلى أن يشهدوا وآن. وفاتوني

وتغيبــي أعــاذل إن يــصبح صــداي بقفرةبعيــدا

) ١٠٥: الـصفحة ( نآني صاحبي وقريبي

ترى أن ما أبقيت لم أك ربهوأن الـذي أمـضيت

آــان نــصيبي وذي إبــل يــسعى ويحــسبها

لهأخي نـصب فـي رعيهـا ودءوب وذي وغـدا

رب سواه يسوقها وبدل أحجار وجال قليـب

قامـت تبـاآي أن سـبأت لفتيـةزقا : وقال أيـضا

وخابية بعود مقطع وقريت في مقري قالئـص

أربعاوقريت بعد قـرى قالئـص أربـع أتبكيـا مـن

آل شيء هينسفه بكـاء العـين مـا لـم تـدمع

ال تطـــرديهم عـــن فراشـــي إنهالبـــد يومـــا أن

ســـيخلو مـــضجعي هـــال ســـألت بعاديـــاء

نــع وقــال وبيتهوالخيــل والخمــر التــي لــم تم

بينا الفتى يسعى ويـسعى : الحارث بن حلزة

لهتاح لـه مـن أمـره خـالج يتـرك مـا رقـح مـن

عيـــشهيعبث فيـــه همـــج هـــامج ال تكـــسع

الشول بأغبارهاإنك ال تدري من الناتج وقـال

إن الكــرام منــاهبونعم المجــد آلهــم : الهــذلي

فناهب أخلف وأتلف آل شـيء ذرعتـه الـريح

ــرأة ــت ام ــب وقال ــة : ذاه ــت الفتي ــت وهب أن

السالهبوإبال يحـار فيهـا الحالـب وغنمـا مثـل

الجراد الهاربمتاع أيام وآل ذاهب وقال تميم

فأخلف وأتلف إنما المال عبارةوآلـه : بن مقبل

مـن : مع الدهر الذي هو آآله وقال الخطيئـة

يفعــل الخيــر ال يعــدم جــوازيهال يــذهب العــرف

ــر ــين اهللا والنــاس وجــاء فــي األث إن أهــل : ب

. المعروف في الدنيا أهل المعروف في اآلخـرة

وقـال : اصنع الخير ولو إلـى آلـب : وفي المثل

قال : في الحث على القليل فضال على الكثير

الـصفحة ( فمن يعمل مثقـال : " اهللا جل ذآره

ذرة خيرا يـره ومـن يعمـل مثقـال ذرة ) ١٠٦:

