رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس

)ع(من ذریة محمد بن علي بن أبي طال

PDF created with pdfFactory Pro trial version www.pdffactory.com

http://www.pdffactory.com

مقدمة التحقیق

بسم اهللا الرحمن الرحیم

اوي تاریخ البحث في مسألة القضاء والقدر في المجتمع اإلسالمي یسفطبیعة طرح المسألة في القرآن الكریم الذي ، تقریبا عمر ھذا المجتمع

ینسب الھدایة و الضاللة إلى اهللا تعالى كانت كافیھ لبدء ھذه األبحاث من وان كانت ، دون حاجة إلى أن تستورد الشبھات من الیھود والمسیحیین

فكارھم وآرائھم الء وربما یالحظ تأثیر أؤقدیمة بین ھة لھذه األبحاث سابق .في بعض المناظرات الكالمیة التي ظھرت في األدوار المتأخرة

من ھذه المناظرات وقد حفظت لنا كتب الحدیث بعض النماذج األولى

سنیھ _ بإسناد عدیدة فقد روي ، ھـ٣٨أقدمھا ما یعود إلى سنة انھ لما انصرف أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب من صفین _وشیعیھ

اخبرني ! یا أمیر المؤمنین: قام إلیھ شیخ ممن شھد الوقعة معھ فقال : من اهللا وقدره ؟ فقال لھ أمیر المؤمنین بقضاء عن مسیرنا ھذا أكان

فوا هللا ما علوتم تلعھ وال ھبطتم بطن واد إال بقضاء من ! اجل یا شیخ ؟ المؤمنینعند اهللا أحتسب عنائي یا أمیر : فقال الشیخ.اهللا وقدره

لعلك تظن قضاء حتما وقدرا الزما لو كان كذلك ! مھال یا شیخ : فقال الوعد واألمر والنھي والزجر ولسقط معنى لبطل الثواب والعقاب

...والوعید ولم تكن على مسيء الئمھ وال لمحسن محمده

ن في القدر مر اإلمام علي في أیام خالفتھ بجماعھ بالكوفة یختصمو و قدوقد حفظت لنا المصادر رسالة كتبھا الحسن البصري إلى . فكلمھم فیھ

اإلمام الحسن بن علي في مسالة القدر ورد اإلمام علیھ یرجع تاریخھما على أرجح االحتماالت إلى الفترة القصیرة التي تصدى اإلمام فیھا

). ھـ٤١ ربیع األول إلى ھـ٤٠من رمضان (للخالفة

رسول اهللا إن الناس قد اختلفوا في یا بن:( رسالة الحسن جاء في ). القدر فان رأیت أن تكتب إلینا بما ألقاه اهللا علیكم أھل البیت فافعل

أما بعد فإنھ من لم یؤمن بالقدر خیره وشره فقد كفر : (فأجابھ اإلمام إن اهللا لم یعص مغلوبا ولم یطع ، ومن حمل ذنوبھ على اهللا فقد فجر

ھا ولم یمھل العباد سدي في الھلكھ بل ھو المالك لما ملكھم والقادر مكر



فإن ائتمروا بالطاعة لم یجدوا عنھا صادا وال ، على ما علیھ أقدرھم مبطئا وان ائتمروا بالمعصیة فشاء إن یحول بینھم وبینھا فعل فان ھو لم

نھ یفعل فلیس ھو الذي أدخلھم فیھا جبرا وال حملھم علیھا قسرا بل مك إلى وجعل لھم السبیل، إیاھم بعد أعذاره وإنذاره لھم واحتجاجھ علیھم

.اخذ ما إلیھ دعاھم وترك ما عنھ نھاھم

كثر الحدیث عن المسألة في العھد األموي ، حفظت المصادر القدیمة ثموبدأ علم . كما إنھ بقي رسائل مفرده نشر أكثرھا ، منھ في طیاتھ عدیدا

من ھذا المنطلق لیصل إلى ما بلغ إلیھ في ي ینمو ویتطورالكالم اإلسالم .األعصار التالیة

الكالمیة التي ظھرت بین علماء المسلمین وكان من أولي االنقسامات

الذي تطور بعد فتره إلى مدرستي ، انقسامھم إلى المرجئة والقدري حظرت عن شعریة یقابلھم مدرسة أصحاب الحدیث التياالعتزال واألونشب الخالف ، الكالمیة العقلیة بما فیھا أبحاث القدر األبحاث

ووقع بینھم عداء شدید وسیف والتنافس بین أھل الكالم و أھل الحدیث و ألف كل من الفریقین ردودا ضد اآلخر فتبادال االتھامات، وتكفیر

ى ألب] قبول األخبار ومعرفة الرجال [فمثال كتاب ، وتھجم بعضھم بعضا ألف ضد ) ٣١٩_٣١٧المتوفى (القاسم البلخي الكعبي المعتزلي

تأویل [ للخطیب البغدادي و] شرف أصحاب الحدیث [المحدثین وكتاب دفاعا عن المحدثین وردا على البن قتیبة آلفا] مختلف الحدیث

.المتكلمین وزاد في حدة الخالف میل السلطة إلى أحد الفریقین الذي سبب في خلق

مما جاء تفصیال للمصادر و ال ن والمحن المعروفة لكل من الجانبینالفتوالمعتزلة منھم خاصة وقعوا موقع عداء . حاجة إلى أطالھ الكالم فیھ

الفرق الكالمیة المختلفة وأصحاب الحدیث والسلطة الحاكمة مما ضیق خاصة بعد صدور ما سمي باالعتقاد القادري في سنة ، علیھم األرض

ستمر التضییق واالضطھاد حتى قضي على الحركة في النھایة وا، ٤٣٣في القرن السابع إال في خوارزم حیث بقیت على ما یبدو حتى مطلع

التاسع وفي الیمن حیث انتقل االعتزال وعاش حتى القرن العاشر القرن.

ینتمون بعد إلى ھذه في أواخر القرن الخامس كان كثیر من العلماء

لكنھم ، احي العراق وخرا سان من أماكنھم الرئیسیة المدرسة في ضو



الذین كانوا ممثلین اآلن في فئة _ كانوا تحت تھجم أصحاب الحدیث وكان أدب الردود والنقود ، وكذلك تھجم األشاعرة والكرامیة _ الحنابلة

، یدوم وإن كانت الغلبة مع الضغوط السیاسیة والفتن االجتماعیة دي القارئ الكریم الذي ھو في الحقیقة الئحة اتھام والكتاب الماثل بین ی

.معتزلیة ضد فرق أھل الحدیث واألشاعرة والكرامیة .وقد ألف في مثل ھذا الجو

ترجمة المؤلف

اإلمام الحاكم أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامھ الجشمي البروغني . السالم المنتھي نسبھ إلى اإلمام علي بن أبي طالب علیھ، البیھقي

من ضواحي بیھق بخراسان في شھر رمضان سنة ولد في قریة جشمھـ عن واحد ٤٩٤وقتل بمكة غیلة في الثالث من رجب سنة ، ھـ ٤١٣

وكان قتلھ حسب ما أجمعت علیھ المصادر بسبب رسالتھ ، وثمانین عاما .......} رسالة إبلیس إلى إخوانھ المناحیس{المسماة

من عمره ثم انتقل إلى مذھب الزیدیة حتى األخریاتكان في الفقھ حنفیا .وفي األصول معتزلیا من أتباع مدرسة القاضي عبد الجبار ،

:بقي منھا ، بلغت مصنفاتھ اثنین وأربعین كتابا

.في الكالم منھ مصورة بدار الكتب المصریة : التأثیر والمؤثر

یات التي نزلت في أمیر جمع فیھ اآل:تنبیھ الغافلین عن فضائل الطالبین المؤمنین علي وسائر أھل البیت مرتبة بحسب ترتیبھا في السور وعقبھا

منھ مخطوطتان في . بذكر اآلثار واألخبار الدالة على أنھا نزلت فیھم ٤٧-١ورقھ : مجامیع ٣٢رقم (المكتبة الغربیة بالجامع الكبیر بصنعاء

).ب٢٧٦٢٢رقم (ومصوره بدار الكتب المصریة) ٢٧-١ : مجامیع

یوجد في امبروزیانا . في عدة مجلدات : التھذیب في تفسیر القرآن .وفاتیكان وصنعاء



ینقل عنھ ابن اسفندیار في كتابھ تاریخ : جالء األبصار في فنون األخبار . حدیث ١٣٧طبرستان ویوجد في صنعاء برقم

یوجد في صنعاء: حلیة األبرار المصطفین األخیار

.وھي ھذا الكتاب : إلى إخوانھ المناحیس رسالة إبلیس

جمع فیھا سیرة األنبیاء وسیرة النبي : السفینة الجامعة ألنواع العلوم توجد في ، في أربع مجلدات، وأحوال الصحابة والعتره إلى زمانھ

المقصد { ونقل منھا كثیرا في كتاب ، امبروزیانا وصنعاء وغیرھما قواعد عقائد آل { وفي ابس الصعديالحمد بن یحیى بن ح} الحسن

.البن مظفر وغیرھا } الترجمان {وفي كتاب } محمد

یوجد في المتحف البریطاني ، في الكالم : عیون المسائل شرح { وصنعاء ونشر فؤاد سید قسما منھ في مجموعھ وامبروزیانا ولیدن

)٣٩٣-٣٦٥ص ،١٩٧٤–تونس (} فضل االعتزال وطبقات المعتزلة

عیون المسائل أو العیون في الرد على أھل البدع ھذا الذي شرحھ .یوجد في امبروزیانا ، بالكتاب المذكور أعاله

بالفارسیة وتوجد : نصیحة العامة أو الرسالة التامة في نصیحة العامة ھذا { : قال في أولھ ، ترجمھ منھا بالعربیة لمترجم متأخر عن المؤلف

إلسالم أبو سعد المحسن بن محمد بن كرامھ كتاب جمعھ اإلمام شیخ اوسماه الرسالة .. الخرساني البیھقي الجشمي رحمھ اهللا علیھ بالفارسیة

فأردت إن یستفید بھذا الكتاب أصحابنا من أھل اللغة . في نصیحة العامة وما أمكن ذلك أال بان ، العربیة كما استفاد بھ من أصحابنا من العجم

وظني انھ ال یخلو من خلل في عبارة العربیة ..بیةنقلتھ إلى اللغة العر توجد في امبروزیانا }..وللناظر فیھ والسامع إن یصلحھ ویقومھ

وقد ، وقطعھ منھا في بیان مذاھب الباطنیة في استنبول، وصنعاء .نشرت ھذه القطعة

ھكذا سماھا الجندري في ] رسالة إبلیس إلى إخوانھ المناحیس [ رسالة إبلیس { رھا ابن شھر آشوب والعالمة الحلي بعنوان وذك، رسالتھ

} رسالة أبي مره إلي إخواتھ المجبرة {وآخرون بعنوان } إلى المجبرة



الدرة على لسان الشیخ ( وھي تبدو بعنوان أو رسالة الشیخ أبي مرة )أبي مره

رسالة إبلیس إلى إخوانھ من المجبرة (في مخطوطة صنعاء وبعنوان ھذه الرسالة ، في مخطوطة طھران ) ة في الشكایة من المعتزلة والمشبھ

نسخة نقدمھا ھنا مطبوعة على أساس، التي قتل المؤلف بسببھا المكتوبة ) أ٤٠–ب ١٢ورقة ، ١٠٧٢٧رقم ( مكتبة المجلس بطھران

علم ١/٥٨رقم ( ونسخة صنعاء ٧٣٢في آخر شھر جمادى األخرى سنة وقد حصلنا ١٣٤٣ سنة ر جمادى اآلخر شھ١٧المكتوبة في )الكالم

وھي وإن كانت ، بعد الطبعة األولى على مصورة من النسخة األخیرةمتأخرة كثیرة الخطاء والتصحیف إال أنھا أعانتنا في إصالح بعض ما لم

وكذلك استفدنا بعض الشيء من . نھتد إلى صوابھ في تلك الطبعة من ( إبراھیم العتایقي الحلي مختصر للرسالة لعبد الرحمن بن محمد بن

وھي موجودة في ، سماه الدر النفیس من رسالة إبلیس ) القرن الثامن ١/٨٢٥٨ برقم مكتبة المرعشي بقم

أما عملي في ھذا الكتاب فینحصر في تقدیم النص وتخریج بعض ما ورد واقتصرت على األقل الواجب في ، فیھ من األحادیث واألشعار والقصص

ولم أتعرض أصال لتخریج ، األعالم الواردة أسماؤھم فیھ التعریف بوشرح اآلراء الكالمیة التي یذكرھا المؤلف الن ذلك یحتاج إلى فسحة من

ثر من وإنما قمت بھذا العمل أحیاء أل، الوقت ال أجد إلى ذلك سبیال ال یعني بوجھ من – كما ھو واضح –وھذا ، اإلسالمي التراث الكالمي

.وافقة على ما جاء فیھ الوجوه الم

.........واهللا من وراء القصد

ي حسین المدرس :جامعة برنستین



الباب األول في ما صدر بھ الرسالة من الشكوى

]]]قال إبلیس لعنھ اهللا [[[

لقد علمتم – كثر اهللا عددكم أطال أمدكم –معاشر إخواني ، أما بعد ة االعتقادات وال مطابقة أعظم من وأیقنتم انھ ال موافقة فوق موافق

جبلت القلوب على حبھا حتى یتواصل فیھا ، المطابقة في الدیانات في ذلك الشریعة الطبیعة ووافقت، األجانب ویتقاطع علیھا األقارب

فوردت فیھا اآلیات واألخبار والنصوص واآلثار ونطق بھ الكتاب واتفق { و }إنما المؤمنین إخوة {: فقال اهللا تعالى ، علیھ ذوو األلباب

المنافقون والمنافقات { و } المؤمنون والمؤمنات بعضھم أولیاء بعض .} بعضھم من بعض

أتدرى أي : قال ألبي ذر _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _ ورووا أن النبي المواالة في اهللا : قال ، ؟ قال اهللا ورسولھ اعلم أوثق عرى اإلسالم

.هللا والحب في اهللا والبغض في اهللا والمعاداة في ا

: شاعرھم وقال

في الدین اقطع فیھ الوالد الولدا ا قربى فآصرةإن لم یكن بینن

أنھ لیس من أھلك { وقد علمتم أن نوحا لما سأل ربھ أن یبقي ابنھ أجیب وطا بشر مع الكافرین وأن ل} فكان من المعوقین {لمخالفتھ لك في دینك }

وإبراھیم ألجل الدین خالف أباه }، إال امرأتھ كانت من الغابرین{بالنجاة ن إن آسیة تبرأت من فرعون وأو، أشرك موسى في النبوة أخاه و،



أتقتلون رجال أن یقول ربي اهللا { منھ وقال أوحزبیل تبر، عذبت باألوتاد نبیا وإن كان ھاشمیا وأن أبا لھب عد أج} ، وقد جاءكم بالبینات من ربكم

كل ذلك بناء على الموافقة في ، وعد سلمان أھلیا وإن كان فارسیا، .الشریعة والتناصر في الملة والتقارب في النحلة

ما بیني وبینكم من موافقة االعتقاد وما ولقد علمتم معاشر إخوانيم فإن اعتمادي علیكم واعتدادي بك، الوداد یجمعني وإیاكم من خلوص

فینوبني ما ، وأنتم الذابون عني والسالكون على سنتي ، وانقطاعي إلیكم وكأن الشاعر عبر عنا ، فأنتم مني وأنا منكم ، نابكم ویریبني ما رابكم

:وعنانا بقولھ

بدنا حللنا نحن روحان من أھوى ومن أھوى أنا أنا

أبصرتنا وإذا أبصرتھ فإذا أبصرتني أبصرتـــھ

قدیما المعتزلة معاشر إخواني ما لقیت ولقیتم من ھؤالء وقد علمتم وعلت كلمتھم وظھرت ولقد عظمت فتنتھم واشتدت شوكتھم .وحدیثا

ھم في الجن أكثر أحسبھم في اإلنس فإذا مقالتھم وحجتھم وكنت، د طبقوا البر والبحر والسھل والوعر ق ،ومذاھبھم أظھر وعددھم أوفر

فال بلد إال ولھم فیھا داع ومدرس وخطیب ومصنف یصرخون بمذاھبھم وقد جمعت بینھم وبین . ون الدنیا بالكتب والدفاتر ؤعلى المنابر ویمل

تدابیر كثیرا ودبرت مع خواصي في شأنھم إخواني من مجبرة الجن كنت أطمع في كل مرة أن نفحمھم .فلم ینفذ لي فیھم حیلة وال مكیدة

، فأفحمونا وأرجو أن نقطعھم فقطعونا وأؤمل أن نفضحھم ففضحونا وبلغ من أمرھم أن قابلوني بقبیح الفعال وجبھوني وإیاكم باللعن وسوء

.المقال

معھم ولكن ال ینفع . ذلك أنتم الذابون عني والمناضلون دوني وفي كل ھزمونا وإن قاولناھم إن قاتلنھم. فیھم المقال ینجع التوازر والقتال وال

ال تجد{ : إن قلنا نحسن العشرة تلوا، أفحمونا وإن تركناھم لعنونا وإن ، }قوما یؤمنون باهللا والیوم اآلخر یوادون من حاد اهللا ورسولھ



وإن رمنا المصالحة تلوا } قل یا أیھا الكافرون{ : طلبنا الموافقة قرأوا :وأنشدوا } تلوا الذین ال یؤمنون باهللا قا{ :

غیر طعن الكال وضرب الرقاب ن قیس عتاب لیس بیني وبی

قالوا أشيء نقدر ، و إذا قلنا لھم دعوا ما أنتم فیھ فقد وقعتم في التیھ ال ،سخروا : وإن قلنا. تركتم المذھب : قالوا .نعم: على تركھ ؟ فإن قلنا

ولقد ضاق صدري وعیل . بنا فإذا السكون أحرى أوا و استھز منا بیني وبینھم من المقامات إخواني في ما جرى وقد كتبت إلیكم، صبري

،تحقیقا لما ذكرت وتصدیقا لما قدمت ، ولقیتم من النكایات وما لقیت . واحدة علیھم متعاونین على دفعھم لنكون یدا

ب في الدین نصیحة اإلخوان واألتباع ولقد علمتم إخواني أن من الواجوأنصح لكم وأنا لكم ، أال وإني أبلغكم ماال تعلمون . وبذل األمانة لألشیاع

وال تستمعوا إلى كالمھم ، مجالسھم ومدارسھم فاجتنبوا. ناصح أمین فإن ، وجنبوا أشیاعكم و عوامكم ونساءكم وصبیانكم ، ومواعظھم

تحیر ذوي األلباب وتدخل في القلب بال لكالمھم حالوة وعلیھ طالوة ومن عظیم فتنتھم أن سمو ا أنفسھم بالموحدة العدلیة وسمونا . حجاب

. فرمونا باإللحاد ونسبونا إلى الفساد، بالمجبرة القدریة

وجاھدوا في اهللا { : ولقد مررت بقاص من الجن یتكلم في قولھ تعالى جھاد النفس : الجھاد أربعة !نیا معشر الج: وھو یقول }حق جھاده

وجھاد أھل ، وجھاد الكفار بالسیف والسنان ، بالصبر عن العصیان ثم قال. وجھاد أھل الكبائر بالموعظة والبیان ، البدع بالحجة والبرھان

وأما من خاف مقام ربھ ونھى { : أما جھاد النفس فقد قال اهللا تعالى: وأنھ تعالى قدم الحجة وبین }وى النفس عن الھوى فإن الجنة ھي المأ

فكل من عصى ،ووعد وأوعد ، وأزاح العلة المحجة و أعطى اآللةفمن شاء فلیؤمن ومن شاء {و أن العبد مخیر ، فمن قبل نفسھ أتي

قال ، فمن أعظم الطاعات وأما جھاد الكفار وأرباب الضالل . }فلیكفر }ده وجاھدوا في اهللا حق جھا{ : اهللا تعالى

وھم _ وأما جھاد أھل البدع. وھو من دعائم اإلسالم وأركان الدین وقد قال اهللا ، فمن أھم األمور وفرض على الجمھور _المجبرة والمشبھة



ادع إلى سبیل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلھم بالتي {: تعالى ، لتھم فال فتنة اكبر من فتنتھم وال ضاللة اعظم من ضال } ، ھي أحسن

وقد بلغنا من رسول ، حیث شبھوا اهللا بخلقھ وأضافوا القبیح إلى صنعھ _ فقال ، في ذم المبتدعة آثار جمة _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _ اهللا

من وقر صاحب بدعة فقد أعان على ھدم _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم ذین فرقوا إن ال{: وقال لعائشة وقد سألتھ عن قول اهللا تعالى ، اإلسالم ھم أصحاب : _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _ من ھم ؟ قال }دینھم

لكل ذنب توبة إال أصحاب البدع فإنھ ! یا عائشة ، البدع من ھذه األمة وأما جھاد أھل الكبائر . أنا منھم بريء وھم مني براء ، لیست لھ توبة

} ما أصابك وأمر بالمعروف وانھ عن المنكر واصبر على {: فقولھ تعالى ، وما بعد فأخذني ما قرب .والقوم حولھ یبكون وإیاي وإیاكم یلعنون .

.ال أقدر على منع وال أجد عونا على دفع

ویوم القیامة ترى الذین {: ولقد مررت بقاص منھم یقص و القارئ یقرأ بلغنا عن الحسن وجماعة : وھو یقول } كذبوا على اهللا وجوھھم مسودة

ھال : یؤتى بالشیطان یوم القیامة فیقال لھ: أن قالوا من العلماءفیقول الشیطان ما قدرت علیھ وال مكنت منھ : إذ أمرت ؟ قال سجدت

فیقال لھ . ولو خلیت لسجدت ، وحیل بیني وبین السجود وخلق في اإلباء ، فیقول لي شھود یشھدون على ما قلت. أتیت كذبت بل من نفسك

؟ فیقوم جماعة من الرحمن الشیطان و خصماء ھودأین ش: فینادي فیخرج من أفواھھم ، فیشھدون لھ ، صدق الشیطان : فیقولون المجبرة

وذكر عن علي . دخان اسود تسود وجوھھم ثم یبعث بھم معھ إلى النار الرحمن وشھود حدیثا طویال أن المجبرة خصماء_ علیھ السالم _

والقوم یرفعون أصواتھم باللعن . و مجوسھا الشیطان وقدریة ھذه األمةفقال بعض . لعن اهللا الشیطان وأتباعھ وأشیاعھ ویقولون، علي وعلیكم

إلیك المشتكي في عظیم ھذه ! أیھا الشیخ : المشایخ ممن كان معي التدبیر ھو : فقال ، فقام معتزلي من ا لجن . دبرنا في أمرھم ، البلوى

:شاء یقول ثم أن. الصبر أو القبر

وھو لم یخطر ببالــي رب من أشجاه ذكري

ـضي وقلبي منھ خالي قلبھ مآلن من بغــ



وحولھ جماعة من أصحابنا لقد مررت بقاص من أصحابنا شیخ كبیراداھما ربھما ألم ون{ : قارئ قولھ تعالى فقرأ ،المجبرة وھو یقص

. } إن الشیطان لكما عدو مبین الشجرة وأقل لكما أنھكما عن تلكما

الشیطان في و ما ذنب، الصدق منجاة ! أیھا القوم: فقال ذلك الشیخ ؟ أما علمتم أن اهللا وما ذنب آدم وحواء في أكل الشجرة الوسوسة ؟

وأرادھا منھ وقضاھا ، خلق الوسوسة في الشیطان ومنعھ من خالفھا على تركھ وأراد منھما األكل ثم وخلق األكل فیھما ولم یقدرا، علیھ

ومن الشیطان حتى یقدر على } ، ألم أنھكما عن تلكما الشجرة { : یقول . ؟ الكل من اهللا على أكل الشجرة شيء ؟ ومن آدم وحواء حتى یقدرا

ام من غمار الناس فق! صدقت : الناس حولھ وقالوا وبكى و بكىوقال أف لكم یا معشر ، وعینھ تفیض من الدمع معتزلي أخذتھ الرعدة

أتبرئون الشیطان وتوركون الذنب على الرحمن ! و سوأة لكم المجبرة ؟ ؟ أما تستحیون من ربكم ؟ أما لكم عقل یردعكم ؟ أما لكم دین یمنعكم

وارتفعت الضجة } تعقلون أف لكم ولما تعبدون من دون اهللا أفال{ .وأنا شاكر لسعیكم ذاكر لما كان منكم ، وتفرق الناس

یا : فقام معتزلي من الجن وقال . واجتمع عندي المشایخ یوما یتذاكرون ألنھ منع منھ : یسجد ھذا الشیطان آلدم وقد أمر بھ ؟ فقالوا لم لم قوم

قضاء وال أقدرهلم یخلق اهللا فیھ السجود وال أراده وال، بموانع كثیرة وخلق فیھ القدرة ، فیھ تركھ وأراده وقضاه وقدره بل خلق، علیھ

ثم كلفھ ما ال یقدر ، الموجبة لتركھ وأغراه بتركھ وزین ذلك في قلبھفلماذا لعنھ وعاقبھ؟ : فقال المعتزلي ؟ فما ذنب ھذا المسكین، علیھ

نبیاء واألبرار وأثاب لو عاقب آدم وسائر األ ، الملك ملكھ: فقالوا بعدا لكم وسحقا مع : فقال لھم . كان عدال منھ فرعون وسائر الكفار

. وعرفتم حقي وحمیتم ذماري . فقصدوه بالنعال فھرب ! ھذه المقالة ألم أعھد إلیكم یا بني {: ولقد جمعني وإیاكم وإیاھم مجلس فقراء قارئ

وأن اعبدوني ھذا صراط . ن أدم أن ال تعبدوا الشیطان إنھ لكم عدو مبی فقال صدر من صدور المجبرة }ولقد أضل منكم جبال كثیرا . مستقیم

ھذا المسكین یلعنھ ویوبخھ ؟ ألیس ما ذنب : وشیخ من مشایخھم: فقال القوم ؟ االعتالل فما بال ھذا، فیھ العداوة واإلضالل خلق

بل اهللا بريء ! ذبت وكذبوا ك: فقام معشر من المعتزلة وقالوا ! صدقت وتعدى المقال إلي القتال، وارتفعت الضجة ، ولعنوني وإیاكم . من ذلك

.وتفرقنا ونحن على شر حال ،



فعلوا بنا كذا وكذا: یوم عید وشكوا المعتزلة وقالوا و حضرني مشایخمن فعل ذلك : یصیح ویقول وإذا واحد من غمار الناس، وقالوا لنا كذا

فارضوا ، أم اهللا فعلھ، ن قالھ ؟ انحن فعلناه فقد تركتم مذھبكم وم . بقضائھ وإال كفرتم

، ةولقد علمتم ما فعل الناقص بأخینا الولید حین خرج علیھ في الغیالنیوبلغكم ما فعلوا بأصحابنا في ، وسمعتم ما فعل من األفاعیل بالمروانیة

انھ بنا من تشتیت كلمتنا وما فعلوه المأمون وأقر، أیام العباسیة وما جراء من القتل والصلب في أیام ابن أبي ، واإلغراء بأھل مقالتنا

وما كان من نصرة ، ابن عباد وما كان من قطع األلسن في أیام، اد ؤدوما جرى على أصحابنا من ملوك ، العلویة الخارجین في نصرة االعتزال

ام ركن الدولة من محن جمة وبلیة في أی ثم ما كان، من اإلذالل آل بویھولقد اجتمعت . ومذھب مدفوع وغمة من شیخ مصفوع ومجلس مرفوع

بالمقال و أخواني معتزلة الجن علي وعلى أتباعي وأعواني و أشیاعيبین فقیھ منبره منكوس وحظھ مبخوس : فنحن بین ثالث ، والفعال

الذل والصغار وبین ثان في السجن محبوس ولھ من ،ونجمھ منحوس فألیكم المشتكي وبكم ، وبین ثالث ترك عمره ودخل بغمھ قبره ، ملبوس

.المستعان

الباب الثاني في التوحید والتشبیھ

مدار ھذا األمر على التوحید وبذلك باینت ھذه الفرقة سائر : فكرت وقلت وعلمت أن مما اجمعوا علیھ وعلم من ، الفرق وھذا الدین سائر األدیان

ضرورة أن اهللا تعالى واحد ال _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _ین الرسول دو أني إن ألقیت إلیھم خالف ذلك ال ، ثاني لھ وال شبھ لھ وال مثل لھ

فدبرت وأتیتھم من خلفھم وعن إیمانھم وعن شمائلھم كما ، یقبلونھ . البد لھذا األمر من تحصیل ولھذه الجملة من تفصیل : وقلت ، وعدت

إن مع اهللا : وقلت ، ألقیت إلیھم التثنیة والتثلیث معنى وإن خالف لفظا قدرة قدیمة وعلم قدیم وحیاة قدیمة حتى ألقیت أن القدماء تسعة : قدماء

.وأكثر



فقبلتم عني أحسن قبول وصنفتم فیھ الكتب ودرستم بذلك في المدارس جن واألنس فإنھم غیر ھؤالء المعتزلة من ال. وناظرتم فیھ بالمجالس

ھذا موافقة : وقالوا ، آبوا اشد اإلباء وقابلوني بالعداوة والبغضاء و للطبائعیة في قدم الطبائع ، للمانویة في التثنیة وللنصارى في التثلیث

و إنما الدین القویم . وللمنجمین في القول قدم الكواكب السبعة ، األربعة ث فھذا موافقة جمل دین المسلمین وما بأن اهللا واحد قدیم وما سواه محد

وزاد شیخنا أبو عبد اهللا بن الكرام حتى عد قدماء . أتى بھ خاتم النبیین وذكروا في ، فكفرھم المعتزلة بذلك . كثیرة وسماھا أعراضا و أغیارا

لقد كفر الذین قالوا إن اهللا ثالث ثالثة وما من إلھ { : ذلك حججا وتلوا فإذا ، وذكروا أن نصرانیا كان یناظر بالكالم في الكالم } د إال الھ واح

ألیس أن اهللا خلق في الكفر وأنا ال اقدر على تركھ : أتاه مجبر قال : فما معنى مناظرتك لي ؟ وإذا أتاه مشبھ قال : فیقول ، نعم : ؟ فیقول

أربعة فإني قلت ثالث ثالثة وأنت تقول رابع! أنت یا أخي زدت علي خذ السالح : وإذا جاء المعتزلة قال ، وخامس خمسة وتاسع تسعة

.وآخذه فالقتال بیني وبینك

فصل

فألقیت ما ھو في ، ال یقبلون إن ألقیت إلیھم عبادة الوثن: فكرت وقلت لھ وجھ وجنب وید وساق ، معناھا وھو أن اهللا ذو صورة و أعضاء

ھذه : معتزلة فقابلوني بالرد وقالوا أما ال. وأنھ جسم ،وعین ولسان وذكروا أن اهللا تعالى ،عبادة األوثان ونعوذ باهللا من نزغات الشیطان

وأنھ تعالى لیس لھ أعضاء وال ، لیس بجسم وال عرض وال یشبھ شیئا لیس كمثلھ شیئا وھو السمیع { وأنھ واحد ، أكفاء وال أنداد وال أضداد

تعالى _ جسما لكان مؤلفا مركبا مصورا محدثا وأنھ لو كان } ، البصیروأما انتم فقبلتم احسن قبول وصنفتم فیھ التصانیف ورویتم .اهللا عن ذلك

وفصلتم عضوا عضوا وجعلتم لكل ، فیھ األحادیث ووضعتم فیھ األسانید ودونتم في كل باب كتابا وسمیتموھا مذاھب السنة والجماعة عضو بابا

.



