زومرلا رايهناو ةيبلسلا ةدئافلا12 Islamic Economics Magazine (GIEM) 14 ......

◀ الـعـمـارة اإلسالمية ▶◀ السياحة اإلسالمية ▶

العدد (٥١) ذي القعدة ١٤٣٧ هـ املوافق آب/ أغسطس ٢٠١٦ م

انتحار املدر سة النقدية : ( الفائدة السلبية وانهيار الرموز )

العدد 51 | آب/ أغسطس | 2016

www.giem.info � 2الصفحة |

www.cibafi.org

بالتعاون مع www.kantakji.com

تابعونا على

GIEM GIEN

مجلة االقتصاد اإلسالمي العاملية علمية شهرية الكترونية مجانية

تأسست عام ٢٠١٢

تصدر عن

http://www.giem.info

http://www.cibafi.org

http://www.kantakji.com

https://www.facebook.com/giem.info/

https://plus.google.com/u/0/communities/113391410978514733116

http://www.cibafi.org

http://www.kantakji.com





هيئة تحرير مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية

األستاذ عبد اإلله بلعتيق : المجسل العام للبنوك والمؤسسات المالية اإلسالمية بالبحرين ✴

الدكتور سامر مظهر قنطقجي : رئيس التحرير ✴

✴ Hالدكتور علي محمد أبو العز : الجامعة األردنية، البنك اإلسالمي األردني

✴ Hالدكتور احملامي عبد احلنان العيسى : الجامعة اإلسالمية العالمية بماليزيا

✴ Hاألستاذ عبد القيوم بن عبد العزيز الهندي : الجامعة اإلسالمية بالمدينة المنورة

✴Hاألستاذ حسني عبد املطلب األسرج : وزارة الصناعة والتجارة الخارجية المصرية




أسرة تحرير مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمية

المشرف العام: األستاذ عبد اإلله بلعتيق ✴

رئيس التحرير: الدكتور سامر مظهر قنطقجي ✴

مساعدو التحرير: األستاذ محمد ياسر الدباغ / مساعد حترير اللغة العربية ✴

األستاذة اميان سمير البيج / مساعدة حترير اللغة االنكليزية ✴

✴ GIEM األستاذة نور مرهف اجلزماتي / مساعدة حترير موقع اجمللة

✴ GIEN األستاذ إياد يحيى قنطقجي / مساعد حترير أخبار صفحة

التصميم الفني: األستاذة مرمي علي الدقاق ✴

األستاذة رنيم الطيار ✴

اإلخراج الفني: ✴ IBRC فريق مركز أبحاث فقه املعامالت اإلسالمية

إدارة الموقع االلكتروني: شركة أرتوبيا للتطوير والتصميم✴

http://www.artobia.com


http://www.artobia.com



شروط النشر تدعو أسرة اجمللة اخملتصني والباحثني واملهتمني بنشر وتأسيس علوم االقتصاد اإلســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمي إلى إثراء صفحات اجمللة بنتاجهم العلمي ✴

وامليداني؛ سواء باللغة العربية، أو االنكليزية، أو الفرنسية.

تقبل اجمللة املقاالت والبحوث النوعية في تخصصات االقتصاد اإلســـــــــالمي جميعها، وتقبل املقاالت االقتصادية التي تتناول اجلوانب الفنية ✴

ولو كانت من غير االقتصاد اإلسالمي. وتخضع املقاالت املنشورة لإلشراف الفني والتدقيق اللغوي.

إن اآلراء الواردة في مقاالت اجمللة تعبر عن رأي أصحابها، وال متثل رأي اجمللة بالضرورة. ✴

اجمللة هي منبر علمي ثقافي مستقل يعتمد على جهود أصحاب الفكر املتوقد والثقافة الواعية املؤمنني بأهمية االقتصاد اإلسالمي. ✴

ترتبط اجمللة بعالقات تعاون مع مؤسسات وجهات إســــــــــــــــــــــــــــــــــــــالمية وعاملية لتعزيز البحث العلمي ورعاية وإجناح تطبيقاته العملية، كما تهدف ✴

إلى توسيع حجم املشاركات لتشمل اخلبراء املبرزين والفنيني والطلبة املتميزين.

يحق للكاتب إعادة نشر مقاله ورقيا أو إلكترونيا بعد نشره في اجمللة دون الرجوع لهيئة التحرير مع ضرورة اإلشارة لذلك. ✴

توجه املراسالت واال قتراحات واملوضوعات املراد نشرهاباسم رئيس حترير اجمللة على البريد االلكتروني: رابط. ✴

ملزيد من التواصل وتصفح مقاالت اجمللة أو حتميلها كاملة بصيغة PDF ميكنكم زيارة موقعها االلكتروني، ومن أراد التفاعل فيمكنه ✴

زيارة صفحتها على الفيسبوك، أو زيارة منتدى أخبار االقتصاد اإلســـــــــــــــــــالمي العاملية GIEN حيث ميكنكم االشتراك واملساهمة بنشر

األخبار مباشرة من قبلكم.

قواعد النشر: - تتضمن الصفحة األولى عنوان املقال واسم كاتبه وصفته ومنصبه. - عند االستشهاد بالقرآن الكرمي، تكتب السورة ✴

واآلية بني قوسني، أما احلديث النبوي فيصاحبه السند والدرجة )صحيح، حسن، ضعيف( - يجب أن يكون املقال خاليا من

األخطاء النحوية واللغوية قدر اإلمكان، ومنسق بشكل مقبول، يتم استخدام نوع خط واحد للنص - العناوين الفرعية والرئيسية

تكون بنفس اخلط مع تكبيره درجة واحدة وال مانع من استخدام تقنيات اخلط الغامق أو الذي حتته سطر، واجمللة ستقوم بالتدقيق

عادية بهوامش A4 قياس أقصى كحد صفحات ثمانية بحدود املقال حجم يكون أن - حال أي على والتنسيق اللغوي

Normal يستخدم فيها اخلط Traditional Arabic بقياس ۱٦ - ويجب عدم ترك فراغات بني األسطر، وال

يوضع قبل عالمات التنقيط فراغات بل توضع بعدها، أما نوع خط احلواشي Times New Roman بقياس ۱۱.

mailto:[email protected]?subject=%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9





mailto:[email protected]?subject=%D9%85%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%83%D8%A9





رقم الصفحةعنوان املقالالباب

Opening for the August edition of the Globalكلمة اجمللسIslamic Economics Magazine (GIEM)12

14انتحار املدرسة النقدية : ( الفائدة السلبية وانهيار الرموز )كلمة رئيس التحرير

22االقتصاد بني فقه اخلبراء العارفني وتفيقه األدعياء املتعاملني - احللقة (۲)أدباء اقتصاديون

االقتصاد

26السياحة وموردها املالي في االقتصاد اإلسالمي

Green technology in the context of the knowledge economy and its role in the sustainable development process

33

40 دور الفاعلني والشركاء في إستراتيجية التنمية السياحية (حالة اجلزائر)

الطاقات املتجددة ومستقبل الطاقة في املغرب العربي دراسة مقارنة بني: 51اجلزائر واملغرب وتونس

58االستثمار األجنبي املباشر من منظور إسالمي: املفهوم واملنهج واألهداف

65في ظالل العمارة اإلسالمية ميزات العمارة اإلسالمية وحضارتها العريقة

اإلدارة

البعد اإلسالمي حلوكمة إدارة املال العام مبا يضمن االستدامة املالية 73ويحقق املصلحة العامة لألجيال املتعاقبة

التأثيرات اإليجابية للرقابة الذاتية في ميدان العمل حسب التصور 82اإلسالمي

التأمني التعاوني اإلسالمي: األسلوب الشرعي للتأمني على اخلطر التأمني92( جتربة شركة سالمة للتأمينات اجلزائر )

Full Ownership in the Context of Zakatالزكاةon Shares102

104املعامالت املالية اإلسالمية بني الرواج وقلة االبتكاراتالهندسة املالية


في هذ العدد



التعاون العلمي

أهمية تطبيق املعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية في تكييف البيئة احملاسبة113احملاسبية للجزائر مع البيئة احملاسبية األوروبية

124كتاب: العمارة اإلسالمية في سوريا وانعكاساتها على الفن التشكيليهدية العدد


في هذ العدد



OpeningfortheJuneeditionoftheGlobalIslamicEconomicsMagazine(GIEM)

Welcome to the 51st edi6on of the Global Islamic Economics Magazine (GIEM). Asalways,itisourpleasuretokeepyouupdatedwiththerecentdevelopments,currentchallenges and opportuni6es for the global Islamic finance industry. The GIEM alsoservesastheplaLormforCIBAFItokeepitsstakeholdersabreastof itsac6vi6esandini6a6ves, and inform about important areas of development impac6ng the Islamicbankingandfinanceindustry.

WithincreasingprominenceofIslamicbanksinandoutsideoftheIslamicworld,thismonthCIBAFIwould like tohighlight the importanceof stress tes6ng inmaintainingstabilityofIslamicfinancialins6tu6ons(IFIs)andtheoverallfinancialsystem.

In the aOermath of the Global Financial Crisis, the banking and financial regulatorshave started implemen6ng stringent and close controls over their financialins6tu6ons.Theglobalregulatorybodiesfeltastrongneedforthebankstoundertakeregular checks for their resilience and their ability to withstand adverse economicsitua6ons. Basel III regula6on has also stressed on liquidity stress tes6ng of thebanking ins6tu6ons to be carried out at regular intervals. With revised globalregula6ons,especiallyaOerthefinancialcrises,manyjurisdic6onsusestresstes6ngasanimportanttooltotestthestrengthoftheirins6tu6on/sunderhypothe6caladverseeconomicscenarios.Islamicfinancialstakeholdersalsodevisestrategiestopartakeinstresstes6ngasoneofthemajorexercisestotakestockoftheirfinancialstrengthandtheircapacitytowithstandanyfuturecrisis.

Stress tests are considered important both from micro and macro pruden6alperspec6ves. For instance, these tests can be designed for par6cular financialins6tu6ons to test if they hold enough capital and determine their risk exposures(micro perspec6ve), and also to measure specific risks that are important to the

AbdelilahBela+kSecretary General CIBAFI


كلمة املجلس



bankingsystemonthewhole(macroperspec6ve).SinceIslamicfinancialins6tu6onsarecharacterisedbyspecificrisks(suchasShariahnon-compliancerisk)anddifferentnatureofotherriskssuchascredit,marketor liquidity risks, it is important that thegovernance framework for stress tes6ng for Islamicfinancial ins6tu6onsbecarefullytailoredtomeasureandassesstheirrespec6verisks.Stresstes6ngmayinvolveIFIstorunasimula6onofhowtheywouldcopeundervariousdistressingcondi6ons,suchasabruptriseinprofitratesorunemployment,bigcrashinequitymarkets,steepdropinoilprices,etc.

In order to have an effec6ve stress-tes6ng, the governance framework for stresstes6ng should cons6tute clear objec6ve/s, selec6onof appropriate stress scenarios,and a strategy to interpret test results intomeaningful and ac6onable terms. If therequired data is unavailable or is insufficient, Islamic banks and the regulator mayexploreappropriatedataproxiesforthepurposeofstresstes6ng.

Fromtheregulators’perspec6vedevelopingstress-tes6ngcapacityforIFIsisacrucialexercise under the governance of stress tests. This would require suitable capacitybuildingandenhancing theability to test IFIs’ risksunderstress.As Islamicfinancialinstrumentsdonotmatchpreciselywith thoseofconven6onalcounterparts in theircredit, market and opera6onal risk profiles, there will be a need to assign closestmatch and tweak the test to theobjec6vesof the stress test, and supplemen6ng itwith addi6onal tools for financial stability analysis for IFIs. Theremay be numerousmodels for the stress tests which can be used by IFIs and the supervisors. Thesemodels may further be developed for a variety of reasons, depending on thejurisdic6on’s macro and micro economic situa6ons and other factors, and may becarriedoutacrossdifference levels, suchasataporLolio level, ins6tu6onal levelorsystem-widelevel.

TheIslamicFinancialServicesBoard(IFSB)whichissuedIFSB-13onguidingprincipleson stress tes6ng for IFIs inMarch 2012 has recently issued an Exposure DraO of aTechnical Note to update and enhance stress tes6ng prac6ces among the IFIs. TheTechnical Note, which is expected to be issued in the comingmonths, will providetechnicalguidanceonhowtoconductthestresstestsinprac6ce.Thistechnicalnoteamongothersincludesthedesignandsimula6onofsolvencyandliquiditystresstests





forIFIs,withtheriskspecifici6esofShariahcompliantcontracts,stresstesttemplates,runningscenariosofvariousassump6onsandstressparameters.

Stakeholdersof Islamicfinancial industrycantakeadvantagefromother jurisdic6onssuch as European Union wherein the European Banking Authority (EBA) conductedandpublishedinJuly2016EU-widestresstestof51banksfrom15countriescoveringaround70%ofbankingassetsineachjurisdic6on.Thiswasdonewithanobjec6vetoprovide supervisors, banks and othermarket par6cipantswith a common analy6calframeworktoreliablycompareandevaluatethestabilityoflargeEUbankstoadverseeconomic situa6ons. In these 6mes of uncertain and vola6le economic condi6ons,Islamicbanksareencouraged tohaveregular roundsof stress tes6ngsimula6ons toassesstheirresilienceandcapacitytostandtoeconomicshocksandchangingmarketclimate.

CIBAFI as an umbrella of Islamic financial ins6tu6ons con6nues to monitor thefinancial industry with a view to bring synergy among various stakeholders of theindustry,addressareasofchallengesandiden6fyopportuni6esindevelopingIslamicfinancegloballythroughitsfourStrategicObjec6ves.Staytuned!





انتحار املدرسة النقدية( الفائدة السلبية وانهيار الرموز )

يـقوم الـنظام املـصرفـي الـتقليدي عـلى أسـاس الـفائـدة أخـذا وإعـطاءا؛ بـحيث يـأخـذ املـصرف املـرابـي مـن عـمالئـه فـائـدة أكـبر ممـا يـدفـعه املـودعـون لـديـه؛ لـيكون الـفارق ربـحا لـه؛ فـمالـك الـنقود يكسـب وآخـذه يـدفـع. وتـتراوح أسـعار الـفائـدة مـن

األكبر متاما من الصفر حتى األضعاف املضاعفة؛ وهو ما يسمونه بـ (الفائدة املركبة). فـإن حتـولـت الـفائـدة عـن هـذا املـفهوم فـي السـياسـة الـنقديـة؛ فـإن املـؤسـسات املـصرفـية الـتقليديـة لـم يـعد لـها ضـرورة، وسـتنسحب مـن تـلقاء نـفسها مـن املسـرح الـعاملـي الـنقدي خلـسارتـها كـل شـيء؛ فـالـربـح الـذي هـو دالـتها وسـبب بـقائـها

قد اختفى. ويـعترف الـنظام الـتقليدي الـربـوي بـاالنـخفاض الـدوري لـقيمة الـنقد؛ الرتـباطـه بـسعر الـفائـدة ارتـباطـا مـوجـبا قـويـا؛ فـسعر الـفائـدة هـو الـذي يحـدد فـرصـه الـبديـلة وسـعر إيـجاره وثـمن بـيعه؛ وألجـل ذلـك قـدمـت الـريـاضـيات املـالـية تـوابـعها خلـدمـة

هذا النظام كتوابع: FV, NPV, IRR, mIRR وغيرها مما ال ميكن تصور وجوده باستبعاد سعر الفائدة. وكـنا قـد أوضـحنا فـي كـتابـنا املـنشور فـي شهـر أغسـطس ۲۰۰۸م (ضـوابـط االقـتصاد اإلسـالمـي فـي مـعاجلـة األزمـات

العاملية) دور الربا في تلك األزمة واستفحالها. ولــطاملــا دارت نــقاشــات (عــام ۲۰۱۰م) مــع بــعض أعــضاء اجملــموعــات مــن املــنافــحني عــن الــربــا ممــثال بــسعره األســاســي (الـاليـبور)؛ حـيث ال يـتصور أولـئك الـناس تخـلي االقـتصاد الـعاملـي عـن الـربـا ولـو مجـرد تـصور. وممـا تـعرضـت لـه تـلك

النقاشات: خشـي الـبعض - وخـاصـة مـن املـصرفـيني الـتقليديـني - مـن فـكرة املـؤشـر اإلسـالمـي مـتسائـلني: مـاذا لـو أن املـؤشـر -

اإلسالمي أصبح أرخص من املؤشر التقليدي؟ هل سيذهب اجلميع الى البنوك اإلسالمية؟ طـلب بـعضهم الـتدرج بخـطى ثـابـتة فـي تـطبيق أي مـؤشـر إسـالمـي مـقترح لـصعوبـة هـكذا هـدف، بـحجة أنـه يـحتاج -

جملهودات جبارة ومضنية وجماعية؛ ويكأننا في روضة تعلم أطفالها املشي الهوينا.

الدكتورسامرمظهرقنطقجيرئيس التحرير


كلمة رئيس التحرير

http://kantakji.com/samer-kantakji-books-articles/%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9.aspx

https://groups.google.com/forum/?fromgroups#!pendingmsg/kantakjigroup



ر احلـالـي (أي الـاليـبور) ملـقاصـد الشـريـعة واصـفا مـا ينشـر ومـا - مـنهم مـن طـلب تـوضـيحا عـن مـدى مـخالـفة املـؤشـيـقال بـالـضعيف والـعام وأنـه ال يـالمـس الـواقـع، ولـيس فـيه أي عـمق فـي اجلـمع والـربـط الـبين الـواضـح بـني املـقاصـد

وتفاصيل الواقع املصرفي اإلسالمي. هـناك مـن ذكـر فشـل مـحاوالت الـبعض فـي عـرض وبـناء مـؤشـر إسـالمـي بـديـل؛ ويـكأنـه يـؤنـب فـعلهم، والـتجارب -

الـتي تـتم - بـرأيـه - حسـب تسـلسلها الـتاريـخي بـدأت (۱۹۷۸م) بـ (شـحاتـة، ثـم اجلـارحـي، ثـم الـهواري، ثـم الـزرقـا، ثـم األبـجي، ثـم مـيراخـور -وهـذا الـرجـل كـان رئـيس مـؤسـسة الـنقد الـدولـي وهـو مسـلم-، ثـم الـزامـل، ثـم الـبلتاجـي، ثـم الـقطان، ثـم قـنطقجي). واسـمعوا لتفسـير ذلـك الـفذ املنبهـر مبـقياس سـخيف: سـأقـول لـكم ملـاذا فشـلت؟ وسـيفشل كـل مـن يـأتـي بـعدهـا؟ إنـه آلـية حـساب اليـبور ومشـتقاتـه، ووصـفها بـأنـها: آلـية متجـددة تـواكـب الــتطورات اجلــديــدة فــي مــجال التشــريــعات وتــقنيات االتــصاالت واملــعلومــات، ويــحكمها كــبار املــتعامــلني فــي

السوق. هـناك مـن ذكـرت عـالجـا أكـيدا مـلخصه أن: مـؤشـرات الـسوق املـالـية اإلسـالمـية سـتستمر مـرتـبطة مبـعدل الـفائـدة -

الـدولـية، مـا اسـتمرت املـؤسـسات املـالـية اإلسـالمـية فـي االعـتماد بـشكل كـبير عـلى صـيغ الـتمويـل بـالـديـن، وإن تـشابـكها احلـتمي مـع املـؤسـسات املـالـية الـتقليديـة عـبر أسـواق الـتمويـل الـدولـي ال مـفر مـنه، والبـد لـألنـظمة الـقويـة أن تـفرض نـظامـها الـنقدي، وقـد أدركـت جـمعية الـبنوك الـبريـطانـية ذلـك وقـررت دراسـة إمـكانـات تـوسـيع اسـتخدام

اليبور ومشتقاته في مجال التمويل اإلسالمي، وهذا هو العالج برأيها. وكـل ذلـك غـير صـحيح الـبتة وهـو ميـثل تـبعية أولـئك لـلفكر الـسائـد، وهـو مجـرد ادعـاء قـد سـقط آخـر أوراقـه بـالـلجوء

للفائدة السلبية، وهذا هو موضوعنا. كـنا قـد طـورنـا مـعيارا لـقياس أدوات الـتمويـل اإلسـالمـي أسـميناه (مـقام) وهـو يسـتغني عـن (مـؤشـر الـربـا كـليا)، ويـقدم حـلوال ريـاضـية أفـضل مـن تـوابـع: FV, NPV, IRR, mIRR وغـيرهـا ودعـمناه بـأمـثلة فـي اجملـاالت الـالزمـة كـافـة، تـرفـعت عـنه املـؤسـسات اإلسـالمـية وتـبنته جـامـعة الـسوربـون كـأحـد مـواضـيع الـدكـتوراه لـديـها ونـاقـشه الـعديـد مـن اخلـبراء

الغربيني. واآلن وبـعد ثـمانـية أعـوام عـلى األزمـة املـالـية الـعاملـية جتـد مـدرسـة شـيكاغـو الـنقديـة نـفسها فـي وضـع انـتحاري؛ فـربـع االقـتصاد الـعاملـي قـد حتـول نـحو الـفائـدة السـلبية، ومـعقل تـلك املـدرسـة مـازال يـحاول احملـافـظة عـلى آخـر رمـوز الـرأسـمالـية وهـو الـربـا؛ فـقد خـفض الـبنك املـركـزي األوروبـي مـعدالت الـفائـدة إلـى (نـاقـص ۰.۳٪)؛ إلنـعاش اقـتصاد مـنطقة الـيورو؛ فـبات سـعر الـفائـدة عـلى الـودائـع فـي الـدمنـارك وفـي سـويسـرا (نـاقـص ۰.۰۷٥٪) وفـي الـسويـد (نـاقـص۱.۱٪). وتشـير أحـدث سـيناريـوهـات اخـتبار اجلهـد أن هـناك احـتماال بنسـبة ۳۰٪ لـتطبيق سـياسـة أسـعار الـفائـدة السـلبية فـي الـواليـات

املتحدة بحلول نهاية عام ۲۰۱۷م، وفقا حلسابات (بنك أوف أميركا ميريل لينش).



http://kantakji.com/samer-kantakji-books-articles/%D9%81%D9%82%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D9%85%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D8%B6%D9%8A.aspx



فما الربا السلبي - أو الفائدة السلبية -؟ وملاذا لم مير العالم بطريقه على الصفر الذي يقع بني املوجب والسالب من األعداد؟

تـوصـف الـفائـدة بـالسـلبية Negative interest rates NIRP عـندمـا يـلتزم املـودع بـدفـع فـوائـد أو رسـوم دوريـة عـلى إيـداعـاتـه فـي خـزائـن الـبنك، وهـذا مـفهوم جـديـد عـلى االقـتصاد الـتقليدي، فـما كـان سـائـدا هـو مـفهوم الـفائـدة املـوجـب - بـاملـعنى الـريـاضـي -؛ حـيث يـدفـع الـبنك - سـواء أكـان مـركـزيـا أم جتـاريـا - فـوائـد دوريـة ملـودعـي

األموال في خزائنه. أما الهدف املنشود من ذلك - حسب املدرسة النقدية التقليدية - فهو تعزيز األسواق من خالل:

أنها شكل من أشكال التيسير الكمي؛ ألنها تتيح احلصول على قروض بأسعار منخفضة جدا. -ردع املـصارف عـن إيـداع الـنقد فـي الـبنك املـركـزي؛ لتسـتعمل املـصارف تـلك األمـوال إلقـراض األفـراد والشـركـات -

التي تضع هذا املال في الدورة االقتصادية. دفع الناس لالحتفاظ بالنقود بدل رؤية قيمتها تتالشى ببطء؛ بسبب الرسوم. -تــبديــد االنــكماش ورفــع مــعدل التضخــم إلــى نســبة ۲٪؛ بــوصــفها نســبة مســتهدفــة ملــعظم االقــتصادات، مــع أن -

الـبنوك املـركـزيـة لـلدول الـغنية بـدأت تـقتنع بـعدم جـدوى هـذه النسـبة املسـتهدفـة وأنـها سـتزداد. وهـذا مـا ذكـره When 2% is not :عــــــدد ۲٥-۰۸-۲۰۱٦ بــــــعنوان (The Economist) مــــــقال لــــــصحيفة

.enoughخفض قيمة عملة البلد املتبني لسياسة الفائدة السالبة، ما يعطي ميزة سعرية للمصدرين. -

لكن اآلثار األولية لتلك السياسة االنتحارية تلخصت باآلتي: تالشي قوة البنوك املركزية؛ فسياسة الفائدة السلبية سياسة خطرة. -رفع الضرائب على االستهالك، وهذا مما يثبط االستهالك وال يحفزه. -ارتفاع أسعار السلع األساسية بسبب الضرائب. -انــخفاض قــيمة األســهم فــي مــختلف الــبورصــات الــعاملــية؛ فــالــبورصــات هــي مــؤشــرات تــوازن حلــالــة األســواق -

ومجساتها. العائدات السلبية للسندات احلكومية. -فقدان برامج التيسير الكمي ألثرها على األسواق. -تصعيد حرب العمالت مما سيجلب الدمار املتبادل. -





تـضرر الـقطاع املـصرفـي عـلى املسـتوى الـعاملـي؛ خـاصـة بـعد خـسارة أسـهم املـصارف األوروبـية مـنذ بـدايـة الـعام -وحـتى اآلن نـحو ۳۰٪ واألمـريـكية ۲۰٪، والـيابـانـية ۳٥٪؛ ممـا يهـدد بخـروج مـصارف عـديـدة مـن الـسوق وتسـريـح

عمالها. لذلك بتنا نسمع شكاوى تقول: (أنقذوا املدخرين)؛ فكيف ذلك؟

إن االقـتصاد الـعاملـي يـعانـي تخـمة مـدخـرات مـقارنـة بـفرص االسـتثمار، واملـدرسـة الـنقديـة احلـالـية تـرى أن السـلطات الـنقديـة هـي مـن يـساعـد فـي إرسـاء تـناسـق أسـعار الـفائـدة مـع تـوجـيه االسـتثمارات مـن خـالل (قـوى الـسوق) الـتي حتـدد

ما سيحصل عليه املدخرون. وتخـمة املـدخـرات مـوجـودة فـي الـبلدان ذات احلـساب اجلـاري الـذي فـيه فـائـض؛ كـأملـانـيا مـثال؛ لـكن سـوقـها االسـتثماري ال يسـتوعـب تـلك السـيولـة الـفائـضة، بـينما لـو وجهـت املـدخـرات لـسائـر الـعالـم لـوجـدت طـريـقها لـلتوظـيف؛ لـكن اجلـو

االستثماري العام غير مطمئن كما سنرى الحقا. أما هذا الوضع فقد فرضته ظروف ما بعد أزمة ۲۰۰۸ م ويتلخص بـ:

فائض ادخاري عند البعض وعجزه عند البعض اآلخر، -ضعف االستثمارات عند اجلميع. -وبالتالي تباطؤ اإلنتاجية، -ترهل أغلب االقتصادات بديون هي أشبه مبن دخل نفقا ال آخر له. -

أدى كـل ذلـك إلـى جـعل مـعدل الـفائـدة فـي أدنـى مسـتوى عـرفـه تـاريـخ املـرابـني. وهـذه نـتيجة حتـققت مـنها املـصارف املـركـزيـة؛ فـليس األمـر أخـطاء فـي السـياسـة الـنقديـة؛ ألن هـذه السـياسـة ليسـت سـوى مـوازن لـلطلب الـكلي والـعرض

املفترض، ما يحدد أسعار الفائدة في املدى الطويل. لـكن مـاذا لـو جلـأ الـكثير مـن املـدخـريـن - دوال وأفـرادا - لـإلحـجام عـن اسـتثمار أمـوالـهم فـي سـوق األسـهم فـي ظـل حـالـة

االضطراب السائدة فيه؟ وماذا لو جلؤوا الكتنازها في منازلهم بدل وضعها في قنوات استثمارية؟ إن ممـا يـؤسـف لـه أن تـلك الـبلدان الـراقـية فـي عـالـم املـدنـية واملتخـمة بـالـعلماء واالقـتصاديـني مـا فـتئت تـتعلم بـاملـمارسـة مـتخبطة مبـا تـفعله؛ فـاملـصلحة طـاغـية عـلى املـنطق الـصحيح؛ لـذلـك تـبقى صـيحات الـعقالء أصـداء ال أثـر لـها كـما

سنذكره الحقا: فـالـبنك املـركـزي األوربـي جـرب أن يـرفـع سـعر الـفائـدة عـام ۲۰۱۱م فـعادت تـلك السـياسـة عـليه بـنتائـج ال حتـمد -

عقباها. ويـسود تـساؤل مـؤداه: هـل أخـطأت (رئـيسة اجملـلس االحـتياطـي الـفيدرالـي األمـريـكي) عـندمـا أقـدمـت عـلى رفـع -

سـعر الـفائـدة األمـريـكي فـي ديـسمبر ۲۰۱٥م؟ وهـل تـصريـح نـائـبها (فـي ۲۲ أغسـطس ۲۰۱٦) نـيته رفـع سـعر





الــفائــدة مــحاوال طــمأنــة األســواق هــو جتــاهــل لــنتائــج ســيناريــوهــات اخــتبار اجلهــد الــتي ذكــرنــاهــا عــن الــسوق األمريكية؟

هل البنك املركزي الياباني هو اخملطئ عندما تبنى سياسة الفائدة السلبية أواخر يناير ۲۰۱٦م؟ -أم أن املشكلة أكثر تعقيدا وإرباكا؟ -

يبدو أن البنوك املركزية ستجد نفسها مضطرة لتجربة أدوات جديدة لتتعلم أكثر فأكثر!! إذا ومبـا أن األمـر هـو تـعلم بـاملـمارسـة - وهـذا مـكلف فـي الـتجارب االجـتماعـية -؛ فـقد جـرب الـعالـم املـعدالت املـوجـبة Zero لــلفائــدة، وهــا هــو يجــرب املــعدالت الســلبية، ومــازالــت الــنتيجة اســتمرار الــتخبط؛ فــلماذا ال يجــرب الــصفرinterest-rate؟ وأقـصد الـصفر املـطلق؛ ألن الـصفر فـي مـعدل الـفائـدة الـربـويـة (بـتعريـف الـويـكيبيديـا) هـو مـفهوم فـي االقـتصاد الـكلي يـصف حـاالت مـعدالت الـفائـدة املـنخفضة جـدا؛ لـذلـك جنـدهـم ال يـعترفـون بـالـصفر املـطلق، أو أنـهم يجـدون صـعوبـة فـي ذلـك رغـم بـساطـته وثـبات جنـاحـه فـي أزمـة ۲۰۰۸م مـع أن املـصارف اإلسـالمـية كـانـت تـأتـي

الرخص وما دونها أحيانا؛ فكيف بهم لو أتوا العزائم من الصيغ التمويلية؟ لـذلـك فـما نـقصده كحـل مـنشود لـعالـم مـا فـتئ يـتعلم احلـبو االقـتصادي: هـو الـصفر املـطلق الـذي أمـر بـه اهلل تـعالـى

بقوله: (وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم ال تظلمون وال تظلمون) ﴿۲۷۹﴾ البقرة. وهـذا ثـابـت مـن ثـوابـت الشـريـعة اإلسـالمـية الـتي جـاءت بـحقائـق عـلمية راسـخة عـبر الـقرون، ثـم تـركـت لـلناس فـسحة

واسعة من احلرية ضمن تلك الثوابت. لـقد تـطرق االقـتصادي الـفرنسـي احلـائـز عـلى جـائـزة نـوبـل فـي االقـتصاد (مـوريـس آلـي) فـي ثـمانـينيات الـقرن املـاضـي إلـى األزمـة الهـيكلية الـتي يشهـدهـا االقـتصاد الـعاملـي بـقيادة "الـليبرالـية املـتوحـشة" مـعتبرا أن الـوضـع عـلى حـافـة بـركـان، ومهـدد بـاالنهـيار حتـت وطـأة األزمـة املـضاعـفة (املـديـونـية والـبطالـة)، وقـد حـصل مـا تـنبأ بـه مـن ۲٥ سـنة. وكـان قـد اقـترح

للخروج من األزمة وإعادة التوازن شرطني هما: - تخفيض معدل الفائدة إلى حدود الصفر.

- مراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب ٪۲. أمـا مـا جـاء بـه اإلسـالم مـنذ ۱٤ قـرنـا فـهو األمـر بـإلـغاء الـربـا، وفـرض زكـاة عـلى األمـوال بنسـبة ۲.٥٪، وهـذا الـتوازن بـني

السياستني النقدية واملالية يشكل مفتاح توازن السياسة االقتصادية كما سنبني الحقا إن الـنظريـة الـنقديـة املـعاصـرة نـشأت بسـبب محـدوديـة الـفكر الـكينزي، وعـدم قـدرتـه عـلى تفسـير ظـاهـرة التضخـم الـتي زامـنت ظـاهـرة الـركـود االقـتصادي آنـذاك؛ فظهـر فـكر اقـتصادي قـائـم فـي أسـاسـه ومـنهجه عـلى أطـروحـات ونـظريـات

املدرسة التقليدية.





وتـعتبر (مـدرسـة شـيكاغـو) أو "نـظريـة فـريـدمـان" امـتدادا لـلفكر االقـتصادي الـتقليدي فـي ثـوب جـديـد وبـأدوات حتـليلية أكـثر جنـاعـة وواقـعية. وقـد تـزامـن ذلـك مـع ظـهور أزمـة اقـتصاديـة تـعايـش خـاللـها التضخـم والـكساد فـي الـواليـات

املتحدة األمريكية بعد احلرب العاملية الثانية وحتى نهاية اخلمسينيات. إن مـا زاد الـطني بـلة هـو الـنهج الـذي اتـبعته هـذه املـدرسـة بـتطبيق مـا عـرف بـاتـفاقـية بـريـنت وودز عـام ۱۹۷۱ م؛حـيث ألـغي الـصك بـالـذهـب، ومت التخـلي عـن حتـويـل الـدوالر إلـى ذهـب؛ فـانـخفضت قـيمته ۷.۸۹٪ مـباشـرة، ثـم انـخفض ۱۰٪ سـنة ۱۹۷۹ م، وانـعكس ذلـك سـلبا عـلى مسـتوى أسـعار كـثير مـن السـلع. وكـانـت تـلك أكـبر سـرقـة فـي الـتاريـخ

العاملي قادتها تلك املدرسة النقدية التي نعيش جميعا في تخبطاتها. ويـعتبر إدخـال فـريـدمـان لـألصـول املـالـية فـي دالـة الـطلب عـلى الـنقود كـبدائـل لـلنقود سـببا آخـر فـي الـتخبط الـنقدي؛ ألنـه زاد حجـم املـديـونـية الـعاملـية؛ فـاألصـول املـالـية؛ إمـا (بـيوع وهـمية) أو (مشـتقات متـثل ديـونـا ال تـباع وال تشـرى) وكـل

ذلك منهي عنه في التشريع اإلسالمي. لـقد ذكـرنـا فـي مـقالـنا االفـتتاحـي لـلعدد الـثامـن (يـنايـر ۲۰۱۳م) انهـيار الـرمـوز، وذكـرنـا فـيها أن انهـيار الشـيوعـية املـاديـة اسـتغرق سـبعني عـامـا، ومـدرسـة شـيكاغـو الـنقديـة أحـد أهـم دعـائـم ورمـوز الـرأسـمالـية اجلـشعة ثـمانـني عـامـا. وهـذا هـو شـأن الـتجارب االجـتماعـية. كـما أوضـحنا فـيه أن احلـكماء الـثالثـة (جـورج سـيروس - وارن بـافـت - بـول فـولـك) قـد اسـتوعـبوا دروس األزمـات، وعـلموا مـدى انحـراف مـدرسـة شـيكاغـو الـنقديـة الـتي قـادهـا أكـادميـيون مهـرة كـ (مـلتون فـريـدمـان) والـتي شـكلت جسـرا بـني األزمـتني املـالـيتني الـعمالقـتني انهـيار ۱۹۲۹ م وأزمـة ۲۰۰۸م وخـالصـتهما: أن لـألسـواق قـدرتـها الـفعالـة عـلى حتـقيق الـتوازن، بـعكس مـا انـتهجه (الـكينزيـون) فـي الـتدخـل؛ حـتى أن (سـوروس) قـد

تساءل: إذا كانت األسواق بهذه الكفاءة فلماذا تنهار؟ لـذلـك ال بـد مـن إعـادة ضـبط السـياسـتني الـنقديـة واملـالـية مـعا لـضبط هـوس السـياسـة املـالـية الـعامـة بـالـديـن الـعام وكـبح

جماحه؛ حيث يصير ال حدود له عند انخفاض سعر االقتراض، وهذا ما هو حاصل في االقتصاد التقليدي طبعا. وميـكن رسـم السـيناريـو املـفترض آللـية الـفائـدة السـلبية بـالـشكل الـتالـي: الـبنوك سـتشجع عـلى االقـتراض؛ لتتهـرب مـن تـكلفة إيـداع األمـوال فـي الـبنوك املـركـزيـة فـتضخ سـيولـتها غـير الـفاعـلة لـتزيـد االسـتثمارات وينشـط االقـتصاد؛ فـإن حتـرك مـؤشـر الشـراء بـإيـجابـية؛ فـقد حـصل املـبتغى وإال فـإن تـراجـعا فـي األسـعار وانـكماشـا فـي اإلنـفاق سـيجعل األسـواق تـدخـل

في حلقة مفرغة مفزعة (انظر الشكل التالي). تـصوروا كـيف ضـم هـذا السـيناريـو جـمع الـتناقـضات؟؛ فـالسـيولـة مـتوفـرة واالسـتثمار راكـد!.. وهـذه هـي حـال األسـواق الـيوم. وتفسـير ذلـك بـرأيـنا، أن دورة الـنقود تـعمل مسـتقلة فـي سـوق الـنقود مـن خـالل محـركـها (سـعر الـفائـدة)، فـإذا مـا خـفتت قـوة احملـرك وشـاخـت؛ فـالـركـود واالنـكماش مـصيره الـطبيعي. وفـعال يـبدو أن هـذا احملـرك فـقد بـريـقه، وعـلى



http://kantakji.com/media/175872/giem-volume-8-january-2013-.pdf

http://www.alsayedpublishing.com/index.php?option=com_content&view=article&id=42:newsflash-4&catid=1:latest-news&Itemid=50



املـدرسـة الـنقديـة أن تـعترف مبحـدوديـة فـكرهـا لـتنشأ مـدرسـة أفـضل مـنها كـما نـشأت هـي عـلى أنـقاض محـدوديـة الـفكر الكينزي - كما ذكرنا سابقا -.

وبـرأيـنا لـو كـان االرتـباط بـني سـوقـي (الـنقود والسـلع) هـو ارتـباط عـضوي وحـقيقي، ولـيس مجـرد ربـط بـاملـؤشـرات؛ وذلــك بــتوســيط الســلع واخلــدمــات ضــمن عــملية الــتمويــل؛ لــوجــدنــا أن احلــل يــكمن فــي قــواعــد وضــوابــط الــتمويــل اإلسـالمـي؛ فـالـسوقـان سـيشدان بـعضهما بـعضا، ولـن يـصل الـركـود إلـيهما مـطلقا؛ ألن الـتمويـل املسـتدمي لـلفقراء ذوي املـيل احلـدي الـتام لـالسـتهالك يـجعل عجـلة االقـتصاد ال تهـدأ وال تـقف أبـدا؛ فـالـفقراء - وهـم الشـريـحة األوسـع - ميـثلون دالـة الشـراء ورافـعته الـسوقـية، وهـم فـي حـالـة تـوجـه مسـتمر نـحو الشـراء إلشـباع حـاجـاتـهم، أمـا احلـد األدنـى مـن متـويـلهم املسـتدمي فـتحققه نسـبة الـزكـاة الـبالـغة ۲.٥٪ والـتي وصـفها (الـدكـتور مـنذر الـقحف) بـأنـها: إعـادة تـوزيـع هــادئ لــلدخــل؛ فهــي ال تــفقر األغــنياء وحتــسن حــال الــفقراء؛ فــتبتعد األســواق عــن الــركــود، ومتــنحها بــذلــك فــسحة لتســتعيد رواجــها، وتــتحسن حــال الــناس فــيها؛ وبــذلــك تــتكامــل الســياســة الــنقديــة واملــالــية لــتصبا مــعا فــي ســياســة

اقتصادية فعالة وذات مصداقية. انظر الشكل التالي. إن الـفارق بـني هـذا الـبناء الـهندسـي احملـكم وبـني الـشكل الـبيانـي الـسابـق أن السـياسـة الـنقديـة الـتقليديـة جـعلت السـيولـة قـابـعة فـي خـزائـن الـبنوك، بـينما املسـتثمريـن مـتعطلون؛ لـعدم وفـرة السـيولـة بـني أيـديـهم، واألسـواق تـنتظر، وبـالـتالـي فـإن

التشاؤم سيفشو بني رواد السوق، وتوقعات املستهلكني ستتجه نحو مزيد من االنكماش. وهذه هي حال السوق العاملي اآلن.


تشجيع البنوك على اإلقراض

ضخ السيولة غير العاملة

زيادة االستثمارات

دورة االنكماش

تأجيل املستهلكني انفاقهم

تأجيل املستثمرين استثماراتهم

تراجع األسعار مؤشر الشراء

رواج األسعار

تنشيط االقتصاد




املصدر: (قنطقجي، صناعة التمويل في املصارف واملؤسسات املالية اإلسالمية، ص ۱۷۱)

أذكـر نفسـي مبـا أنـزلـه اهلل تـعالـى فـي سـورة احلـديـد وهـو رمـز الـقوة فـي هـذه احلـياة؛ فـهو تـعالـى يـقول لـلناس بـأنـه كـفيل بـإحـياء األرض بـعد مـوتـها مبـا ارتـكبه الـناس فـيها مـن آثـام وظـلم وعـدوان؛ وذلـك إذا اسـتجابـوا هلل وأقـامـوا احلـق الـذي أنـزلـه

وخشعوا له، وستكون املضاعفة للمتصدقني على الناس ال لسارقي أموالهم، يقول اهلل تعالى: ألـم يـأن لـلذيـن آمـنوا أن تـخشع قـلوبـهم لـذكـر الـلـه ومـا نـزل مـن احلـق وال يـكونـوا كـالـذيـن أوتـوا الـكتاب مـن قـبل فـطال نهم فـاسـقون ﴿۱٦﴾ اعـلموا أن الـلـه يـحيي األرض بـعد مـوتـها قـد بـينا لـكم عـليهم األمـد فقسـت قـلوبـهم وكـثير مـاآليـات لـعلكم تـعقلون ﴿۱۷﴾ إن املـصدقـني واملـصدقـات وأقـرضـوا الـلـه قـرضـا حـسنا يـضاعـف لـهم ولـهم أجـر كـرمي

﴿۱۸﴾ احلديد. وصدق اهلل العظيم.