إن : وقالت عائشة في حبـة عنـب ". شرا يره

مـن : ولذلك قالوا فـي المثـل . ها لمثاقيل ذر في

يــستحي : وقــال ســلم بــن قتيبــة. حقــر حــرم

أحدهم من تقريب القليـل مـن الطعـام ويـأبى

. جهد المرء أآثـر مـن عفـوه : وقال. أعظم منه

وقدم رسول اهللا صلى اهللا عليـه وسـلم جهـد

المقل على عفو المكثر وإن آان مبلـغ جهـده

ال يمنعك : وقالوا. راقليال ومبلغ عفو المكثر آثي

وقال النبي صلى اهللا عليه . من معروف صغره

ال : وقـال . اتقـوا النـار ولـو بـشق تمـرة : وسلم

تحقروا اللقمة فإنها تعود آالجبل العظيم لقول

ــره ــا ويربـــي : " اهللا جـــل ذآـ يمحـــق اهللا الربـ

. ال تــردوه ولــو بــصلة حبــل: وقــال". الــصدقات

م فـأتموا أتاآم أخـوآم يـستتمك : وقالت العرب

البخيل إن : وقالوا. مانع اإلتمام ألوم : وقالوا. له

إن سـئل : وقالوا. سأل ألحف وإن سئل سوف

ــرد قبــل أن : وقــالوا. جحــد وإن أعطــى حقــد ي

البخيـل : وقـالوا . يسمع ويغضب قبل أن يفهـم

وقــال . إذا ســئل ارتــز وإذا ســئل الجــواد اهتــز

ينادي آل يوم : " النبي صلى اهللا عليه وسلم

اللهــم : يقــول أحــدهما: يــان مــن الــسماءمناد

اللهـم عجـل : عجل لمنفق خلفا ويقول اآلخـر

شــر الثالثــة الملــيم : وقــالوا". لممــسك تلفــا

ــره ــع دره ودر غي ــره . يمن ــال اهللا جــل ذآ : " وق

وقـالوا ". الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل

شـر : إن ألجأك الدهر إلـى بخيـل -في المثل

النبي صلى : وقال. قوبما ألجأك إلى مخة عر

". قل العدل وأعـط الفـضل : " اهللا عليه وسلم

أنهـاآم : " وقال النبي صلى اهللا عليـه وسـلم

". عن عقوق األمهات ووأد البنات ومنع وهـات

ويطعمـون الطعـام علـى : " وقال اهللا عز وجـل

لــن : " وقــال". حبــه مــسكينا ويتيمــا وأســيرا

: " وقـال ". تنالوا البر حتى تنفقوا ممـا تحبـون

. ويؤثرون على أنفسهم ولو آان بهم خـصاصة

". ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون

وقــالوا فــي الــصبر علــى النائبــة وفــي عاقبــة

ــصبر ــسري : ال ــوم ال ــد الق ــصباح يحم ــد ال . عن

: وقـال الخريمـي . الغمرات ثـم ينجلـين : وقالوا

ودون الندى في آل قلب ثنيةبها مـصعد حـزن

الفتــى فــي آــل نيــل ومنحــدر ســهل وود

: ينيلهإذا مـا انقـضىلو أن نائلـه جـزل وقـالوا

خير الناس خير الناس للناس وشر الناس شر

. خيــر مالــك مــا نفعــك: وقــالوا. النــاس للنــاس

! وقالوا عجبـا لفـرط الكبـرة مـع شـباب الرغبـة

آلنــا يأمــل مــدا فــي األجلوالمنايــا هــي آفــات

د اهللا وقـال عبيـ ) ١٠٧: الـصفحة ( األمل

زمن خون ووارث شفون وآاسـب : بن عكراش

ــشفون . زون ــن وارث ال ــون وآ ــأمن الخ ــال ت . ف

: يهــرم ابــن آدم ويــشب معــه خــصلتان : وقــال

وآانوا يعيبون من يأآـل وحـده . الحرص واألمل

مـا : وقـالوا . ما أآل ابن عمر وحـده قـط : وقالوا

ــط ــده ق ــسن وح ــل الح ــع . أآ ــمع مجاش وس

ــولهم ن الظــالم الــشحيح أعــذر مــ : الربعــي ق

وقـال . أخزى اهللا أمرين خيرهمـا الـشح : فقال

لو آان هذا المـسجد : بكر بن عبد اهللا المزني

ــي ــل ل ــم قي ــا بالرجــال ث ــرهم : مفعم مــن خي

وقــال النبــي صــلى اهللا . خيــرهم لهــم: لقلــت

بلى : أال أنبئكم بشرارآم قالوا : " عليه وسلم

من نزل وحـده ومنـع رفـده : قال. يا رسول اهللا

: وقالت امـرأة عنـد جنـازة رجـل ". وجلد عبده

. أما واهللا ما آان مالك لبطنك وال أمرك لعرسك

فلما بلغت الرسالة ابـن التـوأم آـره أن يجيـب

أبـــا العـــاص لمـــا فـــي ذلـــك مـــن المناقـــشة

والمباينة وخاف أن يترقى األمر إلى أآثـر مـن

بسم : فكتب هذه وبعث بها إلى الثقفي . ذلك

د فقـد بلغنـي مـا اهللا الرحمن الـرحيم أمـا بعـ

آان من ذآر أبي العاص لنا وتنويهـه بأسـمائنا

ولـيس يمنعنـا مـن جوابـه إال . وتشنيعه علينـا

أنه إن أجابنا لـم يكـن جوابنـا إيـاه علـى قولـه

الثاني أحق بالترك من جوابنـا لـه علـى قولـه

فإن نحـن جعلنـا البتدائـه جوابـا وجعلنـا . األول

تهـاتر وصـرنا لجوابه الثاني جوابا خرجنا إلى ال

ومن خـرج إلـى ذلـك فقـد رضـي . إلى التخابر

وليس يحتـرس . باللجاج حظا وبالسخف نصيبا

مــن أســباب اللجــاج إال مــن عــرف أســباب

ومن وقاه اهللا سـوء التكفـي وسـخفه . البلوى

وعصمه من سوء التصميم ونكده فقد اعتدلت

ومـن قامـت أخالطـه . طباعه وتساوت خواطره

خواطره في الـوزن لـم على االعتدال وتكافأت

يعرف من األعمال إال االقتصاد ولم يجد أفعالـه

أبــدا إال بــين التقــصير واإلفــراط ألن المــوزون ال

ــد إال ــف ال يول ــا أن المختل ــا آم ــد إال موزون يول

فالمتابع ال يثنيه زجر وليست له غاية . مختلفا

والمتكفي ليس له مأتى وال جهة . دون التلف

وآــل متلــون فــي . يــه حيلــةوال لــه رقيــة وال ف

فــدع . األرض فمنحــل العقــد ميــسر لكــل ريــح

عنــك خلطــة اإلمعــة فإنــه حــارص ال خيــر فيــه

واجتنب رآوب الجموح ذي النزوات فـإن غايتـه

ــزؤاف وال فــي الحــرون ذي التــصمم . القتــل ال

والمتلون شر من المصمم إذ آنت ال تعرف لـه

ولـذلك . حاال يقصد إليها وال جهة يعمل عليهـا

صار العاقل يخدع العاقل وال يخدع األحمق ألن

ــرق ــة وط ــة معروف ــل وحيل ــدبير العاق ــواب ت أب

. خواطره مسلوآه ومذاهبه محـصورة معـدودة

ــدبير األحمــق ) ١٠٨: الــصفحة ( ولــيس لت

والخبـر . وحيله جهة واحدة من أخطأهـا آـذب

ــصادق عــن الــشيء الواحــد واحــد ــز . ال والخب

يحصى لـه عـدد الكاذب عن الشيء الواحد ال

والمــصمم قتلــه . وال يوقــف منــه علــى حــد

فــإن قلنــا . باإلجهــاز والمتلــون قتلــه بالتعــذيب

فليس إليه نقصد وإن احتججنـا فليـسنا عليـه

ــرد ــد . ن ــك نري ــالقول وإلي ــصد ب ــك نق ــا إلي ولكن

احفظ سـرك فـإن سـرك : وقد قالوا . بالمشورة

وسواء ذهاب نفسك وذهـاب مـا بـه . من دمك

: " قـال المنجـاب العنبـري . يكون قوام نفـسك

وفقـد الـشيء ". ليس بكبير ما أصلحه المـال

ولهـذا . الذي به تصلح األمور أعظم من األمـور

لو لم يكن فيها إال أنها رقـوء : " قالوا في اإلبل

فالشيء الـذي هـو ثمـن اإلبـل وغيـر -" الدم

وقد قضوا بأن حفـظ المـال . اإلبل أحق بالصون

وحفظـك : شاعرولذلك قال ال . أشد من جمعه

ماال قد عنيـت بجمعهأشـد مـن الجمـع الـذي

أنت طالبه ولذلك قال مشتري األرض لبائعها

دفعتها إليك بطيئة اإلجابـة : حين قال له البائع

دفعتهــا إليــك بطيئــة : قــال-. عظيمــة المؤنــة

والدرهم هو القطـب . االجتماع سريعة التفرق

واعلـــم أن . الـــذي تـــدور عليـــه رحـــى الـــدنيا

من سـكر -ص من نزوات الدرهم وتقلبه التخل

فلو آـان إذ تفلـت آـان . وتفلته شديد -الغنى

حارسه صحيح العقل سليم الجوارح لرده في

ولكنا وجـدنا ضـعفه عـن . عقاله ولشده بوثاق

مـال : ضبطه بقدر قلقـه فـي وال تغتـر يقـولهم

صامت فإنه أنطق من آل خطيب وأنم من آل

الحجــرين هــذين: فــال تكتــرث بقــولهم . نمــام

فتتوهم جمودهمـا وسـكونهما وقلـة ظعنهمـا

وطـول إقامتهمــا فــإن عملهمــا وهمــا ســاآنان

ونقضهما للطبائع وهما ثابتان أآثـر مـن صـنيع

فــإن آنــت ال . الــسم النــاقع والــسبع العــادي

ــصنيعه حتــى تمــده وال تحتــال فيــه تكتفــي ب

حتــى يحتــال لــه فــالقبر خيــر لــك مــن الفقــر

وقـولي هـذا مـرة . والسجن خير لك من الـذل

فقولك . فخذ لنفسك بالثقة . يعقب حالوة األبد

فخـذ لنفـسك . الماضي حلو يعقب مرارة األبد

وال ترض أن يكون الحرباء الراآب العـود . بالثقة

أنـي أتـيح لهـا : أحزم منك فإن الـشاعر يقـول

حرباء تنضبةال يرسل الساق إال ممسكا ساقا

تـرى واحذر أن تخـرج مـن مالـك درهمـا حتـى

وال تنظر إلى آثرته فـإن رمـل . مكانه خيرا منه

عالج فلو أخـذ منـه ولـم ) ١٠٩: الصفحة (

إن القوم قد أآثـروا . يرد عليه لذهب عن آخره

ــرم ــر الك ــضيله وفــي ذآ ــر الجــود وتف فــي ذآ

. وتشريفه وسموا السرف جودا وجعلـوه آرمـا

وآيف يكون آـذلك وهـو نتـاج مـا بـين الـضعف

العطــاء ال يكــون ســرفا إال بعــد والــنفج وآيــف و

مجاوزة الحـق ولـيس وراء الحـق إلـى الباطـل

. وإذا آـان الباطـل آرمـا آـان الحـق لؤمـا . آرم

ــسرف ــصية- حفظــك اهللا -وال ــت . مع وإذا آان

ــا ــه لؤم ــت طاعت ــا آان ــصية اهللا آرم ــئن . مع ول

جمعهمــا اســم واحــد وشــملهما حكــم واحــد

ذب ومضادة الحق للباطل آمضادة الصدق للكـ

ــاء للغــدر والجــور للعــدل والعلــم للجهــل والوف

ليجمعن هذه الخصال اسم واحـد وليـشملنها

وقد وجنا اهللا عـاب الـسرف وعـاب . حكم واحد

ووجدناه خص السرف . الحمية وعاب المعصية

بما لم يخص به الحمية ألنه ليس حـب المـرء

لرهطه من المعصية وال أنفقته من الضيم مـن

المعصية ما جاوز الحـق وإنما. حمية الجاهلية

فوجــدنا . والحميــة المعيبــة مــا تعــدى القــصد

اســم األنفــة قــد يقــع محمــودا ومــذموما ومــا

وجدنا اسـم المعـصية وال اسـم الـسرف يقـع

ــدا إال مــذموما وإنمــا يــسر باســم الــسرف . أب

جاهل ال علم له أو رجل إنما يسر به ألن أحدا

ال يسميه مسرفا حتى يكـون عنـده قـد جـاوز

. حد الجود وحكم له بالحق ثم أردفـه بالباطـل

فإن سر من غير هذا الوجه فقد شارك المادح

فــي الخطــإ وشــاآله فــي وضــع الــشيء فــي

ومـا . وقد أآثـروا فـي ذآـر الكـرم . غير موضعه

الكرم إال آبعض الخـصال المحمـودة التـي لـم

ولـيس شـيء يخلـوا مـن . يعدمها بعـض الـذم

ولــون أن وقــد زعــم األ. بعــض الــنقص والــوهن

الكرم يسبب الغبا وأن الغبا يسبب البلـه وأنـه

وقــد حكــوا عــن . لــيس وراء البلــه إال العتــه

احــذروا صــولة الكــريم إذا : " آــسرى أنــه قــال

وسـواء جـاع فظلـم -" جاع واللئـيم إذا شـبع

. وأحفظ وعسف أم جاع وآـذب وضـرع وأسـف

. وسواء جاع فظلم غيره أم جاع فظلـم نفـسه

آـــان الظلـــم لـــيس بلـــؤم وإن . والظلـــم لـــؤم

فـالجود إذا آـان هللا آـان . فاإلنصاف ليس بكرم

إذا -ولـن يكـون الجـود . شكرا له والشكر آرم

فكيـف يتكـرم مـن يتوصـل . آرما -آان معصية

بأياديك إلى معصيتك وبنعمتـك إلـى سـخطك

ولـــيس اللـــؤم إال . فلـــيس الكـــرم إال الطاعـــة

المعصية ولـيس بجـود مـا جـاوز الحـق ولـيس

ولئن آان مجـاوز الحـق . ما خالف الشكر بكرم

الـصفحة . ( آريما ليكونن المقـصر دونـه آريمـا

ــة ) ١١٠: ــة فالعام ــول العام ــضيتم بق ــإن ق ف

وآيف يكـون قـدوة مـن ال ينظـر . ليست بقدوة

ــضيتم ــل وإن قـ ــر وال يمثـ ــصل وال يفكـ وال يحـ

بأقاويل الشعراء وما آان عليه أهـل الجاهليـة

مـا ال يـشك فـي حـسنه الجهالء فما قبحوه م

. أآثر من أن نقف عليه أو نتشاغل باستقصائه

على أنه ليس بجود إال ما أوجـب الـشكر آمـا

ولـن تكـون . أنه ليس ببخل إال ما أوجب اللـؤم

العطية نعمة علـى المعطـى حتـى تـراود بهـا

ولـن يجـب عليـه الـشكر . نفس ذلك المعطى

وآــل مــن آــان جــوده . إال مــع شــريطة القــصد

ولوال رجوعه إليه لما جاد عليك ولـو يرجع إليه

تهيأ له ذلك المعنى في سواك لما قصد إليـك

فإنما جعلك معبرا لدرك حاجته ومرآبا لبلـوغ -

ولوال بعض القول لوجب لك عليه حـق . محبته

فليس يجب لمن آـان آـذلك . يجب به الشكر

شكر وإن انتفعت بـذلك منـه إذا آـان لنفـسه

النفع في غيـرك لمـا عمل ألنه لو تهيأ له ذلك

وإنما يوصف بالجود في الحقيقـة . تخطاه إليك

الذي إن -ويشكر على النفع في حجة العقل

جاد عليـك فلـك جـاد ونفعـك أراد مـن غيـر أن

يرجــع إليــه جــوده بــشيء مــن المنــافع علــى

. جهة من الجهات وهو اهللا وحده ال شـريك لـه

فإن شكرنا للناس على بعض ما قد جـرى لنـا

أحدهما التعبـد : ديهم فإنما هو ألمرين على أي

ــا ــدين وإن آانـ ــيم الوالـ ــد اهللا بتعظـ ــد نعبـ وقـ

شيطانين وتعظيم من هـو أسـن منـا وإن آنـا

واآلخـر ألن الـنفس مـا لـم تحـصل . أفضل منه

األمور وتميز المعاني فالسابق إليها حـب مـن

جرى لها على يده خير وإن آان لم يردها ولم

الرجـل لـصاحبه ال ووجـدنا عطيـة . يقصد إليهـا

فــإن آانــت هللا . تخلــوا أن تكــون هللا أو لغيــر اهللا

وآيف يجب علي فـي حجـة . فثوابه على اهللا

العقل شكره وهو لو صادف ابن سـبيل غيـري

وإمـــا أن يكـــون -لمـــا حملنـــي وال أعطـــاني

فإذا آان األمر آذلك فإنمـا . إعطاؤه إياي للذآر

أو جعلني سلما إلى تجارته وسببا إلى بغيته

يكون إعطاؤه إياي مـن طريـق الرحمـة والرقـة

ولما يجد في فؤاده من الغصة واأللم فإن آـان

لذلك أعطى فإنما داوى نفسه من دائه وآـان

وإنه آان إنمـا أعطـاني . آالذي رفه من خناقه

من خـوف يـدي أو لـساني أو اجتـرار معـونتي

ــا وصــفنا ــع م ــسبيله ســبيل جمي ــصرتي ف ون

: الصفحة : ( ضعانفالسم الجود مو . وفصلنا

فالحقيقـة . أحدهما حقيقة واآلخر مجاز ) ١١١

ما آان من اهللا والمجاز المشتق لـه مـن هـذا

ومــا آــان هللا آــان ممــدوحا وآــان هللا . االســم

فــإذا لــم تكــن العطيــة مــن اهللا وال هللا . طاعــة

فليس يجوز هذا فيما سـموه جـودا فمـا ظنـك

ك بمــا ســموه ســرفا أفهــم مــا أنــا مــورده عليــ

إن التربح والتكـسب واإلسـتئكال : وواصفه لك

بالخديعــــة والطعــــم الخبيثــــة فاشــــيةغالبة

علــى أن آثيــرا ممــن . ومستفيــضة ظــاهرة

ــى ــرم وغل ــة والتك ــى النزاه ــوم إل ــضاف الي ي

. الصيانة والتوقي ليأخذ من ذلـك بنـصيب واف

فما ظنـك بـدهماء النـاس وجمهـورهم بـل مـا

تعلمــوا ظنــك بالــشعراء والخطبــاء الــذين إنمــا

المنطق لصناعة التكسب وهؤالء قـوم بـودهم

أن أرباب األموال قد جاوزوا حد السالمة غلـى

الغفلة حتى ال يكون لألموال حارس وال دونهـا

فاحذرهم وال تنظر إلى بزة أحـدهم فـإن . مانع

المسكين أقنع منه وال تنظـر غـل موآبـه فـإن

واعلم أنـه مـسك مـسكين . السائل أعف منه

ثيـاب جـواد وروحـه روح نـذل وإن وإن آان في

وإن اختلفـــت وجـــوه . آـــان فـــي جـــرم ملـــك

ــالبهم فهـــو مـــسألتهم واختلفـــت أقـــدار مطـ

إال أن واحــدا يطلــب العلــق وآخــر . مــسكين

يطلب الخرق وآخر يطلب الدوانيق وآخر يطلب

فجهة هذا هي جهة هذا وطعمة هـذا . األلوف

وإنما يختلفون فـي أقـدار مـا . هي طعمة هذا

فأحــذر . لــى قــدر الحــذق والــسببيطلبــون ع

رقــاهم ومــا نــصبوا لــك مــن الــشرك واحــرس

واعمـل . نعمتك ومـا دسـوا لهـا مـن الـدواهي

علــى أن ســحرهم يــسترق الــذهن ويختطــف

: قال رسول اهللا صلى اهللا عليه وسـلم . البصر

وسـمع عمـر بـن عبـد . إن من البيـان لـسحرا

هـذا واهللا : العزيز رجال يتكلم في حاجـة فقـال

وقـد قـال رسـول اهللا صـلى اهللا . لحاللسحر ا

ــلم ــه وسـ ــة : عليـ ــال -ال خالبـ ــذر احتمـ واحـ

ــه ــي وجه ــديح ف ــل الم ــإن محتم ــديحهم ف م

إن مالــك ال يــسع مريديــه وال . آمــادح نفــسه

ولو أرضيتهم بإسخاط مثلهم . يبلغ رضا طالبيه

فكيـف ومـن يـسخط . لكان ذلك خسرانا مبينـا

أضعاف من يرضـى وهجـاء الـساخط أضـر مـن

وعلـى أنهـم إذا اعتـوروك . مديح الراضـي فقد

بمشاقصهم وتداولوك بسهامهم لـم تـر ممـن

أرضــيته بإشــخاطهم أحــدا يناضــل عنــك وال

بـــل يخليـــك غرضـــا . يهـــاجي شـــاعرا دونـــك

ومـا آـان : ثم يقـول . لسهامهم ودريئة لنبالهم

فكيف يرضيهم ورضا الجميـع ! عليه لو أرضاهم

وعين شيء ال ينال إني أحذرك مصارع المخـد

إنــك لــست . وأرفعــك عــن مــضاجع المغبــونين

يقاســي ) ١١٢: الــصفحة ( آمــن لــم يــزل

تعذر األمور ويتجرع مرارة العيش ويتحمل ثقـل

الكــد ويــشرب بكــأس الــذل حتــى آــان يمــرن

وفقــر . علــى ذلــك جلــده ويــسكن عليــه قلبــه

مثلك مضاعف األلم وجزع من لم يعـرف األلـم

يعـــرف ومـــن لـــم يـــزل فقيـــرا فهـــو ال. أشـــد

الـــشامتين وال يدخلـــه المكـــروه مـــن ســـرور

الحاســـدين وال يـــالم علـــى فقـــره وال يـــصير

موعظة لغيره وحديثا يبقى ذآـره ويلعنـه بعـد

ــده ــات ولــ ــات . الممــ ــن حكايــ ــي مــ ودعنــ

المستأآلين ورقي الخـادعين فمـا زال النـاس

يحفظون أموالهم من مواقع السرف ويخبئونها

نـراه إال فـي ودعني ممـا ال . من وجوه التبذير

ــدة والكتــب ــار المول األشــعار المتكلفــة واألخب

ذهبـت : فقد قال بعض أهل زماننـا . الموضوعة

فخـذ فيمـا تعلـم ودع ! المكارم إال مـن الكتـب

هل رأيت أحـدا قـط أنفـق . نفسك مما ال تعلم

ماله على قـوم آـان غنـاهم سـبب فقـره أنـه

فـضال -سلم عليهم حـين افتقـر فـردوا عليـه

لك أولست قد رأيتهم بين محمـق على غير ذ

ــين مــن يقــول ــزل : ومحتجــب عنــه وب فهــال أن

حاجته بفالن الذي آان يفضله ويقدمه ويـؤثره

ثــم لعــل بعــضهم أن يتجنــى عليــه -ويخــصه

ــا ليجعلهــا عــذرا فــي منعــه وســببا إلــى ذنوب

يوم يكشف عـن : " قال اهللا جل ذآره . حرمانه

ساق ويدعون إلـى الـسجود فـال يـستطيعون

ــانوا خا ــد آ ــة وق ــرهقهم ذل ــصارهم ت شــعة أب

فأنــا ". يــدعون إلــى الــسجود وهــم ســالمون

القائم عليك بالموعظة والزجـر واألمـر والنهـي

وأنت سالم العقل والعرض وافر المـال حـسن

فاتق أن أقوم غدا على رأسك بالتقريع . الحال

والتعبير والتوبيخ والتأنيـب وأنـت عليـل القلـب

. لمال سـيئ الحـال عديم من ا . مختل العرض

لــيس جهــد الــبالء مــد األعنــاق وانتظــار وقــع

ــور ــصير والحــس مغم ــت ق ــسيوف ألن الوق . ال

ولكن جهد البالء أن تظهر الخلة وتطول المـدة

وتعجز الحيلة ثم ال تعدم صديقا مؤنبا وابن عم

ــا قــد تحــول عــدوا شــامتا وجــارا حاســرا وولي