ما معناه } لیس كمثلھ شيء { : شیخنا الھلیجي عن قولھ تعالى فسئل ھذا ال معنى لھ ؟: وأعضاء ؟ فقال مع قولك إنھ جسم ذو أبعاض

: قال} ، وإن لھ عندنا لزلفى {: عن قولھ تعالى بن العباس وسئل أحمد .وكان یقول بالمؤانسة والمجالسة والمحادثة والخلوة . ھو الدنو

یقعده معھ : فقال }عند ملیك مقتدر { : ھم عن قولھ تعالى وسئل بعض .على سریره ویعلفھ بیده

: فعین ؟ قال : قلت. نعم : ألھ وجھ ؟ قال : وسأل بعضھم معاذ العنبري حتى عددت جمیع األعضاء من أنف وأذن وصدر وبطن وھو یقول ، نعم نعم : فقال ، فاستحییت أن اذكر الفرج فأومیت بیدي إلى فرجي، نعم

. ففرح القوم !!!ذكر : ذكرا أو أنثى ؟ قال : فقلت !!

غیر ھؤالء المعتزلة فإنھم لعنوه وكفروه ولقد شكرنا جمیعا سعي ابن وذكر . بھ وذكره ما شھد ، اهللا كتابا في أعضاء خزیمھ في تصنیفھ

نجد ذلك ال : وقال الفرج بعض أصحابنا أنھ أشكل علیھ من أعضاءه{ : فقیل لھ أنھ أنزل في كتابھ ، ذكر أو أنثى في الكتاب والسنة أنھ . وأودعھ كتابھ ! أفدت و أجدت: فقال ، }ولیس الذكر كاألنثى

وھو شیخ جلیل من _ودخل إنسان على معاذ بن معاذ في أیام التشریق ، التشبیھ فسأل عن مسألة ، یأكلھ وبین یدیھ لحم سكباج _ مشایخنا

!! .لحم ودم ، ھو واهللا مثل الذي بین یدي : فقال

لقد أحببت أن أسقطك : فقال ، معتزلي عند معاذ بن معاذ وعدل وشھدأما حماد فلم : فقال . ألني سمعت أنك تلعن حماد بن سلمة ، لكنك عدلت

ولكن ألعن من روى أنھ تعالى ینزل یوم عرفة على جمل أحمر ، ألعنھ: فقال. فإن كان حماد یروي ھذا فھو ملعون ، یص من ذھب في قم

. فأخرجوه !أخرجوه



وإذا جماعة ،وعن محمد بن أبي األسود خرجنا إلى المصلى یوم العید : واحد من خلفنا فقال. األمیر یضرب بالطبول ویؤتي باألعالم مع

: فبكى وقال . ل فلیس هللا طب ال تقل: فقیل لھ ! طبل إال طبلك اللھم ال وال أرأیتم ھو یجيء وحده ویجلس وحده وال یضرب بین یدیھ طبل

فأنظر كیف رد على ھذا !!! ینصب لھ علم؟ إذا ھو أدون من ھذا األمیر .المعتزلي

وأنھ ،وروى مشایخنا أنھ تعالى أجرى خیال فخلق نفسھ من عروقھا . ق آدم على صورتھلما أراد خلق آدم نظر في الماء فرأى نفسھ فخل

.ورووا أنھ تعالى یضحك حتى تبدوا نواجذه

في روضة ، في رجلیھ نعالن من ذھب قطط ورووا أنھ أمرد جعد وأنھ یضع رجال على رجل ، خضراء على كرسي تحملھ المالئكة

.ویستلقي وأنھا جلسة الرب

.ورووا أنھ خلق مالئكتھ من زغب ذراعیھ

. یوم القیامة وھو على صورة آدم لناس یحاسب ا ورووا أنھ

.ورووا أن لھ حجبا یحجبونھ

.ورووا أنھ اشتكت عینھ فعادتھ المالئكة

رأیت ربي : ( قال _ وسلم صلى اهللا علیھ وعلى آلھ_ ورووا عن النبي األعلى فوضع یده بین كتفي في أحسن صورة فسألتھ في ما یختلف المأل ) . لفوا فیھفوجدت بردھا فعلمت ما اخت

. ورووا أنھ ینزل إلى السماء الدنیا في النصف من شعبان

فیقعد معھ ورووا أنھ جالس على العرش وقد فضل منھ أربع أصابع .وذلك المقام المحمود _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _ النبي



نك نعوذ باهللا م : فیقولون ! ورووا أنھ یأتي یوم القیامة فیقول أنا ربكمأتعرفونھ إن رأیتموه ؟ فیقولون بیننا وبینھ عالمة فیكشف : فیقول !

. تحول في الصورة التي ھو علیھا فیعرفونھ عن ساقھ وقد لھم

فیعرف بذلك حملة إذا رضي اهللا خف وإذا غضب ثقل ورووا أن العرش .العرش غضبھ ورضاه

. یأتي في غمام تحتھ ھواء وفوقھ ھواء ورووا أنھ

السبابة والوسطى وعدوا فتركوا، وا أن لھ خنصرا وبنصرا وإبھاما ورو .بأصابعھم

أنتم یا معشر : _وقد حضر مجلسنا _ وقال بعض المعتزلة یوما :كما قال بشر بن المعتمر ، تروون الحدیث وضده المشبھة

مخالف بعض الحدیث بعضھا یروي أحادیث ویروي نقضھا

مثلكم كما قال . ن الجمیع وال تعرفون وتروون ماال تعلمون ثم تصححو ثم أخذ في روایة معایب. } كمثل الحمار یحمل أسفارا { : اهللا تعالى

من عجیب أمركم أن شیخا من شیوخكم روى حدیثا فقال : مشایخنا فقال : فقیل ! حدثني فالن عن فالن عن النبي عن جبریل عن اهللا عن رجل :

. فنظروا فإذا ھو عز وجل .یكون ھذا ال

، یقص من المشبھة وذكر الفقیھ أبو األسود أنھ كان بطبرستان قاص إن یوم القیامة تجيء فاطمة ومعھا قمیص :یوما في قصصھ فقال

فلما یراھا اهللا من بعید یقول لیزید ، تلتمس القصاص من یزید الحسین و یختبأ وتتظلم فیدخل، ة ال تظفر بك فاطم أدخل تحت العرش:

انظري إلى !یا فاطمة : فیقول لھا الرب ، فاطمة بین یدي الرب وتبكي فعفت ، بھ جرح من سھم نمرود وقد عفوت عنھ فاعف عن یزید قدمي

. عنھ



اهللا < وال أجد > الرسول < وجدت في كتابي : آخر حدیثا فقال ىورو !!!! شك الشیخ في اهللا : فاكتبوا >

فدخل علیھ أبو القاسم الزجاجي ، ومرض أبو علي الحافظ النیسابوري ھذه وصیة البنتك : فقال ، وصیة یشھده علیھ فأخرج إلیھ كتاب، یعوده

: فقال . بقیاسكم وإنما نقول باألحادیث ال نأخذ: قال ، وھذا ال یجوز آلھ وسلم صلى اهللا علیھ وعلى_ ھذا نص رسول اهللا ، لیس ھذا بقیاس

ھذا الحدیث معي مكتوب مسموع بستة : قال ) . ال وصیة لوارث : ( _ . للبنت ال تجوز عشر إسنادا لكن لم اعرف أن الوصیة

فلما خرجا من عنده سئل عنھ ، ودخل بعض الفقھاء على یحیى بن معین إذا قیل : قال كیف ؟: قیل !دینھ شك وفتیاه وقف وكالمھ طعن : فقال

وإذا سئل عن مسألة روى أقاویل ، إن شاء اهللا: ھ أمؤمن أنت ؟ قال ل، وإذا قیل لھ قتادة قال قدري ، فإذا قیل لھ بما تأخذ ؟ وقف ، الناس

. وإذا قیل جابر قال رافضي

: یقول أثم أنش

سیسأل عنھا والملیك شھید والبن معین في الرجال مقالة

وإن كان كذبا فالعذاب شدید الة غیبة فإن كان صدقا فالمق

:مشافھا لھم ، یوما بحضرة جماعة من مشایخنا وأنشد بعض المعتزلة

مفكرا في صفة الملیك في غمرة الشكوك یا خائضا

فكرك فیھ مالك الملوك ك ــكفكرة المشبھ الركی



ال یدرك المالك بالمملوك شریك ومالك لیس بذي

لبعض فقال بعض المعتزلة، وحضرت یوما مجلسا قد جمعھم وإیانا أتقولون هللا ید ؟: المشبھة

.نعم : قال

لـم ؟: قال

.} ید اهللا فوق أیدیھم {: لقولھ تعالى: قال

.}ان بل یداه مبسوطت{ : فقل لھ یدان لقولھ تعالى : قال

.كذا نقول : قال

.}مما عملت أیدینا { :فقل لھ ثالثة أیدي لقولھ تعالى : قال

...فانقطع

أتقول لھ عین ؟: ثم قال لھ

.نعم : قال

لم ؟: قال

.}ولتصنع على عیني {: لقولھ تعالى : قال

.} تجري بأعیننا { فقل لھ أعین لقولھ تعالى : فقال لھ

لون أن كلتا یدیھ یمین ؟ألستم تقو: ثم قال

!!بلى : قال

وھل شيء أقبح من ھذا ؟: قال

.فانقطع



ولما فشي ذكر الصورة واألعضاء بین مشایخنا وقامت المعتزلة في الرد ألقیت إلى كثیر منھم أن المجادلة في الدین حرام ، علیھم وصنفوا الكتب المعتزلة وجدالھم وإن الواجب أال یلتفت إلى كالم، وأن الحق في التقلید

فأما داود واحمد وابن . فالصواب في التمسك بما ألفیتموه عن سلفكم، ، راھویھ وأمثالھم فقبلوا قولي وصوبوا رأیي وأقاموا على اعتقادھم

وأما القالنسي وابن كالب وطبقتھما فرأوا أن شیئا من ذلك ال یصح على، فقلت البد من تدبیر . زلة في تیھ مجادلة المعت النظر فأوقعوا أنفسھم

وكذلك ، فألقیت إلیھم أن الید لیس ھو الجارحة وإنما ھو صفة للباري ھو وأن االستواء على العرش لیس، صفات العین والساق والجنب

. االستقرار ولكن صفة لھ

وطلبقوني ودمعزوني وناظروا في ذلك ودونوا ! أحسنت أنت : فقالوا .وصنفوا

وبدأوا بالرد علي وعلیكم بأن ھذا ال ، عتزلة ذلك أشد اإلنكار وأنكرت الموھدم وھل ھذا إال نصرة عباد األصنام ، ال دلیل علیھ یعقل وھو فاسد

.واهللا المستعان . اإلسالم

فصل

، لیس في إثبات التشبیھ أمر أقوى من إثبات الرؤیة : فكرت وقلتوني فیھ وقررتم عیني ورویتم فوافقتم ، یرى فألقیت إلیھم أنھ تعالى

صلى اهللا علیھ _ورویتم أن محمدا ، فیھ األحادیث ووضعتم األسانید ، رأى ربھ لیلة المعراج وأنھ قعد معھ على عرشھ _ وسلم وعلى آلھ

.وتأولتم اآلیات على ذلك

وقالوا الرؤیة توجب التجسیم، وقامت المعتزلة في الرد علي وعلیكم ال تدركھ األبصار { : واحتجوا بقولھ تعالى، لحدوث والتجسیم یوجب ا

ورووا عن عائشة أنھا سئلت ھل رأى محمد }لن تراني { : وبقولھ }من زعم أن محمدا رأى ! لقد قف شعري مما قلت ثالثا : ربھ ؟ فقالت

ال تدركھ { : ربھ فقد أعظم الفریة على اهللا ورسولھ وقد قال اهللا تعالى وما تدري نس { : ومن زعم أنھ یعلم ما في غد وقد قال تعالى } األبصار

بلغ ما { : ومن زعم أنھ لم یبلغ شیئا وقد قال تعالى } ماذا تكسب غدا



أنا أول من سألھ : وعنھا وقد سئلت عن ذلك فقالت } أنزل إلیك من ربك فقالت ، ثم زادت المشایخ. تره عیناي رآه قلبي ولم: عن ذلك فقال

وقالت الكرامیة بأنھ یرى من فوق كما ، حنابلة بالمجالسة والمصافحة ال .ترى السماء

ولما قامت المعتزلة بالرد علیھم في ذلك وعلم شیخنا األشعري أن ذلك ال یعقل ما ال فجعلھ من باب، یرى بال جھة وكیف : یتم على النظر قال

الء المعتزلة فإنھم غیر ھؤ. وجرى ذلك في العامة _ تلبیسا وتدلیسا_ .فإن القوم أثبتوا معقوال وأنت أثبت شیئا ال یعقل ، قالوا زدت في الفساد

فصل

فألقیت إلیھم أنھ تعالى ، من أصول ھذا الباب إثبات المكان : فكرت وقلت فقبلتم أحسن قبول واعتقدتم ذلك وناظرتم ، وأنھ على العرش في مكان

والجسم ، فإنھم قالوا المكان یوجب التجسیم ھؤالء المعتزلة غیر . فیھما جاز أن یكون في مكان جاز أن یكون في غیره : وقالوا .یكون محدثا

ما : وقالوا . وذلك یوجب جواز الحركة والسكون والزوال واالنتقال ، الفرق بین ملك على سریره وبین الرب على كرسیھ على ھذا المذھب ؟

وقولھ تعالى } ، لیس كمثلھ شيء { : تعالى وھل ھذا إال مناقض لقولھ . }قرب إلیكم من حبل الورید أوھو { :

فجرت ، حضرت یوما مجلسا وفیھ جماعة من مشایخنا ومن المعتزلة الرحمن على العرش {إنھ تعالى یقول : فقال شیخ منا ، مسألة العرش

قولھ فقل في: فقام المعتزلي . تقتضي الفوق> على<ولفظة }استوى .فانقطع . أنھم فوقھ }ولو ترى إذ وقفوا على ربھم {: تعالى

فإذا : فقال المعتزلي ، على صورتھ وروى بعضھم أنھ تعالى خلق آدمفما معنى الحدیث : قال . مركبا محدثا كما كان آدم یجب أن یكون مؤلفا

ى آلھ صلى اهللا علیھ وعل_ إن صح فالمراد ما قیل أن النبي : ؟ قال وقیل أراد أنھ خلقھ ، رأى رجال فقال إن آدم كان على صورتھ _ وسلم

الصواب : فقالوا . على ما كان علیھ من غیر انتقال من حال إلى حال



أن ال نمكن المعتزلة من حضور مجالسنا والكالم في أندیتنا فإنھم :فخرج وھو یقول . فأخرجوه ، یشوشون علینا المذھب

ولكني أشد من الحدید ي دید لفلقونفلو كنت الح

فقالوا إنھ تحلھ األعراض وتخلو منھ ، من الكرامیة ولقد زادت مشایخناو . بالصعود والنزول وزادت الحنابلة فقالوا. كما في األجسام سواء

ال وال لیس لھ مكان وال یجوز علیھ االنتق: أنكرت المعتزلة ذلك فقالوا ، إذ لو جاز أن یحلھ األعراض جاز أن یحلھ الجمیع ، تحلھ األعراض

.ولیس ما حلھ العرض إال محدثا

الباب الثالث في العدل

تأملت أحوال ھذه الملة فوجدتھم بأجمعھم یقولون إنھ تعالى عدل ال یظلم وذكروا أن ذلك ، وإن جمیع أفعالھ حق وجمیع أقوالھ صدق ، و ال یجور

ضرورة وأن _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _علوم من دین النبي موعلمت أني لو دعوتھم إلى مخالفة ھذا الظاھر ال ، الكتاب نطق بھ نصا

فدعوتھم إلى أمور تفصیلھا نقض ھذه الجملة وإثباتھا . یروج وال یقبل ألن فأول ما ألقیت إلیھم أنھ تعالى ال یقبح منھ شيء . رفع ھذه الكلمة

وأنھ لیس بمأمور و ال منھي وال مملوك و ال ، األمر أمره والملك ملكھ ثم ثنیت علیھ أن جمیع القبائح . مزبوب وإنما یقبح األمور لھذه الوجوه

وأنھ یعذب بغیر ذنب ویعذب ، وأنھ یخلق الكفر ثم یعذب علیھ ، منھ إلى غیر ، وأنھ یخلق للنار قوما ویكلف ما ال یطاق، واحدا بذنب آخر

تموني بالقبول وصدقتموني في ما أقول و دنتم بھ ونصرتموه بلفقا. ذلك .

، وقاموا وقعدوا في إبطالھ ، و أنكرت المعتزلة ھذا األصل أشد اإلنكار ، وقالوا ھذا ینقض األصل المجمع علیھ و ما أشارت النصوص إلیھ

الكفر ثم یعذب علیھ ال ظلم أعظم من أن یعذب بغیر ذنب أو یخلق : وقالواودلوا ، وذكروا أن القبیح قبیح من كل فاعل وأنھ یقبح لوجھ یرجع إلیھ ،

، على ذلك بأنھ لو قبح للنھي لحسن لألمر فكان ال یحسن منھ شيء



الكذابین ) أیدي (لو جاز ما قلتم لجاز أن یظھر المعجز على : وقالوا ولجاز أن یرسل ، ولجاز أن یكذب في أخباره فیحسن ، فیحسن منھ

لو قبح للنھي الختص بمعرفتھ : وقالوا . رسوال یدعو إلى الباطل فیحسن وأیدوا كالمھم بآي من الكتاب وبكثیر من األخبار عن . من عرف النھي .وأصحابھ _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _النبي

بل ،فأما أنتم إخواني وسادتي فما خالفتموني في ذلك كصنیع المعتزلة ، إنھ یعذب األطفال بذنوب األباء : قبلتم ورویتم في ذلك األحادیث وقلتم

وانھ لو عذب األنبیاء ، ویحمل ذنوب المسلمین على الیھود والنصارى ، ولو أضل العالمین وعذبھم ال یقبح ، وأثاب الفراعنة لما یقبح منھ

وكل كفر وأنھ خلق عبادة األوثان وسب نفسھ وقتل األنبیاء واألولیاء .وضالل

والذین { : فإذا قرأ قارئ ، اجتمع عندي نفر من مشایخنا ومن المعتزلة ال أحد اشد حبا هللا من : فقال رجل من المعتزلة }، آمنوا أشد حبا هللا

ألنھم قالوا ھو المنعم بضروب من النعم : لم؟ قال : فقیل لھ ، المعتزلة ال قبح في قضاه وال خلف في مقالھ ومنھ كل الخیرات وال شر في أفعالھ و

یثیب على الطاعات ویعفو ، یرجى من عنده كل خیر ویؤمن كل شر ، و المجبرة تزعم أن ، عن السیئات ومن كان ھذا حالھ فال حب فوق حبھ

كل شر من عنده وانھ ال یؤمن شره بل ال یؤمن من عبده مائھ سنة أن فمن ھذا اعتقاده فیھ ، ع الكفار یدخلھ النار وأن یخلق فیھ الكفر وینزلھ م

كیف یحبھ ؟ وقص سیفویھ القاص فقال في قصصھ من أنت حتى ال یظلمك اهللا یا عاض بظر أمھ ؟ نعم یظلمك ھوان لك ویعذبك بغیر جرم

فقام معتزلي من . ویخلق فیك الضالل ویأخذك بھ ویكلفك ما ال تستطیع ھذا سوء ثناء على رب ،تبا لك مع ھذه المقالة : بین المجلس وقال

.أخرجوه وال تستمعوا إلیھ : فقال . العالمین

تعال حتى نصدق وننتصف : وذكر أبو عامر األنصاري وھو عدلي لمجبر ، ألیس یجوز عندك أن یعذب اهللا رجاال لم لم یكونوا نساء ، وننصف

، بیضا ویعذب سودا لم لم یكونوا ، ویعذب نساء لم لم یكونوا رجاال مع خلقھ الكفر _ كما یعذب الكفار ، ویعذب بیضا لم لم یكونوا سودا



ویكون ذلك منھ حسنا وعدال وإن كان مثل ، لم لم یكونوا مؤمنین _ فیھم أھلكت عادا : فھال یجوز أن یقول : قال . نعم : ذلك منا جورا ؟ قال

و ال یكون ذلك كذبا منھ و إن ،و أقیم القیامة و ال یقیمھا ، ولم یھلكھم لقد عزمت على ، ال قول أشنع من ھذا : ثم قال . كان كذبا منا ؟ فسكت

أتوھن : فقام القوم إلیھ بالنعال وقالوا . الرجوع ورجعت عن ھذا القول مذھبنا وتضعف مقالتنا ؟

فقال معتزلي یكنى أبا } ، فأین تذھبون { : وقرأ قارئ قولھ تعالى لو كان األمر كما تزعمونھ یا معشر المجبرة لكان لھم أن : عمران

كما روي أن مجبرا سئل ، فلم یكن لھذا القول معنى ، یقولوا یذھب بنا وھل ھذا إال : ثم قال ، حیث یذھب بي ! ال أدري : أین تذھب ؟ فقال

صفة المجنون ؟ وكما یحكى عن أبى العیناء أن رجال وقع في الماء فقیل ! أین تذھب ؟ فقال السؤال على الماء لھ

قل إن { : لم قلت إن اهللا تعالى ال یضل ؟ قال قولھ : وسئل معتزلي فأمره أن } ضللت فإنما أضل على نفسي وإن ھدیت فبما یوحي إلي ربي

أفال ترضون بذلك ، ینسب الضاللة إلى نفسھ ورضي بھذا القول لھ مذھبا .؟ فأنقطع المجبرة

لزنیة أزنیھا أحب إلي من عبادة : ره ما یحكى عن بعضھم أنھ قال ونظیولم ، لعلمي بأن اهللا تعالى قضاھا علي : ولم ؟ قال : فقیل لھ ! المالئكة

.یقض إال ما ھو خیر لي

وخطب بعض المعتزلة فقال بعد حمد اهللا والثناء علیھ والصالة على النبي ال أحد أقبح ثناء على !أیھا الناس : _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _

رب العالمین من المجبرة حیث قالوا إن اهللا یأمر بما لم یرده وینھي عما وأنھ یخلق فعال ثم یقول لم ، أراد ویقضي بما نھى عنھ ثم یعذب علیھ

ویأمر بشيء ویحول بینھ ، فعلتم ؟ ویغضب على ما خلق وقضى و أراد ا ثم یأمر القضاة والوالة والغزاة برد ما ویقضي أمر، وبین ما أمر بھ

فأمر بجلد ، وأمر بحدود تقام على شيء ، قضى وقدر وأراد وخلق وجعل مال زید رزقا _ ، وقطع ید السارق _وخلق فیھ الزنا _ الزاني



وأنھ خلق الكفر وكره ، لعمرو وخلق أخذه ثم قال لم أخذت؟ وعاقبھ علیھ فانظر إلى . إلى خالف مراده وضد قضائھ األیمان وبعث األنبیاء دعاة

وانظر إلى حسن ثناء أھل العدل علیھ حیث ، سوء ثنائھم على ربھم وقضى اإلیمان ورضیھ ، إنھ حكیم أمر بما أراد ونھى عما كره : قالوا

كما قال ، ونھى عن الكفر وكرھھ وغضب علیھ وسخطھ ، وأحبھ وزینھ اإلیمان وزینھ في قلوبكم وكره إلیكم ولكن اهللا حبب إلیكم{ : اهللا تعالى

وأنھ بعث أنبیاءه بالحق لیدعوا إلى الحق } ، الكفر والفسوق والعصیان وھدى إلى الدین وما أضل أحدا ، وأنزل الكتاب لیھتدي بھ ، الذي أراده

فاحمدوا اهللا ، وأنھ یثیب من أطاعھ ویعاقب من عصاه ، من العالمین .لحمد هللا رب العالمین ا: على ھذا الدین وقولوا

فما : قال . ال : ھل تملك من أھلك ومالك شیئا؟ قال : وسأل عدلي مجبرا اشھدوا أن نساءه طوالق : قال . نعم : تملكھ منھم جعلتھ في یدي ؟ قال

وكانت امرأتھ ممن تقول . وعبیده أحرار ومالھ صدقة في المساكین . فأفتوا بوقوع ذلك كلھ ، ء فتحولت عن منزلھ وسألت العلما، بالعدل

.وصار ضحكة وسخرة

أقیموا : فقال ، عن القدر _ وھو معتزلي_وسأل جماعة عمرو بن فائد حتى أنكم إن كان ما قیل حقا فال تعاتبوه وإن كان ، ربكم مقام رجل صالح

:وأنشد. باطال فال تتھموه

لم یمس محتاجا إلى أحد من لم یكن هللا متھما

استحفظھم اهللا : فقیل لھ ، اد مجبر الخروج إلى مكة فودع أھلھ وبكى وأرأتخاف منھ وھو ! كذبت : فقال معتزلي ! ما أخاف علیھم غیره : قال !