حماة (حماها اهلل) في ۲۳ من ذي القعدة ۱٤۳۷ هـ املوافق ۲۱ آب أغسطس ۲۰۱٦م



http://kantakji.com/samer-kantakji-books-articles/%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D9%88%D9%8A%D9%84-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%B1%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9.aspx



�





االقتصادبني فقه الخبراء العارفني وتفيقه األدعياء املتعاملني

احللقة (۲)

عود على بدء، والعود أحمد تفيقه: أظهر الفقه، وتظاهر أنه يفقه؛

دعي: لقيط، غير أصيل؛ ال دليل وال برهان لديه. تعالم: أظهر العلم وتباهى أنه عالم فقيه؛

إن اإلنـسان الـذي كـرمـه اهلل تـعالـى، وجـعله خـليفة إلقـامـة مـنهجه عـز وجـل فـي األرض؛ فـيسعد فـي دنـياه، ويـفوز فـي أخـراه لـه مـن املـتطلبات (الـروحـية واملـاديـة) والـعالقـات االجـتماعـية؛ الـتي تـتكون مـنها شـخصيته اإلنـسانـية؛ وتتجـلى بـ

(أفكار بناءة، ومفاهيم قيمية، ومثل عليا). والـعالـم مـا زال يـعيش- قـدميـا وحـديـثا- فـي دوامـة مـن (الـتيه، والـضياع، والتخـلف)؛ ولـم ال وقـد جـرى يلهـث وراء نـظريـات اقـتصاديـة وضـعية يـطلبون مـنها اخلـالص مـن مـشاكـل (الـعوز واجلـوع والتخـلف) زعـما مـنهم أنـهم يـقيمون بـتلك الـنظريـات البشـريـة جـنة اهلل فـي أرضـه؛ ولـكنهم رجـعوا بـحصاد ضخـم مـن (األسـى، والـشقاء، واحلـرمـان)، ومـا عــادوا إال (بســراب بــقيعة يحســبه الــظمآن مــاءا حــتى إذا مــا جــاءه لــم يجــده شــيئا)، ووجــدت نــفسها (أمــام حــائــط

مسدود أو وسط مستنقع آسن) مقابل (تبذير وغفلة وانغماس) في اللهو وامللذات بالنسبة لآلخرين. إن املــبادئ االقــتصاديــة عــند الــرأســمالــية أدعــى إلــى السخــريــة مــنه إلــى الــقبول؛ فــقد ضــج تــاريــخها بـ(فــجائــع مــروعــة ) قـل نـظيرهـا فـي تـاريـخ البشـريـة، وبـتناقـضات صـارخـة بـني كـل مـن املـصالـح (اخلـاصـة والـعامـة)، وفـراغ وكـوارث فـادحـةهــائــل لتخــليه عــن الــكيان (اخلــلقي والــروحــي) لــبني اإلنــسان؛ فــامــتأل بــألــوان مــن (الــظلم، واالســتهتار، والــطمع، واجلـشع) بـدل أن ينشـر بـني الـناس (الـقيم الـراقـية والـفضائـل اإلنـسانـية). كـما أدى إلـى جتـمع االحـتكار واالتـحاد- بـأنـواعـهما كـافـة- ضـد الـفرد؛ وهـذان الـعامـالن بـدورهـما اخلـطير وشـرهـما املسـتطير يـدوس رؤوس اآلخـريـن، ويـلوي أعـناقـهم، ويـغل أيـدي الـناس؛ فحـرقـت ثـمرة جهـدهـم وكـدهـم مـتجاهـلة فـيهم غـريـزة مـن غـرائـزهـم، وأجهـزت عـلى مـا باع وعـوامـل اإلبـداع؛ ممـا جـعل اإلنـتاج (نـاقـصا وقـاصـرا)؛ )، ومـناهـج االتـ تـبقى مـن دوافـع (الـعلم، والـعمل، واالبـتكارالنـطماس نـور الـبصيرة، وارتـكاس الـفطرة فـي حـمأة مـن اجلـاهـليات- الـقدميـة مـنها واحلـديـثة-، ونـقص فـي الـعقول،

محمدياسرالدباغمدقق لغوي


أدباء اقتصاديون



وقـصور فـي األفـهام، وانـعدام الـتطلع إلـى املسـتقبل الـزاهـر املشـرق ألمـة تـريـد أن حتـيا بـ (كـرامـة وعـزة وإبـاء)؛ فـ(كـل وعـاء مبا فيه ينضح، وكل جرة مبا فيها ترشح).

أمـا مـن اعـتبر املـال مـشاعـا بـني الـناس؛ فـقد أهـدر حـق اإلنـسان فـي الـتملك، وغـل يـده عـن الـتمتع بـ (ثـمار عـمله، ونـتاج فـكره)، ولـم يـصغ ملـصلحته؛ بـل وقـف مـنها مـوقـف الـعداء واجلـحود، وركـب قـارب اإلحلـاد وصـار ميخـر عـباب بحـر مـن الـفساد مـع حتـد لـنداء الـفطرة الـربـانـية الـتي فـطر البشـر عـليها، وحـاربـت الـنوازع اإلميـانـية، وقـتلت فـي نـفس بـني اإلنـسان

(دوافع الطموح، وبواعث الترقي)، وأقامت ركائزها وأنشأت قواعدها على أشالء البؤساء وأنقاض املغلوبني. وأمـا بـالنسـبة ملـن يـضحي متـامـا مبـصلحة الـفرد فـي سـبيل مـصلحة اجلـماعـة؛ حـتى وصـل إلـى أنـه (ألـغى املـلكية الـفرديـة) ألدوات اإلنـتاج إلـغاء تـامـا؛ ممـا أدى إلـى (الـقضاء عـلى احلـريـة االقـتصاديـة، واالصـطدام مـع الـفطرة اإلنـسانـية)، وتـثبيط

الهمم، وبذر بذور التواكل وحبوب التكاسل؛ فتقهقر اإلنتاج (كما ونوعا). لــقد ســقطت الــنظم االقــتصاديــة الــوضــعية فــي أوديــة مــن (األزمــات، واالضــطرابــات، واالخــتالالت)، وإن األزمــات احلـقيقية املـتمثلة فـي خـفض األجـور واألربـاح، وعجـز املـشاريـع، وانـتشار الـبطالـة، ونـدرة التسـليف، وارتـفاع فـائـدة الـديـون فـي الـبورصـة والـكساد، والـتباطـؤ فـي اإلنـتاج، وأخـيرا انهـيار األسـعار فـي الـبورصـة؛ لـتأمـني تـصريـف الـبضائـع اخملـزنـة؛ وهـو مـا يـسمى تـصفية األزمـة، ويـؤدي إلـى مـرحـلة مـن الـتكيف يسـببها انـخفاض األسـعار الـذي يـسمح لـلطلب بـالـتوجـه مجـددا إلـى الـسوق؛ وهـذه الـتناقـضات تـتميز بـ(انحـطاط وانـحالل الـبلدان الـرأسـمالـية مـن الـقاع إلـى الـقمة) وهـذا مـا زلـزل الـعالـم ومـا زال يـزلـزلـه؛ لـعدم قـدرتـه املـتزايـدة عـلى االسـتخدام الـكلي لـلقوى املـنتجة املـتوفـرة؛ ممـا يـؤدي إلـى (احـتدام الـتناقـضات بـني الـقوى املـنتجة وعـالقـات اإلنـتاج) وهـذه الـتناقـضات تـتمثل فـي (الـعمل ورأس املـال)، وبـني (مـصالـح األمـة ومـصالـح شـرذمـة مـن احملـتكريـن)؛ فـالـصراع الـتنافسـي عـلى الـسوق تـزداد حـدتـه وشـدتـه، وقـد اتخـذ االنضباط طابعا تعسفيا، ونتج عنه ما يسمى بـ(انكماش الشغيلة) الذين ميثلون ضحايا (االنكماش والتضخم).

إن صـبغة (الـبرجـوازيـة) تـشاؤمـية (مشـبعة بـاخلـوف مـن املسـتقبل، والعجـز عـرض أفـكار مـبتكرة وقـادرة عـلى حتـريـك عـناصـر األمـة) كـافـة؛ لـتعارضـها مـع الـتطلعات اإلنـسانـية، وتـعيش تـناقـضات فـي داخـلها، وحتـمل بـذور حـتفها فـي طـياتـها؛ لـوجـود (طـغمة مـالـية طـفيلية مـتعفنة مـحتضرة مـحتكرة مـخادعـة)" كـبرى ومـتوسـطة وصـغرى" تـتحكم فـي رة، وسـلوكـيات مـتذبـذبـة (ال إلـى هـؤالء وال مـصائـر الـناس، وتنخـر كـالـسوس فـي كـيان األمـة؛ ملـا لـها مـن عـقلية متحجـ

إلى هؤالء)؛ فاملنفعة الشخصية هي احلكم احملكم . وقـد أوشـكت هـذه (الـنظريـات احملـتضرة، والـقواعـد املـتزلـزلـة، والـرؤوس املـترنـحة) أن تـعلن إفـالسـها فـي الـبالد، وحتـمل نـعشها عـلى أكـتاف (أربـابـها ومـنظريـها)؛ والـتي كـان فـيها مـسقط رأسـها، وبـني أنـاس هـم (سـدنـتها وحـماتـها) غـريـبة

عليها في بيئة غير بيئتها، ومناخ غير مناخها، ودخيلة عليها (أصال ونسبا).





وال يـخفى عـلى كـل ذي عـينني أن كـتب كـثير مـن املـنظريـن وأربـاب االقـتصاد الـوضـعي قـد ذهـبت شهـرتـها الـزائـفة، وتـالشـت أصـداؤهـا الـصاخـبة، وصـارت عـجينة لـكتب نـفيسة قـيمة يسـتفاد مـنها بـ(الـدورة االقـتصاديـة الـكلية) لـألمـة بـدل أن حتـرق ومتـأل الـعالـم دخـانـا وشـحارا أسـود يـؤذي البشـر، ويـورث الـبيئة وبـاال وضـررا، قـال اهلل تـعالـى:( فـأمـا الـزبـد

فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في األرض). - وهلل احلـمد واملـنة- إلـى كـتب (تـشع نـورا، وتـبدد ظـالمـا، وتـرفـع عـن األمـة ضـالال)؛ فـكفى اإلنـسان الـعاقـل لـقد حتـولـت(مـكابـرة ومـفاخـرة ومـتاجـرة) مبـبادئ وقـيم ومـناهـج البشـر ؛ فهـال مـن عـود حـميد إلـى شـرع اهلل اخلـالـق الـرزاق، قـال اهلل

تعالى: (أال يعلم من خلق وهو اللطيف اخلبير)، بلى. قال اهلل عز وجل: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)<

هلل در األديب العالم املؤرخ أحمد الصابوني - رحمه اهلل تعالى - القائل:

لم يذكـــــــــر إال العالم أثر الفتى ذكر لــــه وتيقظــــن يـــا نــــائــــم فدع اجلهالة جانبا من هو جاهل يتعالم؟ أو لست تبصر أن

.

.





السياحةوموردها املالي في االقتصاد اإلسالمي

احلـمد هلل رب الـعاملـني والـصالة والسـالم عـلى سـيدنـا محـمد وعـلى آلـه وأصـحابـه أجـمعني ومـن سـار عـلى دربـهم وتخـلق بـأخـالقـهم إلـى يـوم الـديـن وبـعد: إن السـياحـة مـورد مـالـي واقـتصادي كـبير، ويـختلف هـذه املـوارد حسـب مـقومـاتـه

والسياسات املالية املتبعة بني دولة وأخرى، وسيعرض الباحث مفهوم السياحة في االقتصاد اإلسالمي كما يلي: تعريف السياحة:

ـياحــة بــالكســر وأمــا الســيوح 1لــغة يــقال ســاح املــاء يســيح ســيحا وســيحانــا محــركــة إذا جــرى عــلى وجــه األرض، والسـ

يح فـقالـوا: إنـه مـطلق الـذهـاب فـي األرض سـواء كـان لـلعبادة أو غـيرهـا، ومـجازا الـسائـح الـصائـم املـالزم يحان والسـ والسـ. ومــن ذلــك قــولــه تــعالــى: ( الــتائــبون الــعابــدون احلــامــدون الــسائــحون الــراكــعون لــلمساجــد وهــو ســياحــة هــذه األمــة

الساجدون اآلمرون باملعروف والناهون عن املنكر واحلافظون حلدود الله وبشر املؤمنني) [ التوبة: ۱۱۲] وأعـرف السـياحـة اصـطالحـا بـأنـها: (الـسفر والـسعي فـي األرض لـتحقيق غـايـات مـعينة). وهـذه الـغايـات مـتنوعـة وذلـك

كما يلي: فقد تكون بغية إقامة العبادة واحلصول على الثواب واألجر كالسياحة الدينية. -وقـد تـكون ألجـل إمـتاع الـنفس واجلسـد مـعابـالـعالج كـالسـياحـة الـعالجـية واالسـتشفائـية والـشاطـئية والـتفكر -

والتأمل في خلق اهلل. وقد تكون بغية التواصل العائلي كالسياحة االجتماعية. -وقــد تــكون بــغية حــب االطــالع والــعلم واملــعرفــة والــتجارة ومــواكــبة الــتطورات كســياحــة املــعارض والســياحــة -

البحثية. وقد تكون بغية املغامرة والصيد كتلك السياحة التي تتم عبر الصحارى. -وقـد تـكون بـغية املـشاركـة فـي بـعض الـدورات والـبطوالت أو مـن أجـل االسـتمتاع بـالـنشاطـات الـريـاضـية اخملـتلفة -

واالستمتاع مبشاهدتهاكالسياحة الرياضية.

د. عامر محمد نزار جلعوط

1 لسان العرب جـ 2ص493.


االقتصاد



وقد تكون ألجل االطالع على الثقافات التاريخية واحلضارية كالسياحة األثرية. -مشروعية وحكم السياحة:

السـياحـة وفـق مـعنى الـسفر والـسعي والسـير فـي األرض أمـر مشـروع طـاملـا خـلت مـن اخملـالـفات الشـرعـية، بـل وقـدر أمـرنـا بـه فــي كــثير مــن نــصوص الــقرآن الــكرمي ألجــل الــتفكر واالعــتبار مبــا مــضى فــي ســير األقــدمــني مــن آثــار، ومــن أدلــة

مشروعيتها: أوال الـقرآن الـكرمي: لـقد أمـر الـقرآن الـكرمي بـالـسعي فـي األرض ألجـل الـعمل وكسـب الـرزق وهـذا نـوع مـن السـياحـة قـال اهلل تـعالـى: ( هـو الـذي جـعل لـكم األرض ذلـوال فـامـشوا فـي مـناكـبها وكـلوا مـن رزقـه وإلـيه الـنشور) [ املـلك:۱٥]. كـما أمـر الـقرآن الـكرمي بـالسـير فـي األرض ألجـل الـنظر االعـتبار قـال اهلل تـعالـى: ( قـل سـيروا فـي األرض ثـم انـظروا كـيف ) [ األنـعام:۱۱]، وقـال اهلل تـعالـى: ( قـل سـيروا فـي األرض فـانـظروا كـيف كـان عـاقـبة اجملـرمـني) كـان عـاقـبة املـكذبـني[ الـنمل:٦۹]، وقـال تـعالـى: ( قـل سـيروا فـي األرض فـانـظروا كـيف بـدأ اخلـلق ثـم الـله يـنشئ الـنشأة اآلخـرة إن الـله عـلى كـل شـيء قـديـر) [ الـعنكبوت:۲۰]، وقـال تـعالـى: (قـل سـيروا فـي األرض فـانـظروا كـيف كـان عـاقـبة الـذيـن مـن قـبل ) [ الـروم:٤۲]. كـما حـث الـقرآن عـلى الـتفكر فـي خـلق اهلل فـقال اهلل تـعالـى: ( أفـال يـنظرون كـان أكـثرهـم مشـركـنيإلـى اإلبـل كـيف خـلقت * وإلـى الـسماء كـيف رفـعت * وإلـى اجلـبال كـيف نـصبت *وإلـى األرض كـيف سـطحت )[ الــغاشــية:۱۷-۱۸-۱۹] فــكيف ميــكن هــذا الــنظر والــتفكر لــلناس إذا لــم يخــرجــوا ويســيحوا فــي األرض واجلــبال

والصحراء؟!. ثـانـيا - الـسنة الـقولـية والـفعلية لـلنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم: فـمثال الـسنة الـقولـية: عـن أبـي هـريـرة رضـي اهلل عـنه عـن الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم قـال: ( ال تشـد الـرحـال إال إلـى ثـالثـة مـساجـد املسجـد احلـرام ومسجـد الـرسـول صـلى اهلل 1عـليه وسـلم ومسجـد األقـصى ) وهـذا إشـارة إلـى السـياحـة الـديـنة، ولـيس املـراد حـرمـة شـد الـرحـال إلـى غـيرهـا وإمنـا

2الـفضيلة الـتامـة إمنـا هـي فـي شـد الـرحـال إلـى هـذه الـثالثـة خـاصـة.ومـثال الـقولـية مـا قـالـه صـلى اهلل عـليه وسـلم لـوفـد قـبيلة

3عـريـنة عـندمـا قـدمـوا املـديـنة ومـرضـوا واصـفرت ألـوانـهم (..لـو خـرجـتم إلـى ذودنـا فـكنتم فـيها فشـربـتم مـن ألـبانـها

4وأبـوالـها فـفعلوا...) وهـذه إشـارة للسـياحـة الـعالجـية. ومـثالـها أيـضا قـولـه صـلى اهلل عـليه وسـلم ألصـحابـه: (لـو

خـرجـتم إلـى أرض احلـبشة، فـإن بـها مـلكا ال يـظلم عـنده أحـد، وهـى أرض صـدق، حـتى يـجعل اهلل لـكم فـرجـا ممـا أنـتم 5فيه) وهذه إشارة للسياحة والهجرة املؤقته.

1 البخاري أبواب التطوع، باب فضل الصالة في مسجد مكة والمدینة جـ1ص398 دار ابن كثیر 1407ھـ. مسلم كتاب الحج باب ال تشد الرحال إال إلى ثالثة مساجد جـ4ص126 دار الجلیل بیروت.2 شرح صحیح مسلم للنووي جـ5ص2 بتصرف.

3 أي نوق.4 أخرجھ النسائي كتاب تحریم الدمجـ7ص111 أحمد في المسند جـ3ص107.

5 السیرة النبویة البن كثیر جـ2ص4.


االقتصاد



ومـثال الـسنة الـفعلية: خـروجـه صـلى اهلل عـليه وسـلم إلـى الـطائـف ألجـل الـدعـوة إلـى اهلل وخـروجـه صـلى اهلل عـليه وسـلم ألجل أداء العمرة، وخروجه صلى اهلل عليه وسلم في أعظم سياحة في األرض والسماء في رحلة اإلسراء واملعراج.

ومـن أدلـة مشـروعـية السـياحـة تـلك اآليـات واألحـكام املـتعلقة بـالهجـرة والـسفر مـن إبـاحـة اإلفـطار فـي رمـضان لـلمسافـر وزيادة مدة املسح على اخلفني وقصر الصالة وغير ذلك كالسفر ألجل طلب العلم.

. 1ويرى الباحث أن حكم السياحة تنطبق عليه األحكام الشرعية من فرض وواجب ومباح ومكروه وحرام

: ومــثال ذلــك – الســياحــة الــديــنية- الــرحــلة لــلبقاع املــقدســة مــن أجــل احلــج عــلى ۱. فــقد تــكون الســياحــة فــرضــااملستطيع, والهجرة من دار احلرب التي ال يأمن فيها الفرد على دينه وعرضه ودين وعرض ذريته.

وقد تكون فرض كفاية كما في الدعوة إلى اهلل، وتعلم شيء من العلوم الكونية التي حتتاج له األمة. ۲.

وقد تكون واجبة: كالسياحة العالجية واالستشفائية واالجتماعية ألجل صلة األرحام. ۳.

وقد تكون مستحبة كما في املسجد النبوي الشريف خاصة للحجاج. ٤.

وقـد تـكون مـباحـة: كـالـسفر واالنـتقال إلـى بـلد آخـر بـغية احلـصول عـلى وضـع معيشـي أفـضل أو بـغية الـترويـح عـن ٥.النفس في املباحات ضمن ضابط االعتدال املالي في النفقات.

وقــد تــكون الســياحــة مــكروهــة إذا كــانــت فــي – الســياحــة الــتاريــخية- آثــار األمم الــذيــن حــق عــليهم الــعذاب أو ٦.، بـدلـيل عـمل الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم عـندمـا مـر بـديـار ثـمود ومبـا رواه ابـن عـمررضـي اهلل 2قـبورهـم إال لـالعـتبار

عـنه قـال: قـال رسـول اهلل صـلى اهلل عـليه وسـلم: ( ال تـدخـلوا مـساكـن الـذيـن ظـلموا أنـفسهم إال أن تـكونـوا بـاكـني ، وكـذلـك قـد تـكون مـكروهـة عـندمـا تـكون فـي حـد إضـاعـة املـال كـاإلنـفاق عـلى 3أن يـصيبكم مـثل مـا أصـابـهم)

مباحات إلى قريب حدود اإلسراف والتبذير. وقـد تـكون حـرامـا كـالـسفر إلـى بـالد الـكفر لـغير املـضطر، وكـالسـياحـة الـشاطـئية دون ضـوابـط, وكـسفر املـرأة وحـدهـا ۷.

. فـعن أبـى سـعيد اخلـدري رضـي اهلل عـنه قـال: قـال رسـول اهلل صـلى اهلل عـليه وسـلم: (ال يحـل المـرأة 4دون محـرم

تـؤمـن بـاهلل والـيوم اآلخـر أن تـسافـر سـفرا يـكون ثـالثـة أيـام فـصاعـدا إال ومـعها أبـوهـا أو ابـنها أو زوجـها أو أخـوهـا أو . 5ذو محرم منها )

1 وعلیھ فاألحكام التكلیفیة الخمسة تدور علیھا بحسب تنوع أغراضھا ومقاصدھا وأحوال السائح وبحسب الموازنة بین المصالح والمفاسد المترتبة

علیھا وما قد یترتب على ذلك من أخطار وفتن ومنكرات.2 اإلنصاف للمرداوي جـ2 ص562، الفروع باب زیارة القبور جـ2 ص233.

3 متفق علیھ: البخاري باب قولھ تعالى ( وإلى ثمود أخاھم صالحا) ( كذب أصحاب الحجر) جـ3 ص1237، مسلم باب ال تدخلوا مساكن الذین

ظلموا أنفسھم إال أن تكونوا باكین جـ4 ص 2285.4المبسوط للسرخسي باب المحصر جـ4 ص111، المجموع باب آداب السفر جـ4 ص346، الفروع كتاب المناسك جـ3 ص175،

5 البخاري باب مسجد بیت المقدس جـ1 ص400، مسلم باب سفر المرأة مع محرم إلى حج أو غیره جـ2 ص977 واللفظ لمسلم.


االقتصاد



: 1األهمية االقتصادية للسياحة

أمـا بـالنسـبة لـألهـمية االقـتصاديـة لـقطاع السـياحـة، فـيمكن رصـدهـا مـن خـالل األرقـام الـتي يـعلنها اجملـلس الـعاملـي لـلسفر والسياحة. ففي عام ۲۰۰۰م، وعلى سبيل املثال كانت األرقام التي رصدها اجمللس كالتالي:

أن عدد الزيارات السياحية الدولية وصل إلى ٦۹۸ مليون زيارة. -أن اإلنفاق السياحي الدولي بلغ ٥۰۰ مليار دوالر أمريكي. -أن قـطاع السـياحـة وظـف نـحو ۱۹۲ مـليون شـخص عـلى مسـتوى الـعالـم، كـان مـنهم ۷۲ مـليون فـي صـناعـة -

السياحة نفسها، والباقي في الصناعات املساندة واملكملة لها. شــكلت عــائــدات قــطاع الســياحــة حــوالــي ثــلث قــيمة قــطاعــات اخلــدمــات فــي الــتجارة اخلــارجــية. أن قــطاع -

السياحة شكل تقريبا ۱۳٪ من الناجت اإلجمالي العاملي مما يجعله أكبر صناعة في العالم. أن الـــتوقـــعات املســـتقبلية لـــعام ۲۰۱۰م تشـــير إلـــى أن اإلنـــفاق الســـياحـــي الـــدولـــي ســـيصل إلـــى حـــوالـــي -

(۳.۹)تـريـليون دوالر أمـريـكي، وأن االسـتثمارات فـي قـطاع السـياحـة قـد تـصل إلـى مـا قـيمته (٤.۱)تـريـليون دوالر أمريكي.

ومـن اآلثـار االقـتصاديـة السـلبية للسـياحـة الـبطالـة والتضخـم وقـلة الـعمل فـي الـدول املـصدرة لـلسائـحني وذلـك -نتيجة ملوسمية السياحة وضعف االقتصاد احمللي لهجرة األموال في السياحة للخارج.

ومـن اآلثـار االقـتصاديـة اإليـجابـية حتـقيق الـتنمية االقـتصاديـة لـلدولـة الـتي تسـتقبل الـسائـحني، حـيث يـالحـظ -زيادة في دخلها القومي العام ومنو في احلرف والصناعات املتصلة بالسياحة.

مورد بيت املال من السياحة: للسـياحـة دور اقـتصادي كـبير لـلدول، وسـيركـز الـبحث عـلى الـدخـل املـالـي لـبيت املـال- وزارة املـالـية- وفـق مـا يـوافـق الشـريـعة اإلسـالمـية. فـالسـياحـة تـدر عـائـدات وفـيرة لـلدول. والـسؤال هـل كـل مـا تـأخـذه الـدول الـيوم يـوافـق الشـريـعة

اإلسالمية؟ أم ثمة كثير من املوارد السياحة املالية تدخل في دائرة احملظورات؟. أمثلة عن العائدات املالية السياحية في الدول املعاصرة:

ما تتقاضاه بعض الدول من أموال مباشرة لقاء تأشيرات الدخول بشكل مسبق، مثل (الفيزا) السياحية اليوم. ۱.

ما يأخذه موظفو اجلمارك على دخول األشخاص حلدود الدولة. ۲.

ما تأخذه الدول على دخول البضائع من التجار. ۳.

1 المرجع االلكتروني لوحدة السیاحة والضیافة.


االقتصاد



مـا يـعود لـصالـح بـيت املـال مـن االسـتثمارات السـياحـية الـعائـدة ملـلكية الـدولـة كـاآلثـار واملـتاحـف، والـنشاطـات ٤.السياحية كاملعارض واملهرجانات.

مـا يـعود لـبيت املـال مـن قـطع نـقد أجـنبية مـن خـالل مـا يـنفقه الـسائـحون ومـا يـقومـون بـه مـن عـمليات الـصرف ٥.النقدي املالي.

وتصنف املوارد املالية الشرعية التي تدخل إلى بيت املال عن طريق السياحة إلى قسمني: الـقسم األول: مـوارد االسـتثمار السـياحـي لـلملكية الـعامـة ومـلكية بـيت املـال شـرط أال يـدخـل فـي االسـتثمار مـا

يخالف الشرع من تقدمي اخلمر وانتهاك للمبادئ اخللقية الشرعية. القسم الثاني: موارد بيت املال من أشخاص السائحني، وهم على ثالثة أصناف:

الصنف األول السفراء والوفود: وهـؤالء ال يـؤخـذ مـنهم شـيء بـل يـكرمـون ويـعامـلون مـعامـلة الـضيف لـوصـية الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم: (أخـرجـوا .قـال اإلمـام الـنووي: هـذا أمـر مـنه صـلى اهلل 2املشـركـني مـن جـزيـرة الـعرب، وأجـيزوا الـوفـد بـنحو مـا كـنت أجـيزهـم) 1

عـليه وسـلم بـإجـازة الـوفـود وضـيافـتهم وإكـرامـهم تـطييبا لـنفوسـهم، وتـرغـيبا لـغيرهـم مـن املـؤلـفة قـلوبـهم ونـحوهـم وإعـانـة عـلى سـفرهـم. وقـال الـقاضـي عـياض: قـال الـعلماء سـواء كـان الـوفـد مسـلمني أو كـفارا، ألن الـكافـر إمنـا يـفد غـالـبا فـيما

. 3يتعلق مبصاحلنا ومصاحلهم

الصنف الثاني التجار: ويقسم هؤالء إلى ثالثة أصناف، تاجر مسلم، وتاجر ذمي، وتاجر حربي.

الـتاجـر املسـلم: لـلتاجـر املسـلم حـالـتني فـإمـا أن تـكون جتـارتـه أقـل مـن نـصاب الـزكـاة, فهـذه مـعفى عـنها وال شـيء ۱.عـليه وإمـا أن تـكون أمـوال الـتجارة مبـقدار الـزكـاة، فهـذه يـؤخـذ مـنها ۲.٥٪، ألنـها أمـوال بـاطـنه وقـد ظهـرت

فلها أحكام زكاة املال ويصرف وفق مصارف الزكاة. الـتاجـر الـذمـي: يـؤخـذ مـنه نـصف العشـر (٥٪) مـرة واحـدة لـبيت املـال وهـو مـا ذهـب إلـيه احلـنفية واملـالـكية ۲.

واحلـنابـلة إلـى أنـه يـجوز تعشـير الـذمـي إذا انـتقل بـتجارتـه مـن بـلد إقـامـته، واملـعتبر فـي ذلـك هـو األقـالـيم

1 أجیزوا الوفود: أي أعطوھم، والجائزة العطیة، وقیل أصلھ أن ناسا وفدوا على بعض الملوك وھو قائم على قنطرة فقال: أجیزوھم فصاروا

یعطون الرجل ویطلقونھ فیجوز على القنطرة متوجھا فسمیت عطیة من یقدم على الكبیر جائزة، وتستعمل أیضا في إعطاء الشاعر على مدحھ ونحو ذلك. وقولھ بنحو: ( ما كنت أجیزھم) أي بقریب منھ، وكانت جائزة الواحد على عھده صلى هللا علیھ وسلم وقیة من فضة وھي أربعون

درھما. فتح الباري البن حجر جـ8 ص135.2 البخاري كتاب الجھاد والسیر، في الصحیح باب جوائز الوفد جـ3 ص1111، ومسلم كتاب الوصیة، باب في إخراج الیھود من جزیرة العرب

جـ3 ص1258.3 شرح النووي على صحیح مسلم جـ11 ص 94.


االقتصاد



1اإلسـالمـية كـالـشام ومـصر... وضـابـط احلـنفية هـو مجـرد اخلـروج إلـى األمـاكـن الـتي حتـتاج إلـى تـأمـني احلـمايـة

، وذكـر ، ووافـق هـؤالء صـاحـب كـشاف الـقناع عـن مـذهـب الـشافـعية أن عـليه نـصف العشـر 3كـالـصحارى 2

الـشافـعي فـي األم: (إذا اجتـر الـذمـي فـي بـالد اإلسـالم إلـى أفـق مـن اآلفـاق فـي الـسنة مـرارا لـم يـؤخـذ مـنه إال مـرة . . وجاء في قول للشافعي أنه ال يلزمهم إال ما صوحلوا عليه وقت عقد الذمة 5واحدة 4

الـتاجـر احلـربـي: يـؤخـذ مـنه العشـر مـرة واحـدة (۱۰٪) أو أكـثر أو أقـل -مـعامـلة بـاملـثل- لـبيت املـال إال إذا تـبني ۳.6أن دولـة مسـلمة أخـذت مـنهم العشـر وذلـك وفـق رأي جـمهور الـفقهاء احلـنفية والـشافـعية وفـق مـا صـرح بـه

، ألنـه ملـا . وذهـب املـالـكية إلـى أنـه إن اخـتلفوا -أي تـرددوا- فـي الـسنة مـرارا يـؤخـذ مـنهم ، وأحـمد 9الـنووي 8 7

، واسـتثنوا مـن ذلـك الـطعام كـاحلـبوب وميـكن أن يـقاس عـليه مـا حتـتاجـه 10تـكرر نـفعهم تـكرر األخـذ مـنهم

األمة. واألصل في قضية اجلباية املالية من التجار السائحني:

مـا كـتب بـه أبـو مـوسـى األشـعري رضـي اهلل عـنه إلـى عـمر بـن اخلـطاب رضـي اهلل عـنه:( إن جتـارا مـن قـبلنا مـن املسـلمني يـأتـون أرض احلـرب فـيأخـذون مـنهم العشـر ) قـال فـكتب إلـيه عـمررضـي اهلل عـنه: ( خـذ أنـت مـنهم كـما يـأخـذون مـن جتـار املسـلمني، وخـذ مـن أهـل الـذمـة نـصف العشـر، ومـن املسـلمني مـن كـل أربـعني درهـما درهـما، ولـيس فـيما دون

. 11املائتني شيء، فإذا كان مائتني ففيها خمسة دراهم، وما زاد فبحسابه)

الـنتيجة لـلتجار الـسائـحني مـع جتـارتـهم: (املسـلم يـدفـع زكـاة واملـعاهـد يـدفـع نـصف العشـر أو وفـق عـقدالـصلح أو اتـفاقـات الشـراكـات الـتجاريـة بـني الـدول فـي زمـانـنا واحلـربـي يـؤخـذ مـنه العشـر مـع االحـتراز والـتحوط مـنه ومـن

جتارته).

1 االستذكار جـ 3 ص164ألبي عمر یوسف بن عبد هللا بن عبد البر النمري دار الكتب العلمیة – بیروت الطبعة األولى، 1421 – 2000 م.

المغني البن قدامة جـ9ص347، مكتبة القاھرة، 1388ھـ.2 المبسوط للسرخسي جـ2 ص199.

�3 منصور بن یونس بن إدریس البھوتي جـ 3 ص 138، دار الفكر بیروت- 1402ھـ.4 األم لمحمد بن إدریس الشافعي جـ 4ص281، دار المعرفة بیروت 1393ھـ ط2.

5 المجموع لإلمام النووي جـ19 ص400.6 الخراج ألبي یوسف ص140، المبسوط للسرخسي جـ2 ض199.

7 روضة الطالبین جـ10 ص320.8 المغني البن قدامة جـ 9 ص281.

9 كفایة الطالب ألبي الحسن المالكي جـ1 ص621.10 الثمر الداني على شرح رسالة القیرواني جـ1 ص334.

11 الخراج ألبي یوسف ص14.


االقتصاد



الصنف الثالث بقية السائحني: وهم من تبقى من أصناف الناس في مجال السياحة يقسمون وفق األصناف التالية:

املسـلم: وهـو مـعفى مـن أي جـبايـة عـند حـدود أي دولـة مسـلمة قـال تـعالـى: (إن هـذه أمـتكم أمـة واحـدة وأنـا ۱.ربـكم فـاعـبدون )[ األنـبياء: ۹۲]، وقـال تـعالـى (وإن هـذه أمـتكم أمـة واحـدة وأنـا ربـكم فـاتـقون) [املـؤمـنون: ۲۳]. ووجـه االسـتدالل بـاآليـتني أنـهما بـينتا أن األمـة اإلسـالمـية هـي واحـدة، فـال عـبرة بـالـفرقـة احلـاصـلة بـني أقـالـيم الـعالـم اإلسـالمـي إذ أنـها خـالف مـا كـانـت عـليه األمـة زمـن اخلـلفاء الـراشـديـن والـرعـيل األول لهـذه األمـة

وقرون كثيرة بعدهم. 1الـذمـي املـعاهـد املـواطـن فـي أي دولـة إسـالمـية: وهـؤالء يـعامـلون وفـق عهـدهـم وصـلحهم مـع احلـذر مـن أي ۲.

ظـلم لـهم قـال رسـول اهلل صـلى اهلل عـليه وسـلم: (أال مـن ظـلم مـعاهـدا وانـتقصه وكـلفه فـوق طـاقـته أو أخـذ مـنه . 2شيئا بغير طيب نفس منه فأنا حجيجه يوم القيامة )

الذمي غير احلربي: وهذا ترتب زيارته في زماننا وفق اتفاقات الدول فيما بينها. ۳.

احلـربـي: يـرى الـباحـث إلـى جـعل هـذا األخـذ مـن قـبيل السـياسـة الشـرعـية الـعائـدة لـولـي األمـر، ونـص الـشافـعية ٤.عـلى حـرمـة أخـذ شـيء مـن احلـربـي حـال االسـتئذان لـلضرورة حـيث بـينوا أنـه: ( ال ميـكن حـربـي مـن دخـول دار اإلسـالم مـن غـير حـاجـة، ألنـه ال يـؤمـن كـيده، ولـعله لـلتجسس أو شـراء سـالح، فـإن اسـتأذن فـي الـدخـول ألداء 3رسـالـة أو عـقد ذمـة أو هـدنـة أو حـمل مـيرة وللمسـلمني إلـيها حـاجـة جـاز اإلذن لـه مـن غـير عـوض، ألن فـي

ذلـك مـصلحة للمسـلمني، وإذا انـقضت حـاجـته لـم ميـكن مـن املـقام، فـإن دخـل مـن غـير ذمـة وال أمـان فـلإلمـام . 4أن يختار ما يراه من القتل واالسترقاق واملن والفداء)

5بقية الناس وميكن تأصيل األخذ منهم وفق اآلتي: ٥.

6إما مقابل احلماية واخلدمات التي ستوفر لهم( نفقات األمن والدفاع)، فإن لم تكن احلماية فال يؤخذ. -

1 الذمة: لغة العھد، ألن نقضھ یوجب الذم وسمي أھل الذمة ذمة لدخولھم في عھد المسلمین وأمانھم. عن لسان العرب جـ12 ص221 كذا النھایة في غریب الحدیث واألثر جـ2 ص168.

2 أخرجھ أبو داوود بإسناد حسن باب في تعشیر أھل الذمة جـ3 ص170. ا فتحوا متاعھم وجدوا بضاعتھم ردت إلیھم قالوا یا أبانا ما نبغي ھذه بضاعتنا ردت إلینا ونمیر أھلنا 3 المیرة ھي الطعام ومنھ قولھ تعالى (ولم

ونحفظ أخانا ونزداد كیل بعیر ذلك كیل) [ یوسف اآلیة 65] ینظر في لسان العرب جـ5 ص188، كذا غریب الحدیث للخطابي جـ3 ص139.4 المھذب جـ2 ص251.

5 أي لیس مسلما وال معاھدا موطنا وال حربیا.6 إن حمایة التجار تستحق األجرة لإلمام وذلك للحاجة إلیھا فیقاس علیھا األشخاص من باب أولى ألن حرمة النفس مقدمة على حرمة المال وقد

ساق السرخسي في المبسوط: (ثم المسلم حین أخرج مال التجارة إلى المفاوز، فقد احتاج إلى حمایة اإلمام، فیثبت لھ حق أخذ الزكاة منھ ألجل الحمایة، كما في السوائم یأخذ اإلمام الزكاة لحاجتھ إلى حمایتھ، وكما أن المسلم یحتاج إلى الحمایة فكذلك الذمي بل أكثر؛ ألن طمع اللصوص في

أموال أھل الذمة أكثر وأبین) المبسوط جـ2 ص199.


االقتصاد



وهـو إطـالق أخـذ - 2وإمـا عـلى اجلـزيـة وذلـك عـلى مـذهـب اإلمـام مـالـك املـبني عـلى حـديـث سـليمان بـن بـريـدة 1

اجلزية من عموم املشركني. ويرى الباحث إلى أن يكون مقدار األخذ إن أراد بيت املال كما يلي: إن أعـطي حـق اإلقـامـة لـسنة كـامـلة فـتؤخـذ مـنه قـيمة عـقد (اجلـزيـة) كـامـلة مبـقدار قـيمة أربـعة دنـانـير ذهـبية، والـعلة -

فـي عـدم اإلعـفاء هـنا أن مـن يسـيح مـنهم يـكون حـالـه الـغنى. إذ أن السـياحـة الـترفيهـية وهـي الـغالـبة ليسـت مـن الـضروريـات وال احلـاجـيات البشـريـة، بـل مـن قـبيل الـتمتع، إال إذا تـبني خـالف ذلـك فهـذا مـا تـرتـبه سـفارة الـدولـة

املسلمة لذلك السائح. وإن أعطي السائح حق اإلقامة لستة أشهر فيدفع قيمة دينارين. -وإن أعطي حق اإلقامة لثالثة أشهر فيدفع قيمة دينار واحد. -وإن أعطي حق الزيارة لشهر ونصف فيدفع قيمة نصف دينار. وهكذا حسب املدة... -

وأرى أيـضا أنـه مـا مـن مـانـع شـرعـي ألن يـدخـل هـذا األمـر- الـعائـد املـالـي- فـي السـياسـة الشـرعـية لـكل دولـة ألن تـصرف اإلمـام عـلى الـرعـية مـنوط بـاملـصلحة خـاصـة إذا عـرفـت الـدولـة أن اإلعـفاء املـالـي سـيرجـع بـعائـدات مـالـية كـبيرة تـساوي مـن حـيث الـنتيجة مـا مـضى مـن قـيم مـالـية بـل وأكـثر عـلى املـدى املـنظور وذلـك كتحـريـك األسـواق وتـشغيل شـركـات الـطيران والـفنادق واملـطاعـم وأمـاكـن اآلثـار وردف بـيت املـال بـالـعملة الـنقديـة الـعاملـية الـتي تــقوي بــيت املــال ورمبــا يــكون عــامــال كــبيرا فــي نشــر اإلســالم والــدعــوة إلــى اهلل بســلوك وصــدق حــال تــعامــل

املسلمني.

1 مواھب الجلیل في شرح مختصر خلیل جـ3ص381، شمس الدین أبو عبد هللا محمد بن محمد بن عبد الرحمن الطرابلسي المغربي،المعروف عیني المالكي. دار الفكر،الطبعة: الثالثة، 1412ھـ - 1992م. بالحطاب الر

2 أخرجھ مسلم كتاب الجھاد، باب تأمیر اإلمام األمراء جـ3 ص1357.


االقتصاد



Green Technology In The Context Of The Knowledge Economy

And Its Role In The Sustainable Development Process

Environmental issue considered themost contemporary issue in the recent period,wheretheclimatechangestakingplaceontheEarthcallforstrictandquickac6onbyallcountriesintheworld.Sothemakersofdevelopmentpoliciesinmostcountriesofthedevelopedworldbecametakesintoaccounttheenvironmentalaspectwhentheyput development policies, and the Sustainable development has also become themain objec6ve of the economies of those countries. Thismeans that the economicand social strategies are no longer concerned with issues such as growth andproduc6vity and income level only, but are also becoming concerned with theenvironmental impactsofeconomicac6vi6es inthecommunityandworktoachieveenvironmentalsustainabilityoftheeconomy.Theacen6ontotheenvironmentalproblemcoincidedwiththeriseofanewtypeofeconomy, based on the using, distribu6ng and producing knowledge by usinginforma6on and communica6on technology. This new style of economy-calledknowledgeeconomy.

Itcanbesaidthattheemergenceoftheknowledgeeconomywasinthesix6esofthetwen6eth century by the world economic FritzMachlup who noted an increasing1

propor6onofknowledgeintheAmericanna6onalbudgetasheworkedonthesocialbenefits of knowledge measurement in addi6on to the strong correla6on betweenknowledge and informa6on and communica6ons technology. The emergence of theknowledgeeconomyaccompaniedwith the informa6onrevolu6onand thedrama6cincreaseintheinnova6onsgrowthrate.

Wecandefinetheknowledgeeconomyas“anadvancedstageofdevelopmentofthepost-industrial economy, which is synonymous to the concept of the innova9veeconomy. As the main factor in the construc9on of development is knowledge and

Ibrahim Alnafrah BSTUUniversity

F. Machlup (1962), the Production and Distribution of Knowledge in the United States, Princeton: Princeton 1

University Press.


االقتصاد



human capital” . While green knowledge economy is “greening of the exis3ng1

economy throughproductandprocess innova3ons thatareused to tackle climatechange,reducegreenhousegasemissions,improveresourceefficiencyandconserveecosystemsandbiodiversity” .2

There was a belief that these high levels of growth in the level of technology willsupporttheeconomiesofthedevelopedcountries,thistechnologyhasachievedhighlevels of economic growth, and has also led to a rise in produc6vity. But with theemergence of the environmental problem and climate change on Earth, emerged amore serious ques6on, it is related to the achievement of this new technology forenvironmental sustainability in the knowledge socie6es. Therefore, a new issue hasemergedinresponsetothischallengeisinhowtoanswerthefollowingques6on:Howcanwemake this technology isenvironmentally friendlyorGreenTechnology?Henceappearedtheso-called"GreenTechnology".Whichisconsideredakeyfactorinreaching the green economy, which he United Na6ons defines it as “process ofreconfiguringbusinessesandinfrastructuretodeliverbeAerreturnsonnatural,humanand economic capital investments,while at the same9me reducinggreenhousegasemissions, extrac9ng and using less natural resources, crea9ng less waste andreducingsocialdispari9es" .3

Achieving to a green economy is part of the goal of sustainable development, andtherefore we need to environmental innova6ons, (Eco-innova+on). Which means“Innova9onswhichareabletoaAractgreenrentsonthemarket–theycreatevaluetouserswhileprogressivelyreducingnetenvironmentalimpacts” .4

These green innova6ons are the embodiment of green technology that reflects the“technologythatcancreateproducts,whichcanbefullyreclaimedorreused" .5

Greentechnologydesignedtoachievethefollowingobjec6ves :6

•Sustainability -mee6ngtheneedsof society inways thatcancon6nue indefinitelyinto the future without damaging or deple6ng natural resources. In short,mee6ng

IISD (2010). The Digital Economy and the Green Economy: Opportunities for strategic synergies, 1

International Institute for Sustainable Development. Retrieved October, 2010 The Green Knowledge Economy http://www.geoeconomics.com 2

UNEP. (2010). Green Economy Report: A Preview, United Nations Environment Program.3

Challenges and opportunities for ICT OECD workshop ICTs and Environmental Challenges Copenhagen 4

22-23 May 2008 Maj Munch Andersen A Feasibility Study on the Application of GREEN TECHNOLOGY FOR SUSTAINABLE AGRICULTURE 5

DEVELOPMENT: Assessing the policy impact in selected member countries of ESCAP-APCAEM, P18. http://www.green-technology.org/what.htm 6


االقتصاد

http://www.green-technology.org/what.htm


http://www.geoeconomics.com


presentneedswithoutcompromisingtheabilityof futuregenera6onstomeettheirownneeds.• Sourcereduc+on-reducingwasteandpollu6onbychangingpacernsofproduc6onandconsump6on.• Innova+on - developing alterna6ves to technologies - whether fossil fuel orchemical intensiveagriculture - thathavebeendemonstratedtodamagehealthandtheenvironment.• Viability-crea6ngacenterofeconomicac6vityaroundtechnologiesandproductsthat benefit the environment, Speeding their implementa6on and crea6ng newcareersthattrulyprotecttheplanet.