قرك وزوجة مختلعة وجارية مستبيعة وعبدا يح

فانظر أين موقع فوت الثنـاء مـن . وولدا ينتهرك

موقع ما عددنا عليك من البالء على أن الثنـاء

طعم ولعلك أال تطعمه والحمد أرزاق ولعلك أال

. ومـا يـضيع مـن إحـسان النـاس أآثـر . تحرمه

أال ترى . وعلى أن الحفظ قد ذهب بموت أهله

أن الــشعر لمــا آــسد أفحــم أهلــه ولمــا دخــل

آل شيء أخ الشعر منه بنـصيبه النقص على

والعجــم ال -ولمــا تحولــت الدولــة فــي العجــم

ألن مـن -تحوط األنساب وال تحفـظ المقامـات

) ١١٣: الـصفحة ( آان في الريف والكفايـة

وآان مغمورا بسكر الغنى آثر نـسيانه وقلـت

ــواطره ــر . خ ــه وآث ــت همت ــاج تحرآ ــن احت وم

دة وفـضيلة وعيب الغني أنه يورث البال . تنقيره

وإن أنت صـحبت الغنـي . الفقر أنه يبعث الفكر

وسـكر الغنـي . بإهمال النفس أسكرك الغني

وإن آنت . سبة المستأآلين وتهمة الخداعين

ال ترضى بحظ النائم وبعـيش البهـائم وأحببـت

أن تجمــع مــع تمــام نفــس المثــري ومــع عــز

الغني وسـرور القـدرة فطنـة المخـف وخـواطر

-ب واســتدالل الطالــب المقــل ومعرفــة الهــار

اقتــصدت فــي اإلنفــاق وآنــت معــدا للحــدثان

لــست تبلــغ حيــل . ومحترســا مــن آــل خــداع

لصوص النهار وحيل سراق الليل و حيل طراق

البلدان وحيـل أصـحاب الكيميـاء وحيـل التجـار

في األسـواق والـصناع فـي جميـع الـصناعات

ــل المــستأآلين ــل أصــحاب الحــروب وحي وحي

معـــت الخبـــر والـــسحر والمتكـــسبين ولـــو ج

والتمــائم و الــسم لكانــت حــيلهم فــي النــاس

أشد تغلغال وأعرض وأسرى في عمـق البـدن

وأدخــل إلــى ســويداء القلــب وإلــى أم الــدماغ

وإلى صميم الكبـد ولهـي أدق مـسلكا وأبعـد

غاية من العـرق الـساري والـشبه النـازع ولـو

ــال ــة واألقف ــة الثخين ــان الرفيع ــذت الحيط اتخ

ــة الو ــارق المحكمـ ــذت الممـ ــو اتخـ ــة ولـ ثيقـ

ــرس ــشداد والحــ ــواب الــ ــق واألبــ والجواســ

المتناوبين بأغلظ المؤن وأشـد الكلـف وترآـت

التقــدم فيمــا هــو أحــضر ضــررا وأدوم شــرا وال

غرم عليك في الحراسة فيه وال مشقة عليك

إنــك إن فتحــت لهــم علــى . فــي الــتحفظ منــه

نفــسك مثــل ســم الخيــاط جعلــوا فيــه نهجــا

فــأحكم بابــك ولــو جعلــت البــاب . ولقــي رحبــا

ــك مــن ــسوروا علي ــصمتا لت ــل م ــا والقف مبهم

ولو رفعـت سـمكة إلـى العيـوق لنقبـوا . فوقك

نعـم صـومعة : قال أبو الدرداء . عليك من تحتك

. العزلة عبـادة : وقال ابن سيرين . المؤمن بيته

حــالوة حــديثهم تــدعو إلــى االســتكثار مــنهم

ذلك فمن. وتدعو إلى إحضار غرائب شهواتهم

آل رخلة واشـرب : قول بعضهم لبعض أصحابه

مشعال ثـم تجـشأ واحـدة لـو أن عليهـا رحـى

ومن ذلك قول اآلخر حين دخل علـى ! لطحنت

اقترح : قوم وهم يشربون وعندهم قيلن فقالوا

! أقتـرح نـشيش مقلـي : أي صوت شـئت قـال

مــن تــصبح بــسبع : ومــن ذلــك قــول المــديني

بخــور مــوزات وبقــدح مــن لــبن األوراك تجــشأ

ومن ذلك قـولهم ) ١١٤: الصفحة . ( الكعبة

أيما أطيب هـذا : لبعض هؤالء وقدامهم خبيص

ــال ــوزينج ق ــالوذج أوالل ــى : أو الف ــضي عل ال أق

ومن ذلك آالم الجارود بـن أبـي سـبرة . غائب

صف لي عبد : لبالل بن أبي بردة حين قال له

يأتيه الخباز فيمثـل بـين : قال. األعلى وطعامه

عنـدي جـدي : مـا عنـدك فيقـول : وليديه فيقـ

حتـى يـأتي علـى -آذا وعناق آذا وبطة آذا

: وما يدعوه إلى هذا قـال : قال. جميع ما عنده

ليقتــصر آــل امــرئ فــي األآــل حتــى إذا أتــي

ثـم مـاذا : قال. بالذي يشتهي بلغ منه حاجته

ثم يؤتى بالمائدة فيتضايقون حتى يخوي : قال

إذا فتـروا فيجدون ويهزل حتـى . تخوية الظليم

أشـتهي : وقـال آخـر . أآل أآل الجائع المقـرور

ثريدة دآناء مـن الفلفـل ورقطـاء مـن الحمـص

ــن ــان م ــا جناح ــم له ــن اللح ــافين م ذات جف

العــراق أضــرب فيهــا ضــرب اليتــيم عنــد وصــي

وسئل بعضهم عن حظوظ البلدان في ! السوء

ذهبـت : الطعام وما قسم لكل قوم منه فقـال

هبت فارس بالبـارد الروم بالجشيم والحشو وذ

ــر. والحلــــو لفــــارس الــــشفارج : وقــــال عمــ

لنا الهـرائس : فقال دوسر المديني . والحموض

ــأ والــسالء والجــراد ــا وألهــل البــدو اللب والقالي

وقـد . والكمأة والخبزة في الرائب والتمر بالزبـد

ــشاعر ــال الـ ــسربل : قـ ــد تـ ــزا قـ أال ليـــت خبـ

رائباوخيال مـن البرنـي فرسـانها الزبـد ولهـم

ــة ــة والخالصــة والحــيس والوطيئ ــال . البرم وق

أتينا ببـر آـأفواه البعـران فخبزنـا منـه : أعرابي

خبزة زيت في النار فجعل الجمـر يتحـدر عنهـا

ثـم ثردناهـا فجعـل . تحدر الحشو عـن البطـان

الثريد يجول في اإلهالة جـوالن الـضبعان فـي

ونعت السويق بأنه من عدد المـسافر وطعـام

يـشد . كـر وبلغـة المـريض العجالن وغـذاء المب

وحيـد . فؤاد الحزين ويـرد مـن نفـس المحـدود

قفاره يجلـو . في السمين ومنعوت في الطيب

البلغم ومسمونه يصفي الـدم إن شـئت آـان

ثريــدا وإن شــئت آــان خبيــصا وإن شــئت آــان

ــبعض . طعامــا وإن شــئت آــان شــرابا وقيــل ل

هــؤالء اللعامظــة والمــستأآلين والــسفافين

ــال : ئــي ســميناالمقفعــين ور ــا أســمنك ق : م

أآلــي الحــار وشــربي القــار واالتكــاء علــى

: الـصفحة . ( شمالي وأآلي من غير مالي

وإن امتأل الـبطن فـي : وقد قال الشاعر ) ١١٥

حــسب الفتىقليــل الغنــاء وهــو فــي الجــسم

قلــة : مــا أســمنك قــال: صــالح وقيــل آلخــر

وقـال . الفكرة وطول الدعة والنوم على الكظـة

مــا أســمنك : جــاج للغــضبان بــن القبعثــريالح

ومن آان في ضيافة األمير . القيد والرتعة : قال

: قـال . إنك لحسن السمنة : وقيل آلخر . سمن

ــام ــز وأدهــن بخ ــغار المع ــر وص ــاب الب ــل لب آآ

ــان ــبس الكت ــان مــن . البنفــسج وأل ــو آ واهللا ل

ــؤم ــة بل ــرم العطي ــام آ ــا ق ــسأل يعطــى لم ي

لمكـسبة ومدار الصواب على طيب ا . المسألة

: وقـد قـال بعـض العـرب . واالقتصاد في النفقة

اللهم إني أعوذ بك من بعض الرزق حـين رأى

وأي سـائل . نافجة من مالـه مـن صـداق أمـه

آان ألحف مسألة من الخطيئة وأألم ومن أألم

من جرير بن الخطفـي وأبخـل ومـن أمنـع مـن

آثير وأشـح مـن ابـن هرمـة ومـن آـان يـشق

ان يـصطلي بنـار غبار ابن أبي حفـصة ومـن آـ

أبي العتاهية ومن آـأبي نـواس فـي بخلـه أو

آــان آــأبي يعقــوب الخريمــي فــي دقــة نظــره

وآثرة آسبه ومـن آـان أآثـر نحـرا لجـزرة لـم

تخلق من ابن هرمـة وأطعـن بـرمح لـم ينبـت

وأطعم لطعام لم يزرع من الخريمي فأين أنـت

عن ابن يسير وأين تذهب عن ابن أبي آريمة

الرقاشـي ولـم تـذآر سـره ولم تقصر في ذآر

إن األعرابي شر من الحاضر سائل جبار وثابـة

مالق إن مدح آذب وإن هجـا آـذب وإن سـب

ــذب ــع آ ــذب وإن طم ــه إال نطــف أو . آ ال يعرف

أحمق وال يعطيه غال من يحبـه وال يحبـه غـال

ما أبطأآم عن البـذل فـي . من هو في طباعه

فـإن ! وأسرعكم إلى البذل في الباطـل ! الحق

الشعراء تفـضلون وإلـى قـولهم ترجعـون آنتم

ــشاعر ــال الـ ــد قـ ــصلحه : فقـ ــال تـ ــل المـ قليـ

فيبقىوال يبقى الكثير على الفساد وقد قال

: وقـال أحيحـة بـن الجـالح : الشماخ بـن ضـرار

استغن أو مت وال يغررك ذو نـشبمن ابـن عـم

وال عــم وال خــال إنـــي أآــب علــى الـــزوراء

ــوام ذو مــال ( أعمرهــاإن الكــريم علــى األق

اســتغن عــن : وقــال أيــضا ) ١١٦: الــصفحة

ــن ــي مـ ــإن الغنـ ــى وذي رحمـ ــل ذي قربـ آـ

استغنى عن الناس والبس عدوك فـي رفـق

ــاس وال ــدهر لب ــة لل ــةلباس ذي إرب وفــي دع

يغرنــك أضــغان مزملةقــد يــضرب الــدبر الــدامي

إذا امــرؤ : بــأحالس وقــال ســهل بــن هــارون

ضاق عني لم يـضق خلقـيمن أن يرانـي غنيـا

عنــــه باليــــاس فــــال يرانــــي إذا لــــم يــــرع

آصرتيمستمر يـا دررا منـه بإبـساس ال أطلـب

المال آي أغني بفـضلتهما آـان مطلبـه فقـرا

ــة ــو العتاهي ــال أب ــاس وق ــى الن ــا : إل ــت م أن

ــإذا ــوه ف ــدهر أخ ــاحبك ال ــن ص ــتغنيت ع اس

احتجت إليهساعة مجك فـوه فلـو أنـي أشـاء

ــبوح أو نــــشيل ــاآرني صــ # نعمــــت باالوبــ

ــابهن ــسعلى أني ــاط لع ــى األنم ــي عل والعبن

الزنجبيــل ولكنــي خلقــت إزاء مالفأبخــل بعــد

أبا مصلح أصلح وال تك : ذلك أو أنيل وقال آخر

مفسدافإن صالح المال خير من الفقر ألـم تـر

أن المرء يـزداد عزةعلـى قومـه أن يعلمـوا أنـه

ذرينـي للغنـى : مثري وقال عروة بـن الـورد

ــت ــعى فإنيرأيـ ــر أسـ ــرهم الفقيـ ــاس شـ النـ

وأبعدهم وأهونهم عليهموإن أمسى له نسب

وخيــر ويقــصى فــي النــدى وتزدريهحليلتــه

وينهره الصغير وتلقى ذا الغنى وله جالليكـاد

فؤاد صاحبه يطير قليل ذنبه والذنب جمـولكن

الغني رب غفور وقال سعيد بن زيد بن عمرو

تلك عرساي تنطقان على عمد لي : بن نفيل

) ١١٧: الــصفحة ( يــوم قــول زور وهتــر ال

فلعلي أن يكثر المال عنديويعرى مـن المغـارم

ــا وأواقومناصــيف مــن ــد لن ــرى أعب ظهــري وي

ــال فــي نعمــة زول خــوادم عــشر وتجــر األذي

ضع عصاك لدهر وى آأن من يكن لـه : تقوالن

نــشب يحبــب ومــن يفتقــر يعــش عــيش ضــر

آـل ويجنب سر النجى ولكنأخـا الفقـر محـضر

وللمـــال منـــي جانـــب ال : شـــر وقـــال آخـــر

أضـــيعهوللهو منـــي والبطالـــة جانـــب وقـــال

وقد عشت دهـرا والغـواة : األخنس بن شهاب

صــحابتيأولئك إخــواني الــذين أصــاحب فأديــت

عني ما استعرت من الصباوللمال منـي اليـوم

أطعـت : راع وآاسب وقال ابن أذينة الثقفـي

عـسيفا العرس فـي الـشهوات حتىأعـادتني

عبد عبد إذا ما جئتها قـد بعـت عتقاتعـانق أو

ــد الغنـــــى تقبـــــل أو تفـــــدى فمـــــن وجـــ

فليصطنعهذخيرته ويجهد آل جهد من يجمـع

المال وال يثبهـويترك العـام لعـام جدبـه يهـن

: على الناس هوان آلبه وقد قيـل فـي المثـل

الغــزو أدر للقــاح : الكــد قبــل المــد وقــال لقــيط

وإن التـواني : بو المعافى وقال أ . وأحد للسالح

أنكح العجز بنتهوساق إليها حين زوجهـا مهـرا

اتكيفقـصرآماالبدأن : فراشا وطيئا ثم قـال لهـا

: تلــدا الفقــرا وقــال عثمــان بــن أبــي العــاص

وقـال رسـول . ساعة لـدنياك وسـاعة آلخرتـك

أنهـاآم عـن قيـل : اهللا صلى اهللا عليه وسـلم

خيـر : وقال .وقال وآثرة السؤال وإضاعة المال

الصدقة ما أبقـى غنـى واليـد العليـا خيـر مـن

وقـال النبـي . اليد الـسفلى وابـدأ بمـن تعـول

والثلـث آثيـر . الثلـث : " صلى اهللا عليه وسلم

إنك إن تدع ولدك أغنيـاء خيـر مـن أن يتكففـوا

وددت أن النــاس : وقــال ابــن عبــاس". النــاس

ــه ــول النبــي علي غــضوا مــن الثلــث شــيئا لق

( وقـال النبــي . والثلـث آثيــر . لــثالث: الـسالم

: صــلى اهللا عليــه وســلم ) ١١٨: الــصفحة

وأنـتم . آفى بـالمرء إثمـا أن يـضيع مـن يقـوت

ترون أن المجد والكرم أن أفقر نفـسي بإغنـاء

! غيري وأن أحوط عيال غيري بإضـاعة عيـالي

ــرى ــيض أخ ــسة ب ــضها بالعراءوملب ــة بي آتارآ

ــر ــال آخ ــا وق ــاه ومــص : جناح لح آمفــسد أدن

: غيرهولم يأتمر في ذاك أمر صالح وقال آخـر

ــم ترقــع آمرضــعة أوالد أخــرى وضــيعتبنيها ول

وال : " بــذلك مرقعــا وقــال اهللا تبــارك وتعــالى

تبذر تبذيرا إن المبذرين آانوا إخوان الشياطين

". ويسألونك ماذا ينفقون قل العفـو : " وقال".

فأذن في العفو ولم يأذن في الجهد وأذن فـي

وأراد آعـب بـن . لفضول ولم يأذن في األصول ا

فقال لـه النبـي صـلى . مالك أن يتصدق بماله

فـالنبي . أمسك عليك مالـك : اهللا عليه وسلم

صلى اهللا عليه وسلم يمنعه مـن إخـراج مالـه

فــي الــصدقة وأنــتم تأمرونــه بإخراجــه فــي

وخرج غيالن بـن سـلمة مـن ! السرف والتبذير

رجــوع فيــه جميــع مالــه فأآرهــه عمــر علــى ال

لو مت لرجمت قبرك آما يرجم قبر أبـي : وقال

لينفـق ذو سـعة : " وقـال اهللا جـل وعـز . رغال

ومن قدر عليه رزقـه فلينفـق ممـا . من سعته

: وقال النبي صلى اهللا عليه وسـلم ". آتاه اهللا

مـا قـل وآفـى : وقـال . يكفيك ما بلغك المحـل

: " وقال اهللا تبارك وتعالى . خير مما آثر وألهى

ذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولـم يقتـروا وآـان وال

وقال النبي صـلى اهللا عليـه ". بين ذلك قواما

إن المنبــت ال أرضــا قطــع وال ظهــرا : وســلم

وال تجعـل يـدك : " وقـال اهللا جـل ذآـره . أبقى

مغلولــة إلــى عنقــك وال تبــسطها آــل البــسط

خيــر : ولــذلك قــالوا". فتقعــد ملومــا محــسورا

ر األمــور أواســطها وشــر مالــك مــا نفعــك وخيــ

ــسيئتين ــين ال ــسير الحقحقــة والحــسنة ب . ال

وقـالوا . ديـن اهللا بـين المقـصر والغـالي : وقالوا

: وقـالوا . بينهمـا يرمـى الرامـي : حنيفة المثـل

. عليك بالسداد واالقتصاد وال وآس وال شـطط

ال تكـن : وقـالوا . بين الممخـة والعجفـاء : وقالوا

: قـالوا فـي المثـل و. حلوا فتبتلع وال مرا فتلفظ

يـا عـاد اذآـر : وقـالوا . ليس الري عن التـشاف

الرشف أنقع : وقالوا ) ١١٩: الصفحة . ( حال

القليل الدائم أآثـر مـن الكثيـر : وقالوا. للظمآن

ــدرداء . المنقطــع ــو ال ــال أب ــي ألســتجم : وق إن

نفسي ببعض الباطل آراهة أن أحمـل عليهـا

لحلـو وإنـي : وقال الـشاعر . من الحق ما ملها

تعتريني مرارةوإني لصعب الـرأس غيـر جمـوح

: وقــالوا فــي عــدل المــصلح والئمــة المقتــصد

لـيس مـن : وقـالوا . الشحيح أعذر مـن الظـالم

لعل له عذرا وأنت : وقالوا. العدل سرعة العذل

رب : وقال األحنـف . رب الئم مليم : وقالوا. تلوم

إعطـاء الـسائل تـضرية : وقال. ملوم ال ذنب له

وقـال النبـي صـلى . الملحف مـشارآة وإعطاء

ال تــصلح المــسألة إال فــي : اهللا عليــه وســلم

وقال . فقر مدقع وغرم مفظع ودم موجع : ثالث

الحـــر يلحـــى والعـــصا للعبـــدوليس : الـــشاعر

إذا جد السؤال جـد : للملحف غير الرد وقالوا

احـذر إعطـاء المخـدوعين وبـذل : وقالوا. المنع

. ود وال مـأجور المغبونين فإن المغبـون ال محمـ

ال تكـــن أدنـــى العيـــرين إلـــى : ولـــذلك قـــالوا

إذا أعطيــت الــسائلين مالــك : يقــول. الــسهم

. صــارت مقاتلــك أظهــر ألعــدائك مــن مقــاتلهم

: وقـال أبـو األسـود . الفرار بقراب أآيس : وقالوا

ليس من العز أن تتعـرض للـذل وال مـن الكـرم

ومن أخـرج مالـه مـن يـده . أن تستدعي اللؤم

ــضرع افتقــر ومــن ــه مــن أن ي ــد ل افتقــر فــال ب

ــؤم وإن آــان الجــود شــقيق الكــرم . والــضرع ل

اللهـم ال : وقـد قـال األول . فاألنفة أولى بالكرم

وقـد قـال . تنزلي مـاء سـوء فـأآون امـرأ سـوء

واخط مع الـدهر إذا مـا خطـاواجر مـع : الشاعر

يا ليـت لـي : الدهر آما يجري وقد قال اآلخر

ــضبعوشرآا مــن ــد ال ــين مــن جل ثغرهــا ال نعل

مــن احتــاج : تنقطــع وقــد صــدق قــول القائــل

: وقيـل لريـسيموس . اغتفر ومن اقتضى تجـوز

إن جـاع ريـسيموس : تأآل فـي الـسوق قـال

مــن : وقــال. فــي الــسوق أآــل فــي الــسوق

احـذروا : وقـال . أجدب انتجع ومـن جـاع جـشع

نفار النعمة فإنها نوار وليس آل شارد بمـردود

: بن أبي طالب وال آل ناد بمصروف وقال علي

رب أآلـة تمنـع : وقـالوا . قلما أدبر شيء فأقبل

: وعـابوا مـن قـال . أآالت ورب عجلة تهب ريثـا

. ال تطلـب أثــرا بعــد عــين : وقــالوا. أآلـة وموتــة

) ١٢٠: الـــصفحة ( ال تكـــن آمـــن : وقـــالوا

تغلبه نفسه على ما يظن وال يغلبها على مـا

ــستيقن ــم . ي ــدرهم ول ــرج ال ــف تخ ــانظر آي ف

. شر من المررئـة سـوء الخلـف : وقالوا. جهتخر

إن يكــــن مــــا بــــه أصــــبت : وقــــال الــــشاعر

ــر ــل وألن تفتق ــه أج ــزاء في ــذهاب الع جليالف

بجائحــة نازلــة خيــر لــك مــن أن تفتقــر بجنايــة

ومــن آــان ســببا لــذهاب وفــره لــم . مكتــسبة

تعدمه الحسرة من نفسه والالئمة مـن غيـره

الموبـق وقلة الرحمة وآثرة الشماتة مع اإلثم

وذآر عمر بن الخطـاب . والهوان على الصاحب

فتيان قرش وسرفهم في اإلنفاق ومسابقتهم

لخرقـة أحـدهم أشـد علـي : في التبذير فقال

إن إغنـاء الفقيـر أهـون علـي : من عيلته يقول

وال تكــن علــى نفــسك . مــن إصــالح الفاســد

أشــأم مــن خوتعــة وعلــى أهلــك أشــأم مــن

. مـشم البسوس وعلى قومك أشأم من عطر

ومن سلط الشهوات على ماله وحكم الهـوى

ــومن إال ــده فبقــي حــسيرا فــال يل فــي ذات ي

وطوبى لك يوم تقدر على قديم تنتفع . نفسه

أرى آل قـوم يمنعـون : وقال بعض الشعراء . به

حريمهموليس ألصحاب النبيذ حـريم أخـوفهم

إذا مــا دارت الكــأس بينهمــوآلهم رث الوصــال

ل بجهالــةولكنني ســئوم فهــذا بيــاني لــم أقــ

بالفاسقين عليم وقد آان هذا المعنـى فـي

فأمـا اليـوم فقـد اسـتوى . أصحاب النبيذ أوجد

قال األضـبط بـن قريـع لمـا انتقـل فـي . الناس

ــأذى ببنــي القبائــل فأســاءوا جــواره بعــد أن ت

خـذ بقـولي ودع قـول . بكل وا بنو سعد : سعد

عش وال تغتـر : وخذ بقول من قال . أبي العاص

ال تطلب أثرا بعـد عـين وبقـول : من قال وبقول

امــأل حبــك مــن أول مطــرة ودع مــا : مــن قــال

أخوك من صدقك ومـن . يريبك إلى ما ال يريبك

ــم يأتــك مــن جهــة ــاك مــن جهــة عقلــك ول أت

وأخوك من احتمل ثقل نصيحتك فـي . شهوتك

إن . حظــك ولــم تــأمن الئمتــه إيــاك فــي غــدك

أخاك الصدق من لن يخدعكومن يـضير نفـسه

الـصفحة : ( فعك وقال عبيد بـن األبـرص لين

واعلمن علما يقينا أنهومن يرجى لك ) ١٢١:

مــن لــيس معــك وال تــزال بخيــر مــا آــان لــك

ــك علــى واعــظ مــن نفــسك وعــين مــن عقل

. طباعك أو ما آان لك أخ نـصيح ووزيـر شـفيق

والـسعيد مـن . والزوجة الـصالحة عـون صـدق

هذا الخصال فإن أنت لم ترزق من . وعظ بغيرة

صل واحدة فالبد لك مـن نكبـة موجعـة يبقـى

خير مالـك : ولذلك قالوا . أثرها ويلوح لك ذآرها

لم يذهب من مالـك مـا : ولذلك قالوا . ما نفعك

إن المال محروص عليه ومطلـوب فـي . وعظك

ــال وفــي دغــل ــر البحــار وفــي رءوس الجب قع

الغيــاض ومطلــوب فــي الوعــورة ا يطلــب فــي

هـا بطـون األوديـة وظهـور وسـواء في . السهولة

فطلبت بالعز . الطرق ومشارق األرض ومغاربها

وطلبــت بالــذل وطلبــت بالوفــاء وطلبــت بالغــدر

وطلبــت بالنــسك آمــا طلبــت بالفتــك وطلبــت

بالــصدق آمــا طلبــت بالكــذب وطلبــت بالبــذاء

فلم تترك فيها حيلة وال رقية -وطلبت بالملق

. حتى طلبت بالكفر باهللا آمـا طلبـت باإليمـان

فقد نصبوا . وطلبت بالسخف آما طلبت بالنبل

. الفخاخ بكل موضـع ونـصبوا الـشرك بكـل ربـع

وحـسدك . وقد طلبك من ال يقـصر دون الظفـر

وقــد يهــدأ الطالــب . مــن ال ينــام دون الــشفاء

الطوائـــل والمطلـــوب بـــذات نفـــسه وال يهـــدأ

ــريص ــدة . الح ــي األرض بل ــيس ف ــه ل ــال إن يق

مـــن واســـطة وال باديـــة شاســـعة وال طـــرف

األطراف إال وأنت واجد بها المـديني والبـصري

ــاء . والحيــري ــرى شــنف الفقــراء لألغني وقــد ت

وتسرع الرغبة إلـى الملـوك وبغـض الماشـي

وإن . للراآب وعمـوم الحـسد فـي المتفـاوتين

لم تستعمل الحذر وتأخذ بنصيبك من المداراة

وتتعلم الحزم وتجالس أصحاب االقتصاد وتعرف

وتمثل لنفسك الغيـر -اصة ودهرك خ -الدهور

حتى تتوهم نفسك فقيرا ضائعا وحتـى تـتهم

شمالك على يمينك وسمعك على بـصرك وال

يكون أحد أتهم عند نفسك من ثقتك وال أولى

اختطفت اختطافا -بأخذ الحذر منه من أمينك

ــوا مالـــك وتحيفـــوه واســـتلبت اســـتالبا وذوبـ

بلــي: وقــد قــالوا. وألزمــوه الــسل ولــم يــداووه

فال تكونن دون ذلك . المال ربه وإن آان أحمق

فـال تكـونن . ال تعدم صناع ثلة : وقالوا. األحمق

وقــد قــال األول فــي المــال . دون تلــك الــصناع

لـيس : المضيع المسلط عليه شـهوات العيـال

ولـــيس مالـــك المـــال . لهـــا راع ولكـــن حلبـــة

مرعـى وال : المعفى من األضراس فيقـال فيـه

فقـصاراك مـع اإلصـالح . أآولة وعشب وال بعير

وال بقاء . أن يقوم ببطنك وبحوائجك وبما ينوبك

) ١٢٢: الـصفحة ( للمال على قلة الرعـي

فكــس فــي أمــرك وتقــدم فــي . وآثــرة الحلــب

حفــظ مالــك فــإن مــن حفــظ مالــه فقــد حفــظ

: وقد قيل . الدين والعرض : واألآرمان. األآرمين

ــب ــاح تغل ــد النط ــسهم وعن ــراش ال للرمــي ي

وإذا رأت العـرب مـستأآال وافـق غمـرا . ءالقرنا

. لــيس عليــك نــسجه فاســحب وخــرق: قالــت

: " وقد قال رسول اهللا صلى اهللا عليـه وسـلم

النــاس آلهــم ســواء آأســنان المــشط والمــرء

وال خيــر لــك فــي صــحبة مــن ال " آثيــر بأخيــه

فتعرف شأن أصحابك . يرى لك ما يرى لنفسه

فة فإن آـانوا فـي هـذه الـص . ومعنى جلسائك

فاســتعمل الحــزم وإن آــانوا فــي خــالف ذلــك

إني لست أمـرك إال . عملت على حسب ذلك

ولــست أوصــيك إال بمــا . بمــا أمــرك بــه القــرآن

وال أعظك إال بمـا وعـظ بـه . أوصاك به الرسول

قال رسول اهللا صـلى . الصالحون بعضهم بعضا

ــه وســلم ــل : " اهللا علي ــا وتوآ ــال ". اعقله وق

تحت صـدف مائـل من نام : مطرف بن الشخير

وهو ينوي التوآل فليرم بنفسه من طمار وهو

فـأين التـوقي الـذي أمـر اهللا بـه ! ينوي التوآل

وأين التغرير الذي نهـى عنـه ومـن طمـع فـي

السالمة من غير تسلم فقد وضع الطمع فـي

وإنما ينجز اهللا الطمـع إذا آـان . موضع األماني

فيما أمر به وإنما يحقق من األمل ما آـان هـو

وفر عمر مـن الطـاعون فقـال لـه . لمسبب له ا

أتفر من قدر اهللا قال نعم إلـى قـدر : أبو عبيدة

: هل ينفع الحذر من القـدر فقـال : اهللا وقيل له

فـإبالء . لو آان الحذر ال ينفع لكان األمر به لغوا

وقـال رسـول اهللا صـلى اهللا . العذر هو التوآـل

حـسبي : عليه وسلم لرجل قال في خـصومة

ــ: اهللا ــل أب ــر فق ــزك أم ــإذا أعج ــذرا ف : ل اهللا ع

ومن يـك مثلـي ذا : وقال الشاعر . حسبي اهللا

عيال ومقترامن المال يطرح نفسه آـل مطـرح

ليبلي عذرا أو ليبلغ حاجةومبلغ نفس عـذرها

فإن لم يكن القاضـي : مثل منجح وقال اآلخر

قضى غير عادلفبعد أمـور ال ألـوم لهـا نفـسي

آــان التوآــل أن أآــون إن : وقــال زهيــر البــابي

متــى أخرجــت مــالي أيقنــت بــالخلف وجعلــت

الخلف ماال يرجـع فـي آيـسي ومتـى مـا لـم

أحفظــه أيقنــت بأنــه محفــوظ فــإني أشــهدآم

إنمـا التوآـل أن تعلـم أنـك . أني لم أتوآل قـط

متى أخذت بـأدب اهللا أنـك تتقلـب فـي الخيـر

) ١٢٣: الـصفحة ( فتجزى بذلك إما عـاجال

فلم تجر أبو بكـر ولـم تجـر : ثم قال -وإما آجال

عمر ولم تجر عثمان ولم تجـر الزبيـر ولـم تجـر

عبــد الــرحمن ولــم علــم عمــر النــاس يتجــرون

إذا : وآيــف يــشترون ويبيعــون ولــم قــال عمــر

اشـتريت جمـال فاجعلـه ضـخما فـإن لـم يبعــه

فرقـوا بـين : الخبر باعه المنظر ولـم قـال عمـر

ولم قال عثمـان . المنايا واجعلوا الرأس رأسين

لـم أرو مـن : حين سئل عن آثرة أرباحـه قـال

ال تشتر عيبا وال شيبا وهل : ولم قيل . ربح قط

حجر علي بن أبي طالب على ابن أخيـه عبـد

اهللا بــن جعفــر إال فــي إخــراج المــال فــي غيــر

حقه وإعطائه في هواه وهل آان ذلك إال فـي

إن : طلب الذآر والتماس الشكر وهل قال أحد

قه آان في الخمور والقمار وفي الفـسولة إنفا

ــودا ــسمونه ج ــا ت ــان إال فيم والفجــور وهــل آ

وتعدونه آرما ومن رأى أن يحجر علـى الكـرام

. لكرمهم رأى أن يحجر على الحلماء لحلمهـم

وأي إمام بعد أبي بكر تريدون وبأي سلف بعد

وآيف نرجو الوفاء والقيام بالحق . علي تفتدون

ة من عند لعمـوظ مـستأآل والصبر على النائب

ومالق مخادع ومنهوم بالطعام شـره ال يبـالي

بأي شيء أخذ الـدرهم ومـن أي وجـه أصـاب

الدينار وال يكترث للمنة وال يبالي أن يكون أبدا

- إذا أآـل -منهوما منعوما عليه وليس يبـالي

آيف آان ذلك الطعـام وآيـف آـان سـببه ومـا

هــو قــوام حكمــه فــإن آــان مالــك قلــيال فإنمــا

ــرا فاجعــل الفاضــل لعــدة عيالــك وإن آــان آثي

ــك ــر . نوائب ــام إال المــضلل وال يغت ــأمن األي وال ي

ــسالمة إال المغفــل ــبالء . بال فأحــذر طــوارق ال

سمنك في أديمك وغثـك . وخدع رجال الدهاء

خير من سمين غيرك لو وجدتـه فكيـف ودونـه

أسل حداد وأبـواب شـداد قالـت امـرأة لـبعض

ومـا : جتني آفيتك فأنـشأ يقـول إن تزو : العرب

خيــر مــال لــيس نــافع أهلــه ولــيس لــشيخ

: الحي في أمـره أمـر وقـال المعلـوط القريعـي

أبا هانئ ال تسأل الناس والتمـسبكفيك سـتر

ــراب ــاس الت ــسأل الن ــو ت ــاهللا واســع فل اهللا ف

هاتوا أن يملوا فيمنعـوا ثـم : ألوشكواإذا قلت

معـانيهم رجع إلى أحاديث البخالء وإلى طرف

آـان عنـدنا رجـل : قـال ابـن حـسان . وآالمهم

مقــل و آــان لــه أخ مكثــر وآــان مفــرط البخــل

أنـا ! ويحـك : شديد النفح فقـال لـه يومـا أخـوه

فقير معيل وأنت غني خفيف الظهر ال تعينني

ال ) ١٢٤: الـــــصفحة ( علـــــى الزمـــــان و

ــبعض مالــك و ال تتفــرج لــي عــن تواســيني ب

وال سـمعت أنحـل و اهللا مـا رأيـت قـط ! شيء

لـيس األمـر آمـا تظـن وال ! ويحـك : قـال ! منك

المال آما تحسب وال أنا آما تقول في البخـل

وال في اليسر واهللا لو ملكت ألـف ألـف درهـم

يـا هـؤالء . لوهبت لـك خمـسمائة ألـف درهـم

فرجل يهب في ضربة واحـدة خمـسمائة الـف

وأمــا صــاحب الثريــدة ! بخيــل: درهــم يقــال لــه

عجبي من بلقـة ثريدتـه وسـائر البلقاء فليس

ما آان يظهر على خوانه آعجبـي مـن شـيء

واحــد وآيــف ضــبطه وحــصره وقــوي عليــه مــع

آثرة أحاديثه وصنوف مذاهبه وذلـك أنـي فـي

آثرة ما جالسته وفي آثرة ما آان فيـه يفـنن

من األحاديث لم أره خبر أن رجال وهـب لرجـل

م فقد آان يفنن في الحزم والعز ! درهما واحدا

وفي الحلـم والعلـم وفـي جميـع المعـاني إال

ذآر الجود فـإني لـم أسـمع هـذا االسـم منـه

خرج هذا الباب من لسانه آمـا خـرج مـن : قط

ويؤآــد مــا قلــت مــا حــدثني بــه طــاهر ! قلبــه

وممــا يــدل علــى أن الــروم : األســير فإنــه قــال

أبخــل األمــم أنــك ال تجــد للجــود فــي لغــتهم

مـا يحتـاجون إنما يسمى الناس : يقول. اسما

. ومع االستغناء يسقط التكلف . إلى استعماله

وقد زعم ناس أن مما يدل على غش الفـرس

أنــه لــيس للنــصيحة فــي لغــتهم اســم واحــد

. يجمع المعاني التي يقـع عليهـا هـذا االسـم

نــصيحة لــيس يــراد بــه ســالمة : وقــول القائــل

القلب فقد يكون أن يكون الرجل سليم الـصدر

لــه يقــصد إلــى ولــم يحــدث ســبب مــن أج

علـى -المشورة عليـك بالـذي هـو أرد عليـك

ففـي لغـتهم . وجها لنفعـك -حسب رأيه فيك

اســم للــسالمة واســم إلرادة الخيــر وحــسن

ــالرأي علـــى الـــصواب . المـــشورة وحملـــك بـ

فللنصيحة عندهم أسماء مختلفة إذا اجتمعت

دلت على ما يدل عليه االسم الواحد في لغة

الغش مـن هـذا فمـن قـضى علـيهم بـ . العرب

وحـدثني إبـراهيم بـن عبـد . الوجه فقـد ظلـم

تغديت مع راشد األعور فأتونا بجام : العزيز قال

فيه بيان سبخي الذي يقال له الدراج فجعلت

آخذ الواحدة فأقطع رأسها ثم أعزله ثم أشقها

بــاثنين مــن قبــل بطنهــا فآخــذ شــوآة الــصلب

واألضــالع فأعزلهــا وأرمــي بمــا فــي بطنهــا

ثم أجمعهـا فـي لقمـة . ذنب والجناح وبطرف ال

وآــان راشــد يأخــذ البياحــة . واحــدة وآآلهــا

فيقطعها قطعتين فيجعل قطعـة فـي لقمـة ال

ــا ــصفحة ( -يلقــي رأســا وال ذنب ) ١٢٥: ال

فلما بلغت المجهـود . فصبر لي على لقم عدة

أي بني إذا أآلت الطعام فكل خيـره : منه قال

فـع بأآـل التمـر لم أنت : وآان يقول : قال! بشره

فأما الزنجـي فإنـه . إال مع الزنج وأهل أصبهان

وأما األصبهاني فإنه يقبض . ال يتخير وأنا أتخير

القبضة وال يأآل من غيرهـا وال ينظـر إلـى مـا

. وهـذا عـدل . بين يديه حتى يفرغ من القبضة

ال جرم أن الذي يبقى من . والتخير قرفة وجور

ن قــدام مــن التمــر ال ينتفــع بــه العيــال إذا آــا

لـيس مـن األدب أن تجـول : وآان يقـول . يتخير

وزعم . يدك في الطبق وإنما هو تمر وما أصاب

سري بن مكـرم وهـو ابـن أخـي موسـى بـن

آان موسى يأمرنا أال نأآـل مـا دام : جناح قال

فلما رآنا . أحد منا مشغوال بشرب الماء وطلبه

ال نطاوعه دعا ليلة بالماء ثم خط بإصبعه خطا

. وهـذا منهـا . ديثه فـي صـدر هـذا الكتـاب وأحا

وقال المكي لبعض مـن آـان يتعـشى ويفطـر

آيف تسيغون طعامه ! ويحكم: عند الباسياني

إنمـا نطعمكـم لوجـه : " وأنتم تسمعونه يقـول

ثـم ترونـه ". اهللا ال نريد منكم جزاء وال شـكورا

ال يقرؤها إال وأنتم على العـشاء وال يقـرأ غيـر

ألبـان إبـل : هللا ضد الذي قال أنتم وا . هذه اآلية

تعلــة بــن مــسافرما دام يملكهــا علــى حــرام

وطعــام عمــران بــن أوفــى مثلهمــا دام يــسلك

ــي البطــون طعــام إن الــذين يــسوغ فــي ف

فمتـى : أعناقهمزاد يمـن علـيهم للئـام قـال

تعجب أعجب مـن خمـسين رجـال مـن العـرب

ــدى ــو شــاعر ن ــي وه ــع الكالب ــو راف ــيهم أب ف

فإفطاري مـن . عثمان األعور يفطرون عند أبي

طعــام نــصراني أشــد مــن إفطــاري مــن طعــام

وحـدثني أبـو . مسلم يقرأ القرآن ويقول الحـق

ــال ــسدوسي ق ــي : المنجــوف ال ــع أب آنــت م

فمررنـا بنـاطور . ومعنا شيخ من موالي الحـي

. فجلـسنا إليـه . على نهر األبلـة ونحـن تعبـون

فلم يلبـث أن جاءنـا بطبـق عليـه رطـب سـكر

ــدينا وجيــسوان أســ ــين أي فأآــل . ود فوضــعه ب

فلما رأيت أبي ال يأآل . الشيخ الذي آان معنا

فأقبـل النـاطور . لم آآل وبي إلـى ذلـك حاجـة

واهللا إنـي : لـم ال تأآـل قـال : على أبـي فقـال

ولكن ال أظن صاحب األرض أباح لـك . ألشتهيه

فلـو جئتنـا بـشيء . طعام النـاس مـن الغريـب

ــسهريز ــصفحة ( مــن ال والبرنــي ) ١٢٦: ال

: فقــال موالنــا وهــو شــيخ آبيــر الــسن. ألآلنــا

. ولكني أنا لم أنظـر فـي شـيء مـن هـذا قـط

دخل إسـماعيل بـن غـزوان إلـى : قال المكي

فوجد الصف تامـا فلـم . بعض المساجد يصلي

فجذب ثوب شيخ فـي . يستطع أن يقوم وحده

فلمـا تـأخر الـشيخ . الصف ليتأخر فيقـوم معـه

موضــع الــشيخ ورأى الفــرج تقــدم فقــام فــي

وترك الشيخ قائما خلفه ينظر في قفاه ويدعو

وآان ثمامة يحتشم أن يقعـد علـى . اهللا عليه

ومن رأيه أن يأآل بعض . خوانه من ال يأنس به

فحبس قاسم التمـار يومـا علـى . غلمانه معه

ــشمه ــن يحت ــض م ــه بع ــك . غدائ ــل ذل فاحتم

ثم عاد بعد ذلك إلى مثلهـا . ثمامة في نفسه

رارا حتـى ضـج ثمامـة واسـتفرغ ففعل ذلك مـ

ما يـدعوك إلـى هـذا : فأقبل عليه فقال . صبره

لو أردتم لكـان لـساني مطلقـا وآـان رسـولي

فلم تحبس على طعـامي مـن ال . يؤدي عني

إنما أريد أن اسخيك فأنفي عنك : آنس به قال

فلمـا أن آـان بعـد ذلـك . التبخيل وسوء الظـن

تريـد أيـن : أراد بعضهم االنصراف قال له قاسم

فلـم : قـال . قد تحرك بطني فأريد المنـزل : قال

ال تتوضأ هاهنا فإن الكنيف خال نظيف والغالم

فــارغ نــشيط ولــيس مــن أبــي معــن حــشمة

. فــدخل الرجــل فتوضــأ! ومنزلــه منــزل إخوانــه

فلمـا آـان بعـد . فلما آان بعد أيام حـبس آخـر

فاغتاظ ثمامة وبلغ في الغـيظ ! ذلك حبس آخر

هـذا : ثـم قـال . مثلـه قـط مبلغا لم يكن علـى

ــسخيني ــدائي ألن يــ ــسهم علــــى غــ يحبــ

لمه ألن من ! بحبسهم على أن يخرءوا عندي

! لم يخرأ الناس عنده فهو بخيل علـى الطعـام

فــالن يكــره أن يؤآــل : وقــد ســمعتهم يقولــون

فـالن يكـره أن : ولم أسمع أحدا قط قال . عنده

وآان قاسـم شـديد األآـل شـديد ! يخرأ عنده

ــذر ال ــةالخــبط ق وآــان أســخى النــاس . مؤاآل

على طعـام غيـره وأبخـل النـاس علـى طعـام

وآــان يعمــل عمــل رجــل لــم يــسمع . نفــسه

فكــان ال يرضــى . بالحــشمة وال بالتجمــل قــط

بسوء أدبه على طعام ثمامة حتـى يجـر معـه

وآان بينه وبين إبراهيم ابنه في . ابنه إبراهيم

فكانـا إذا ! القذر ما بينه وبـين جميـع العـالمين

ابال على خوان ثمامة لـم يكـن ألحـد علـى تق

فـأتوه ! أيمانهما وشمائلهما حظ فـي الطيبـات

يوما بقصعة ضخمة فيها ثريدة آهيئة الصومعة

( مكللة بإآليل من عراق بـأآثر مـا يكـون مـن

فأخذ قاسم الـذي . العراق ) ١٢٧: الصفحة

يستقبله ثم أخذ يمنة وأخذ ما بـين يـدي مـن

ة حتـى لـم يـدع إال عرقـا آان بينه وبين ثمامـ

ثم مال على جانبه األيسر فصنع . قدام ثمامة

فلمـا ! وعارضـه ابنـه وحاآـاه . مثل ذلك الصنيع

أن نظــر ثمامــة إلــى الثريــدة مكــشوفة القنــاع