أرحم الراحمین ؟



فدخل ، وبعث محمد بن سلیمان إلى رجل معتزلي ودعا بالسیف والنطع محمد بن یا : أتضحك في ھذه الحالة ؟ فقال : فقال ، وھو یضحك

إن محمد بن سلیمان : أرأیت لو قام رجل في السوق فقال ! سلیمان عترضھ رجل اف، یقضي بالجور وبجمع بین الزانیین ویرید الفواحش

، كذبت بل یقضي بالحق و ال یرید الجور وال یفعل الفواحش : فقال فإذا ال : قال. من دفع عني وأحسن الثناء علي : فأیھما أحب إلیك ؟ قال

فانقطع ومن حولھ . أبالي بالقتل بعدما أحسنت الثناء على رب العالمین .اذھب فال تذكر إال بخیر : وقال محمد ، من المجبرة

: فلما رجع قال ، وكان غائبا ، وجاء رجل إلى منزل عبد اهللا بن داود ! أصلحت إن لم یفسد اهللا : أصلحت ؟ قال : فقیل . كنت أصلح بین قوم

أتحسن الثناء على . إن اهللا ال یفسد بل ھو المصلح ! كذبت : فقال واحد .فانقطع . نفسك وتسيء الثناء على ربك

قطعك : قال . قد أھلك الناس أبو مجالد : قال داود األصفھاني للموفق اهللا تعالى أھلك الناس أو أبو مجالد ؟، أبو مجالد

یخلق ، إنھ لمظلوم : وقال فالتفت إلیھ ، ومر معاذ بن معاذ بلص یقطع أما رضیت یا جاھل بأن أضفت : قال عدلي . فیھ السرقة ثم یؤمر بقطعھ

فأضفت إلیھ األمر بالقطع على ، السرقة إلیھ تعالى حتى نفیتھا عن اللص ولو وصف بھذا قاض لكان سوء ثناء فكیف برب ، شيء فعلھ ھو

.العالمین

یا خراساني : فقال ، عن العدل وجاء خراساني إلى أبي الھذیل وسألھ فمن جاء باللص حتى قطع : قال . اهللا : من جاء بك من خراسان ؟ قال

فمن جاء بالسلطان حتى قطع یده ؟ قال : قال . اهللا : علیك الطریق ؟ قال فإذا اهللا فعل جمیع ذلك حیث جاء بك من خراسان وجاء باللص . اهللا :



أھذا فعل حكیم ؟ فانقطع وتاب ، یده لیذھب بمالك وجاء بالسلطان لیقطع.

أسكت ال أم : فقال عدلي . أفسدتنا فأصلحنا ! یا رب : ودعا مجبر فقال .ھو المصلح ! لك

أترى أن اهللا یكلف عباده ما ال یطیقون ثم یعذبھم : وقیل لھشام بن الحكم .واهللا قد فعل ذلك ولكن ال نجسر أن نتكلم: علیھ ؟ قال

ما فعل بك ربك ؟ : رأیت مجبرا في المنام فقلت لھ : قال وعن بعضھم !ھو على قولكم و قدري : قال

ما : فقال لھم قائل ، واجتمع جماعة بطرسوس یرمون الھدھد ویشتمونھ } وزین لھم الشیطان أعمالھم { : ھو قدري حیث قال : ذنبھ ؟ فقالوا

. ذلك فعل اهللا تعالى وجمیع ، فأضاف العمل إلیھم والتزیین إلى الشیطان أأنتم تنفون الذنب عن الشیطان وتضیفونھ إلى الرحمن؟! تبا لكم : قال

إذا أعطیت كتابي یوم : فقال _ وكان ظریفا _ وذكر أبو محمد المزني القیامة قلت عرفت ما فیھ ولكن أسأل عن شيء أتیتھ أنا باختیاري أو

یا رب : قلت . فعلتھ باختیارك : خلق في ولم أقدر على تركھ؟ فإن قالوا فإن عفوت ، عبدك الضعیف أخطأ وأساء وعلى عفوك وفضلك توكل

بل خلق فیك وقضي علیك : وإن قالوا . فبرحمتك وإن عذبت فبعدلك العدل الذي كنا نسمع بھ في ! یا معشر الخالئق : قلت . وأنت تعذب علیھ

.دار الدنیا لیس ھھنا منھ قلیل وال كثیر



: ال أبو الھذیل لحفص القرد ھل في المعلوم شيء إال اهللا وخلقھ ؟ قال وق .یعذب على نفسھ أو على خلقھ ؟ فانقطع : قال. ال

ألقینا ذنوبنا على ربنا و : لم قلت باإلجبار ؟ قال : وقال معتزلي لمجبر أیش ألزمكم بعد ھذا ؟: فقال ! اتكینا على جنب

ومن خلقھ : قال . اهللا : قال عن الزنا ؟ من نھى : وقال آخر لمجبر قال . اهللا : ومن عابھ وأوجب علیھ الحد ؟ قال : قال . اهللا : وأراده ؟ قال

:كیف نھى ثم خلق ثم عاب ؟ فانقطع وأنشد :

عار علیك إذا فعلت عظیم ال تنھ عن خلق وتأتي مثلھ

الستسقاء بلغني أن قوما من بني إسرائیل خرجوا ل: ثم قال العدلي من ! یا رب : فقال ، فأوحى اهللا إلى نبیھم ال أسقیكم وفیكم رجل غماز

وأنشد لمحمود الوراق . ال أعیب شیئا ثم أفعلھ : ھو حتى نخرجھ ؟ فقال :

فأنت ولي الذنب لیس المقادر ال تلزم الذنب المقادیر جاھالو

فرلكان لھ حظ من الذنب وا فلو كان للمقدور في الذنب شركة

فلما قام المجبر اعتمد ، واختصم عدلي ومجبر بین یدي بعض الوالة بسم اهللا الذي ال یضر مع اسمھ شيء في : بیدیھ على األرض وقال

ما ھذا الشيء الذي ال یضر مع : األرض وال في السماء ؟ فقال العدلي . اسمھ شيء في األرض وال في السماء ؟ وعندك ال ضرر إال من قبلھ

.فانقطع



أرأیت لو كان لي قطعة طین ألي أن أعمل ما أحببت ؟: وقال مجبر لعدلي

.نعم : قال

ثم ، معوجة ومكسورة وصحیحة ، ألي أن أعمل منھا ثالث جرار : قال أطبخھا بالنار ؟

نعم لكن بشرط أنھا لو خرجت كذلك ال تسأل لم صارت معوجة : قال .ومكسورة وصحیحة

.وأنا أسألك : ثم قال

.سل : قال

ثم ، ما تقول في رجل غرس في بستان لھ خوخا لم یغرس غیره : قال لیس في : قال لغالمھ اذھب إلى البستان فائتني بكل فاكھة ، فقال الغالم

، لم لم یكن فیھ سوى الخوخ! قال اذھب فأحرقھ ، البستان إال الخوخ أھذا حكمة ؟

.ال : قال

یخلق كافرا ثم یعذبھ لم لم یكن مؤمنا ؟فكیف جوزت على ربك أن : قال

.فانقطع

لم قلت ذلك ؟ : فقال عدلي لھ ! یا مصلح المفسدین : وقال مجبر یوما ألن ! فقل على مذھبك یا مفسد المصلحین : قال . ألن الصالح منھ : قال

.فسكت . یلزمني ذلك لكنھ قبیح : ففكر ثم قال . الفساد منھ

ألیس تقرر في العقول اإلحسان إلى الولي : فقال وسأل آخر مجبراوأن من فعل ذلك یكون حكیما ومن فعل ضده ، واإلساءة إلى العدو أرأیت لو أن رجال عبد اهللا مائة سنة وآخر عبد : وصف بالسفھ ؟ قال



فخلق في األول الكفر وأدخلھ النار وفي الثاني اإلیمان ، الوثن مائة سنة .لیس عدوه أحسن حاال من ولیھ ؟ فانقطع أ، وأدخلھ الجنة

مر بقتلى_ علیھ السالم_ وحكى بعض المعتزلة أن أمیر المؤمنین : فقال بعض أصحابھ . لقد ضركم من غركم ! تعسا لكم : النھروان فقال

الشیطان والنفس األمارة بالسوء : من غرھم یا أمیر المؤمنین؟ قال فاهللا غرھم وفعل بھم ما ! ي معتزلیا واهللا كان عل: فقال مجبر . واألماني

.فعل وأوردھم تلك الموارد

ھذا } إن كید الشیطان كان ضعیفا { : وسأل عدلي مجبرا عن قولھ تعالى وأن قلت . كید اهللا فكیده ضعیف : الكید كید اهللا أم كید غیره ؟ فإن قلت

.فانقطع . باطل إن كید اهللا حق وكید الشیطان ، كید غیره فھو ما نقول

فصل

ومما ألقیت إلیكم من ھذا الجنس أن اهللا یضل عن الدین ویخلق الضاللة عن الحق المستبین ویزین الكفر في قلوب الكافرین ویكره إلیھم اإلسالم

!فقبلتم ذلك مني وقلتم صدقت، و المسلمین

قض كالم ھذا یھدم الدین وینا: وقالوا ، وأنكرت المعتزلة ذلك أشد اإلنكار وأضلھم } { وما ھدى وأضل فرعون قومھ{ :وتلوا ، رب العالمین

یستحیل : وقالوا } ، رب إنھن أضللن كثیرا من الناس { و } السامري وینھي عن شيء ثم یخلقھ ، أن یأمر بشيء ویحث علیھ ثم یضل عنھ

.فیھ

ممن الحق ؟: وقال بعض المعتزلة لمجبر



.من اهللا : قال

من الحق ؟ف: قال

.اهللا : قال

فممن الباطل ؟: قال

.من اهللا : قال

فمن الباطل ؟:قال

.فسكت

واجتمع عند جعفر بن سلیمان أبو الھذیل و مكنف المجبر وھو ال یعرف : فقال . أرید أن أسألك شیئا و أتعلم منك : قال أبو الھذیل . أبا الھذیل

من أوقع ، ع في قلبھ أن اهللا واحد أخبرني عن طفل بلغ فوق: فقال . سل أوقع في قلبھ الحق وصدقھ في ما : فقال . اهللا : ذلك في قلبھ ؟ فقال

من ، وآخر بلغ ووقع في قلبھ أن اهللا ثالث ثالثة : قال .نعم : ألقاه ؟ قال فالقي إلیھ الحق وصدقھ في ما : قال . اهللا : أوقع ذلك في قلبھ ؟ قال

.ھذا أبو الھذیل ! یا حمار : قال لھ جعفر ف. ألقاه ؟ فسكت مكنف

: فقال . األمر لیس إلي : فقال ، و دعى مجبر مجوسیا إلى اإلسالم .ومضى ! صدقت

ما { فقرأ قارئ ، مجلسا _ وكان مجبرا_وحضر غالم عبداهللا بن داود ولو قال إبلیس ذلك كان صادقا ، ھو اهللا منعھ : قال } ، منعك أن تسجد

فقال . أنت منعتھ : ولو كنت حاضرا لقلت ، أخطأ إبلیس الحجة وقد ،أتحتج إلبلیس ولم یحتج ! بعدا لك و سحقا : معتزلي من طرف المجلس

فقال } وأن علیك لعنتي إلى یوم الدین {فقرأ قارئ . لنفسھ ؟ فانقطع ألیس اهللا تعالى قد لعن أشیاء وأقواما ؟ ! معاشر المجبرة : المعتزلي



: قال . ال : فھل في العالم غیره وغیر خلقھ ؟ قالوا : قال . بلى : الوا ق .فیلعن نفسھ أو خلقھ ؟ فتحیر القوم وانقطعوا

لم ؟ : قال . الزنا : وقال معتزلي لمجبر الزنا خیر للزاني أم تركھ ؟ فقال ! تبا لك : فقال! وقضاء اهللا لھ خیر ، ألن اهللا قضى ذلك علیھ : قال

ول أن الزنا خیر من اإلحصان ؟أتق

لزنیة أزنیھا أحب إلي من عبادة : ونظیره ما یحكى عن بعضھم أنھ قال ولم ، لعلمي بأن اهللا تعالى قضاھا علي : ولم ؟ قال : فقیل لھ ! المالئكة

.یقض إال ما ھو خیر لي

وخطب بعض المعتزلة فقال بعد حمد اهللا والثناء علیھ والصالة على النبيال أحد أقبح ثناء على !أیھا الناس : _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _

رب العالمین من المجبرة حیث قالوا إن اهللا یأمر بما لم یرده وینھي عما وأنھ یخلق فعال ثم یقول لم ، أراد ویقضي بما نھى عنھ ثم یعذب علیھ

ول بینھ ویأمر بشيء ویح، فعلتم ؟ ویغضب على ما خلق وقضى و أراد ویقضي أمرا ثم یأمر القضاة والوالة والغزاة برد ما ، وبین ما أمر بھ

فأمر بجلد ، وأمر بحدود تقام على شيء ، قضى وقدر وأراد وخلق وجعل مال زید رزقا _ ، وقطع ید السارق _وخلق فیھ الزنا _ الزاني

فر وكره وأنھ خلق الك، لعمرو وخلق أخذه ثم قال لم أخذت؟ وعاقبھ علیھ فانظر إلى . األیمان وبعث األنبیاء دعاة إلى خالف مراده وضد قضائھ

وانظر إلى حسن ثناء أھل العدل علیھ حیث ، سوء ثنائھم على ربھم وقضى اإلیمان ورضیھ ، إنھ حكیم أمر بما أراد ونھى عما كره : قالوا

كما قال ، ونھى عن الكفر وكرھھ وغضب علیھ وسخطھ ، وأحبھ وزینھ ولكن اهللا حبب إلیكم اإلیمان وزینھ في قلوبكم وكره إلیكم { : اهللا تعالى

وأنھ بعث أنبیاءه بالحق لیدعوا إلى الحق } ، الكفر والفسوق والعصیان وھدى إلى الدین وما أضل أحدا ، وأنزل الكتاب لیھتدي بھ ، الذي أراده

مدوا اهللا فاح، وأنھ یثیب من أطاعھ ویعاقب من عصاه ، من العالمین .الحمد هللا رب العالمین : على ھذا الدین وقولوا



فما : قال . ال : ھل تملك من أھلك ومالك شیئا؟ قال : وسأل عدلي مجبرا اشھدوا أن نساءه طوالق : قال . نعم : تملكھ منھم جعلتھ في یدي ؟ قال

وكانت امرأتھ ممن تقول . وعبیده أحرار ومالھ صدقة في المساكین . فأفتوا بوقوع ذلك كلھ ، فتحولت عن منزلھ وسألت العلماء ، عدل بال

.وصار ضحكة وسخرة

أقیموا : فقال ، عن القدر _ وھو معتزلي_وسأل جماعة عمرو بن فائد حتى أنكم إن كان ما قیل حقا فال تعاتبوه وإن كان ، ربكم مقام رجل صالح

:وأنشد. باطال فال تتھموه

لم یمس محتاجا إلى أحد مامن لم یكن هللا متھ

استحفظھم اهللا : فقیل لھ ، وأراد مجبر الخروج إلى مكة فودع أھلھ وبكى أتخاف منھ وھو ! كذبت : فقال معتزلي ! ما أخاف علیھم غیره : قال !

أرحم الراحمین ؟

فدخل ، وبعث محمد بن سلیمان إلى رجل معتزلي ودعا بالسیف والنطع یا محمد بن : أتضحك في ھذه الحالة ؟ فقال : فقال ، وھو یضحك

إن محمد بن سلیمان : أرأیت لو قام رجل في السوق فقال ! سلیمان عترضھ رجل اف، یقضي بالجور وبجمع بین الزانیین ویرید الفواحش

، كذبت بل یقضي بالحق و ال یرید الجور وال یفعل الفواحش : فقال فإذا ال : قال. من دفع عني وأحسن الثناء علي : إلیك ؟ قال فأیھما أحب

فانقطع ومن حولھ . أبالي بالقتل بعدما أحسنت الثناء على رب العالمین .اذھب فال تذكر إال بخیر : وقال محمد ، من المجبرة

: فلما رجع قال ، وكان غائبا ، وجاء رجل إلى منزل عبد اهللا بن داود ! أصلحت إن لم یفسد اهللا : أصلحت ؟ قال : فقیل . كنت أصلح بین قوم



أتحسن الثناء على . إن اهللا ال یفسد بل ھو المصلح ! كذبت : فقال واحد .فانقطع . نفسك وتسيء الثناء على ربك

قطعك : قال . قد أھلك الناس أبو مجالد : قال داود األصفھاني للموفق بو مجالد ؟اهللا تعالى أھلك الناس أو أ، أبو مجالد

یخلق ، إنھ لمظلوم : فالتفت إلیھ وقال ، ومر معاذ بن معاذ بلص یقطع أما رضیت یا جاھل بأن أضفت : قال عدلي . فیھ السرقة ثم یؤمر بقطعھ

فأضفت إلیھ األمر بالقطع على ، السرقة إلیھ تعالى حتى نفیتھا عن اللص ء فكیف برب ولو وصف بھذا قاض لكان سوء ثنا، شيء فعلھ ھو

.العالمین

یا خراساني : فقال ، وجاء خراساني إلى أبي الھذیل وسألھ عن العدل فمن جاء باللص حتى قطع : قال . اهللا : من جاء بك من خراسان ؟ قال

فمن جاء بالسلطان حتى قطع یده ؟ قال : قال . اهللا : علیك الطریق ؟ قال ء بك من خراسان وجاء باللص فإذا اهللا فعل جمیع ذلك حیث جا. اهللا :

أھذا فعل حكیم ؟ فانقطع وتاب ، لیذھب بمالك وجاء بالسلطان لیقطع یده .

أسكت ال أم : فقال عدلي . أفسدتنا فأصلحنا ! یا رب : ودعا مجبر فقال . المصلح ھو! لك

أترى أن اهللا یكلف عباده ما ال یطیقون ثم یعذبھم : وقیل لھشام بن الحكم .واهللا قد فعل ذلك ولكن ال نجسر أن نتكلم: قال علیھ ؟

ما فعل بك ربك ؟ : رأیت مجبرا في المنام فقلت لھ : وعن بعضھم قال !ھو على قولكم و قدري : قال



ما : فقال لھم قائل ، واجتمع جماعة بطرسوس یرمون الھدھد ویشتمونھ } أعمالھم وزین لھم الشیطان { : ھو قدري حیث قال : ذنبھ ؟ فقالوا

. وجمیع ذلك فعل اهللا تعالى ، فأضاف العمل إلیھم والتزیین إلى الشیطان أأنتم تنفون الذنب عن الشیطان وتضیفونھ إلى الرحمن؟! تبا لكم : قال

إذا أعطیت كتابي یوم : فقال _ وكان ظریفا _ وذكر أبو محمد المزني أنا باختیاري أو القیامة قلت عرفت ما فیھ ولكن أسأل عن شيء أتیتھ

یا رب : قلت . فعلتھ باختیارك : خلق في ولم أقدر على تركھ؟ فإن قالوا فإن عفوت ، عبدك الضعیف أخطأ وأساء وعلى عفوك وفضلك توكل

بل خلق فیك وقضي علیك : وإن قالوا . فبرحمتك وإن عذبت فبعدلك نا نسمع بھ في العدل الذي ك! یا معشر الخالئق : قلت . وأنت تعذب علیھ

.دار الدنیا لیس ھھنا منھ قلیل وال كثیر

: وقال أبو الھذیل لحفص القرد ھل في المعلوم شيء إال اهللا وخلقھ ؟ قال . على خلقھ ؟ فانقطع یعذب على نفسھ أو: قال. ال

ألقینا ذنوبنا على ربنا و : لم قلت باإلجبار ؟ قال : وقال معتزلي لمجبر أیش ألزمكم بعد ھذا ؟: فقال ! ب اتكینا على جن

ومن خلقھ : قال . اهللا : قال من نھى عن الزنا ؟ : وقال آخر لمجبر قال . اهللا : ومن عابھ وأوجب علیھ الحد ؟ قال : قال . اهللا : وأراده ؟ قال

:كیف نھى ثم خلق ثم عاب ؟ فانقطع وأنشد :

ر علیك إذا فعلت عظیم عا ال تنھ عن خلق وتأتي مثلھ

بلغني أن قوما من بني إسرائیل خرجوا لالستسقاء : ثم قال العدلي من ! یا رب : فقال ، فأوحى اهللا إلى نبیھم ال أسقیكم وفیكم رجل غماز



وأنشد لمحمود الوراق . ال أعیب شیئا ثم أفعلھ : ھو حتى نخرجھ ؟ فقال :

فأنت ولي الذنب لیس المقادر المقادیر جاھالوال تلزم الذنب

لكان لھ حظ من الذنب وافر الذنب شركةفلو كان للمقدور في

فلما قام المجبر اعتمد ، واختصم عدلي ومجبر بین یدي بعض الوالة بسم اهللا الذي ال یضر مع اسمھ شيء في : بیدیھ على األرض وقال

ما ھذا الشيء الذي ال یضر مع : عدلي األرض وال في السماء ؟ فقال ال. إال من قبلھ اسمھ شيء في األرض وال في السماء ؟ وعندك ال ضرر

.فانقطع

أرأیت لو كان لي قطعة طین ألي أن أعمل ما أحببت ؟: وقال مجبر لعدلي

.نعم : قال

ثم ، معوجة ومكسورة وصحیحة ، ألي أن أعمل منھا ثالث جرار : قال ر ؟أطبخھا بالنا

نعم لكن بشرط أنھا لو خرجت كذلك ال تسأل لم صارت معوجة : قال .ومكسورة وصحیحة

.وأنا أسألك : ثم قال

.سل : قال

ثم ، ما تقول في رجل غرس في بستان لھ خوخا لم یغرس غیره : قال لیس في : قال لغالمھ اذھب إلى البستان فائتني بكل فاكھة ، فقال الغالم

، لم لم یكن فیھ سوى الخوخ! قال اذھب فأحرقھ ، الخوخ البستان إال أھذا حكمة ؟

.ال : قال



فكیف جوزت على ربك أن یخلق كافرا ثم یعذبھ لم لم یكن مؤمنا ؟: قال

.فانقطع

لم قلت ذلك ؟ : فقال عدلي لھ ! یا مصلح المفسدین : وقال مجبر یوما ألن ! یا مفسد المصلحین مذھبكفقل على: قال . ألن الصالح منھ : قال

.فسكت . یلزمني ذلك لكنھ قبیح : ففكر ثم قال . الفساد منھ

ألیس تقرر في العقول اإلحسان إلى الولي : وسأل آخر مجبرا فقال وأن من فعل ذلك یكون حكیما ومن فعل ضده ، واإلساءة إلى العدو مائة سنة وآخر عبد أرأیت لو أن رجال عبد اهللا : وصف بالسفھ ؟ قال

فخلق في األول الكفر وأدخلھ النار وفي الثاني اإلیمان ، الوثن مائة سنة .ألیس عدوه أحسن حاال من ولیھ ؟ فانقطع ، وأدخلھ الجنة

مر بقتلى _ علیھ السالم _ وحكى بعض المعتزلة أن أمیر المؤمنین : عض أصحابھ فقال ب. لقد ضركم من غركم ! تعسا لكم : النھروان فقال

الشیطان والنفس األمارة بالسوء : من غرھم یا أمیر المؤمنین؟ قال فاهللا غرھم وفعل بھم ما ! كان علي معتزلیا واهللا : فقال مجبر . واألماني

.فعل وأوردھم تلك الموارد

ھذا } إن كید الشیطان كان ضعیفا { : وسأل عدلي مجبرا عن قولھ تعالى وأن قلت . كید اهللا فكیده ضعیف : كید غیره ؟ فإن قلت الكید كید اهللا أم

.فانقطع . إن كید اهللا حق وكید الشیطان باطل ، كید غیره فھو ما نقول

فصل

: فقال معتزلي ، جمعت یوما بین معتزلة الجن ومجبرة الجن للمناظرة خذوا إنھم یلزمھم : فقیل ولم ؟ قال .یلزم على مذھب الجبر ھدم الدین

في الصانع ألنھم إذا لم یثبتوا في الشاھد صانعا فاعال لم یكن في الغائب ن



ویلزمھم نفي النبوات ألنھم إذا أجازوا على اهللا كل قبیح ال یؤمن ، ثابتا ، أن یظھر المعجز على كذاب وأن یبعث رسوال یدعو إلى الضالل

نى للبعث إلیھ ویلزمھم أن ال یكون للبعثة معنى ألنھ إذا أضل أحدا فال معوإذا ھدى أحدا فال معنى وإذا كان ھو الخالق لھذه األفعال فال معنى

ویلزمھم إبطال الجھاد واألمر بالمعروف والنھي عن ، للرسول والكتاب المنكر الستحالة تغییر ما فعلھ ھو فكأنھ أمر بالجھاد إلعدام ما یوجده ھو

ت عالم ألن الفعل خلقھ و ویلزمھم أن ال یصح إثبا، و إیجاد ما یعدمھ ھوویلزمھم أن یصح فعل األجسام من العبد لو ، ألنھ یوجد بقدرة موجبة

ویلزم بطالن األمر والنھي والمدح والذم ألن األفعال ، وجد تلك القدرة ویلزمھم تكلیف ما ال یطاق وتكلیف ، مخلوقة فیھم وھم مجبرون علیھا

أخذ یعدد ذلك والقوم سكوت و. العاجز والزمن بالمشي واألعمى بالنظر . حال حتى تفرقوا على أسوأ، وھو یوبخھم

الباب الرابع في القضاء والقدر وذكر القدریة

لقد فكرت في مسألة القضاء والقدر فوجدت لي فیھا مجاال وفي المقام فقبلتم ، فألقیت إلیكم أن الكفر وجمیع المعاصي بقضاء اهللا وقدره ، مقاال

لك عمدة لكم وأحلتم كل قبیح یحدث في العالم على القضاء مني وجعلتم ذ .والقدر

ما معنى قولكم كل شيء : وأنكرت المعتزلة ذلك أشد اإلنكار وقالوا، فمعاذ اهللا أن یكون الكفر بقضائھ وخلقھ ) بخلقھ(بقضائھ ؟ إن أردتم

أنھ ال یأمر] على [فھو خالف اإلجماع ألنھم أجمعوا ) بأمره(وإن أردتم فنحن نقول إنھ یعلم جمیع ) العلم والبیان ( وان أردتم ، بغیر الطاعات

األشیاء قبل كونھا ألنھ عالم لذاتھ ال یخفى عنھ خافیة في األرض وال في _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _ثبت في دین النبي : وقالوا . السماء

، لرضا بھ فلو كان الكفر بقضائھ لوجب ا، أن الرضا بقضاء اهللا واجب . }وال یرضى لعباده الكفر { : وتلوا قولھ تعالى ، والرضا بالكفر كفر

وقاموا على رأس . من قال إنھ یرضى الكفر فقد خالف النص : وقالوا .فأعیاني أمرھم و بھتني شأنھم ، ھذا األمر



واجتمعت أنا وھم في مجلس فجرى ذكر القدریة وأنھم مجوس األمة القدریة ھم المجبرة لوجوه : فقالت المعتزلة . سنة على ما وردت بھ ال