InEuropehasbeentheadop6onoftheagendaunderthe6tle(Europe2020)Includesdevelopment strategies gives EU countries the possibility to achieve environmentalsustainability and sustainable development. Agenda shows that applica6on greentechnologycancontributetoreduceenergyconsump6onin industrialprocessesand


االقتصاد



thedistribu6onofemissionsfromvehicles,monitorandcontrolbuilding…andothersasinthefollowingfigure .1

In another study conducted by the (Claudia GhiseJ and Francesco Quatraro) ,2

researchersfoundthatareaswithgreentechnologyarecharacterizedbysignificantlyimprovedenvironmentalperformance,andtheintroduc6onofgreentechnologyplaysanimportantandposi6veroleoneconomicperformance.Theapplica6onofgreentechnologywillhelptheeconomytogetthefollowingpointsofstrength :3

• Ability tomeetstrictproductspecifica+ons in foreignmarkets:Manufacturers indevelopingcountriestypicallyneedtomeetstricterenvironmentalrequirementsandspecifica6onstoexporttheirproductstoindustrializedcountriesthanviceversa.Theadop6onofgreentechnologiescanhelpexpor6ngcompaniestogainadvantageandmarketshareovercompe6tors.• Reduc+on of input costs: Green technology can improve produc6on efficiencythrough the reduc6on of input costs, energy costs and opera6ng andmaintenancecosts,whichcanimproveacompany’scompe66veposi6on.• Environmental image: Adop6ng green technology can improve a company’senvironmental reputa6on, which is crucial if other compe6tors and consumers arebecomingmoreenvironmentallyconscious.• Ability tomeet stricter environmental regula+ons in the future: Companies thatinvestingreentechnologyaremorelikelytobebecerequippedandreadyforstricterenvironmental regula6ons aswell as product specifica6ons that are expected to beimposedontheminthefuture.Fromtheabove,wefindthat theenvironmental situa6onneeds tobe improved,byusing green technology in the context of the process of transi6on towards aknowledgeeconomy.

Therefore,thereisagroupoftherequiredini6alac6onsundertakeninordertobuildaGreenknowledgeeconomy:

A Green Knowledge Society an ICT policy agenda to 2015 for Europe’s future knowledge society a study for 1

the Ministry of Enterprise, Energy and Communications, Government Offices of Sweden by SCF Associates Ltd Final Report 2009, P27. Claudia Ghisetti and Francesco Quatraro, Is green knowledge improving environmental productivity? 2

Sectoral Evidence from Italian Regions The SEEDS Work paper 2014 R. Luken and F. Van Rompaey, “Drivers for any barriers to environmentally sound technology adoption by 3

manufacturing plants in nine developing


االقتصاد



- Shared, sustainable procurement (e.g. broadband and local resource-basedsectors) .1

-Housingretrofit(linkedtosustainableconstruc6on).-Innova6onCentrefortheGreenEconomy.-Inves6nginnaturalcapital.-Crea6nggreenjobs.- increasingtheenablingeffectsof ICTsonthedevelopmentof thegreeneconomythroughimprovementsintheefficiencyofproduc6on,distribu6onandconsump6onofgoodsandservicesthroughouttheeconomyandsociety;byreducingdemandforenergy andmaterials through thewhole or par6al subs6tu6on of virtual productsand services for their physical equivalents; and through the dematerializa6on ofhumanac6vi6esand interac6ons.Thusthe largest influenceof ICT is likelytobe inenablingenergyefficienciesinothersectors .2

Conclusion:Intheendwecansaythatgreentechnologyinthecontextoftheknowledgeeconomyac6vi6es is crucial in achieving sustainabledevelopment inmodern socie6es. It alsoeffec6velycontributes toachievingenvironmental sustainability.This is reflectednotonly in the geographical area of the country concerned, but all over the world.Consequentlygreenknowledgeeconomycanbeconsideredanimportantopportunityfor theArabeconomies inorder to improvetheresultsofdevelopmentprocessandmeetglobalenvironmentalstandards.

References

-AFeasibilityStudyontheApplica6onOfGREENTECHNOLOGYFORSUSTAINABLEAGRICULTUREDEVELOPMENT:AssessingthepolicyimpactinselectedmembercountriesofESCAP-APCAEM,P18.-AGreenKnowledgeSocietyAnICTpolicyagendato2015forEurope’sfutureknowledgesocietyAstudyfortheMinistryofEnterprise,EnergyandCommunica6ons,GovernmentOfficesofSwedenbySCFAssociatesLtdFinalReport2009,P27.-Challengesandopportuni6esforICTOECDworkshopICTsandEnvironmentalChallengesCopenhagen22-23May2008MajMunchAndersen.-ClaudiaGhisevandFrancescoQuatraro,Isgreenknowledgeimprovingenvironmentalproduc6vity?SectoralEvidencefromItalianRegionsTheSEEDSWorkpaper2014.

The Green Knowledge Economy, A 21st Century Framework for Economic Development in the 1

Bournemouth, Dorset and Poole Sub-Region the UK Economic Development Conference 2009 7-8 October 2009 Professor Mark Hepworth. IISD (2010). The Digital Economy and the Green Economy: Opportunities for strategic synergies, 2

International Institute for Sustainable Development. Retrieved October, 2010


االقتصاد



F.Machlup(1962),TheProduc6onandDistribu6onofKnowledgeintheUnitedStates,Princeton:PrincetonUniversityPress.-IISD(2010).TheDigitalEconomyandtheGreenEconomy:Opportuni9esforstrategicsynergies,Interna6onalIns6tuteforSustainableDevelopment.RetrievedOctober,2010R.LukenandF.VanRompaey,“Driversforanybarrierstoenvironmentallysoundtechnologyadop6onbymanufacturingplantsinninedevelopingcountries”,JournalofCleanerProduc6on(2008),vol.16,No.1,pp.67-77.-TheGreenKnowledgeEconomyA21stCenturyFrameworkforEconomicDevelopmentintheBournemouth,DorsetandPooleSub-RegiontheUKEconomicDevelopmentConference20097-8October2009ProfessorMarkHepworth.-UNEP.(2010).GreenEconomyReport:APreview,UnitedNa6onsEnvironmentProgram.-hcp://www.green-technology.org/what.htm-TheGreenKnowledgeEconomyhcp://www.geoeconomics.com-hcp://www.green-technology.org/what.htm


االقتصاد

http://www.green-technology.org/what.htm

http://www.geoeconomics.com



دور الفاعلني والشركاء في إستراتيجية التنمية السياحية(حالة الجزائر)

إن املـساعـي الـتي تـبذلـها السـلطات الـعمومـية اجلـزائـريـة لـتنمية السـياحـة تهـدف أسـاسـا إلـى (تـثمني املـوارد واملـتاحـات الســياحــية)؛ لــتساهــم فــي حتســني الــتوازنــات االقــتصاديــة الــكلية (الــشغل، والــتنمية، واملــيزان الــتجاري واملــالــي، واالسـتثمار) وحتـريـك قـطاعـات الـنشاطـات األخـرى املـرتـبطة بـالـنشاطـات السـياحـية كـ(الـفالحـة والـصناعـة الـتقليديـة والـثقافـة والـنقل واخلـدمـات اخملـتلفة)، وكـذا (تسهـيل املـبادالت والـتواصـل االجـتماعـي؛ إمـا عـلى املسـتوى الـداخـلي أو

مع العالم اخلارجي). يـقابـل هـذا الـوعـي الـوطـني بـرهـانـات الـتنمية السـياحـية كـ(مـحور لـتنمية اقـتصاديـة واجـتماعـية) واقـع ال يـشجع عـلى

حتقيق هذه الغاية، واقع أشارت إليه العديد من الدراسات التي تناولت القطاع السياحي في اجلزائر. انـطالقـا مـن هـذه املـتناقـضات فـإن اإلشـكال الـتي يـعرض هـو: مـا الـدور املـنوط بـالـفاعـلني والشـركـاء فـي اإلسـتراتـيجية

الوطنية لتنمية السياحة في اجلزائر؟ وسيتم تفصيلها في جزأين هما: * ما واقع قطاع السياحة في اجلزائر؟

* ما دور الفاعلني في القطاع والشركاء في اإلستراتيجية املعتمدة لتنمية السياحة؟ أوال: السياحة وسيلة إستراتيجية للتنمية االقتصادية

تـعتبر السـياحـة أحـد الـقطاعـات احلـيويـة؛ مـن خـالل مـساهـمتها فـي تـنمية االقـتصاد، وإن هـذا الـقطاع قـادر عـلى جـلب الـعديـد مـن املـداخـيل بـالـعملة الـصعبة، واملـساهـمة فـي تـوفـير مـناصـب شـغل مـتنوعـة، بـاإلضـافـة إلـى (تـرقـية وتـطويـر)

العديد من املناطق، وعليه فهي متثل (احلجر األساس) للعديد من الدول. تعريف السياحة: لقد مر مفهوم السياحة بالعديد من املراحل؛ فهناك من عرفها من اجلانب االقتصادي، وآخرون

عرفوها من اجلانب االجتماعي، بينما ركز البعض على اجلانب (الثقافي والتعليمي) للسياحة. أما تعريف املنظمة العاملية للسياحة فقد ارتكز على مفهومني(1):

الـسائـح: كـل شـخص يـقوم بـزيـارة بـلد آخـر، ويـقيم فـيه ۲٤ سـاعـة عـلى األقـل؛ بهـدف (الـترفـيه، الـراحـة، قـضاء •العطل، أو زيارة األقارب).

د. بن زكورة العونية جامعة مصطفى اسطنبولي - الجزائر


االقتصاد



املـتجول املـتنزه: كـل شـخص يـقوم بـزيـارة مـكان مـا يـكون خـارج إقـامـته املـعتادة ملـدة ال تـتجاوز ۲٤ سـاعـة عـلى •األكثر.

وعـرفـها األملـانـي "جـويـبر فـرويـلر" عـام ۱۹۰٥(2) بـأنـها: (ظـاهـرة مـن ظـواهـر عـصرنـا تـنبثق مـن احلـاجـة املـتزايـدة لـلراحـة وتـغيير الـهواء وإلـى مـولـد اإلحـساس بجـمال الـطبيعة، ومنـو هـذا اإلحـساس، والـشعور بـالـبهجة واملـتعة واإلقـامـة فـي مـناطـق -، وهـي االتـصاالت لـها طـبيعتها اخلـاصـة، وأيـضا منـو االتـصاالت -وخـاصـة بـني الـشعوب وأوسـاط مـختلفة مـن اإلنـسانـية

التي كانت ثمرة اتساع نطاق (التجارة والصناعة) وثمرة تقدم وسائل النقل. وعـرفـها الـنمساوي "شـولـيرن شـراتـنهومـن" عـام ۱۹۱۰(3) بـأنـها: االصـطالح الـذي يـطلق عـلى أي عـمليات- خـصوصـا

العمليات االقتصادية التي تتعلق بـ(وفود وإقامة وانتشار) األجانب (داخل وخارج) منطقة معينة. أما اجلزائر فقد تبنت تعريف املنظمة العاملية للسياحة مع إضافة بعض املفاهيم إليه مثل(4):

الدخول: كل مسافر عبر احلدود ودخل التراب الوطني خارج مساحة العبور يعتبر داخال. •: كـل شـخص دخـل الـتراب الـوطـني -بـغض الـنظر عـن دوافـع دخـولـه ومـهما كـانـت جنسـيته- بـاسـتثناء • املـسافـر

اجلـوالـني فـي رحـلة بحـريـة (هـم األشـخاص الـذيـن يـدخـلون الـتراب الـوطـني فـي سـفينة ميـكثون فـيها ويـغادرون فيها).

الزائر: كل شخص دخل احلدود دون ممارسة أي مهنة بأجر ودون اإلقامة في البلد (يضم السائح واجلوال) •السائح: كل شخص عبر احلدود لفترة محدودة ۲٤ ساعة على األقل للدواعي املذكورة سالفا. •

مـكانـة السـياحـة فـي االقـتصاد: حتـتل السـياحـة مـكانـة لـها أهـميتها فـي اقـتصاديـات الـدول؛ مـن حـيث مـا /تـدره/ مـن املـداخـيل الـناجـمة عـن اإلنـفاق السـياحـي؛ واملـتمثلة فـي شـراء مـختلف السـلع واخلـدمـات السـياحـية مـن (إقـامـة ونـقل)

وغيرها. يـتمثل اإلنـفاق السـياحـي فـي حتـويـل األمـوال مـن السـياح إلـى الـبلدان املسـتقبلة لـهم؛ ممـا يـدفـع بهـذه األخـيرة إلـى تـطويـر

املنتجات السياحية؛ وذلك باالعتماد على ترقية القطاعات املرتبطة بها(5): ة أو جـويـة أو بحـريـة)؛ ممـا يـزيـد مـن مـداخـيل قـطاع الـنقل: كـونـها تـساهـم فـي تنشـيط حـركـة الـتنقل سـواء كـانـت(بـريـ

هذا القطاع، ويسمح له بعملية (التوسع واالستثمار) بشكل أكثر جودة جللب السياح. قــطاع الــتجارة: كــونــها تــساهــم فــي تــرقــيته بــالــبحث عــن ســبل حتســني (املــنتجات والــبضائــع) الــتي يــجب تــوفــيرهــا

للسائح. قـطاع الـصحة: كـونـها تـعمل عـلى تـوفـير الـعديـد مـن مـناصـب الـشغل- ال سـيما فـي (احلـمامـات املـعدنـية، أمـاكـن الـراحـة

واالستجمام)- وغيرها.


االقتصاد



قـطاع الـصناعـة الـتقليديـة: كـونـها تـعمل عـلى تنشـيط مـجال احلـرف (الـيدويـة والـتقليديـة) بـالـنظر إلـى طـلب السـياح لهذا النوع من املنتجات.

قـطاع الـفالحـة والـصناعـة: كـونـها تـساهـم فـي تـطويـر مـنتجات الـبلد املـضيف- سـواء كـانـت (صـناعـية أو فـالحـية) بهدف إرضاء رغبات السياح.

دور السـياحـة فـي الـتنمية االقـتصاديـة: تـلعب السـياحـة دورا كـبيرا فـي الـتنمية االقـتصاديـة؛ بـاعـتبارهـا مـصدرا مـهما لـدخـول الـعملة الـصعبة لـلبلد مـن جـهة، واملـساهـمة فـي تـخفيض الـبطالـة، وتـرقـية الـقطاعـات االقـتصاديـة املـرتـبطة بـها

مثل (النقل، الصناعة التقليدية) وغيرها، باإلضافة إلى (تطوير وترقية) املناطق السياحية من جهة أخرى. إن أهـمية السـياحـة االقـتصاديـة تـرتـكز عـلى كـونـها مـوردا مـهما لـلنقد األجـنبي، زيـادة عـلى أنـها (تـساهـم فـي تنشـيط الـعديـد مـن الـقطاعـات االقـتصاديـة) الـتي تخـدم بـصفة غـير مـباشـرة الـسائـح؛ فهـي تـعمل عـلى (تنشـيط االسـتثمار) مبـختلف أشـكالـه سـواء كـان فـي جـانـب خـلق الـفضاءات السـياحـية ( أمـاكـن اإليـواء والـترفـيه)، أو فـي جـانـب (تهـيئة الـطرق، تـطويـر الـصناعـات) مبـختلف أنـواعـها لـالسـتجابـة إلـى رغـبات السـياح؛ ممـا يـسمح بـإيـجاد مـناصـب الـشغل واحلـد

من البطالة. بناءا عليه فإن األهمية االقتصادية للسياحة تكمن في كون(6):

السياحة مصدرا من مصادر العملة الصعبة في ميزان املدفوعات. •السـياحـة مـصدرا مـهما إليـجاد مـناصـب الـشغل- سـواء فـي (املـؤسـسات السـياحـية أو فـي الـقطاعـات األخـرى) •

كـ(النقل، احلرف التقليدية، الثقافية )وغيرها. السياحة مصدرا لترقية البنية التحتية؛ من (طرق، ومطارات، موانئ األماكن الترفيهية) وغيرها. •السـياحـة مـصدرا الرتـفاع األسـعار نـتيجة تنشـيط حـركـة اإلنـتاج واالسـتهالك، وحتـسن مسـتوى املـعيشة؛ وبـالـتالـي •

زيادة الطلب، ومن ثم ارتفاع األسعار. السـياحـة مـصدر لـترقـية االسـتثمار- سـواء فـي (الـبنية الـتحتية)، أو فـي (مـجال الهـياكـل السـياحـية) السـتقبال •

السياح. ثانيا: ما واقع قطاع السياحة في اجلزائر؟

ال ميـكن احلـديـث عـن مشـروع اسـتحداث إسـتراتـيجية تـنمويـة دون تـشخيص لـوضـعية الـقطاع والـوقـوف عـند مسـتوى أدائـه (االقـتصادي واالجـتماعـي) ورفـع الـغطاء عـن نـقاط الـضعف فـيه ونـقاط الـقوة عـن طـريـق حتـليل لـلمعطيات وقـراءة لــلصورة احلــقيقية لــلقطاع مــن خــالل ردود األفــعال الــصادرة عــن (املســتهلكني واملــوزعــني) لــلمنتجات الســياحــية

الوطنية.


االقتصاد



ر أي دولـة عـلى (مـتاحـات سـياحـية ۱- نـقاط الـقوة: تـتمحور نـقاط اإلسـتراتـيجية الـتنمويـة للسـياحـة فـي وجـوب تـوفـ) يسـتقطب اهـتمام الـزوار، زيـادة عـلى متـكن الـدولـة مـن حتـقيق مسـتوى منـو فـي اجلـانـب االجـتماعـي، هـذا ومـوقـع مـتميز

دون أن ننسى امتالكها جملموعة من الهياكل( املادية والقاعدية) التي تسمح بتطوير القطاع السياحي(7). أ- املتاحات السياحية: ترتكز املتاحات السياحية التي متتلكها اجلزائر في ما يلي:

تـتوفـر اجلـزائـر عـلى واجـهة بحـريـة بـشواطـئ شـاسـعة -وفـي أغـلب األحـيان عـذراء غـير مسـتغلة-، تـشكل أوعـية ▪عقارية، باإلضافة إلى املناطق اجلبلية (الساحلية والداخلية).

تـراث أركـيولـوجـي وتـاريـخي مـهم يشهـد عـلى احلـضارات املـتعاقـبة عـلى اجلـزائـر، وأشهـرهـا (احلـضارة الـرومـانـية)؛ ▪حــيث تــعتبر اجلــزائــر األولــى فــي حــوض البحــر األبــيض املــتوســط مــن حــيث (عــدد املــواقــع الــرومــانــية، واحلــضارة الـبيزنـطية واحلـضارة الـعربـية اإلسـالمـية والـعثمانـية ومـعاقـل املـقاومـة الـشعبية وحـرب التحـريـر الـوطـني). كـما تـتوفـر اجلـزائـر عـلى مـواقـع (لـلبحث والـكشف) ملـا قـبل الـتاريـخ؛ مـثل مـواقـع الـديـناسـورات بـالـنعامـة، ورجـل األطـلس

"رجل تيغنيف" مبعسكر. أكـثر مـن ۲۰۰ مـنبع لـلمياه احلـمويـة مـوزعـة عـلى كـامـل الـتراب الـوطـني؛ مـنها مـنابـع ذات أهـمية وطـنية مـن حـيث ▪

(النسب العالية لتدفق املياه، واملكونات الفيزيائية الكيمياوية، واخلصوصيات العالجية للمياه). اجلـنوب اجلـزائـري أو "الصحـراء الـكبرى" الـذي يـتميز بـتنوع بـيئي خـاص؛ والـذي يـشكل مـصدر مـنتجات سـياحـية ▪

ال مـــنافـــس لـــها؛ مـــثل (الـــهقار، والـــطاســـيلي، ومـــنطقة الـــقورارة (تـــيميمون)، واملـــزاب، والـــتوات، والـــساورة، والواحات (وسط الصحراء) إلخ.

التنوع الثقافي للمجتمع اجلزائري، وتنوع العادات والتقاليد واألعياد احمللية الذي يضفي عليه(كرم الضيافة). ▪ب- الـوضـع االجـتماعـي الـعام: إن الـنمو االقـتصادي الـذي سجـلته اجلـزائـر مـنذ العشـريـة األخـيرة والـناجـم عـن ارتـفاع املــوارد املــالــية واالنــتعاش االقــتصادي جنــم عــنه نــتائــج إيــجابــية تــتمثل فــي ارتــفاع الــقدرة الشــرائــية لــلمواطــن، وحتــسن املســتوى املعيشــي؛ ومــنه ارتــفاع الــطلب عــلى (الــترفــيه والســياحــة). كــما أصــبحت الــعائــلة اجلــزائــريــة تهــتم بــنوعــية

اخلدمات السياحية املقدمة؛ والتي يشترط فيها احترام القواعد البيئية. ج- الهـياكـل املـاديـة والـقاعـديـة: تشهـد اجلـزائـر قـفزة (نـوعـية وكـمية) مـن حـيث املـشاريـع الـكبرى املنجـزة أو الـتي فـي ــة- تـــلك املسجـــلة ضـــمن اخملـــطط اخلـــماســـي طـــور اإلجنـــاز؛ وذلـــك فـــي إطـــار مـــختلف الـــبرامـــج الـــتنمويـــة- وبـــخاصـ(۲۰۰۱-۲۰۰٤ )م واخملـطط اخلـماسـي (۲۰۰٥-۲۰۰۹)م، واخملـطط اخلـماسـي(۲۰۱۰-۲۰۱٤)م وبـرامـج تـطويـر

اجلنوب والهضاب العليا. تتمثل هذه املشاريع في:


االقتصاد



إجنـاز الـطرقـات؛ مـثل (مشـروع الـطريـق السـيار شـرق غـرب، ومشـروع طـريـق الـشاطـئ شـرق غـرب، ومشـروع طـريـق ▪الـهضاب الـعليا، وحتـديـث خـطوط الـنقل بـالـسكك احلـديـديـة، وإجنـاز وحتـديـث املـطارات "الـداخـلية والـدولـية

واملوانئ"، وحتسني وتنويع النقل احلضري باملدن الكبرى). مـشاريـع خـاصـة بـالـري مـن (بـناء السـدود الـكبرى واحلـواجـز املـائـية، وجـلب املـياه وتخـزيـنها، ومحـطات التحـلية، ▪

واستغالل املياه اجلوفية في اجلنوب، وتزويد الهضاب العليا من الشمال ومن اجلنوب)، مشاريع تخص إجناز محطات لتوليد الطاقة الكهربائية؛ والتي جاوزت ۹۰٪ في العديد من املناطق، ▪مشاريع تهدف إلى توفير خدمات االنترنيت في كل التراب الوطني، وتعزيز شبكة االتصال الهاتفي. ▪

د- املوقع اجلغرافي املميز: الذي يساهم في توفر شرطني مهمني في سياسة التسويق السياحي وهما: - بـخاصـة الـقرب مـن قـارة أوروبـة- الـتي تـعتبر عـبر الـسنني املـوفـد ▪ املـوقـع الـقريـب مـن األسـواق املـوفـدة للسـياح

الـرئـيس للسـياح إلـى اجلـزائـر؛ حـيث ميـكن تـركـيب مـنتجات سـياحـية قـصيرة املـدة (نـهايـات األسـبوع – اإلجـازات القصيرة واألعياد)،

الـتنوع الـبيئي الـذي تـتميز بـه اجلـزائـر مـن (الـشمال إلـى اجلـنوب)؛ حـيث املـناطـق الـساحـلية ذات املـناخ املـعتدل ▪واملـناطـق اجلـبلية الـباردة والـتي تـكسوهـا الـثلوج فـي فـصل الشـتاء والـهضاب الـعليا واجلـنوب الـكبير. هـذا الـتنوع ر عـلى مـردود الـقطاع. فـيمكن االعـتماد عـلى مـواسـم يـرفـع عـن السـياحـة اجلـزائـريـة عـامـل الـفصلية الـذي يـؤثـسـياحـية مـتميزة؛ مـثل (مـوسـم االصـطياف، ومـوسـم السـياحـة الصحـراويـة، واملـوسـم الشـتوي، ومـواسـم لـألعـياد

احمللية ذات الطابع "الديني أو االقتصادي"). ۲- نـقاط الـضعف: إن املـتتبع لـلفعل السـياحـي فـي اجلـزائـر يـالحـظ -دون عـناء- الـوضـعية املـترديـة الـتي آل إلـيها قـطاع ) إلـى جـانـب السـياحـة فـي اجلـزائـر بـالـرغـم مـن اجملـهودات املـبذولـة لـلنهوض بـه لـلعب دوره (االقـتصادي واالجـتماعـي

قطاعات النشاطات األخرى. وتبرز نقاط الضعف في(8): أ- املـالحـظات املـباشـرة: ويـتعلق األمـر هـنا مبـا ميـكن مـالحـظته فـي املـؤسـسات الـفندقـية مـن (سـوء تسـيير وعـدم الـقدرة

على التواصل)؛ وذلك راجع للمستوى املتردي للعاملني بهذا اجملال وضعف مؤهالتهم. سات الـفندقـية: فـالـعرض الـفندقـي يـعانـي مـن نـقص فـادح فـي قـدرات ▪ ضـعف اخلـدمـات عـلى مسـتوى املـؤسـ

اإليـواء (التجهـيزات الـفندقـية واإلطـعام "املـطاعـم املـصنفة" ذات الـنوعـية اجلـيدة واملـتميزة الـتي تـتطابـق مـع املـعايـير الـدولـية. يـالحـظ فـي هـذا الـشأن أن ۱۰٪ فـقط مـن املـؤسـسات الـفندقـية تسـتجيب لـلمعايـير الـدولـية ونسـبة كـبيرة مــن (احلــظيرة الــفندقــية الــوطــنية) تــعرض خــدمــات بــأســعار مــرتــفعة - ليســت فــي مــتناول املســتهلك املــقيم-،


االقتصاد



مـقارنـة مـع األسـعار الـتي تـعرضـها املـؤسـسات الـفندقـية فـي دول اجلـوار الـتي يـفضلها املـواطـن اجلـزائـري فـي الـوقـت الراهن، تعاني من نقص في نوعية اخلدمات بها كما تتطلب هذه الفنادق (عمليات إعادة تهيئة واسعة).

: حـيث ▪ عـدم الـتحكم فـي الـتقنيات اجلـديـدة الـتي تـسمح بـاسـتكشاف الـسوق مـن قـبل السـياح واملـتعامـلنييـالحـظ عـدم متـكن املـتعامـلني مـن تـقنيات الـسوق الـدولـية الـتي تشهـد تـطورا مسـتمرا ودائـما، كـما يـنعدم لـديـهم منـط التسـيير اإللـكترونـي لـألسـفار الـذي أصـبح الـوسـيلة الـوحـيدة والـتي حتـقق جنـاعـة تـامـة، ويـعود ذلـك إلـى عـدم

الرغبة في (مواكبة املستجدات، وانعدام سياسة تكوين املستخدمني). ضــعف املــؤهــالت املــهنية لــدى املســتخدمــني: وذلــك فــي مــجال (االســتقبال، الــتوجــيه، الــفندقــة واإلطــعام ▪

والـصيانـة). كـما يـتميز الـقطاع بـنقص فـي عـدد املـؤسـسات الـتكويـنية املـتخصصة. أمـا املـؤسـسات الـتكويـنية املـعروفـة عـلى الـساحـة الـوطـنية؛ فـإن بـرامـجها لـم تـعد قـادرة عـلى مـسايـرة احـتياجـات الـتكويـن الـتي يـجب أن

تساير العرض السياحي املتميز. ضـعف خـدمـات الـنقل بـأشـكالـه (اجلـوي والـبري) وبـالـسكك احلـديـديـة: وعـدم الـقدرة عـلى تـوفـير وسـائـل ▪

)؛ وبـخاصـة الـنقل اجلـوي الـذي يـتميز بـغالء األسـعار املـطبقة عـلى اخلـطوط وظـروف نـقل مـناسـبة (نـوعـا وكـما(الـداخـلية والـدولـية)، كـما يـتميز الـنقل اجلـوي بـضعف فـي (تـغطية اجلـنوب السـياحـي، وسـوء تسـيير الـرحـالت

الداخلية باجتاه اجلنوب، وربط التوقيت مع وصول الرحالت القادمة من اخلارج). ضـعف اسـتعمال الـتكنولـوجـيات احلـديـثة لـإلعـالم واالتـصال فـي اجملـال السـياحـي: حـيث ال يـوجـد مـواقـع ▪

انـترنـيت بـالـعدد الـكافـي -سـواء لـتعريـف وعـرض املـنتجات السـياحـية، أو لـتقدمي صـورة اجلـزائـر السـياحـية. فـي هـذا الصدد نشير إلى أن ۹۰٪ من السياح (يتعرفون أو يحجزون) سفرياتهم وإقامتهم عن طريق مواقع االنترنيت.

ب- املالحظات الكلية: أما األسباب التي أدت إلى هذه الوضعية فيمكن حصرها فيما يلي: عـدم وجـود رؤى لـلمنتجات السـياحـية اجلـزائـريـة: ويتجـلى ذلـك بـوضـوح فـي (عـدم االهـتمام بـاملـواقـع السـياحـية ▪

الـطبيعية والـتاريـخية، وغـياب سـياسـة وطـنية لـتثمينها وحـمايـتها مـن الـتلف واالنـدثـار). كـما يتجـلى فـي غـياب مـنتجات سـياحـية ممـيزة ميـكن أن جتـلب السـياح، وتـكون مـوضـوع اهـتمام (املـنتجني واملـسوقـني) السـياحـيني

(الوطنيني واألجانب). أمنـاط تسـيير ال تـتماشـى والتسـيير احلـديـث للسـياحـة فـي الـعالـم؛ حـيث ال يـوجـد أي جـهاز لـتقييم ومـتابـعة ▪

التطور على املستويني (الوطني والدولي). النقص الفادح في تسويق صورة الوجهة السياحية اجلزائرية، ▪


االقتصاد



خـدمـات بـنكية ومـالـية ال تـواكـب الـواقـع السـياحـي احلـديـث املـبني عـلى االسـتثمار املسـتمر فـي الـوسـائـل املـاديـة ▪والبشـريـة؛ حـيث ال يـوجـد حـتى اآلن وسـائـل لـلدفـع اإللـكترونـي منتشـرة عـلى مسـتوى الـبنوك وعـلى مسـتوى

املؤسسات (السياحية والتجارية). هـذه الـوضـعية والـتي يـجب الـقول إنـها ليسـت عـضويـة تـؤثـر مـباشـرة عـلى مـردود الـقطاع -خـاصـة مـن الـعملة الـصعبة-

وبالتالي يكون لها انعكاسات سلبية على االقتصاد الوطني. ضعف مساهمة قطاع السياحة في الناجت الداخلي اخلام، ▪انـخفاض نسـبة الـتوافـد السـياحـي عـلى اجلـزائـر الـذي بـلغ سـنة ۲۰۰٦ م نسـبة ۱٪ مـن مجـموع الـتوافـد عـلى دول ▪

البحر األبيض املتوسط. ا يـعتبر هـدرا لـلعملة الـصعبة ▪ ارتـفاع الـتنقل إلـى اخلـارج لـلمواطـنني لـتلبية حـاجـيات (الـترفـيه والسـياحـة)؛ ممـ

والستهالك املواد الغذائية ومنتجات الصناعة التقليدية غير الوطنية. النشاطات العشوائية والتي ال حتترم في الكثير من احلاالت املعايير البيئية. ▪

ثالثا: الدور التفاعلي للسلطات العمومية املركزية واحمللية مع الفاعلني والشركاء ضمن إستراتيجية التنمية السياحية

تـعتمد اإلسـتراتـيجية الـوطـنية لـلتنمية السـياحـية فـي اجلـزائـر عـلى مـحاور أسـاسـية؛ والـتي تـقوم وفـق اخملـطط الـتوجيهـي للتهيئة السياحية ضمن خمس آليات هي(9):

مخطط الوجهة اجلزائرية، ▪ األقطاب السياحية لالمتياز، ▪ مخطط جودة السياحية، ▪مخطط الشراكة للقطاعني (العام واخلاص)، ▪ مخطط التمويل. ▪

مـن أجـل حتـقيق ديـنامـيكية تهـدف إلـى بـروز مـنتج سـياحـي جـزائـري يـتالءم و(رغـبات وطـموحـات) الـسائـح املـقيم وغـير املـقيم وفـق املـعايـير الـدولـية الـتي تـسمح بـدخـول األسـواق الـعاملـية، يـقترح فـي هـذه الـدراسـة آلـيات لـلعمل الـتفاعـلي بـني

السلطات العمومية املركزية واحمللية والفاعلني والشركاء في احلقل السياحي. بناء على هذا ال بد من التعرف على من هم الفاعلون األساسيون في النشاط السياحي في اجلزائر:


االقتصاد



يـتعلق األمـر بـاجلـهات الـتي تـساهـم بـشكل مـباشـر فـي فـعالـية املـنتج السـياحـي اجلـزائـري أو فـي صـورة اجلـزائـر السـياحـية. وهـي الـعناصـر الـتي تـضمن جنـاح إسـتراتـيجية الـتنمية السـياحـية شـريـطة أن تـقوم السـلطات الـعمومـية املـركـزيـة واحملـلية

بالدور املنوط بها وتضم: عــناصــر الــتسويــق الــتجاري أو تــسويــق صــورة اجلــزائــر الســياحــية، ويــقصد بــهم (وكــالء الســياحــة واألســفار، ▪

الناقلون، املرشدون السياحيون، الصحافيون اخملتصون، وصانعو الرأي). املستثمرين في قطاع السياحة وأصحاب املشاريع املبدعة، ▪مهنيي الفندقة واإلطعام والترفيه، ▪السياح واألسواق السياحية، ▪املواطن واجلماعات احمللية. ▪

قـبل كـل شـيء يـجب الـتأكـيد عـلى أن دور السـلطات الـعمومـية املـركـزيـة أوال، ثـم السـلطات احملـلية ثـانـيا فـي حتـريـك النشاط السياحي؛ وذلك بوضع اآلليات (القانونية والعملية) التي تساهم في توفير اجلو املالئم لنشاط املتعاملني.

يـعتمد هـذا عـلى إيـجاد الـديـنامـيكية الـالزمـة لتنسـيق جـهود األطـراف كـافـة داخـل الـقطاع السـياحـي وبـني قـطاعـات الـنشاط األخـرى كـافـة فـي إطـار الـعمل احلـكومـي مـن جـهة، وتـطبيق الـعمليات املـبرمـجة فـي اخملـطط الـوطـني لتهـيئة

اإلقليم من جهة أخرى. يهـدف اخملـطط الـوطـني لتهـيئة اإلقـليم إلـى تهـيئة الشـروط األسـاسـية لـترقـية السـياحـة بـشكل غـير مـباشـر؛ مـن حـيث تـوفـير (الهـياكـل الـقاعـديـة والـضروريـات األسـاسـية) لـكل مـن (اإلقـامـة والـتنقل واالتـصال واألمـن الـصحي والـغذائـي) الـتي

يحتاج إليها السائح والتي هي في الوقت نفسه املعيار األساس في اختيار الوجهة السياحية. ۱- عناصر التسويق التجاري أو تسويق صورة اجلزائر السياحية:

يـعتبر هـؤالء سـفراء (جتـاريـني وإعـالمـيني) لـلنشاط السـياحـي؛ لـذلـك يـجب مـنحهم فـرصـة ألداء مـهامـهم بـشكل مـهني فعال. وهم:

وكـالء السـياحـة واألسـفار: إن نـشاط وكـاالت السـياحـة واألسـفار يـتسم بـانـعدام املـهنية، ويـقتصر عـملها فـي ▪أغـلب األحـيان فـي (بـيع تـذاكـر الـسفر اجلـوي، وتـنظيم رحـالت إلـى الـبقاع املـقدسـة) فـي مـنتج الـعمرة، بـالـرغـم

من تعديل النصوص التشريعية للفصل بني (السياحة املستقبلة للسياح والسياحة الوافدة للسياح). الـناقـلون: إن ضـعف شـبكات الـنقل بـأشـكالـه، وتـأخـر الـرحـالت، وعـدم تـناسـق الـوصـول الـدولـي مـع انـطالق ▪

الـرحـالت الـداخـلية يـؤثـر سـلبا عـلى املـنتج السـياحـي عـلما أن نـتائـجه وخـيمة عـلى املـتعامـلني وعـلى السـياح عـلى حد سواء.


االقتصاد



املـرشـدون السـياحـيون: إن مـهنة (املـرشـد أو الـدلـيل) السـياحـي غـير مـعروفـة، وال يهـتم بـدورهـا فـي (اإلعـالم ▪والـتعريـف) بـاملـواقـع السـياحـية اخملـتلفة؛ فـبالـرغـم مـن صـدور الـتنظيمات التشـريـعية الـتي تـنظم نـشاط املـرشـديـن

السياحيني؛ إال أن اإلقبال عليها يبقى شبه منعدم. الـصحافـة املـتخصصة: تـشجيع الـصحافـة الـوطـنية عـلى إيـجاد نشـريـات إعـالمـية خـاصـة حـول السـياحـة فـي اجلـزائـر، ▪

وكذا وضع قناة متخصصة على األقمار االصطناعية باللغات املتداولة عامليا. املـمثليات الـدبـلومـاسـية فـي اخلـارج: إعـطاء صـالحـيات أوسـع ملـصالـح املـمثليات فـي اخلـارج لـتقوم بـدور فـي ▪

مجال الترويج لصورة اجلزائر السياحية. ۲- املسـتثمرون فـي قـطاع السـياحـة: بهـدف حتـقيق جنـاعـة أفـضل لـدور أصـحاب املـشاريـع الـفندقـية والسـياحـية يـجب

على السلطات العمومية إظهار إرادتها السياسية لدعم االستثمار السياحي وذلك من خالل توفير: الــعقار الســياحــي: الــذي ميــثل حــلقة مــهمة فــي ســلسلة االســتثمار الســياحــي؛ حــيث يــقع عــلى عــاتــق الــدولــة ▪

(تـوفـير األراضـي السـتقبال املـشاريـع السـياحـية) بـاسـتعمال األدوات الـقانـونـية للتهـيئة عـلى املسـتوى احملـلي، وعن طريق (تخصيص مناطق للتوسع السياحي).

: تـسمح بـاسـتقبال املـشاريـع السـياحـية ومـا يـرافـقها مـن (جتهـيزات ريـاضـية وتـرفيهـية ▪ مـناطـق الـتوسـع السـياحـيوجتـاريـة). تـتوفـر اجلـزائـر عـلى عـدد كـبير مـن مـناطـق لـلتوسـع السـياحـي يـقارب املـائـتني (۲۰۰)؛ إال أن املـلحوظ

أن أغلب هذه املناطق مت االعتداء عليها وأخرى لم يبق لها أثر(10). اخملـططات الـتوجيهـية للتهـيئة والـعمران لـلبلديـات: يـجب عـلى مـصالـح الـتعمير عـلى املسـتوى احملـلي (الـواليـة–▪

الـبلديـة) دراسـة إمـكان تـخصيص قـطع مـن األراضـي السـتقبال املـشاريـع (الـفندقـية والـترفيهـية) عـند إعـداد اخملــططات الــتوجيهــية للتهــيئة والــتعمير لــلبلديــات ذات الــطابــع الســياحــي(11)، كــما يــجب عــلى الســلطات احملـلية -الـواليـة- (تـشجيع املسـتثمريـن لـلتوجـه إلـى قـطاع السـياحـة) فـي إطـار الـلجان الـوالئـية لـ(تـوطـني وتـرقـية) االسـتثمار والـضبط الـعقاري (CALPIREF). هـذه اإلجـراءات، إن متـت سـوف تـساهـم فـي (رفـع قـدرات

اإليواء وحتسني اخلدمات)(12). الـتمويـل واالمـتيازات اخملـتلفة: يـعانـي االسـتثمار السـياحـي مـن صـعوبـة احلـصول عـلى الـقروض الـبنكية؛ نـظرا ▪

لـ(طـول مـدة املـردوديـة)، وكـذا بسـبب (عـدم مـسايـرة املـؤسـسات الـبنكية للسـياحـة احلـديـثة وآلـيات االسـتثمار فيه).

املـرافـقة والـتوجـيه: كـما يـقع عـلى عـاتـق املـصالـح املـكلفة بـالسـياحـة عـلى املسـتوى احملـلي مبـرافـقة املسـتثمريـن فـي ▪كل أطوار املشاريع وإيفادهم بـ(املعلومات والنصائح) ومتابعة ملفات (االستثمار والقرض)(13).


االقتصاد



۳- مـهنيو الـفندقـة واإلطـعام والـترفـيه: تـعتبر هـذه الـفئة احلـلقة الـضعيفة فـي السـلسلة السـياحـية بـاجلـزائـر وواجـهة الـقطاع؛ فـاحلـكم عـلى نـوعـية اخلـدمـات املـقدمـة عـلى مسـتوى اإليـواء (املـؤسـسات الـفندقـية) وعـلى مسـتوى اإلطـعام (املــطاعــم وتــنوع الــطبخ احملــلي) هــو حــكم عــلى مــدى االهــتمام بــالســياحــة كـ(قــطاع اقــتصادي) وبــالــسائــح كـ(مســتهلك) لــلمنتجات الســياحــية ومــصدر الــدخــل؛ فــمن أجــل ضــمان جــودة حــقيقية لــلمنتج الســياحــي اجلـزائـري، مـن الـضروري االهـتمام مبـشاكـل وحـاجـيات مـهنيي (الـفندقـة واإلطـعام واملـقاهـي ومـؤسـسات الـنشاطـات

الترفيهية والرياضية)؛ وذلك من خالل: االسـتثمار فـي إعـادة التهـيئة لـرفـع املسـتوى: إن عـدد املـؤسـسات الـفندقـية الـتي اسـتفادت مـن بـرنـامـج إعـادة ▪

الـتأهـيل أو قـدمـت طـلبها لـذلـك ضـعيف جـدا، لـذلـك وجـب تـقدمي بـرامـج دعـم عـمليات إعـادة تـأهـيل ورفـع مستوى املؤسسات السياحية وتقدمي حتفيزات لتشجيعها على ذلك(14):

تكفل الدولة بتكاليف الدراسات التقنية، -تقدمي امتيازات جبائية للمؤسسات التي تتعهد بإعادة التأهيل ورفع املستوى، -تكفل الدولة باإلشهار لهذه املؤسسات في مشاريع القطاع الترفيهي. -الـتكويـن املـهني والـتكويـن املسـتمر فـي املـؤسـسات: يـجب أن يـتضمن بـرنـامـج إعـادة الـتأهـيل ورفـع املسـتوى ▪

مخططا عمليا مرنا للتكوين املستمر للمستخدمني. اسـتعمال الـتكنولـوجـيات احلـديـثة لـإلعـالم واالتـصال: فـي مـجال (تـقدمي الـعروض واسـتقبال احلـجوزات) ▪

على مستوى املؤسسات (الفندقية واملطاعم ومراكز الترفيه، واستالم احلجوزات والدفع الفوري). ٤- السـياح واألسـواق السـياحـية: أفـرزت الـثقافـة السـياحـية لـدى املسـتهلك (سـلوك الـنقد، ودقـة اخـتيار) املـنتج السـياحـي والـوجـهة السـياحـية بـاسـتعمال مـعايـير مـختلفة أسسـت لـها الهـيئات (الـرسـمية واملـهنية)، كـما سـمحت

التكنولوجيات احلديثة لالتصال للسياح بـ(زيارة املواقع افتراضيا) قبل اتخاذ قرار شراء املنتج السياحي. بــناء عــلى هــذه املــعطيات فــإنــه ال بــد عــلى املــهنيني االلــتزام بـ(الــتأقــلم مــع املســتجدات، وعــرض خــدمــات ذات جــودة

تنافسية) تستجيب لألذواق والتوجهات احلديثة وذلك من خالل االعتماد على: خـاليـا الـبحث واملـتابـعة: فـي مـجال (حتـوالت وتـطورات) الـسوق الـعاملـية بـإعـداد دراسـات لـلعرض والـطلب ▪

اخلاص بالسياح على مستوى السوقني (الداخلية والدولية). املــواطــن واجلــماعــات احملــلية: وذلــك مــن خــالل املــشاركــة فــي اجملــهود الــعام- ســواء لـ(إعــطاء صــورة مــقبولــة ▪

للسياحة، أو للمساهمة مباشرة في حتسينها) خاصة في ظل (تسيير راشد) للجماعات احمللية. تكون هذه اإلستراتيجية بالتعاون مع:


االقتصاد



اجلمعيات احمللية ذات الطابع (السياحي والثقافي) بهدف ترقية النشاطات (السياحية والثقافية). -الـتربـية وتـرسـيخ (ثـقافـة حـسن االسـتقبال والـضيافـة) مـن خـالل الـترسـيخ لـلثقافـة السـياحـية لـدى املـواطـنني -

وذلــك بــاالعــتماد عــلى (املــنظومــة الــتربــويــة) الــتي يــجب أن تــتضمن مــقايــيس لـ(تــربــية مــدنــية ســليمة)، ) فـي مـجال الـتعمير والتهـيئة، وفـي مـجال (حـمايـة الـبيئة واحملـيط، وحـمايـة املـواقـع و(املـنظومـة التشـريـعيةالتاريخية واألثرية، و(املنظومة اإلعالمية الوطنية) بأداء اخلدمة العمومية في مجالي (التوعية واإلعالم).