مــسلوبة عاريــة واللحــم آلــه بــين يديــه وبــين

يدي ابنـه إال قطعـة واحـدة بـين يديـه تناولهـا

. هافوضـــعها قـــدام إبـــراهيم ابنـــه ولـــم يـــدفع

فقـال قاسـم . واحتسب بها في الكرامة والبـر

أمــا رأيــتم إآــرام ثمامــة : لمــا فــرغ مــن غدائــه

: البني وآيف خصه فلما حكى هـذا لـي قلـت

ما أظن أن في األرض عرقا أشام علـى ! ويلك

! ويلـك : فلما حكى هذا لـي قلـت ! عيالك منه

ما أظن أن في األرض عرقا أشأم على عيالك

ظ وهـذا الغـيظ ال يترآـه هذا أحرجـه الغـي ! منه

فإن قـدر لـك علـى ذنـب . حتى يتشفى منك

. وإن لم يقدر أقدره لك الغيظ . فقد واهللا هلكت

وليس أحـد إال وفيـه مـا . وأبواب التجني آثيرة

فكيـف وأنـت ذنـوب مـن . إن شئت جعلته ذنبا

وآان ثمامة يفطـر أيـام آـان ! قرنك إلى قدمك

فكثــروا عليــه. فــي أصــحاب الفــساطيط ناســا

ــاع والـــشفاعات ــوه بالرقـ وفـــي حـــشوة . وأتـ

المتكلمين أخـالق قبيحـة وفـيهم علـى أهـل

. الكالم وعلى أرباب الـصناعات محنـة عظيمـة

فلمــا رأى ثمامــة مــا قــد دهمــه أقبــل علــيهم

ــال ــز وجـــل ال : وهـــم يتعـــشون فقـ إن اهللا عـ

ومـن . آلكم واجب الحق . يستحيي من الحق

لــم تجئنــا شــفاعته فأآرمــه آمــن تقــدمت

آما أنا لو فكذلك أنـتم إذا أعجزنـا أو . هشفاعت

بدا لنا فليس بعضكم أحق بالحرمان من بعض

. أو بالحمل عليـه أو باالعتـذار إليـه مـن بعـض

ومتى قربتكم وفتحت بابي لكـم وباعـدت مـن

هو أآثر منكم عددا وأغلقت بـابي دونهـم لـم

يكن في إدخالي إياآم عذر لـي وال فـي منـع

قــال أبــو ! وال تعــودوافانــصرفوا . اآلخــرين حجــة

وقعت بين قوم عربـدة فقـام : محمد العروضي

. المغني يحجز بينهم وآان شيخا معيال بخـيال

! معيـشتي : فمسك رجل بحلقه فعصره فصاح

وحثني ابـن آريمـة . فتبسم وترآه ! معيشتي

. وهبــوا للكنــاني المغنــي خابيــة فارغــة: قــال

. فلما آان عند انصرافه وضعوها له على الباب

وأدرآـه مـا يـدرك . لم يكن عنده آراء حمالهـا و

فكـان يرآلهـا . المغنين من التيه فلـم يحملهـا

ويقوم . رآلة فتدحرج وتدور بمبلغ حمية الرآلة

ــا ــرى م ــسان وي ــراه إن ــة آــي ال ي ــن ناحي ( م

ثــم يــدنو منهــا ثــم . يــصنع ) ١٢٨: الــصفحة

. يرآلها أخرى فتدحرج وتدور ويقف مـن ناحيـة

! إلـى أن بلـغ بهـا المنـزل فلم يزل يفعل ذلـك

آان عبد النور آاتب إبراهيم بن عبد اهللا : قالوا

بن الحـسن قـد اسـتخفى بالبـصرة فـي عبـد

. القيس من أمير المؤمنين أبي جعفر وعمالـه

وآـان ال يطلـع . وآان في غرفـة قـدامها جنـاح

فلمـا سـكن الطلـب شـيئا وثبـت . رأسه منها

عنــده حــسن جــوار القــوم صــار يجلــس فــي

ــ ــرى الجن ــصوت وال ي ــسمع ال ــأن ي اح يرضــى ب

الشخص لما في ذلـك مـن األنـس عنـد طـول

فلمــا طالــت بــه األيــام ومــرت أيــام . الوحــشة

. السالمة جعل فـي الجنـاح خرقـا بقـدر عينـه

فلما طالت األيام صار ينظر من شق باب آـان

ثم مـا زال يفتحـه األول فـاألول إلـى . مسمورا

ا لـم يـر فلم. أن صار يخرج رأسه ويبدي وجهه

فلمـا زاد فـي . شيئا يريبـه قعـد فـي الـدهليز

ثم صلى معهـم ! األنس جلس على باب الدار

ــصالهم ودخــل ــي م ــك . ف ــد ذل ــم صــلى بع ث

ــضون فــي . والقــوم عــرب. وجلــس ــانوا يفي وآ

الحديث ويذآرون من الـشعر الـشاهد والمثـل

وهـو فـي ذلـك . ومن الخبـر األيـام والمقامـات

تــى مــنهم ســاآت إذا أقبــل عليــه ذات يــوم ف

خرج عن أدبهم وأغفل بعض ما راضوه بـه مـن

يا شيخ إنا قوم نخوض فـي : سيرتهم فقال له

بعض ضـروب فربمـا تكلمنـا بالمثلبـة وأنـشدنا

فلوا أعلمتنا ممن أنـت تجنبنـا آـل مـا . الهجاء

ولو اجتنبنا أشعار الهجاء آلها وأخبـار . يسوءك

المثلــب بأســرها لــم نــأمن أن يكــون ثناؤنــا

فلو عرفتنـا . بعض العرب مما يسوءك ومديحنا ل

نسبك آفيناك سـماع مـا يـسوءك مـن هجـاء

فلطمـه شـيخ مـنهم . قومك ومن مديح عدوك

محنة آمحنـة الخـوارج وتنقيـر ! ال أم لك : وقال

آتنقير العيابين ولم ال تدع ما يريبك إلـى مـاال

: قـال . يريبك فتسكت إال عما توقن بأنه يسره

نبا بـي لـبعض ثم إن موضعي : وقال عبد النور

فتحولـت إلـى شـق بنـي تمـيم فنزلـت . األمر

برجل فأخذته بالثقة وأآمنت نفـسي إلـى أن

وآـان للرجـل آنيـف إلـى . أعرف سبيل القـوم

إال أن . جانــب داره يــشرع فــي طريــق ال ينفــذ

من مر في ذلـك الـشارع رأى مـسقط الغـائط

وآان صاحب الدار ضـيق . من خالء ذلك الجناح

فكـان القـوم إذا . ي عليـه العيش فاتسع بنزول

مروا به ينظرون إلى موضع الزبـل والغـائط فـال

يذهب قلبـي إلـى شـيء ممـا آـانوا يـذهبون

فبينا أنا جـالس ذات يـوم إذا أنـا بأصـوات . إليه

ملتفة على الباب وإذا صاحبي ينتفـي ويعتـذر

مـا هـذا : وإذا الجيران قد اجتمعـوا إليـه وقـالوا

أن آنـا ال الثلط الذي يسقط مـن جناحـك بعـد

نرى إال

شـيئا آـالبعر مـن يـبس ) ١٢٩: الصفحة (

ولوال أنـك ! الكعك وهذا ثلط يعبر عن أآل غض

ــواري انتجعـــت علـــى بعـــض مـــن تـــستر وتـ

الـــــستر دون : وقـــــد قـــــال األول. ألظهرتــــه

الفاحــشات واليلقــاك دون الخيــر مــن ســتر

ــوارى ــا ت ــسلطان لم ــة ال ــذا طلب ــوال أن ه . ول

. جــر علــى الحــي بليــةفلــسنا نــأمن مــن أن ي

إذا حسنت حالـك فـي عاجـل -ولست تبالي

ــك ــى -أيام ــا تلق ــال وم ــك الح ــضي ب إالم يف

فإما أن تخرجه إلينا وإما أن تخرجـه . عشيرتك

هـذه واهللا القيافـة : فقلـت : قال عبد النور . عنا

خرجت من الجنة ! إنا هللا ! وال قيافة بني مدلج

وقـد اعـذر مـن . هـذا وعيـد : وقلـت ! إلى النـار

فلــم أظــن أن اللــؤم يبلــغ مــا رأيــت مــن . انــذر

هؤالء وال ظننـت أن الكـرم يبلـغ مـا رأيـت مـن

شــهدت األصــمعي يومــا وأقبــل علــى ! أولئــك

جلسائه يسألهم عـن عيـشهم وعمـا يـأآلون

: فأقبل على الذي عن يمينه فقـال . ويشربون

أآـل يـوم : قـال . اللحـم : أبا فالن ما أدمك قـال

الـصفراء والبيـضاء وفيـه : قـال . نعـم : لحم قـال

والحمــراء والكــدراء والحامــضة والحلــوة والمــرة

لـيس هـذا ! بئس العيش هـذا : قال. نعم: قال

آان عمر بن الخطاب رحمة . عيش آل الخطاب

وآــان . اهللا عليــه ورضــوانه يــضرب علــى هــذا

ثم سـأل . مد من اللحم آمد من الخمر : يقول

اآلدام : أبا فالن مـا أدمـك قـال : الذي يليه قال

أفي آدامك سـمن : قال. لكثير واأللوان الطيبة ا

قال فتجمع السمن والسمين على . نعم: قال

لــيس هــذا عــيش آل : قــال. نعــم: مائــدة قــال

ــه . الخطــاب آــان ابــن الخطــاب رحمــة اهللا عل

ــذا ــى ه ــضرب عل ــوانه ي ــد . ورض ــان إذا وج وآ

القدور المختلفة الطعوم آدرها في قدر واحدة

لقتــل بعــضها إن العــرب لــو أآلــت هــذا: وقــال

أبا فـالن مـا : ثم يقبل على اآلخر فيقول . بعضا

. اللحــم الــسمين والجــداء الرضــع: أدمــك قــال

لـيس : قـال . نعـم : فتأآله بـالحوارى قـال : قال

ــاب ــذا عــيش آل الخط ــاب . ه ــن الخط ــان اب آ

أترونـي : أو ما سمعته يقول . يضرب على هذا

ال أعــرف الطعــام الطيــب لبــاب البــر بــصغار

تراه آيف ينتفي من أآله وينتحـل أال . المعزى

أبـا : معرفته ثم يقبل على الـذي يليـه فيقـول

أآثــر مــا نأآــل لحــوم : فــالن مــا أدمــك فيقــول

الجزور ونتخذ منها هذه القاليـا ونجعـل بعـضها

أفتأآــل مــن أآبادهــا وأســمنتها : قــال. شــواء

لـيس هـذا : قـال . نعـم : وتتخذ لك الصباغ قـال

يــضرب آــان ابــن الخطــاب. عــيش آل الخطــاب

أتروني ال أقـدر : أو ما سمعته يقول . على هذا

أتخذ أآبادا وأفالذا وصالئق وصنابا أال تراه آيف

أآلــه ويستحــسن ) ١٣٠: الــصفحة ( ينكــر

أبا فالن مـا أدمـك : معرفته ثم يقول للذي يليه

ــول ــات : فيق ــصة والفالوذج ــشبارقات واألخب . ال

طعام العجم وعـيش آـسرى ولبـاب البـر : قال

حتــى أتــى -لعــاب النحــل بخــالص الــسمن ب

بـئس العـيش : آـل ذلـك يقـول . على آخـرهم

آـان ابـن . ليس هـذا عـيش آل الخطـاب ! هذا

فلما انقضى آالمـه . الخطاب يضرب على هذا

يا أبا سعيد ما أدمـك : أقبل عليه بعضهم فقال

يوما لبن ويومـا زيـت ويومـا سـمن ويومـا : قال

عـيش . ومـا لحـم تمر ويوما جبن ويوما قفـار وي

آـان : قـال أبـو األشـهب : ثم قـال . آل الخطاب

الحسن يشتري ألهله آل يـوم بنـصف درهـم

فلمـا حـبس عطـاؤه . فإن غـال فبـدرهم . لحما

ونبئــت عــن رجــل مــن . آانــت مرقتــه بــشحم

من لم يحسن يمنـع لـم : قريش أنه آان يقول

أي بني إنك إن : يحسن يعطى وأنه قال البنه

إلعطــاء أوشــك أن أعطيــت فــي غيــر موضــع ا

ثـم أقبـل علينـا . تستعطي الناس فـال تعطـي

هل علمتم أن اليأس أقـل مـن القناعـة : فقال

إن الطمع ال يزال طمعـا وصـاحب الطمـع . وأعز

ال ينتظر األسباب وال يعرف الطمع الكاذب مـن

شــهوة مفــسدة : والعيــال عيــاالن . الــصادق

وأآل الـشهوة أثقـل مـن أآـل . وضرس طحون

عمـوا أن العيـال سـوس المـال وقـد ز . الضرس

إن الـشهوة : وأنا أقـول . وأنه ال مال لذي عيال

تبلغ ما ال يبلغ السوس وتأتي على مـا يقـصر

ما عال أحد قط : وقد قال الحسن . دونه العيال

مالـك : وقيل ليشخ من أهل البصرة . عن قصد

ألنـي اتخـذت العيـال : " ال ينمي لك مال قـال

". قبـل العيـال قبل المال واتخذ النـاس المـال

وقد رأيت من تقدم عياله ماله فجبره اإلصـالح

أر : وقـال . ورفده االقتصاد وأعانه حسن التدبير

وقـال إيـاس . لشهواني تدبيرا وال لشره صـبرا

إن الرجل يكون عليـه ألـف فينفـق : بن معاوية

ويكون عليه ألفان . ألفا فيصلح فتصلح له الغلة

ويكـون . غلـة فينفق ألفين فيصلح فتصلح لـه ال

عليه ألفان فينفق ثالثة آالف فيتبع العقار في

: وذآر الحديث عن أبي لينة قـال . فضل النفقة

آنت أرى زيادا وهـو أميـر يمـر بنـا علـى بغلـة

. في عنقها حبل من ليف مـدرج علـى عنقهـا

وآان سلم بن قتيبة يرآب بغلـة وحـده ومعـه

ــة آالف رابطــة ــن عيــسى . أربع ورآه الفــضل ب

بذلـة نبـي وقعـود : وهو أمير فقـال على حمار

ولو شاء أبو سيارة ) ١٣١: الصفحة ! ( جبار

أن يدفع بـالعرب علـى جمـل مهـري أو فـرس

. ولكنــه أراد هــدى الــصالحين . عتيــق لفعــل

فنـزل . وحمل عمر على بـرذون فهملـج تحتـه

. جنبوني هـذا الـشيطان : فقال ألصحابه . عنه

ما أعـزآم ال تطلبوا العز بغير : ثم قال ألصحابه

قــد آنــت أعجــب مــن بعــض الــسلف . اهللا بــه

مـا أعـرف شـيئا ممـا آـان النـاس : حيث قـال

ولم يزل النـاس . وأنا أقول ذلك . عليه إال األذان

ــوا ــا رفع ــوا باإلســراف وم ــا ترفع ــوط م فــي هب

وإن من أعجب ما رأيت فـي . البنيان للمطاولة

هــذا الزمــان أو ســمعت مفــاخرة مــويس بــن

هللا بن سليمان فـي أيهمـا عمران ألبي عبيد ا

ومـا للتـاجر ! آان أسـبق إلـى رآـوب البـراذين

وللبرذون وما رآوب التاجر للبـراذين إال آرآـوب

ولو آانوا إذا جلسوا في الخيوش ! العرب للبقر

واتخذوا الحمامـات فـي الـدور وأقـاموا وظـائف

الـــثلج والريحـــان واتخـــذوا القيـــان والخـــصيان

القــضاة اســترد النــاس ودائعهــم واســترجعت

ــادوا إلــى ــام والحــشرية مــنهم لع أمــوال األيت

ــصادهم ــشهم واقتـ ــنهم وعيـ ــم . ديـ وإذا رآهـ

أصحاب الغالت وأهل الـشرف والبيوتـات أنفـوا

فهلكــوا . أن يكونــوا دونهــم فــي البــزة والهيئــة

زعـم أبـو يعقـوب الخريمـي أن جعفـر . وأهلكوا

بــن يحيــى أراد يومــا حاجــة آــان طريقــه إليهــا

وأنـه دفـع إلـى خـادم لـه على باب األصمعي

ســأنزل فــي : آيــسا فيــه ألــف دينــار وقــال لــه

وســــيحدثني . رجعتــــي إلــــى األصــــمعي

ــضحكني ــضع . وي ــد ضــحكت ف ــي ق ــإذا رأيتن ف

فلما دخل فرأى حبا مقطوع . الكيس بين يديه

الرأس وجرة مكسورة العروة وقـصعة مـشعبة

وجفنة أعشارا ورآه علـى مـصلى بـال وعليـه

مــه بعينــه أال يــضع غمــز غال-برآــان أجــرد

فلم يـدع . الكيس بين يديه وال يدفع إليه شيئا

األصمعي شيئا مما يضحك الـثكالن والغـضبان

مـا : إال أورده عليه فما تبسم فقال له إنـسان

أدري من أي أمر يك أعجب أمن صـبرك علـى

الضحك وقد أورد عليك ما ال يـصبر علـى مثلـه

أم من ترآك إعطـاءه وقـد آنـت عزمـت علـى

! ويلـك : قـال ! عطائه وهذا خالف ما أعرفك به إ

ــم ــد ظل ــذئب فق ــن اســترعى ال ــن زرع . م وم

إنـي واهللا لـو علمـت أنـه . سبخة حـصد الفقـر

يكتم المعروف بالفعل لما ارتفقـت بنـشره لـه

( وأيــن يقــع مــديح اللــسان مــن . باللــسان

ــصفحة ــار الغنــى علــى ) ١٣٢: ال مــديح آث

. تكـذب اإلنسان فاللسان قد يكـذب والحـال ال

فعاجوا فـأثنوا بالـذي : هللا در نصيب حيث يقول

ــب ــك الحقائ ــو ســكتوا أثنــت علي ــت أهلهول أن

أعلمت أن نـاووس أبرويـز أمـدح لـه مـن شـعر

زهيــر آلل ســنان بــن أبــي حارثــة ألن الــشاعر

يكــذب ويــصدق وبنيــان ال يكــذب مــرة ويــصدق

آـان . فلست بعائد إلى هذا بمعروف أبدا . مرة

ــ اهللا مـــن االســـتقراض األصـــمعي يتعـــوذ بـ

فأنعم اهللا عليـه حتـى صـار هـو . واالستقراض

. المــستقرض منـــه والمــستفرض مـــا عنـــده

وآــان . فــاتفق أن أتــاه فــي يــوم واحــد رجــالن

. أحدهما يطلب الفرض واآلخـر يطلـب القـرض

ثـم ! هجما عليه معا فأثقلـه ذلـك ومـأل صـدره

تتبــدل : " أقبــل علــى صــاحب الــسلف فقــال

ولكـل زمـان تـدبير ولكـل . لاألفعال بتبدل الحا

آـان . شيء مقدار واهللا في آل يوم في شأن

الفقيه يمر باللقطة فيتجاوزها وال يتناولها آي

يمتحن بحفظها سواه إذ آان جل النـاس فـي

. ذلك الدهر يريـدون األمانـة ويحوطـون اللقطـة

فلمـــا تبـــدلوا وفـــسدوا وجـــب علـــى الفقيـــه

به من إحرازها والحفظ لها وأن يصبر على ما نا

وقـد بلغنـي ". " المحنة واختبر به من الكلفـة

أن رجال أتـي صـديقا لـه يـستقرض منـه مـاال

: فقـال لـه . فترآه بالباب ثم خـرج إليـه مـؤتزرا

جئــت للقتــال والطــام والخــصومة : مالــك قــال

ألنك في أخـذ مـالي : ولم قال : قال. والصخب

وإما أن تمطلني . إما أن تذهب به : بين حالين

أخذتــه علــى طريــق البــر والــصلة فلــو. بــه

. العتددت عليك بحق ولوجب عليـك بـه شـكر

وإذا أخذته من طريق السلف آانت العادة في

الـــديون والـــسيرة فـــي األســـالف الـــرد أو

وإذا تقاضيتك أغضبتك وإذا أغـضبتك . التقاضي

أسمعتني ما أآره فتجمع على المطل وسـوء

اللفظ والوحـشة وإفـساد اليـد فـي األسـالف

فـإذا نقلتنـي . ت أظلم فأغضب آما غضبت وأن

إلى حالك فعلـت فعلـك وصـرت أنـا وأنـت آمـا

فما ظنك -أنا تئق وصاحبي مئق : قال العربي

بمئق من الغيظ مملوء من الغضب القى متأقا

ولكني أدخـل -من الموق مملوءا من الكفران

إلــى المنــزل فــأخرج إليــك مــؤتزرا فأعجــل لــك

وقـد علمـت أن ضـرب .اليوم ما أخرته إلى غد

الموعظة دون ضرب الحقـد والـسخيمة فتـربح

صرف ما بين األلمين وفضل ما بـين الـشتمين

وبعد فأنا أضن بصداقتي لك وأشـح علـى ". "