:أربعة

وإنما یؤخذ من اإلثبات ال من النفي ، أن ھذا االسم أخذ من القدر : أحدھا وقد اختلفنا في أن المعاصي بقدر اهللا ، كالموحدة والمشبھة والمجسمة

.فأنتم باالسم أولى منا ، فقلتم بلى وقلنا ال ، أم ال

، أنكم لھجتم بذكر القدر في كل قضیة وفي إضافة القبیح إلیھ : وثانیھا .فنسبتم إلیھ كما یقال تمري ولبني

سئل عن _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _روي أن النبي : وثالثھا قوم یعملون المعاصي ثم یقولون إن اهللا قدرھا : القدریة من ھم ؟ فقال

.علیھم

ومذھب المجبرة عین مذھب المجوس ، أنھ شبھھم بالمجوس : ورابعھا ومن یقدر ، من یقدر على الخیر ال یقدر على الشر : ألن المجوس تقول

من یقدر على األیمان ال : والمجبرة تقول، على الشر ال یقدر على الخیر ومذھب ، ومن یقدر على الكفر ال یقدر على األیمان ، یقدر على الكفر

یستحیل أن یقدر على الخیر وال یقدر المعتزلة بالضد من ذلك فعندھم . على الشر ولكن إما أن یقدر علیھما معا أو ال یقدر على وأحد منھما

.فلم یكن عندھم جواب

التقیا في _ علیھما السالم _غیر أن بعض مشایخنا رووا أن آدم وموسى ألیس اهللا قد أنعم علیك بأن خلقك بیدیھ و ! یا آدم : السماء فقال موسى



كنك جنتھ وأسجد لك مالئكتھ وأنعم علیك بضروب النعم ثم أكلت ما أسقبل أن [ بكم سنة تجد ذلك مكتوبا علي ! نھاك عنھ ؟ فقال یا موسى

فلم : قال . ال : أفأقدر على تركھ ؟ قال : قال ، بألف سنة : ؟ قال ] أخلق ان ھذا لو ك، ھذا كذب : قالت المعتزلة . تلومني ؟ قالوا فحج آدم موسى

نعم ھو عذر : قال بعض المجبرة . عذرا آلدم لكان عذرا لجمیع العصاة إذا مثلنا كما : فقال معتزلي . للجمیع لكن ال نجسر أن نقول كما قال آدم

:قیل

وتذنبون فنأتیكم ونعتذر إذا مرضنا أتیناكم نعودكم

:المعتزلي وأنشد . افتضحت : فضحكوا وقالوا ! نعم : فقالت المجبرة

بقضاء السوء قد رضي صفع المجبر الذيا

فقل ھكذا قضــي فإذا قال لم فعلت

إذا جمع : ما تقول في القدر؟ قال : وقیل لمحمد بن واسع وكان معتزلیا .اهللا الخالئق سألھم عما أمرھم بھ ولم یسألھم عما قضى علیھم

ما استطعت : عن القدر فقال _ ما السالم علیھ_ وسئل جعفر بن محمد ، وما لم تستطع أن تلومھ فھو فعل اهللا ، أن تلوم علیھ العبد ھو فعلھ

.یقول اهللا تعالى للعبد لما كفرت ولم عصیت ؟ وال یقول لم مرضت ؟

فإن ، اللھم أرضني بقضائك : كان یقول ] أنھ [ وروى غیالن بن مطرف . قسمت لھ فقطعت یده ھذا السارق لم یرض بما



علیھ _ما تقول في علي : واجتمع عدلي ومجبر رافضي فقال العدلي أقاتل معاویة على شيء جعلھ اهللا لمعاویة وقضاه لھ أم على _السالم

بل : وقضاه لھ وغصبھ معاویة ؟ فقال_ علیھ السالم _شيء جعلھ لعلي فمعاویة : ال فق. على شيء جعلھ لمعاویة وقضاه لھ ولم یجعلھ لعلي

وعلي لم یرض ، أحسن حاال من علي حیث رضي بما قضي لھ وجعل لھ ! فمعاویة وافق ربھ وعلي خالفھ ، بما قضي لھ ولم یقنع بما جعل لھ

.فانقطع

: أكان قتل یحیى بن زكریا بقضاء اهللا وقدره ؟ قال : وسأل عدلي مجبرا .فانقطع ! فارضوا بھ : قال . نعم

فأشرف على سطحھ فإذا ، القاري أبو المنذر المئذنة لیؤذن وصعد سالم : فقال الغالم ، لیضربھما فبادر ونزل وأخذھما، غالم یفجر بجاریتھ

لعلمك : فقال ! أتلومني ؟ وإن القضاء والقدر لم یدعانا حتى فعلنا ذلك ! .أنت حر لوجھ اهللا ، بالقضاء والقدر أحب ألي من كل شيء

فصعد المئذنة فرأى رجال یفجر بأھلھ ، شیخ مجبر یؤذن وكان بأصبھان القضاء والقدر : فبادر وھرب الرجل فأخذ یضرب المرأة وھي تقول لھ ،

! أوه : أتزنین وتعتذرین بمثل ھذا؟ فقالت ! یا عدوة اهللا : فقال ! ساقانا فتنبھ الرجل ورمى بالخشب وقبل ! تركت السنة وأخذت مذھب ابن عباد

! لوال أنت لضللت فأنت سنیة حقا : وقال ، ینیھا واعتذر إلیھا ما بین عفھذا ما لقینا منكم یا معشر المعتزلة . وجمع الصوفیة ثالثة أیام شكرا هللا

!



قضاء اهللا : ما ھذا ؟ قالت : فقال ، ورأى مجبر رجال یزني بامرأتھ خیار في ما خیرة ال( فلقب . خیرة الخیار في ما قضى اهللا : فقال !وقدره

.وكان إذا دعي بھ غضب ) ! قضى اهللا

أنتم یا معشر المجبرة إذا : واجتمعوا یوما في مجلس فقال معتزلي ناظرتم المعتزلة قلتم بالقدر وإذا دخلتم منازلكم تركتم ذلك وقلتم بالعدل

إذا لقي الخصم قال لیس لنا من األمر : ولم ؟ قال : قیل . ألجل فلس وإذا دخل منزلھ ووجد جاریتھ كسرت ، إلى خلقھ وقضائھ األمر، شيء

كوزا یساوي فلسا ضربھا وشتمھا ویلومھا لم كسرت الكوز ولئن كسرت .ونسي مذھبھ ، بعدھا ألفعلن كذا

فكلم بعضھم أن ، ومر أبو عبد اهللا الموسوس بطرار اجتمع الناس علیھ من قضى ، أیھما أعدل :فقال أبو عبد اهللا . یخلیھ ویرد المسروق فرد

:وأنشد لمحمود الوراق ، علیھ أخذھا أو من رد علیھ ؟ فبھتوا

على العمد منھ یقول قدر إذا ما أتى فاسق زلة

وھذا على الكفر كل جبر إذا كان ھذا على طاعة

فما للعذاب بذي یستمر فمن قد أطاع كمن قد عصى

فمن قد أطاع كمن قد كفر وإن كان ربي لھ خالق

مرحبا : فقال ، ضرب مجبر بالسیاط في سرقة : حكى معتزلي فقال ! .بقضاء اهللا وقدره

لي خمس : اهللا یقضي الفساد ویخلقھ ؟ فاستلقى وقال : وقیل لمجبر ھذا ! صدق واهللا : فقال المعتزلي . ال أخاف على إفسادھن غیره ، بنات

.حقیقة مذھبھم



: عتزلي ومجبر في أن القدریة منھم ؟ فجیئا بمجوسي فقاال لھ وتشاجر م: فقال المعتزلي للمجبر ! من اهللا : ممن المجوسیة ؟ قال! یا مجوسي

:أینا یوافقھ ؟ ثم أنشد

وبالمجوس بالھوى مقرونة أیتھا المجبرة الملعونة

من ثم سمیتم مجوس األمة حاولتم علة قوم ذمة

ھل : ر بن العالء وعمرو بن عبید فقال عمرو ألبي عمرو واجتمع أبو عم: تعرف في كالم العرب أن أحدا فرط في ما ال یقدر علیھ ؟ قال أبو عمرو

یا حسرتي على ما فرطت في { : فأخبرني عن قولھ تعالى : قال . ال أكان حسرتھ على ما قدر علیھ أو على ما لم یقدر علیھ ؟ . }جنب اهللا

.قد أبان لكم أبو عثمان القدر بحرفین : و ألصحابھ فقال أبو عمر

إذا ذكر القدر فأمسكوا _ علیھ السالم _وسأل مجبر عدلیا عن قولھ كل : فقال ، والقدر سر اهللا فال تفشوه والقدر بحر عمیق ال یدرك غوره

أجمع المسلمون أن : ولم ؟ قال : قال . ذلك حجة على المجبرة والقدریة نفسھ بذنبھ واستغفر ربھ والم نفسھ بذنبھ واستغفر ربھ من أقر على

وبھذا ، وعلى ھذا كان السلف الصالح ، والم نفسھ فھو قد أصاب الحق وبھذا وردت } ، وآخرون اعترفوا بذنوبھم { : نطق القرآن في قولھ أھذا شيء یعلمھ _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _السنة لما سئل النبي فالمراد إذا نسب المعاصي إلى ، ففیم بعث : قال وسبق القضاء بھ ؟

وقیل إذا سئل عن أفعال اهللا لم . القدر فأمسكوا وال تقولوا كقول المجبرة كان ھذا بصیرا وھذا أعمى وھذا غنیا وھذا فقیرا فكلوا ذلك إلى تدبیره

ال یفعل إال الصواب ولم یرد ، فإنھ الحكیم في أفعالھ العلیم في قضایاه ویقولون ھو من عند اهللا وما ھو { : مع قولھ ، افة القبیح إلى قضائھ إض

واهللا ال یحب الفساد { و} إن اهللا ال یأمر بالفحشاء { وقولھ } من عند اهللا ومن وجھة أخرى ھو حجة علیكم : ثم قال . وال یرید ظلما للعالمین }



، إلى قدره وھو أنھ أمر باإلمساك فأمسكوا وال تضیفوا الكفر والفساد فإذا فعلتم ذلك فقد خالفتم السنة وخضتم البحر المنھي عن خوضة و

أخبرني عن إفشاء ھذا : ثم قال . فانقطع . أفشیتم سره وقلتم بالجبر وإن قلت منھ ، السر المغیب أمنا أو منھ ؟ فان قلت منا تركت المذھب

.وإن قلت منا ومنھ فقد أشركت ، فھو الذي أفشاه

القدریة خصماء الرحمن وأنتم أولئك یا : القدریة فقال مجبر وجرى ذكر ننظر في المذھبین أیھما ألیق بان یكون خصما لھ :فقال . معشر المعتزلة

فمذھبنا أن نجعل الحجة كلھا على عبادة وانتم جعلتم الحجة كلھا للعباد ، .علیھ ، وانتم خصمھ ونحن نذب عنھ

بم :حسبك بالقطع إذا دعینا ودعیتم یوم القیامة فقیل لكم :ل ثم قایا رب نشھد إن القوم لم یؤتوا في كفرھم وفسادھم إال :تشھدون ؟قلتم

من جھتك ،أنت خلقت فیھم الكفر فا أفسدتھم ،وحملت الیھود على الیھودیة والنصارى على النصرانیة ،ولو كان األمر إلیھم لكانوا صالحین

دتھم وبقضائك علیھم الكفر منعتھم وأنت نھیتھم عنھا لكن أنت صدوأوقعتھم فیھا ،فجمیع ذنوبھم منك وجمیع معاصیھم من قبلك ثم سخطت

أما نحن فقد بحنا :علیھم بغیر حق وتعاقبھم بغیر جرم ،ثم قلتم للقوم .ببراءتكم وقمنا بعذركم واحتججنا لكم

یا : ؟ فقمنا بین صفوفھم وقلنا ، بم تشھدون یا أھل العدل :ثم قیل لنا رب ،نشھد إن ھؤالء كذب علیك ونحلوا إلیك ما أنت منھ بريء واعتذروا للظالمین وجعلوا دعوة الرسل لغو و إنزال الكتب عبثا واآلمر والنھي

باطال و إقامة الحدود تعنتا والسؤال والحساب والعقاب ظلما والثواب میال وشھود زور وننزھك عما ال یلیق بك فنقول ، فنحن نشھد أنھم كذبھ

سبحانك عما وصفوك بھ وتعالیت عما نسبوه إلیك ونشھد انك لعدل في ما فعلت وفطرت ،الحكیم فیما قضیت وقدرت ،الرحیم فال عنت فیما أمرت ونھیت ،العلیم فال جور فیما قدمت وأخرت ،الصادق فیما أنبأت و أخبرت

رأفتك لینالوا جنتك ، وأعطیت اآللة ،خلقت الخلق برحمتك وكلفتھم بوأزحت العلة ومكنت بإعطاء القدرة وبعثت الرسل و أنزلت الكتب كل ذلك تعریضا لما أعددت لھم من ثوابك وتحذیرا من عقابك ، ولم ترد منھم إال ما أمرت وال كرھت إال ما نھیت وال قضیت إال ما قدرت وإال قدرت إال ما

بعتوا شھواتھم وارتكبوا ما نھیت إیثارا أظھرت، فتركوا أمرك وات



لشھواتھم ولذاتھم وطغوا في بالدك وظلموا عبادك ،فمنھم من كفر .ومنھم من جبر ومنھم من ترك العبودیة

ومنھم من ادعى الربوبیة ،وفي كل ذلك أتوا من قبل أنفسھم و أنت من وبة و ذلك بريء حتى استوجبوا عذابك واستحقوا عقابك ، ثم أمھلتھم للت

أعذرت إلیھم لإلنابة ففي كل ذلك الحجة لك علیھم وال حجة لھم علیك وما أنت بظالم للعبید ،بھذا كنا نشھد في األولى كما شھدنا في العقبى

وال تكن للخائنین {:،فانظروا أینا خصماء الرحمن ،وقد قال اهللا تعالى .}وال تجادل عن اللذین یختانون أنفسھم} {خصیما

وشھدوا على أنفسھم أنھم كانوا { ألیس اهللا یقول :لي لمجبر وقال معتز .فأقراھم أولى بأنفسھم أم شھادتكم لھم ؟ فانقطع }كافرین

: ؟ فقال }و ال یرضى لعبادة الكفر{:ألیس اهللا یقول:وقال عدلي لمجبر ،فقال ھدعنا عن ھذا ، أرضاه وأحبھ و أراده وخلقھ وما أفسدنا غیر

.ة من كتاب اهللا كفرت حیث رددت آی:

مررت اللیلة بآیة من القرآن في قصة یوسف :وقال تلمیذا لسالم القاري نزغ الشیطان {: تعالىھقول:وما ذلك ؟ قال :توھمني أنھ كان قدریا، قال

و أنا مررت بآیة في قصة موسى توھمني :فقال سالم .}بیني وبین اخوتيفقال آخر . }ل الشیطانھذا من عم{قولھ : ؟قال و ما ھي : قیل .ذلك

فلم یرض } إني ال أملك إال نفسي و أخي {رأیت أعجب من ھذا ، قولھ :أما :فقام معتزلي وقال ) واملك غیري(حتى قال ) املك نفسي(أن یقول

.رضیتم بمذھب موسى ویوسف تردون علیھما ؟ فسكتوا

الباب الخامس في خلق األفعال

ب من نفي األفعال عن العباد فكرت وقلت ال شيء أقوى في ھذا البافألقیت إلیكم أن جمیع ما یظھر من العباد من خیر ، وإضافتھما إلى اهللا

وشر وإیمان وكفر وقبیح وحسن وطاعة ومعصیة فھو خلقة تعالى وال وإنما ینسب إلیھ كما تنسب الحركة إلى األشجار ، تأثیر للعبد فیھ

ذلك نسبة الكفر إلى الكفار فك، والجري إلى األنھار والنضج إلى الثمار



فقبلتم ذلك مني أحسن قبول و دنتم بھ وناظرتم . والطاعة إلى األبرار .علیھ

وقالوا ھذا یبطل األمر والنھي والوعد والوعید ، و أنكرت المعتزلة ذلك .والحساب والثواب والعقاب والكتب واإلرسال والجزاء والسؤال

ولم یلتفت إلى كالمھم وال تفكر ، مر فأما شیخنا جھم فقام على رأس األمن یبالي بسبالكم ومن یلتفت إلى : وقال ، في ما أوردوه من حججھم

أقوالكم ؟ وأما سائر الشیوخ فتركوا الطریق وناظروھم حتى انقطعوا و .افتضحوا

ففرحتم بھ و ، فألقیت إلیكم حیلة ومكیدة بأنھ خلق هللا وكسب للعبد إذا كان الفعل ، ھذا تلبیس وتدلیس : ت المعتزلة فقال. اأورتموه علیھم

إن : بجمیع صفاتھ من اهللا فأي تأثیر للعبد وأي معنى للكسب ؟ وقالوا ثبت ذلك واشتركوا في الفعل وجب أن یشتركوا في الحمد والذم واألسماء

وكیف أضاف أفعالھ إلیھم وحظھ أكثر وتأثیره أوفر ، المشتقة من األفعال الحدود والعقوبات على شيء ھو حملھم علیھ ؟ وقالوا ؟ وكیف أوجب

فیصح أن : قالوا . ال : أیصح أن یحصل الخلق دون الكسب ؟ قالوا : لھم فھذه : فقالت المعتزلة ، ال : یحصل على الكسب دون الخلق ؟ قالوا

. خرجتم عن التوحید وقلتم أن القدرة المحدثة قدرة اهللا ، شركة ظاھرة .وا وبھتوا فعند ذلك انقطع

ألیس قد بعث اهللا موسى إلى فرعون : اجتمع عدلي ومجبر فقال العدلي إنھ طغى { : وقال } فذنك برھانان من ربك إلى فرعون وملئھ { : وقال

بلى : ووصاه بما وصاه ؟ فقال } فقوال لھ قوال لینا لعلھ یتذكر أو یخشى ت باألول فكیف یقدر فبعثھ لیغیر خلقھ أو فعل فرعون ؟ فإن قل: قال .

} لعلھ یتذكر أو یخشى { موسى أن یغیر ما خلق اهللا؟ وأي معنى لقولھ



. ولم یخلق ذلك فیھ ؟ وإن قلت بعثھ لیغیر فعل فرعون فذلك ما نقول .فانقطع المجبر

:وأنشد العدلي یقول

ولكن ال حیاة لمن أنادى لقد أسمعت لو نادیت حیا

زد للضعیف : فقال. أنا أبین لك القدر بحرفین : ن وقال ثمامة یوما للمأمو: ال یخلو فعل العبد من ثالثة أوجھ : فقال _ یعني یحیى بن أكثم _ حرفا

أو فعل اهللا تعالى فال یتوجھ ، إما أن یكون فعلھ فیتوجھ الحمد والذم إلیھ أو كان منھما فیجب أن یكون الحمد ، على العبد لوم وال حمد وال ذم

.صدقت : فقال . لھما والذم

دع فلست : فقال . أنا أقطع ثمامة بحرف : وقال أبو العتاھیة للمأمون فحرك أبو العتاھیة یده . سلھ : فلما حضر قال ، بلى : قال .من رجالھ

یا أمیر : فقال ، من أمھ زانیة : من حرك یدي ؟ فقال ، یا ثمامة : وقال . ترك مذھبھ ، میر المؤمنین یا أ: فقال ثمامة . شتمني ، المؤمنین

.فضحك المأمون

: فقال. إن فالنا یشتمك : _ وكان عدلیا _وقیل لفضیل بن عیاض : ومن أمره بذلك ؟ قال : قیل . ألغیظن من أمره بذلك ویغفره اهللا لھ

.الشیطان

الشیطان یعدكم الفقر { : ألیس اهللا تعالى یقول : وقال عدلي لمجبر فالوعدان من واحد } ، واهللا یعدكم مغفرة منھ وفضال ویأمركم بالفحشاء

.أو من اثنین ؟ فانقطع

فخرج و تؤضأ ورجع وقال ، وكلم إنسان عروة بن محمد بشيء أغضبھ : أنھ قال _ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم _ حدثني أبي عن جده عن النبي :



ماء النار وإنما یطفئ ال، والشیطان خلق من النار ، الغضب من الشیطان .فإذا غضب أحدكم فلیتوضأ ،

صلى اهللا علیھ وعلى _ألیس النبي : عن بعض المعتزلة أنھ قال لمجبر األناة من اهللا والعجلة من الشیطان؟ فلو كان كالھما : یقول _ آلھ وسلم

.من خلقھ لم یكن للفرق معنى

كلما { : ال أدري ما تقول غیر أنھ تعالى قال : وقال آخر لمجبر یناظره فقد علمنا أن الذي أوقدھا غیر الذي } ، أوقدوا نارا للحرب أطفأھا اهللا

.أطفأھا

لعن اهللا القواد یجمع بین الزاني : وسمع صقر المجبر رجال یقول : فقال . إنك تلعن ربك فإنھ ھو الذي جمع بینھما : فقال صقر . والزانیة

.ي ھو دیني ودین أصحاب: ما الذي تقول ؟ قال

وما ربك بظالم للعبید { : ألیس اهللا یحمد بترك الظلم فقال : وقیل لصقر بلى : ألیس الظلم كلھ منھ ومن خلقھ وقضائھ ؟ قال :قال . نعم : ؟ قال }

فما الظلم الذي نفاه ویحمد على تركھ ؟ أشيء یعرف أم ال ؟ : قال . .فانقطع

أتزعم أن اهللا تعالى : _ غالم جھم_أبو الھذیل للبطیخي المجبر : وقال ولكن أقول إنھم في النار ، ال : یعذب عباده على ما خلقھ فیھم ؟ قال

: قال . كیف تجیب یا أبا الھذیل : ثم قال . یتنعمون كدود الخل في الخل .} إنك من تدخل النار فقد أخزیتھ { : نعم ولكن قال تعالى



أما أھل البصرة : انیة ؟ قال من جمع بین الزاني والز: وقیل ألبي الھذیل فسكت . وما أظن أن أھل بغداد ال یخالفونھم في ذلك ، فیسمونھ قوادا

.السائل

من جمع بین الزاني والزانیة _ وكان عدلیا _وقیل ألبي العباس الضریر .أبو القواد : ؟ فقال

ا فقالو، وقیل أن أبا األسود الدؤلي شكى جیرانھ بأنھم یرمونھ بالحجارة لو رماني اهللا لما أخطأني ، كذبتم : قال ، ما رمیناك ولكن اهللا رماك :

.وأنتم تخطئون

وتواعد أبو الھذیل و حفص القرد للمناظرة في دار أبى عامر األنصاري ھل تعرف شیئا غیر اهللا : فقال أبو الھذیل لحفص ، وتراضیا بالنظام وإذا : قال . ألنھ عصى : قال فلم عذبھ ؟: قال . ال : وغیر خلقھ ؟ قال

فلم عذب : قال . ال : عصى خرج إلى باب ثالث من خالق ومخلوق ؟ قال إلى كم ال : فقال النظام ، ؟ فجعل حفص یكرر ھذا وأبو الھذیل یلزمھ

.ونعم في شيء ال معنى لھ ؟

فمن : قال . اهللا : من خلق المعاصي ؟ قال : وقیل ألبي یعقوب المجبر .ال أدري : فلم عذب علیھا ؟ قال : قال . اهللا : علیھا ؟ قال عذب

وحضر أبو عبد اهللا الحنفي دار بعض الوالة وقد حضره مجبر فأتي برجل تضربھ خمسة : ما ترى فیھ ؟ قال : فقال الوالي للمجبر ، أحولطرار

، تضربھ ثالثین سوطا : ما تقول ؟ قال : فقال للعدلي . عشر سوطا تضربھ على : فقال المجبر . عشر لحولھ وخمسة عشر لطره خمسة

إذا كانا جمیعا من خلق اهللا فالحول ، نعم : حولھ وال صنع لھ فیھ؟ قال .فانقطع المجبر وتحیر . والطر سواء



قال . نعم : ھل ندم مسيء قط ؟ قال : وقال المأمون ألبي علي الثنوي فإن : قال . ندم ألنھ أساء : أندم على شيء فعلھ ھو أو غیره ؟ قال :

ویلزم ، ھذا . فانقطع . صاحب الخیر وصاحب الشر سواء واحد وھم ألزموا ، النادم یندم على فعلھ أو فعل خلق اهللا فیھ ] أن [ المجبرة

والعاقل ال یندم ، ال یقدرون على تركھ ] الذي [ الندم على فعل غیرھم .على مثل ھذا

من حمل الذنب على ، أیھا الناس : ص ویقول وكان قاص من المعتزلة یقفھذا مذھب النبیین والصحابة ، اهللا ھلك ومن أضافھ إلى نفسھ نجا

قضاء اهللا : لم سرقت ؟ قال : ولقد أتى عمر بسارق فقال لھ . والتابعین أما : فقیل . اذھبوا بھ و اضربوه ثالثین سوطا واقطعوا یده :فقال ،وقدره

.ا بال الضرب؟ قال لكذبھ على اهللا القطع فللسرقة فم

الباب السادس في االستطاعة

فألقیت إلیكم أن ، فكرت وقلت مدار أمر التكلیف على القدرة وإزاحة العلة الكافر ال یقدر على األیمان والمؤمن ال یقدر على الكفر ویستحیل القدرة

فقبلتم . وأن القدرة موجبة للفعل وتوجد معھ وتعدم معھ ، على الضدین .مني ووافقتموني كالمنتظر منكم

و أنكرت المعتزلة ذلك وقالوا بل القدرة قبل الفعل وھي غیر موجبة للفعل لو كان األمر كما زعمتم لكان یقبح : وقالوا . والقدرة على الضدین ،

تكلیف الكافر كما یقبح تكلیف األعمى بالنظر واألخرس بالكالم والزمن ز تكلیف من ال یعلم فتكلیف من ال یقدر أولى أن ال وإذا لم یج، بالمشي وصنفوا في . وألنھا لو كانت موجبة لكان الفعل لفاعل القدرة ، یجوز

فمنكم . ذلك تصانیف وأوردوا في ذلك حججا وألزموا تكلیف ما ال یطاق فألقیت إلیھم القول بالبدل تلبیسا ، من استحیا من إطالقھ فوقع في حیرة

وقال شیخنا أبو . واالشتغال بالترك فلزمھ الكالبیة ، اریة فقبلھ النجما ھذا الحیاء ؟ وألي معنى ھذا الریاء ؟ صرحوا بتكلیف ما ال : الحسن



فقلت شكر اهللا سعیك . یطاق ودعوا ھذا النفاق وإن رغم أنوف المعتزلة وقامت المعتزلة . وصرحنا بھ وحمدناه على ذلك ! أرحت واسترحت !