اخلالصة: إن عـنايـة الـدولـة بـتفعيل أدوار هـذه الـعناصـر اخلـمسة سـيؤدي ال مـحالـة وفـي املـدى (الـقريـب واملـتوسـط) إلـى رفـع قـدرات اإليـواء، وحتسـني مسـتوى نـوعـية اخلـدمـات السـياحـية، مـا يـدع اجملـال واسـعا أمـام كـل اجلـهات لـ(حتسـني أدائـها، واسـتغالل اإلمـكانـات) كـافـة مـن أجـل (إجنـاح اإلسـتراتـيجية الـوطـنية لـتنمية السـياحـة، وإيـجاد صـناعـة سـياحـية راقـية) تسـتجيب

ملتطلبات السوق الوطنية وتتطابق مع املعايير الدولية. املراجع:

كواش خالد: أهمية السياحة في ظل التحوالت االقتصادية، حالة اجلزائر، رسالة دكتوراه جامعة اجلزائر3، 2004م،ص14. ۱.

أحمد اجلالد: التخطيط السياحي والبيئي بني النظرية والتطبيق، عالم الكتاب، القاهرة، الطبعة األولى 1988م، ص108. ۲.

جليلة حسن حسنني: اقتصاديات السياحة، منشورات جامعة اإلسكندرية 2003م، ص7. ۳.

عــامــر عــيسانــي: األهــمية االقــتصاديــة لــتنمية الســياحــة املســتدامــة، حــالــة اجلــزائــر، أطــروحــة دكــتوراه عــلوم التســيير، جــامــعة احلــاج خلــضر، بــاتــنة ٤.2009/2010)م، ص13.

عـويـنات عـبد الـقادر: السـياحـة فـي اجلـزائـر اإلمـكانـيات واملـعوقـات 2000-2025 م، أطـروحـة دكـتوراه عـلوم اقـتصاديـة، جـامـعة اجلـزائـر 03، ٥.(2012/ 2013م، ص25

دالل عبد الهادي: اقتصاديات صناعة السياحة، دار الفتح للطباعة والنشر، اإلسكندرية 2006 م، ص60 ٦.

اخملطط التوجيهي للتهيئة السياحية 2025 ( املرحلة األولى) ۷.

اخملطط التوجيهي للتهيئة السياحية،2025 مرجع سابق ۸.

اخملطط التوجيهي للتهيئة السياحية 2025، املرحلة الثالثة ۹.القانون رقم 03-01 املؤرخ في 17 فيفري 2003 يتعلق بالتنمية املستدامة للسياحة. ۱۰..۱۱ (PDAU) اخملطط التوجيهي للتهيئة والعمران، ضمن قانون 90-29 املؤرخ في 01 ديسمبر 1990م واملتعلق بالتهيئة والعمراناملـرسـوم الـتنفيذي رقـم 10-20 املـؤرخ فـي 26 محـرم 1431 هـ املـوافـق ل 12 جـانـفي 2010 م واملـتضمن تـنظيم جلـنة املـساعـدة عـلى حتـديـد ۱۲.

(CALPIREF).املوقع وترقية االستثمارات وضبط العقاراملـرسـوم الـتنفيذي رقـم 10-257 املـؤرخ فـي 12مـن ذي الـقعدة 1431 املـوافـق ل 20مـن أكـتوبـر 2010 واملـتضمن إنـشاء املـصالـح اخلـارجـية ۱۳.

لوزارة السياحة والصناعة التقليدية يحدد مهامها وتنظيمها. املركز الوطني للدراسات والتحاليل حول السكان والتنمية (CENEAP)، دراسة حول السياحة الداخلية اجلزائر، فيفري 2008 م. ۱٤.


االقتصاد



الطاقات املتجددة ومستقبل الطاقة في املغرب العربي

دراسة مقارنة بني: الجزائر واملغرب وتونس

يـعتبر مـوضـوع الـطاقـة مـن املـوضـوعـات الـتي شـغلت اإلنـسان مـنذ الـقدم؛ حـيث اعـتمد عـلى طـاقـته الـعضلية وطـاقـة احلـيوانـات، ومـع تـطوره اعـتمد عـلى طـاقـة (الـريـاح واملـياه) لـلتنقل وطـحن احلـبوب؛ ولـكن مـع الـتطورات املـتسارعـة احـتاج ملـصدر أكـثر كـفاءة فـاكـتشف الـطاقـات األحـفوريـة الـتي أصـبحت أهـم مـصدر لـلطاقـة لـه؛ ولـكن السـلبيات الـبيئية لهــذه الــطاقــة مــن جــهة، واإلفــراط فــي اســتغاللــها مــن جــهة أخــرى جــعلته يــفكر فــي مــصادر الــطاقــة األخــرى تــتسم

باالستدامة واحملافظة على البيئة. فـاعـتمد اإلنـسان عـلى مـصادر قـدميـة بـأسـالـيب حـديـثة، وأطـلق عـلى هـذا الـنوع تـسمية "الـطاقـات املتجـددة"؛ لـكن تـكلفتها الـعالـية مـن جـهة وتـكنولـوجـياتـها املـعقدة مـن جـهة أخـرى جـعلت مـن املسـتحيل االعـتماد عـليها كـمصدر طـاقـة

وحيد حاليا؛ لكن العديد من الدول تعتبرها طاقة املستقبل بدون منازع. إن دول املـغرب الـعربـي ليسـت مبـعزل عـن هـذه الـتغيرات؛ حـيث رغـم اخـتالف سـياسـاتـها فـي مـجاالت الـطاقـة احلـالـية؛ إال أنـها متـتلك اسـتراتـيجيات مـتشابـهة جتـاه اسـتغالل الـطاقـات املتجـددة، كـما متـتلك مـقومـات طـبيعية مـهمة فـي مـجال

الطاقات املتجددة ستجعلها في مصاف الدول الرائدة إذا أمكنها االستثمار فيها بطريقة صحيحة. و هذا ما يأخذنا إلى عرض اإلشكال التالي:

ما واقع ومستقبل الطاقات املتجددة في دول املغرب العربي؟ مـفهوم الـطاقـات املتجـددة: وتـعرف كـذلـك بـالـطاقـات( الـدائـمة والـنظيفة) وطـاقـة املسـتقبل، كـما عـرفـتها وكـالـة الـطاقـة الــعاملــية بــأنــها:" الــطاقــة املــنتجة مــن املــصادر الــطبيعية الــتي تتجــدد بــاســتمرار بــشكل (مــباشــر أو غــير مــباشــر) كـ (الـشمس، الـريـاح، الـكتلة احلـيويـة، احلـرارة اجلـوفـية، الـطاقـة املـائـية، الـوقـود احلـيوي، وطـاقـة الهـدروجـني) املشـتقة مـن

. 1مصادر متجددة"

الدكتور بوداح عبد الجليل كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير

جامعة عبد الحميد مهري قسنطينة ٢ - الجزائر

سيف الدين رحايلية كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير

جامعة مساعدية محمد الشريف سوق أهراس، الجزائر

Boaz Moselle &Jorge Padilla & Richard Schmalensee, Harnessing Renewable Energy, Earthscan, UK,2010, 1

p02.


االقتصاد



خــصائــص الــطاقــات املتجــددة: يــعتبر الــكثير مــن الــباحــثني (أن الــطاقــات املتجــددة هــي طــاقــة املســتقبل)؛ وذلــك للخصائص الفريدة التي يتمتع بها هذا النوع من الطاقة وتتمثل في أنها:

تـعتبر الـطاقـات املتجـددة مـصدرا دائـما لـلطاقـة، وميـكن لـألجـيال احلـالـية اسـتغاللـها دون اخلـوف مـن نـفادهـا أو ✓عدم كفايتها لألجيال القادمة.

تـعتبر الـطاقـات املتجـددة طـاقـة نـظيفة؛ حـيث ميـكن لـلجيل احلـالـي إشـباع حـاجـياتـه مـن الـطاقـات املتجـددة دون ✓اخلوف من التأثيرات السلبية احلالية أو على األجيال القادمة.

تـعتبر الـطاقـات املتجـددة مـتوفـرة فـي أغـلب بـقاع الـعالـم؛ فـ(الـطاقـة الشمسـية املسـلطة عـلى الـكرة األرضـية ✓)، كـما تـشكل املـياه ۷۰٪ مـن مـساحـة األرض أي: تـوفـرهـا بـالـشكل تـعادل أضـعاف احلـاجـة البشـريـة مـن الـطاقـة

. 1الكافي

تـعتبر الـطاقـات املتجـددة إذا مـا مت اسـتغاللـها كـحافـظ للسـالم الـعاملـي؛ ألن أغـلب الـصراعـات الـعاملـية احلـالـية ✓تـدور حـول مـواقـع تـوفـر الـطاقـات األحـفوريـة الـنادرة، وبـتوفـر الـطاقـات املتجـددة فـي أغـلب بـقاع الـعالـم فـال حـاجـة

ملثل هذه الصراعات. تـعتبر أغـلب أنـواع الـطاقـات املتجـددة مـجانـية بـعد تـكالـيف اإلنـشاء؛ حـيث تـبقى مـصاريـف الـصيانـة فـقط عـلى ✓

عكس الطاقات األحفورية التي تتطلب مصاريف كبيرة لالستخراج. ـا يــخفض فــي تــكالــيفها ✓ ميــكن إدخــال أغــلب الــطاقــات املتجــددة بــسهولــة إلــى نــظام الــطاقــة احلــالــي لــديــنا؛ ممـ

االستثمارية. تــعتبر تــكالــيف اســتغالل أغــلب أنــواع الــطاقــات املتجــددة مــرتــفعة مــقارنــة مــع الــوقــود األحــفوري؛ لــكن مــع ✓

التطورات احلالية فإن تكاليفها تتناقص سنويا. تـتميز بـعض أنـواع الـطاقـات املتجـددة بـكونـها تـعتمد عـلى تـكنولـوجـيات مـعقدة ال تـتوفـر عـليها الـعديـد مـن ✓

الدول النامية واملتخلفة؛ مما يعيق توسيع استغالل هذا النوع من الطاقات. كـما تـتميز الـتكنولـوجـيا احلـالـية لـلطاقـات املتجـددة بـالـضعف فـي الـكفاءة الـتحويـلية؛ حـيث ال تـتعدى كـفاءة ✓

. 2حتويل األلواح الشمسية للطاقة الكهربائية ۲۸٪ على أقصى تقدير

أنواع الطاقات املتجددة: اتفق أغلب اخلبراء على تقسيم الطاقات املتجددة إلى:

Vaughn Nelson, Renewable Energy and The Environment, CRC press, USA, 2009, p09. 1

Belakehal Soltane, Conception et Commande des Machines a Piments permanents dédiées aux énergies 2

renouvelables, thèse de doctorant en science électrotechnique, Université mentouri constantine, faculté des sciences de l'ingénieur, 2010, pp11-12.


االقتصاد



الـطاقـة الشمسـية: تـعتبر الـطاقـة الشمسـية مـن أهـم املـصادر الـتي ميـكن لـإلنـسان أن يـعتمد عـليها إلنـتاج الـطاقـة؛ . 1حيث أن أشعة الشمس الواصلة إلى كوكب األرض تزيد بـ ٥۰۰ مرة عن احتياجات الطاقة لإلنسان

وبـالـنظر إلـى عـالقـة اإلنـسان مـع الـطاقـة الشمسـية جنـد أنـه اسـتغلها مـنذ الـقدم فـي جتـفيف احلـبوب والـتدفـئة -وحـتى فـي احلـروب-، وتـطورت الـعالقـة فـي بـدايـة الـقرن العشـريـن عـندمـا زادت حـاجـة اإلنـسان إلـى الـطاقـة وبـحثه عـن مـصادر أخـرى لـيكتشف خـاليـا السـيليسيوم الـتي حتـول الـطاقـة احلـراريـة لـلشمس إلـى كهـربـاء، ومـنذ ذلـك الـوقـت واجلـهود

منصبة لتطوير هذه التكنولوجيا وتخفيض تكلفتها. وميـكن االسـتفادة مـن الـطاقـة الشمسـية بـطريـقتني؛ حـيث ميـكن االسـتفادة مـنها كـ(طـاقـة حـراريـة تسـتعمل لـلتدفـئة

والطبخ وتسخني املياه )كما ميكن االستفادة منها كطاقة كهربائية عن طريق الواط الفوتوفولتية). طـاقـة الـريـاح: تـعتبر الـريـاح كـنتيجة ثـانـويـة ألشـعة الـشمس فـعدم تـساوي دراجـات احلـرارة، وعـدم اسـتواء األرض يـجعل د فـراغـا حتـتها يـتم مـلؤه بـ(الـهواء الـبارد) وتـسمى هـذه الـظاهـرة مـن طـبقات الـهواء الـساخـنة تـتصاعـد لـألعـلى؛ ممـا يـولـبـ(الـريـاح)، وتـعتبر الـريـاح مـن أقـدم أنـواع الـطاقـة الـتي اعـتمد عـليها اإلنـسان؛ حـيث اعـتمد عـليها فـي طـحن احلـبوب عـن طـريـق (طـواحـني الـهواء، وحتـريـك الـسفن الشـراعـية)، ومـع اكـتشاف تـربـينات الـريـاح زاد االهـتمام بهـذا الـنوع الـطاقـة

. 2وأصبح يستعمل كأساس لتوليد الطاقة الكهربائية في العديد من الدول كـ(هولندا والواليات املتحدة)

الـطاقـة الكهـرومـائـية: يـتم تـولـيد الـطاقـة الكهـرومـائـية مـن حـركـة املـياه الـتي تـقوم بـتدويـر الـتربـينات املـائـية مـا يـولـد طـاقـة : حتـويـل الـطاقـة احلـركـية إلـى طـاقـة كهـربـائـية، وميـكن إنـتاج الـطاقـة الكهـرومـائـية مـن املـرتـفعات املـائـية كهـربـائـية؛ أيكـالشـلاالت (الـطبيعية أو االصـطناعـية)، وكـذا (السـدود واجملـاري املـائـية)، كـما ميـكن إنـتاجـها مـن حـركـة األمـواج وظــاهــرة املــد واجلــزر، وكــذا تــغير درجــة حــرارة احملــيط، وتــعتبر الــطاقــة الكهــرومــائــية أكــثر أنــواع الــطاقــات املتجــددة

استخداما في يومنا هذا. طـاقـة الـكتلة احلـيويـة: تـعتبر أقـدم أنـواع الـطاقـات الـتي اسـتخدمـها اإلنـسان؛ حـيث كـان يـقوم بحـرق اخلشـب والـنباتـات لـلتدفـئة ولـلطبخ، ومـع الـتطورات اخملـتلفة أصـبح يـتم حتـويـل الـبقايـا (الـزراعـية والـصناعـية والـتجاريـة) بـطريـقة (كـيميائـية أو بـيوكـميائـية) لـتولـيد الـطاقـة (احلـراريـة أو الكهـربـائـية)؛ حـيث يـقوم الـدخـان املـتصاعـد عـن طـريـق عـملية احلـرق بـإدارة

. 3التربينات التي تولد الطاقة الكهربائية بدورها، كما أصبحت تستخدم طاقة الكتلة احليوية كوقود للسيارات

Fassi Ramzi, Elaboration et caracterisation de couch absorbante des cellules solaires en couches minces, 1

Presente pour obtenir le diplome de magister en physique, Faculte des Science Exactes, Universite Mentouri Constantine, 2012, p3. Rivkim. A. David, Anderson. D. lois, Wind Turbine control Systems, Jones & Brathers learning, USA, 2

2013,p2. portail. cder-dz/or2015-01-05 ،3طبوش لطیفة، الكتلة الحیویة مصدر متجدد للطاقة


االقتصاد



طـاقـة احلـرارة اجلـوفـية: يـعتبر مـصدرهـا بـاطـن األرض؛ حـيث يـحوي هـذا األخـير عـلى قـدر هـائـل مـن الـطاقـة احلـراريـة الــناجتــة عــن الــتفاعــالت الــنوويــة مــنذ حــوالــي ٤.٥ مــليار ســنة؛ حــيث أن هــذه (الــطاقــة الــهائــلة مخــزنــة حتــت القشــرة

. 1األرضية)، ويخرج جزء منها على شكل (حمم بركانية وبخار وينابيع ماء ساخنة)

ويـتم حتـويـل هـذه الـطاقـة إلـى كهـربـاء مـن خـالل (محـطات مـتخصصة)؛ حـيث يـتم حـفر آبـار مـختلفة الـعمق حسـب االسـتخدام واملـنطقة، وتـوصـل بـأنـابـيب؛ فـيتصاعـد الـبخار نـتيجة احلـرارة الـعالـية إلـى األعـلى مـديـرا تـربـينات الكهـربـاء،

ويتم جتميع املاء في خزان، ويعاد إلى باطن األرض من خالل أنابيب أخرى. ويـتم اسـتخدام طـاقـة احلـرارة اجلـوفـية بـطريـقة مـباشـرة لـلتدفـئة والـتبريـد، أو بـطريـق غـير مـباشـر لـتولـيد الـطاقـة الكهـربـائـية

كما مت ذكره سابقا. طـاقـة الهـيدروجـني: ال يـعتبر كـطاقـة متجـددة مبـفهومـها الـشامـل؛ ولـكن يـعتبر أقـرب حلـامـل ومخـزن لـلطاقـة؛ حـيث يـتم إنـتاج الـطاقـة الكهـربـائـية عـن طـريـق مـصادر متجـددة وغـير متجـددة، ويـتم تخـزيـنها ونـقلها فـي الهـيدروجـني، كـما تـعتبر

. 2طاقة الهدروجني كوقود املستقبل للسيارات، وهو حاليا يستخدم كوقود للصواريخ

االحتياطات من الطاقات األحفورية: ميكن متثيلها في اجلدول التالي:

جدول رقم (۲) احتياطات دول املغرب العربي من الطاقات األحفورية لسنة ۲۰۱٤م

Vello Kuuskraa , World املصدر: من إعداد الباحثني باالعتماد على تقرير منظمة األقطار املصدرة للبترول ۲۰۱٥ & وتقرير shale gas & shale oil Resource Assessement , EIA Energy conference , june

17,2013 , usa, p2

املغربتونساجلزائرالبيان

12.20.40.001االحتياطات املؤكدة من النفط (مليار برميل)

4504651االحتياطات من الغاز الطبيعي( مليار متر مكعب)

--20.2االحتياطات من الغاز الصخري(ترليون متر مكعب)

150101االكتشافات النفطية

170001االكتشافات الغازية

Claud Aclcet & Jacques Vaillant, Les Energies Renouvlable, Edition Technip, Paris, 2011, pp 153-154. 1

L. R. Berg & P. H. Raven & D. M. Hassenzahb, Enveronnement,6 ed, De BOECK, Belgique,2008, p314. 2


االقتصاد



نـالحـظ مـن خـالل هـذا اجلـدول أن اجلـزائـر متـتلك احـتياطـات أحـفوريـة هـائـلة مـقارنـة بـتونـس واملـغرب، وهـذا مـا جـعل صــادراتــها تــعتمد بنســبة ۹۸٪ عــلى احملــروقــات، كــما أن أغــلب االحــتياجــات مــن الــطاقــة بــالنســبة لــلمغرب وتــونــس

تستوردها من اجلزائر. اإلمكانات الطبيعية لدول املغرب العربي في مجال الطاقات املتجددة

الـطاقـة الشمسـية: متـتلك اجلـزائـر مـعدل تـشمس يـقدر بــ (۲۰۰۰) مـيجاواط مبـتوسـط (٦.٥۷) كـيلو واط سـاعـي/م۲/ يوم مع مساحة ۸٦٪ منها صحراء، وتعتبر من أحسن املناطق عامليا إلنشاء محطات الطاقة الشمسية.

أما بالنسبة لدولة املغرب فتمتلك مقومات بـ (۲۰۰۰) ميجاواط مبتوسط ٥ كيلواط ساعي/ م۲/يوميا. متـتلك تـونـس مـقومـات فـي مـجال الـطاقـة الشمسـية تـقدر بـ (۲) كـيلوواط سـاعـي/م۲ /يـوم فـي الـشمال و٦ كـيلواط

. 1ساعي/م۲/يوم في جهة اجلنوب

و مـن خـالل هـذه األرقـام جنـد أن الـدول الـثالث متـتلك مـقومـات طـبيعية كـبيرة فـي مـجال الـطاقـات املتجـددة مـع األفـضلية للجزائر؛ نظرا ملساحتها الكبيرة ونسبة الصحراء فيها.

ا كـأقـصى تـقديـر، وتـبلغ سـرعـتها مـن ۲ طـاقـة الـريـاح: تـقدر طـاقـة الـريـاح فـي اجلـزائـر بــ (۲٦٥۰)كـيلواط سـاعـي سـنويـإلـى ٦ مـتر/ثـانـية وتـبلغ ٥-۸ مـتر /ثـانـية فـي الـسواحـل؛ حـيث تـعتبر مـثالـية السـتخراج املـاء مـن الـباطـن؛ لـكن ال تـصلح لـلمشاريـع الـتجاريـة الـكبيرة، وهـناك مـواقـع عـديـدة ميـكن إقـامـة مـزارع ريـاح فـيها مـثل "أدرار" بـأقـصى اجلـنوب، بـسكرة،

. 2تيارت ووهران

ا بـالنسـبة لـلمغرب فـتقدر الـطاقـة بـ (۲٥۰۰) مـيجاواط ، ومـتوسـط سـرعـة الـريـاح ٦ مـتر/ثـانـية وتـصل فـي مـناطـق أمـالساحل إلى ۱۱ متر/ ثانية.

. 3تختلف سرعة الرياح في تونس حسب املناطق لكن عموما ال تقل عن ٦ متر/ثانية في السواحل

و مــن خــالل هــذه اإلحــصائــيات جنــد أن الــدول الــثالث متــتلك إمــكانــات طــبيعية فــي مــجال طــاقــة الــريــاح مــع أفــضلية للمغرب وتونس؛ نظرا ملوقعهما اجلغرافي وطول الساحل.

الـطاقـة الكهـرومـائـية: تشـير الـدراسـات فـي اجلـزائـر إلـى وجـود ۱۰۳ مـوقـع سـدود ٥۰ مـنها قـيد االسـتغالل؛ لـكنها عـادة تستخدم للري والشرب وال تولد سوى (۲۲۸) ميجاواط.

أما املغرب فتمتلك ۲٦ محطة تولد (۱۲٦٥) ميجاواط سنة ۲۰۰۷م ، مع تطوير محطات أخرى في املستقبل.

The Renewable Energy sector in North Africa, United Nations Economic Commission for Africa North Africa 1

office, morocco, 2012, p16. http://www. mem-algeria. org/francais2 موقع وزارة الطاقة والمناجم الجزائریة

United Nations Economic Commission for Africa North Africa office, op-cit,pp17-18. 3


االقتصاد



. 1تعتبر الطاقات املنتجة من مصادر املياه في تونس قليلة جدا وشبه منعدمة

و ميـكننا املـالحـظة ممـا سـبق ضـعف اإلمـكانـات واملـوارد فـي مـجال إنـتاج الـطاقـة الكهـرومـائـية؛ وذلـك بـاعـتبار املـادة األولـية إلنتاجها نادرة في املنطقة.

طـاقـة احلـرارة اجلـوفـية: مت فـي اجلـزائـر إحـصاء أكـثر مـن ۲۰۰ يـنبوع سـاخـن، أكـثر مـن ۳۳٪ مـنها درجـة حـرارتـها تـفوق . ٤٥2 درجة ، وهناك مصادر تصل درجة حرارتها إلى ۱۱۸ درجة مئوية ببسكرة

وعـمومـا ال متـتلك مـنطقة املـغرب الـعربـي مـقومـات كـبيرة فـي طـاقـة احلـرارة اجلـوفـية ميـكن االعـتماد عـليها فـي تـولـيد الكهرباء؛ بل تستخدم للتدفئة وكحمامات فقط.

إنتاج الطاقات املتجددة في دول املغرب العربي: تتلخص في اجلدول التالي:

جدول رقم (٤): إنتاج الطاقات املتجددة في دول املغرب(ميجاواط)

املصدر: تقرير منظمة األقطار املصدرة للبترول ۲۰۱٥

نـالحـظ أن اجلـزائـر ال تـعتمد عـلى الـطاقـات املتجـددة وذلـك لـتوفـرهـا عـلى احـتياطـات مـهمة مـن الـطاقـات األحـفوريـة، فـي حــني تــعتمد املــغرب عــلى الــطاقــات املتجــددة؛ وذلــك خلــفض وارداتــها مــن الــطاقــة والــتي تــقدر بــ ۹۰٪ مــن إجــمالــي الـطاقـات املسـتهلكة، كـما تـساهـم الـطاقـات املتجـددة فـي املـغرب بــ ۳۲٪ مـن إجـمالـي الـطاقـة الكهـربـائـية املسـتهلكة ، أمـا تـونـس فـنظرا لـقلة احـتياجـاتـها فـي مـجاالت الـطاقـة فـإنـها تـعتمد عـلى اسـتيراد أغـلب حـاجـياتـها، وال 3سـنة ۲۰۱۲

متثل الطاقات املتجددة إال جزء بسيط من التركيبة الطاقوية ال يتعدى ٥٥.

املغربتونساجلزائر

228661770طاقة مائية

10154291طاقة الرياح

32.1435طاقة مشسية

270.12242071جمموع الطاقات املتجددة

1595742498012إمجايل الطاقة املولدة

1.695.2725.8نسبة الطاقات املتجددة (مائية، رياح ، مشسية ) %

Ibid, p19. 1

http://www. mem-algeria. org/francais 2موقع وزارة الطاقة والمناجم الجزائریة

Anna Leidreter & Filippo Boselli, 100% Renewable energy: boosting development in Morocco, World Future 3

Council, March 2015, p11.


االقتصاد



أمـا بـالنسـبة لـالسـتخدام املـنزلـي فـفي اجلـزائـر مـحصور عـلى املـناطـق (الـنائـية واملـعزولـة) والـتي لـم تـربـط بـعد بشـبكات الكهرباء.

. 1 أما في تونس فهناك أكثر من ٥۰۰۰۰ عائلة تونسية تتحصل على املياه الساخنة باستخدام السخانات الشمسية

آفاق الطاقات املتجددة في دول املغرب العربي: اجلـزائـر: تهـدف اجلـزائـر لـلوصـول إلـى نسـبة ٤۰٪ كـطاقـات متجـددة مـن إجـمالـي الـقدرة الـطاقـة سـنة ۲۰۳۰ م مـن خـالل إنـشاء محـطات بـقدرة (۱۲۰۰۰) مـيجاواط مـنها (۱۰۰۰۰) مـيجاواط طـاقـة شمسـية و(۲۰۰۰) مـيجاواط ، كــما تــنوي تــصديــر ۱۰۰۰۰ مــيجاواط أخــرى إذا تــوفــرت الــضمانــات 2طــاقــة ريــاح لــتلبية االحــتياجــات الــداخــلية

املناسبة. تـونـس: مـن خـالل إنـشاء محـطات بـقدرة (٤۰۰۰) مـيجاواط مـنها (۲۰۰۰) مـيجاواط طـاقـة شمسـية و(۱۷۰۰)

ميجاواط طاقة رياح و(۳۰۰) طاقة كتلة حيوية. املـغرب: تـتلخص األهـداف املسـطرة مـن قـبل دولـة املـغرب فـي ٤۲٪ كـطاقـات متجـددة مـن إجـمالـي قـدرة الـطاقـة سـنة ۲۰۲۰م مــــن خــــالل إنــــشاء محــــطات بــــقدرة (٦۰۰۰) مــــيجاواط مــــقسمة بــــالــــتساوي عــــلى طــــاقــــة (مــــائــــية، هـوائـية،وشمسـية)؛ حـيث مـن املـتوقـع أن تـنتج طـاقـة الـريـاح (٦٦۰۰) جـيجاواط سـاعـي سـنويـا، ويـتطلب حتـقيق ذلـك اسـتثمارات تـقدر بــ(۳.٥) مـليار دوالر، أمـا بـالنسـبة لـلطاقـة الشمسـية فـمن املـتوقـع إنـتاج (٤٥۰۰) جـيجاواط سـاعـي

. 3سنويا باستثمارات تبلغ ۹ مليار دوالر باالعتماد على خمسة مواقع مختلفة

كـما مت اخـتيار املـغرب مـن ضـمن ٤۰ أحـسن بـلد عـاملـيا فـي مـناخ االسـتثمار فـي الـطاقـات املتجـددة، واحـتلت املـركـز ۲۷ .ERNEST& YONG 4عامليا واألول عربيا والثاني إفريقيا ضمن تقرير منظمة

وكـنتيجة ملـا سـبق ذكـره نـالحـظ أن دول املـغرب الـعربـي متـتلك إمـكانـات طـبيعية هـائـلة فـي مـجال الـطاقـات املتجـددة وخـصوصـا الـطاقـة الشمسـية، كـما أنـها سـطرت اسـتراتـيجيات طـموحـة جـدا فـي هـذا اجملـال إذا طـبقت فـي أرض الـواقـع ووجـدت األرضـية املـناسـبة واإلرادة السـياسـية؛ ولـكن يـجب عـليها تـطبيق سـياسـة االنـتقال الـتدريـجي؛ أي: اسـتخدام كـل مـن املـصادر األحـفوريـة واملتجـددة بـصفة مـتوازيـة لـفترة زمـنية قـبل االعـتماد املـطلق عـلى الـطاقـات املتجـددة فـي

توليد الطاقة الكهربائية. قائمة املراجع

Lotfi Saidi & Farhat Fnaiech, Experiences in renewable energy and energy efficiency in tunisia, Renewable 1

and Sustainble energy Reviews (ELSEVIER),32(2014), P732. Lily Riahi & Jhon Bryden & Roman Zissler, Mena Renewable energy report, United arab 2

emirates&IRENA&REN 21, FRANCE, May 2013,P19. Zohra Ettaik, Renewable energy in Morocco: large-scale deployment,MEWE, Morocco, juin 2013, pp11-14. 3

Renewable energy contry attractiveness index, RECAI EY, March2015, p14. 4


االقتصاد



االستثمار األجنبي املباشر من منظور إسالمي( املفهوم واملنهج واألهداف )

احللقة (۱)

تـتناول هـذه الـدراسـة االسـتثمار األجـنبي املـباشـر مـن مـنظور إسـالمـي (املـفهوم، واملـنهج، واألهـداف)؛ حـيث يـشكل املـنهج اإلسـالمـي مـالذا آمـنا وطـيبا لـكل قـاصـد هـدفـه (تـنمية وإعـمار األرض والـربـح املـادي وغـير املـادي) لـه ولـلمجتمع وفـق قـواعـد الـديـن احلـنيف، ولـقد خـرجـت هـذه الـدراسـة بـعدة نـتائـج مـنها، *جـواز الـتعامـل مـع غـير املسـلم، وإتـاحـة الــفرصــة لــألجــنبي بــاالســتثمار فــي آراضــي املســلمني- مــا دام جــر نــفعا لــلمجتمع-؛ بــل إن مــنهج اإلســالم يــضمن للمسـتثمر األجـنبي اسـتثمارا مـربـحا آمـنا (وفـق قـواعـد عـامـة حتـكم وتـضبط هـذا االسـتثمار)، والـتي تـرقـى لـتصبح أهـدافـا

عامة يسترشد بها إلى تنمية شاملة. ال ميـكن جتـاهـل االسـتثمارات األجـنبية ودورهـا فـي دفـع عجـلة الـتنمية االقـتصاديـة فـي الـدول الـنامـية، وكـذلـك احلـال بـالنسـبة جلـذب االسـتثمارات ال ميـكن احلـصول عـليه بـال تـكلفة؛ فـالشـركـات األجـنبية -مبـختلف مـرجـعياتـها- لـها أهـداف تـسعى لـتحقيقها مـن خـالل االسـتثمارات، والـدولـة املـضيفة لـها أهـداف تـسعى هـي األخـرى إلـى حتـقيقها مـن وراء جـذب االسـتثمارات؛ لـذا ال بـد مـن تـوضـيح مـنهج اإلسـالم لـالسـتثمار، ومـا احلـدود الـتي تـوضـح إطـار الـتعامـل مـع

األجنبي مبختلف مرجعياته؟ وما األهداف التي تضبط تدفق االستثمارات؟

د د. واثق عباس عبد الرحمن محمأستاذ مساعد قسم االقتصاد اإلسالمي

جامعة وادي النيل السودان


االقتصاد



املبحث األول: مفهوم وشرعية االستثمارات األجنبية املباشرة ۱.مفهوم االستثمار األجنبي املباشر في اإلسالم احلنيف

إن أصـل كـلمة "اسـتثمار" فـي الـلغة هـي مـن (ثـمر الشجـر) يـثمر ثـمورا أي: طـلع ثـمره، و"اسـتثمر الشـيء" أي: جـعله يــثمر، وثــمر الــرجــل مــالــه كــثره، واســتثمر املــال جــعله يــثمر؛ أي: يــكثر ويــنمو، وقــد جــاء فــي الــقرآن الــكرمي قــول اهلل

.( 1تعالى: "كان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك ماال وأعز نفرا"(سورة الكهف: ۳٤)(

) فـي االصـطالح فـهو حـديـث فـي الـدراسـات االقـتصاديـة املـعاصـرة، لـم يسـتعمله الـفقهاء الـسابـقون؛ غـير أمـا (االسـتثمارأن اإلمــام الــزمخشــري أورده فــي تفســيره لــآليــة، قــال اهلل تــعالــى: "وال تــؤتــوا الــسفهاء أمــوالــكم الــتي جــعل اهلل لــكم : املـبذرون أمـوالـهم الـذيـن يـنفقون فـيما ال يـنبغي، وال يـقومـون قـيامـا..."(سـورة الـنساء: ٥)؛ حـيث قـال الـسفهاء

.( 2بإصالحها وتثميرها والتصرف فيها(

فـ"االسـتثمار" عـلى املسـتوى الـفردي يـقصد بـه (اسـتغالل املـال مـن أجـل احلـصول عـلى عـائـد مـنه يـفيد املـرء صـاحـب املـال ويـفيد اجملـتمع)، و"االسـتثمار" لـيس غـايـة فـي ذاتـه؛ بـل (وسـيلة لـغايـة) " فـالـغايـة مـن االسـتثمار هـي حتـقيق ربـح

.( 3من توظيف املال في رأس مال منتج؛ فـ "االستثمار" ليس الربح؛ وإمنا (وسيلة للحصول على الربح)(

أمـا فـي االقـتصاد اإلسـالمـي هـو: (عـبارة عـن جهـد واع ورشـيد يـبذل فـي املـوارد املـالـية والـقرارات البشـريـة؛ بهـدف .( 4تكثيرها، وتنميتها، واحلصول على منافعها وثمارها)(

ميـكن الـقول أن االسـتثمار فـي اإلسـالم يـكمن فـي فـهم املسـلم الـرشـيد ألهـداف الشـريـعة فـي االسـتثمار، واسـتصحابـها -؛ لـينتج عـن ذلـك مـع الـقوة الشـرائـية واجلهـد البشـري -وفـق مـنهج الشـريـعة اإلسـالمـية الـسمحاء فـي اسـتثمار أعـمال

ربح وفائدة تعودان عليه وعلى اجملتمع بأسره. أمـا مـفهوم األجـنبي عـند الـدول اإلسـالمـية ال يـنطبق إال عـلى غـير املسـلمني ممـن ال يـرتـبطون مـع الـدول اإلسـالمـية بـعقد إقـامـة دائـمة، ومـفاد ذلـك: أن وصـف األجـنبي يـشمل مـا اصـطلح عـليه الـفقهاء األجـالء عـلى تـسميتهم بـ(احلـربـيني، أو )، ومـن ثـم يخـرج مـن نـطاقـه فـي رأي جـمهور الـفقهاء "أهـل الـذمـة" فـهم يـتمتعون بـوصـف املسـتأمـنني، أو املـعاهـديـن

.( 5(املواطنة) في دار اإلسالم "لهم ما للمسلمني، وعليهم ما عليهم"(

)سید الھواري، موسوعة االستثمار، االتحاد الدولي للبنوك اإلسالمیة، 1982م، ص13. )1

)أحمد محیي الدین أحمد حسن، عمل شركات االستثمار اإلسالمیة في السوق العالمیة، ط 1، (بنك البركة اإلسالمي لالستثمار، البحرین، 1986م )2

)، ص17.) علي خضر بخیت، التمویل الداخلي للتنمیة االقتصادیة في اإلسالم،( الدار السعودیة للنشر والتوزیع، 1985م)، ص130-129. )3

) خالد بن عبد الرحمن المشعل، الجانب النظري لدالة االستثمار في االقتصاد اإلسالمي، (جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمیة، 1990م )، )4

ص60.)محمد محمد سید أحمد عامر، البدیل الشرعي لمصادر التمویل الدولي المعاصر في العلم اإلسالمي، ط 1، (ظافر للطباعة، القاھرة، 1999م )، )5

ص134.


االقتصاد



أمـا كـلمة "مـباشـر" فهـي مـن بـاب "بشـر" مبـعان كـثيرة مبشـتقاتـها، مـباشـرة األمـر ولـيه بـنفسه، ومـباشـرة األمـر أن تـعضده .( 1بنفسك، والفعل فعله من غير وساطة، والشيء بالشيء مباشرة جعله مالصقا له(

: إن االســتثمار األجــنبي املــباشــر هــو إشــغال (األمــوال أو رؤوس األمــوال)؛ مــن أجــل احلــصول عــلى إذن ميــكن الــقولالعائد، في دولة غير الدولة األم بواسطة املستثمر نفسه؛ أي بـ (صورة مباشرة).

۲. داللة االستثمار من القرآن الكرمي والسنة النبوية: هنالك دالالت واضحة غير لفظية في القرآن الكرمي والسنة النبوية املطهرة تدل أو تشير إلى االستثمار وهي:

۱ - األمر باملشي في مناكب األرض أمر باالستثمار: يـقول اهلل تـعالـى: " هـو الـذي جـعل لـكم األرض ذلـوال فـامـشوا فـي مـناكـبها وكـلوا مـن رزقـه وإلـيه الـنشور "( سـورة املـلك، ۱٥)، يهـتدي املـرء بـأن هـذه اآليـة تـدل مبـنطوقـها عـلى وجـوب اسـتثمار األرض، ويـتمثل الـدلـيل فـي مـبدأ اعـتبار األرض ومــا حتــتضنه بــني أرجــائــها فــي املــنظور اإلســالمــي رأس مــال شــائــع، ومــعلوم أن (تــنمية رأس املــال وتــثميره أمــر لة للسـير فـيها بـالـعزم، ومـذلـلة لـلزرع )؛ فـكلمة "ذلـوال" تـعني: االنـقياد السهـل" ولـيس املسـلك؛ فـاألرض مـذلـ واجـب)، كـما أن األمـر بـاملشـي فـي جـنبات األرض؛ لـتحصيل الـثمار أمـر 2واخلـير واحلـصاد، ومـذلـلة فـي بـاطـنها خلـيرات شـتى(

بـاالسـتثمار؛ ألن "املشـي" هـنا مـقصود مـنه (حتـصيل اخلـيرات والـبركـات الـتي وضـعها اهلل فـي األرض)، إذن هـذه اآليـة دالـة عـلى وجـوب االسـتثمار، كـما أن األكـل مـن رزق اهلل مـن جـراء املشـي مـتوقـف عـلى االسـتثمار، وإذا كـان األكـل مـتوقـفا عـلى االسـتثمار إذن: فـ(االسـتثمار واجـب) اعـتدادا بـالـقاعـدة األصـولـية الـتي تـقر بـأن: "مـا ال يـتم الـواجـب إال بـه

فهو واجب" واألمران (امشوا، وكلوا) يفيدان الوجوب في هذا املقام؛ لعدم وجود قرينة مانعة من إرادة الوجوب. ۲- األمر باالنتشار بعد صالة اجلمعة أمر باالستثمار:

يـقول تـعالـى: " يـا أيـها الـذيـن آمـنوا إذا نـودي لـلصالة مـن يـوم اجلـمعة فـاسـعوا إلـى ذكـر الـله وذروا الـبيع ذلـكم خـير لـكم إن كـنتم تـعلمون فـإذا قـضيت الـصالة فـانتشـروا فـي األرض وابـتغوا مـن فـضل الـله واذكـروا الـله كـثيرا لـعلكم تـفلحون "(سـورة اجلـمعة، ۱۰) دلـت هـذه اآليـة عـلى وجـوب االسـتثمار؛ فـاألمـر فـي اآليـة " فـانتشـروا" أمـر واجـب؛ لـ"أن لـفظ : أن االنـتشار هـنا هـو األمـر املـطلق يـفيد الـوجـوب مـا لـم تـصرفـه قـريـنة"؛ ولـكن لـفظ االنـتشار اقـترن بـفضل اهلل تـعالـى، أي(الـهادف إلـى الـتوظـيف الـعقلي لـلمال الـزائـد عـن احلـاجـة الـضروريـة األسـاسـية)، وكـون االنـتشار مـقرونـا بـقريـنة فـي اآليـة

وهي "وذروا البيع"، تفيد بأنه (االستثمار). ۳ - األمر بالضرب في األرض أمر باالستثمار:

)حسن سعید الكرمي، المغنى األكبر، معجم اللغة اإلنجلیزیة الكالسیكیة المعاصرة، إنجلیزي عربي (مكتبة لبنان، 1999)،ص464. )1

)الھادي عبد الصمد عبد هللا، اإلنسان والتنظیم، دراسة تحلیلیة للفكر اإلداري المعاصر والمشكلة السلوكیة من منظور إسالمي، (المكتب العربي )2

للعالقات الثقافیة، اإلمارات، رأس الخیمة، 1991م)، ص111-110.