نصيبي منك من أن أعرضه للفساد وأن أعينك

ــصفحة ( ــة ) ١٣٣: الـ ــال . علـــى القطيعـ فـ

تلمني على أن آنت عنـدي واحـدا مـن أهـل

ت عنـد نفـسك فـوقهم وبعيـدا فإن آن . عصرك

مــن مــذهبهم فــال تكلــف النــاس علــم الغيــب

وما زالت العارية مـؤداة : " ثم قال ". فتظلمهم

أحــق الخيــل : فلمــا قــالوا. والوديعــة محفوظــة

أحـق الخيـل : بالرآض المعار بعد أم آان يقـال

: بالصون المعار وبعـد المـؤمنين قيـل لبعـضهم

-! فاقتـل : رإنه عارية وقـال اآلخـ : ارفق به قال

: ولمـا قـالوا . فسدت العارية واستد هذا البـاب

واخفـــض جناحـــك إن مـــشيت تخـــشعاحتى

وحين أآلـت األمانـات " " تصيب وديعة ليتيم

األمنــــاء واألوصــــياء ورتــــع فيهــــا المعــــدلون

والــصارفون وجــب حفظهــا ودفنهــا وآــان أآــل

األرض لها خيرا من أآل الخئون الفاجر واللئيم

مع قول أآثم بن صيفي في ذلك وهذا. الغادر

: أيـن تـذهبين قالـت : لو سئلت العارية : الدهر

وأنـا اليـوم أنهـي عـن ". " أآسب أهلـي ذمـا

العارية والوديعة وعن القرض والفرض وأآره أن

أما القرض فما أنبأتك وأما . يخالف قولي فعلي

ولو وهبت . الفرض فليس يسعه إال بيت المال

علـى مـالي بابـا ال لك درهمـا واحـدا لفتحـت

تسده الجبال والرمال ولو اسـتطعت أن أجعـل

إن النـاس ". " دونه ردما آردم ياجوج ومـأجوج

فاغرة أفواههم نحوه من عنده دراهـم فلـيس

وإن طعمـوا لـم . يمنعهم من النهس إال اليأس

تبـــق راغيـــة وال ثاغيـــة وال ســـبد وال لبـــد وال

تـدري أ! صامت وال ناطق إال ابتلعـوه والتهمـوه

ــد أن تفقــره ــد بــشيخك إنمــا تري ــإذا . مــا تري ف

وقد تعلم مـا جـاء فـي قتـل . أفقرته فقد قتلته

فلم أشـبه قـول األصـمعي "! النفس المؤمنة

أنـا أضـن بـك وأشـح : " لهذا الرجل حـين قـال

إال " على نصيبي منك من أن أعرضه للفساد

بـالنظر : " بقول ثمامة حين قال البـن سـافري

وذلـك ". فقة مني أسـبك مني أقول لك والش

أنه ندم فرأى أن هذا القول يجعل ذلك منه يدا

لي : وشهدت ثمامة وقد أتاه رجل قال . ونعمة

. ولي إليك أيضا حاجة : إليك حاجة فقال ثمامة

لست أذآرها لك حتـى : وما حاجتك قال : قال

فحـاجتي : قـال . نعم: قال. تضمن لي قضاءها

ال تدري ما إنك : قال. أال تسألني هذه الحاجة

: الـصفحة : ( قـال . بلى قد دريت : هي قال

وليس يكـون . هي حاجة : فما هي قال ) ١٣٤

الشيء حاجة إال وهي تخرج إلى شـيء مـن

: قـال . فقد رجعـت عمـا أعطيتـك : قال. الكلفة

: فأقبل عليه آخـر فقـال . لكني ال أرد ما أخذت

. قـل : قـال . لي حاجة إلى منصور بن النعمـان

مامـة بـن أشـرس ألنـي أنـا لي حاجـة إلـى ث

. الذي أقضي لك الحاجة ومنـصور يقـضيها لـي

ثم . فالحاجة أنا أقضيها لك وغيري يقضيها لي

فأنا ال أتكلم في الواليـات وال أتكلـم فـي : قال

الــدراهم ألن الــدراهم مــن قلــوب النــاس وألن

فمن سـألته اليـوم أن يعطيـك . الحوائج تنقض

تلـك فتعجيلـي . سألني غدا أن أعطي غيـرك

ليس عنـدي دراهـم ولـو . العطية لك أروح لي

ــة ــوائبي القائم ــت ن ــدي دراهــم لكان ــان عن آ

ــستغرقها ــساعة ت ــن . ال ــم م ــب لك ــن أؤن ولك

! علي لكم من التأنيب آل مـا تريـدون . شئتم

قلت له فإذا أتيت رجال في أمر لم تتقـدم فيـه

بمسألة آيف يكـون جوابـه لـك فـضحك حتـى

لمه في مرمـة وجاء مرة أبو همام المسوط يك

: داره التي تطوع ببنائها في رباط عبادان فقال

قـد آنـت عزمـت . ذآرتني الطعن وآنت ناسيا

ــد ــة ق ــي أن الجبري ــين بلغن ــدمها ح ــى ه عل

تهـدم مكرمـة ودارا ! سـبحان اهللا : قـال . نزلتها

فتعجـب مـن ذا قـد : قد وقفتهـا للـسبيل قـال

أردت أن أهدم المسجد الذي آنت بنيته ليزيد

حــين تــرك أن يبنيــه فــي الــشارع بــن هاشــم

وبناه في الرائغ وحـين بلغنـي أنـه يخلـط فـي

فلــو . الكــالم ويعــين البــشرية علــى المعتزلــة

أراده أبو همـام وجـد مـن ثمامـة مربـدا جميـع

وآان حين يـسوي لـك اللفـظ ! مساحة األرض

ــسادها ــاني مــن ف . ال ينظــر فــي صــالح المع

إن صـديقك : وتمشى رجل إلى الغاضري قـال

فــأي : قــال. ادمي قــد قطــع عليــه الطريــقالقــ

فلـيس : قـال . أن تخلف عليـه : شيء تريد قال

وأتـى ابـن ! عليه قطع الطريق بل علـى قطـع

سكاب الصيرفي صديق له يـستلف منـه مـاال

ــال ــل : فق ــت وأن أعت ــول لقل ــو شــئت أن أق ل

اعتللت وأن أستعير بعـض آـالم مـن يـستلف

ن وليس أرى شيئا خيـرا مـ . منه إخوانه فعلت

ــل ــيس أفع ــصا ول ــشر الع ــصحيح وق ــإن . الت ف

التمــست لــي عــذرا فهــو أروح لقلبــك وإن لــم

وضــاق الفــيض بــن يزيــد . تفعــل فهــو شــر لــك

واهللا ما عنـدنا مـن شـيء : ضيقا شديدا فقال

والبيـع ال . نعول عليه وقد بلغ السكين العظـم

والرأي أن ننـزل هـذه . يكون إال مع طول المدة

ــاد ــه يعــرف الحــال النائبــة بمحمــد بــن عب فإن

وصحة المعاملـة وحـسن القـضاء ومـا لنـا مـن

: الـصفحة ( السبب المنتظر فلو آتبت إليه

آتابا لسره ذلك ولسد منا هـذه الخلـة ) ١٣٥

ــساعة ــة ال ــم والقرطــاس . القائم ــاول القل فتن

ليكتب إليه آتـاب الواثـق المـدل ال يـشك أنـه

سيتلقى حاجته بمثـل مـا آـان هـو المتلقـي

ومضى بعض من آان في المجلـس -ه لها من

إلــى محمــد بــن عبــاد ليبــشره بــسرعة ورود

فـأمر . فأتاه أمر ال يقـوم بـه . حاجة الفيض إليه

بالكتابة إليه ليشغله بحاجته إليه عـن حاجتـه

مـالي يـضعف والـدخل قليـل : فكتب إليه . إليه

وأرزاقنا من الـديوان . والعيال آثير والسعر غال

علينــا مــن أبــواب وقــد تفتحــت . قــد احتبــست

النوائب في هـذه األيـام مـا لـم يكـن لنـا فـي

فإن رأيـت أن تبعـث إلـي بمـا أمكنـك . حساب

فعجــل بــه فــإن بنــا إليــه أعظــم الحاجــة فــورد

فلما . الكتاب على الفيض قبل نفوذ آتابه إليه

يـا أخـي تـضاعفت : قرأه استرجع وآتـب إليـه

على المصيبة حتى جمعت خلـة عيالـك إلـى

. قـد آنـت علـى االحتيـال لهـم و. خلة عيـالي

ــذا وسأضـــطرب فـــي وجـــوه الحيـــل غيـــر هـ

وسأتحرك فـي بيـع مـا عنـدي ولـو . االضطراب

فلما رجع الكتاب على ابن عبـاد . ببعض الطرح

سكن وألقي صاحبه في أشد الحرآـة وأتعـب

وآان رجل من أبناء الحربيـة لـه سـخاء . التعب

وآان يكثر اسـتزارة ابـن عبـاد ويتلـف . وأريحية

من األموال من طريق الرغبة في األدبـاء عليه

وآــان يظــن بكرمــه أن . وفــي مــشايخ الظرفــاء

ــادة فـــي ــاد فـــي منزلـــه زيـ زيارتـــه ابـــن عبـ

وقد آـان بلغـه إمـساآه ولكنـه لـم . المؤانسة

فأتاه يوما متطرئـا . يظن أنه ال حيلة في سببه

وقــد رضــيت بمــا . جئتــك مــن غيــر دعــاء: قــال

بمـا : ولـك وق. فليس يحـضر شـيء : قال. حضر

: قــال! حــضر ال بــد مــن أن يقــع علــى شــيء

وقطعــه مــالح لــيس هــي : فقطعــة مــالح قــال

شــيء قــال بلــى فــنحن نــشرب علــى الريــق

: قـال . لو آان عندنا نبيذ آنـا فـي عـرس : قال

فــإذا صــرت إلــى : قــال. فأنــا أبعــث إلــى نبيــذ

: قـال ! تحويل النبيذ فحول أيضا ما يصلح للنبيذ

ضار النقــل لــيس يمنعنــي مــن ذلــك ومــن إحــ

والريحـــان إال أن أحتـــسب لـــك هـــذه الـــزورة

وليس يجوز ذلك إال بأن يكون لك فيهـا . بدعوة

فقد انفتح لي باب لكـم فيـه : فقال محمد . أثر

ــساد ــه ف ــيس علــى في فــي هــذه : صــالح ول

فإن . ولهما فرخان مدرآان . النخلة زوج ورشان

فإنهـا سـحيقة -نحن وجـدنا إنـسانا يـصعدها

-ولــم يطيــرا ) ١٣٦: حة الــصف ( -منجــردة

جعلنــا الواحــد -فإنهمــا قــد صــارا ناهــضين

طباهجة واآلخر جردناجا فإنه يوم فطلبـوا فـي

الجيران إنسانا يصعد تلك النخلـة فلـم يقـدروا

. فدلوهم على أآار لبعض أهـل الحربيـة . عليه

فلمـا . فما زال الرسول يطلبه حتى وقع عليـه

ال تـصعد وال هـذه : جاء ونظر إلى النخلـة قـال

فكيف أرومهـا . يرتقي عليها إال بالتبليا والبربند

. أنا بـال سـبب فـسألوه أن يلـتمس لهـم ذلـك

فلما صـار فـي . ثم أتاهم به . فذهب فغبر مليا

فكــان هــو . أعالهــا طــار أحــدهما وأنــزل اآلخــر

! الطباهج والجردناج وهـو الغـداء وهـو العـشاء

ــه ــن ســيابة إلــى صــديق ل ــراهيم ب وآتــب إب

-ويه في األدب ويرتفـع عليـه فـي الحـال يسا

يستــسلف -وآــان آثيــر المــال آثيــر الــصامت

منه بعض ما يرتفق به إلى أن يأتيـه بعـض مـا

إن : فكتب إليه صديقه هذا يعتذر ويقول . يؤمل

والناس يضيفون إلـى . المال مكذوب له وعليه

وأنـا . الناس في هذا البـاب مـا لـيس عنـدهم

وأحـق . آما نحـب اليوم مضيق وليست الحال

فلما ورد آتابه علـى . من عذر الصديق العاقل

إن آنـت آاذبـا فجعلـك : ابن سبابة آتب إليـه

. اهللا صادقا وإن آنت ملوما فجعلك اهللا معـذورا

احتجنا عند التطويل وحين : قال عمرو الجاحظ

صار طويال آبيرا إلى أن يكون قد دخل فيه من

ن بـه ومـا علم العـرب وطعـامهم ومـا يتمـادحو

يتهاجون به شيء وإن قـل ليكـون الكتـاب قـد

ولــوال أن يخــرج مــن . انــتظم جمــل هــذا البــاب

مقـدار شــهوة النــاس لكـان الخبــر عــن العــرب

الطعـام . واألعراب أآثر من جميع هـذا الكتـاب

ثـم . وآذلك الزلـة . والدعوة اسم جامع . ضروب

ــوآيرة ــذار والـ ــرس واإلعـ ــرس والخـ ــه العـ منـ

اسم لكل طعام دعيت إليه والمأدبة. والنقيعة

نحـن فـي المـشتاة : قـال الـشاعر . الجماعات

ندعو الجفلىال تـرى اآلدب فينـا ينتقـر وجـاء

وقد زعم نـاس . القرآن مأدبة اهللا : في الحديث

أن العرس هو الوليمة لقـول النبـي صـلى اهللا

. أولـم ولـو بـشاة : عليه وسـلم لعبـد الـرحمن

ان وآان ابـن عـوف واألصـمعي مـن بعـده يـذم

ــون ــد ويقول ــن عبي ــرو ب ــوالئم : عم ــب ال ال يجي

ــسبوع ــام اإلمــالك واألعــراس وال ــالن طع يجع

إال أن . والعــــرس معــــروف. والختــــان وليمــــة

المفضل الـضبي زعـم أن هـذا االسـم مـأخوذ

) ١٣٧: الـصفحة ( ال عطر بعـد : من قولهم

وآان األصمعي يجعـل العـروس رجـال . عروس

. تعطــر لــهبعينـه آــان بنــى علــى أهلــه فلــم ت

فسمى بعد ذلـك آـل بـان علـى أهلـه بـذلك

ومثل هـذا ال يثبـت إال بـأن يـستفيض . االسم

وأمــا الخــرس . فــي الــشعر ويظهــر فــي الخبــر

فالطعــام الــذي يتخــذ صــبيحة الــوالدة للرجــال

ــساء ــأخوذ مــن . والن ــك م ــوا أن أصــل ذل وزعم

ــساء . الخرســة ــام النف ــة طع ــت . والخرس قال

يخـدمها جارية ولـدت حـين لـم يكـن لهـا مـن

تخرسـي ال : ويمارس لها ما يمارس للنفـساء

ــك ــساور . مخرســة ل ــول م وفــي الخرســة يق

إذا أسدية ولـدت غالمافبـشرها بلـؤم : الوراق

في الغالم تخرسها نساء بني دبيربأخبث مـا

شـرآم : يجدن من الطعام وقـال ابـن قميئـة

ــر ــب بك ــرآم در خــروس مــن األران حاضــر وخي

ــاحبة الخرســ ــي ص ــالخروس ه ــذار . ةف واألع

صبي معذور وصبي معـذر : يقال. طعام الختان

وقـال بعـض أصـحاب النبـي صـلى اهللا . جميعا

: عليه وسلم وهو يريد تقـاربهم فـي األسـنان

فــنكحن : وقــال النابغــة. آنــا إعــذار عــام واحــد

ــذار ــة اإلعـ ــةأعجلنهن مظنـ ــارا وهـــن بإمـ أبكـ

فزعمــوا أنهــم ســموا طعــام اإلعــذار باإلعــذار

قد : آان األصمعي يقول . المجاورةللمالبسة و

فإذا ابتـدلت تلـك . آان للعرب آالم على معان

فمن ذلك قول . المعاني لم تتكلم بذلك الكالم

وإنمـا آـان . ساق إليهـا صـداقها : الناس اليوم

وفـي . هذا يقال حين آان الصداق إبـال وغنمـا

قياس قول األصمعي أن أصـحاب التمـر الـذين

: هم آـانوا ال يقولـون آان التمر ديـاتهم ومهـور

ومن ذلك قول الناس : قال. ساق فالن صداقه

". قد بنى فـالن البارحـة علـى أهلـه : " اليوم

وإنما آان هـذا القـول لمـن آـان يـضرب علـى

وذلـك هـو . أهله في تلك الليلة قبته وخيمتـه

لـو نـزل الغيـث أبنـين : ولذلك قـال األول . بناؤه

: ة الـصفح ( امرأآانت له قبة سحق بجاد

وآــان األصــمعي يعــد مــن هــذا أشــياء ) ١٣٨

ــه ــا وج ــذآرها هاهن ــيس ل ــامهم . ل ــن طع وم

آـان الرجـل يطعـم . وهو طعـام البنـاء . الوآيرة

وإذا فرغ من بنائـه تبـرك بإطعـام . من يبني له

خيــر : ولــذلك قــال قــائلهم. أصــحابه ودعــائهم

طعام شهد العشيرةالعرس واإلعـذار والـوآيرة

مــن اإلبــل والجــزر مــن ويــسمون مــا ينحــرون

والعقيقـة : قال الـشاعر . عرض المغنم النقيعة

ــن ــق ع ــذي يع ــبش ال ــى لحــم الك ــوة عل دع

ــصبي ــسه . الـ ــشعر نفـ ــم للـ ــة اسـ . والعقيقـ

عقوا عنه أي : وقولهم. واألشعار هي العقائق

. عق عنه وعق عليه : ويقولون. احلقوا عقيقته

ــبش ــسمى الكـ ــبب -فـ ــوار وسـ ــرب الجـ لقـ

موا ذلــك الطعــام ثــم ســ. عقيقــة-المتلــبس

ال يقولن : وآان األصمعي يقول . باسم الكبش

أآلت خبزة وإنمـا : أآلت ملة بل يقول : أحدآم

وآذلك يقول فـي الراويـة . الملة موضع الخبزة

وزعمــوا . الراويــة هــو الجمــل: والمــزادة يقــول

فأمــا . أنهــم اشــتقوا الراويــة للــشعر مــن ذلــك

الدعاء إلى هذه األصناف فمنه المذموم ومنـه

فالمــــذموم النقــــرى والممــــدوح . الممــــدوح

وذلـــك أن صـــاحب المأدبـــة وولـــى . الجفلـــى

الدعوة إذا جـاء رسـوله والقـوم فـي أحـويتهم

ــالوا ــديتهم فق ــالن : وأن ــام ف ــى طع ــوا إل . أجيب

فذلك هو . فجعلهم جفلة واحدة وهي الجفالة

قم أنت يا فالن وقم : وإذا انتقر فقال . المحمود

. رك بعـضا فقـد انتقـر أنت يا فالن فدعا بعضا وت

ــذلي ــال الهــ ــالفرث : قــ ــصطلى بــ ــة يــ وليلــ

: جازرهايخص بالنقرى المثرين داعيهـا يقـول

. ال يدعوا فيهـا أصـحاب الثـروة وأهـل المكافـأة

لـو : وقال فـي ذلـك بعـض ظرفائنـا . وهذا قبيح

آان مكوآان فـي آفهمـن خـردل مـا سـقطت

ــد ــن العب ــة ب ــال طرف ــدة وق ــي : واح نحــن ف

جفلىال ترى اآلدب فينا ينتقـر المشتاة ندعو ال

ولما غزا بسطام بن قيس الشيباني مالك بن

ــة ــن خليف ــه عاصــم ب ــضبي وأثبت ــق ال المنتف

شد عليه فطعنه ) ١٣٩: الصفحة ( الضبي

ــدعوني : وهــو يقــول ــة ال ي وهــذا وفــي الجفل

آأنــه حقــد . فــي الحفلــة ال يــدعوني: ويــروى

. عليه حين آـان يـدعو أهـل المجلـس ويدعـه

ــدهم ضــربان وال ــام المــذموم عن أحــدهما : طع

طعـــــام المجـــــاوع والحطمـــــات والـــــضرائك

. والسباريت واللئام والجبناء والفقراء والـضعفاء

ــك ــة : مــن ذل ــد والقرام ــدعاع والهبي الفــث وال

والقرة والعسوم ومنقـع البـرم والقـصيد والقـد

فأما الفظ فإنه وإن آان شـرابا آريهـا . والحيات

. وآذلك المجدوح . بفليس يدخل في هذا البا

ــابهم ــرث إذا أص ــصارة الف ــه ع ــظ فإن ــا الف فأم

وأما المجـدوح فـإنهم إذا . العطش في المفارز

بلغ العطش منهم المجهود نحروا اإلبل وتلقـوا

. ألبابها بالجفان آي ال يضيع من دمائها شيء

فإذا برد الدم ضربوه بأيديهم وجدحوه بالعيـدان

ثقله آمـا جدحا حتى ينقطع فينعزل ماؤه من