. وعلیكم بالرد علي

یا : فقال بعض المعتزلة } وما منع الناس أن یؤمنوا { ولقد قرأ قارئ كیف یكون ھذا على مذھبكم وقد منع الناس من األیمان ! معشر المجبرة

وما : كل واحد منھا یمنع فكیف بمجموعھا ؟ قیل لھ ، بخصال من المنع ق القدرة الموجبة وثانیھا خل، فأحدھا أنھ خلق الكفر ، خذوا : ھي ؟ قال

وثالثھا أنھ أراد الكفر من الكافر وقضاه وزینھ ولم یخلق فیھ ، للكفر : فقلت لمشایخنا . األیمان وال أعطاه قدرة األیمان وال أراده وال قضاه

:إذا كان المذھب ما قال فما معنى الجواب ! أجیبوه

:ا منھ، وأنشد معتزلي البن عباد في ذم أصحابنا أشعارا كثیرة

أرید المنارة في المبعر یقول لنا بعض جیراننا

فأعرض كالمبغض المنكر فقلت لھ یا فتى ال تطیق

یجوز على مذھب األشعري فقال وتكلیف ماال یطاق

لیس في الدنیا أسوأ : فقال معتزلي ، وحضر یوما المعتزلة والمجبرة قیل . ى الشیطان منھم ثناء على األنبیاء من المجبرة وال أحسن ثناء عل

ما _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _ یزعمون أن النبي : ولم ؟ قال ترك معصیة قط قدر علیھا وال أتى طاعة قدر على تركھا ولو قدر على

وزعموا أن الشیطان لم یترك طاعة قدر ، معاصي لكان أعصى خلق اهللا ال، علیھا وال أتى معصیة قدر على تركھا ولو قدر لكان أطوع خلق اهللا

.فھذا ثناؤھم على األنبیاء وعلى الشیطان

: ولم ؟ قال : قال . االستطاعة قبل الفعل : وناظر معتزلي مجبرا فقال { : ثم قال } فون باهللا لو استطعنا لخرجنا معكم وسیحل{ : لقولھ تعالى



فال یخلوا إما أن كانوا ، فكذبھم في قولھم } واهللا یعلم إنھم لكاذبون وأي ، لم یخرجوا ] االستطاعة [ مستطیعین فلم یخرجوا أو ولو أعطوا

لو استطاعوا ! صدقوا : ثم قال . فانقطع المجبر . ذلك كان فالحجة قائمة : فما بال التكذیب ؟ قال : فقال المعتزلي . لم یعطوا القدرة لخرجوا ولكن

.ھذا كفر ورد لكتاب اهللا تعالى : قال . ال أدري

أیجوز لھ أن ، ما تقول في من ال یقدر على القیام : وقال عدلي لمجبر یقدر على القیام ] أنھ [ تقول في القاعد : قال . نعم : یصلي قاعدا ؟ قال

.ناقضت : قال . ال : أفیجوز لھ أن یصلي قاعدا ؟ قال : ل قا. ال : ؟ قال

إذا : قال . بلى : ألست اإلمام ؟ قال : ومر الواثق بیحیى بن كامل فقال تقول لھ قم : مررت برجل في وقت الصالة ما الذي یجب علي ؟ قال

: قال. نعم : فإن قال ال أقدر علیھا ألني مقعد أأصدقھ ؟ قال : قال فصلفإن قال ال أقدر على القیام : قال . نعم : أو أعذره یصلي قاعدا ؟ قال

: قال . نعم : ألني متشاغل بالقعود ولیس في قدرتي القیام أأصدقھ ؟ قال إذا كانا صادقین فلم أعذرت : قال . ال : أفأعذره أن یصلي قاعدا؟ قال

.أحدھما ولم تعذر اآلخر ؟ فانقطع

الندم على ما فات والعزم على أن ال : ما التوبة ؟ قال : وقال لھ الواثقفإذا كان ال یقدر علیھما فما : قال . ال : أفیقدر علیھما ؟ قال : قال . یعود

.معنى التوبة ؟ فأنقطع

اشتد } اتقوا اهللا حق تقاتھ { : وزعم الكلبي أنھ لما نزل قول اهللا تعالى فقال } فاتقوا اهللا ما استطعتم {ذلك على المسلمین فنسخ ذلك بقولھ

! كسره اهللا : قال . ھذا یكسر قولنا في االستطاعة : بعض من حضر وما جعل علیكم في { : وكیف یعسر من قال ، سبحان من یسر ولم یعسر

فقال } ، ال یكلف اهللا نفسا إال وسعھا { وقرأ قارئ . } الدین من حرج فقال ، فأنكروا علیھ ! ھذه اآلیة بئست اآلیة : بعض المجبرة من شیوخنا

.ألنھا تنقض قولنا في االستطاعة :



: قال . ال : أكان فرعون یقدر على اإلیمان ؟ قال : وقیل لصقر المجبر : فلم بعثھ اهللا إلیھ ؟ قال : قال . نعم : فعلم موسى أنھ ال یقدر علیھ ؟ قال

!سخر بھ

المجبرة : ض المعتزلة یقول وحضر شیخنا أبو ھاشم المجبر مجلسا وبعإذا كان : فقام شیخنا أبو ھاشم وقال . خصماء الرحمن وشھود الشیطان

یوم القیامة نودي أین شھود إبلیس ؟ قمت وشھدت لھ أن اهللا منعھ من .السجود

لم تدفع أن اهللا كلف : فقال النجار ، واجتمع النظام والنجار للمناظرة كنت : لم سكت ؟ قال : فقیل لھ . ت النظام عباده ما ال یطیقون ؟ فسك

فإذا التزم ذلك ولم ، أرید بمناظرتھ أن ألزمھ القول بتكلیف ما ال یطاق .یستح فما الذي الزمھ بعد ذلك

بلى : ألیس الكافر ممنوعا من األیمان ؟ قال : وسأل معتزلي مجبرا فقال فما : قال . نعم : ال حجة ؟ ق) ال أقدر علیھ ( فھل یكون قولھ : قال .

فانقطع } لئال یكون للناس على اهللا حجة بعد الرسل { : معنى قولھ تعالى :فقام المعتزلي وانشد .

فالزم القصد إن عرفت المحجة لیس خلق لھ على اهللا حجة

ومر أبو الھذیل راكبا على الحسین النجار وھو قاعد على باب دار . ال : أتقدر أن تسألني ؟ قال: قال . أسألك انزل حتى: فقال ، المھالبة

؟ وقال أبو .فبم أعني نفسي : قال . ال : أفأقدر أن أجیبك ؟ قال: قال أخبرني عن رجل في الشمس أمره اهللا تعالى أن ینتقل : الھذیل للنجار



: قال . مع النقلة : متى تحصل لھ استطاعة االنتقال ؟ قال، إلى الظل قلة وھو في الشمس أو أعطي وھو في الظل ؟ فإن فأعطي استطاعة الن

. قلت باألول تركت مذھبك وإن قلت بالثاني فقد انتقل بغیر استطاعة .فانقطع

أقدر ، نعم : ھل تقدر على أن تفعل شیئا ؟ قال : وسأل مجبر أبا الھذیل خذ تلك : قال . على أشیاء أقدرني اهللا تعالى علیھا باستطاعة ركبھا في

!.ذلك من استطاعة الباشق : قال . ة من رأس ذلك الحائط الصعو

ما تقول أكان فرعون قادرا على األیمان ؟ قال : وسأل عدلي مجبرا فقال فلو قال فرعون : قال . نعم : فعلم موسى أنھ ال یقدر علیھ ؟ قال . ال :

لموسى أأقدر على األیمان الذي تدعوني إلیھ ما كان یقول موسى لھ ؟ فلو قال فلماذا جئتني وأنا ال أقدر على ما : قال . كان یقول ال تقدر : قال

فلو قال : قال . كان یقول ال أدري : أیش كان یجیب ؟ قال ، تدعوني إلیھ أیش _ جئت أو لم تجئ _فرعون اذھب ثم ارجع فإني إذا قدرت آمنت

.كان یقول ؟ فانقطع المجبر

، دخل على أبي شعیب فدخلت معھ وعن عبدان رأیت أبا رملة المجبر یال قلت : أیقدر أبو شعیب أن یقضي حاجتك ؟ قال : فقلت ، فسألھ حاجة .فلم تسألھ ما ال یقدر وتغضب إن لم یفعل ؟ فسكت:

ما : قال لھ ابن بالویھ المجبر . وكان عبدان ھذا ظریفا ملیح اللسان فغضب ابن ! والفارة الھرة : دلیلك على أن االستطاعة قبل الفعل ؟ قال

لوال أن ، ما قلت لك إال الحق : عبدان : أتھزأ بي ؟ قال : بالویھ وقال .فانقطع ! الفارة تعلم أن السنور یقدر على أخذھا لما ھربت



أیقدر باب : فقلت ، وقال عبدان صحبني رجل من المجبرة إلى باب داره فلو أعطاه : قلت . ال: دارك وھو على ھذه الھیئة أن یأخذ بثیابي ؟ قال

أتقدر أنت وأنت : قلت . نعم : اهللا القدرة یستطیع أن یأخذ بثیابي ؟ قال قلت فلو أعطاك اهللا القدرة . ال: على ھذه الھیئة أن تأخذ بثیابي ؟ قال

قلت فما الفرق بینك وبین ھذا الباب ؟ . نعم : على أخذھا أخذتھا ؟ قال .فسكت

لو قدرت على قتل األنبیاء واألئمة ، ما تقول :وناظر عدلي مجبرا فقال وھتك المحارم وإحراق المصاحف وتخریب الكعبة ونبش قبر النبي

أتفعل وال تدع شیئا ، وھدم المسجد _ صلى اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم _من ذلك خوفا من اهللا تعالى وال حرمة ألمره وال خشیة من عقابھ وال

! فمن كان ھذا اعتقاده كفى بھ خزیا : قال .نعم : رجاء لثوابھ ؟ قال .فافتضح

ال أقدر على أن : فقال . أعطني حقي : وكان لمجبر غریم عدلي فقال . نعم تقدر أن تعطیني ، أنا اآلن أقول بقولك : فقال المجبر ! أعطیك حقك

ما تصنع بمذھب ال یمكنك معھ أن تقاضي غریمك ؟ دعھ واسترح : فقال !

ما تقول في رجل قائم في الماء : سالم القاري أبا المنذر فقال وسأل رجلیا قدري : حلف بطالق امرأتھ أنھ ال یقدر أن یتوضأ للصالة ؟ فقال لھ

. طلقت امرأتھ ! یا بن أخي : فقال . أن ھذا قرشي : فقیل لھ ! الخبیث .تركت مذھبك : فقال

رة القدریة حجة علیھم أجعل كالم المجب: وذكر أبو موسى المردار فقال إذا قال أحدھم افعل كذا فقل ھل أقدر علیھ ؟ فإن قال نعم ، في كل شيء

وإن قال ال فقل فلم تأمرني بما ال أقدر علیھ ؟، ترك مذھبھ



وزین لھم الشیطان أعمالھم { ألیس اهللا تعالى یقول : وقال عدلي لمجبر ذا یزعم أن الشیطان یقدر انظروا إلى ھ: ؟ فالتفت إلى قوم عنده وقال }

.فانقطع . ھذا نص الكتاب ولیس بقولي ! یا أحمق . أن یعمل شیئا

ما } وما منع الناس أن یؤمنوا { : وسأل عدلي مجبرا عن قولھ تعالى إذا كان ھو المانع فما معنى ، ھذا ال معنى لھ : معناه على قولك ؟ قال

نعم قضى على عباده : لھم ؟ قال أیمنعھم ثم یسأ: السؤال ؟ قال السائل أیكون ھذا فعل : فقال السائل . بالسر ما منعھم في العالنیة وأوعدھم علیھ

وماذا علیھم لو آمنوا باهللا { : فما معنى قولھ تعالى : حكیم ؟ ثم قال فما معنى : قال ! استھزأ بھم : وإن كان ھو منعھم ؟ قال } والیوم اآلخر

قد فعل ذلك بھم : ؟ قال } ذابكم إن شكرتم وآمنتم ما یفعل اهللا بع{ قولھ ولیس ، بل ابتدأھم بالكفر ثم عذبھم علیھ ، وعذبھم من غیر ذنب جنوه

أیش أصنع إذا كان : فقال . ھذا رد لكتاب اهللا تعالى : فقال . لآلیة معنى ھذا ھو المذھب ؟

شھد الشھود ( وكان بالبصرة رجل نصراني فكتب كتابا ذكر فیھ ، لمسمون في آخر ھذا الكتاب أن فالنا النصراني ال یقدر على اإلیمان ا

، وأنا اهللا خلق فیھ النصرانیة وقضاه علیھ وقدره وأراده واختاره لھ وكان یأتي المجبرة ) وأنھ أتى في من قبل ربھ ، وأنھ منعھ من األیمان ، امة اكتبوا شھاداتكم حتى تشھدون لي یوم القی: ویأخذ خطوطھم ویقول

ھؤالء شھود : والمعتزلة یسخرون منھم ویقولون . وكانوا یكتبون .فیسكتون ، الشیطان

وأما ثمود فھدیناھم فاستحبوا { : وسأل عدلي مجبرا عن قولھ تعالى لیس من ھذا شيء بل أضلھم وخلق فیھم : فقال } ، العمى على الھدى

! كفرت : قال ! ف بھ مخراف مخر: فما معنى اآلیة ؟ قال : قال . العمى .فسكت



معناه ھدینا المؤمنین فاستحب الكافرون العمى : وسأل آخر عن ذلك فقال هل قال أحد ضربت زيدا فبكى !ما أجھلك وأشد مكابرتك: فقال .

.عمرو ؟ ثم ھل االستحباب فعلھم أو فعل مخلوق فیھم ؟ فانقطع

ى اهللا علیھ وعلى آلھ صل_ ھل كان النبي : وسأل عدلي مجبرا فقال وإنك { فما معنى قولھ : قال . ال : یقدر أن یھدي أحدا ؟ قال _ وسلم

؟}لتھدي إلى صراط مستقیم

الباب السابع في اإلرادة و الكراھة

فألقیت إلى الناس أنھ ، فكرت وقلت من أصول ھذا الباب مسألة اإلرادة د جمیع المعاصي والكفران تعالى مرید بذاتھ أو بإرادة قدیمة وأنھ یری

وأنھ أراد قتل األنبیاء والمؤمنین وأراد ، ویكره من الكفار إیجاد اإلیمان فقبلتم مني ووافقتموني علیھ و دنتم بھ . عبادة األوثان وسب نفسھ

.وناضلتم عنھ

{ وتلوا ، ھذا یخالف الدین : وقالوا ، وأنكرت المعتزلة ذلك أشد اإلنكار إرادة القبیح قبیحة والحكیم ال یرید : وقالوا } لما للعباد وما اهللا یرید ظ

وكیف یأمر بشيء ثم یكرھھ ؟ وكیف ینھي ، سب نفسھ وال قتل أنبیائھ وقد فعل اهللا تعالى غایة ما یدل على أنھ ال : عن شيء ثم یریده ؟ قالوا

یرید المعاصي من النھي والزجر واإلیعاد بالعقاب وإقامة الحدود وإیجاب .للعن ا



ما الذي : فقال معتزلي لمجبر ، حضر جماعة من المعتزلة مع المجبرة وما الذي أراده إبلیس منھ ؟ : قال . الكفر : أراده اهللا من فرعون ؟ قال

وما : قال . الكفر : وما الذي أراده فرعون ؟ قال : قال . الكفر : قال لمخالف هللا وأما فإذا ھو ا: قال . اإلیمان : الذي أراده موسى ؟ قال

.فانقطع . إبلیس وفرعون فوافقاه

: فقالت بعض المعتزلة ، حضرني جماعة منھم یوما فجرت ھذه المسألة فقال بعض . لعن اهللا الشیطان وجنده حیث خالفوا الرحمن وحزبھ

لم تلعن ھذا الشیخ وقد وافق اهللا في اإلرادة ؟ فقال المعتزلي : المجبرة ،{ لف اهللا ووافقكم وأنتم حزب الشیطان ونحن حزب اهللا بل خا! كذبت :

.}أال إن حزب اهللا ھم المفلحون

ھل أمر اهللا المشركین : وسأل أبو عثمان الجاحظ أبا عبد اهللا الجدلي : قال ! ال واهللا : أراده منھم ؟ قال : قال ! أي واهللا : باإلیمان ؟ قال

! .ال واهللا : ؟ قال فھذا حسن : قال ! أي واهللا : أیعذبھم على ذلك ؟ قال

إرادة اهللا أحسن وأفضل للعباد أم إرادة ، ما تقول : وسأل عدلي مجبرا ألیس عندك أنھ أراد الكفر وقتل : قال . بل إرادة اهللا : رسولھ ؟ قال

صلى _ وأراد النبي ، األنبیاء والمعاصي والزنا والسرقة وعبادة األوثان اإلیمان والطاعة وترك المعاصي ؟ فقد _ ھ وسلم اهللا علیھ وعلى آل

. أقول إرادة الرسول : فقال . زعمت أن الكفر أحسن وأفضل من األیمان زعمت أن إرادة العباد و اختیارھم خیر وأفضل من إرادة أرحم : فقال

.فانقطع. الراحمین

إرادة إبلیس للعباد خیر أو شر ؟، ما تقول : وسأل عدلي مجبرا فقال أو یستحق بذلك اللعنة ؟ : فقال . شر ألنھ أراد أن یضلوا ویكفروا : فقال



ألیس عندك أنھ تعالى أراد ذلك ؟ فوجب أن یكون : قال . نعم : قال .فانقطع . إرادتھ أیضا شرا

ما تقول في رجل زعم أن جمیع ما كان في أیام : وسأل عدلي مجبرا فقال من الكفر والفجور وعبادة _ ھ وسلم صلى اهللا علیھ وعلى آل_النبي

: ما تقول فیھ ؟ قال ، األصنام واألوثان والفتن كان منھ أو بفعلھ وإرادتھ صلى _ أقول إنھ زندیق كافر یستحق القتل لسوء ثنائھ على رسول اهللا

فلو قال ذلك في أبي بكر وعمر أو : قال . _ اهللا علیھ وعلى آلھ وسلم قال . أقول یرجم ویقتل لطعنھ في الصحابة : قال. في واحد من الصحابة

ألیس عندك أن جمیع ذلك من اهللا وخلقھ وإرادتھ ؟ ألیس ھذا سوء ثناء : علیھ ؟ أتحب تنزیھ النبي والصحابة وال تحب تنزیھ رب العالمین ؟

.فانقطع

جرى الیوم بین رجلین حدیث أرید أن أعلم : وسأل عدلي مجبرا فقال جرى ذكر الكفر والمعاصي وترك إبلیس : قال ! ات ھ: قال : حقیقتھ

وقال ، فقال واحد كان كل ذلك من اهللا وإرادتھ وخلقھ ، السجود آلدم الحق ما : فأیھما أحق ؟ قال ، اآلخر بل كان من إبلیس واهللا منھ برئ

إن جمیع الكفر والمعاصي والضالل من اهللا قضاه ، قال األول وصدق فیھ : قال . ن منھ برئ وكذب الثاني حیث أضافھ إلى الشیطان وقدره والشیطا

.تنزه الشیطان وال تنزه الرحمن ؟ فانقطع ! بل كذبت

كان النبي یحب إیمان أبي طالب : وكان مجبر یقص فقال في قصصھ یقول اهللا ما تحب : فنزل جبریل وقال ، ویكره إیمان وحشي لقتلھ حمزة قال . یؤمن وحشي وال یؤمن أبو طالب ،وترید ال یكون وما تكرھھ یكون

قل یا عبادي { : وفي وحشي } إنك ال تھدي من أحببت { : وفیھ نزل : : فقام عدلي وقال . } الذین أسرفوا على أنفسھم ال تقنطوا من رحمة اهللا

إلى متى تكذب على اهللا وعلى رسولھ وكتابھ وتضعھ في غیر موضعھ ؟ فصفعوه _ اهللا علیھ وآلھ وسلم صلى _ كأن ھذا نزل برغم النبي

.وأخرجوه



أرید أن أسلم على یدیك فقد : وجاء نصراني إلى رجل معتزلي وقال اختلفت إلى رجل أداوي عینھ فقال : وكیف ذلك ؟ قال: قال . عرفت الحق

: قلت ، أسلم : ما ذاك ؟ قال : قلت ، قد وجب علي أن أنصحك : لي یوما فاهللا یرید نصیحتي وإسالمي : قلت ، نعم : ل ترید نصیحتي وإسالمي ؟ قا

أن أعبد وأشكر من یرید نصیحتي ، فأیھما أحق : قلت ، ال : ؟ قال . فعلمت أن القوم لیسوا على شيء ، فانقطع ، وإسالمي أو من لم یرده

صدقت فإن في زعم المجبرة أنھ : فقال العدلي . فأسلم وحسن إسالمھ فمن أراد ، خلق فیھم الكفر ثم یعذبھم تعالى یرید فساد الخلق وأنھ

ومن كان ھذا بناء مذھبھ كفى بھ . صالحھم فھو المنعم الذي یجب شكره .خزیا

الباب الثامن الكالم في القرآن

مدار أمورھم على القرآن، علیھ یعتمدون وإلى آیاتھ : فكرت وقلتون ویرو} واعتصموا بحبل اهللا جمیعا{ یرجعون ومنھ یأخذون ویتلون

علیكم بالقرآن فإن فیھ خبر ما : - صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم-عن النبي وعلمت أني لو دعوتھم إلى رفض . قبلكم ونبأ ما بعدكم وحكم ما بینكم

الكتاب أصال ما تمشى لي أمر، فطلبت للكالم مجاال وأتیتھم حاال فحاال، .استدرجھم من حیث ال یعلمون

في المصحف لیس بقرآن وال كالم اهللا، وأن أن ما: فألقیت إلیھم أوالالمكتوب والمسموع من القارئین والمتلو في المحاریب والمفصل من

اآلیات والسور لیس بقرآن، وإنما القرآن صفة قائمة بذات الباري ال یقرأ فأما انتم معاشر إخواني فقبلتم ذلك . وال یسمع، تنفیرا عما في المصحف

ورددتم على المعتزلة . دة وأوصى بھ السلف الخلفمني وجعلتم ذلك عمكالم اهللا سور وآیات والقرآن متلو : حیث خالفوكم وخالفوني وقالوا

ومسموع ومكتوب ومحفوظ وأنھ تعالى كلم موسى في وقتھ وكلم محمدا وبعد لم یخلق } ....لق عصاكا.... {: في حینھ، وكیف یقول یا موسى

وبعد لم } قم فأنذر * یا أیھا المدثر { : ولموسى وال العصا؟ وكیف یقكالم اهللا ھو ھذه السور واآلیات وھو القرآن ولذلك : یخلق أحدا؟، وقالوا

والقرآن * ق { : وقال تعالى} إنا أنزلناه قرآنا عربیا{ : قال اهللا تعالى



. ، وما قلتم فیھ وما جئتم بھ من صفة الكالم فھو غیر معقول}المجید الم بینكم وبینھم حتى ظھر الحق، وعلمت أن ھذا الباب ال وكثر الك

.یتمشى في المعتزلة

والغرض التشكیك في –ففكرت وألقیت إلیھم أن ھذا الكتاب جمع عثمان . وان فیھ زیادة ونقصانا، وان بعضھ ضاع كما أن بعضھ شاع–القرآن

وقالت .فقبلتم أنتم ورویتم أن داجنا أكل بعضھ وان بعضھم غیر بعضھھذا شر من األول ففیھ ھدم الدین، وكیف یضیع ما ضمن : المعتزلة

؟ وان }إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لھ لحافظون { : حفظھ رب العالمین فقال كما ھو - صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم-ھذا القرآن أنزل على رسول اهللا

وكان اآلن، نزلت اآلیات والسور وبین المواضع والمبادئ والمقاطع، وابن - علیھ السالم -كثیر من الصحابة یحفظونھ كلھ كأمیر المؤمنین

مسعود وزید بن ثابت وابن عباس وأبي بن كعب وعثمان وأبي ھریرة وعمر بن الخطاب وغیرھم، ولما كان یوم مسیلمة الكذاب وقتل حفاظ الكتاب أمر الصدیق بكتب القرآن في المصاحف ثم جمعھا عثمان على

و التام كما كان في أیام رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم مصحف ھورووا أن أبیا قرأ القرآن كلھ على رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم

.وان علیا قرأه على رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم كما ھو

فصل

أنزل اهللا: حضرت مجلسا حضره المعتزلة والمجبرة فقال بعض المجبرةتعالى القرآن بعضھ متشابھا لیضل الناس عن الدین، ولو أراد ھدیھم

كذبت بل أنزلھ اهللا كذلك لیدبروا آیاتھ : فقال المعتزلي. ألنزلھ محكماولیعلموا الحق ویمیزوا المحكم ویردوا إلیھ المتشابھ لیستحقوا الثواب،

: تعالى یقولكما وصفھم بأنھم الراسخون في العلم وكیف یقال ھذا واهللا



إن ھذا القرآن یھدي للتي { : وقال} تبیانا لكل شيء وھدى ورحمة { .فبھت} ھي أقوم

ما تقول، القرآن مخلوق؟: وسئل مجبر

.ال: قال

لم؟: قال

.ألنھ لو كان مخلوقا لكان ابن عم الخلیفة، ألنھما عربیان مخلوقان: قال

. القیس بنت عم الخلیفةيءفقل قصیدة امر: قال

.فانقطع

.ول القرآن مخلوق؟قأأنت ت: قیل ألبي مجالد

.ال: قال

.أتقول إنھ خالق؟: فقیل

.ھو شر: قال

.فإذا كان ال خالق وال مخلوق فكیف تقول؟: قال

.ما تقول في القرآن؟: وقیل لمعتزلي

.ال اعرف غیر شیئین خالق ومخلوق، فانظروا أیھما ھو: قال

.الة تشبھ بمصابودخل أحمد بن حنبل على بعض الو

.ما بالك؟: فقال

!وقعت مصیبة عظیمة: فقال

وما ھي؟: قال



!مات القرآن: قال

كیف وكیف؟: قال

.إذا كان مخلوقا جاز أن یموت: قال

.لیس ھو حیا حتى یموت إنما ھو كالم: قال

.فانقطع

القرآن معجز؟: وقیل لمجبر

.نعم: قال

وى ویختص بالمدعي، فمن شرط المعجز أن یكون عقیب الدع: قال فسكت. والقدیم ال یختص

ھل یقدر اهللا أن یكلم أحدا؟: وسأل عدلي مجبرا

.ال، ألن الكالم لیس بمقدور لھ: فقال

ھو أضعف من العباد؟: فقال

.بل ھو أقدر: فقال

.إن الكالم مقدور: قد قلت: فقال

.فانقطع

مصروعا وحكى بعض مشایخ المجبرة أن إبراھیم الخواص رأى رجالدعني أقتلھ فإنھ یقول القرآن : فأذن في أذنھ، فناداه الشیطان من جوفھ .مخلوق

إن كان الشیطان یقدر على القتل فھال قتل جماعة المعتزلة، : فقال معتزلي .فانقطع. ولكن الحمد هللا حیث لم نوافق الشیطان ووافقتموه أنتم



الباب التاسع في النبــوات

اس أمرھم على النبوة وقواعد دینھم على الرسالة فبھا لما رأیت أن أسرسال مبشرین ومنذرین لئال یكون { یحتج اهللا على العباد حیث قال وما كنا معذبین حتى نبعث ... { وقال } للناس على اهللا حجة بعد الرسل

ووجدتھم أجمعوا على النبوات وعدوھا أصال وردوا على . } رسوال . ي إنكارھا ، علمت أن ال مجال للكالم في دفعھا أصال البراھمة والیھود ف

فدبرت في ھدمھا من وجھ ال یعلمون وأتیت في ذلك شیئا فشیئا من حیث .ال یشعرون

أن الرسول ال معنى لھ والكتاب ال : فأول ما ألقیت إلیھم من ھذا الباب ر ال یؤمن إذا فائدة فیھ ، ألنھ إذا كان اإلیمان والكفر من خلق اهللا والكاف

وإن خلق فیھ . لم یخلق فیھ اإلیمان وإن مأل الدنیا بالرسل والكتب اإلیمان آمن وإن لم یكن ثم رسول وال كتاب ، فأي فائدة للرسل وأي تعلق

أي حجة أعظم من : لھ باألعمال ؟ وإذا قیل لئال یكون للعباد حجة فقولوا ستطاعة الموجبة لھ خلقت في الكفر وأردتھ وأعطیت اال: أن یقول

ومنعتني من اإلیمان فلم تخلقھ في ولم ترده ، فھل ینفع مع ھذا رسول أو تنقطع حجة ؟ فقامت المعتزلة على إنكار ھذه المقالة وقابلوني بالرد ،

!وقبلتم أنتم ، فشكرت سعیكم

كذبت یا : ولما أظھرت ھذه الفصول في أمر الرسول قام معتزلي وقال وقل الحق { : اهللا وعلى رسلھ ، بل العبد مخلى كما قال عدو اهللا على

: قلت لمشایخنا . } .. من ربكم فمن شاء فلیؤمن ومن شاء فلیكفر .فلم یكن عندھم شيء ! أجیبوه



ولما لم یقبلوا مني ھذا دبرت فألقیت إلیھم أن األنبیاء یكذبون ویذنبون وإن إبراھیم كذب ثالث وإن آدم أكل من الشجرة حتى أخرج من الجنة ،

كذبات ، وأن یونس غضب على ربھ فحبس في بطن الحوت بعقوبتھ ، وأن داود عشق امرأة أوریا فأمر بھ فقتل فتزوج بامرأتھ بعد أن كان قال كلني إلى نفسي ، وأن سلیمان عبد الصنم في بیتھ وجلس الشیطان على

ل العصر سریر ملكھ وباشر نساءه وجواریھ في حال الحیض ولم یصاشتغاال بالخیل ثم عاقبھا بضرب السوق األعناق ، وأن یوسف قعد بین

وأن اخوتھ ألقوه في . فخذي امرأة العزیز حتى نودي بالنھي عن الذنب الجب وھم بالغون أنبیاء لما آثره أبوه علیھم بالحب ، وأن محمدا مدح

، وأنھ عشق )تلك الغرانیق العلى منھا الشفاعة ترتجى ( األصنام فقرأ امرأة زید فحملھا على االفتراق فأمر زیدا بالطالق ثم تزوج بھا وخاف

.كل ذلك تنفیرا عن المرسلین الذین ھم أصل الدین. الناس ولم یخف اهللا

فقبلتم ذلك مني وذكرتموه على المنابر ودرستموه في المدارس ودونتم فإنھم –ي وأعداؤكم الذین ھم أعدائ–في الكتب ، غیر ھؤالء المعتزلة

األنبیاء معصومون عن الخطأ والزلل في القول : أنكروا ذلك كلھ وقالوا والعمل ، وأن أقوالھم وأفعالھم حجة، وأنھم شھداء اهللا على خلقھ .والقائمون على دینھ وھم المختارون الموصوفون بأنھم مخلصون

مما روینا وال ولما وقعت ھذه المسألة وأظھر كل مذھبھ لم یصدقوا شیئاقبلوا شیئا مما قلنا، وذكروا أنھ قیل الشیطان ودسیس الملحدین، وكیف

وإنھم عندنا { : یجوز ذلك علیھم وھم األخیار األبرار كما قال اهللا تعالى ، فطالبنا المعتزلة بتصحیح مذھبھم، فذكروا }لمن المصطفین األخیار

.أمرا معقوال وتلوا آیات وفصوال

وما معنى قصة آدم ؟: قلنا

كان نھي تنزیھ ال نھي تحریم، أو ترك االستدالل فأكل غیر ما وقع : قالوا .إلیھ اإلشارة بالمقال

فما بالھ سمى ابنھ عبد الحرث حتى وصفا بأنھما جعال لھ شركاء ؟: قلنا



.لم یكن ذلك من آدم وإنما كان قوم من أوالده قالوا ذلك ! كذبت : قالوا

} فقال إني سقیم* فنظر نظرة في النجوم{ : معنى قول إبراھیم فما: قلنا .