االقتصاد



يـقول اهلل تـعالـى: "... وآخـرون يـضربـون فـي األرض "( سـورة املـزمـل، ۲۰)؛ فهـذه اآليـة تـدل عـلى وجـوب الـضرب فـي األرض ووجـوب االسـتثمار، وإذا كـانـت هـذه (اجلـملة خـبريـة فـي لـفظها)؛ غـير أنـها (إنـشائـية فـي مـعناهـا)، وذلـك : فـإن قـولـه تـعالـى: ألن اخلـبر فـي سـياق املـدح، واملـدح أمـر يـكون فـي األعـم األغـلب لـلسامـع بـاالمـتثال، وبـناء عـلى ذلـك"يـضربـون فـي األرض" أمـر بـالـضرب فـي األرض بـغية احلـصول عـلى فـضل مـن اهلل، و"الـفضل" يـعني (الـرزق احلـسن : (الـضرب لـنيل فـضل اهلل أمـر واجـب) إذن؛ فـ "االسـتثمار" أيـضا (واجـب)؛ احلـالل، والـزيـادة عـلى املـوجـود)، إذن

.( 1لكونه أحد أشكال الضرب في األرض وابتغاء فضله(

٤- األمر بعدم إضاعة املال أمر باالستثمار: يـقول الـرسـول صـلى اهلل عـليه وسـلم أن اهلل تـبارك وتـعالـى /يـرض/؟؟ لـكم ثـالثـا ويسخـط لـكم ثـالثـا؛ يـرض لـكم أن تـعبدوه وال تشـركـوا بـه شـيئا، وأن تـعتصموا بـحبل اهلل جـميعا، وأن تـناصـحوا مـن والة أمـوركـم، ويسخـط لـكم قـيل وقـال، وإضـاعـة املـال، وكـثرة الـسؤال".( أخـرجـه أحـمد فـي مـسنده، كـتاب بـاقـي مـسند املـكثريـن، بـاب املـسند الـسابـق، حـديـث رقـم ۸٤٤٤)، وجـاء فـي /املـنقى/؟؟ فـي شـرح هـذا احلـديـث يـحتمل أن يـريـد بـقولـه إضـاعـة املـال: تـرك تـثميره وحـفظه، ويـحتمل أن يـريـد بـقولـه فـي غـير وجـهه مـن السـرف واملـعاصـي، وهـذا دلـيل عـلى اهـتمام اإلسـالم احلـنيف

بعملية استثمار املال واحلث عليها. ٥: احلث على العمل أمر باالستثمار:

ورد فـي احلـديـث الشـريـف أن رجـال مـن األنـصار أتـى الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم يـسألـه فـقال: أمـا فـي بـيتك شـيء؟ فـقال: بـلى؛ حـلس نـلبس بـعضه ونبسـط بـعضه، وقـعب نشـرب فـيه املـاء، فـقال: أئـتني بـهما، فـأتـاه بـهما؛ فـأخـذه صـلى

اهلل عليه وسلم بيده وقال: من يشتري هذين؟ اه، وأخـذ الـدرهـمني، وأعـطاهـما األنـصاري وقـال: "اشـتري فـقال رجـل: أنـا /أخـذاهـما/؟؟؟ بـدرهـمني، فـأعـطاه إيـبـأحـدهـما طـعامـا فـانـبذه إلـى أهـلك واشـتري بـاآلخـر قـدومـا فـأتـني بـه"، فـأتـاه بـه فشـد فـيه صـلى اهلل عـليه وسـلم عـودا بـيده ثـم قـال: "اذهـب فـاحـتطب، وال أريـنك خـمسة عشـر يـومـا"، فـذهـب الـرجـل يـحتطب ويـبيع، فـجاء وقـد أصـاب عشـرة دراهـم، فـاشـترى بـبعضها ثـوبـا وبـبعضها طـعامـا، فـقال صـلى اهلل عـليه وسـلم: "هـذا خـير لـك مـن أن جتـيء املـسألـة نـكتة

في وجهك يوم القيامة، إن املسألة ال تصح إال لثالثة؛ لذي فقر مدقع، أو لذي عدم مفظع، أو لذي دم موجع". فـــي هـــذا احلـــديـــث الشـــريـــف جنـــد اهـــتمام الـــرســـول صـــلى اهلل عـــليه وســـلم الشـــديـــد بـــعملية تـــكويـــن املـــدخـــرات

.( 2واالستثمارات؛ فقد باع صلى اهلل عليه سلم سلعا معمرة (ضروريات) من أجل تكوين رأس املال وتراكمه(

٦- إيجاب غرس الفسيلة أمر باالستثمار:

) قطب مصطفى /سانو/؟؟، االستثمار أحكامھ وضوابطھ في الفقھ اإلسالمي، ط 1، (دار النفائس، األردن، 2000م )، ص41-37. )1

) خالد بن عبد الرحمن المشعل، مصدر سابق، ص63-60. )2


االقتصاد



: "إذا قـامـت الـساعـة وفـي يـد أحـدكـم فسـيلة فـاسـتطاع أال يـقوم حـتى يـغرسـها فـليغرسـها، فـله قـال صـلى اهلل عـليه وسـلمبـذلـك أجـر"( أخـرجـه أحـمد فـي مـسنده، كـتاب الـباقـي مـسند املـكثريـن، بـاب بـاقـي املـسند الـسابـق، حـديـث رقـم ۱۲٥۱۲)، فــاحلــديــث الشــريــف يــؤكــد (أن اســتثمار املــال الــزائــد عــن احلــاجــة واجــب شــرعــي)، والم األمــر فــي قــولــه "فـليغرسـها" صـيغة أمـر دالـة عـلى وجـوب، مـا لـم تـصرفـها قـريـنة مـانـعة مـن إرادة هـذا الـوجـوب، و(األمـر بـغرس الفسـيلة

في احلديث داللة على وجوب االستثمار). ۷- حترمي بيع دار أو عقار دون استثمار ثمنه:

قـال صـلى اهلل عـليه وسـلم: "مـن بـاع دارا أو عـقارا فـلم يـجعل ثـمنه فـي مـثله كـان قـمينا أن ال يـبارك فـيه"( أخـرجـه ابـن مـاجـه فـي سـننه، كـتاب الـرهـون، بـاب مـن بـاع عـقارا ولـم يـجعل ثـمنه فـي مـثله، ۲٤۹۰/۲،ص ۸۳۲)، هـذا احلـديـث : قـولـه صـلى اهلل عـليه وسـلم "فـلم يـجعل ثـمنها فـي مـثله"، وألن الشـريـف يـؤكـد عـلى وجـوب االسـتثمار، والـشاهـد .( 1حجب املال وتعطيله عن أوجه االستثمار يؤدي إلى إخراج املال عن وظيفته األساسية التي خلقه اهلل من أجلها(

۳. شرعية االستثمار األجنبي املباشر في اإلسالم: ۱ - حكم التعامل مع غير املسلمني:

لقد حتدث الفقهاء عن شرعية االستثمارات األجنبية؛ غير أنهم اختلفوا في حكمه خاصة لألجانب. فـقد ذهـب املـذهـب األول (الـشافـعية والـظاهـريـة وبـعض فـقهاء الشـيعة) إلـى أنـه ال ميـكن غـير املسـلم مـطلقا مـن •

يا)، وقـد تـقاربـت فـي اسـتغالل املـوارد الـطبيعية فـي الـدول اإلسـالمـية- سـواء كـان (حـربـيا، أو مسـتأمـنا، أو ذمـذلــك آراء كــثير مــن الــفقهاء، "اإلمــام الــنووي والــغزالــي والــرافــعي"( انــظر اجملــموع، ج ٤، ص ۷٦، وروضــة

الطالبني، ج ٤، ص ۳٤٥، للنووي)، وإن الـــشافـــعية يشـــترطـــون لـــصحة االســـتثمار أن يـــكون الـــشخص قـــادرا عـــلى اإلحـــياء، والـــقدرة تـــشمل (احلســـية

والشرعية)، والقدرة الشرعية تعد منعدمة لدى املستثمر األجنبي؛ بل لدى الذمي الوطني. * أمـا املـذهـب الـثانـي "املـالـكية واحلـنابـلة" فـقد ذهـبوا إلـى جـواز اسـتغالل املـوارد الـطبيعية مـن قـبل غـير املسـلمني ولـو دون إذن اإلمـام- مـا لـم يـتعد عـلى حـق أحـد مـعين- وقـد ذكـر املـرداوي "(املـرداوي، اإلنـصاف، ج ٦، ص ۳٥۷) "ومـن أحـيا أرضـا مـيتة فهـي لـه مسـلما كـان أو كـافـرا بـإذن اإلمـام أو بـغير إذن اإلمـام فـي دار اإلسـالم وغـيرهـا" ويـقول اخلـرشـي (اخلـرشـي، ج ۷، ص ۷۰) "فـإن احملـيي ال يـفتقر فـي إحـيائـه إلذن ولـو كـافـرا؛ واحـتجوا بـقولـه صـلى اهلل عـليه وسـلم: "مــن أحــيا أرضــا مــيتة فهــي لــه"( أخــرجــه أبــو داود فــي ســننه، كــتاب اخلــراج واإلمــارة والــفيء، بــاب إحــياء املــوات

) قطب مصطفى سانو، مصدر سابق، ص49. )1


االقتصاد



۳۰۷۱/۸، ص ۲۲٦)، وبـ "أن األحــياء مــن أســباب املــلك، كــما أن إحــياء األرض مــن مــصلحة املســلمني بــعمارة األرض واالنتفاع بها".

* أمـا املـذهـب الـثالـث "احلـنفية" فـقد ذهـبوا إلـى اجلـواز بشـروط حـتى يسـتطيع األجـنبي اسـتغالل املـوارد الـطبيعية فـي الـدولـة اإلسـالمـية؛ فـعندهـم "إذا دخـل احلـربـي دارنـا بـأمـان واشـترى أرض خـراج؛ فـإذا وضـع عـليه اخلـراج فـهو ذمـي؛ ألن خـراج األرض /مبـعزلـه/؟؟ عـن خـراج الـرأس، فـإذا الـتزمـه صـار مـلتزمـا املـقام فـي دارنـا؛ أمـا مجـرد الشـراء ال يـصير ذمـيا؛ : أن "احلـنفية" يشـترطـون عـلى املسـتأمـن حـصولـه عـلى جنسـية الـدولـة اإلسـالمـية؛ بـأن ألنـه قـد يشـتريـها لـلتجارة" أي

.( 1يصير ذميا حتى تتاح له فرصة االستثمار عن طريق اإلحياء أو اإلقطاع(

إذن: جتـوز مـعامـلتهم؛ فـقد قـام الـدلـيل الـقاطـع فـي ذلـك قـرآنـا، قـال اهلل تـعالـى: " وطـعام الـذيـن أوتـوا الـكتاب حـل لـكم "( سورة املائدة، ٥) وهذا نص مبخاطبتهم بفروع الشريعة.

وقـد عـامـل الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم الـيهود ومـات ودرعـه مـرهـونـة عـند يـهودي فـي شـعير أخـذه لـعيالـه، وقـد سـافـر .( 2النبي صلى اهلل عليه وسلم إليهم تاجرا(

كـما عـامـل الـرسـول صـلى اهلل عـليه وسـلم يـهود خـيبر؛ فـلقد أبـرم الـرسـول صـلى اهلل عـليه وسـلم عـقدا خـاصـا مـع يـهود خــيبر، ومبــقتضاه يــدفــع إلــيهم األرض بــعد أن آلــت مــلكيتها إلــى الــرســول صــلى اهلل عــليه وســلم واملســلمني مبــقتضى الـفتح؛ وذلـك مـقابـل أن يـقوم الـيهود بـاسـتثمارهـا فـيما تـصلح لـه مـن زرع وغـرس عـلى أن يـكون لـهم شـطر مـا يخـرج مـن

.( 3هذا االستغالل(

وقـد عـامـل سـيدنـا عـمر رضـي اهلل عـنه أهـل مـنيج - قـومـا مـن أهـل احلـرب وراء البحـر- بـعد أن كـتبوا لـه لـيدخـلوا أرض املسـلمني جتـارة، وعـامـل أهـل الـنبط - قـومـا مـن الـعرب قـطنوا قـدميـا جـنوبـي فلسـطني- فـقد كـانـوا يـدخـلون "مـصر،

.( 4والشام، وبالد الفرات" ويؤخذ منهم العشر(

ولـلمفكريـن رأي واحـد فـي حتـقيق االسـتغالل االقـتصادي مـن خـالل الـتنمية االقـتصاديـة فـي اجملـتمع املسـلم؛ ولـكن ) أن اســتراتــيجية الــتوجــه 5عــندمــا تــقترن تــنمية اجملــتمع املســلم بــالــعالــم اخلــارجــي فــهنالــك (اجــتهاد)، يــرى يســري(

الـداخـلي هـي أفـضل لـلبلدان اإلسـالمـية عـن اسـتراتـيجية الـتوجـه إلـى اخلـارج؛ ألنـها فـي اعـتقاده تـؤدي إلـى حتـقيق الـتنمية

)محمد محمد سید أحمد عامر، مصدر سابق، ص210-208. )1

)یوسف كمال محمد، فقھ اقتصاد السوق النشاط الخاص، ط 3، (دار النشر للجماعات، مصر، القاھرة، 1998م)، ص173-172. )2

)محمد محمد سید أحمد عامر، مصدر سابق، ص134-131. )3

)محمد الشحات الجندي، قواعد التنمیة االقتصادیة في القانون الدولي والفقھ اإلسالمي، (دار النھضة، العربیة، القاھرة، 1985)، ص285-282. )4

)أحمد عبد الرحمن یسري، العالقات االقتصادیة بین البلدان اإلسالمیة ودورھا في التنمیة االقتصادیة، دراسات في االقتصاد اإلسالمي،( مركز )5

أبحاث االقتصاد اإلسالمي، جدة، جامعة الملك عبد العزیز، 1985م)، ص314-295.


االقتصاد



) يــرى ضــرورة تــبني ســياســة جــمركــية تــقوم عــلى (مــبدأ الــتفضيل النســبي 1عــلى أســس إســالمــية، ولــكن بــدر(

.( 2للمسلمني، وعدم عزل العالم اإلسالمي)(

۲- شروط جواز التدفقات اخلارجية: أوال: أن ال يـترتـب عـلى الـتمويـل اخلـارجـي تـبعية لـغير املسـلمني قـال اهلل تـعالـى: "ولـن يـجعل اهلل لـلكافـريـن عـلى املـؤمـنني ســبيال"( ســورة الــنساء، ۱٤۱)، وهــو يــفيد األمــر؛ إال إذا تــرتــب عــلى االســتعانــة بــهم إلــى الــتمويــل - أو تــدفــق االسـتثمارات – أي لـون مـن ألـوان الـتبعية؛ فـإن اإلسـالم يـأبـى ذلـك، كـما أن رفـض الـرسـول صـلى اهلل عـليه وسـلم لهـديـة املشـرك تـفيد تـسويـغ أن املهـدي كـانـت لـه أهـداف غـير مـقبولـة، وذلـك مـا دفـع (املـالـكية واحلـنابـلة) إلـى اشـتراط أن يـلي

املسلم (الصرف واإلدارة) بـ(نفسه أو بوكيل) في الشركة مع غير املسلم. ثـانـيا: وجـود حـاجـة داعـية إلـى – تـدفـق االسـتثمارات اخلـارجـية – يـقدرهـا أهـل االخـتصاص والـذكـر املـوثـوق بـهم فـي هـذا اجملـال، وهـو مـا ذهـب إلـيه( احلـنفية والـشافـعية واإلمـام أحـمد) مـن أنـه: ال جتـوز االسـتعانـة بـهم إال حلـاجـة؛ لـقولـه تــعالــى: "إال أن تــتقوا مــنهم تــقاة "( ســورة آل عــمران، ۲۸) والــرســول صــلى اهلل عــليه وســلم اســتعان بــالــدلــيل فــي

الهجرة. ثـالـثا: االلـتزام بـضوابـط الـتمويـل فـي االقـتصاد اإلسـالمـي؛ ألن الـتمويـل فـي حـقيقته هـو (إنـفاق مـال أو اسـتخدام طـاقـة)

ويتحتم االلتزام بضوابط اإلنفاق اإلسالمي. رابـعا: الـقدرة عـلى الـوفـاء بـالـعهود واملـواثـيق املسـتخدمـة لـلتمويـل اخلـارجـي؛ لـ "أن املسـلمني عـند شـروطـهم، إال شـرطـا حـرم حـالال، أو حـلل حـرامـا، ولـقولـه تـعالـى:(يـا أيـها الـذيـن آمـنوا أوفـوا بـالعهـد إن العهـد كـان مسـئوال)( سـورة اإلسـراء،

.( ) (۳٤3

خامسا: أن ال يكون فيه ضرر على املسلمني من ناحية القوة.

)عبد المنعم محمد بدر، اإلسالم والتنمیة، مجلة المسلم العاصر، العدد 2، ینایر 1982، ص43. )1

)المعھد العالمي للفكر اإلسالمي، أبحاث ندوة إسھام الفكر اإلسالمي في االقتصاد المعاصر، (المعھد العالمي للفكر اإلسالمي، ط 2، 1998م)، )2

ص261-260.)محمد محمد سید أحمد عامر، مصدر سابق،ص130-129. )3


االقتصاد



في ظالل العمارة اإلسالميةميزات العمارة اإلسالمية وحضارتها العريقة

احللقة (۱)

إن مـن أهـم اجملـاالت الـتي تـفوق فـيها املسـلمون، وقـد شـيد املـعماريـون املسـلمون أنـواعـا عـديـدة مـن الـعمائـر، وخـلفوا لـنا كـثيرا مـن األبـنية (الـديـنية والـعلمية) كـ(املـساجـد واملـدارس والـكتاتـيب والـزوايـا)، ومـن الـعمائـر املـدنـية كـ(الـقصور والــبيوت واخلــانــات والــوكــاالت واحلــمامــات والــبيمارســتانــات -املســتشفيات- واألســبلة والــقناطــر)، ومــن الــعمائــر الــعسكريــة كـ(الــقالع واحلــصون واألســوار واألبــواب واألربــطة)، وكــان لــكل نــوع مــنها تــصميمه اخلــاص بــه واملــالئــم

لوظيفته، كما اختلف طراز كل نوع وفقا إلقليم إنشائه. وقـد اسـتمدت األصـول املـعماريـة اإلسـالمـية مـقومـاتـها األولـى مـن الـعقيدة اإلسـالمـية إلـى جـانـب إفـادتـها مـن الـتقالـيد الـفنية الـقدميـة الـتي كـانـت سـائـدة حـينذاك فـي الـفنون (الـعربـية والـساسـانـية والهـيلينستية والـبيزنـطية)؛ غـير أنـها ظـلت حتـتفظ بـ(الـروح الـعربـية اإلسـالمـية)، وابـتكرت لـنفسها عـناصـر مـعماريـة وفـنية خـاصـة لـها كـ(املـآذن والـعقود احلـذويـة

والعقود املفصصة واملقرنصات) بأنواعها، وغيرها الكثير من أنواع العمائر اإلسالمية. املـساجـد: وتـعد املـساجـد مـن أهـم املـبانـي الـتي متـتاز بـها ال وكـان تخـطيط املـساجـد األولـى بسـيطا؛ يـتكون مـن مـساحـة مــربــعة مــحاطــة بــسور، وبــها ظــلة ســقفها يــتركــز عــلى (عــمد مــصنوعــة، أو مــأخــوذة مــن جــذوع النخــل أو مــن عــمد مـنقولـة) مـن عـمائـر قـدميـة، ومـن أهـم أمـثلة تـلك املـساجـد "مسجـد الـرسـول فـي املـديـنة املـنورة، ومسجـد الـكوفـة (۱٤ هـ، ٦۳٥ م) ومسجـد الـبصرة (۱۷ هـ، ٦۳۸ م) ومسجـد عـمرو بـن الـعاص فـي الفسـطاط (۲۰ هـ، ٦٤۰ م) ومسجـد الـقيروان فـي تـونـس (٥۰ هـ، ٦۷۰ م)". ولـم تـلبث املـساجـد أن أصـبح لـها (نـظام مـعماري واضـح) يـتكون مـن صـحن أوسـط حتـيط بـه أربـع ظـالت (أروقـة) أكـبرهـا ظـلة الـقبلة الـتي تشـتمل عـلى (احملـراب واملـنبر)، ومـن أمـثلة هـذا الـنوع (مسجــد الــرســول فــي الــعصر األمــوي، ومسجــد املــنصور فــي بــغداد (۱٥٤ هـ، ۷۷۰ م)، واملــساجــد الــعباســية) فــي

العراق ومصر. ظهـرت املـدارس فـي أواخـر الـقرن اخلـامـس الهجـري، احلـادي عشـر املـيالدي، عـلى يـد السـالجـقة، وكـان الـغرض مـنها (نشـر املـذاهـب الـسنية)، والتخـطيط املـعماري لـتلك املـدارس يـتكون مـن (صـحن وأربـعة إيـوانـات) أكـبرهـا (إيـوان

الدكتور املهندس: حسان فائز السراج


االقتصاد


http://forum.arabia4serv.com/t65602.html



الـقبلة)، وكـان كـل إيـوان يـخصص لـ(تـدريـس مـذهـب مـن املـذاهـب) أو أكـثر، وغـالـبا مـا يـلحق بـتلك املـدارس (مـبنى لـسكن الـطالب وسـبيل للشـرب وحـوض لـسقايـة الـدواب ومـيضأة - مـوضـع لـلوضـوء -) وغـيرهـا مـن املـالحـق، ومـن أشهــر املــدارس اإلســالمــية: *املــدارس الــنظامــية فــي نــيسابــور والــعراق، واملــدرســة املســتنصريــة فــي بــغداد، واملــدرســة الـصاحلـية فـي مـصر، ومـدرسـة قـايـتباي فـي احلـجاز، واملـدرسـة الـبوعـنانـية فـي املـغرب، واملـدرسـة األشـرفـية فـي الـيمن

وغيرها الكثير. األربـطة: مـن املـنشآت الـتي كـانـت جتـمع بـني الـوظـيفة (الـديـنية والـعسكريـة)؛ حـيث كـان يـقيم فـيها احملـاربـون اسـتعدادا لـلجهاد أو لـلتعبد، ومـن أشهـر أمـثلتها: ربـاط املنسـتير فـي تـونـس الـذي شـيده هـرثـمة فـي سـنة ۱۸۰ هـ، ۷۹٦ م، وربـاط سـوسـة فـي تـونـس الـذي شـيده زيـادة اهلل بـن إبـراهـيم بـن األغـلب سـنة ۲۰٦ هـ، وربـاط األغـوات فـي املـديـنة املـنورة الـذي شـيد فـي عـام ۷۰٦ هـ، ۱۳۰٦ م األسـبلة: مـن املـنشآت املـائـية الـتي وصـلت مـنها منـاذج جـميلة وطـرز عـديـدة وبـخاصـة )، وكـانـت هـذه األسـبلة تسـتخدم لـسقايـة املـارة فـي الـطرق الـعامـة، ومـن أقـدم هـذه مـن الـعصريـن (املـملوكـي والـعثمانـي: سـبيل الـناصـر محـمد بـن قـالوون بـالـقاهـرة، وكـان يـلحق بـأعـلى السـبيل مـكتب لـتعليم األسـبلة فـي الـعالـم اإلسـالمـي

األيتام. ): اعـتنى اإلسـالم بـصحة األبـدان، وحـث عـلى االسـتشفاء ومـعاجلـة األمـراض. وكـان مـن الـبيمارسـتانـات (املسـتشفياتأثـر ذلـك اهـتمام السـالطـني بـبناء الـبيمارسـتانـات، وتـوفـير مـا يـحتاج إلـيه مـن (أطـباء وأدويـة وأدوات طـبية)، ومـن أشهـر الـبيمارسـتانـات فـي الـعالـم اإلسـالمـي (بـيمارسـتان السـلطان قـالوون) بـالـقاهـرة، و(بـيمارسـتان الـنوري) فـي دمـشق،

و(البيمارستان املوحدي) مبراكش. طرز العمارة اإلسالمية:

الـطراز األمـوي: مـن الـثابـت أن الـفن الـعربـي اإلسـالمـي منـا فـي ظـل الـدولـة األمـويـة فـي بـالد الـشام، وقـد اقـتبس الـفن األمـوي مـقومـاتـه األولـى وخـصائـصه الـفنية مـن الـبيئة الـتي ولـد فـيها، إلـى جـانـب بـعض الـتأثـيرات الـتي شـكلت فـي

مجموعها السمات الفنية للطراز األموي. وقـد ازدهـر الـفن األمـوي فـي الـقرنـني (األول والـثانـي) بـعد الهجـرة، وكـان طـرازا فخـما انتشـر فـي جـميع األقـطار مبـا فـيها األنـدلـس، وقـد سـاعـد عـلى انـتشار الـفن األمـوي عـلى هـذا الـنحو انـتقال اخلـالفـة مـن احلـجاز إلـى بـالد الـشام؛ حـيث عـاش

اخللفاء األمويون. فــقد اســتقى أصــولــه األولــى مــن املــدارس الــفنية الــتي كــانــت منتشــرة ومــزدهــرة فــي بــالد الــشام قــبل الــعصر اإلســالمــي

كالفنون (الهيلينستية والنصرانية الشرقية)، إلى جانب بعض (التأثيرات الفنية الساسانية) بحكم اجلوار.ومـن اجلـديـر بـالـذكـر أن األسـالـيب الـفنية فـي الـعصر األمـوي بـلغت غـايـة تـطورهـا؛ وذلـك بـفضل الـنظام الـذي اتـبعه اخلـلفاء األمـويـون، املـتمثل فـي الـتزام أقـالـيم الـعالـم اإلسـالمـي بـتقدمي الـصناع وأصـحاب الـفن املـعماري ومـواد الـصناعـة أو


االقتصاد



الـبناء إلـى مـركـز اخلـالفـة؛ مـن أجـل الـقيام بـاألعـمال املـعماريـة والـفنية الضخـمة، وهـذا الـنظام كـان لـه فـضل كـبير فـي جـعل اخلـلفاء األمـويـني يـقومـون بـبناء وجتـديـد أعـظم الـعمائـر الـديـنية فـي ذلـك الـوقـت، مـن بـينها بـناء (املسجـد األمـوي واملسجـد األقـصى واملسجـد الـنبوي الشـريـف وقـبة الصخـرة وجـامـع الـكوفـة وجـامـع الـبصرة وجـامـع الـزيـتونـة وجـامـع

سيدي عقبة) بالقيروان. وإلـى األمـويـني كـذلـك، يـرجـع الـفضل فـي إدخـال مـعظم الـعناصـر املـعماريـة اجلـديـدة إلـى عـمائـرهـم الـديـنية- سـواء الـتي

شيدوها أو التي قاموا بتجديدها، ومن هذه العناصر: املـئذنـة الـتي أدخـلت ألول مـرة إلـى املـساجـد فـي جـامـع (الـكوفـة والفسـطاط ودمـشق)، كـذلـك يـرجـع إلـيهم الـفضل فـي إدخـال املـقصورة الـتي كـانـت تـؤمـن اخلـليفة فـي صـالتـه؛ حـيث كـانـت جتـعله فـي مـعزل عـن صـفوف املـصلني، وكـذلـك

أدخلوا (احملراب اجملوف) في املساجد والقباب وغيرها من العناصر املعمارية. وإلـى جـانـب حـركـة بـناء املـساجـد الـتي مـثلت الـعمائـر الـديـنية فـي الـطراز األمـوي، أبـدع األمـويـون كـذلـك فـي بـناء الـقصور واحلـمامـات واالسـتراحـات والـدور، وهـي متـثل اجلـانـب املـدنـي فـي الـعمائـر األمـويـة، ومـن أعـظم مـا تـبقى مـن تـلك الـعمائـر مجـموعـة الـقصور الصحـراويـة الـتي شـيدهـا األمـويـون خـارج املـدن فـي الـباديـة بـ(األردن وسـوريـة وفلسـطني)، ومتـتاز

تلك القصور بسمات عامة من البيئة التي شيدت فيها. تـنبثق مـعظم الـقصور الـواقـعة فـي بـاديـة شـرق األردن؛ مـثل (قـصر عـمرة وقـصر احلـالبـات وحـمام الـصرح وقـصر املشـتى وقـصر الـطوبـة)، مـن منـط مـعماري واحـد تـقريـبا؛ إذ جـاءت عـمائـر تـلك الـقصور عـلى هـيئة احلـصون الـصغيرة؛ حـيث

كان يحيط بها أسوار مرتفعة مدعمة بأبراج ولها مدخل واحد مزود بحجرات أو أبراج للمراقبة. ط تـلك الـقصور صـحون مـكشوفـة حتـيط بـها مـن اجلـوانـب (مـالحـق ووحـدات مـعماريـة) أمـا مـن الـداخـل فـكان يـتوسـبـعضها سـكني وبـعضها اآلخـر يـضم (الـقاعـات واجملـالـس واحلـمام)، إلـى جـانـب (مـالحـق اخلـدمـات)، كـذلـك متـتاز

عمائر تلك القصور باستخدام مواد بناء مختلفة منها (احلجر املنحوت، واحلجر الغشيم، واآلجر، واجلص). نا جنـد (الـعقود نـصف الـدائـريـة، والـعقود أمـا مـن حـيث الـعناصـر املـعماريـة املـتشابـهة فـي عـمائـر تـلك الـقصور؛ فـإنـاملــتجاورة، واألعــتاب، والــقباب، والــعقود املــعماريــة الــطولــية، والــعقود املــعماريــة املــتقاطــعة، واألعــمدة والــتيجان

الكورنثية) املستوحاة من العمائر الكالسيكية. نا جنـد الفسـيفساء وقـد اسـتخدمـت بـكثرة فـي ومـن حـيث الـعناصـر الـزخـرفـية املـتشابـهة أيـضا فـي تـلك الـقصور؛ فـإنـاملـوضـوعـات الـفنية وكـذلـك الـفريـسكو (الـتصويـر اجلـصي)، وقـد غـلب عـلى املـوضـوعـات الـفنية (الـطابـع الـساسـانـي) وبـخاصـة فـي الـنقوش والـتماثـيل، كـذلـك عـثر عـلى مجـموعـة مـن الـقصور األمـويـة فـي سـوريـة؛ مـنها (قـصر احلـير الـغربـي، وقـصر احلـير الشـرقـي، وقـصر هـشام فـي الـرصـافـة)، أمـا فـي شـرقـي فلسـطني فـيوجـد (قـصر هـشام-خـربـة املفجـر-) قـرب

أريحا، و(قصر الوليد) في خربة املنية عند طبرية.


االقتصاد



وفــي احلــقيقة فــإن تــلك الــقصور تــعبر (عــمارتــها) وكــذلــك (زخــارفــها) عــن االســتفادة الــكبيرة الــتي حــصل عــليها العرب األوائل من فنون األقطار التي فتحوها - وهي في الوقت نفسه - شاهد على عظمة فن تلك الفترة.

العمارة األموية املدنية: ومـن أبـدع الـعمائـر األمـويـة فـي بـالد الـشام (قـبة الصخـرة) فـي بـيت املـقدس الـتي شـيدهـا عـام (۷۲ هـ، ٦۹۱ م) اخلـليفة عـبد املـلك بـن مـروان، وهـي بـناء شـيد مـن احلجـر (مـثمن التخـطيط) بـداخـله (مـثمن آخـر) أصـغر حجـما، ويـتوسـط الصخـرة املشـرفـة مـن الـداخـل (كـرسـي الـقبة) الـتي تـرتـكز بـدورهـا عـلى (عـقود محـمولـة عـلى أكـتاف وأعـمدة) مـن

الرخام.الـطراز الـعباسـي: متـيز طـراز الـعمائـر الـعباسـية فـي أقـطار الـعالـم اإلسـالمـي بـخصائـص فـنية مـتعددة كـان مـن ورائـها (انـتقال ب عـلى ذلـك مـن (ظـهور تـأثـيرات بـيئية وفـنية جـديـدة) كـانـت منتشـرة فـي اخلـالفـة مـن الـشام إلـى الـعراق)، ومـا تـرتـالـعراق إبـان انـتقال مـركـز اخلـالفـة إلـيها؛ ومـن تـلك الـتأثـيرات (الـفنون الـفارسـية وفـنون بـالد الـرافـديـن) الـتي كـانـت شـائـعة مبـنطقة دجـلة والـفرات، كـما ظهـرت مـالمـح الـتأثـير الـقدمي فـي الـعمائـر الـعباسـية مـن خـالل اسـتخدام املـعمار الـعباسـي ) فـي بـناء مـنشآتـه املـعماريـة، كـذلـك انتشـر فـي الـطراز الـعباسـي اسـتخدام (اجلـص) فـي إكـساء واجـهات (الـلنب واآلجـر

املباني. أمـا أهـم الـعناصـر املـعماريـة الـتي كـانـت شـائـعة فـي الـطراز املـعماري الـعباسـي فنجـدهـا فـي (األكـتاف والـدعـائـم) الـتي اســتخدمــها املــعمار الــعباســي بــكثرة فــي عــمائــره عــوضــا عــن األعــمدة، كــذلــك شــاع اســتخدام (الــتغطيات املــقببة واملـعقودة)، إلـى جـانـب اسـتخدام (الـسقوف املسـتويـة احملـمولـة عـلى األكـتاف والـدعـامـات املسـتطيلة)، كـما شـاع فـي الـــطراز الـــعباســـي اســـتخدام (األواويـــن واألبـــواب املـــعقودة واألســـوار الضخـــمة املـــدعـــمة بـــأبـــراج، والـــعقود املـــتنوعـــة األشــكال)؛ مــنها (املــدبــب واملنكســر املــعروف) بــالــفارســي و(الــعقد املــفصص)، إلــى جــانــب اســتخدام (احملــاريــب

املسطحة واجملوفة). كـما متـيزت املـآذن الـعباسـية بـ"أشـكالـها (اخملـروطـية)، وانـفصالـها عـن كـتلة املسجـد، والـصعود إلـيها بسـلم يـلتف حـول بـنائـها مـن اخلـارج عـلى شـكل حـلزونـي"، وقـد وصـف املسـتشرقـون هـذا الـطراز مـن املـآذن بـأنـه (مـقتبس مـن املـعابـد )، ومـن أشهـر مـآذن املـساجـد الـعباسـية (مـئذنـة جـامـع سـامـراء، وجـامـع الـقدميـة) فـي الـعراق واملـعروفـة بـاسـم (الـزقـوراتأبــي دلــف بــالــعراق ومــئذنــة جــامــع أحــمد بــن طــولــون مبــصر)، وقــد اشــتهرت تــلك املــآذن فــي اآلثــار اإلســالمــية بــاســم (املـلويـة)، أمـا الـعناصـر الـزخـرفـية الـتي شـاع اسـتخدامـها فـي طـراز الـعمائـر الـعباسـية فنجـدهـا فـي (األكسـية اجلـصية) الـتي نـفذت بـطريـقة الـقالـب عـلى (واجـهات الـعمائـر) الـعباسـية كـافـة مـن (الـداخـل واخلـارج)، وكـذلـك عـلى (إطـارات الـعقود وفـتحات الـنوافـذ واملـداخـل واحملـاريـب)، وكـذلـك اتـسمت الـعمائـر الـعباسـية مـن مـساجـد وقـصور بـ(ضـخامـتها وكـبر مـساحـاتـها وسـعة أفـنيتها)، ومـن أهـم مـا خـلفه لـنا الـطراز الـعباسـي مـن عـمارة املـساجـد مـا جنـده فـي (املسجـد


االقتصاد





اجلـامـع بـسامـراء، وجـامـع أبـي دلـف بـالـعراق، وجـامـع ابـن طـولـون مبـصر، وجـامـع نـايـني فـي إيـران)، ومتـتاز تـلك املـساجـد ) مـن حـيث (مـادة الـبناء اآلجـريـة)، وكـذلـك (اسـتخدام الـدعـائـم واألكـتاف) بـ(عـناصـر مـعماريـة وزخـرفـية مـتشابـهة- بـزيـادة تـعد مبـثابـة بـدال مـن (األعـمدة)، كـما أحـيطت تـلك املـساجـد مـن اخلـارج مـن ثـالث جـهات -عـدا جـهة الـقبلةحـرم للمسجـد، أمـا الـعمائـر املـدنـية فـقد كـشفت عـنها أعـمال الـتنقيب الـتي أجـريـت فـي املـدن الـعربـية بـالـعراق، وقـد سـاعـدت تـلك الـكشوف عـلى (الـتعرف بـصورة جـلية عـلى تخـطيط تـلك املـدن)، ومـن أشهـر الـعمائـر املـدنـية فـي الـعصر الـعباسـي (مـديـنة بـغداد) الـتي أسـسها اخلـليفة أبـو جـعفر املـنصور فـي عـام ۱٤۷ هـ، وقـد خـططت عـلى (هـيئة دائـريـة الــشكل)، واســتخدم فــي بــنائــها (الــلنب واآلجــر)، وكــان لــلمديــنة (ســوران خــارجــيان) بــينهما (مــساحــة فــضاء مـكشوفـة) عـرفـت بـ (الـفصيل)، وكـان لـلمديـنة (أربـعة أبـواب رئيسـية مـحوريـة أال وهـي: بـاب الـكوفـة، وبـاب الـبصرة، ة تشهـد عـلى عـظمة املـعمار اإلسـالمـي) وبـاب خـراسـان، وبـاب الـشام)، وقـد كـانـت (مـديـنة بـغداد بـحق حتـفة مـعماريـ

في تلك الفترة. ومــن املــدن الــعباســية الــتي حــظيت بشهــرة واســعة فــي احلــضارة اإلســالمــية (مــديــنة ســامــراء) الــتي شــيدهــا اخلــليفة "املــعتصم" فــي عــام (۲۲۱ هـ- ۸۳٥ م)، بــعد أن ضــاقــت مــديــنة بــغداد بــجنوده، ومــن أشهــر قــصور ســامــراء (قــصر ) إلــى جــانــب كــثرة (الــبساتــني والــبحيرات واملــياديــن)، كــما اشــتهرت ســامــراء بـ اجلــوســق اخلــاقــانــي، وقــصر الــعاشــق

(شوارعها الفسيحة، وخططها املنتظمة). وقـد جتـلت عـناصـر الـعمارة الـعباسـية فـي قـصور تـلك املـدن مـن حـيث (الـقباب املـرتـفعة، والـبوابـات الضخـمة، واألواويـن

الواسعة، واحلدائق املسورة). كـما وصـلت إلـينا مـن الـعمائـر املـدنـية فـي الـطراز الـعباسـي مجـموعـة قـليلة مـن الـقصور الـتي تـعود تـواريـخ إنـشائـها إلـى تــلك الــفترة، ومــن أشهــر تــلك الــقصور (قــصر األخــيضر) الــذي يــقع جــنوب مــديــنة (كــربــالء) بــالــعراق، و(قــصر

بلكوارا) الذي شيد في عهد اخلليفة املتوكل جنوب مدينة (سامراء). ومــن أشهــر مــا ميــيز عــمائــر الــطراز الــعباســي (بــناء األضــرحــة)؛ إذ يــعود أقــدم ضــريــح إلــى عهــد اخلــليفة الــعباســي "املسـتنصر"، وهـو الـضريـح املـعروف بـ (قـبة الـصليبية) الـتي تـقع عـلى (الـضفة الـغربـية لنهـر دجـلة)، وهـي (بـناء مـثمن التخـطيط) يـتألـف مـن (مـثمن خـارجـي داخـله بـناء مـثمن الـشكل ضـلعه أصـغر مـن طـول ضـلع املـثمن اخلـارجـي)، وهـذا

التخطيط يؤكد مرة أخرى على (استمرار التأثيرات املعمارية األموية في طراز العمائر العباسية). الـطراز الـفاطـمي: متـيز طـراز الـفاطـمية عـن غـيره مـن الـطرز املـعماريـة اإلسـالمـية، وأصـبح لـه طـابـع خـاص يتجـلى فـي مـبانـيه

القائمة من (مساجد ومشاهد وأضرحة وأسوار وأبراج) وغيرها من العناصر (املعمارية والفنية).ومــن أهــم خــصائــص الــعمارة الــفاطــمية (اســتعمال األحــجار بــشكل أســاســي) فــي املــنشآت (الــديــنية واحلــربــية -بـفضل اسـتعمال احلـجارة فـي الـعمائـر الـفاطـمية- تـطورا كـبيرا، واألضـرحـة). وقـد تـطورت عـمارة املـساجـد الـفاطـمية


االقتصاد



وامـتاز بـناؤهـا بـ(املـتانـة والـفخامـة والـصالبـة)، ولـيس مـعنى ذلـك أن الـطراز الـفاطـمي لـم يسـتخدم اآلجـر فـي الـبناء؛ فـقد شـيدت (قـاهـرة جـوهـر) بـاآلجـر. كـذلـك اسـتخدم اآلجـر فـي بـناء (الـقباب، والـعقود، واألسـقف، واجلـوانـب الـداخـلية

للحوائط). ”(٤۰۳ هـ). كـما اسـتخدمـت فـي بـناء بـعض املـساجـد (األحـجار واآلجـر)، ومـن أمـثلة ذلـك جـامـع "احلـاكـم بـأمـر اهلل

كذلك استخدمت (العوارض اخلشبية في تدعيم اجلدران، واألعمدة السابحة في تثبيت األسوار احلربية). وقـد اعـتنى املـعمار الـفاطـمي عـنايـة كـبيرة بـ(صـقل األحـجار ونـحتها وتنسـيقها فـي الـبناء)؛ ممـا سـاعـد املـعمار كـثيرا عـلى (االسـتغناء عـن األكسـية اجلـصية)، كـما سـاعـد اسـتعمال األحـجار فـي الـعمائـر الـفاطـمية عـلى تـنفيذ الـزخـارف عـليها بـطريـقة (احلـفر) أو (الـنحت) مـباشـرة، مـثال ذلـك: واجـهات جـامـع (األقـمر، والـصالـح طـالئـع)، وكـذلـك (أسـوار

وأبواب) القاهرة. كـذلـك شـاع فـي الـعمائـر الـفاطـمية اسـتخدام "الـصنجات املـعشقة-قـطع احلـجارة الـصغيرة- فـي مـصر ألول مـرة، ومـثال ذلــك أبــواب الــقاهــرة الــفاطــمية؛ مــثل (بــاب الــنصر والــفتوح وبــاب زويــلة)، وقــد اســتخدم املــعمار الــفاطــمي تــلك ) فـي (تـكويـن إطـارات عـقود فـتحات األبـواب)، وكـذلـك فـي (األعـتاب، والـعقود)، ثـم تـطورت بـعد (الـصنجاتذلـك فـي جـامـع (األقـمر والـصالـح طـالئـع)؛ حـيث (اتخـذت الـصنجات املـعشقة مظهـرا زخـرفـيا مـع احـتفاظـها بـوظـيفتها

املعمارية).كـذلـك امـتازت املـساجـد الـفاطـمية فـي مـصر واملـغرب بـالـتطور الـكبير الـذي أدخـل عـلى طـريـقة اسـتخدام الـروافـع؛ حـيث اسـتعمل الـفاطـميون (انحـدارات فـوق تـيجان األعـمدة)، وبـدأت -وألول مـرة- تـصنع األعـمدة خـصيصا لـلمساجـد بــعد أن كــانــت تــنقل مــن عــمائــر قــدميــة، كــما اســتخدم املــعمار الــفاطــمي (الــدعــائــم واألكــتاف) فــي بــعض املــساجــد ة) فـي الـفاطـمية مـن أمـثلتها (جـامـع احلـاكـم) الـذي قـيل إنـه شـيد عـلى غـرار جـامـع ابـن طـولـون، وأيـضا (جـامـع املهـديـتـونـس، كـذلـك شـاعـت فـي الـطراز املـعماري الـفاطـمي أنـواع عـديـدة مـن الـعقود؛ مـنها الـعقد (املـقوس، واملـدبـب، واملـنفرج واملـنبطح واحملـدب واملنكسـر ونـصف الـدائـري)، ومـن أشهـر الـعقود انـتشارا فـي الـفاطـمية الـعقود الـفارسـية، كـذلـك اسـتخدمـت فـي الـعمائـر/ الـفاطـمية املـداخـل الـبارزة عـن سـمت الـواجـهة واملـعروفـة بـ(املـداخـل الـتذكـاريـة)، ومـن

أقدم أمثلتها (املدخل الرئيس في جامع املهدية بتونس، واملدخل الرئيس في جامع احلاكم بالقاهرة). كـذلـك عـرفـت الـعمائـر الـديـنية فـي الـطراز الـفاطـمي أنـواعـا عـديـدة مـن مخـططات املـساجـد؛ مـنها (جـامـع املهـدي) الـذي )، و(جـامـع األزهـر) الـذي كـان يـتكون مـن (صـحن وثـالثـة أروقـة)، ثـم ظهـرت فـيه ألول مـرة (ظـاهـرة تـعدد الـصحون(جـامـع احلـاكـم) الـذي خـطط عـلى (هـيئة صـحن وأربـع ظـالت أكـبرهـا ظـلة الـقبلة)، هـذا بـخالف التخـطيطات األخـرى

التي ظهرت في (جامع األقمر والصالح طالئع واملشاهد).


االقتصاد



كـذلـك شـاع فـي طـراز الـعمائـر الـفاطـمية (الـديـنية واحلـربـية) اسـتخدام (الـتغطيات املـقببة)، مـثال ذلـك اسـتخدام (القباب) ألول مرة في مصر على (احملراب والصحون أو في تغطية ظلة القبلة) كما هي احلال في (جامع األقمر).