لــم تأآــل الفــث : يخلــص الزبــد وقــال الــشاعر

والدعاع ولمتجن هبيـدا بجنبـة مهتبـد وقـال

ــصلت ــي ال ــن أب ــة ب ــان : أمي ــازعون عن وال يتن

شرآوال أقوات أهلهـم العـسوم وال قـرن يقـزز

مــن طعــاموال نــصب وال مــولى عــديم وقــال

معاوية بن أبي ربيعة الجرمي في الفترة وهـو

اسـا مـن هـوازن وهمـا ابنـا يعير بنـي أسـد ون

ألم تر جرما أمجدت وأبوآممع الشعر : القملية

: في قص الملبد شـارع إذا قـرة جـاءت يقـول

أصيب بهاسوى القمل إني مـن هـوازن ضـارع

والقرامــة نحاتــة القــرون واألظــالف والمناســم

. والعلهز القردان تـرض وتعجـن بالـدم . وبرادتها

ان الرجـل آـ . والقرة الدقيق المخـتلط بالـشعر

منهم ال يحلق رأسـه إال وعلـى رأسـه قبـضة

وفي أآل الحيات . فهو معيب . من دقيق لألآل

فإيـاآم والريـف ال يقربنهفـإن : بقوله ابن مناذر

لديه الحيـف والمـوت قاضـيا وقـال القطـامي

) ١٤٠: الـــصفحة : ( فـــي أآلهـــم القـــد

تضيفت في طل وريح تلفنيوفي طرمساء غيـر

إلــى حيزبــون توقــد النــار بعــد ذات آواآــب

ماتلفعــت الظلمــاء مــن آــل جانــب فــسلمت

والتسليم ليس يـسرهاولكنه حـق علـى آـل

جائب فلما تنازعنا الحديث سـألتهامن الحـي

معــشر مــن محــارب ومــن المــشتوين : قالــت

القد في آل شتوةوإن آان ريف النـاس لـيس

ــال الراعــي ــذر مــن أن : بناضــب وق بكــى من

ــ ن الجــوع واإلزار علــى يــضاف وطارقيــشد م

الحشا إلى ضوء نـار يـشتوي القـد أهلهاوقـد

تكرم األضـياف والقـد يـشتوي وقـد يـضيقون

في شراب غير المجدوح والفـظ فـي المغـازي

واألسفار فيمدحون من آثر صـاحبه وال يـذمون

. وهــو مــاء المــصافنة . مــن أخــذ حقــه منــه

وذلك أن . والمصافنة مقاسمة هذا الماء بعينه

. إذا نقـص عـن الـري اقتـسموه بالـسواء الماء

ولم يكن للرئيس وال لصاحب المرباع والـصفي

. وفــضول المقاســم فــضل علــى أخــس القــوم

. وهذا خلق عام ومكرمـة عامـة فـي الرؤسـاء

علـى سـاعة لـو أن فـي القـوم : قال الفرزدق

حاتمــاعلى جــوده ضــننت بــه نفــس حــاتم

وبذلك المذهب من األثرة مـدح الـشاعر آعـب

ــر بنــصيبه رفيقــه النمــري بــن يمامــة حــين آث

ــى : فقــال ــن ســوقة أســقى عل ــان م ــا آ م

ظمإخمرا بماء إذا ناجودها بردا من ابـن مامـة

آعب ثم عـي بهـزو المنيـة إال حـرة وقـدى أو

رد آعـب إنـك :في على الماء آعب ثم قيل له

: وراد فما وردا وفي المصافنة يقول األسـدي

قالئص يحكيهـا آأن أطيطا يا بنة القوم لم يـنخ

الحني المنقح ولم يسق قوما فارسي علـى

ــنح ــات جـــ ــصباب األداوي والمطيـــ الحصىـــ

ويزعمون أن الحصاة التي إن غمرها الماء في

. اإلنــاء آانــت نــصيب احــدهم تــسمى المقلــة

ولــم . وهــذا الحــرف ســمعته مــن البغــداديين

. وقــد برئــت إليــك منــه. أســمعه مــن أصــحابنا

ولمـا تعاورنـا : فنةوقال ابن جحوش في المـصا

اإلداوة أجهـــشتإلى المـــاء نفـــس العنبـــري

وآثرتــه لمــا ) ١٤١: الــصفحة ( الجراضــم

رأيت الـذي بهعلـى الـنفس أخـشى الحقـات

المالوم فجاء بجلمـود لـه مثـل رأسهليـشرب

حظ القوم بين الصرائم وقد يصيب القوم فـي

باديتهم ومواضعهم من الجهد ما لم يسمع به

. ن األمم وال في ناحية من النواحي في أمة م

وإن أحــدهم ليجــوع حتــى يــشد علــى بطنــه

ــد اإلزار ــشده معاق ــصم ب ــى يعت ــارة وحت الحج

وينزع عمامته من رأسه فيشد بها بطنه وإنما

واألعرابي يجد فـي رأسـه مـن . عمامته تاجه

البــرد إذا آــان حاســرا مــا ال يجــده أحــد لطــول

. ف أثنائها مالزمته العمامة ولكثرة طيها وتضاع

ولربمــا آانــت علــى . ولربمــا اعــتم بعمــامتين

وقـــال مـــصعب بـــن عميـــر . قلنـــسوة حدريـــة

سيروا فقد جن الظالم عليكمفباست : الليثي

امرئ يرجو القرى عند عاصم دفعنا إليـه وهـو

آالــذيخ خاطيانــشد علــى أآبادنــا بالعمــائم

يشب لرآب منهم من : وقال الراعي في ذلك

لى ضوئها سـرى إلـى ورائهمفكلهم أمسى إ

ضوء نار يشتوي القد أهلهاوقد تكـرم األضـياف

والقد يشتوى فلما أناخوا واشتكينا إليهمبكوا

وآال الخصمين مما به بكى بكى منذر من أن

يـــضاف وطارقيـــشد مـــن الجـــوع اإلزار علـــى

الحشا ومما يدل على ما هم فيه من الجهد

لمـاء إذا ا : وعلى امتداحهم باألثرة قول الغنوي

بعد اليوم يمذق بعضهببعض ويبلى شح نفس

وجودها وأنا مقار حين يبتكر الغضىإذا األرض

أمست وهي جدب جنودهـا وقـال فـي ذلـك

مـن النهـديات المـاء بالمـاء : العجير الـسلولي

بعد مارمى بالمقـاري آـل قـار ومعـتم وقـال

لنــا إبــل يــروين يومــا : آخــر فــي مثــل هــذا

ــرن ــإن يكث ــاثالث ف ــأربع يمــدهم عيالن ــا ف يوم

بالمــاء ال مــن هوانهمــولكن إذا مــا قــل شــيء

يوســع علــى أنهــا يغــشى أولئــك بيتهــاعلى

اللحــم حتــى يــذهب الــشر أجمــع وقــال أبــو

أخــذت حجــرا فعــصبته علــى : ســعيد الخــدري

( بطنــي مــن الجــوع وأتيــت النبــي صــلى اهللا

فلمـا . عليه وسلم أسـأله ) ١٤٢: الصفحة

مـن يـستعف يعفـه اهللا : سمعته وهو يخطـب

قـال . ومن يستعن يعنه اهللا رجعت ولم أسأله

جعت حتـى سـمعت مـن مـسامعي : أعرابي

فخرجت أريغ الصبد فـإذا بمغـارة وإذا هـو . دويا

. فذبحته وأآلتـه وادهنـت واحتـذيت . جرو ذئب

ــعد ــى س ــية عل ــرة القادس ــدم المغي ــا ق ولم

بسبعين من الظهر وعنـد سـعد ضـيق شـديد

ألصمعي عن عثمان الشحام من الحال وذآر ا

لمــا بلغنــا أن : عــن أبــي رجــاء العطــاردي قــال

النبــي صــلى اهللا عليــه وســلم قــد أخــذ فــي

القتل هربنا فاشتوينا فخذ أرنـب دفينـا وألقينـا

وآـان ! فـال أنـسى تلـك األآلـة . عليها جمالنـا

نعــم : األصــمعي إذا حــدث بهــذا الحــديث قــال

. يفاإلدام الجوع ونعم شعار المسلمين التخف

وذآروا عن عبد الملك بن عمير عن رجـل مـن

. خرجت زائرا ألخوال لي بهجر : بني عذرة قال

فــإذا هــم فــي بــرث أحمــر بأقــصى هجــر فــي

فذآروا أن أتانا تعتاد نخلـة فترفـع . طلوع القمر

يديها وتعطو بفيها وتأخذ الحلقـان والمنـسبتة

فتنكبـت قوسـي وتقلـدت . والمنصفة والمعـوة

. فرميتها فخـرت لفيهـا . أقبلت فإذا قد . جفيري

ــا ــورت ســرتها ومعرفته فقــدحت . فأدرآــت فق

ثم أدرآني ما . ناري وجمعت حطي ثم دفنتها

فمـا اسـتيقظت إال . يدرك الـشباب مـن النـوم

. ثـم آـشفت عنهـا . بحر الشمس في ظهري

ــداعي طــيء ــودك آت ــإذا لهــا غطــيط مــن ال ف

ثـم قمـت إلـى الرطـب وقـد . وغطيف وغطفان

. فجنيـت المعـوة والحلقـان . ضربه برد الـسحر

فجعلت أضع الشحمة بـين الـرطبتين والرطبـة

بــين الــشحمتين فــأظن الــشحمة ســمنة ثــم

سالءة وأحسبها من حالوتهـا شـهدة أحـدرها

وأنا أتهم هذا الحديث ألن فيه ما ال . من الطور

. يجوز أن يتكلم به عربي يعرف مذاهب العـرب

ــال مــديني ألعرابــي أي شــيء وهــو مــن وق

نأآـل مـا دب : وأي شـيء تـأآلون قـال تدعون

ــين ــال المــديني . ودرج إال أم حب ــتهن أم : فق ل

تعـرق أعرابـي : وقال األصمعي . حبين العافية

- ولـه بنـون ثالثـة -فلما أراد أن يلقيـه . عظما

ومـا تـصنع بـه : قـال . أعطينـه : قال له أحـدهم

: قـال . أتعرقه حتى ال تجد فيه ذرة مقـيال : قال

ومـا : قـال . أعطينـه : ل الثاني قا! ما قلت شيئا

تصنع به قال أتعرقه حتى ال تدري ألعامه ذلـك

! مـا قلـت شـيئا : قـال . هو أم للعام الذي قبله

ومـا تـصنع بـه قـال : قـال . أعطينه: قال الثالث

: قــال. إدام ) ١٤٣: الــصفحة ( أجعلــه مخــة

فإنـك لـم تـشبه لقيطـا : وقـال اآلخـر ! أنت لـه

مـع التمـر وقـال وفعلهوإن آنت أطعمت األرز

إذا انغاص منها بعضها لـم تجـد لهادويـا : اآلخر

ــاولوا أن ــدانيا وإن حـ ــا مـ ــان منهـ ــد آـ ــا قـ لمـ

ــزداد إال ــاعلى الـــشعب ال تـ ــشبعوها رأيتهـ يـ

تداعيا معوذة اإلرحال لم توف مرقباولم تمـتط

الجــون الــثالث األثافيــا وال اجترعــت مــن نحــو

ا أتتنا مكة سقةإلينا وال جازت بها العيس وادي

تزيجهــا الجــاذيف نحوناوتعقــب فيمــا بــين ذاك

ــت ــا فقل ــي : المرادي ــدور الت ــذي الق ــن ه لم

ــا وســافيا فقــالوا : أرىتهيــل عليهــا الــريح ترب

وهل يخفى على آل ناظرقدور رقاش إن تأمل

: متى باللحم عهد قـدورآمفقالوا : رائيا فقلت

إذا مــا لــم يكــن عواريــا مــن أضــحى إلــى

اتكون بنـسج العنكبـوت آمـا األضحى وإال فإنه

ــد لــــي فــــي ــتبان الجهــ ــا اســ ــا فلمــ هيــ

ــا ــي عياليـ ــتهم فـ ــكواهم أدخلـ وجوههموشـ

فكنت إذا ما استشرفوني مقبالأشاروا جميعا

لجة وتداعيا وممـا قـالوا فـي صـفة قـدورهم

وهم وإن . وجفانهم وطعامهم مما أنا آاتبه لك

آانوا في بالد جدب فإنهم أحسن الناس حـاال

فال تظنن أن آـل مـا يـصفون بـه . بفي الخص

. قدورهم وجفانهم وثريـدهم وحيـسهم باطـل

ســألت المنتجــع بــن : وحثنــي األصــمعي قــال

ربمــا رأيــت : نبهــان عــن خــصب الباديــة فقــال

- وهـي لـه معرضـة -الكلب يتخطى الخالصة

تهنــا لثعلبــة بــن : وقــال األفــوه األودي. شــبعا

ــشتاء الجــوع ــي ال ــا ف ــةيأوي إليه ــيس جفن ق

نمــا فيهــا المــذانب حلقــةودم الــدالء علــى وآأ

دلوج ينزع وقال معن بن أوس وهو يذآر قـدر

أخـو : سعيد بن العاص فـي بعـض مـا يمدحـه

شتوات ال تـزال قـدورهتحل علـى أرجائهـا ثـم

إذا مـا امتطاهـا ) ١٤٤: الـصفحة ( ترحل

الموقدون رأيتهـالو شـك قراهـا وهـي بـالجزل

ما تغطمطتكهـدر تشعل سمعت لها لغطا إذا

الجمال رزما حين تجفـل تـرى البـازل الكومـاء

فيهــا بأسرهامقبــضة فــي قعرهــا مــا تجلجــل

آأن الكهول الشهب في حجراتهاتغطرش في

تيارهـــا حـــين يحفـــل إذا التطمـــت أمواجهـــا

فكأنهاغوائـــب دهـــم فـــي المحلـــة قبـــل إذا

احتــدمت أمواجهــا فكأنمايزعزعهــا مــن شــدة

رآـودا مقيمـةلمن الغل أفكـل تظـل رواسـيها

نابه فيها معاش ومأآـل وضـاف الفـرزدق أبـا

السحماء سحيم بن عامر أحد بني عمـرو بـن

: مرثد فأحمده وذآـر فـي إحمـاده قـدره فقـال

ســألنا عــن أبــي الــسحماء حتىأتينــا خيــر

يـــا أبـــا الـــسحماء : مطـــروق لـــسارى فقلنـــا

إناوجدنا األزد أبعد من نزار وقـام إلـى سـالفة

ألنـف مربـوب بقـار تـدور علـيهم مسلحبرثيم ا

والقدر تغليبأبيض من سديف الكوم وارى آأن

تطلع الترعيب فيهاعذارى يطلعن إلى عـذارى

إوز تغمس فـي : وقال الكميت في صفة القدر

لجةتغيب مرارا وتطفو مرارا آأن الغطامط مـن

غليهاأراجيز أسلم تهجو غفارا وأما مـا ذآـروا

ر بعـضهم بعـضا فهـو من صفات القدور من تعيـ

لمـا قـال : آما أنشدني محمد بن يـسير قـال

إن لنا قدرا ذراعان عرضـهاوللطول منهـا : األول

ومـا هـذه أخـزى الـه : أذرع وشبار قال اآلخر

ــدرا ــذه قـ ــول ! هـ ــي أقـ ــورى : ولكنـ ــوأت للـ بـ

فوضعتهابرابية من بين ميث وأجرع جعلت لها

هضب الرجـام وطخفـةوغوال أثـافي دونهـا لـم

ع بقدر آأن الليل شحنة قعرهـاترى الفيـل تنز

طافيـــا لـــم يقطـــع يعجـــل لألضـــياف وارى

( سديفهاومن يأتها من سائر الناس يـشبع

وقـــدر آحيـــزوم النعامـــة ) ١٤٥: الـــصفحة

ــشيمها ــا ه ــشب زال عنه ــشتبأجذال خ أحم

ومـا حيـزوم النعامـة : قال ميـسرة أبـو الـدرداء

: ي أقــولولكنــ. واهللا مــا تــشبع هــذه الفــرزدق

وقدر آجوف الليل أحمـشت غليهـاترى الفيـل

طافيا لم يفصل وقال عبد اهللا بن الزبير يمدح

ألــم تــر أن المجــد أرســل : أســماء بــن خارجــة

يبتغيحليف صفاء قـابال ال يزايلـه تخيـر أسـماء

بن حـصن فبطنتبفعـل العـال أيمانـه وشـمائله

ومما يجـوز فـي هـذا البـاب وإن لـم يكـن فيـه

ر قول الفـرزدق فـي العـذافر ابـن زيـد صفة قد

لعمـرك مـا : أحد بنـي تمـيم الـالت بـن ثعلبـة

األرزاق يـــوم اآتيالهابـــأآثر خيـــرا مـــن خـــوان

العذافر ولو ضافه الدجال يلـتمس القرىوحـل

على خبـازه بالعـساآر بعـدة يـأجوج ومـأجوج

جوعاألشبعهم شهرا غداء العذافر وقـال ابـن

ولو شـاء : الحكمعبدل في بشر بن مروان بن

بشر آان من دون بابهطماطم سود أو صقالبة

حمر ولكن بشرا أسهل الباب للتييكون لبشر

عنــدها الحمــد واألجــر وقــالوا فــي مناقــضات

لنـا مـن : أشعارهم في القدور قـال الرقاشـي

عطــاء اهللا دهمــاء جونــةتناول بعــد األقــربين

األقاصــــيا جعلنــــا أالال والرجــــام وطففــــةلها

لت فــوقهن أثافيــا مؤديــة عنــا حقــوق فاســتق

محمدإذا ما أتانا بائس الحال طاويا أتـى ابـن

يسير آي ينفس آربه إذا لم يرح وافي مع

وثرمـاء : الصبح غاديا فأجابـه ابـن يـسير فقـال

ثلماء النواحي وال يرىبها أحد عيبا سوى ذاك

ــأال ــد طلعتي ــضهم عن ــبعض بع ــادي ب ــا ين بادي

جائيا وقال ابن يـسير أبشروا هذا اليسيري

قـدر الرقاشـي لـم تنقـر بمنقارمثـل : في ذلك

القــدور ولــم تفــتض مــن غــار لكــن قــدر أبــي

ــار ــام وأنه ــة آج ــسبتيوما ربيب ( حفــض إذا ن

فاعترض بينهما أبـو نـواس ) ١٤٦: الصفحة

ــدر ــذآر قـ ــانئ الحكمـــي يـ ــن هـ الحـــسن بـ

ودهمـاء تثفيهـا : الرقاشي بالهجاء أيـضا فقـال

ــاش ــال يغــص رق إذا شــتتمرآبة اآلذان أم عي

ــر ــوا بغي ــدرهاوتنزلها عف ــة ص ــزوم البعوض بحي

جعال هي القدر قدر الشيخ بكر بـن وائلربيـع

رأيـت : اليتامى عام آل هزال وقال فيها أيضا

قدور الناس سودا من الـصلىوقدر الرقاشـيين

ــا ــألى عبيطـ ــا مـ ــو جئتهـ ــدر ولـ ــراء آالبـ زهـ

ــا ع ــا فيه ــر مجزالألخرجــت م ــى طــرف الظف ل

يثبتها للمعتفي بفنـائهمثالث آحـظ الثـاء مـن

نقط الحبر تبين في محراثهـا أن عودهـسليم

صحيح لم يصبه أذى الجمر تـروح علـى حـي

الربــاب ودارموســعد وتعروهــا قراضــبة الفــزر

وللحي عمرو نفحة من سجالهاوتغلب والبيض

اللهاميم من بكر إذا ما تنادوا بالرحيل سـعى

هم الحولى من ولد الـذر وقـال بعـض بهاأمام

لــو أن قــدرا : التميميــين وهــو بهجــو ابــن جبــار

بكت من طـول مـا حبـستعلى الحفـوف بكـت

ــذ فــض ــسها دســم م ــا م ــار م ــن جب ــدر اب ق

معـــدنهاوال رأت بعـــد نـــار القـــين مـــن نـــار

والشعوبية واآلزاد مردية المبغضون آلل النبـي

صــلى اهللا عليــه وســلم وأصــحابه ممــن فــتح

فتوح وقتل المجوس وجاء باإلسالم تزيد في ال

خشونة عيشهم وخـشونة ملبـسهم وتـنقص

وهـم أحـسن . من نعـيمهم ورفاغـة عيـشهم

األمم حاال مع الغيث وأسوئهم حـاال إذا خفـت

حتى ربما طبـق الغـث األرض بـاآإل . السحاب

ــاء ــر . والم ــصرم والمقت ــول الم ــك يق ــد ذل : فعن

تيجع له مرعى وال أآولة وعشب وال بعير وآال

فجنبــك : ولــذلك قــال شــاعرهم. آبــد المــصرم

الجيوش أبا زنيبوجاد على مسارحك السحاب

وإذا نظرت في أشعارهم علمت أنهم قد أآلوا

الطيب وعرفوه ألن الناعم من الطعام ال يكـون

فقال زيـاد . إال عند أهل الثراء وأصحاب العيش

وال قـد : بن فياض يذآر الـدرمك وهـو الحـواري

يس بن عـيالن ماجـداإذا الحـرب هرتهـا فتى ق