.كان سقیما : قالوا

.}... بل فعلھ كبیرھم ... { : قولھ : قلنا

.قال بشرط أن یتكلموا : قالوا

فحدیث داود ؟: قلنا

.رویتم فكذب وزور كل ما: قالوا

فحدیث سلیمان ؟: قلنا

.رآن لم ینزل بما قلتم الق: فقالوا

؟} ... وألقینا على كرسیھ جسدا .. { : قولھ : قلنا

.ھو جسده یمرض: قالوا

؟} ... ردوھا علي{ قولھ : قلنا

.ذلك الخیل فمسح سوقھا وأعناقھا وسبلھا : قالوا

فحدیث أخوة یوسف ؟: قلنا

" .نرتع ونلعب : " كانوا أطفاال ولذلك قالوا : قالوا

؟} ... وھم بھا ... { :فحدیث یوسف : قلنا

كذلك لنصرف { : ھمھا للقبیح وھمھ للدفع ولذلك قال اهللا تعالى : قالوا .} عنھ السوء والفحشاء إنھ من عبادنا المخلصین

في أثناء كالم رب " تلك الغرانیق العلى : " فمحمد حیث قال : قلنا العالمین ؟



. أثناء كالم خاتم النبیینال بل قرأھا بعض المنافقین وألقاھا في: قالوا

ألیس عشق امرأة زید؟: قلنا

.حاشا وكال : قالوا

فصل

مدار أمر النبوة على المعجز ، فألقیت إلیھم أن المعجز : فكرت وقلت یظھر على غیر األنبیاء بل یظھر على المتنبیین والكفار والمفترین، فإذا

ر فرعون، وإذا ذكروا فلق البحر لموسى قابلناھم بوقوفھ وجریھ ألمذكروا المسرى إلى بیت المقدس قابلناھم بمسرى كثیر من الناس أكثر

.فقبلتم ذلك مني أحسن قبول واقتدیتم بي فیھ. من ذلك

أو أن البحر وقف لفرعون بأمره : وأنكرت المعتزلة ذلك وكفروا من قال .جرى بذكره، وقالوا في ھذا ھدم الدین

فصل

. الشرائع، فألقیت بأن الحقیقة غیر الشریعةمن معظم ھذا األمر : قلتالشریعة كذا : فقبلتم ذلك وصرحتم بھ واعتمدتم علیھ وقلتم في مجالسكم

.والحقیقة كذا

الحقیقة ھي الشریعة وكل : غیر ھؤالء المعتزلة فإنھم أنكروا ذلك وقالوا من أدخل في دیننا ما لیس منھ فھو : (ما لیس بشریعة فھو كفر، ورووا

... وما آتاكم الرسول فخذوه وما نھاكم عنھ فانتھوا ... { : ، وتلوا )رد{.

الباب العاشر الكالم في اإلمامة واألمر بالمعروف

تدبرت أبواب اإلمامة فوجدت لنفسي فیھا مجاال وفي ذلك المقام مقاال، ورأیت أنھ لیس بعد النبوة أمر أعظم من اإلمامة وال محل أجل من محل

بین أھل : ولم یمكنني دفعھا رأسا فوضعت لدفعھا أساسا وقلت الزعامة،البیت والصحابة فیھا اختالف والیصح الجمع بین مواالتھما والبد من

.البراءة من أحدھما



فمنھم من طار : فوقع ھذا الكالم في كل موقع، وعند ذلك تفرق الناس ة وشتموھم قلبھ إلى أھل البیت وادعوا محبتھم واعتقدوا بغض الصحاب

بأھل بیت نبیكم تمسكوا، ومنھم : وظلموھم فأتیتھم من ھذا الوجھ وقلت من مال إلى الصحابة ودان ببغض أھل القرابة، فكنتم إخواني من ھذا

القبیل فصوبتم طلحة والزبیر في محاربة علي ووالیتم معاویة وإن كان وأشیاعھ، حربا للوصي، وملتم إلى یزید وأتباعھ وإن كان قتل الحسین

وأما الفرقة الثانیة فھم الرافضة . وقلتم بإمامة المروانیة مع ما ظھر فیھمالحق ألمیر المؤمنین غصبھ أبو بكر باتفاق الصحابة، وأنھم : قالوا

وجاءت . كفروا بدفع صاحب الحق عن حقھ ووضعھ في غیر موضعھوا ما المعتزلة وأنكرت القولین وردوا المذھبین ونقضوا ما بینا وھدم

الحق مواالة أھل البیت والصحابة وإن لم یكن بینھم : أسسنا، وقالوا خالف بل كان بین الكل موافقة وائتالف، ولذلك زوج علي علیھ السالم ابنتھ من عمر وبایع أبا بكر یوم البیعة ورضي في الشورى بعثمان،

.ولذلك أمسك عن القتال وعن سوء المقالیصلي بصالتھم حیث یصلون وما نقض و كان یشاورھم ویشاورونھ و

شیئا من أحكامھم في أیامھ وال اعترض على أمر من أمورھم، ولذلك أمر عمر علیا بغسلھ ودفنھ وبعث إلیھ عثمان یستنصره ویستسقیھ، فكل ذلك

وذكروا أن كل واحد من المذھبین غلو وتقصیر، وأن . یدل على الموافقة . مواالتھمالحق في ما بین ذلك وھو الجمع بین

قل ... { : ورووا في فضل أھل البیت آیات وأخبارا وآثارا، كقولھ تعالى

وكقولھ في مدحھم في . } ... ال أسألكم علیھ أجرا إال المودة في القربى : وكقولھ } ویطمعون الطعام على حبھ مسكینا ویتیما وأسیرا { : ھل أتى

اهللا ورسولھ والذین آمنوا فإن ومن یتولى *ویؤتون الزكاة وھم راكعون{ وحزب اهللا ھم أھل بیت رسول اهللا ، وكقولھ } حزب اهللا ھم الغالبون

أنت مني : ( وكقولھ ) علي مني وأنا منھ: ( صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم من كنت مواله فھذا علي مواله : ( ، وكقولھ )بمنزلة ھارون من موسى

) ھو أخي ووصیي : ( وكقولھ) حبك إیمان وبغضك نفاق : ( ، وكقولھ ) مثل أھل بیتي فیكم كمثل سفینة نوح من ركبھا نجا ومن ( : ، وكقولھ

إني تارك فیكم الثقلین كتاب اهللا : ( ، وكقولھ) تخلف عنھا غرق وھوى لوال علي لھلك عمر، وكما روي في : ، وكقول عمر )وعترتي أھل بیتي

.ن جماعة المسلمین أعداء علي یمرقون من الدین ویفارقو: حدیثوذكروا في الصحابة أنھم أنصار الحق والذابون عن حریم الدین

والسابقون األولون من { : المجاھدون في سبیل رب العالمین، وتلوا



لقد رضي اهللا عن المؤمنین إذ یبایعونك { ، و }... المھاجرین واألنصار –، وكقولھ }... ر ثاني اثنین إذ ھما في الغا... { ، و } ... تحت الشجرة

) أصحابي كالنجوم بأیھم اقتدیتم اھتدیتم : ( -صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم ، وكقولھ في ذم الرافضة ) من أحب أبا بكر فقد أقام الدین : ( ، وكقولھ

.ما ھو أشھر من الشمس بأنھم یسبون الصحابة وأنھ منھم بريء

جوا بھا ضاق صدري بھم فلما ذكروا ھذه اآلیات ورووا ھذه اآلثار واحت .وقلت حیلتي فیھم، ولوال ھؤالء لتبعني الناس أجمعون

ومما ألقیت إلیھم من ھذا الباب أن الطاعة تجب لكل متغلب ولو كان عبدا حبشیا، وأنھ الیجوز الخروج على أحد وإن كان ظالما جائرا، ألتمس بذلك

لى الظلمة لیظھر وترك الخروج ع إبطال اإلمامة واألمر بالمعروففقبلتم ذلك مني ورویتم في تأییده . الفساد ویخفى السداد ویندرس الحق

.األحادیث وتقربتم إلى أئمة الضالل وإلى الجھال

وأنكرت المعتزلة ذلك أشد اإلنكار، وقالوا بل الطاعة تجب لكل تقي معصوم ال یظلم وال یجور، وإن دفع الظلم والظلمة واجب بحسب

{ : ، وتلوا } ... وإن طائفتان من المؤمنین اقتتلوا { : وتلوا اإلمكان، ، ورووا في ذلك آثارا وأبطلوا } ... وأمر بالمعروف وانھ عن المنكر

.یذلك ما أصلت وأفسدوا ما صححت

فصل

ال أجد أحدا أعظم أثرا في ھدم الدین من معاویة، فإنھ أول : فكرت وقلت لیھ السالم ثم تبعھ السفیانیة والمروانیة، من خرج على أمیر المؤمنین ع

فھو المؤسس وھم بنوا وھو مھد األمر وعلى طریقتھ مشوا، فألقیت إلیكم إنھ فعل ما فعل باجتھاد، وأنھ ما أصاب وال یجوز لعنھ، وأنھ كان إماما من أئمة المسلمین، وأن لعنھ خطأ وأنھ خال المؤمنین وكاتب كالم

بیتھ كلھم أئمة الیجوز البراءة منھم بل یجب وأن أھل . رب العالمین .مواالتھم

معاویة باغ ضال، فمرة ضللوه : وأنكرت المعتزلة ذلك أشد إنكار وقالوا لخروجھ على إمام المسلمین وقتل عمار بن یاسر سید أصحاب أمیر



المؤمنین ، ومرة كفروه بإلحاق زیاد بأبیھ مع نفي رسول اهللا عنھ إیاه وقتل حجر بن عدي صبرا، وأمره حتى سم الحسن ثم تغلب وادعاء أبیھ،

على الدنیا فأظھر الظلم والعناد ومذاھب اإللحاد وقال النبي صلى اهللا إذا رأیتم : ( ، وقال ) معاویة في تابوت من النار : ( علیھ وآلھ وسلم

، وقد لعنھ أمیر المؤمنین في قنوتھ ، وقال ) معاویة على منبري فاقتلوه فقتلھ ) تقتلك الفئة الباغیة : ( نبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم لعمار ال

حسینا – لعنھ اهللا –معاویة ، ثم جرى على طریقة السفیانیة، فقتل یزید وشیعتھ وسبعة عشر من أھل بیتھ، وسلط على الناس - علیھ السالم -

.أھل بیت زیاد، ومات سكران

لحاد، وقتل ھشام زید بن علي علیھ وتبعھما المروانیة فأظھر الولید اإلالسالم، ومات مروان الحمار وھو زندیق وقد قال رسول اهللا صلى اهللا

إذا بلغ بنو أبي العاص ثالثین رجال اتخذوا مال اهللا : ( علیھ وآلھ وسلم ، وذكروا أن الشجرة الملعونة في ) ودین اهللا دغال دوال وعباد اهللا خوال .وان ، وأن النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم لعنھم القرآن ھم بنوا مر

ألیس جمعني وإیاك وقومك دار الندوة، ونحن : لقیت یوما معاویة فقلت فلماذا تنصر دینھ وتركت : نعم ، قلت : قال . ندبر في أمر محمد ودینھ

أنا على رأس أمري : دین اآلباء وخالفت أولئك الشیوخ الكبار ؟ فقال قد فعلت ما فعلت ولیس ثم أمرا حتى أرد الناس إلى دین أطلب فرصة ، و

ثم ذكر أصحاب القلیب وبكى علیھم وأنشد القصیدة الحائیة التي . اآلباءالصلت یرثي من أصیب من قریش یوم بدر ، وھي ] أبي [ قالھا أمیة بن

:

م بني الكــرام أولي الممـادحأال بــكیت على الكـــرا

ع األیــك في الغصن الجوانح فــروكبكــاء الحمام على

نات یــرحن مع الروائــحیــبكیـن حرى مستكیــ

ت المــعوالت من النوائـح الباكــــیا أمــثالھـن

حـزن ویــصدق كل مادح كي عــلىمن یــبكھم یب



قل مـن مرازبـة جـحاجـح بــبدر فـالعقنـمــاذا ب

وحــاوح لـیل مغاویــر شیـب وشبــان بھـــا

ولقد تنـكر كل واضـــح أفال تــرون كمــا أرى

باطــحموحشــة األ فھي ولقد تغیــر بطـن مكـة

ریـق نقـي اللـون واضـح من كـل بطـریـق لـبط

ن اآلمـریـن بكـل صـالح الـفاعـلي الـقـائلیـن

كاألنـافح ق الخبز شحمـا المطعمیـن الـشحـم فـو

م مـزیة وزن الـرواجــح لكرامـھم فـوق الكـرا

قسطـاس فـي األیدي الموائح كتثاقل األرطــال بـال

یحـمون عـورات الـفضائح خذلتـھـم فئـھ وھـم

ـھ بالمھنـدة الصفـائــح الضـاربـین األقـدمیـ

ـرة كـأضجـاع الذبائـح ـم ألقـوا بالتقتلـتھـ

مـن بین مستـسق وصـائح ـمولقد عنانـي صـوتھ

أیـم مـــنھـم وناكـح لـــوي هللا در بنـي

شعــواء تجحــر كل نابح أن لم یــغیروا غــارة

ت الـطامحات مع الطــوامح بالمقربـات المبـــعدا

أســد مكالبة كـــوالح مردا على جـرد إلـى

قرنة مشي المـــصافــح قـرن حتى یالقي كل

ـف بین ذي بدن ورامــح ــبزھاء ألف ثم ألـ



فلما فرغ من إنشاد القصیدة تنفسنا الصعداء وبكینا علیھم وجرى بیننا یریدون أن یطفئوا نور اهللا بأفواھھم { : فإذا معتزلي قام وقرأ. أحادیث

م ث. فكأنھ ألقمھم الحجر} ویأبى اهللا إال أن یتم نوره ولو كره الكافرون ھو الذي أرسل رسولھ بالھدى ودین الحق لیظھره على الدین كلھ { : قرأ

.فأخرجوه ! أخرجوه : قلت . }ولو كره المشركون

فصل

اجتمع یوما في ناد ناس، فجرى ذكر معاویة فمدحھ بعض مشایخنا فقال –.... أتقول لھ وقد فعل وفعل : وقال فقام معتزلي. ھو إمام من األئمة:

: ، ثم أنشأ یقول -ھ ونحن ساكتون بییعد معا

قلت اسكتي یا زانــیة قالت تحب معاویة ؟

ةـــفأعدت قولي ثانی اـقالت أسأت جوابن

ةـــیا بنت ألفي زانی ةـــیا زانیة یا زانی

ة ؟ـــ أخا النبي عالنی أحب من شتم الوصيأ

ةیــــوعلى أبیھ ثمان ةـــفعلى یزید لعن

وجدت معھ أربعة إن قلت : ألعرابي أتحب معاویة ؟ قال قیل: ثم قال قاتل أبوه النبي مرارا ، وقاتل : وما ھي ؟ قال : معھا أتحبھ لتكفر ، قیل

ابنھ یزید الحسین بن علي ، وأخرجت أمھ ھند كبد عم ھو وصیھ ، وقتل !لعن اهللا معاویة : فقال من حضر . حمزة ] النبي [

: حكى معتزلي أن أبا سفیان جاء إلى علي علیھ السالم یوم السقیفة وقالخیال ] لك [ ألمألن المدینة ! أترضى أن یلي علیك بنو تیم؟ أخرج وحارب

.ورجال

أتأمرني ! قد علمت أنك ما نصحت اإلسالم وأھلھ قط: فقال علیھ السالم أن أقاتل الصدیق ؟



إني ألرجو أن یعود دیننا : وحكي أنھ دخل على عثمان یوم بویع لھ وقال .لو ال أنھ شیخ خرف لقتلتھ: فأمر عثمان فأخرج، وقال! كما عاد ملكنا

فماذا : وقتل عمار؟ قال معاویة: ولما قتل عمار قال عبداهللا بن عمروتقتلك ] ( لھ [ ألیس النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم قال : نفعل؟ قال

أنحن قتلناه؟ وإنما قتلھ علي حیث جاء بھ إلى : قال) الفئة الباغیةفحمزة قتلھ النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم حیث جاء بھ : قال! الحرب

إلى أحد؟

الباب الحادي عشر في اآلجال واألموات واألرزاق

. فوجدت لنفسي المجال، ت من عظیم ھذا الباب أمور الدماء واألموالرأیفألقیت إلیكم أن الحرام والغصوب كلھا أرزاق من غصبھا وأكلھا أسھل

.فقبلتم ذلك.علیھم أمور األموال لیسھل الغصب والظلم

ولذلك مدح اهللا المنفق ، الحرام ال یكون رزقا: وأنكرت المعتزلة وقالوام الغاصب على غصبھ وأمر السارق بقطع یده وقاطع مما رزقھ وذ

.ومن المحال أن یجعلھ رزقھ ثم یعاقبھ علیھ، الطریق بقتلھ وصلبھ

بأي شيء نستریح من ھؤالء : فلما رأى بعض مشایخنا ھذا اإللزام قالواولیس ، األموال والفروج كلھا على اإلباحة والمنع ذنب: المعتزلة؟ فقالوا

: فعند ذلك تحیرت المعتزلة وقالوا، وال في الظلم تبعة في المظالم عقوبة .ما نقول لھؤالء؟ وسمونا اإلباحیة

، وحكى معتزلي أن الصاحب شكى إلیھ بعض السراق فسألھ عن حالھفقال .فلما بلغنا مكان كذا فإذا قضاء اهللا وقدره كان بأن یسرق منا : قال

.فعھتمسك بھذا السارق فأنا ال أقدر على د: الصاحب



ألیس اهللا خلق السرقة في السارق وجعل المسروق رزقا : وقیل لمجبر لھ؟

.نعم : قال

فما بال قطع یده وذمھ ولعنھ ؟: قال

.ال اعتراض على الرب : فسكت وقال

.إن فالنا یأخذ مالك ویزني بعیالك : وقیل لصوفي

!ال أمنعھ عن شيء یشتھیھ، فالمنع والقطع حرام : قال

ت في الخواطر أن المقتول اهللا قتلھ وھو متفرد بالقتل ألن المتولد ال وألقی. یكون فعل اإلنسان، أرید بذلك إبطال القصاص والدیات وتسھیل القتال

ھو فعل العبد ولذلك : فتم لي ذلك فیكم، وأباه المعتزلة أشد اإلباء وقالوا ومن { : یجب القصاص والدیة والكفارة والتوبة، وقرأوا قولھ تعالى

ورووا قول النبي صلى . } یقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جھنم خالدا فیھا من قتل مؤمنا متعمدا یجيء یوم القیامة مكتوب : ( اهللا علیھ وآلھ وسلم

) .في جبھتھ آیس من رحمة اهللا

وألقیت أن المقتول لو لم یقتل لمات، أرید بذلك أنھ قتل ألجلھ دفعا للذنب لو لم یقتل لجاز أن : ، فقبلتم ذلك وأنكرت المعتزلة وقالوا عن القاتل

یعیش ویبقى، ألنھ تعالى قادر على أن یبقیھ ویمیتھ، فما معنى القطع ألحد األمرین؟

وسأل عدلي مجبرا عن قتل األنبیاء أكان خلق اهللا أم ال؟

.بل خلق اهللا: فقال

بغیر حق وھو القاتل ؟فما معنى ذم الیھود بأنھم یقتلون النبیین : قال



.فسكت

ووجدت الشریعة وردت بالقصاص والعقوبة في العمد والدیة والكفارة في الخطأ، فألقیت بأن القتل لیس فعل العبد إذ ھو الجراحات تفرد اهللا بفعلھا

وأي معنى للفرق، – أروم إبطال القصاص أصال ما وردت بھ الشریعة –إذ لو رفعت القصاص أصال لما قبل والخطأ ال یجوز على اهللا تعالى؟

.مني، فقبلتم ذلك وأباه المعتزلة

إذا لم یخلق اهللا تعالى القتل ال ] أنھ [ ألیس عندكم : قال عدلي لمجبر یكون في العالم قتل؟

.نعم: قال

ولو خلق كان وإن أوجب القصاص؟: قال

.نعم: قال

.؟} . ..ولكم في القصاص حیاة { فما معنى قولھ : قال

.فانقطع

الباب الثاني عشر في جزاء األعمال والوعید

قلت عمدة ھذا الباب اإلقدام على الطاعات واجتناب الخطیئات، وعلمت بالمعاصي كان صریح مخالفة وأمرتھم أني إن نھیتھم عن الطاعات

فألقیت أن ال جزاء على واحد، وأن الطاعة ال . الشرع وال یروج ذلكلثواب والمعاصي ال یستحق بھا العقاب، ویجوز أن یدخل اهللا یستحق بھا ا

فرعون وسائر الكفار دار القرار واألنبیاء دار البوار، أنفر الناس عن دیننا ودین آبائنا، : الطاعات وأجرؤھم على المعاصي، فقبلتم ذلك وقلتم

!مرحبا باالتفاق

ذا ھدم الدین ومخالفة في ھ: وأنكرت المعتزلة ذلك أشد اإلنكار وقالوا ، ولو كان }جزاء بما كانوا یعملون... { : كتاب رب العالمین في قولھ

األمر كما زعمتم فما معنى الحساب والجزاء؟ وما معنى األمر بالطاعة ومن یطع اهللا ورسولھ یدخلھ جنات ... { : والنھي عن المعصیة؟ وتلوا



ورسولھ ویتعد حدوده ومن یعص اهللا { ، }تجري من تحتھا األنھار .ونحو ذلك من اآلیات} ... یدخلھ نارا خالدا فیھا

وألقیت إلیھم حثا على المعاصي وجراءة وتثبیطا عن الطاعة أن یوم القیامة یحمل ذنوب أھل اإلسالم على الیھود والنصارى، ویدفع إلیھم

ررتم فوافقتموني وأظھرتم ذلك وتأولتم اآلثار علیھ وق. طاعة المالئكة .عیني وطیبتم نفسي ورعیتم حق الموافقة بیني وبینكم

من عمل صالحا فلنفسھ ومن أساء { : وقامت المعتزلة باإلنكار وتلوا وأن لیس لإلنسان إال ما { ، } وال تزر وازرة وزر أخرى { ، و } فعلیھا

فضاق قلبي . ونحو ذلك ، وضللوا من روى ذلك ودان بھ} سعى .لعداوة بیني وبینھم بمخالفتھم وزادت ا

فألقیت إلیكم أن األطفال یعذبون بذنوب اآلباء، غرضي بذلك إظھار القول أطفال : فقبلتم ، وخالفت المعتزلة وقالوا . بجواز العقوبة من غیر ذنب

والذین آمنوا واتبعتھم { : المسلمین مع آبائھم في الجنة لقولھ تعالى ، وأطفال الكفار خدم أھل الجنة كما } ذریتھم بإیمان ألحقنا بھم ذریتھم

.وردت بھ السنة

وذكر شیخنا أبو الحسن أنھ یجوز أن یعذب اهللا األنبیاء واألبرار ویثیب !مرحبا بھ وبقولھ : الفراعنة ، ویكون عدال منھ فسرني قولھ وقلت

ھذا ال یفعلھ ألنھ أخبر أنھ ال: وأنكرت المعتزلة ذلك وتلوا اآلیات وقالوا إذا جاز لھ خلف الوعد فما األمان ؟: یفعلھ ، وقالوا

صلى اهللا –یوم القیامة یغفر لجمیع مذنبي أمة محمد : قص مجبر فقال أبمثل ھذا أتیتموني ؟ إن كان ! یا عبادي : ثم ینادى –علیة وآلھ وسلم

لكم غناء عن الطاعة ، فما بالكم لم تأتوني بالمعاصي ألغفر لكم ؟ قال !رغما لكم : فقال . ھذا أغراء بالمعاصي : ي معتزل

ویحكى أن مجبرا حضرتھ الوفاة وعلیھ دیون جمة ، فجمع أوالده وقال قد علمت أني من إحدى القبضتین فاحتفظوا بمالكم وال تقضوا عني : لھم

شیئا من دیوني ، فإني إن كنت من أھل الجنة ال یضرني شيء ، وإن ھذا اعتقاد جمیعكم ؟ : فقال معتزلي . فعني شيء كنت من أھل النار ال ین

.بئس االعتقاد وبئس الزاد لیوم المعاد : قال . نعم : قالوا



ألیس عندكم أن : قال – یسمى عبداهللا بن داود –وسأل عدلي مجبرا العبد أتى في كفره من قبل اهللا ، وأطفال المشركین یعذبون بذنوب آبائھم

فبأي ذنب ھذا: قال . تعن : أفكلكم یقول ھذا ؟ قال : قال . بلى : ؟ قال ما تقول في مشرك ولد لھ ابن ومات االبن ! وال ذنب من قبلھ ؟ تبا لكم