كـذلـك شـاع فـي طـرز الـعمائـر الـفاطـمية (ظـاهـرة تـعدد احملـاريـب)-سـواء (املسـطحة) مـنها،كـما هـي احلـال فـي (جـامـع ) الـتي مـن أمـثلتها (مشهـد السـيدة رقـية) بـالـقاهـرة؛ إال أن احملـاريـب الـفاطـمية شهـدت تـطورا ابـن طـولـون) أو (اجملـوفـة

كبيرا في (محراب جامع اجليوشي) بالقاهرة. كــما شــاع فــي طــراز الــعمائــر الــفاطــمية اســتخدام املــقرنــصات (حــليات مــعماريــة تــزيــن بــواطــن الــعقود أو واجــهاتــها)

بأشكال متطورة، وأصبحت التركيبات املقرنصة أكثر تعقيدا. كـذلـك احـتفظ املـعمار الـفاطـمي بـنمط ممـيز فـي املـآذن تشهـد عـلى ذلـك أمـثلتها فـي جـامـع (احلـاكـم، واجلـيوشـي)؛ حـيث ظهـرت بـهما -ألول مـرة- فـي تـاريـخ (األفـاريـز املـزدوجـة مـن املـقرنـصات) الـتي تـدور حـول الـطابـق األول مـن بـناء

املئذنة ومن أمثلتها (مئذنة اجليوشي). الــطراز املــغربــي األنــدلســي: اعــتاد الــباحــثون دراســة املــغرب واألنــدلــس ضــمن (إطــار فــني واحــد)؛ نــظرا لــلعوامــل (الـتاريـخية واجلـغرافـية والسـياسـية) الـتي تـؤلـف بـينهما، إلـى جـانـب الـصالت الـفنية املـتبادلـة بـينهما، ممـا سـاعـد عـلى طـبع عـمائـر هـذا الـطراز بـ(سـمات فـنية مـتشابـهة إلـى حـد كـبير) -عـلى الـرغـم مـن وجـود فـن مـغربـي اصـطلح عـلى تـسميته (الـفن الـقيروانـي)-؛ إلـا أن غـلبة الـعناصـر (املـعماريـة والـفنية) بـني املـغرب واألنـدلـس والـوحـدة السـياسـية الـتي

ربطت بينهما هي التي أوعزت لعلماء (اآلثار والفن) بالربط بينهما فنيا. وقـد بـدأت مـراحـل الـزعـامـة الـفنية فـي املـغرب واألنـدلـس فـي عـصر الـدولـة األمـويـة الـغربـية، ثـم انـتقلت إلـى مـراكـش مـنذ ضـم بـالد األنـدلـس إلـى سـلطانـهم سـنة (۸٤۳ ه- ۱۰۹۰م)، فـكان ذلـك إيـذانـا بـتغيير فـي مـيدان الـفنون فـي املـغرب؛ إذ ة جـديـدة حـملها مـعه (الـعصر املـرابـطي أفـل جنـم الـطراز األمـوي املـغربـي، وبـدأت تظهـر فـي األفـق سـمات فـنية مـعماريـواملـوحـدي)، تـتمثل فـي بـدايـة أمـرهـا بـ(الـتقشف والـبساطـة والـبعد عـن الـثراء الـزخـرفـي ومـظاهـر الـترف)؛ ولـكن سـرعـان ديـن (عهـدا فـنيا جـديـدا) فـي الـقرن الـسادس الهجـري مـا تـغيرت احلـال وبـدأ املـغرب واألنـدلـس فـي ظـل عـصر املـوحـ

الثاني عشر امليالدي. را كـبيرا، وأن تـطوره كـان بـطيئا بـالنسـبة إلـى تـطور ومـن اجلـديـر بـالـذكـر أن الـطراز املـغربـي لـم يـتأثـر بـغيره مـن الـطرز تـأثـ

سائر الطرز اإلسالمية، وكانت أهم املراكز الفنية لهذا الطراز (أشبيليا وغرناطة ومراكش وفاس). أمـا الـعمائـر الـديـنية فـقد كـانـت مـتأثـرة مبـا كـان مـتبعا فـي الـطراز املـغربـي األنـدلسـي، فـي الـقرون الـثالثـة األولـى؛ فـي (الفســطاط والــكوفــة والــبصرة والــشام فــي تخــطيطات املــساجــد) إلــى أن جــاء الــقرن الــسادس الهجــري الــثانــي عشــر املـيالدي؛ حـيث بـدأ يظهـر تـطور كـبير فـي عـمارة املسجـد عـلى أيـدي (املـوحـديـن)؛ فـانـصرف مـعمار تـلك الـفترة عـن


االقتصاد



اسـتعمال (األعـمدة) وأقـبل عـلى اسـتعمال (األكـتاف والـدعـائـم املشـيدة مـن اآلجـر والـعقود احلـذويـة الـشكل) الـتي نفذت على هيئة حذوة الفرس (مستديرة متاما أو مدببة قليال).

وكــانــت مــعظم تــلك الــعقود تــبنى مــنخفضة؛ ممــا كــان يكســب ظــلات املسجــد طــابــعا مــن اجلــالل. ومــن أمــثلة ذلــك (عـقود جـامـع الـكتبية مبـراكـش، وعـقود جـامـع تـينملل فـي جـنوب املـغرب). كـذلـك اتـسمت مـساجـد تـلك الـفترة

بتعدد الصحون، ومن أمثلة ذلك (جامع حسان بالرباط، وجامع القصبة مبراكش، وجامع القصبة بأشبيليا). كـذلـك شـاع فـي عـمارة املسجـد (أسـلوب اتـساع الـبالطـة الـوسـطى) عـن سـائـر بـالطـات املسجـد، واسـتخدام الـتغطيات اجلـمالـونـية واملـداخـل الـبارزة والـقباب املـقرنـصة (ذات احلـليات املـعماريـة) الـتي تـغطي مـجال احملـراب بـظلة الـقبلة، إلـى

جانب ظاهرة تشجير الصحون التي متيزت بها املساجد (األندلسية واملغربية) على السواء.وإن أهــم مــا ميــيز مــساجــد تــلك الــفترة عــلى اإلطــالق (عــمارة الــصوامــع) الــتي وصــلت إلــى قــمة تــطورهــا عــلى يــد )؛ حــيث أخــذت (هــيئة الــصومــعة تشــبه الــبرج الضخــم)، ومــن الــداخــل (خــططت الــصوامــع املــغربــية ـديــن (املــوحـواألنـدلسـية مـن مجـموعـة حجـرات مـتطابـقة يـلتف حـولـها طـريـق صـاعـد بـدون درج). ومـن اخلـارج (تـغلف واجـهات الـصوامـع بـالـفتحات املـعقودة (املـقوسـة) والـزخـارف الشـبكية -أشـرطـة مـتقاطـعة تـكون مـناطـق هـندسـية عـلى شـكل

معينات-)، ومـن أشهـر منـاذج هـذا الـطراز (صـومـعة جـامـع الـكتبية مبـراكـش، وصـومـعة جـامـع حـسان بـالـربـاط، وصـومـعة جـامـع الـقصبة بـأشـبيليا املـعروفـة بـاسـم اخلـيرالـدة)، كـذلـك أدخـل املـوحـدون بـناء املـدارس فـي املـغرب واألنـدلـس فـي نـهايـة الـقرن الـسادس الهجـري- الـثانـي عشـر املـيالدي-؛ ولـكن املـدارس هـناك كـانـت وقـفا عـلى الـتدريـس فحسـب، ولـم تـؤثـر عـمارتـها عـلى تـصميم املـساجـد، واشـتهرت مـديـنة (فـاس) فـي الـعصر املـريـني بـكثرة مـا شـيد فـيها مـن املـدارس الـتي كـانـت مـخصصة لــتدريــس املــذهــب املــالــكي، ومــن أشهــر املــدارس املــغربــية (املــدرســة الــيعقوبــية)، وتــعرف بـ(مــدرســة الــصفاريــن أو الــنحاســني (٦۷٥ هـ- ۱۲۷٥ م)، ومــدرســة فــاس اجلــديــدة املــعروفــة بـ(مــدرســة دار اخملــزن) (۷۲۱ هـ- ۱۳۲۰ م)، ومـدرسـة الصهـريـج (۷۲۲ هـ- ۱۳۲۱م)، ومـدرسـة الـعطاريـن، واملـدرسـة الـبوعـنانـية (۷۲۳ هـ- ۱۳۲۳ م)، ومتـيزت املـدارس املـغربـية بـوضـوح عـناصـرهـا املـعماريـة املـتمثلة فـي (بـساطـة تخـطيطها املـعماري) بـجانـب اشـتمالـها عـلى الـعناصـر األسـاسـية كـافـة والـتي تـتألـف مـنها املـدرسـة بـشكل عـام؛ مـثل (تـخصيص إيـوان أو قـاعـة لـلتدريـس والـصالة، إلـى جـانـب

حجرات إلقامة الطلاب ومالحق مائية) من صهاريج ومظاهر وغيرها.


االقتصاد



البعد اإلسالمي لحوكمة إدارة املال العام بما يضمن االستدامة املالية ويحقق املصلحة العامة لألجيال املتعاقبة

املـال الـعام مـال اهلل تـعالـى أو مـال الـدولـة، تـتعدد املـسميات ملـوضـوع واحـد يـهم كـل فـرد فـي الـعالـم؛ لـدور املـال املـهم فـي حياة الفرد واجملتمع، وكركيزة أساس؛ الستمرار وجود الدولة واستدامتها.

فـاسـتدامـة وجـود الـدولـة وقـدرتـها عـلى الـوفـاء بـالـتزامـاتـها جتـاه اجملـتمع مـن رعـايـة ملـصاحلـه الـعامـة يـتوقـف عـلى مـدى اسـتدامـة املـال الـعام وتـغطيته لـتكالـيف اخلـدمـات الـعمومـية املـتعددة بـطريـقة تـضمن تـوفـر املـال الـعام بـصورة مسـتمرة ومسـتدميـة؛ ليسـتفيد مـن مـزايـا املـوارد املـالـية احلـالـية األجـيال الـقادمـة بـقدر اجلـيل احلـالـي نـفسه؛ وذلـك مبـا يـضمن حتـقيق مـبدأ اإلنـصاف بـني األجـيال؛ والـذي يـعد ركـنا أسـاسـا فـي سـعي الـدولـة؛ ألجـل حتـقيق االسـتدامـة املـالـية؛ وذلـك مـن خـالل حـوكـمة راشـدة متـنع الـفساد عـن إدارة املـال الـعام وكـل أشـكال سـوء الـتصرف فـيه، وتـوفـر مـناخـا مـن الـشفافـية تـتحقق مـن خـاللـها آلـية املـساءلـة واملـراقـبة فـي إدارة املـال الـعام فـي إطـار حتـقيق املـصالـح الـعامـة لـألجـيال اآلنـية واملسـتقبلية جملـتمعاتـنا اإلسـالمـية والـتي تـعانـي دولـه كـثرة الـفساد، وهـدر املـال الـعام والـتصرف السـيء فـيه؛ ممـا نـتج عـنه تخـلف مسـتدمي يـعرقـل مـسار الـنمو، وهـذا مـا حـفز الـباحـث عـلى الـبحث فـي مـوضـوع املـال الـعام: (إدارتـه، وقـواعـد احلـفاظ

عليه، واستدامة االنتفاع منه.( إن الـتعامـل مـع إدارة املـال الـعام كـان دائـما وفـق مـقاربـات مـختلفة تـنبثق عـنها طـرق وأسـالـيب مـتعددة؛ لـتعبئة اإليـرادات املـالـية الـعامـة، وتـوزيـعها وإنـفاقـها وفـق تـفاعـل الـقوى (السـياسـية واالقـتصاديـة واالجـتماعـية) اخملـتلفة؛ لـتحقيق أهـداف ة لـلشعب، والـذي هـو املـالـك األصـلي لـلمال الـعام وصـاحـب حـق مـتعددة ميـكن أن تنحـرف عـن حتـقيق املـصلحة الـعامـاالنـتفاع مـنه، فـي حـني أن أحـد الـعناصـر املـفتاحـية لـإلدارة مسـتدامـة لـلمال الـعام هـو احلـوكـمة الـراشـدة مبـبادئـها اجلـوهـريـة املشـتقة مـن تـعالـيم الشـريـعة اإلسـالمـية الـتي تـضمن حتـقيق املـصلحة الـعامـة، وحتـد مـن ظـاهـر الـفساد املسـتشري فـي واقـع أمـتنا حـالـيا. قـال اهلل تـعالـى: ﴿ ظهـر الـفساد فـي الـبر والبحـر مبـا كسـبت أيـدي الـناس لـيذيـقهم بـعض الـذي عـملوا

لعلهم يرجعون﴾ (سورة الروم: ٤۱)

فتحي خن طالب دكتوراه، وباحث في مخبر الشراكة في الفضاء األورو مغاربي جامعة سطيف

ومفتش رئيسي للمنافسة بوزارة التجارة الجزائرية


اإلدارة



يهـدف الـباحـث مـن خـالل هـذه الـورقـة الـبحثية حتـديـد مـعالـم املـنهج اإلسـالمـي لـلحوكـمة فـي إدارة املـال الـعام؛ مبـا يـضمن اسـتدامـته مـالـيا وحـمايـته مـن اإلفـساد وسـوء اسـتخدامـه؛ مـن أجـل الـوصـول لـتحقيق املـصالـح الـعامـة؛ وذلـك مـن

خالل دراسة احملاور التالية: احملور األول: االستدامة املالية في إدارة املال العام. احملور الثاني: اإلطار املفاهيمي للحوكمة الراشدة. احملور الثالث: احلوكمة الراشدة وإدارة املال العام.

احملور األول: االستدامة املالية في إدارة املال العام. -۱- مـفهوم املـال الـعام: املـال الـعام هـو مـال اجملـتمع عـامـة، وميـكن تـعريـفه بـأنـه: "املـال اخملـصص بـطبيعته، أو بـقرار مـن

وسمي هذا املال "ماال عاما" خلاصيتني اثنتني هما: 1ولي األمر للمصلحة العامة".

كون ملكيته لعامة اجملتمع من غير تعيني، أو متييز. •*كون مجال صرفه لغير معين؛ بل مطلق يتقيد بكونه مصلحة من املصالح العامة. •

إذن: فاملال العام هو: "كل مال يستحقه عامة اجملتمع، حازوه بطريقة مشروعة، ولم يتعين مالك منهم، وأوجه إنفاقه ؛حـيث يـشمل مـفهوم املـال 2وصـرفـه هـو مـصاحلـهم الـعامـة، ويـتولـى جـمعه وصـرفـه-نـيابـة عـنهم- ولـي األمـر أو نـائـب عـنه"

العام صنفني من األشخاص: مـالـك املـال الـعام (وميـكن وصـفه بـاألصـيل): مـالـكوا املـال الـعام ومسـتحقوه هـم عـامـة اجملـتمع وأفـراده بـدون ➢

ة؛ ألن املـال يـصرف عـادة فـي مـصالـح املـالـك ال فـي مـصالـح تـخصيص؛ لـذا يـجب صـرفـه فـي مـصاحلـهم الـعامـغـيره؛ فـفي حـوار جـرى بـني أبـي ذر الـغفاري ومـعاويـة بـن أبـي سـفيان مـؤسـس الـدولـة األمـويـة، والـذي كـان يـقول عـن املـال الـعام الـذي دخـل فـي حـوزة الـدولـة: مـال اهلل، فـاعـترض عـليه أبـو ذر حـني سـمع ذلـك وقـال لـه: يـا مـعاويـة مـا يحـملك أن تـسمي مـال املسـلمني مـال اهلل ؟ قـال مـعاويـة: يـا أبـا ذر ألـسنا عـبيد اهلل واملـال مـالـه ؟ فـرد : مـال املسـلمني، هـذا احلـوار يـدل عـلى أن الـتسمية ليسـت مـسألـة أبـو ذر وقـال: ال تـقله، قـال مـعاويـة: سـأقـولشـكلية؛ وإمنـا هـي تـكييف اقـتصادي مـهم؛ مـن حـيث (مـلكية املـال الـعام، وكـيفية إدارتـه ولـصالـح مـن، وكـيفية

مراقبته).

1 نذیر بن محمد الطیب أوھاب، حمایة المال العام في الفقھ اإلسالمي، مركز الدراسات والبحوث، أكادیمیة نایف العربیة للعلوم األمنیة،1422ھـ- 2001م، الریاض، ص301.

∗ المصلحة العامة في مفھومھا البسیط تعني النفع العام، أو الخیر العام، أو الصالح المشترك.2 خالد الماجد، التصرف في المال العام حدود السلطة في حق األمة، الشبكة العربیة لألبحاث والنشر،2013م، بیروت، ص19.


اإلدارة



املـتصرف فـي املـال الـعام (وميـكن وصـفه بـالـوكـيل): وهـم الـقائـمون عـلى إدارة املـال الـعام مـن (أولـياء أمـور، ➢فني، واآلمـريـن بـالـصرف) فـي كـل هـيئات الـدولـة مـن (إدارات، ومـصالـح، ومـؤسـسات) وحـكومـات، ومـوظـاقــتصاديــة مــلكيتها تــعود لــلدولــة؛ والــتي مــهمتهم احلــفاظ عــلى املــال الــعام وحتــصيله وصــرفــه، قــال الــرســول الـكرمي: (إنـي واهلل ال أعـطي أحـدا، وال أمـنع أحـدا؛ وإمنـا أنـا قـاسـم أضـع حـيث أمـرت) (حـديـث صـحيح) فـوظـيفة ولـي األمـر فـي املـال الـعام هـي وظـيفة (الـنائـب أو الـوكـيل)، قـال ابـن تـيمية فـي كـتابـه "السـياسـة الشـرعـية فـي إصـالح الـراعـي والـرعـية" أنـه:(لـيس لـوالة األمـور أن يـقسموهـا -املـال الـعام- بحسـب أهـوائـهم، كـما يـقسم ؛ إذن: فـولـي األمـر عـندمـا يـقوم بـإدارة املـال الـعام فـإنـه ال 1املـالـك مـلكه؛ فـإمنـا هـم أمـناء ونـواب...ولـيسوا مـلاكـا)

2يتصرف فيه باألصالة؛ وإمنا بـ(النيابة أو الوكالة).

فـالـقاعـدة املـهمة فـي إدارة املـال الـعام أن ولـي األمـر واملـتصرف فـي املـال الـعام ال ميـلك مـن املـال الـعام إال أجـرتـه كـموظـف عـند صـاحـبي املـال األصـيل؛ فـبعد مـا ولـي أبـو بـكر خـالفـة املسـلمني أصـبح غـاديـا إلـى الـسوق وعـلى رقـبته أثـواب يتجـر

بها؛ فلقيه عمر بن اخلطاب وأبو عبيدة بن اجلراح فقاال له: أين تريد يا خليفة رسول اهلل؟ قال: السوق، قاال: تصنع ماذا وقد وليت أمر املسلمني؟

قال: فمن أين أطعم عيالي؟ : افـرضـوا للخـليفة مـا يـغنيه، فـجعلوا لـه ألـفني، فـقال: زيـدونـي؛ فـإن لـي عـياال وقـد شـغلتمونـي فـقال أصـحاب رسـول اهلل

عن التجارة فزادوه. لـذا فـإن يـد ولـي األمـر غـير مـطلقة فـي املـال الـعام؛ فـهو فـيه مبـنزلـة األجـير؛ حـيث ال يـجب أن يـديـر إدارة الـديـن مبـا يـحقق

املصالح الضيقة لوالة األمور؛ بل إن ولي األمر يعد أحد أفراد اجملتمع( له ما لهم وعليه ما عليهم). أي: يـجب عـلى ولـي األمـر أن يـتصرف فـي املـال الـعام مبـا يـتناسـب واملـصلحة الـعامـة لـألجـيال احلـالـية مـع ضـمان اسـتدامـة املـال الـعام لـالنـتفاع مـنه مـن قـبل األجـيال الـقادمـة؛ مبـا يـحقق اإلنـصاف بـني األجـيال فـي إطـار ضـوابـط حتـدد عـملية إدارة خـير دلـيل عـل ذلـك؛ إذ قـال *املـال الـعام، وفـي حـسن تـدبـير عـمر بـن اخلـطاب رضـي اهلل عـنه بـخصوص أرض الـسواد

بخصوصها: إذا وزعت هذه األرض فماذا يبقى ملن يجيء بعدكم؟ فهـذه إشـارة مـنه إلـى حـق األجـيال الـقادمـة فـي االنـتفاع مـن مـقدرات وثـروات األمـة ممهـدا ملـفهوم أسـاسـي فـي عـملية إدارة

املال العام أال وهو االستدامة املالية في إدارة املال العام.

1 تقي الدین أحمد بن تیمیة، السیاسة الشرعیة في إصالح الراعي والرعیة، تحقیق أبو یعلى القویسني، دار الكتب العلمیة، 1988م-1409ھـ، بیروت، ص:40.

2 خالد الماجد، مرجع سابق، ص 37.∗ أرض السواد: ھو اسم أطلقھ الفاتحون المسلمون على األراضي الزراعیة التي تقع جنوب العراق، على أطراف دجلة والفرات وما بینھما.


اإلدارة



۲- االســتدامــة املــالــية فــي إدارة املــال الــعام: بــدايــة: االســتدامــة املــالــية أو اســتدامــة املــال الــعام هــو مــن املــصطلحات االقـتصاديـة احلـديـثة نسـبيا والـتي ال يـوجـد اتـفاق مـن طـرف الـباحـثني فـي اجملـال املـالـي عـلى حتـديـد تـعريـف مـوحـد لـها؛ لـكن ميـكن تـعريـفها بـالـتالـي: االسـتدامـة املـالـية فـي إدارة املـال الـعام هـي قـدرة السـلطات املـالـية عـلى تـوفـير املـال الـعام بـصورة دائـمة ومسـتمرة، وعـلى نـحو واف تسـتطيع مـن خـاللـه احلـكومـة املـضي قـدمـا فـي اإلنـفاق عـلى اخلـدمـات الـعامـة 1واإليـفاء بـالـتزامـاتـها املـالـية، وميـكن أن نـعرف االسـتدامـة املـالـية أيـضا بـأنـها " قـدرة احلـكومـة عـلى إدارة مـواردهـا املـالـية

بـالـشكل الـذي ميـكنها مـن تـلبية نـفقاتـها الـعامـة، والـوفـاء بـالـتزامـاتـها سـواء اآلن أو فـي املسـتقبل؛ بـحيث تـضمن لـألجـيال الـقادمـة أن ال يـواجـهوا أعـباء مـالـية ال ميـكن حتـملها نـاجتـة عـن اخلـدمـات الـعمومـية املـقدمـة لـألجـيال احلـالـية مـن جـهة، إضــافــة إلــى قــدرتــها عــلى إدارة مــواردهــا املــالــية مبــا يــضمن اإلنــصاف بــني األجــيال فــي تــوزيــع املــزايــا املــالــية مــن جــهة

2أخرى".

: 3أين تتجسد االستدامة في حتقيق األهداف التالية

: أي ضـمان تـلبية االحـتياجـات الـتمويـلية لـلحكومـة، وسـداد الـتزامـاتـها عـلى • زيـادة الـكفاءة فـي الـتمويـل الـعاماملدى (املتوسط والبعيد)؛

االسـتمراريـة فـي السـياسـات املـالـية: أي تـعزيـز قـدرة احلـكومـة عـلى االسـتمرار فـي تـغطية نـفقاتـها الـعمومـية دون •االضطرار إلى االستدانة أو التعرض خملاطر اإلفالس؛

) االجـتماعـية: عـدم االسـتدامـة املـالـية يـضعف قـدرة الـدول عـلى تـقدمي خـدمـات عـامـة • حتـقيق الـرعـايـة (الـرفـاهـيةفي املستقبل؛ مما يقلل من درجة الرعاية االجتماعية؛

جتسـيد مـبدأ اإلنـصاف بـني األجـيال فـي األعـباء والـعوائـد املـالـية: أي عـدم حتـميل األجـيال املسـتقبلية أعـباء مـالـية •ناجتة عن قرارات آنية، لم يشاركوا في اتخاذها، ولم يستفيدوا منها.

يتجـلى اإلنـصاف بـني األجـيال فـي الشـريـعة اإلسـالمـية احلـنيفة مـن خـالل مـقصد املـسؤولـية الـتضامـنية لـألجـيال بـعد حـد الـكفايـة؛ فـفي عهـد الـفتوحـات اإلسـالمـية زادت إيـرادات بـيت املـال مـع فـتح الـعراق؛ ولـذلـك أقـر اخلـليفة الـثانـي عـمر بـن اخلـطاب رضـي اهلل عـنه -بـعد اسـتشارة املـهاجـريـن واألنـصار- ضـرورة حـمايـة الـثغور، ورعـايـة احـتياجـات الـذريـة واألرامـل ومــصلحة أجــيال األمــة الــقادمــة فــي تــدبــير أوضــاع املــال الــعام، وبهــذا الــصنيع مــن ادخــار هــذا الــفائــض؛ لــتكويــن احـتياطـيات وقـائـية ممـا قـد يحـدث مـن أزمـات فـي سـنوات مـقبلة، جنـد أن الـفكر اإلداري اإلسـالمـي قـد تـضمن الـعديـد

1 مجلس دبي االقتصادي، إدارة الدین العام واالستدامة المالیة، جریدة البیان، 08/2013/25م، متوفر على الرابط التالي: http://www.albayan.ae/economy/last-deal/2013-08-25-1.19471322 فتحي خن، إدارة العوائد البترولیة بما یحقق استدامة المالیة العامة في الجزائر، المؤتمر األول حول السیاسات االستخدامیة للموارد الطاقویة بین

متطلبات التنمیة القطریة وتأمین االحتیاجات الدولیة، 07-08 أفریل2015، سطیف، ص:4.3 فتحي خن، كفاءة المنتجات المالیة اإلسالمیة في تحقیق االستدامة المالیة للدیون السیادیة، المؤتمر العالمي العاشر لالقتصاد والتمویل اإلسالمي

حول لمؤتمر العالمي العاشر لالقتصاد والتمویل اإلسالمي، مارس 2015، قطر، ص:08-07.


اإلدارة

http://www.albayan.ae/economy/last-deal/2013-08-25-1.1947132



مبـا يـضمن اسـتدامـته، ويـحقق املـصلحة الـعامـة لـألجـيال املـتعاقـبة؛ 1مـن املـبادئ اإلداريـة احلـديـثة فـي إدارة املـال الـعام

والــتي قــد تهــدر إثــر ســوء فــي إدارة املــال الــعام أو فــساد مــالــي مســتشر يــضعف قــدرة الــدولــة عــلى الــوفــاء بــالــتزامــاتــها املسـتقبلية جتـاه اجملـتمع، ومـن هـنا تـبرز أهـمية وجـود احلـوكـمة الـراشـدة فـي إدارة املـال الـعام؛ مبـا يـحقق االسـتدامـة املـالـية

للمصالح العامة لألجيال املتعاقبة. احملور الثاني: اإلطار املفاهيمي للحوكمة الراشدة

۱-الـرصـيد اإلسـالمـي لـلحوكـمة الـراشـدة: لـلحوكـمة جـذور فـي قـيم وأخـالق احلـضارات اإلنـسانـية سـواء املـتداخـلة أو الـتي تـرث بـعضها بـعضا -مبـا فـيها احلـضارة اإلسـالمـية-؛ والـتي اتـفقت عـلى (حتـرمي الـظلم، وإحـقاق الـعدل، وتـعظيم الـفائـدة، وحتـقيق الـكفاءة)؛ مـن خـالل قـاعـدة تـفويـض أولـي األمـر بـتطبيق إدارة راشـدة مـقابـل حـق األفـراد فـي الـرقـابـة

واحملاسبة. فـالـدارس لـلفكر اإلداري اإلسـالمـي يسـتنتج أن مـبادئ احلـوكـمة الـراشـدة طـبقت عـلى يـد الـرسـول صـلى اهلل عـليه وسـلم واخلــلفاء الــراشــديــن مــن بــعده مبــسميات مــختلفة حتــت بــاب (املــشورة، وإقــامــة الــعدل واملــساواة وحــفظ احلــقوق)؛

فاحلوكمة تراث عاملي أسهمت احلضارة اإلسالمية بجزء كبير منه. فـي املـقابـل وبـالـنظر لـلواقـع احلـالـي مـن الـصعب إيـجاد منـوذج لـدولـة سـواء فـي الـعالـم اإلسـالمـي أو غـيره تـطبق احلـوكـمة بـالـشكل املـثالـي؛ وإمنـا هـناك اخـتالف بـني الـدول فـي اعـتماد عـلى مـبادئ احلـوكـمة وتـطبيقها وفـقا لـلنظام (السـياسـي واالجـتماعـي واالقـتصادي) لـكل بـلد- سـواء كـانـت تـنطلق مـن نـظريـات (اشـتراكـية أو رأسـمالـية)، أو كـان رصـيدهـا

نابعا من مبادئ الشريعة اإلسالمية. لـذلـك فـإن مـفهوم احلـوكـمة ومـبادئـها املـعتمدة دولـيا مـن طـرف مـختلف املـنظمات والهـيئات الـدولـية هـي مـبادئ مـرنـة،

تأخذ في احلسبان االختالفات (األيديولوجية والسياسية واالقتصادية) لكل دولة. ۲- مــفهوم احلــوكــمة Governance:كــلمة احلــوكــمة بهــذا الــلفظ لــم تــرد فــي املــعاجــم الــعربــية عــلى هــذه الــصيغة، لــكن كــمرادف قــريــب ملــصطلح (Governance) املــصطلح األكــثر اســتخدامــا فــي اجملــال األكــادميــي والـبحثي هـو احلـوكـمة، والـتي تـعني (األحـكام واحلـاكـمية)، وبـالـرجـوع الـى مـعاجـم الـلغة الـعربـية جنـد أن الـعرب تـقول: حـكمت وأحـكمت وحـكمت، مبـعنى (مـنعت ورددت)، ومـن هـذا قـيل لـلحاكـم بـني الـناس حـاكـما؛ ألنـه ميـنع الـظالـم

. 2من الظلم والفساد، وحكم الشيء وأحكمه كالهما؛ أي: منعه من الفساد

.(Governance) إذن: احلوكمة أو احلاكمية كلها مصطلحات تدل على كلمة

1 عبد اإللھ نعمة، األسس المنھجیة للرقابة على المال العام والمحاسبة علیھ في الفكر اإلسالمي، ص 7، متوفر على الرابط التالي: http://rooad.net/print.php?id=780

2 حسین عبد المطلب األسرج: أھمیة تطبیق الحوكمة في المصارف االسالمیة، مجلة االقتصاد اإلسالمي العالمیة العدد 17، أكتوبر 2013 م، سوریة، ص 28.


اإلدارة

http://rooad.net/print.php?id=780



وعـلى الـرغـم مـن اخـتالف املـسميات؛ إال أنـها تـرمـز إلـى مـعنى عـام واحـد، أال وهـو الـطرق واألسـالـيب الـتي تـدار بـها الشؤون العامة لدولة ما.

حـيث تـعرف احلـوكـمة بـأنـها: "الـطريـقة الـتي يشـترك فـيها املـسؤولـون واملـنظمات احلـكومـية وغـير احلـكومـية فـي رسـم السـياسـات الـعامـة وتـقدمي اخلـدمـات لـلمجتمع"، أمـا الـبنك الـدولـي فـيرى أن احلـوكـمة هـي: "مجـموعـة الـقواعـد الـتي يـتم مـن خـاللـها إنـفاذ الـقوة لـصالـح مجـموعـة مـعينة؛ وبـالـتالـي فـإن احلـكومـة تـتصرف لـصالـح األفـراد، وعـليها أن تـتيح لـهم فـرصـة املـشاركـة فـي صـنع الـقرارات بـصورة مـتكافـئة، فـي إطـار مـن الـشفافـية واملـصداقـية؛ بـل وتـكون مـسؤولـة

. 1أمامهم، وهو ما يجعل أي حكم حكما راشدا"

فـأهـمية املـساءلـة والـشفافـية والـصالت مـع اجملـتمع املـدنـي والـقطاع اخلـاص ليسـت قـضية مـبدأ فحسـب؛ بـل هـي طـريـقة . 2عملية لتعزيز أسس احلوكمة الراشدة في عالم اليوم

إذن: احلـوكـمة الـراشـدة (Good Governance) هـي ممـارسـة السـلطة (السـياسـية واالقـتصاديـة واإلداريـة) لتسـيير شـؤون اجملـتمع عـلى املسـتويـات كـافـة؛ فـوفـقا لـبرنـامـج األمم املتحـدة اإلمنـائـي (UNDP)؛ فـإن احلـوكـمة الـراشـدة تـقوم عـلى املـشاركـة وتـتسم بـالـشفافـية، وتـنطوي عـلى املـساءلـة، وتسـتند عـلى قـواعـد الـعدالـة واإلنـصاف، وتـتعزز

3بسيادة القانون، وتتصف بالكفاءة في حتقيق االستخدام األمثل للموارد، والذي يعد املال العام أهم هذه املوارد.

احملور الثالث: احلوكمة الراشدة وإدارة املال العام. -مـعنى ومـضمون احلـوكـمة الـراشـدة لـلمال الـعام يـتفق مـع مـا جـاءت بـه الشـريـعة االسـالمـية فـي األصـل والـقصد؛ فـاملـال *ومـلكيته يـعتبر أحـد املـقومـات اخلـمس الـتي يـجب حـفظها وحـمايـتها وحتـقيق الـنفع مـنها ومـنع الـفساد عـنها؛ وذلـك

4كـأحـد املـقاصـد األسـاسـية للشـريـعة اإلسـالمـية؛ فـحصول حـفظه يـكون بـضبط أسـالـيب إدارتـه عـمومـا؛ لـقولـه تـعالـى:

﴿وال تـؤتـوا الـسفهاء أمـوالـكم الـتي جـعل الـله لـكم قـيامـا...﴾ (سـورة الـنساء:٥)؛ لـذلـك اعـتبر اإلسـالم إدارة املـال مسؤولية عظيمة ال تسند إال للمؤهلني لها.

أمـا حـفظ األمـوال فـأصـله قـولـه تـعالـى:﴿يـا أيـها الـذيـن آمـنوا ال تـأكـلوا أمـوالـكم بـينكم بـالـباطـل إلـا أن تـكون جتـارة عـن ...﴾ (الـنساء: ۲۹) وعـن ابـن عـباس رضـي اهلل عـنهما: أن رسـول اهلل صـلى اهلل عـليه وسـلم - خـطب تـراض مـنكمالـناس يـوم النحـر فـقال: (أيـها الـناس , أي يـوم هـذا ؟ قـالـوا: يـوم حـرام , قـال: فـأي بـلد هـذا ؟ قـالـوا: بـلد حـرام، قـال:

1 بسام عبد هللا البسام، الحوكمة الرشیدة دراسة حالة العربیة السعودیة، العددان 67-68، بحوث اقتصادیة عربیة، 2014.، ص:178.2 إلفرید ھاملیمیلر، الشفافیة. المساءلة. الحوكمة في خدمة الشعوب، المنظمة الدولیة لألجھزة العلیا للرقابة المالیة العامة والمحاسبة (انتوساي )،

2013 م، فیینا- النمسا، ص 109.3 برنامج األمم المتحدة اإلنمائي، إدارة الحكم لخدمة التنمیة البشریة المستدامة، جانفي 1997 م، نیویورك، ص:05.

1 ∗- الدین، 2- النفس، 3- المال، 4- العقل، 5- النسل.4 محمد الطاھر بن عاشور، مقاصد الشریعة اإلسالمیة، تحقیق ودراسة محمد الطاھر المیساوي، دار النفائس للنش والتوزیع، الطبعة الثانیة،

1421ھـ – 2001م، األردن، ص455.


اإلدارة



فـأي شهـر هـذا؟ قـالـوا: شهـر حـرام، قـال: فـإن أمـوالـكم ودمـاءكـم وأعـراضـكم عـليكم حـرام كحـرمـة يـومـكم هـذا فـي بلدكم هذا في شهركم) (حديث صحيح)

1إذن: فصيانة املال العام من اإلتالف والهدر في أغراض غير مشروعة والعمل على تنميته واستثماره؛ بغرض

استدامتها واستدامة االنتفاع بها ألجيال متعاقبة بغرض حتقيق املصلحة العامة أمر واجب وضروري. ۱/- مـسوغـات تـطبيق احلـوكـمة فـي إدارة املـال الـعام: احلـوكـمة فـي بـعدهـا الـكلي تـتشابـه مـع حـوكـمة الشـركـات (Corporate Governance) فـي اجلـانـب اجلـزئـي- خـاصـة مـن حـيث الـدعـوة إلـى الـشفافـية واإلفـصاح املـالـي؛ ولـكن احلـوكـمة بـبعدهـا الـكلي تـشمل أيـضا طـريـقة عـمل احلـكومـة فـي إدارة شـؤون الـدولـة؛ خـاصـة فـي عـملية

اتخاذ القرارات والتنفيذ ومراقبة إدارة املال العام؛ لذلك فوجودها أمر مسوغ للتأكد من اآلتي: أن املــال الــعام يســتخدم مــن قــبل اجلــهاز الــتنفيذي فــي الــدولــة واملنتســبني لــه وفــق املــصلحة الــعامــة والــقوانــني ➢

النافذة في الدولة. أن املال العام يستخدم بكفاءة، وال يتم هدرها أو إساءة استخدامها. ➢أن الـتقاريـر املـالـية الـتي تـقدمـها اجلـهات الـعامـة دقـيقة ومـتوافـقة مـع مـعايـير احملـاسـبة املـعتمدة وتـبين الـوضـع املـالـي ➢

احلقيقي لها. أن إشكال تعارض املصالح واستخدام سلطة الدولة لتحقيق مصالح شخصية غير موجودة. ➢

فـالـتأكـد مـن كـل هـذه الـنقاط يـتطلب عـملية (املـراقـبة واملـتابـعة والـتدقـيق) فـي مـختلف األعـمال الـعمومـية؛ خـاصـة مـنها ما يتعلق بالرقابة على املال العام واحلوكمة.

۲/- أهــمية تــطبيق احلــوكــمة فــي إدارة املــال الــعام: لــتطبيق احلــوكــمة أهــمية كــبيرة فــي إدارة املــال الــعام؛ وذلــك لـ(ضـخامـة حجـمه وتـعدد أوجـه صـرفـه، واخـتصاصـه بـاملـصالـح الـعامـة، ومـركـزه الـثقيل فـي رسـم اخلـطط الـتنمويـة، وضـمان سـيرورة وظـائـف الـدولـة واسـتدامـة وجـودهـا واسـتقرارهـا)؛ حـيث يـقول 2وحتـديـد أهـداف وسـياسـات الـدول،

اإلمـام أبـو احلـسن عـلي املـاوردي، فـي كـتابـه "تسهـيل الـنظر وتـعجيل الـظفر".(إن سـياسـة املـلك بـعد تـأسـيسه اسـتقراره، تشـتمل عـلى أربـعة قـواعـد؛ وهـي عـمارة الـبلدان وحـراسـة الـرعـية، وتـدبـير اجلـند وتـقديـر األمـوال... وأمـا الـقاعـدة الـرابـعة أي: أن املـال الـعام هـو الـدعـامـة 3فـألنها املـواد – يـعني املـال- الـتي يسـتقيم بها املـلك بـوفـورهـا، ويـختل بـقصورهـا،...)

1 عبد هللا سھل العتیبي، النظام العام للدولة المسلمة- دراسة تأصیلیة مقارنة، دار كنوز إشبیلیة للنشر والتوزیع، 1430 ھـ، 2019م، الریاض. ص .235-234

2 نذیر بن محمد الطیب أوھاب، مرجع سابق، ص4.3 علي بن محمد الماوردي، تسھیل النظر وتعجیل الظفر في أخالق الملك وسیاسة الملك، تحقیق محیي ھالل السرحان، دار النھضة العربیة

للطباعة والنشر، 1401ه-1981 م، بیروت، ص: 158، 176.


اإلدارة



األسـاسـية الـتي تـقوم عـليها الـدولـة؛ فـاسـتدامـته يـدمي وجـود الـدولـة، ونـدرتـه يخـل بـتوازنـات الـدولـة ويـجعلها فـي حـالـة من ال استقرار.

ثالثا: مكافحة الفساد وإرساء مبادئ احلوكمة في إدارة املال العام: يـؤثـر انـتشار الـفساد فـي الـقطاع املـالـي الـعام تـأثـيرا سـلبيا كـبيرا عـلى اسـتعمالـه فـي سـبيل حتـقيق املـصلحة الـعامـة؛ فـمن 1غـير املـتوقـع أن يـصرف املـال الـعام ويـحقق املـصلحة الـعامـة فـي بـيئة تنتشـر فـيها (الـرشـوة واحملـابـاة، واالخـتالسـات...)،

دلـيل ذلـك الـتقاريـر الـصادرة سـنويـا حـول الـفساد فـي الـعالـم والـتي تـبين أن الـبلدان الـتي حتـقق مـعدالت مـنخفضة فـي مؤشرات الفساد هي البلدان التي قطعت أشواطا واضحة في إرساء مبادئ احلوكمة في إدارة ماليتها العمومية.

فـالـدراسـات األكـادميـية اخملـتلفة بـينت أن كـفاءة إدارة املـال الـعام تـختلف مـن دولـة ألخـرى بـاخـتالف (درجـة ونـوعـية) احلـوكـمة؛ فـاإلنـفاق عـلى الـصحة يـخفض مـعدالت وفـيات األطـفال أكـثر فـي الـبلدان ذات احلـوكـمة الـراشـدة، وبـاملـثل فـاإلنـفاق الـعام عـلى الـتعليم االبـتدائـي يـصبح أكـثر فـعالـية فـي زيـادة الـتحصيل فـي الـدول ذات احلـوكـمة الـراشـدة، فـي وهـذا 2املـقابـل اإلنـفاق الـعام عـمليا لـيس لـه أي تـأثـير عـلى الـنتائـج الـصحية والـتعليم فـي الـبلدان ذات احلـوكـمة الـضعيفة؛

ما يجعل إرساء مبادئ احلوكمة أمرا ضروريا في دولنا ومؤسساتنا العامة؛ وذلك من خالل: تـرشـيد إدارة املـال الـعام لـتحقيق املـصلحة الـعامـة: وذلـك لـقولـه تـعالـى: ﴿ والـذيـن إذا أنـفقوا لـم يسـرفـوا ولـم يـقتروا وكـان بـني ذلـك قـوامـا﴾(الـفرقـان:۸٦) وقـول رسـولـنا الـكرمي: ( إن هـذا املـال خـضرة حـلوة مـن أصـابـه بـحقه بـورك لـه فـيه، ورب مـتخوض فـيما شـاءت بـه نـفسه مـن مـال الـله ورسـولـه، لـيس لـه يـوم الـقيامـة إلـا الـنار) (حـديـث صـحيح) وقـول أبـي ذر الـغفاري ملـعاويـة ابـن أبـي سـفيان وهـو مـاكـث فـي قـصره اخلـضراء (إن كـان هـذا مـن مـالـك؛ فـهو إسـراف، وإن )؛ فـاالعـتدال والـترشـيد فـي صـرف املـال الـعام شـيء مـطلوب؛أي: أال تـوجـه الـنفقات كـان مـن مـال الـناس فـهو خـيانـةلـلوفـاء بـاألغـراض االسـتهالكـية؛ بـل يـنبغي أن يـخصص جـزء مـنها لـألغـراض اإلنـتاجـية واالسـتثماريـة، وهـذا مـا يـؤدي إلـى منـو املـال الـعام واسـتدامـته مـن خـالل حـسن إدارتـه وتـدبـيره، وجتـنب هـدره وإضـاعـته وتـبذيـره فـيما ال يـحقق املـصلحة

. 3العامة للمجتمع

1 خلواتي صحراوي، مفتاح فاطمة، تسییر اإلنفاق العام بین االسالیب الحدیثة ومبادئ الشریعة اإلسالمیة، مجلة االقتصاد االسالمي العالمیة العدد 40، سبتمبر2015 م، سوریة، ص40.

Andrew Sunil Rajkumar, Vinaya Swaroop. Public spending and outcomes: Does governance matter?. Journal 2of Development Economics 96–111. 2008. United States.P:97.

3 إبراھیم علي، نظام الرقابة على المال العام في االقتصاد، مجلة البیان، العدد: 275،02/11/2010، متوفر على الرابط التالي: http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=326


اإلدارة


http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=326


الـرقـابـة عـلى إدارة املـال الـعام: يـعتبر مـبدأ الـرقـابـة املـالـية عـلى إدارة املـال الـعام مـن أهـم املـبادئ الـتي تـساعـد عـلى احلـفاظ عـلى املـال الـعام (إيـرادا وإنـفاقـا) ومـنع الـفساد عـنه، وتـوجـيهه نـحو حتـقيق املـصلحة الـعامـة لـألجـيال املـتعاقـبة؛ مـن خـالل

تكريس حق اجملتمع في مراقبة تصرف هيئات في املال العام. املـسؤولـية واحملـاسـبة: قـال تـعالـى: ﴿كـل امـرئ مبـا كسـب رهـني﴾ (الـطور:۱۲ )، وقـولـه أيـضا:﴿وكـان الـله عـلى كـل شـيء رقـيبا﴾ (األحـزاب:۲٥)؛ فـعملية (املـساءلـة واحملـاسـبة) فـي إدارة املـال الـعام هـي جـزء ال يتجـزأ مـن أي نـظام يـعزز احلـوكـمة الـراشـدة، أيـن يـجب عـلى كـل بـلد أن يـنصب جـهازا يـضطلع بهـذا الـدور الـبالـغ األهـمية، جـهاز يسهـل عـملية املـساءلـة واحملـاسـبة املـالـية؛ مـن خـالل تـوفـير مـعلومـات مـوثـوقـة تـتيح لـألفـراد اجملـتمع عـامـة تـقييم أداء مـن أعـطيت لـهم السـلطة الـتصرف املـال الـعام؛ ممـا يـعزز الـشفافـية والـثقة، ويـتيح الـشورى وإسـداء تـوجـيهات حـول كـيفية حتسـني األداء

1في إدارة األموال العامة بفعالية وكفاءة واقتصاد.

وهـنا جتـدر اإلشـارة إلـى مـؤسـسة احلسـبة الـتي تـعد مـن أهـم املـؤسـسات اإلسـالمـية الـتي تـتميز بـخصوصـيتها احلـضاريـة؛ . 2والتي تؤدي دورا أساسيا في مجال الرقابة االحتسابية بصورة تضمن احلد من منو آليات الفساد االقتصادي

اخلامتة يتجسـد مـفهوم حـوكـمة إدارة املـال الـعام فـي إيـجاد إطـار عـام يـشجع عـلى االسـتخدام األكـفأ لـلمال الـعام، والـعمل عـلى

تفادي سوء استخدامه؛ مما يضمن استدامته ماليا، ويحقق املصالح العامة لألجيال املتعاقبة. أي: يــعرض الــتيار الــفكري اإلداري اإلســالمــي بــعدا آخــر لــلحوكــمة؛ بــعدا نــابــعا مــن تــعالــيم الشــريــعة االســالمــية، ويـختلف عـن الـتيارات الـفكريـة األخـرى؛ حـيث إنـه بـعد فـكري ال يـتجه نـحو الـفكر املـادي فـي اإلدارة، وال يـتطرف نـحو االجتـاه اإلنـسانـي فـي الـفكر اإلداري املـعاصـر؛ بـل جنـده بـعدا فـكريـا يـحقق (الـتوازن واالنـسجام والـتوافـق) بـني مـصالـح الفرد واجلماعة، الدولة واجملتمع، فاملصالح متكافئة؛ بحيث ال تطغى بعضها على بعض؛ إنما تكمل بعضها البعض. ومـعنى احلـوكـمة فـي ادارة املـال الـعام يـتفق مـع مـا جـاءت بـه الشـريـعة اإلسـالمـية فـي األصـل والـقصد؛ فـاملـال ومـلكيته

يعتبر أحد املقومات اخلمس التي يجب حفظها وحمايتها بتحقيق النفع منها ومنع الفساد عنها. واهلل املوفق.