فقـام ) ١٤٧: الـصفحة ( الكماة الفوارس

إلى البرك الهجان بسيفهوطارت حذار السيف

دهــم قنــاعس فــصادف حــد الــسيف قبــاء

ــايس ــرارين نــ ــا ذو غــ ــت وفيهــ جلعدافكاســ

فأطعمها شحما ولحمـا ودرمكـاولم يثننـا عنـه

ك تظــل فــي درمــ: النــسيم الحنــادس وقــال

وفاآهةوفي شـواء مـا شـئت أو مرقـه وقـال

لهـا مـا تـشتهي : وقال النمر بـن تولـب : جرير

ــسمن ــواري ب ــصفىوإن شــاءت فح ــسل م ع

ولم يطعـم -ومن أشرف ما عرفوه من الطعام

الناس أحد منهم ذلك الطعـام إال عبـد اهللا بـن

مدحه بذلك أميـة بـن . وهو الفالوذق -جدعان

ــال ــصلت فق ــي ال ــى ردح مــن : أب ــشيزى إل ال

. عليهالباب البر يلبك بالـشهادة ولهـم الثريـد

وغلـب علـى هاشـم . وهو في أشرافهم عام

وقـد مـدح بـه فـي . حين هشم الخبـز لقومـه

عمـرو العـال هـشم : شعر مشهور وهـو قولـه

الثريــد لقومهورجــال مكــة مــسنتون عجــاف

وتـزعم مخـزوم . ومن الطعام الممدوح الحيس

. بـن هرمـى أن أول من حارس الحيس سـويد

وإذا تكون شديدة أدعى لهاوإذا : وقال الشاعر

يحاس الحيس يدعى جندب والخبز عنـدهم

وآان عبد اهللا بن حبيب العنبري أحـد . ممدوح

بني سـمرة يقـال لـه آآـل الخبـز ألنـه آـان ال

وآـان سـيد . يأآل التمر وال يرغـب فـي اللـبن

: وهـم إذا فخـروا قـالوا . بني العنبر فـي زمانـه

الخبز ومنا مجير الطير يعني ثـوب بـن منا آآل

قرتنــــي عبيــــد تمرهــــا . شــــحمة العنبــــري

ــل ــا فهـ ــل رآوبهـ ــصراة قليـ ــنام مـ وقريتهاسـ

يــستوي شــحم الــسنام إذا شــتاوتمر جــواثي

حين يلقى عسيبها وليس يكـون فـوق عقـر

والعقر هو النجدة . اإلبل وإطعام السنام شيء

لـو أن عنـدي : قال الهذلي . واللبن هو الرسل

( قــريم رجاللمنعــوني نجــدة ورســال مــن

أال إن خيـر : وقـال الهزلـي ) ١٤٨: الصفحة

النــاس رســال ونجــدة وقــال المــرار بــن ســعيد

لهم إبل ال من ديات ولم تكنمهورا : الفقعسي

وال من مكسب غير طائـل ولكـن حماهـا مـن

شماطيط غارةخالل العوالي فارس غيـر مائـل

وفـة ألوانهـا مخيسه في آل رسل ونجدةومعر

: في المعاقب وقد وصفوا الثريد فقال الراعي

فباتت تعد الـنجم فـي مـستحيرةسريع علـى

وقـال ابـن : أيدى الرجـل جمودهـا وقـال آخـر

إلـــى أن أتـــاهم بـــشيزيةتعد آواآبهـــا : هـــرم

فقـرب بيـنهم : الشبك وقال آامل بن عكرمة

خبزا رآوداآساها الشحم ينهمر إنهمارا يدف

جميعاتردهمـا إلـى األرض انهـصارا بها غالماه

فأصبح سورهم فيها وعلمنلو أن العلم صـنفها

وقال بـشر بـن . شيارا فهذا في صفة الثريد

تــــرى ودك الــــسديف علــــى : أبــــي خــــازم

: لحاهمكلون الـرار لبـده الـصقيع وقـال اآلخـر

جــال األذفــر األحــوى مــن المــسك فرقهوطيــب

ــس ــر ال ــزع إذا النف ــو أن ــه فه ــدهان رأس ود ال

اليمانون حاولوالـه حـوك برديـه أرقـوا وأوسـعوا

فإنا قـد خلقنـا إذ : وقال الزبير بن عبد المطلب

ــابهم ــت ثي ــسك الفتي ــراة والم ــا الحب خلقنالن

شــمال أو عباءبهــا دنــس آمــا دنــس الحميــت

آمـا تـرى بـين لبـاس األشـراف وأهـل -فميز

ــرهم ــروة وغي ــصفحة . ( الث ــال ) ١٤٩: ال وق

ــ: األعــشى ــين والم ــا ب ــود فأآنافهم شرف الع

حمران فينصوب خير لها إن خشيت جحرةمن

ربها زيد بـن أيـوب متكئـا تقـرع أبوابهيـسعى

: عليه العبد بالكوب وقال أبو الصلت بن ربيعة

ــافي رأس ــاج مرتفق ــك الت ــا علي ــرب هنيئ اش

غمدان دارا منك محالال وليس هذا مـن بـاب

نفـسه اإلفراط آقول جـران العـود حـين وصـف

ــا : وعــشيقته فقــال فأصــبح فــي حيــث التقين

ــرف ــرط ومطـــ ــال ومـــ ــوار وخلخـــ غنيمةســـ

ومنقطعات من عقود ترآنهاآجمر الغضى فـي

بعض ما تتخطرف ومـن ذلـك قـول عـدي بـن

يا لبينى أوقدي النارإن من تهوين قد حارا : زيد

رب نار بت أرقبهاتقضم الهنـدي والغـاران أرى

تيشب ويـذآى بعـد في الهوى نارا لظبية أوقد

وهـــن وقودهـــا تـــشب بعيـــدان اليلنجـــوج

موهناوبالرنــد أحينــا فــذاك وقودهــا قــد ذآرنــا

الطعــام الممــدوح مــا هــو وذآرنــا أحــد صــنفي

والصنف اآلخر الجزيـرة التـي . الطعام المذموم

تعاب مجاشع بن درام وآنحو الـسخينة التـي

يا شدة : قال خداش بن زهير . تعاب بها قريش

ا غير آاذبـةعلى سـخينة لـوال الليـل ما شددن

إذا لضربتهم : والحرم وقال عبد اهللا بن همام

حتى يعودوابمكة يلعقون بها الـسخينا وقـال

أيـن مجاشعفـشحا : وضع الخزيـر فقيـل : جرير

جحافله هجـف هبلـع والخزيـر لـم يكـن مـن

والــسخينة آانــت مــن . ولــه حــديث. طعــامهم

القــيس وتهجــى األنــصار وعبــد . طعــام قــريش

. بأآل التمر -وعذرة وآل من آان يقرب النخل

لـست ) ١٥٠: الـصفحة : ( فقال الفرزدق

بــسعد علــى فيــه حبرةولــست بعبــد حقيبتــه

التمر وتهجا أسد بأآـل الكـالب وبأآـل لحـوم

والعرب إذا وجدت رجال من القبيلة قـد . الناس

آما تمدح . أتى قبيحا ألزمت ذلك القبيلة آلها

ة بفعل جميل وإن لم يكن ذلك إال بواحد القبيل

فتهجوا قريشا بالسخينة وعبـد القـيس : منها

وهما من . بالتمر وذلك عام في الحيين جميعا

آما تهجو بأآل الكالب . صالح األغذية واألقوات

والناس وإن آان ذلك إنما آان من رجـل واحـد

قــال . فلعلــك إذا أردت التحــصيل تجــده معــذورا

قعسي لمـا أآلتـه لمهلـو خافـك يا ف : الشاعر

اهللا عليــه حرمــه فمــا أآلــت لحمــه وال دمــه

إذا أســدية : وقــال فــي ذلــك مــساور بــن هنــد

ولدت غالمافبشرها بلؤم في الغالم تخرسها

نساء بنـي دبيربأخبـث مـا يجـدن مـن الطعـام

ترى أظفار أعقد ملقاتبراثنها على وضم الثمام

سفهذا بني أسد عن يمحل العـام فقعـ : وقال

إذا دهر الكالب وعامهـا إذا أسـدى جـاع يومـا

ببلدةوآان سـمينا آلبـه فهـو آآلـه وتهجـى

. أسد وهذيل والعنبر وبأهلة بأآل لحوم الناس

وأنـتم أآلـتم سـحفة : قال الشاعر في هـذيل

ابن مخدمزمانا فما يأمنكم أحد بعد تداعوا له

من بين خمس وأربعوقد نصل األظفـار وانـسبأ

إن ســرك الغــدر : وقــال حــسان فــيهمالجلــد

صــرفا ال مــزاج لهفــأت الرجيــع وســل عــن دار

لحيان قـوم تواصـوا بأآـل الجـار بينهمفالـشاة

والكلب واإلنسان سيان وهجا شـاعر بلعنبـر

ــن شــحمة ــوب ب ــد ث ــو يري ــه حــديث . وه : وفي

ــن ــوق وم ــيمن العن ــا صــدآم عالج ــتم م عجل

ــاج ــصفحة ( النع ــتم ) ١٥١: ال ــى أآل حت

طفلة آالعاج ولما عير ثـوب بـن شـحمة بأآـل

الفتى العنبري لحم المرأة سكت إلى أن نـزل

يا بنت عمى ما أدراك مـا : هو من الجبل فقال

حسبيإذ ال تجن خبيث الزاد أضـالع إنـي لـذو

مرة تخشى بوادرهعند الصباح بنـصل الـسيف

ــن شــحمة بأآــل لحــوم ــوب ب ــراع فهجــا ث ق

نفسا عندهم مـن وآان ثوب هذا أآرم . المرأة

. أن يطعم طعاما خبيثا ولو مات عنـدهم جوعـا

ولقــد أســر حاتمــا الطــائي وظــل . ولــه قــصص

وقال الـشاعر يهجـوا بأهلـة بمثـل . عنده زمانا

إن عفاقا أآلتـه باهلهتمشـشوا عظامـه : ذلك

وآاهلــه وأصــبحت أم عفــاق ثاآلــه وهجيــت

بذلك أسد جميعا بسبب رملـة بنـت فائـد بـن

خالـد بـن نـضلة حـين أآلهـا زوجهـا حبيب بن

وقـد زعمـوا أن ذاك إنمـا آـان . وأخوها ابو أرب

فقال ابـن دارة . منهما من طريق الغيظ والغيرة

أفـي أن رويـتم واحتلبـتم : ينعى ذلـك علـيهم

ــيم الفقعــسي مــن الفخــر شــكيكمفخرتم وف

ورملة آانت زوجة لفريقكموأخت فريـق وهـي

مخزيـــــة الـــــذآر أبـــــا أرب آيـــــف القرابـــــة

: بينكموإخوانكم من لحم أآفالها العجر وقـال

عدمت نساء بعد رملة فائـدبني فقعـستأتيكم

بأمان وباتت عروسا ثم أصبح لحمهـاجال فـي

قدور بيـنكم وجفـان يـا صـلت إن محـل بيتـك

منتنفارحل فإن العـود غيـر صـليب وإذا دعـاك

إلـــى المعاقـــل فائـــدفاذآر مكـــان صـــدارها

ــا ر ــادع أب جــال إنهاشــنعاء المــسلوب واآلن ف

وقـال . الحقة بأم حبيب وأبو رجال هذا عمها

إذا مـا ضـفت لـيال : في ذلك معـروف الـدبيري

قفعسيافال تطعم له أبـدا طعامـا فـإن اللحـم

( إنــسان فــدعهوخير الــزاد مــا منــع الحرامــا

. وهـذا البـاب يكثـر ويطـول ) ١٥٢: الصفحة

وفيمــا ذآرنــا دليــل علــى مــا قــصدنا إليــه مــن

فـإن أردتـه مجموعـا فاطلبـه . تصنيف الحـاالت

. في آتاب الـشعوبية فإنـه هنـاك مستقـصى

ــبح ــارا ن ــر ن ــم ي ــرى ول ــي إذا أراد الق واألعراب

ولــذلك قــال . فيجاوبــه الكلــب فيتبــع صــوته

ومــــسنتنبح أهــــل الثــــرا يطلــــب : الــــشاعر

القرىإلينــا وممــساه مــن األرض نــازح وقــال

ــر ــستحلس : اآلخـ ــل مـ ــدس والليـ ــوى حـ عـ

ندىلمــستنبح بــين الرميثــة والحــصر وعــاو ال

ــد زحفــت ــستحلس الندىوق ــل م ــوى واللي ع

ــرز آلبــه ــنجم فمــنهم مــن يب للغــور تاليــة ال

ــك ــه ذل ــن يمنع ــنهم م ــب وم ــاد . ليجي ــال زي ق

وتكلـم آلـب : األعجـم وهـو يهجـو بنـي عجـل

الحي من خـشية القرىوقـدرك آالعـذراء مـن

نزلنـا بعمـار فأشـلي : دونها سـتر وقـال آخـر

ــت آال ــل فقل ــه نؤآ ــين بيتي ــدنا ب ــا فك بهعلين

إذا اليوم أم يـوم القيامـة :ألصحابي أسر إليهم

أعــددت للــضيفان آلبــا : أطــول وقــال آخــر

ــال ــن أرزن وق ــراوة م ــضل ه ــارياعندي وف ض

إذا حلـــت معاويـــة بـــن : أعـــشى بـــن تغلـــب

عمروعلى األطواء خنقـت الكالبـا وأنـشدني

ونار : نونابن األعرابي وزعم أنه من قول المج

قــد رفعــت لغيــر خيررجــاه لمــن تــأوبني الرعــا

تأوبني طويل الـشخص منهميجـر ثقالـه يرجـو

العشا فكان عشاءه عنـدي خزيربتمـر مهينـة

فيه النوى أوالد جفنة حول قبر أبيهمقبـر ابـن

مارية الكريم المفضل يغـشون حتـى مـا تهـر

آالبهمال يسألون عن الـسواد المقبـل وقـال

ألــف النــاس فمــا : اني فــي آلبــهالمــرار الحمــ

( ينــبحهممن أســيف يبتغــي الخيــر وحــر

: وقــال عمــران بــن عــصام ) ١٥٣: الــصفحة

لعبــد العزيــز علــى قومهــوغيرهم مــنن غــامره

فبابك ألين أبوابهمودارك مأهولة عامرة وآلبك

آنس بـالمعتفينمن األم بابنتهـا الزائـره وآفـك

المـاطرة حين ترى السائلين أندى مـن الليلـة

وفي أنس الكـالب بالنـاس لطـول الرؤيـة لهـم

يـا أم عمـرو أنجـزي : وقال الـشاعر . شعر آثير

ــد ــودا ولق ــة وعه ــذاك أمان ــوداوارعي ب الموع

ــت ــضحاحتى ترآـ ــك بالـ ــالب أهلـ ــت آـ طرقـ

ــرج ــن ف ــاب م ــضربن باألذن ــودا ي ــورهن رق عق

بنامتوسدات أذرعا وخدودا رأتني آالب الحي

نكبوت على رحلي حتى ألفنيومدت نسوج الع

بـــــات الحـــــويرث والكـــــالب : وقـــــال اآلخـــــر

ــأبيض آــالهالل علــى الطــوى تــشمهوسرت ب

: وقـال اآلخـر . هذا البيت يدخل في هذا البـاب

لو آنـت أحمـل خمـرا يـوم زرتكـم لـم ينكـر

ــح ــت وري ــدار لكــن أتي ــي صــاحب ال ــب أن الكل

المسك تفغمني والعنبر الورد أذآيـه علـى

ــأنكر الك ــار ف ــصرنيوآان الن لــب ريحــي حــين أب

: يعرف ريح الزق والقار وقال هالل بن خـثعم

إني لعف عن زيـارة جـارتيوإني لمـشنوء إلـى

اغتيابها إذا غاب عنها بعلها لـم أآـن لهـازءورا

ولم تأنس إلى آالبها وما أنا بالداري أحاديث

بيتهاوال عالم في أي حوك ثيابهـا وقـال ابـن

: لـضيف لعـادة النحـر هرمة فـي فـرح الكلـب با

وفرحة من آالب الحـي يتبعهـامحض يـزف بـه

فجـاء خفـي : الراعي وترعيب وقال ابن هرة

الـــشخص قـــد رامـــه الطوىبـــضربة مـــسنون

ــب ــرارين قاضــ ــصفحة ( الغــ ) ١٥٤: الــ

ــي ــك الت ــين رأيتهوتل ــشرت ح ــت واستب فرحب

ألقــى بهــا آــل ثائــب وفــي منــع الكلــب مــن

إال قـبح اهللا : حطيئـة النباح يقول الراعي في ال

الحطيئة إنهعلى آل ضـيف ضـافه فهـو سـالح

! دفعت إليه وهو يخنق آلبهأال آل آلبال أبا لك

نــابح بكيــت علــى مــذق خبيــث قريتهــأال آــل

عبسي على الزاد نائح وقد قالوا فـي صـفة

أبواب أهـل المقـدرة والثـروة إذا آـانوا يقومـون

رى إن الندى حيـث تـ : قال الرجز . بحق النعمة

ــر ــال اآلخ ــضغاطا وق ــى : ال ــاس عل ــزدحم الن ي

: بابهوالشرع السهل آثير الزحام وقال اآلخـر

وإذا افتقرت رأيت بابك خالياوترى الغني يهدي

لك الزوارا وليس هذا من األول إنما هذا مثل

ألم تر بيت الفقر يهجر أهلهوبيت الغني : قوله

يهدي له ويزار إذا ما قل مالك آنـت فـرداوأي

النــاس زوار المقــل والعــرب تفــضل الرجــل

الكسوب والغر الطلوب ويذمون المقيم الفشل

ولـذلك قـال شـاعرهم وهـو . والدثر والكسالن

شــتى مطالبــه بعيــد همهجــواب : يمــدح رجــال

: أودية برود المضجع ومدح آخر نفسه فقـال

فإن تأتيني في الشتاء وتلمسامكان فراشـي

إلى ملك ال ينقض : فهو بالليل بارد وقال آخر

النأي عزمهخروج تروك للفراش الممهد وقال

فذاك قصير الهم يمأل عزمهمن النوم إذ : اآلخر

أبـيض بـسام : ملقى فراشك بارد وقال اآلخر

( بــرود مــضجعهاللقمة الفــرد مــرارا تــشبعه

وهــم يمــدحون أصــحاب ) ١٥٥: الــصفحة

: عرقال الـشا . النيران ويذمون أصحاب اإلخماد

وما إن آان أآثرهم سـواماولكن آـان أرحـبهم

فأبصر ناري وهـي : ذراعا وقال مزرد بن ضرار

ــواظر ــون النـ ــشر للعيـ ــدتبعلياء نـ ــقراء أوقـ شـ

وآذلك النـار إذا . جعلها شقراء ليكون أضوء لها

وإذا . آان حطبها يابسا آان أشـد لحمـرة نـاره

ونـار آـسجر : وقال اآلخر . آثر دخانه قل ضوءه

د يرفــع ضــوءهامع الليــل هبــات الريــاح العــو

الصوارد وآلماآان موضـع النـار أشـد ارتفاعـا

آان صاحبها أجود وأمجد لكثرة مـن يراهـا مـن

منع : أال ترى النابغة الجعدي حين يقول . البعد

الغدر فلـم أهمـم بهوأخـو الغـدر إذا هـم فعـل

خشية اهللا وأني رجل إنمـا ذآـرى آنـار بقبـل

وإن صــخرا لتــأتم : لــسلميةوقالــت الخنــساء ا

الهــداة بهكأنــه علــم فــي رأســه نــار ولــيس

يمنعنــي مــن تفــسير آــل مــا يمــر إال اتكــالي

ولــيس هــذا الكتــاب نفعــه إال . علــى معرفتــك

ــانهم ــوم أيم ــرم الق ــدل علــى آ ــا ي لمــن ومم

قـال معـدان بـن . الكريمة وأقسامهم الشريفة

إن آـــان مـــا بلغـــت عنـــي : جـــواس الكنـــدي

ت من يدي األنامل وآفنت فالمنيصديقي وحز

ــن ــا م ــي ردائهوصــادف حوط ــذرا ف وحــدي من

أعادي قاتل وقـال األشـتر مالـك بـن الحـارث

بقيت وحدي وانحرفت عن : في مثل ذلك أيضا

العالولقيت أضيافي بوجه عبوس إن لم أشن

على ابن حـرب غـارةلم تخـل يومـا مـن نهـاب

ــذباتغدو ــسعالي ش ــال ال ــيال آأمث ــوس خ نف

ــد ببــيض فــي الكريهــة شــوس حمــى الحدي

ــرق أو شــعاع شــموس ــيهم فكانتلمعــان ب عل

) ١٥٦: الــصفحة : ( وقــال ابــن ســيحان

حــرام آنتــي منــي بــسوءوأذآر صــاحبي أبــدا

بذام لقد أحرمت ود بني مطيع حـرام الـدهن

ــد ــذي قـــ ــرهم الـــ ــرام وحـــ ــل الحـــ للرجـــ

ستروهومجلسهم بمعتلج الظـالم وإن جنـف

متينا من حبال بني هـشام الزمان مددت حبال

وريق عودهم أبدا رطيبإذا ما أغبر عيدان اللئام