المشرك الذي أسلم في الجنة وطفلھ : ثم أسلم المشرك ، كیف حالھ ؟ قال فر لھ تبا لھذا القول ، ألیس بذنب أبیھ أخذ ؟ فما بالھ غ: قال . في النار

ولم یغفر لولده ؟

ألیس عندكم یحمل ذنوب المسلمین على الكفار ؟ قال : قال عدلي لمجبر ! فالمعاصي أنفع وأحسن ألنھ یحمل على الكفار فیغمھم : قال . نعم :

!نعم : إذا یحمل علیھ ذنبھ ألنھ خلقھ ؟ قال : فقال

الباب الثالث عشر في ذكر السلف

شایخنا مع المعتزلة، فجرى ذكر المذاھب فذكر اجتمعت أنا وجماعة من ممعتزلي أن لھم من اإلسناد في المذھب ما لیس ألحد من فرق األمة، فإن إسنادھم یتصل بواصل وعمرو، وھما أخذا من محمد بن الحنفیة عن أبیھ

صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم -أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب عن النبي أو خلف كخلفنا ؟ وإن مذھبنا ھاشمي ومذھب فھل ألحد سلف كسلفنا-

ولقبنا بالمعتزلة كما لقب . الجبر أموي، وإنا سمینا بالموحدة العدلیة... وأعتزلكم وما تدعون من دون اهللا ... {: إبراھیم علیھ السالم حین قال

من اعتزل الشر سقط : ( ، وعن النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم قال }ما ورد اسم االعتزال إال في االعتزال عن الشر، فلما و). في الخیر

. اعتزلنا جمیع البدع والضاللة لزمنا الطریقة المستقیمة لقبنا بذلك .فالحمدهللا الذي ھدانا لھذا وعصمنا في دیننا ودنیانا

. عدوا رجالكم ونعد وشمروا للقول ونستعد! یا معشر المجبرة: ثم قالفمن ھو ومن سلفھ ! أجیبوا ابن الفاعلة: ت فأخذني ماقرب وما بعد، وقل

ومن سلفكم : وخلفھ حتى یفتخر علینا ویتطاول ھذا التطاول؟ فقیل لھ :فقال المعتزلي عدوا ونعد! ومن خلفكم بل السلف لنا والخلف منا

ال یعصون اهللا ما أمرھم ... {أما سلفنا فأولھم المالئكة األبرار المقربون، یعلم ما *ال یسبقونھ بالقول وھم بأمره یعملون*ونبل عباد مكرم.. {، }

من خشیتھ بین أیدیھم وما خلفھم وال یشفعون إال لمن ارتضى وھمأتجعل ... {: أال ترى كیف أضافوا الذنب إلى العباد فقالوا . }مشفقون



. }...فیھا من یفسد فیھا ویسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك أال ترى آدم علیھ السالم كیف أضاف . مرسلونثم من بعدھم األنبیاء ال

ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا ... {: الظلم إلى نفسھ فقال رب بما { : لي حیث قلت إنما قال رغما : فقلت . }لنكونن من الخاسرین

.لو كذب ألنكر علیھ كما أنكر علیك! ملعون كذبت یا: فقال . }أغویتني

من بعد أن نزغ ... {: ومن سلفنا یوسف علیھ السالم حیث قال : ثم قالحضرت ! على الخبیر سقطت: فقلت . }الشیطان بیني وبین إخوتي

–المجلس الذي حضره یوسف وإخوتھ وھو یوبخھم وھم یعتذرون فقلت ما ھذا : -ومعي جماعة من أصحابي وأتباعي من مشایخ المجبرة

ت؟ ألیس كان ھذا اإلیقاع خلق اهللا فیھم اإلعتذار؟ وإلى كم ھذا السكوأحسنت واهللا : وكانوا الیقدرون على تركھ فما ذنبھم؟ فصاح مشایخنا

وأخذ یوسف یلعنني ویوركني الذنب ویقول نزغ الشیطان بیني ! أنت .كذبت وصدق یوسف: فقال المعتزلي . وبین إخوتي

ن عمل ھذا م.. {: ثم قال ومن سلفنا موسى علیھ السالم حیث قالأما ھذا فكان : قلت. }..رب إني ظلمت نفسي.. {: وقال} الشیطان

.معتزلیا صلبا ولقیت منھ جھدا عظیما، لم تنفذ لي فیھ حیلة

مسني الشیطان بنصب ... {: قال ومن سلفنا أیوب علیھ السالم حیث قال، }إني كنت من الظالمین .. {: ، ویونس علیھ السالم حیث قال}وعذاب األنبیاء حیث دعوا إلى توحید اهللا ونھوا عن مخالفة أمره ولم وسائر

.یعذروا أحدا ولم یضیفوا الذنب إلى اهللا

-وخطب علي . ومن سلفنا الخلفاء األربعة وسائر المھاجرین واألنصارثم من التابعین كالحسن وقتادة . مشحونة بالعدل والتوحید-علیھ السالم

وعبد اهللا بالكوفة ومكحول –ھ السالم علی-بالبصرة، وأصحاب علي –ومن سلفنا أوالد رسول اهللا . وأھل الحرمین بالحجاز وغیالن بالشام

الیحصون كثرة [[ من ولد الحسن والحسین -صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم كزید بن علي وولده یحیى بن زید ومحمد بن عبداهللا بن الحسن النفس

ویحیى بن عبداهللا والقاسم بن إبراھیم الزكیة وأخوه إبراھیم بن عبداهللاصاحب الرباعیتین الذین ورد فیھ األثر وسبطھ الھادي إلى الحق یحیى بن الحسین جبل العلم والناطق بالحق والناصر الحسن بن علي وولدي

الھادي أحمد الناصر ومحمد المرتضى وكاألخوین المؤیدباهللا وأبي طالب رد ما بین األقواس في نسخة أخرى ، ماو]]] ( وكم عسى أن یعد العاد



). حرر من قبل الناسخ : بینما في النسخة المعتمدة لدى المحقق لم یذكر ومن سلفنا شیوخنا المتكلمون كأبي الھذیل وبشر والنظام وأبي موسى وغیرھم، ومن الفقھاء كأبي شجاع وزفر ومحمد بن الحسن والشافعي

ومن سلفنا كأبي . لمعتصم والواثقوأمثالھم، ومن الخلفاء كالمأمون واعلي وأبي ھاشم وأبي عبداهللا وقاضي القضاة والسادات من العلویة وفي

.فھذا ما عندنا فھاتوا ما عندكم. عد جماعتھم تطویل

.بلى سلفنا أھل السنة: فقال رجل من المجبرة

أولھم الشیخ النجدي الذي . أعد رجالك! اسكت: فوثب المعتزلي وقالذنب على ربھ، والثاني مشركوا قریش أحالوا الشرك على ورك الفي ]]] ( }لو شاء اهللا ما أشركنا وال آباؤنا { : الذین قالوا[[[مشیئتھ،

نسخة أخرى ذكر ما بین األقواس ، وفي النسخة المعتمدة لدى المحقق ثم معاویة ویزید وبنو سفیان، ثم من ) لم یذكر ، حرر من قبل الناسخ

و مروان الشجرة الملعونة في القرآن، وإن شئت من المتكلمین بعدھم بنفخذ إلیك حفص القرد وبرغوث وضرار ویحیى بن كامل والقالنسي ومن

الخلف ابن كالب وابن أبي بشر وابن كرام فھل یقابل ھؤالء بأولئك :السادات؟ وأنشد

ي بھا مثل النجوم التي یسر من تلق منھم تقـل القیت سیدھم الساري

أما سلفنا فحضروا رسول اهللا صلى اهللا : فقام معتزلي من الجن وقالعلیھ وآلھ وسلم وأخذوا منھ دین اهللا ولم یضیفوا ذنبا إلى اهللا، بل ردوا

وإنھ كان یقول سفیھنا على اهللا {: على المجبرة قولھم حیث قالوا ثم أخذ یطري . }باوانا ظننا أن لن تقول اإلنس والجن على اهللا كذ*شططا

أما فیكم مجیب؟ أما فیكم معین؟ : فقلت لمشایخنا . مذھبھ ویزري بمذھبنا .أما أحد یقوم مقاما فیذب عن مذھبھ؟ فما أجاب أحد جوابا

، فقال }...سیقول الذین أشركوا لو شاء اهللا ما أشركنا{ : فقرأ قارئ إلیھم الشرك؟من ھؤالء الذین قالوا بمقالتنا وأضیف : بعض مشایخنا

أولئك كفار قریش أعداء رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ : فقال المعتزلي .وسلم ومنكروا دین اهللا



.أولئك المأل من قریش: فغضبت وقلت

أسود الوغى وبحور الندى بدور الدجى وشموس الضحى

انوا ك. كم من مجلس جمعني وإیاھم، وكم من تدبیر جرى بیني وبینھم :كما قیل

في ظل عیش لھم رغد وســادة عاشرتھم لم أزل

وكان أخص القوم بي أبو الحكم، سید من أخلصني وده وخیر من !ومشایخي حولي یبكون والمعتزلة یسخرون ویلعنون. أخلصتھ ودي

الباب الرابع عشر في المقامات والحكایات

نا من الجن في مجلس معتزلي من الجن اجتمعت أنا وجماعة من مشایخ: ثم قال. عقد مجلسا في یوم عاشوراء، فذكر الحسین وقتلھ فأبكى وبكى

لعن اهللا اآلمر والباعث والحاشر والمباشر والمزین والذاب، وارتفعت أما : قال من ھؤالء الذین لعنتھم؟ :فقلت ! الضجة بآمین رب العالمین الباعث فابن زیاد الخبیث، وأما الحاشر فالذي اآلمر فیزید اللعین ، وأما

جمع الجنود وذھب بھ عمر بن سعد، وأما المباشر فشمر، وأما المزین فأنت وأتباعك من الشیاطین، وأما الذاب فالمجبرة حیث ذبوا عن ھؤالء

.وأخذ یلعنني. واعتذروا لھم وحملوا الذنب على اهللا تعالى

لخبیث یواجھ شیخكم بمثل ھذا الكالم أتنظرون وھذا ا: فقال أصحابنا : واللعن؟ أما فیكم ذاب؟ أما فیكم دافع؟ فقام واحد من مجبرة الجن وقال

أنت وأصحابك من المعتزلة، ال ذنب لواحد من ھذه ! كذبت یا ابن الفاعلةالفئة، ألیس خلق اهللا األمر في یزید والبعثة في ابن زیاد والحشر في ابن

التزیین في الشیطان والذب عنھم في ھؤالء سعد والقتل في شمر و المشایخ؟



كذبت أنت على اهللا واهللا منھ بريء، والذنب لھؤالء: فقال المعتزلي: ویقول ھو لھذا ! كذبت: فكان یقول ھذا لھ ! المالعین ال لرب العالمین

ھب أنا كذبنا، فالكذب على ابن زیاد خیر من : فقال المعتزلي ! كذبتما الذي حملك یا معتزلي على ما واجھتني : فقلت . العبادالكذب على رب

وإذ أخذ الذین یكتمون ما أنزلنا من البینات { : قولھ تعالى: بھ؟ فقالوإذ أخذ میثاق الذین أوتوا الكتاب لتبیننھ { : اآلیة ، وقولھ } ..والھدى

:وارتفعت الضجة، وأنشأ یقول } للناس وال تكتمونھ

أھم جنوھــا أم الرحمن جانیھا ھم بین سیعلمون إذا المیزان

٠!وكثر المقال، وأدى ذلك إلى القتال، وتفرقنا ونحن على أسوء حال

حكایة

{ : عقد شیخ من مشایخ المجبرة من الجن مجلسا وحضرتھ، فقرأ قارئالمعنى بھذه : وقال قاص } وما یؤمن أكثرھم باهللا إال وھم مشركون

اآلیة ھم المعتزلة، ألنھم آمنوا باهللا ثم أشركوا حیث جعلوا للعباد فعال كما فقام معتزلي من . أثبتوا لھ فعال، وأثبتوا لھم إرادة كما أثبتوا لھ إرادة

بل المعني بذلك المجبرة القدریة الذین كذبوا ! كذبت: غمار الناس فقال صفاتھ ونقضوا جملة على اهللا ووصفوه بما الیلیق بھ وأشركوا معھ في

فالتفت إلي . ولم قلت ذلك؟ بین دعواك ببرھان: قلت لھ . ما أقروا بھمن وجوه جمة وضروب كثیرة، فإنھم ما أقروا بجملة إال ! نعم: وقال

فخذ . ونقضوھا بالتفصیل، وما اعترفوا بأمر إال أبطلوه عند التحصیل :إلیك مسألة مسألة

ثم أثبتوا معھ قدماء أشركوھم معھ في القدم، أنھ واحد ، : قالوا : أوال .فنقضوا األول والتحقوا بالثنویة

لیس لھ مثل وشبھ، ثم قالوا لھ وجھ وید وجنب وساق، فنقضوا : وقالوا .ما أسسوا

الیشبھھ شيء ولیس لھ كیف، ثم قالوا یرى كما ترى المحدثات، : وقالوا وھل تشبیھ أعظم من ھذا ؟ورووا أنھ یرى كما یرى القمر لیلة البدر،

.أنھ صادق، ثم قالوا كل كذب منھ وأنھ یجوز أن یخلف وعیده: وقالوا



أنھ حكیم، ثم قالوا كل سفھ وقبیح فمن قبلھ ومن خلقھ وإرادتھ : وقالوا .وقضائھ وقدره

أنھ عدل، ثم قالوا یعذب من غیر ذنب ویأخذ واحدا بذنب آخر بل : وقالوا .ب من غیر جرم ویعذب على ما خلقھ فیھم وأراده منھمیخلق للنار ویعاق

الطاعة واجبة والمعصیة حرام، ثم قالوا الجزاء على واحد : وقالوا .منھما

الوعد والوعید حق، ثم قالوا یجوز أن یعذب البررة ویثیب : وقالوا .الفجرة ویدخل األنبیاء النار والفراعنة دار القرار

. ورسلھ، ثم قالوا یجوز علیھم الكذب والكبائراألنبیاء حجج اهللا: وقالوا

الفعل خلق هللا : ثم قالوا . فما أتوا بجملة إال نقضوھا وال كلمة إال أبطلوھاوكسب للعبد، والیصح حصول الكسب إال بخلق اهللا وال خلق هللا إال بكسب العبد، وھذا عین الشرك كمالكین الیمكن ألحدھما التصرف إال مع اآلخر

. ووكیلینووصیین

أنھ تعالى القادر على ما الیتناھى من أجناس : فأما نحن فنقول المقدورات، فإذا أقدر عبده على شيء قدر وإال فال، فمثلنا معھ كمثل ملك وسائس لھ إن أعطاه شیئا أخذه وإال فال، فھل یقال أنھ شریكھ في ملكھ

، ما نقض كالمنا بذلك ؟ ثم ما قررنا أصال إال وافقناه بین جملھ وتفصیلھفنحن المؤمنون حقا وأنتم كما قال . بعضھ وال أبطل بعض أصولنا بعضا

فما أجاب أحد . }وما یؤمن أكثرھم باهللا إال وھم مشركون{ : اهللا تعالى .جوابا

حكایة

أنا شاھدتھا وحضرتھا مع المأل من قریش : جرى یوما حدیث بدر، فقلت من الشیاطین، فلما رأیت المالئكة أشجعھم وأمنیھم وأنصرھم بجنودي :طاقة لنا، فھربت وأنشدت تنزل من السماء علمت أن ال

حتى إذا التبست نفضت لھا یدي ھا بكتیبة وكتیــبة لبست



وإذ زین لھم الشیطان أعمالھم وقال { : فبذلك نزل : فقال بعض المعتزلة جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على ال غالب لكم الیوم من الناس وإني

فكان عاقبتھما أنھما في النار { : الجرم فیك ومن اتبعك نزل . }عقبیھ وجرت بین المعتزلة والمجبرة مناظرات فكنتم الذابین . }..خالدین فیھا

.عني، فشكرت لكم ذلك

حضرتھا مع شیخنا أبي سفیان وامرأتھ ھند : ثم جرى حدیث أحد فقلت عاویة وجماعة جنوده، وكنت أفعل األفاعیل حتى جرى ما جرى وابنھ مفلما أمدوا بالمالئكة وتراجع . أال قتل محمد حتى انھزم الناس: ونادیت

اعل ھبل یوم بیوم : الناس صعدت مع شیخنا أبي سفیان الجبل وصحنا نة بعدا لكم اهللا أعال وأجل وال سواء، قتالنا في الج: بدر، فقام عمر وقال

وقصدني فعلمت أنھ الطاقة لي بھ فھربت وكنت ال أفر . في النار وقتالكم :من أحد فراري من عمر ، وأنشدت

لفروريحذر الموت وإن ي بھاولقد أجمع رجل

حكایة

أستغفر : اجتمعت في ناد مع جماعة من الجن، فقال بعض مجبرة الجن تستغفر من ذنب جنیتھ أو ذنب : تزلي من الجن فقال مع! اهللا من ذنوبي

أستغفر اهللا من سوادي : لم تجنھ ؟ وأي فرق بینك وبین من قال .وبیاضي، وھي عندك جمیعا من خلقھ ؟ فانقطع

من ھذا : فقلت . } ..إن عبادي لیس لك علیھم سلطان { : فقرأ قارئ یلتفت إلى كالمك من الیتبعك وال : الذي ال سلطان لي علیھ ؟ فقال عدلي

وال یوافقك في عقیدتك، بل یلعنك ویعادیك ویلعن أتباعك وأشیاعك، أن العدلي : من أنت ؟ قال : وینزه اهللا ویقول بالتوحید والعدل، قلت

:ثم أنشد . الموحد لربھ المعترف على نفسھ بذنبھ

ي فقلت إني شیعي ومعتزل رت من دین تفوز بھقــالت فما اخت

:وأنشد

معي أمانان من عدل وتوحید الإذا بعثت لقیت اهللا مبتھ



إال المجرد فیھ أي تجرید ھذان أصالن ضل الناس بینھما

قلت أما . وجرى ذكر السجود آلدم، فأخذت المعتزلة یلعنونني ویسبوننيإلى متى ھذا اللوم ؟ لو خلي الشیخ لسجد : برة من ذاب ؟ فقالت المج

تبا لكم، أتذبون عن الشیطان وتكذبون على : فقال معتزلي . ولكن منع الرحمن ؟ وارتفعت األصوات وكثرت المباھلة بین الفریقین وتفرقوا ، و

:المعتزلي ینشد

تــحبونا وال نــلومكم أن ال اهللا یعلم أنــا ال نحبكم

!أنتم أصدقائي حقا، لوال أنتم لذھب أمري ھدرا : فقلت لمشایخنا

حكایة

ال طاقة لنا بھؤالء المعتزلة فالصواب : قلت ألصحابي من مجبرة الجن وأصحابھ في - صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم –ما فعلتھ قریش بمحمد

نبایعھم وتحالفنا ندخل علیھم وال حصار الشعب، فبایعنا أن ال نكلمھم والأرأیتم لو خلق فیكم كالمنا والدخول علینا : وقام معتزلي فقال . على ذلك

اسكتوا : ومبایعتنا ومخالطتنا أتقدرون على االمتناع ؟ فقلت ألصحابي :فقام یجر رداءه وینشد ! وال تجیبوھم فتفتضحوا

ن خفتـما صرد النبالولك يومـا بقیا علي تركتمان

حكایة

وقعت مسألة، وھي أن واحدا حلف بأن ما یملكھ من مالھ صدقة وما یملكھ من عبیده أحرار وما یملكھ من نسائھ طوالق، ثم ندم، فسأل عنھا

. مالك صدقة وعبیدك أحرار ونساؤك طوالق : فقھاء المعتزلة فقالوا ما أصابك، لست تملك أخطأ الفتوى و: فقال الشیخ من شیوخ المجبرة

شیئا، ألنك إن قلت أملك مع اهللا فقد أشركت وإن قلت من دونھ كفرت، إنما یملك ما ملكھ اهللا وال یملك شیئا من دون ! یا أحمق: فقال المعتزلي

.ما لك والفتوى ؟ ! أخطأت: وضج الناس وقالوا للجبري . اهللا



حكایة

لعن اهللا المنفرین : ( نھ قال روى عن النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم أالمنفر من أیس من : ، قال بعضھم تفسیرا للخبر ) ورحم اهللا المكلفین

: فقام معتزلي وقال . رحمة اهللا ، والمكلف من لم یؤیس عباده من رحمتھنحن المكلفون والمجبرة ھم المنفرون، ألنا نصف اهللا بكل رحمة ورأفة

فینفرون عنھ، وارتفعت وظلم وثناء حسن وھم یذكرونھ بكل قبیح .الضحة وتفرقوا

حكایة

على مذھبنا الفرار إلیھ : فقال معتزلي } ففروا إلى اهللا { : وقرأ قارئ یجب وعلى مذھب المجبرة الفرار عنھ یجب، ألن عندنا كل خیر منھ وكل شر فھو منھ بريء، وعند المجبرة كل شر في العالم فمن جھتھ فیجب

إلى كم ھذا اإلزراء ؟ إما أن : بت المجبرة وقالوا فغض. الفرار عنھأصف ! تعالوا ننتصف : وقال : فقام المعتزلي ! تجیبوه وإما أن تخرجوه

ثم قام خطیبا فحمد اهللا . مذھبي ومذھبكم حتى یتبین أینا على الحق نعم اهللا وأثنى علیھ وصلى على رسولھ وأھل بیتھ وأصحابھ ثم ذكرھم

ه دینا ودنیا وحثھم على شكره ووعظھم وذكرھم ما تعالى على عباد .مضى من المثالت وما أوعد بھ وأوعد

إن المجبرة حزب الشیطان وخصماء الرحمن ! أیھا الناس: ثم قال وشھود الزور، وأن العدلیة حزب اهللا وأتباع رسول اهللا وحفاظ دین اهللا

في العالم فمن اهللا والذابون عن حرم اهللا، فإن المجبرة تزعم أن كل فساد وكل شر فمن خلقھ وقضائھ وإرادتھ ومشیئتھ، فالتحرز والفرار منھ یجب

.ألن الشر منھ، والعدلیة تقول كل خیر ورحمة فمنھ فیجب الفرار إلیھ

خلق الكفر في الكافر ثم أمر بقتلھ ، ولو : وتفصیل ھذه الجملة أنھم قالوا ن ذلك خلقھ فما معنى المحاربة ال خلقھ لما كان في العالم كفر، وإذا كا

والسالح ؟ أیرید أحد إبطال خلقھ أم القتال معھ في جعلھ ؟ ثم لم یدع مع ھذا أن خلق فیھم الكفر، ثم أمر بسبیھم وقتلھم، ثم أوعدھم عذاب النار

فیحتجون للكفار والفجار ویحملون الذنب على الملك الجبار . خالدا مخلدا



وھم المذنبون، واستحقوا نكال الدنیا وعقاب ھم الفاعلون : ونحن نقول .األخرى بسوء فعالھم ومقالھم

ھو الذي یجيء بالزاني إلى دار المزني بھا ویخلق فیھما الزنا، : وقالوا ولو ال خلقھ لما كان في الدنیا زنا، فما بال الحیطان والحراس یتحرس

متناع من على اال من خلقھ وقضائھ؟ وما معنى النھي والجلد؟ أیقدرونحكمھ وفعلھ ؟ وكیف یخلق الزنا ثم یأمر بجلد الزاني ورجمھ ویوعد

بالعذاب األبد على فعلھ؟

ثم جاء بالسارق إلى دورھم وخلق فیھ تسنم قصورھم وأخذ : وقالوا أموالھم الیقدر على االمتناع، ولوال خلقھ لما كان في الدنیا سرقة، ثم

أھكذا فعل الحكیم ؟. یأمر بقطعھ

خلق الغصب في الغاصب ثم یأمر باسترداده منھ ، ولو ال خلقھ : لوا وقالكان االسترداد مستغنى عنھ، ثم أخذ في لعنھ لم كان؟ ولوال خلقھ لما كان

.في الدنیا غصب

خلق فیھ أخذ مال الغیر وخلق فیھ الیمین الغموس، ثم أوعده : وقالوا وال خلقھ لما كان في العالم ول. بأنھا تدع الدیار بالقع وأنھا من الكبائر

.یمین غموس

یخلق القتل في القاتل ثم یأمر بالقصاص، ولو ال خلقھ لما كان : وقالوا .في العالم قتل وال احتیج إلى القصاص

خلق الكفر في الكافر والشرك في المشرك ثم أمر رسولھ أن : وقالوا .یدعو إلى عبادتھ، ولوال خلقھ لما كان في الدنیا شرك

الضرر وال ظلم وال شر في العالم إال وھو من خلقھ وقضائھ : وقالوا وإرادتھ، فمن كان على ھذه الصفة ألیس یجب الھرب منھ واإلعراض

عنھ؟

لیس للشیطان في الوسوسة صنع وال للعباد في الذنوب فعل بل : وقالوا كلھ من خلقھ ومن جھتھ، فأي قوم أشد محاربة لھ منھم وأسوأ ثناء علیھ

منھم ؟



ثم إن ھؤالء المجبرة إن أقروا بھ باللسان وحمدوا ظاھرا فقلوبھم ال یأمن أحد شره وإن : منطویة على بغضھ، ألنھم اتھموه حیث قالوا

عبده ألف سنة، لعلھ للنار خلقھ وللكفر فطره ویسلبھ في آخر عمره تا، وظلم وع فإذا قالوا لعن اهللا من سرق وزنى. اإلیمان ویدخلھ النیران

فإیاه عنوا وعلیھ دعوا، ألن عندھم أن ذلك كلھ منھ وھو الذي أوجده ثم یحتجون للعصاة بأنھم من جھتھ أتوا، ولو قدروا ألطاعوا ، وأنھم

للعصیان خلقوا ، وأي ذنب إلبلیس وھو منعھ من السجود ؟ وأي ذنب سبحان ربي " وكره منھ } أنا ربكم األعلى { : لفرعون وھو خلق فیھ

؟ وأي ذنب لنمرود وھو خلق فیھ الكفر والعصیان ؟ وأي مدح " على األإلبراھیم وھو خلق فیھ اإلیمان ؟ ثم كذبوا الرسل حیث جاؤوا یذكرونھم

. هللا علیھم ألنھ خلقھم للكفر والنار ال نعمة: نعم اهللا وقالوا

وكذبوا الرسل أیضا حیث دعوھم إلى اإلیمان ونھوھم عن الكفر قلوبنا غلف وال نقدر على ذلك، والمجبرة تشھد : قوم قالوا والعصیان وال

صلى اهللا علیھ وآلھ –لھم بالصدق وألقوالھم بالحق ردا على رسول اهللا .وسلم

ال تلوموني ولوموا {: واحتجوا إلبلیس بما لم یحتج بھ لنفسھ، فإنھ قال ال : حیث قبلتم مني ولم تقبلوا من خالقكم، وھم یقولون } أنفسكم

تلوموني وال تلوموا أنفسكم ولكن لوموا خالقكم حیث خلق في إبلیس .الكفر والوسوسة وخلق فیكم المعصیة

.أنھ تعالى یعذب بغیر ذنب ویعاقب بغیر جریمة : وقالوا

ثم أضافوا إلى الرسل كل قبیح ووصفوھم بما الیلیق بھم، تنفیرا عنھم .وعن طریقتھم

.واعتقدوا مواالة أعدائھمثم دانوا ببغض أھل بیت نبیكم

: ثم أبطلوا الرسل والكتب واألمر بالمعروف والنھي عن المنكر بأن قالوا الیجدي ذلك شیئا، إن كان من قبضة أھل النار فال ینفعھ شيء وإن كان

: وقالوا لآلمرین بالمعروف . من قبضة أھل الجنة فال یضره شيء ؟ أم تدعوھم إلى شيء لیس أتنقضون ما خلق اهللا أم تدفعون ما قدر اهللا