قائمة املراجع املراجع باللغة العربية:

ألـفريـد هـامـليميلر، الـشفافـية. املـساءلـة. احلـوكـمة فـي خـدمـة الـشعوب، املـنظمة الـدولـية لـألجهـزة الـعليا لـلرقـابـة املـالـية الـعامـة واحملـاسـبة (انـتوسـاي)، 2013، ۱.فيينا- النمسا.

1 إلفرید ھاملیمیلر، مرجع سابق، ص137.2 صالحي صالح، مكانة مؤسسة الحسبة في االقتصاد اإلسالمي ودورھا في القضاء على الفساد االقتصادي، المؤتمر العالمي الثالث، جامعة أم

القرى، ص7.


اإلدارة



برنامج األمم املتحدة اإلمنائي، إدارة احلكم خلدمة التنمية البشرية املستدامة، جانفي 1997، نيويورك. ۲.

بسام عبد اهلل البسام، احلوكمة الرشيدة دراسة حالة العربية السعودية، العددان 67-68، بحوث اقتصادية عربية، 2014. ۳.

تقي الدين أحمد بن تيمية، السياسة الشرعية في اصالح الراعي والرعية، حتقيق أبو يعلى القويسني، دار الكتب العلمية، 1988م- 1409هـ، لبنان. ٤.

حسني عبد املطلب األسرج، أهمية تطبيق احلوكمة في املصارف االسالمية، مجلة االقتصاد اإلسالمي العاملية العدد 17، أكتوبر 2013، سورية. ٥.

خالد املاجد، التصرف في املال العام حدود السلطة في حق األمة، الشبكة العربية لألبحاث والنشر،2013، بيروت. ٦.

خـلواتـي صحـراوي، مـفتاح فـاطـمة، تسـيير اإلنـفاق الـعام بـني االسـالـيب احلـديـثة ومـبادئ الشـريـعة االسـالمـية، مجـلة االقـتصاد االسـالمـي الـعاملـية الـعدد 40، ۷.سبتمبر2015 م، سورية.

صاحلي صالح، مكانة مؤسسة احلسبة في االقتصاد اإلسالمي ودورها في القضاء على الفساد االقتصادي، املؤمتر العاملي الثالث، جامعة أم القرى. ۸.

عـبد اهلل سهـل الـعتيبي، الـنظام الـعام لـلدولـة املسـلمة- دراسـة تـأصـيلية مـقارنـة، دار كـنوز إشـبيلية للنشـر والـتوزيـع، 1430 هـ- 2019م، الـريـاض، ص:۹. .235-234

عـلي بـن محـمد املـاوردي، تسهـيل الـنظر وتـعجيل الـظفر فـي أخـالق املـلك وسـياسـة املـلك،(ط1) حتـقيق مـحيي هـالل السـرحـان، دار الـنهضة الـعربـية لـلطباعـة ۱۰.والنشر، 1401هـ-1981 م، بيروت.

فـتحي خـن، إدارة الـعوائـد الـبترولـية مبـا يـحقق اسـتدامـة املـالـية الـعامـة فـي اجلـزائـر، املـؤمتـر األول حـول السـياسـات االسـتخدامـية لـلموارد الـطاقـويـة بـني مـتطلبات ۱۱.التنمية القطرية وتأمني االحتياجات الدولية، 07-08 أفريل2015، سطيف.

فـتحي خـن، كـفاءة املـنتجات املـالـية اإلسـالمـية فـي حتـقيق االسـتدامـة املـالـية لـلديـون السـياديـة، املـؤمتـر الـعاملـي الـعاشـر لـالقـتصاد والـتمويـل اإلسـالمـي حـول ملـؤمتـر ۱۲.العاملي العاشر لالقتصاد والتمويل اإلسالمي، مارس 2015، قطر.

محـمد الـطاهـر بـن عـاشـور، مـقاصـد الشـريـعة اإلسـالمـية، حتـقيق ودراسـة محـمد الـطاهـر املـيساوي، دار الـنفائـس لـلنش والـتوزيـع، الـطبعة الـثانـية، 1421هـ – ۱۳.2001م، األردن.

نــذيــر بــن محــمد الــطيب أوهــاب، حــمايــة املــال الــعام فــي الــفقه االســالمــي، مــركــز الــدراســات والــبحوث، أكــادميــية نــايــف الــعربــية لــلعلوم األمــنية،1422ه ۱٤.2001م، الرياض.

املراجع باللغة األجنبية: Andrew Sunil Rajkumar, Vinaya Swaroop. Public spending and outcomes: Does governance matter?. Journal of Development Economics 96–111. 2008. United States.

املراجع من شبكة األنترنات: http:// :إبـــراهـــيم عـــلي، نـــظام الـــرقـــابـــة عـــلى املـــال الـــعام فـــي االقـــتصاد، مجـــلة الـــبيان، الـــعدد: 275،02/11/2010، مـــتوفـــر عـــلى الـــرابـــط الـــتالـــي

www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=326http://rooad.net/ :عــبد اإللــه نــعمة، األســس املــنهجية لــلرقــابــة عــلى املــال الــعام واحملــاســبة عــليه فــي الــفكر اإلســالمــي، ص 7، مــتوفــر عــلى الــرابــط الــتالــي

print.php?id=780مجلس دبي االقتصادي، إدارة الدين العام واالستدامة املالية، جريدة البيان، 08/2013/25 م، متوفر على الرابط التالي:

.http://www.albayan.ae/economy/last-deal/2013-08-25-1.1947132


اإلدارة

http://www.albayan.co.uk/mobile/MGZarticle2.aspx?ID=326

http://rooad.net/print.php?id=780

http://www.albayan.ae/economy/last-deal/2013-08-25-1.1947132



التأثيرات اإليجابية للرقابة الذاتية في ميدان العمل حسب التصور اإلسالمي

احللقة (۱)

تـعتبر الـرقـابـة الـذاتـية عـلى الـعمل فـي الـتصور اإلسـالمـي أهـم صـور الـرقـابـة الشـرعـية الـتي (ثـبتت قـيمتها وأهـميتها بـالـنص الشـرعـي والـواقـع املـيدانـي) فـي مـيدان الـعمل بـأنـواعـه فـضال عـن غـير ذلـك مـن املـياديـن؛ مـن حـيث أنـها (آلـية فـعالـة لـترقـية أداء الـعمل، وضـمان حتسـينه وسـيره عـلى الـوجـه األكـمل واألحـسن)، وأيـضا مـن حـيث الـدور الـذي تـقوم بـه فـي هـذا اإلطـار فـي (تـرقـية الـعنصر البشـري املـضطلع بـتأديـة الـعمل محـل املـتابـعة واملـراقـبة)؛ أعـني (دورهـا فـي تـنمية املـوارد البشـريـة أو الـطاقـم البشـري املـكلف بـإجنـاز مـا أسـند إلـيه مـن أعـمال)؛ هـذا الـدور الـذي يـعتبر مـن أهـم مـا تـضطلع الـرقـابـة

الذاتية بتحقيقه من األدوار املسندة إليها. واإلسـالم احلـنيف فـي تـعالـيمه الـربـانـية الـعامـة يـدعـو إلـى دوام تـذكـر وتـدبـر اإلنـسان-فـردا كـان أو جـماعـة- (أقـوالـه وأفـعالـه وأحـوالـه)؛ حـتى (يـتجنب عـثرات نـفسه الـلقسة، ويـتالفـى زالتـها، ويـصلح عـيوبـها واعـتسافـها)؛ لـيس فـي إطـار مـا يـسند إلـيه مـن (أعـمال ومـهام ووظـائـف مـختلفة) فحسـب؛ بـل فـي خـاصـة نـفسه فـي (سـره وعـلنه وخـلوتـه وجـلوتـه) أيـضا، فـي عـالقـاتـه االجـتماعـية مـع (رحـمه وجـيرانـه) وسـائـر إخـوانـه؛ وهـذا بـاسـتشعاره الـدائـم واملسـتمر أن لـه ) ال يـخفى عـليه شـيء مـن ذلـك أبـدا؛ فـتنصلح أحـوالـه وتسـتقيم، وهـذا بـغض الـنظر عـن الـنطاق (ربـا رقـيبا حسـيباالـذي تـقع فـيه (األقـوال واألفـعال) اإلنـسانـية- سـواء كـان نـطاقـا (دولـيا أو داخـليا)، ودون اعـتبار لـطبيعة الـعمل الـذي

ترتبط به -سواء كان عمال (إداريا أو اقتصاديا أو جتاريا أو تعليميا أو سياسيا أو اجتماعيا..). إنـنا جنـد- فـي هـذا السـياق- أن الشـريـعة اإلسـالمـية تـشجع الـفرد الـعامـل املـرتـبط بـعمل مـعين -فـي إطـار فـردي (شـخص طـبيعي) أو فـي إطـار جـماعـي (شـخص مـعنوي)- عـلى تـعزيـز جـانـب الـذاتـية فـي الـرقـابـة عـلى (تـصرفـاتـه وأعـمالـه ومـا يـصدر عـنه مـن أقـوال ويجـري عـليه مـن أحـوال)؛ بـل حـتى عـلى الـصعيد الـدولـي جنـد أن الـتصرفـات الـتي (تتخـذهـا أو متــضيها) األشــخاص الــدولــية -وأعــني بــها اجملــتمع الــدولــي (الــدول واملــنظمات الــدولــية) بــخصوص أي شــأن دولــي تـخضع أيـضا لهـذا الـنوع مـن الـرقـابـة الشـرعـية مـن مـنطلق فـلسفة تـعالـيم اإلسـالم املـتناهـية فـي (الـدقـة واالنـضباط) والـتي

دكتور عبد املنعم نعيمي كلية الحقوق - جامعة الجزائر


اإلدارة



تـربـط هـذه الـتصرفـات وغـيرهـا بـاهلل تـعالـى الـذي وسـع كـل شـيء رحـمة وعـلما- مبـا فـيها تـلك الـتي جتـري عـلى (الـعقل أو الـقلب) مجـرى اخلـواطـر اخلـفية الـتي ال تـكون مـحال لـلثواب أو الـعقاب؛ فـإنـها (ال تـعزب أو تـنفلت) عـن رقـابـته جـل

وعال. يـتضح يـقينا (أن رقـابـة اهلل عـز و جـل هـي أصـل أليـة رقـابـة أخـرى)، وأن هـذه الـرقـابـة (مـحيطة بـالـتصرفـات اإلنـسانـية ) أسـاس املـوارد البشـريـة وركـيزتـها، وأن إخـضاع الـتصرف أو السـلوك اإلنـسانـي لـلرقـابـة الـذاتـية الـتي تـصدر عـن اإلنـسان

يفتقر إلى رقابة اهلل تعالى، كل ذلك يظهر قيمة الرقابة الذاتية وموقعها من الرقابة اإللهية. مـن ثـم ميـكنني الـقول: أن الـرقـابـة الـذاتـية هـي أشـبه مـا تـكون بـاملـتابـعة الـذاتـية (الـضميريـة)؛ الـتي يسـتحضر فـيها (اإلنـسان الـفرد أو اإلنـسان فـي اجلـماعـة) الـرقـابـة اإللهـية احملـيطة بـكل شـيء، والـتي تـتيح لـه االلـتزام بـاألخـالقـيات (الـقيم األخــالقــية) الــتي قــررتــها الشــريــعة اإلســالمــية الــغراء فــي إطــار مــا يــبدر مــنه مــن (أقــوال وأفــعال، أو يــصدر عــنه مــن

(تصرفات وأفعال أو يجري عليه من أحوال). : أن الـرقـابـة الـذاتـية مـن مـنظور الـتصور اإلسـالمـي مـعناهـا: أن يـراقـب اإلنـسان نـفسه بـنفسه، ومنتهـى الـكالم ممـا تـقدميسـتوي فـي ذلـك أن يـكون مـختليا عـن (أنـظار تـراه، أو آذان تـسمعه، أو أجهـزة تـراقـبه)، ومـن بـاب أولـى أن يـكون مـختلطا بـغيره (يـرونـه ويـسمعونـه ويـشاهـدونـه ويـراقـبونـه)، وأن يسـتحضر رقـابـة مـن يـعلم السـر والـنجوى ومـا هـو أخـفى حـال (اخلـلوة واجلـلوة)، وأن (اهلل سـبحانـه وتـعالـى ال يـعزب عـن عـلمه واطـالعـه مـثقال ذرة) فـي الـسموات واألرضـني؛ فيحـرص عـلى أن ال يـبدر مـنه (قـول أو فـعل أو تـصرف) إال إذا كـان (مشـروعـا) يـطابـق (مـبدأ الشـرعـية اإلسـالمـية)؛ أي: أصــول ومــصادر أحــكام الشــريــعة اإلســالمــية عــلى اخــتالف أنــواعــها (الــقرآن الــكرمي، الــسنة الــنبويــة، اإلجــماع واالجـتهاد بـأشـكالـه الـصحيحة املـنضبطة)، ال تـخالـطه (شـبهة أو شـهوة). واإلنـسان هـنا عـلى إحـدى احـتمالـني؛ إمـا أن يحــرص متــام احلــرص عــلى (اجــتناب اخلــطأ والــزلــل قــبل وقــوعــه)، وإمــا أن يحــرص عــلى (إصــالح أخــطائــه وتــقومي

االعتساف-االنحراف- بعد وقوعه). والـسؤال الـرئـيس الـذي يـحاول الـباحـث اإلجـابـة عـليه مـن خـالل هـذا املـقال يـتمحور حـول الـتأثـيرات اإليـجابـية لـلرقـابـة

الذاتية في ميدان العمل من وجهة نظر إسالمية ؟ وفـي سـياق مـتصل: مـا دور الـرقـابـة الـذاتـية فـي تـنمية اإلنـسان (الـعنصر البشـري) واالرتـقاء بـه بـاعـتباره أسـاسـا لـلموارد

البشرية ؟ لإلجابة على التساؤل املعروض قسم الباحث املقال إلى ستة محاور (مطالب) هي كاآلتي:

املطلب األول: التحفيز على حب العمل واستشعار قيمته لدى اإلنسان املسلم. املطلب الثاني: إتقان العمل وحتسني أدائه.

املطلب الثالث: استشعار املسؤولية إزاء العمل.


اإلدارة



املطلب الرابع: تعزيز مفهوم الضمير املهني. املطلب اخلامس: أخالقيات العمل اإلسالمي.

املطلب السادس: ترسيخ مفهوم الرسالية في العمل. املطلب األول: التحفيز على حب العمل واستشعار قيمته لدى اإلنسان املسلم:

اإلسـالم احلـنيف (ديـن ال يـؤمـن بـالـتكاسـل والـتواكـل والـركـون إلـى الـبطالـة والـدعـة) غـير املـفيدة؛ بـل هـو ديـن يـشجع عـلى (احلـيويـة والـديـنامـية واحلـركـية) اإليـجابـية الـتي تـسهم فـي تـرسـيخ ثـقافـة (الـعمل والكسـب والـعطاء) وذلـك )، وفـي هـذا اإلطـار جنـد أن فـلسفة اإلسـالم فـي الـعمل تسـتثمر بـ(االجـتهاد، وبـذل اجلهـد، والـتشمير عـن سـاعـد اجلـدفي العنصر البشري؛ فتحرص على (إيقاظ حس العمل) في نفسه، وحتبيبه إليه، وتشجيعه على (العطاء والبذل). لــقد عــد اإلســالم الــعظيم الــعمل واجــبا كــما جــاء فــي قــولــه تــعالــى: ﴿وقــل اعــملوا فســيرى اهلل عــملكم ورســولــه واملـؤمـنون﴾ (الـتوبـة: اآليـة ۱۱٥)، وقـولـه سـبحانـه وتـعالـى: ﴿فـامـشوا فـي مـناكـبها وكـلوا مـن رزقـه وإلـيه الـنشور﴾ : ﴿فـانتشـروا فـي األرض وابـتغوا مـن فـضل اهلل﴾ (اجلـمعة، اآليـة ۹)، وقـولـه (املـلك: اآليـة ۱٥)، وقـولـه جـل جـاللـه

عز و جل: ﴿فإذا قضيت الصالة فانتشروا في األرض وابتغوا من فضل اهلل﴾ (اجلمعة: اآلية ۱۰). : أن األمــر الــوارد فــيها بـ(الــعمل، واملشــي فــي مــناكــب األرض، وجــه االســتدالل مــن هــذه اآليــات الــبينات الــكرميــاتوالـسعي) واالنـتشار فـيها طـلبا لـلرزق؛ جـاء مـطلقا ومجـردا عـن أيـة قـريـنة صـارفـة؛ فـهو عـلى ظـاهـره يـفيد الـوجـوب كـما

هو مقرر عند علماء أصول الفقه اإلسالمي. وقـال الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم: «مـا أكـل أحـد طـعامـا قـط خـيرا مـن أن يـأكـل مـن عـمل يـده؛ وإن نـبي اهلل داود عـليه السـالم كـان يـأكـل مـن عـمل يـده» (صـحيح الـبخاري، كـتاب الـبيوع: بـاب كسـب الـرجـل وعـمله بـيده، رقـم احلـديـث : «ألن يـغدو أحـدكـم فيحـطب عـلى ظهـره، فـيتصدق بـه ويسـتغني بـه مـن ۲۰۷۲)، وقـال عـليه الـصالة والسـالم أيـضاالـناس، خـير لـه مـن أن يـسأل رجـال، أعـطاه أو مـنعه ذلـك؛ فـإن الـيد الـعليا أفـضل مـن الـيد الـسفلى، وابـدأ مبـن

تعول» (صحيح مسلم، كتاب الزكاة: باب كراهة املسألة للناس، رقم احلديث ۱۰٤۲). وجــه االســتدالل مــن هــذيــن احلــديــثني وشــبههما: أن فــيهما حتــفيزا واضــحا عــلى (حتــري الــعمل، وتــرك الــبطالــة) ومــا يـتصل بـها مـن تـواكـل. وعـلى الـعموم فـإن اآليـات الـكرميـة واألحـاديـث الـنبويـة الشـريـفة فـي هـذا الـباب كـثيرة ومسـتفيضة

يطول بالباحث املقام لسردها وعرضها جميعا فحسبه ما ذكر. وضـمن هـذا السـياق وحتـفيزا لـإلنـسان عـلى الـعمل وتـشجيعه عـلى تـرك الـبطالـة؛ فـقد جـعل اإلسـالم مـن الـعمل املشـروع بـأنـواعـه كـافـة مـرتـعا خـصبا لـلتنافـس الـبناء املـثمر؛ مـن خـالل ربـطه بـالـثواب واجلـزاء األخـروي احلـسن، وهـي (فـلسفة


اإلدارة



تشـريـعية غـايـة فـي األهـمية والـتميز واحلـكمة)؛ قـال اهلل تـعالـى: ﴿وفـي ذلـك فـليتنافـس املـتنافـسون﴾ (املـطففني: : ﴿وافـعلوا اخلـير لـعلكم تـفلحون﴾ (احلـج: اآليـة ۷۷)، وقـال سـبحانـه وتـعالـى أيـضا: اآليـة ۲٦)، وقـال عـز و جـل﴿فــاســتبقوا اخلــيرات إلــى اهلل مــرجــعكم جــميعا فــينبئكم مبــا كــنتم فــيه تــختلفون﴾ (املــائــدة: اآليــة ٤۸)، وقــال تـبارك وتـعالـى كـذلـك: ﴿فـمن عـمل صـاحلـا مـن ذكـر أو أنـثى وهـو مـؤمـن فـلنحيينه حـياة طـيبة ولنجـزيـنهم أجـرهـم

بأحسن ما كانوا يعملون﴾ (النحل: اآلية ۹۷). إن اإلنـسان الـعاقـل مـعني لـزامـا بـتحصيل هـذا (الـثواب األخـروي السـرمـدي) الـذي أعـده اهلل تـعالـى ألنـاسـيه الـعامـلني؛ ) يـبتغي مـنها ثـواب ربـه - فـيسعى لـشغلها مبـا يـنفعها مـن (أعـمال ومـهن ونـشاطـات مبـراقـبة نـفسه -فـي حـياتـه عـمومـااحلـي الـقيوم، ويحـرص مـن خـالل (مـتابـعة ومـراقـبة) وضـعه ووجـوده فـي هـذه احلـياة عـلى (االلـتحاق بـركـب املـؤمـنني ) فـي األعـمال املشـروعـة، و(مـنابـذة الـفاشـلني الـراكـنني لـلبطالـة والـراغـبني فـي الـدعـة الـعاملـني الـعامـلني الـربـانـيني املـتنافسـني

والراحة) الذين أخلدوا إلى األرض. - وفـي مـيدان الـعمل حتـديـدا-يحـرص عـلى االلـتزام بـأخـالقـيات الـعمل الـتي ال ميـكنه مـراعـاتـها مـالـم إن اإلنـسان الـعامـل) مـنطلقه مـراقـبة نـفسه فـي بـيئة الـعمل، واسـتدامـة اسـتحضار يـكن لـه (وازع داخـلي، وضـمير ذاتـي، ورادع أخـالقـيمـراقـبة ربـه عـز و جـل، ومـالـم يـكن لـه (حـب لـعمله، وتـعلق بـه، ورغـبة فـي الـقيام بـه وتـأديـته بـكل أريـحية) عـلى الـوجـه

األكمل والسبيل األقوم. املطلب الثاني: إتقان العمل وحتسني أدائه:

اإلتـقان واإلحـسان فـي الـعمل مبـعنى واحـد مـعناه: "أن يـؤدى الـعمل دون خـلل أو نـقص، وااللـتزام فـيه بـاملـواصـفات واملـقايـيس والـضوابـط والـتقنيات املـعمول بـها فـي مـثله، وأداؤه فـي وقـته احملـدد دون تـأخـير، وهـو مـا يـعبر عـنه فـي اإلسـالم

.( 1احلنيف باإلحسان"(

وقـد نـصت عـليه أدلـة كـثيرة مـنها: قـولـه تـعالـى: ﴿وأحـسنوا إن اهلل يـحب احملـسنني﴾ (الـبقرة: اآليـة ۱۹٥)، وقـولـه ...- وفـــــيه قـــــولـــــه فـــــي مـــــوضـــــعني - صـــــلى اهلل عـــــليه وســـــلم: «إن اهلل كـــــتب اإلحـــــسان عـــــلى كـــــل شـــــيءفـأحـسنوا...» (صـحيح مسـلم، كـتاب الـصيد والـذبـائـح، بـاب األمـر بـإحـسان الـذبـح والـقتل، وحتـديـد الـشفرة، رقـم

احلديث ۱۹٥٥).

(www.elkhabar.com /ar/ :ینظر: د: عبد الحق حمیش: إتقان العمل في اإلسالم، موقع جریدة الخبر الیومي على اإلنترنت - �1١.islamiyat/378099.html)


اإلدارة



). ومـعنى: كـتب فـي احلـديـث: "أي 1"واإلحـسان هـنا مبـعنى: اإلحـكام واإلكـمال والتحسـني فـي األمـور املشـروعـة"(

)، فـال مـناص إذن مـن فـعله؛ ألن األمـر بـه جـاء مـطلقا مـن غـير قـريـنة تـصرفـه عـن الـوجـوب كـما فـي 2أمـر بـه وحـض عـليه"(

). ومـن ثـم يـتعني عـلى 3اآليـة مـعا، ويـؤيـد ذلـك أن اإلحـسان أعـلى مـراتـب الـطاعـة كـما ذكـر "ابـن كـثير" فـي تفسـيره (

املسـلم حتـصيله وعـدم الـتفريـط فـيه؛ وقـد حـكي عـن الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم: «إن اهلل عـز و جـل يـحب إذا عـمل أحـدكـم عـمال أن يـتقنه» (معجـم الـطبرانـي األوسـط، رقـم احلـديـث ۸۹۷، مـسند أبـي يـعلى املـوصـلي، مـسند عـائـشة، رقـم ٤۳۸٦، شـعب اإلميـان لـلبيهقي، الـباب اخلـامـس والـثالثـون فـي األمـانـات ووجـوب أدائـها إلـى أهـلها، رقـم احلـديـث

٥۳۱۲ – ٥۳۱٥، وسند احلديث: حسن لغيره). وقـول الـنبي صـلى اهلل عـليه وسـلم: «إن اهلل يـحب»؛ فـيه حتـبيب لـإلتـقان واإلحـسان مبـعناه املـتقدم، وحتـفيز عـلى إجـادة األداء فــي الــعمل؛ وفــلسفة اإلســالم فــي (الــتحبيب والــتحفيز عــلى اإلتــقان) ربــطها دائــما بــعنصر الــثواب (اجلــزاء ) فـي حـق مـن يـسعى لـلعمل ويتحـرى أداءه وفـق مـتطلباتـه؛ وال يـنال هـذا الـثواب إال مـن راقـب نـفسه أثـناء اإليـجابـي

العمل واستحضر رقابة ربه عز و جل. إن اإلنـسان أثـناء أداء الـعمل مـلزم شـرعـا بـرعـايـة نـفسه ورقـابـتها؛ فـال يـأتـي الـعمل املـنوط بـه حـتى يـتقنه ويـتمه عـلى الـوجـه املـأمـول مـنه؛ طـبقا لـ(لـتعليمات الـربـانـية والـتوجـيهات الـنبويـة) الـتي تـدعـوان إلـى إتـقان الـعمل، وعـمال مبـضامـني ) الـذي بـينه وبـني رئـيسه ومـديـره-إن كـان الـعامـل مـرؤوسـا-؛ الـذي يـلزمـه بـأداء الـعمل وفـق (الشـروط العهـد (الـعقدوالـقيود واألوضـاع واملـقتضيات واإلجـراءات) املـتفق عـليها، كـذا -إن كـان رئـيسا ومـديـرا ومـسؤوال- فـهو مـعني مـن

باب أولى بـ (إتقان عمله وجتويده وحتسينه) ليكون نعم القدوة ملرؤوسيه. ويسـتوعـب اإلتـقان أيـضا: (االلـتحاق) بـالـعمل فـي الـوقـت احملـدد، و(إمتـام) حجـمه الـساعـي -دوام الـعمل- كـامـال، ) مـن مـكان الـعمل إال حلـاجـة ال بـد لـه مـنها، أو فـي أوقـات االسـتراحـة بـني فـترات الـعمل، أو فـي آخـر دوام و(عـدم اخلـروج- سـواء كـان اإلنـتاج (فـكريـا -مـعنويـا- أو مـاديـا)، كـذا يـشمل (الـتنبيه الـعمل، كـذلـك يـشمل الـتفانـي فـي اإلنـتاج) الــتي قــد تــقع أثــناء الــعمل وتــؤثــر عــلى مــردوديــته وجــودتــه، و(احلــرص عــلى لــلنقائــص والــتجاوزات واالخــتالالت

اإلبداع) ما أمكنه ذلك. ويـبقى: "اإلخـالص هـو الـباعـث الـذي يـحفز الـعامـل عـلى إتـقان أعـمالـه، ويـدفـعه إلـى اإلجـادة فـيه، ويـعينه عـلى حتـمل املـتاعـب فـيه، وبـذل الـكثير مـن جهـده فـي إجنـازه. كـما أن تـوافـر هـذا اخلـلق الـكرمي فـي الـعامـل مـن الـعوامـل الـرئـيسة الـتي

- ینظر: المرجع نفسھ. �1- ینظر: أبو العباس أحمد القرطبي: المفھم لما أشكل من تلخیص كتاب مسلم، حققھ وعلق علیھ وقدم لھ: یوسف علي بدیوي وآخرون، دار �2

ابن كثیر للطباعة والنشر والتوزیع، دار الكلم الطیب للطباعة والنشر والتوزیع، دمشق، بیروت، ط 1، 1417 ھـ - 1996 م، 5/ 240.- ینظر: ابن كثیر: تفسیر القرآن العظیم، حققھ وخرج أحادیثھ وعلق علیھ: د: أبو آالء كمال علي علي الجمل، دار التوزیع والنشر �3

اإلسالمیة، مصر، ط 1، 1419 ھـ - 1998 م، 1/ 315.


اإلدارة



حتـول دون وقـوع اخلـلل واالنحـراف عـن الـطريـق الـصحيح فـي أداء الـعمل، فـهو مبـثابـة صـمام األمـان ضـد الـفساد بـكل صوره وأشكاله.

ومـن مـعانـي اإلخـالص وصـوره املـتعددة (وجـود الـرقـابـة الـذاتـية فـي الـعامـل)، ومـبعث هـذه الـرقـابـة إحـساس الـعامـل واسـتشعاره بـأن اهلل سـبحانـه وتـعالـى يـرى سـلوكـه وكـل تـصرفـاتـه فـي أداء عـمله، وأنـه سـائـله عـنها ومـجازيـه عـليها يـوم الـقيامـة؛ يـقول اهلل تـعالـى: ﴿وكـل إنـسان ألـزمـناه طـائـره فـي عـنقه ونخـرج لـه يـوم الـقيامـة كـتابـا يـلقاه مـنشورا. اقـرأ كــتابــك كــفى بــنفسك الــيوم عــليك حســيبا﴾ (اإلســراء: اآليــتان ۱۳ - ۱٤)، ويــقول ســبحانــه وتــعالــى كــذلــك: . ومـن يـعمل مـثقال ذرة شـرا يـره﴾ (الـزلـزلـة: اآليـتان ۷ -۸)، ﴿وكـان اهلل عـلى ﴿فـمن يـعمل مـثقال ذرة خـيرا يـره

.( 1كل شيء رقيبا﴾ (األحزاب: ٥۲)"(

املطلب الثالث: استشعار املسؤولية إزاء العمل: مـا مـن عـامـل فـي أي مـيدان مـن مـياديـن الـعمل املشـروعـة عـلى (تـنوعـها واخـتالفـها)؛ إال ومـعني شـرعـا بـ(اسـتشعار قـيمة الـعمل املـكلف بـإجنـازه وإمتـامـه وإتـقانـه عـلى وجـهه األحـسن واألكـمل، واإلحـساس بـاملـسؤولـية املـلقاة عـلى عـاتـقه؛ إذ

عليه يقع عبء إجناز العمل ومتابعته إلى غاية االنتهاء منه، وهو مسؤول عن ذلك كله أمام رئيسه. إذن: اســتشعار املــسؤولــية مــن اإلنــسان الــعامــل مــنبعها اســتحضاره لــرقــابــة ربــه جــل وعــال الــتي تــدفــعه نــحو مــراقــبة

(سلوكياته وتصرفاته وأقواله وأحواله) خالل فترة العمل. والتصور اإلسالمي للمسؤولية عموما ومسؤولية العامل إزاء العمل املنوط به حتديدا على ضربني:

مـسؤولـية الـعامـل املـرؤوس جتـاه مـديـره الـرئـيس، واملـسؤولـية األهـم واألخـطر: مـسؤولـيته جتـاه ربـه عـز و جـل (املـسؤولـية الشـرعـية الـدنـيويـة واألخـرويـة)؛ إذ (ال قـيمة لـلمسؤولـية الـرئـاسـية أمـام املـسؤولـية الـربـانـية الـنابـعة مـن مـن رقـابـة ربـه جـل فـي عـاله ومـا يـتصل بـها مـن رقـابـة الـعامـل لـنفسه أثـناء الـعمل، و(إحـساسـه الـعميق املـرتـبط بـضميره املـهني الـيقظ بـأهـمية

إجناز عمله وإمتامه وإكماله على الصورة املطلوبة واملأمولة). لهـذا وجـدنـا أن اإلسـالم يـربـط اإلنـسان املسـلم بـاآلخـرة، ومـا يـكون فـيها مـن ثـواب سـرمـدي فـي جـنان الـنعيم املـقيم، وعـقاب أبـدي فـي نـيران اجلـحيم األلـيم، وأنـه مـسؤول مـسؤولـية كـامـلة عـما يـبدر مـنه فـي الـدنـيا دار الـعمل والـبدار فـيما يـرضـي اهلل عـز و جـل؛ فـإن الـتزم الـعامـل بـتأديـة عـمله وراقـب نـفسه فـي ذلـك وحـاسـبها، وذكـرهـا بـأن اإلنـسان لـيس لـه فـي اآلخـرة إال مـا سـعى بـه فـي الـدنـيا مـن إتـقان لـلعمل أو إخـالل بـه؛ فـاجلـزاء الـوفـاق يـكون مـن جـنس عـمله: بـالـثواب إن حـسن عـمله، أو بـالـعقاب إن سـاء عـمله؛ كـما قـال اهلل تـعالـى: ﴿فـمن يـعمل مـثقال ذرة خـيرا يـره. ومـن يـعمل مـثقال ذرة شـرا يـره﴾ (الـزلـزلـة: اآليـتان ۷-۸)، وقـد تـقدمـت هـذه اآليـة الـكرميـة، وقـولـه أيـضا تـبارك وتـعالـى: ﴿وأن لـيس

.(www.alkhabar.com /ar/islamiyat/378099.html) ینظر: د:عبد الحق حمیش: المرجع السابق، موقع جریدة الخبر الیومي - �1


اإلدارة



لـإلنـسان إلـا مـا سـعى. وأن سـعيه سـوف يـرى. ثـم يجـزاه اجلـزاء األوفـى﴾ (النجـم: اآليـات ۳۹-٤۰). وقـد تـقدم ذكر طرف من األدلة الشرعية على ذلك.

املطلب الرابع: تعزيز مفهوم الضمير املهني: : "وظـيفة الـتقوى" ومـا يـتصل بـها مـن (إخـالص وتـزكـية)، أو وهـو مـصطلح قـانـونـي شـائـع يـقابـله فـي الـتصور اإلسـالمـيمـا اصـطلح الـباحـثون املسـلمون عـلى تـسميتها: "الـرقـابـة الـذاتـية"؛ وهـي بـدورهـا مـصطلح قـانـونـي ارتـبط بـالـعمل

اإلداري بعناوينه وأبعاده اخملتلفة. إن وجـود هـذا الـنوع مـن الـرقـابـة الشـرعـية يـعزز مـن مـفهوم (الـضمير املـهني كـ"وازع داخـلي" يحـمل اإلنـسان عـلى حتـري

األفضل واألحسن من األعمال طلبا ملرضاة ربه سبحانه وتعالى). املطلب اخلامس: أخالقيات العمل اإلسالمي:

أو تـعزيـز مـفهوم أخـالقـيات الـعمل اإلسـالمـي وهـو مـرتـبط مبـا تـقدم؛ حـيث أن اإلسـالم يـعزز مـن مـفهوم أخـالقـيات الـعمل بـ(صـوره وأشـكالـه)؛ مـن خـالل (الـتعليمات والـتوجـيهات واألوامـر والـنواهـي) الـتي يسـترشـد بـها اإلنـسان املـكرم فـي مـيدان الـعمل نـحو: (خـلق األمـانـة) ومـا يـتعلق بـها مـن إتـقان الـعمل؛ ذلـك أن إتـقان الـعمل هـو بـاب مـن أبـواب "أداء األمـانـة عـلى أحـسن وجـه، وهـي مـن األخـالق املـهمة الـتي يـجب أن يـتصف بـها الـعامـل، يـقول نـبينا صـلى اهلل عـليه : «ال إميـان ملـن ال أمـانـة لـه» (مـسند أحـمد، رقـم احلـديـث ۱۲۳۲٤، مجـمع الـزوائـد وسـلم مـؤكـدا عـلى أهـمية األمـانـةومـنبع الـفوائـد للهـيثمي، كـتاب اإلميـان، بـاب فـي كـمال اإلميـان، رقـم احلـديـث ۱۸۷، مـوارد الـظمآن البـن حـبان، كـتاب اإلميـان، بـاب فـيما يـخالـف كـمال اإلميـان، رقـم احلـديـث ٤۷، واحلـديـث سـنده صـحيح، واحلـديـث صـححه األلـبانـي فـي صـحيح اجلـامـع بـرقـم ۷۱۷۹ وصـحيح الـترغـيب والـترهـيب ۳۰۰٤، وحـسنه فـي مـشكاة املـصابـيح بـرقـم ۳٥)، ويـقول كـذلـك: «أد األمـانـة إلـى مـن ائـتمنك، وال تـخن مـن خـانـك»(سـنن الـترمـذي: كـتاب الـبيوع، بـاب ۳۸، رقـم احلـديـث ۱۲٦٤، سـنن أبـي داود، كـتاب الـبيوع واإلجـارات، بـاب فـي الـرجـل يـأخـذ حـقه مـن حتـت يـده، رقـم احلـديـث ۳٥۳٥،

.( 1مستدرك احلاكم، كتاب، باب، رقم احلديث ۲۳٥۱ – ۲۳٥۲۲، وسند احلديث: صحيح لغيره)"(

املطلب السادس: ترسيخ مفهوم الرسالية في العمل: وبـها أخـتم كـالمـي عـن دور الـرقـابـة الـذاتـية وفـق الـتصور اإلسـالمـي؛ وأعـني بـالـرسـالـية: أن يـرتـبط عـمل اإلنـسان فـي مــحيط الــعمل وبــيئته بـ(مــقاصــد الشــريــعة اإلســالمــية وغــايــتها الــتي جــاءت إلصــالح أحــوال الــناس، وحتــقيق انــتظام مـعايـشهم مبـا يـرضـي اهلل عـز و جـل). أن تـكون لـإلنـسان (غـايـة نـبيلة وهـدف مشـروع) يـسعى لتجسـيده مـن وراء

.(www.alkhabar.com /ar/islamiyat/378099.html) ینظر: د: عبد الحق حمیش: المرجع السابق، موقع جریدة الخبر الیومي - �1


اإلدارة



الــعمل الــذي ميــارســه؛ يســتوي فــي ذلــك أن يــكون عــمال رســميا أو غــير رســمي، عــمال (فــرديــا أو جــماعــيا أو مؤسساتيا).

) هـو مـا يـعطي الـطابـع الـرسـالـي لـلعمل فـي اإلسـالم احلـنيف، وميـيز فـيه بـني الـعامـل الـرسـالـي مـن هـذا (الهـدف أو الـغايـةما مـرتـعا لـتحقيق املـصالـح الـشخصية الـضيقة. وهـذا إشـكال ن (يـرون الـعمل مـيدانـا لـلربـح واملـضاربـة)، وربـ غـيره ممـحــقيقي يــعرض فــي الــعديــد مــن (األعــمال والــوظــائــف واملــهن)؛ بســبب (غــياب الهــدف احلــقيقي مــن وراء ممــارســة

اإلنسان العامل لعمله ووظيفته ومهنته). إن اإلسـالم احلـنيف يـربـط حـياة اإلنـسان مبـياديـنها ومـجاالتـها املـتعددة مبـقصد شـرعـي كـلي غـايـة فـي األهـمية يـختصر : وهـو عـبادتـه جـل وعـال؛ فـيكون الـعمل طـريـقا لـتكريـس هـذا املـطلب مـقصد الـشارع احلـكيم عـز و جـل مـن خـلق اخلـلق

الشرعي املقاصدي املهم؛ قال اهلل تعالى: ﴿وما خلقت اجلن واإلنس إلا ليعبدون﴾ (الذاريات: اآلية ۸٦). خامتة (نسأل اهلل تعالى حسنها):

كـنتيجة ملـا تـقدم يـتضح لـنا أن الـتصور اإلسـالمـي حـول الـرقـابـة الـذاتـية مـن جـهة، وتـأثـيراتـها اإليـجابـية فـي مـيدان الـعمل، ومـا يـرتـبط بـه مـن تـنمية لـلموارد البشـريـة؛ يـقوم فـي األسـاس عـلى مـبدأ ربـط اإلنـسان بـاجلـانـب (الـعقدي واألخـالقـي) لـلديـن اإلسـالمـي؛ الـذي يـجعله فـي ارتـباط دائـم مـع تـعالـيم الـديـن اإلسـالمـي، و(ضـرورة اسـتحضارهـا فـي سـلوكـياتـه فـي

نطاق العمل وبيئته) فضال عن سائر حياته مبشاهدها اخملتلفة. ) لـلفرد املسـلم هـذا املـنطلق (الـعقدي واألخـالقـي) هـو الـذي يـصنع الـتميز فـي اجلـانـب (املـعامـالتـي والسـلوكـي والـعملياملـرتـبط بـعمل مـعين، مـهما كـانـت (طـبيعة ونـوع) عـمله، ومـهما كـان (مـجالـه ونـطاقـه). واالرتـقاء بـالـفرد املسـلم فـي سـلوكـه (الـعملي واملـهني والـوظـيفي) يـبتدأ قـبل أي شـيء بـ(تـشجيعه وحتـفيزه عـلى الـتعامـل اإليـجابـي والـفعال مـع الـعمل وحتـبيبه إلـيه)؛ حـتى ال يـكون مـن أهـل الـبطالـة الـنابـذيـن للكسـب احلـالل والـعمل املشـروع، الـراغـبني فـي الـقعود

والكسل. إذا دخـل الـفرد املسـلم مـجال عـمل محـدد يـتناسـب مـع مـؤهـالتـه وقـدراتـه (الـعلمية والـفكريـة والـبدنـية)؛ يـتعني عـليه لـزامـا أن يـلتزم تـعالـيم اإلسـالم الـداعـية إلـى اإلتـقان واإلحـسان والتحـلي بـأخـالقـيات الـعمل ورسـالـيته، وأن يـراقـب فـي ذلـك سـلوكـه أثـناء الـعمل مسـتحضرا أن اهلل تـعالـى (يـرقـبه ويـراقـبه) ويـراه وهـو تـعالـى بـه عـليم؛ حـتى يسـتشعر أن عـمله عـبادة مـأجـور عـليها- ال يـنال أجـرهـا وثـوابـها إال مـن سـعى فـيها سـعيها مبـا يـرضـي اهلل تـعالـى- فـال تـكون بـالنسـبة إلـيه

فرصة إلضاعة الوقت، أو التكسب بها على وجه اخليانة والفساد.


اإلدارة



إن الـرقـابـة الـذاتـية وفـق الـتصور اإلسـالمـي تـركـز عـلى جتـويـد أداء الـعمل و(حتسـينه وإتـقانـه) مـن جـهة املـكلف بـه مـهما كـان مـركـزه الشـرعـي والـقانـونـي -مـديـرا أم مـوظـفا، رئـيسا أم مـرؤوسـا، عـامـال أم مسـتخدمـا..-، وإحـداث (شـعور

داخلي وإحساس عميق) جتاه العمل املنوط به وباملسؤولية امللقاة على عاتقه. إذا: الـغايـة املـهمة والهـدف األهـم مـن الـرقـابـة الـذاتـية -حسـب الـتصور اإلسـالمـي- هـو (حتـقيق اجلـودة املـطلوبـة فـي الـعمل)؛ بـترقـية مسـتوى األداء فـي ممـارسـته وفـق مـتطلباتـه الـزمـنية-احـترام سـاعـات الـعمل- ومـتطلباتـه املـكانـية -احـترام خـصوصـية مـحيط الـعمل وطـبيعته واخـتصاصـه بـأداء عـمل مـعين-. واملـرجـع واملسـتند فـي ذلـك كـله تـعالـيم الشـريـعة

اإلسالمية وأحكامها. ويـبقى أن الـرقـابـة الـذاتـية مشـروط جنـاحـها وحتـصيل ثـمارهـا بـاسـتحضار رقـابـة اهلل تـعالـى بـكل (صـدق وإخـالص وورع)؛ ) الـذي تـرد إلـيه وال تـنفك عـنه، وأنـها مـطلوبـة فـي مـيدان الـعمل اإلسـالمـي بـأنـواعـه مـن أجـل تـنمية ألنـها (األصـل واألس

اإلنسان واالرتقاء به على نحو يسمح بتنمية املوارد البشرية، واالرتقاء بالعنصر البشري العامل. وآخـر دعـوانـا أن احلـمد هلل رب الـعاملـني، وصـلى اهلل عـلى نـبينا محـمد وعـلى آلـه وصـحبه وتـابـعيه وسـلم وعـلينا مـعهم

برحمتك يا أرحم الراحمني. أللهم آمني.