إلیھم من ذلك قلیل وال كثیر ؟ فأي قوم أسوأ ثناء على اهللا منھم ؟



الغوث مما فعل بنا ربنا ونعوذ بھ مما قضى علینا ونسألھ : ویقولون .ضلوا وأضلوا ! فتبا لھم . البعد عن مشیئتھ لنا

مذاھب العدلیة فانظروا رحمكم اهللا إلى ھذه المذاھب الردیة ثم انظروا إلى أنھ تعالى واحد ال شبیھ لھ وال نظیر وأنھ ھو المتفرد في : حیث قالوا

ملكھ المتوحد في سلطانھ القادر العالم لذاتھ ال یحتاج إلى علم وقدرة بھما یعلم ویقدر، وأنھ الحي السمیع البصیر ال یحتاج إلى طبیعة بھا یحیى وال

یرى وال یسمع بحواس ولیس أنھ ال: ویقولون . سمع وال بصر بھ یدركوأنھ عدل في أفعالھ صادق في . لھ مكان ، والیجوز علیھ صفات األجسام

أقوالھ، الیفعل القبیح وال یشاؤه وال یقضیھ ، بل ھو فعل العباد وأنھم وأنھ كلفھم رحمة منھ فمن أطاعھ أثابھ ومن عصاه عاقبھ، ال . أحدثوه

یمھ، وأعطى المقدرة وأزاح یأخذ أحدا بذنب أحد وال یعاقب بغیر جرالعلة، فمن عصاه فمن قبل نفسھ أتي ومن أطاعھ فبداللتھ وتوفیقھ

وأنھ إذا وعد وأوعد وفى بكل ذلك، ال یجوز علیھ . وبھدایتھ اھتدى وأنھ بعث األنبیاء . الخلف ، ما یبدل القول لدیھ وما ھو بظالم للعبید

مخالفتھ، وأمر بالشرائع حجة على خلقھ ونزھھم عما الیلیق بھم من وهللا األسماء الحسنى فادعوه {. مصلحة لعباده وأقام األئمة تطھیرا لبالده

. }بھا وذروا الذین یلحدون في أسمائھ سیجزون ما كانوا یعملون ووصفوه بما وصف بھ نفسھ من الرأفة والرحمة، ونزھوه عما نزه

، وشكروه على ما نفسھ عنھ من القبائح، وحببوه إلى خلقھ بذكر نعمھوتحابوا في أمر اهللا، . أسدى إلیھم من كرمھ ، فتوازروا في دین اهللا

فتفرق . وذروا ھؤالء المجبرة فإنھم أعداء اهللا وأعداء رسولھ، ونزل .الناس وھم یلعنون المجبرة

سؤال

ألیس بعث اهللا یحیى إلى قومھ ؟: وسأل عدلي مجبرا

.بلى : قال

ھ فیھم ؟ألیس خلق فتك: قال

.بلى : قال



فھل ھذا فعل حكیم ؟: قال

.ال : قال

فلم تقول بھ ؟: قال

.دین اآلباء : قال

ألیس جعل اهللا الماء رزقا للعباد ؟: وسأل آخر

.بلى : قال

أفیعاقبھم بأخذه ؟: قال

.ال : قال

ألیس على الغصب رزقا للغاصب ؟: قال

.بلى : قال

ھ ؟أفیعاقبھ علی: قال

.نعم : قال

ولم وقد استویا ؟: قال

فانقطع

حكایة

ما فعل : ومات مجبر وكان ناسكا بالبصرة ، فرئي في المنام وقیل لھ .ال ینفع مع ھذا القول عمل : ربك بك ؟ فقال



حكایة

كان جیراننا بالبصرة كلھم جبریة غیر رجلین : حكي عن المبرد أنھ قال رأیت النبي : دھما ومرض اآلخر فعدناه ، فقال یقوالن بالعدل، فسافر أح

صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم في المنام وكان صاحبي الغائب معي، فأخذ فأخرجنا من { : بیدي ویده، ثم قال - صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم –النبي

فقلنا . }فما وجدنا فیھا غیر بیت من المسلمین *كان فیھا من المؤمنینمن یومھ، وصح عندنا أن صاحبھ الغائب مات في ذلك فمات . خیرا رأیت

.الیوم

حكایة

أنت جئت : جئت الیوم دارك فلم أجدك في الدار ، قال : وقال مجبر لعدلي أو علم أني لست في الدار ؟ قال : بلى جاء بي قال : أم اهللا جاء بك ؟ قال

!فإذا سخر بك : قال . نعم :

ھبالباب الخامس عشر في ذكر المذا

حضرت مجلسا حضره جماعة من المعتزلة والمجبرة وجرى ذكر كل مذھب سوى مذھب أھل العدل : فقال رجل من المعتزلة . المذاھب

فرمقوه بأبصارھم . فباطل مضمحل وكل كالم سوى كالمھم فھو داحض :النحل على ضربین : لم قلت ذلك ؟ قال : وقالوا

الثنویة وعباد األوثان والصابئین قوم خارجون عن اإلسالم كالدھریة ونون للنحلة، یوالیھود والنصارى والمجوس، فھم خارجون عن الملة مبا

.أجمعت األمة على تكفیرھم ونطق الكتاب والسنة بتضلیلھم



والفرقة الثانیة المنتحلون لإلسالم المقرون بھ الذابون عنھ وھم فرق ضة، وھم أھل البدع، فلم الخوارج والنجاریة واألشعریة والكرامیة والراف

.یبق إال واحد وھم المعتزلة أصل الحق والدین

ستفترق أمتي بضعا : ( ولھذا قال النبي صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم : ( و في خبر آخر یقول [[[،) وسبعین فرقة أبرھا وأتقاھا الفئة المعتزلة

غرق مثل أھل بیتي فیكم كسفینة نوح من ركبھا نجا ومن تخلف عنھا، فبین أن أتباع أھل البیت علیھم السالم الفرقة الناجیة دون ) وھوى في الفرقتین األولیین بعد أن : وقال صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم ]]] غیرھم

فنحن ). الراد علیھم كالشاھر سیفھ في سبیل اهللا : ( ذكر أھل البدع دود اهللا، القائمون بدین اهللا، الذابون عن حریم اهللا، الحافظون لح

صلى اهللا -الناصرون ألھل بیت رسول اهللا . المجاھدون في سبیل اهللاالخارجون مع من خرج من أوالد رسول اهللا ، الرادون -علیھ وآلھ وسلم

على من كذب على اهللا وعلى رسولھ صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم .وأصحابھ

:وفي ھذا المعنى یقول بعض شیعة أھل البیت [[[

مذاھبھم في أبحر العین والجھل الناس قد ذھبت بھمولما رأیت

وھم أھل بیت المصطفى خاتم الرسلركبت على اسم اهللا في سفن النجا

رضیت بھم ال زال في ظلمھم ظلي إذا كان مولى القوم منھم فإنني

وأنت من الباقین في أوسع الحل رضیت علیا لي إماما ونسلھ

كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل ھموأمسكت حبل اهللا وھو والؤ

ونیف على ما جاء في واضح النقل إذا افترقت في الدین سبعون فرقة

ذا الرجاحة والعقل فقل لي بھا یا ولیس بناج منھم غیر فرقة



أم الفرقة الالتي نجت منھم قل لي أفي الفرق الھالك آل محمد

]]] في الھالك حفت عن العدلوإن قلت إن قلت في الناجین فالقول واحدف

أما علمت مشایخنا كیف وقفوا المواقف وكیف ردوا على أھل األھواء صلى اهللا -فرحم اهللا سلفھم وخلفھم وألحقھم بنبیھم محمد . والضالل

.-علیھ وآلھ وسلم

أما من راد ؟! فقلت یا معشر األصحاب

ھب حتى صححت لم أبطلت ھذه المذا: فقام شیخ من المجبرة وقال أبین مذھبا مذھبا وماھم فیھ من الطرائق : مذھبك وأطریت طریقك؟ فقال

:الردیة واألقوال السیئة

أما النجاریة فإن رئیسھم الحسین النجار، وكان غرضھ التلبیس فحدث أبو العباس بن محمد الھاشمي . والتدلیس ولم یكن یرجع إلى دین

إنك ! قلت للنجار ویحك: بیت لنا، وقال كان النجار حائكا في جوار: قال إني ال أعرف صحة ھذه : قلت في اإلستطاعة مقالة الیقبلھا العقل، فقال

المقالة وال فساد قولكم ولكني في قولي ھذا رأس ومتى صرت إلى قولكم ومن قول . فانظروا كیف اختار الدنیا على اآلخرة. صرت ذنبا فال أفعل

" أنھ لیس بجاھل فقط، ومعنى قولنا " عالم " قولنا أن معنى: النجار أنھ لیس بمیت، ولیس " حي " أنھ لیس بعاجز، ومعنى قولنا " قادر

أن القرآن : ومن جھلھ أنھ قال . وھذا خروج من التوحید. ھناك صفاتمكتوب جسم ومتلو عرض وعنده یجوز بقاء الجسم وال یجوز بقاء

الجسم أعراض : وقال . باقیا وغیر باقالعرض فیلزمھ أن یكون القرآن أن اهللا في كل مكان بذاتھ ال بمعنى الحلول والمجاورة، : ویقول . مجتمعة

ثم یقول . أنھ قادر لذاتھ عالم لذاتھ مرید لذاتھ: ویقول . وھذا غیر معقولما یصح أن یعلمھ یجب أن یعلمھ وما یصح أن یكون مقدورا یجب أن :

. یقول مایصح أن یكون مرادا یجب أن یریده، فقد ناقضیقدر علیھ، ثم ال الكافر یصح منھ اإلیمان في حال الكفر، وھذا تجویز الجتماع : ویقول قدرة اإلیمان تضاد قدرة الكفر، فیستحیل من الكافر : ویقول . الضدین



اإلیمان لوجود قدرة الكفر، فقد ألزم اهللا المحال، ویقول النبي صلى اهللا وسلم والمؤمنون الیستحقون الثواب دائما والكفار الیستحقون علیھ وآلھ

وقال من ھذا الجنس من . وھذا خالف اإلجماع والقرآن. العقاب دائماومن كالمھ الذي الیعقل القول بالبدل وأن . المحاالت مایطول بھ الكتاب

!.قطب الرحى یتحرك وال ینتقل

ھو تعالى عالم : قالوا . ر معقولوأما األشعریة والكالبیة فأكثر كالمھم غیھو مستو : وقالوا . بعلم قادر بقدرة ال ھي ھو وال ھي غیره وال بعضھ

المسموع لیس : وقالوا . على العرش بمعنى صفة لھ تسمى االستواءیرى اهللا ال في جھة وال : وقالوا . بكالمھ وإنما ھو صفة تقوم بالذات

فإذا سئلوا عن ذلك لم . سب للعبدفعل العبد خلق هللا ك: وقالوا . كیفیةومن قولھم . یأتوا بمعقول، وإنما فعلوا ذلك ألن غرضھم كان ھدم الدین

!وما أطلق أحد قبلھم ذلك. أن مع اهللا قدماء تسعة

نحن نقول ! مرحبا بإخواننا: ولقي بعض النصارى بعض األشعریة فقال !ثالثة وأنتم تقولون تاسع تسعة

دخلنا على نینون النصراني فسألتھ عن : صري قالوحكى أبو العباس الب وأشار –رحمھ اهللا كان یجيء ویجلس إلى تلك الزاویة : ابن كالب، قال

وعني أخذ ھذا القول، ولو عاش لنصرنا –إلى زاویة من البیعة .المسلمین

إیاك مذھبك : ولما بعث عضد الدولة الباقالني إلى الروم رسوال قال لھ .مذھبھمفإنھم یلزمونك

وأنھ أسمع نفسھ موسى، . أنھ تعالى یدرك بالحواس كلھا: وقال والكالبیة أنكروا ذلك علیھ، وزعم أن كالمھ شيء واحد قائم بذاتھ ال

وأن القرآن والتوراة واإلنجیل لیست بكالم اهللا، وأن ھذه . یسمع وال یدركزعم أنھ و. وزعم أنھ تعالى یرضى بالكفر ویحبھ. اآلیات والسور مخلوقة

یكلف عباده ما ال یطیقون، ولو كلف العاجز لجاز، ولو كلف المحال وزعم أنھ لو عاقب األنبیاء واألبرار وأثاب . والجمع بین الضدین لجاز

الفراعنة والكفار لحسن منھ، وجوز على اهللا تعالى األلغاز والتعمیة م للنار، ورد وزعم أنھ ال نعمة هللا على الكفار ألنھ خلقھ. لیضل عن الدین



. }...یعرفون نعمة اهللا ثم ینكرونھا{ : بذلك نص القرآن في قولھ تعالىوزعم أن القبیح یقبح للنھي والحسن یحسن لألمر، فیلزمھ أن ال یحسن

وزعم أنا ما باین . وزعم أن أفعالھ تعالى ال تكون لغرض. من اهللا شيءثواب والعقاب لیس وزعم أن ال. محل القدرة فعلھ تعالى لیس بكسب للعبد

وزعم أن النبي صلى اهللا . ولكن من شاء أثابھ ومن شاء عاقبھ. بجزاءطبع : أربع ال یعقل : ولقد قیل. علیھ وآلھ وسلم لیس بنبي بعد موتھ

.الطبایعیة، وكسب األشعریة، وصفات الكالبیة، وبدل النجاریة

والناس وحدثني من أثق بھ أنھ كان یصلي بغیر طھور، وأنھ مر بمسجد إن كنت ترید صحبتنا فدعنا : متى نصلي ؟ فقال : یصلون العصر، فقلت

ھذا : فقیل لھ. وباع درھما بدرھمین وشيء مكسورة! عن ھذه الترھات !.كن خفیف الروح: ربا، فقال

ولقد أقر باإلسالم ولكن شرع في إبطالھ فصال فصال، ووافق جماعة من ة من المجوس في أن من یقدر على ووافق جماع. الكفار في أقوالھم

ووافق . الخیر ال یقدر على الشر ومن یقدر على الشر ال یقدر على الخیرالیھود في أن النبي لیس بنبي في قبره، وأن النسخ ال یجوز ألن الكالم

ووافق النصارى في قولھم ثالث . شيء واحد فكیف یجوز النسخ فیھووافق . الثة أشیاء شيء واحدثالثة أقانیم جوھر واحد وقد قال ھو ث

الملحدة في أن ما یفعلھ المسلمون من الخیر ال جزاء لھم علیھ، وخالفتھ .المعتزلة في جمیع ذلك ولزموا الطریقة المستقیمة

وأما الكرامیة فحماقاتھم أكثر من أن تحصى، وكان رئیسھم ابن كرام یتناھى من ال: وقالوا. زعموا أنھ تعالى جسم. جاھال وأصحابھ جھلة

أنھ تعالى نور مشرق، : خمس جھات ویتناھى من جھة العرش، وقالوا أنھ محل للحوادث فال : وقالوا . فوافقوا المانویة والدیصانیة في ذلك

كان اهللا : وقالوا . یحدث في العالم حدث إال ویحدث قبلھ في ذاتھ شيءكان فاعال لم یزل في ما لم یزل خالقا رازقا بخالقوقیتھ ورازقوقیتھ، وأنھ

وزعموا أنھ تعالى لم یقدر على خلق العالم . مثیبا معاقبا مرسال لألنبیاء



هللا علم وقدرة وحیاة وسمع وبصر، وكل اسم لھ : وقالوا . قبل وجوده .فھو معنى غیر قدیم وھي أعراض قدیمة

وذھب بعضھم إلى أن لھ یدین ال یوصفان بجسم وال عرض، وقائلھ .زنيیعرف بالما

أحدي : وذكر ابن كرام في كتاب عذاب القبر أنھ تعالى جوھر، وقال وجوز أن یكون هللا كیفیة، . الذات وأحدي الجوھر، فخالف األمة بذلك

.وذكر كیفوفیة الرب، وھذا یدل على جھلھ

... { إن سألك إنسان عن طولھ فقل " وذكر في كتابھ الملقب بالتوحید . فلم یعرف الفرق بین الطول والطول" ! } ...ذي الطول ال إلھ إال ھو

" أحد " فقدر أن } قل ھو اهللا أحد { : واستدل على أن لھ حدا بقولھ .والعجب اتباع رجل بلغ ھذا المبلغ في الجھل. مأخوذ من الحد

المبتدأ : وكان فیھم رجل یعرف بالسورمني، نقض على أھل النحو قولھم ونقض على } والشمس وضحاھا { : یقول رفع ، وقال لیس كذلك واهللا

یقولون ثالثة ثالثة تسعة، أخطأوا فثالثة قالنس : أصحاب الحساب وقال !.في ثالثة قالنس ستة

االسم ھو المسمى، وكان : وكان فیھم رجل یعرف بابن المھاجر، قال أنھ لیس بقادر والقادر لیس بحي : اهللا عرض، وكان یقول : یقول

ادر، وكان یثبت قدماء بعضھا إلھ وبعضھا حي وبعضھا والعالم لیس بق .قادر وبعضھا عالم

لو كان هللا في العرش : وقیل لھم [إن اهللا مماس للعرش : وكلھم قالوا ھو في ما لم یزل مرید بإرادة : وقالوا . نعم : حمار أكان مماسھ ؟ قالوا

ما ھو قول حادث القرآن لیس بكالم اهللا وإن: محدثة، وقالوا حادثة وال الالكالم : ویقولون. فیھ ولیس بمحدث، ویفصلون بین الحادث والمحدث

أن أحدا لم یسمع كالم اهللا، مع قولھ : وقالوا . قدرة على التكلم والتكلیم



أن كالمھ حال في ذاتھ لم : وقالوا . }..حتى یسمع كالم اهللا .. { : تعالى یجوز أن یعدم عن ذاتھ شيء ال : وقالوا . ینزل بھ جبریل علیھ السالم

ولھم في . األعراض كلھا تبقى: ویجوز أن یحدث في ذاتھ أشیاء وقالوا مذھبھم أسرار تشبھ أسرار القرامطة ال یظھرونھا، منھا أنھم جوزوا أن

.یخرج اهللا الكفار من النار

هللا تعالى یدان ھما : وكان فیھم رجل یقال لھ أبو یعقوب الجرجاني یقول اهللا : ومنھم من قال . ولھ وجھ وجنب وساق وكل ذلك أجسامجسمان

.أجسام، فقدماه جسمان ووجھھ جسم

یجوز ظھور المعجز : وقالوا . یجوز الكبائر والكذب على األنبیاء: وقالوا .على غیر األنبیاء

الترك ال معنى لھ، فاهللا تعالى ال یعاقب على قبیح : وكان بعضھم یقولمن استأجر : ثیب على فعل الطاعات، وكان یقولوترك واجب، وإن كان ی

أجیرا لیفعل شیئا فلم یفعل ال یعاقب ولكن یسقط األجر، وھذا إبطال .للعقاب أصال، ویعرف ھذا القائل بأبي جعفر

، قال }إذا السماء انشقت { : وذكر ابن كرام أنھ تعالى ثقیل، وفسر قولھ !.من ثقل الرحمن:

وھم أشد . حدث لھا، ألن عندھم األحداث ال محدث لھاوأثبتوا حوادث ال متجد الناس بغضا ألمیر المؤمنین ، ویحبون معاویة ویقولون بإمامتھ، وال

.قوما أشد بغضا ألھل البیت منھم

وما یوردونھ من الشبھ أخذوھا من سائر الفرق، خصوصا من كتب ابن الحرص، وذلك یدل على الراوندي، فإنھم یحرصون على جمع كتبھ غایة

المنافق مؤمن، وأن إیمانھ كإیمان جبریل : ویقولون . قلة دینھمعبادة األصنام : وقالوا . ومیكائیل، فخالفوا القرآن والسنة واإلجماع

لیست بكفر وإنما الكفر الجحود واإلنكار، وقد وافقوا أصناف الكفار في افقوا ماني الثنوي مذاھبھم، فوافقوا النصارى في أنھ تعالى جوھر، وو

ھو محل الحوداث، ووافقوا : في أنھ نور، وزادوا على ماني فإنھم قالوا



الدھریة في إثبات أعراض قدیمة، ووافقوا مشركي قریش في أن ما یسمع ویتلى لیس بكالم اهللا، ووافقوا الكفار في جواز الكذب على

لیھا فلیقرأ كتاب وحماقاتھم ال تسع كتابنا فمن أراد الوقوف ع. األنبیاء .شیخنا أبي رشید فیھم

وأما الخوارج فقد علمتم أن رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم حكم بمروقھم من الدین، وأنھم في مذھبھم خالفوا المسلمین وخرجوا على

أمیر المؤمنین وكفروا جماعة المؤمنین وسفكوا دماءھم وھتكوا حریمھم .

صحاب رسول اهللا وكفروھم، وجوزوا في وأما الرافضة فطعنوا في أوأبطلوا أكثر الحجج . الدین الكتمان وفي القرآن الزیادة والنقصان

، فھم یدعون } كسراب بقیعة یحسبھا الظمآن ماء { وحصروا على الناس إلى إتباع أھل بیت رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم وھم منھم

ن رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وقد علمتم ما روي في شأنھم ع. براء .إن مرضوا فال تعودوھم فإن مذھبھم یؤدي إلى ھدم الدین: وسلم

فإذا بان لك ما ذكرنا علمت أن الحق بقي فینا معاشر العدلیة، نوحد اهللا وال نشبھھ وال نضیف إلیھ القبائح ، بل ننزھھ ونحكم بعصمة األنبیاء

لشریعة، ونجمع بین محبة الصحابة والمرسلین، ونجعل العمدة اتباع اوأھل البیت فنحن القادة ونحن السادة سلفنا الصحابة والتابعون وخلفنا

.األئمة المھتدون، والحمد هللا رب العالمین

.فما كان من مشایخنا من یجیبھم أو یرد علیھم

الباب السادس عشر في القتال



ظرات وجمعنا وإیاھم اعلموا یاسادتي وإخواني أنھ لما جرى بیننا منامقامات، عجزنا عن المقال ودبرنا علیھم بالقتال، وقلت لمشایخي من

لقد أدركت مالم تدركوه وشاھدت مالم تشاھدوه، ولقد : مجبرة الجن شھدت مقاتلة المالئكة مع الجن حتى أسرت ولبثت فیھم مالبثت، حتى

األرض خلق آدم وأمرت بالسجود فأبیت، وأخرجت من الجنة إلىفھبطت، وبیني وبین آدم وذریتھ من العداوة ماعلمتم ومن أمري وأمرھم

ثم شھدت قتل ھابیل وأنا أحرض قابیل على قتلھ، وشھدت . ما رویتمنوحا وأنا أمني ابنھ، وشھدت عادا فدعوتھم فأجابوني وخالفوا رسولھم

ني ھودا ووافقوني، وشھدت ثمود فاتبعوني ونمرود وأشیاعھ فقبلوا موشھدت فرعون إذ جاءه موسى . اقتلوا إبراھیم وحرقوه: وأنا لقنتھم

بالید والعصا ، وكنت مع السحرة إذا جاؤوا بالسحر حتى آمنوا بموسى، وكنت مع الیھود إذ ھموا بقتل عیسى ومع قوم زكریا إذ قتلوا یحیى،

اقتلوا یوسف أو اطرحوه أرضا یخل لكم { : وكنت القائل إلخوة یوسف وكنت مع مشركي قریش في مقاماتھم وأندیتھم یدبرون . }... جھ أبیكم و

في أمر محمد صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم فشھدت دار الندوة حیث دبرنا في أمره وأنا أحثھم على قتلھ، وشھدت بدرا أحث الناس على قتالھ،

وشھدت أحدا حتى فعلنا مافعلنا برجالھ، وشھدت مسیلمة أعینھ على قتال أنا من جملة النبیین، وشھدت قتل : بي بكر والمسلمین وأمنیھ حتى قال أ

عمر وأنا أحث على قتلھ على ید الفجار، وحرضت الناس على قتل عثمان یوم الدار ، وشھدت صفین وأنا في عسكر معاویة أدبر معھ في أمر علي وأزین لھ قتل عمار، وجرى أمر النھروان وأنا بین أظھرھم

ابن ملجم أحثھ على قتل [ تال علي علیھ السالم، وشھدت وأحثھم على قكربالء مع عمر بن سعد، وشھدت مقتل زید وأنا في ] علي ، وشھدت

فخذوا . جملة ھشام، ثم لم یكن موقف إال شھدتھ وال وقعة إال حضرتھا !عني ودعوا المقال وتأھبوا للقتال

طراف وجندت فسمعوا، وبلغ الخبر معتزلة الجن فتأھبوا، فضممت األ. الجنود، وكتبت إلى أھل الوفاق في اآلفاق، فأقبلت األجناد كالجراد

فجاءني نواصب الشام ومشبھة أذربیجان ومجبرة أصفھان ومرجئة كرمان وخوارج سجستان وحنابلة ھراة وخراسان وقرامطة عمان

وانضم إلیھم األتباع الغاوون وجنود إبلیس أجمعین . ورافضة قم وقاشان.



اجتمعت المعتزلة عند رئیس لھم من جن نصیبین، وھم عندھم بمنزلة والمھاجرین من بقیة من حضر رسول اهللا صلى اهللا علیھ وآلھ وسلم ومنھ

وكتب إلى اآلفاق . أخذ دین اهللا فتابعوه وعلى السمع والطاعة بایعوهیستنھضھم وإلى الحجاز والعراق یحرضھم، فحضر زیدیة الیمن والحجاز

. األھواز ومعتدلة خراسان وشیعة طبرستانوعدلیة

وتوافقنا للقتال، وسوینا المیمنة والمیسرة والقلب، ووقفت في القلب أرابط القلب في لجب الجیش، وبین یدي رایة سوداء وھي رایة أبي

سفیان تبركا بشأنھ وسووا الصفوف وفیھم رایة بیضاء رایة علي تیمنا .بھ وبأمره

إن { : شرعنا الرماح والسیوف، وھم مرة یتلون وسوینا الصفوف وأ... ینصركم اهللا فال غالب لكم وإن یخذلكم فمن ذا الذي ینصركم من بعده

: ، ومرة } ... قاتلوا الذین ال یؤمنون باهللا وال بالیوم اآلخر { : ومرة } كم من فئة قلیلة غلبت فئة كثیرة بإذن اهللا { و } .. فقاتلوا أئمة الكفر {

وكبروا تكبیرة فبلغت القلوب الحناجر وكلت األسنة والخناجر } ...وتزلزلت األقدام ونكست األعالم، وكبروا ثانیة فانھزم الرجال والفرسان ولحقوا باألودیة والغیران، ال یلوي أولھم على آخرھم وال یقف كبیرھم

.لصغیرھم

ما ھذا الفشل ! إلي إلي! ھا أنا : وبقیت فریدا وحیدا، أصیح بھم وأنادي فلم یبق معي راجل وال . ؟ أال تبالون بسبالي وال تلتفتون إلى مقالي

والقوم . فارس وال رامح وال تارس، ھربت إذ ھربوا وذھبت حیث ذھبوا ... { : ومرة یتلون } .. فھزموھم بإذن اهللا { : خلفنا یركضون ویتلون

قاتلوھم یعذبھم اهللا { : رأون ومرة یق} .. وكفى اهللا المؤمنین القتال فنحن . } بأیدیكم ویخزھم وینصركم علیھم ویشف صدور قوم مؤمنین

بین مقتول ومأسور ومھزوم ومجروح، لحقنا بالجبال ولزمنا الفالة



فبادروا إخواني وأغیثونا نكن یدا . وكتبت إلیكم أستنفركم وأستنصركم الیوم وال تشبیھ، وأبیدت وإن لم تجیبوا فال جبر بعد. على دفعھم ومنعھم

.تم . وكان ذلك أمر عظیم وخطب جسیم. جنودي أجمعون

والحمد هللا رب العالمین وصلى اهللا على محمد خاتم النبیین وعلى أھل بیتھ األطھرین



رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس

Documents

Transcript of رسالة إبليس إلى إخوانه المناحيس