اإلدارة



التأمني التعاوني اإلسالمي: األسلوب الشرعي للتأمني على الخطر

( تجربة شركة سالمة للتأمينات الجزائر )

إن حـياة األفـراد ومـنظمات األعـمال مـشوبـة بـكثير مـن اخملـاطـر؛ ممـا جـعل أمـر الـتأمـني عـلى هـذه اخملـاطـر بـالـغ األهـمية. هـذه األهـمية جـعلت مـؤسـسات الـتأمـني فـي عـصرنـا هـذا تتخـذ مـن الـتأمـني وسـيلة يـقصد بـها الـربـح بـالـدرجـة األولـى، مـتجاهـلة املـبدأ الـرئـيس الـذي أنـشئ ألجـله الـتأمـني أال وهـو الـتعاون عـلى تـفتيت األخـطار؛ فـامـتزجـت عـمليات الـتأمـني بـكثير مـن املـعامـالت الـالمشـروعـة؛ كـالـتعامـل بـ(الـربـا، والـقمار والـغرر الـفاحـش)، وهـو مـا كـرس نـظام تـأمـني الأخـالقـي يـتنافـى

ومبادئ الشريعة اإلسالمية. ونـظرا ألهـمية الـتأمـني الـتي ال ميـكن جتـاهـلها فـي احلـياة االقـتصاديـة، وبـاعـتباره ركـنا مـهما مـن أركـان الـنظام املـالـي فـي أي اقـتصاد؛ لـكونـه يـقف مـدعـما ومـكمال لـلنظام املـصرفـي، ونـظرا لـلضرورة املـلحة الـتي أمـلتها حـاجـة األفـراد ومـنظمات األعـمال لـصناعـة تـأمـينية تـختفي فـيها املـعامـالت غـير املشـروعـة وغـير األخـالقـية؛ فـقد اجتهـد عـلماء املسـلمني إليـجاد بـديـل شـرعـي لـلتأمـني عـلى اخملـاطـر يـوافـق الـنصوص الـقرآنـية والـسنة الـنبويـة الشـريـفة عـلى صـاحـبها أفـضل الـصالة وأزكـى السـالم؛ فـتمخض عـن جـهودهـم نـظام الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي الـذي ال يسـتهدف (الـربـح) بـقدر مـا يسـتهدف

(التعاون والتكافل) بني املشتركني فيه على حتمل اخملاطر. وانطالقا مما سبق بيانه تتضح معالم إشكال هذا البحث ليتم صياغتها بالشكل التالي:

كـيف يـعمل الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي عـلى تـفتيت األخـطار؟ ومـا هـو واقـع جتـربـة شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات (اجلزائر) في تطبيق التأمني التعاوني(التكافلي) اإلسالمي في سوق التأمني اجلزائرية؟

وملعاجلة هذا اإلشكال في هذا البحث؛ فقد مت تقسيم خطته إلى احملوريني التاليني: احملور األول: التأمني التعاوني اإلسالمي ودوره في تفتيت اخلطر.

احملور الثاني: جتربة شركة سالمة للتأمينات اجلزائر في تطبيق التأمني التكافلي (التعاوني) اإلسالمي.

خديجة فوقي أستاذة مساعدة "أ"

املركز الجامعي - مغنية - الجزائر.


التأمني



أمـا بـخصوص املـنهج املـعتمد؛ فـقد اعـتمدت الـباحـثة فـي هـذا الـبحث (املـنهج الـوصـفي)، و(مـنهج دراسـة احلـالـة مـن خـالل هـذه الـدراسـة لـ(جتـربـة شـركـة سـالمـة لـلتأمـني الـتكافـلي)، و(الـقيام بـدراسـة مـيدانـية) ألحـد وكـاالتـها الـكائـن

بوالية تلمسان. احملور األول: التأمني التعاوني اإلسالمي ودوره في تفتيت اخلطر:

إن املـطلع عـلى نـشأة الـتأمـني يلحـظ أنـه قـد بـدأ تـعاونـيا؛ إال أنـه قـد طـغى عـليه عـنصرا (الـتجارة والـربـح)؛ حـيث تـفنن صـانـعوه فـي عـرض صـور كـثيرة مـنه مشـتملة عـلى (الـربـا والـغرر والـقمار)، وهـي مـعامـالت الأخـالقـية أجـمع عـلماء املسـلمني عـلى حتـرميـها وجتـرميـها، وأقـروا (الـبديـل الشـرعـي لـلتأمـني الـتجاري أال وهـو الـتأمـني الـتعاونـي)؛ الـذي ضـبطوه بـأحـكام وقـواعـد الشـريـعة اإلسـالمـية الـغراء؛ فـأصـبح (تـأمـينا تـعاونـيا إسـالمـيا يـنطلق مـن أصـول شـرعـية مسـتندهـا الـتعاون

.( 1املنظم القائم على عقد التبرع امللزم لهيئة املشتركني) (

ويـطلق عـليه تـأمـني تـعاونـي؛ ألن فـيه تـعاونـا بـني املشـتركـني عـلى تـعويـض األضـرار الـتي قـد تـصيب أحـدهـم، وتـأمـني تـكافـلي؛ ألنـه قـائـم عـلى كـفالـة جـميع املشـتركـني لـبعضهم الـبعض؛ لـذلـك جنـد بـعض شـركـات الـتأمـني اإلسـالمـي تـأخـذ )، وأخـرى تـأخـذ بـاسـم (الـتأمـني الـتكافـلي). وكـان أول تـطبيق لـلتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي سـنة بـاسـم (الـتأمـني الـتعاونـي۱۹۷۹م؛ حـيث قـام "بـنك فـيصل اإلسـالمـي الـسودانـي" بـتأسـيس أول شـركـة تـأمـني تـكافـلي حتـت اسـم (شـركـة الـتأمـني

.( 2اإلسالمية احملدودة)(

أوال: تعريف التأمني التعاوني اإلسالمي وأهم مبادئه: تـعريـف الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي: لـقد وردت عـدة تـعاريـف عـن الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي؛ فـقد عـرف عـلى أنـه:« عـقد تـأمـني جـماعـي يـلتزم فـيه كـل مشـترك بـدفـع مـبلغ مـعني مـن املـال عـلى سـبيل الـتبرع لـتعويـض املـتضرريـن مـنهم عـلى (أسـاس الـتكافـل والـتضامـن) عـند حتـقق اخلـطر املـؤمـن مـنه، تـدار فـيه الـعمليات الـتأمـينية مـن قـبل شـركـة مـتخصصة عـلى ). كــما عــرف بــأنــه:« اتــفاق بــني شــركــة الــتأمــني اإلســالمــي؛ بــاعــتبارهــا ممــثلة لهــيئة 3أســاس الــوكــالــة بــأجــر مــعلوم»(

)، عـلى قـبولـه عـضوا فـي هـيئة املشـتركـني (حـساب الـتأمـني)، وبـني الـراغـبني فـي الـتأمـني (شـخص طـبيعي أو اعـتبارياملشـتركـني، والـتزامـه بـدفـع مـبلغ مـقطوع (قسـط الـتأمـني) عـلى سـبيل الـتبرع بـه وبـعوائـده لـصالـح حـساب الـتأمـني، عـلى

) محمد محمود العجلوني، البنوك اإلسالمیة، (أحكامھا- مبادئھا- تطبیقاتھا المصرفیة)، دار المسیرة، عمان، األردن، ط3، )1

2012/1433،ص(449). ) عثمان بابكر أحمد، قطاع التأمین في السودان (تقویم تجربة التحول من نظام التأمین التقلیدي إلى نظام التأمین اإلسالمي)، معھد البحوث )2

والتدریب، البنك اإلسالمي للتنمیة، ط2، 1425ھـ/2004م، ص(28).) صادق راشد الشمري، الصناعة المصرفیة اإلسالمیة (مداخل وتطبیقات)، دار الیازوري، عمان، األردن، الطبعة العربیة، 2014، )3

ص(316).


التأمني



.( 1أن يدفع له عند وقوع اخلطر(التعويض) طبقا لوثيقة التأمني، واألسس الفنية والنظام األساسي للشركة»(

:( 2مبادئ التأمني التعاوني اإلسالمي: ميكن تلخيص أهم مبادئ التأمني التعاوني اإلسالمي فيما يلي(

عدم مخالفة أحكام الشريعة اإلسالمية. ۱.

التبرع وحتقيق مبدأ التعاون والتكافل بني املشتركني. ۲.

أن تكون الشركة وكيلة عن املستأمنني (حملة الوثائق) في إدارة أعمال التأمني. ۳.

توزيع الفائض الذي يبقى بعد املصاريف، ودفع مبالغ التأمني على حملة الوثائق. ٤.

ضرورة وجود حسابني، والفصل بني (حسابات الشركة، وحسابات املستأمنني). ٥.

املشاركة احلقيقية في التحمل واألداء؛ من خالل تبادل املنافع والتضحيات فيما بني األعضاء. ٦.

أفضلية مشاركة املستأمنني في اإلدارة. ۷.

التزام الشفافية في العقد التأسيسي والنظام األساسي. ۸.ثانيا: أهمية التأمني التعاوني اإلسالمي وآليات عمله:

أهمية التأمني التعاوني اإلسالمي: :( 3يتمثل التأمني التعاوني في كونه(

يساهم في إيجاد املزيد من فرص العمل للعاطلني عن العمل؛ مما يعمل على تخفيف حدة البطالة. • يساعد في إيجاد سبل العيش الكرمي للمواطن في حالتي (العجز واملرض). • املـشاركـة اإليـجابـية فـي دعـم عجـلة الـنمو االقـتصادي فـي الـدولـة؛ مـن خـالل احملـافـظة عـلى أمـوال الـتأمـني واملـدخـرات •

الـوطـنية فـي الـبلد الـذي تـنشأ فـيه شـركـات الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي، وتـوجـيهها نـحو االسـتثمار فـي املشـروعـات التنموية اخملتلفة.

اســتكمال حــلقات االقــتصاد اإلســالمــي؛ مــن خــالل دعــم املــصارف اإلســالمــية واملــؤســسات املــالــية اإلســالمــية •والتكامل معها لتأدية دورها في اجملتمع.

آليات عمل التأمني التعاوني اإلسالمي: :( 4 إن آلية عمل التأمني التعاوني تكون كما يلي(

)عبد الرحیم عبد الحمید الساعاتي، نظام التامین اإلسالمي: التضامن في تحمل الخطر، مجلة جامعة الملك عبد العزیز، م23، ع1، )1

2010/1431، ص(63).) علي محیي الدین القرة داغي، التأمین اإلسالمي دراسة فقھیة تأصیلیة، شركة البشائر اإلسالمیة، بیروت، ط3، 1430/2009، )2

ص(342-319). ) محمود حسن صوان، أساسیات االقتصاد اإلسالمي، دار المناھج، األردن، ط1، 2004م، ص(241). )3

) معمر قوادري فضیلة، الحاج نعاس خدیجة، التأمین التكافلي بین األسس النظریة والممارسات العملیة في الوطن العربي، مداخلة مقدمة في )4

الملتقى الدولي السابع حول "الصناعة التأمینیة"، الواقع العملي وآفاق التطویر-تجارب الدول-یومي 03-04/12/2012، كلیة العلوم االقتصادیة، العلوم التجاریة وعلوم التسییر، جامعة حسیبة بن بوعلي، الشلف، الجزائر، ص(6).


التأمني



يـضع املشـتركـون األقـساط فـي صـندوق الـتكافـل (حـساب الـتأمـني) عـلى (أسـاس الهـبة بشـرط الـعوض)؛ لـلتعاون •على تفتيت األخطار.

ة • تـدفـع االشـتراكـات عـلى أسـاس الـتمليك لـلصندوق (حـساب الـتأمـني)، وتـكون لـلصندوق شـخصية اعـتباريـمستقلة، يتمكن بها من (أن يتملك األموال ويستثمرها) حسب اللوائح املنظمة لذلك.

تـديـر شـركـة الـتأمـني الـتعاونـي صـندوق الـتكافـل (حـساب الـتأمـني)؛ مـن حـيث دفـع الـتعويـضات ومـتابـعة املـطالـبات •على أساس الوكالة بأجر.

يـوكـل إلـى شـركـة الـتأمـني الـتعاونـي اسـتثمار قسـط مـن أمـوال الـصندوق، وهـي بهـذا تسـتحق (أجـرة الـوكـالـة) •باالستثمار، أو (نصيبا) من الربح إن كانت مضاربة.

ثالثا: الفروق األساسية بني التأمني التعاوني اإلسالمي والتأمني التجاري: ميـكن أن يـلخص فـي هـذا الـبحث أهـم الـفروق بـني الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي والـتأمـني الـتجاري مـن خـالل اجلـدول

التالي: جدول رقم (۰۱): الفرق بني التأمني التجاري والتأمني التعاوني اإلسالمي.

نوع التأمني / موضوع االختالف

شركة التأمني التعاوني اإلسالميشركة التأمني التجاري

من حيث التكييف والتنظيمتـــعقد الشـــركـــة بـــاســـمها، وتـــتملك األقـــساط بــالــكامــل، وتتحــمل املــسؤولــية بــالــكامــل فــي

مواجهة املستأمنني.

وكــيلة عــن هــيئة املشــتركــني (حــساب الــتأمــني)، ال تــتملك األقساط ال (كلها وال بعضها).

من حيث الشكلاملشــتركــون (حــملة الــوثــائــق) هــم املســتأمــنون وهــم املــؤمــنون هي املؤمن وحده، واملشتركون هم املستأمنون.

أيضا.

من حيث العقود وطبيعتها

عــقد واحــد بــني الشــركــة املــؤمــنة واملســتأمــنني، يـــقوم عـــلى املـــعاوضـــة احلـــقيقية بـــني األقـــساط

ومبالغ التأمني.

ثــالثــة عــقود تــنظيمية وهــي: عــقد الــوكــالــة بــني الشــركــة وحــساب الــتأمــني، عــقد املــضاربــة الســتثمار أمــوال حــساب الـــتأمـــني، عـــقد الهـــبة بـــعوض(النهـــد) يـــنظم الـــعالقـــة بـــني

املشتركني.

من حيث الهدفحتــقيق الــربــح؛ فــإذا زادت أقــساط الــتأمــني عــن (املــصاريــف والــتعويــضات) فــإن تــلك الــزيــادة

تعد ربح لها.

الهدف هو التعاون أساسا فيما بني املشتركني.

مسألة الفائضهـو ربـح تـأمـيني، وإيـراد متـتلكه الشـركـة املـؤمـنة

وحدها. هـو الـفرق املـتبقي مـن األقـساط وعـوائـدهـا بـعد (الـتعويـضات

واملصاريف واخملصصات)، وهو يعود للمشتركني.


التأمني



املصدر: من إعداد الباحثة باالعتماد على: محيي الدين القرة داغي، التأمني اإلسالمي( دراسة فقهية تأصيلية)، مرجع سابق، ص(۲۱۱-۲۱٦).

رابعا: التأمني التعاوني اإلسالمي تضامن لتفتيت اخلطر: اسـتنادا إلـى مـوقـف الشـريـعة اإلسـالمـية مـن اخلـطر، والـتي أقـرت اسـتحباب (دفـعه ودرئـه) قـدر اإلمـكان؛ كـونـه يـتنافـى ومـقصد الشـريـعة اإلسـالمـية فـي (حـفظ املـال وتـنميته)؛ فـإن الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي الـذي يـقوم عـلى فـكرة مـشاركـة اخلـطر بـني املشـتركـني، والـتضامـن فـيما بـينهم عـلى حتـمل األخـطار الـتي قـد يـتعرض لـها بـعضهم؛ سـيعمل إلـى حـد كـبير عـلى تـخفيف وقـع اخلـطر ونـتائـجه السـلبية عـلى املسـتأمـنني املـتعرضـني لـألخـطار، هـذا وقـد أثـبتت الـدراسـة اإلحـصائـية (أن الـغرر الـفاحـش -والـذي يـقاس بـاالنحـراف املـعياري- يـقل كـلما اشـترك عـدد أكـبر فـي الـعقد)؛ فـالـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي يـعد أسـلوبـا مـنظما لـيس ملـنع اخلـطر وتـفاديـه؛ بـل لـتحويـله إلـى مجـموع يـتضامـن أفـراده فـي حتـمله؛ بـحيث ميـكن تـقديـر اخلـطر وتـكلفته املـاديـة، وتـوزيـعها عـلى املـتضامـنني كـافـة فيتحـمل اجلـميع الـتكلفة فـي الـوقـت الـذي يـقع ). كـما يشـترط فـيه أن يـكون الـتعويـض عـن اخلـسائـر املـاديـة الـتي قـد تـصيب املشـترك، 1فـيه اخلـطر عـلى عـدد محـدود(

والـتبعية الـتي ميـكن تـقديـرهـا تـقديـرا سـليما بحسـب الـضرر الـفعلي، وتـعويـض األشـياء الـتي تـتغير قـيمتها مـن وقـت .( 2آلخر في حالة تلفها بقيمتها السوقية يوم وقوع الضرر(

احملور الرابع: جتربة شركة سالمة للتأمينات في تطبيق التأمني التكافلي (التعاوني) باجلزائر: شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر هـي إحـدى فـروع شـركـة سـالمـة الشـركـة الـعربـية اإلسـالمـية لـلتأمـني الـتي أنشـئت عـام ۱۹۷۹م فـي إمـارة دبـي بـدولـة اإلمـارات الـعربـية املتحـدة، وهـي إحـدى الشـركـات الـرائـدة فـي الـعالـم اإلسـالمـي، وهـي

مدرجة في سوق دبي املالي. أوال: حملة عن شركة سالمة للتأمينات اجلزائر ونشأتها، وإدارة التأمني التكافلي(التعاوني) بها:

حملة عن الشركة ونشأتها: شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر شـركـة ذات أسـهم، اعـتمدت مبـقتضى الـقرار رقـم ٤٦ الـصادر بـتاريـخ ۲ جـويـليه ۲۰۰٦ م عـن وزيـر املـالـية؛ وبـذلـك فهـي قـد امـتصت شـركـة الـبركـة واألمـان لـلتأمـني وإعـادة الـتأمـني املـنشأة فـي ۲٦ مـن مـارس

من حيث انتهاء العقدينتهـي الـعقد بـالـتعاقـد، وال يـبقى مـنه إال تـنفيذه مــن خــالل دفــع املســتأمــن أقــساطــه إلــى املــؤمــن،

والتزام املؤمن بدفع مبلغ التأمني في وقته.

ال ينتهــي الــعقد بــدفــع األقــساط مــن طــرف املشــترك؛ وإمنــا لــه نـصيب مـن الـباقـي إن كـان هـناك فـائـض، وفـي حـالـة العجـز فـإن

حساب التأمني يستقرض قرضا حسنا.

من حيث االلتزام بأحكام الشريعةال يـهمها إن تـعامـلت مبـعامـالت ال تـوافـق أحـكام

الشريعة اإلسالمية.تـلتزم فـي كـل نـشاطـاتـها بـأحـكام الشـريـعة اإلسـالمـية؛ ألجـل

ذلك تقوم بتعيني هيئة للفتوى والرقابة الشرعية.

) عبد الرحیم عبد الحمید الساعاتي، نظام التامین اإلسالمي: التضامن في تحمل الخطر، مرجع سابق، ص(84). )1

) علي محیي الدین القرة داغي، التأمین اإلسالمي، مرجع سابق، ص(462). )2


التأمني



۲۰۰۰م؛ والـتي أصـبحت الـيوم سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر بـعد انـضمامـها جملـموعـة سـالمـة. رأسـمالـها االجـتماعـي يـقدر .( 1بـ: ۲.۰۰۰.۰۰۰.۰۰۰.۰۰ دج(

وهـي تـوفـر خـدمـات مـتعددة، كـما تـتوفـر حـالـيا عـلى حـوالـي ۱۷۱ نـقطة بـيع عـلى مسـتوى الـتراب الـوطـني اجلـزائـري، و٤ مـديـريـات جـهويـة، ولـها عـالقـات شـراكـة مـع أكـثر مـن ۱٥ سـمسار؛ إال أنـها الـوحـيدة مـن كـل مـؤسـسات الـتأمـني فـي )، وهـي تـتمتع مبـسانـدة مـؤسـسات إعـادة تـأمـني عـاملـية ) اإلسـالمـي( 2اجلـزائـر الـتي تـتعامـل بـالـتأمـني الـتكافـلي (الـتعاونـي

منها: ( HANNOVER RE - CCR - SCOR – JAPAN RE BESTRE - GIC - ODYSSE RE - AFRICA RE, KUWAIT RE - ARAB RE,…) ( ). 3

إدارة التأمني التكافلي في الشركة: جتـمع شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر بـني منـوذج الـوكـالـة بـ(أجـر مـعلوم)، ومنـوذج املـضاربـة الشـرعـية لـتشكل (منـوذجـا

مختلطا) في إدارة التأمني التكافلي: منوذج الوكالة بأجر معلوم: ا)

هناك طريقتان تتبعها شركة سالمة للتأمينات اجلزائر في حتديد األجر املعلوم: حتـديـد األجـر املـعلوم بـطريـقة جـزافـية (Forfaitaire): وذلـك فـي بـعض فـروع األخـطار املـؤمـن عـليها؛ حـيث تـقوم الشـركـة بتحـديـد األجـر عـلى (أسـاس الـدراسـات واإلحـصاءات)؛ فـإذا مـا تـبين أن املـصاريـف اإلداريـة فـي حـدود ٥۰۰۰ دج مــثال فــإنــها تــضيف إلــيها مــبلغا مــناســبا مــثل ۲٥۰۰ دج؛ فــيتم االتــفاق عــلى أن تــكلفة اإلدارة هــي ۷٥۰۰ دج، وعـلى أسـاس ذلـك ال يتحـمل صـندوق حـملة وثـائـق الـتكافـل (حـساب الـتأمـني) سـوى هـذا املـبلغ ألجـل املـصاريـف

اإلدارية. حتـديـد األجـر املـعلوم عـلى أسـاس نسـبة مـن االشـتراكـات: وفـيه حتـدد الشـركـة نسـبة مـن األمـوال الـتي تـدخـل فـي •

صـندوق حـملة وثـائـق الـتكافـل مـن بـدايـة الـعام إلـى آخـره كـ(مـصاريـف إداريـة)؛ مـثل نسـبة ۱۰٪ وذلـك فـي بـعض .( 4فروع األخطار املؤمن عليها(

منوذج املضاربة: ب)تـقوم شـركـة سـالمـة بـاسـتثمار األمـوال املتجـمعة فـي صـندوق حـملة وثـائـق الـتكافـل (حـساب الـتأمـني)، وعـلى أسـاس

) سعود ولید، تجربة سالمة للتأمینات الجزائر في تسویق التأمین التكافلي في السوق الجزائري، مداخلة مقدمة للندوة الدولیة: شركات التأمین )1

التقلیدي ومؤسسات التأمین التكافلي بین األسس النظریة والتجربة التطبیقیة، جامعة فرحات عباس، سطیف 25-26 أفریل 2011، ص(10).) مذكرة 2013 خاصة بشركة سالمة للتأمینات الجزائر. )2

) سعود ولید، تجربة سالمة للتأمینات الجزائر في تسویق التأمین التكافلي في السوق الجزائري، مرجع سابق، ص(26). )3

) معلومات محصل علیھا من خالل مقابلة أجریت مع السید: «ویسي» مسؤول وكالة سالمة للتأمینات- تلمسان- بتاریخ 16/02/2014 على )4

الساعة 12:00.


التأمني



هـذا الـنموذج تـكون الشـركـة مـضاربـا، وحـملة الـوثـائـق هـم رب املـال، ونـاجت املـضاربـة (الـربـح) يـتم اقـتسامـه بنسـب محـددة بحسـب االتـفاق؛ فـيعود نـصيب مـنه إلـى صـندوق املـؤمـن (حـصة املـضارب)، والـنصيب اآلخـر إلـى صـندوق

حملة الوثائق (حصة حملة الوثائق)، الـنموذج اخملـتلط: فـي هـذا الـنموذج تسـتحق الشـركـة نسـبة مـن االشـتراكـات (األجـر املـعلوم) مـقابـل إدارتـها ألعـمال ا)

الـتامـني، إضـافـة إلـى نسـبة مـن عـوائـد االسـتثمارات بـصفتها مـضاربـا. وميـكن تـوضـيح الـنموذج اخملـتلط (الـوكـالـة بـأجـر معلوم واملضاربة) من خالل الشكل التالي:

املصدر: وليد سعود، جتربة شركة سالمة للتأمينات اجلزائر يف تسويق التأمني التكافلي يف السوق اجلزائرية. مرجع سابق، ص(16). بتصرف من الباحثة

ثانيا: منتجات شركة سالمة للتأمينات (اجلزائر) وموقعها في سوق التأمني اجلزائرية. منتجات شركة سالمة التأمينية:

:( 1تعرض شركة سالمة للتأمينات اجلزائر عدة منتجات تأمينية في السوق اجلزائرية تتمثل في(

تأمني السيارات (املسؤولية املدنية- األضرار). • تأمني األخطار الصناعية الكبرى والصغرى. • تأمني املشاريع واملنشآت الفنية والورشات. • تأمني األخطار البسيطة لألفراد (املساكن، احملالت التجارية). •

.http://www.salama_dz.com موقع شركة سالمة للتأمینات الجزائر ( )1


التأمني



تأمينات املسؤولية املدنية اخملتلفة. •املساعدة للسيارات. •إعادة التأمني. •

موقع الشركة في سوق التأمني اجلزائرية وأهم إجنازاتها: بـالـرغـم مـن حـداثـة املـنتوج الـتكافـلي فـي الـسوق اجلـزائـريـة فـقد اسـتطاعـت شـركـة سـالمـة اسـتقطاب شـريـحة كـبيرة مـن املـواطـنني، بـعدمـا عـزفـت هـذه األخـيرة عـن عـمليات الـتأمـني؛ لـعدم وجـوبـها شـرعـا؛ فـمنذ بـدء نـشاطـها حـققت الشـركـة نـتائـج إيـجابـية؛ حـيث عـرفـت منـوا مـلحوظـا فـي رقـم أعـمالـها بـلغ ۳۲۰۰ مـليون ديـنارا جـزائـريـا سـنة ۲۰۱۲م بـعدمـا كـان )، كـما أن شـبكة عـمالء الشـركـة تـتكون مـن أزيـد مـن ۳۱۷ ألـف زبـون 1يـبلغ ٤۹٦ مـليون ديـنارا جـزائـريـا سـنة ۲۰۰٤(

من (أفراد وشركات ومؤسسات صغيرة ومتوسطة، ومجموعات صناعية). أمـا حـصتها فـي الـسوق فهـي ال تـقل عـن ۳٪ مـن حـصة شـركـات الـتأمـني اخلـاصـة الـعامـلة فـي سـوق الـتأمـني اجلـزائـريـة

والبالغة ۲۰٪ من إجمالي السوق الذي تستحوذ فيه الشركات العمومية على حصة ٪۸۰. وحتـرص شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر عـلى تـوخـي أقـصى درجـات (اإلفـصاح والـشفافـية)؛ حـيث تـقوم نـهايـة كـل - عـلى عـكس جـميع شـركـات الـتأمـني اجلـزائـريـة الـتي ال تـقدم حـسابـاتـها ثـالثـي بـتقدمي حـسابـاتـها الـتي يـتم حتـيينها دوريـاسـوى مـرة فـي الـسنة بـعد نـهايـة الشهـر الـرابـع مـن الـسنة املـوالـية-، بـاإلضـافـة إلـى ذلـك فهـي تـركـز عـلى مـبدأ الـتسويـة السـريـعة لـلمتضرريـن مـا يـجعلها تـقوم بـتعويـض األضـرار مـباشـرة بـعد احلـادث، وهـذا عـلى عـكس بـعض شـركـات الـتأمـني

.( 2التجاري في اجلزائر التي تصل مدة التعويض لديها إلى أشهر وحتى سنوات (

وخـالل ا ملـدة الـتي قـضتها شـركـة سـالمـة لـلتأمـينات اجلـزائـر فـي الـسوق اجلـزائـريـة اسـتطاعـت أن تكسـب ثـقة األفـراد، واملــؤســسات اخلــاصــة والــعمومــية، وكــذلــك اجلــماعــات احملــلية وهــيئات الــدولــة جــراء الــسمعة الــطيبة وحــسن الــتعامــل

.( 3واإلصغاء جتاه زبائنها(

ثالثا: التحديات التي تواجه شركة سالمة للتأمينات اجلزائر: هـناك حتـديـات عـديـدة تـواجـه شـركـة سـالمـة بـاعـتبارهـا شـركـة وحـيدة تـعرض املـنتوج الـتكافـلي (الـتعاونـي) اإلسـالمـي فـي

سوق التأمني اجلزائرية، ومن جملة هذه التحديات جند أن:

) مذكرة 2013 خاصة بشركة سالمة للتأمینات الجزائر. )1

) أحمد حاج امحمد (مدیر عام شركة سالمة)، مقال بعنوان: "سالمة تحقق رقم أعمال بقیمة 252 ملیار سنتیم وترفع رأسمالھا"، نشر في )2

www.djazairess.com/elhiwar/1660 الشروق الیومي یوم 05/01/2010. عن موقع) سعود ولید، تجربة سالمة للتأمینات الجزائر في تسویق التأمین التكافلي في السوق الجزائري، مرجع سابق، ص(21). )3


التأمني



قـانـون الـتأمـينات احلـالـي ال ينسجـم وهـدف الشـركـة فـي تـقدمي مـنتجات وخـدمـات الـتأمـني الـتكافـلي (الـتعاونـي) ۱. .( 1اإلسالمي بشكل صريح؛ مما يستدعي تعديله حتى تستطيع الشركة العمل في أريحية أكثر(

يـفرض قـانـون الـتأمـينات اجلـزائـري عـلى شـركـات الـتأمـني املـوجـودة فـي الـسوق الـوطـنية تـخصيص مـا نسـبته ٥۰٪ مـن ۲.مـداخـيلها عـلى شـكل أسـهم فـي سـندات اخلـزيـنة الـعمومـية، وقـد اسـتطاعـت شـركـة سـالمـة الـتكيف مـع هـذا الـوضـع عــن طــريــق إدراج هــذه األســهم فــي "بــنك الــبركــة اإلســالمــي" جتــنبا لــلتعامــالت الــربــويــة، كــما قــام مجــلس اإلدارة بـاسـتحداث رصـيد خـاص يـشمل الـفوائـد كـافـة والـتي جتـنيها الشـركـة مـن املـعامـالت الـربـويـة بـغرض فـصلها عـن رأس

.( 2املال السنوي حتت إشراف هيئة الرقابة الشرعية(

عـدم دخـول بـنوك إسـالمـية جـديـدة إلـى الـسوق اجلـزائـريـة؛ ممـا يـعيق منـو وتـنوع اسـتثمارات الشـركـة الشـتراكـات ۳. .( 3التأمني؛ فالبنوك اإلسالمية تعد مكمال لقطاع التأمني التعاوني اإلسالمي ومدعما له(

النظرة السلبية للتأمني؛ نظرا لغياب الثقافة التأمينية والذي يعود ألسباب عدة من بينها: ٤.تخوف املواطن من عدم االستفادة من مبلغ التأمني؛ ألن االستفادة ال تتم إال بتحقق اخلطر. •انخفاض دخول األفراد؛ مما ال يسمح لهم بشراء وثيقة التأمني، وانحصار تلك الوثيقة في األوساط التجارية. • جهل املواطن بالقوانني واإلجراءات التأمينية. • عدم االهتمام بالتأمني التعاوني اإلسالمي إال منذ مدة قصيرة. •عدم اهتمام وسائل اإلعالم بنشر الثقافة التأمينية. •). كـل هـذه • 4تـركـيز شـركـات الـتأمـني عـلى مـبدأ "الـربـحية" أسـاسـا؛ ممـا أدى إلـى عـدم الـثقة بشـركـات الـتأمـني(

األمور وأمور أخرى ساهمت في غياب الثقافة التأمينية لدى املواطن اجلزائري. نـقص الـكفاءات البشـريـة (املـؤهـلة واملـدربـة) عـلى األسـالـيب احلـديـثة وفـي مـجال (الـريـاضـيات اإلكـتواريـة)؛ حـيث ٥.

يالحظ قلة االهتمام بالتكوين اجلامعي في مجال التأمني.

) بریش عبد القادر، حمدي معمر، التحدیات التي تواجھ صناعة التأمین التكافلي اإلسالمي، مداخلة مقدمة للملتقى الدولي السابع حول: )1

الصناعة التأمینیة، الواقع العملي وآفاق التطویر، تجارب الدول، جامعة حسیبة بن بوعلي، شلف، الجزائر، یومي 03-04/12/2012، ص(11).) أحمد حاج امحمد (مدیر عام شركة سالمة)، مقال بعنوان: " التأمین التكافلي سیحتل ریادة العروض التأمینیة في السنوات المقبلة"، نشر )2

www.djazairess.com/elhiwar/1660 :في "الحوار" یوم: 21/07/2008، عن موقع) بریش عبد القادر، حمدي معمر، التحدیات التي تواجھ صناعة التأمین التكافلي اإلسالمي، مرجع سابق، ص(11). )3

) كمال رزیق، التأمین التكافلي كحل لمشكلة غیاب ثقافة التأمین في الوطن العربي بالرجوع إلى حالة الجزائر، ورقة بحث مقدمة في الندوة )4

الدولیة حول: شركات التأمین التقلیدي ومؤسسات التأمین التكافلي بین األسس النظریة والتجربة التطبیقیة، جامعة فرحات عباس، سطیف 26-25 أفریل 2011، ص(6).


التأمني



اخلامتة: من خالل عرض الباحثة لعناصر هذا املوضوع خلصت إلى مجموعة نتائج أهمها:

الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي أصـبح ضـرورة مـلحة متـليها حـاجـة األفـراد ومـنظمات األعـمال لـصناعـة تـأمـينية خـالـية مـن •(الربا والغرر والقمار وأكل أموال الناس بالباطل).

الـتأمـني الـتعاونـي اإلسـالمـي يـعد ركـنا مـهما مـن أركـان االقـتصاد اإلسـالمـي؛ إذ يـعتبر (مـدعـما ومـكمال) لـلصيرفـة •اإلسالمية.

للتأمني التعاوني اإلسالمي أهمية بالغة في تفتيت األخطار؛ فهو شركة عقد للتضامن في حتمل اخلطر. •لــلتأمــني الــتعاونــي اإلســالمــي أهــمية بــالــغة فــي حــفظ املــال وتــنميته؛ مــن خــالل اســتثمار االشــتراكــات عــن طــريــق •

(املضاربة الشرعية)؛ مما يخدم بالدرجة األولى االقتصاد الوطني. اللهم بارك لنا فيما وهبتنا.


التأمني



Full Ownership in the Context of Zakat on Shares

Introduc+onZakatisanobliga6onuponMuslimsprovidedcertaincondi6onsaremet,oneofwhichisfullownershipofwealth.Itisacondi6onagreeduponamongscholars,ascitedbyIbnRushdinBidāyatal-Mujtahid,“They[Sharīʿahscholars]agreedbyconsensusthatzakatisobligatoryoneachMuslimwhohasfreedom,maturity,sanity,andfullyownsthenisab” (1425H:2/5). Full ownership isdefinedbyAl-Jurjānī inAl-Taʿrīfāt as “thelawful rela6onshipbetweenapersonanda thing,givinghimthe right todisposeofthatthingandtodeterothersfromdisposingofthat”(1403H:229).According to the above-men6oned defini6on, other than what was men6onedregardingtherightofdisposalofassets,Al-Jurjānīalsomen6onedtherighttodeterothersfromdisposingofassetsasafundamentalaspectofhavingfullownership.Some scholars men6oned in detail that ownership is divided into two categories,namely: (i)ownershipwiththeright to the6tle,and (ii)ownershipwiththeright todisposeofathing.Theownershipwiththerighttothe6tlereferstotheeventwhentheownershipofathinghasbeentransferredinabasicmanner,suchaswhenanitemhasbeensold toapersonbut ithasyet tobedeliveredtohim.Ontheotherhand,whenthesolditemhasbeendeliveredtothepurchaser,thepurchaserisregardedastheownerhavingtherighttodisposeof,thushehasfullownershipoftheitem.This means that full ownership occurs when the ownership has its effects en6relythroughtherighttoownandtherighttodisposeoftheassetasstatedbyAl-KāsānīinBadā’iʿal-Ṣanā’iʿ.IntheShariahStandardsofAccoun6ngandAudi6ngOrganiza6onforIslamicFinancialIns6tu6ons(AAOIFI)onZakah,“Thefullownershipmaterializeswhennobodyelsehasaright intheasset inques6on,theownercandisposeoftheassetthewayhelikes,and the owner of the asset is the sole owner of the income generated from theasset”(AAOIFI,2015M:873).InQuyūdal-Milkiyyahal-Khāṣṣah,Dr. ʿAbdullāhal-Muṣliḥ listedthatafullownershipleadstothesecriteria:(i)theownershallhavetherighttomakeanykindofdisposaloftheasset,(ii)thefullownershipshallincludebothtypesoftheownershipwhicharethe right to own and the right to benefit, and (iii) the ownership which occurs by

Lokmanulhakim Hussain A researcher at the International Shari’ah Research Academy for Islamic Finance


الزكاة



natural means without any transfer from someone to other is regarded as fullownership(1415H,123-128).TheOwnershipofSharesInthecontextofshares,basedonthedefini6onofsharesfromaSharīʿahperspec6ve,itappearsthatshareholdershavefullownershipoftheassetsofthecompany,whichlead to the obliga6on of paying zakat on shares. This is based on the followingjus6fica6ons:-Theshareholdersaretherealownersofthecompany’sassets.Itwillbeprovenwhenacompanyisdissolvedorwoundup,itsassetsshallbereturnedtotheshareholdersaOer paying off all the liabili6es (al-Qaradhaghī,Al-Taḥqīq Fī Zakāt al-Ashumwa al-Sharikāt:10).- This is in line with a legalmaxim sta6ng that “liability accompanies gain”. As theshareholder is en6tled to enjoy any benefits resul6ng from the shares, he is alsoobligedtobearallliabili6esaccompanyingthem,amongotherstheobliga6onofzakatpayment(Al-Qaradaghi,Al-TaḥqīqFīZakātal-Ashumwaal-Sharikāt:10).-Therightandfreedomofashareholdertosellordisposeofhissharesindicateshisrightand freedomtodisposeof thecompany’sassetsbecause the shares representtheassetsofthecompany,hencethesaleofsharesmeanthesaleofapor6onoftheassetsofthecompany.Thus, full ownership exists in the context of ownership of shares. The inability of ashareholdertosellthecompany’sassetssuchasbuildingsdoesnotmeanthereisnofullownership,buttherearesomeotherelementshinderinghimfromdoingso,inamannerthatwillnotaffecthavingfullownership.Suchexternalelementsare:

i-PartnershipAlthoughtheshareholderistherealownerofthecompany’sasset,hisownershipisinaformofpartnershipwhereheownsapor6onofassetsthatcannotbedivided.Itisstatedinaḥadīththat,“Hewhohasapartnerinadwellingoragarden,itisnotlawfulforhimtosellthatun6lheispermicedbyhispartner.Ifhe(thepartner)agrees,heshouldgo in for that,and ifhedisapprovesof that,heshouldabandon (the ideaofsellingit)”(Muslim,al-Ṣaḥīḥ:3/1229,No:1608).Inthecontextofshares,theshareholder isunabletoselltheassetsbecausethoughthereisnofullownership,itisinaformofpartnershipthatdeterseachpartnerfromsellingtheassetswithoutamutualagreement.ii-ThesaleofassetscanbedonethroughsellingsharesThe claim that a shareholder does not actually own the assets of the companybecause he is not able to sell the assets is not accurate. This is because the


الزكاة



shareholdercanselltheassetswhenhewantstothroughthesaleofshares,basedonthefactthatthesharesrepresenttheassetsofthecompany.iii-InabilitytodisposeofdoesnotmeannothavingfullownershipInthefiqh,thereareanumberofsitua6onswheretheowneroftheassetisdeterredfromdisposingofhisassetfreely,butatthesame6me,heiss6llregardedastherealowner of the asset having full ownership. An example of these situa6ons is theinability of a child todisposeof his assets, basedonaQuranic verse, “And test theorphansun6ltheyacainpuberty;thenifyoufindinthemmaturityofintellect,makeovertothemtheirproperty”(Al-Nisā’:6).Althoughchildrenarepreventedfromdisposingoftheirassets,but itdoesnotdenytheir full ownershipof theassets and theobliga6onof zakaton their assets, as theviewofscholarssuchasAl-NawawīinRawḍahal-Ṭālibīn,Al-ḤaṭṭābinMawāhibal-JalīlandIbnQudāmahinAl-Mughnī.

ConclusionBased on the defini6on of full ownership, and delibera6on with respect to theapplica6onoffullownershipinthecontextofshares,itwasfoundthatashareholderhasfullownershipoftheassetsofthecompany.Thus,sa6sfyingoneofthecondi6onsof zakat and affirming their eligibility to pay zakat. Based on this, shareholders areobligedtopayzakatonsharesiftheassetsofthecompanyarezakat-ableassets.


الزكاة



املعامالت املالية اإلسالمية بني الرواج وقلة االبتكارات

تــعرف الــهندســة املــالــية اإلســالمــية عــلى أنــها: مجــموعــة الــنشاطــات الــتي تــتضمن عــمليات (الــتصميم والــتطويــر والـتنفيذ) لـألدوات والـعمليات املـالـية اإلسـالمـية كـافـة، بـاإلضـافـة إلـى صـياغـة حـلول إبـداعـية ملـشاكـل الـتمويـل، وكـل

ذلك في إطار توجيهات الشرع احلنيف. ـلت فــي مــعاجلــة األزمــة املــالــية لــسنة ۲۰۰۸، كــما اســتعملت أدوات وجتــدر اإلشــارة إلــى أن الــبنوك اإلســالمــية تــدخـالـهندسـة املـالـية اإلسـالمـية لـلتحوط مـن أجـل تـوزيـع اخملـاطـر عـن طـريـق تـنويـع االسـتثمارات؛ وهـذا مـا أدى إلـى رواج هـذه

األدوات؛ حيث من املتوقع أن تصل أصول املصرفية اإلسالمية إلى ۱.۸ تريليون دوالر بحلول عام ۲۰۱۹م؛ إال أن الـتعامـل بهـذه األدوات املـالـية اإلسـالمـية يـتطلب ابـتكارات مـالـية إسـالمـية إلشـباع حـاجـيات املسـتثمريـن؛ لـذلـك

سيحاول الباحث اإلجابة من خالل هذا البحث على اإلشكال التالي: ما واقع االبتكارات املالية اإلسالمية في ظل رواج املعامالت املالية اإلسالمية؟

فيما يلي سيتم تناول أحدث االبتكارات املالية اإلسالمية: احملور األول: املنتجات التمويلية

يشـبه هـذا الـنوع مـن الـتمويـل إلـى حـد كـبير الـتمويـل الـتقليدي؛ حـيث يـقدم أوراقـا لـلتمويـل مـباشـرة؛ والـتي تـؤدي إلـى الزيادة في رأس مال املدين، وجند من بينها:

: الـتورق لـغة "طـلب الـورق" والـورق هـو الـنقد مـن الـفضة، أمـا املـفهوم االصـطالحـي فـهو "تـصرف 1الـتورق املـصرفـي

" يشـتري سـلعة قـيمتها احملـتاج لـلنقد تـصرفـا يـبعده مـن الـصيغ الـربـويـة، وميـكنه مـن تـغطية حـاجـاتـه الـنقديـة"؛ وذلـك بـأنمـقاربـة ملـقدار حـاجـاتـه الـنقديـة مـع زيـادة فـي ثـمنها لـقاء تـأجـيل دفـع قـيمتها، ثـم يـقوم بـبيعها بـثمن لـيغطي حـاجـاتـها

القائمة، وبشرط أال يبيعها على من اشتراها منه".

الدكتور رديف مصطفى أستاذ جامعي بكلية العلوم االقتصادية، التجارية وعلوم التسيير

جامعة الجياللي اليابس بسيدي بلعباس بالجزائر

[ عبد هللا بن سلیمان المنیع، "حكم التورق كما تجریھ المصارف اإلسالمیة في الوقت الحاضر"، أعمال وبحوث الدورة السابعة عشر لمجمع [1

الفقھ اإلسالمي، المجلد الثاني، 13- 18 دیسمبر 2003، مكة المكرمة، ص341- 342.


الهندسة املالية



كـما عـرفـه مجـمع الـفقه اإلسـالمـي بـرابـطة الـعالـم اإلسـالمـي فـي قـراراه اخلـامـس فـي دورتـه اخلـامـسة قـائـال: "إن بـيع الـتورق هو شراء سلعة في حوزة البائع وملكه بثمن مؤجل، ثم يبيع املشتري بنقد لغير البائع للحصول على النقد".

) والـتي مـضمونـها: "أن يشـتري مـحتاج الـنقد سـلعة مـن أحـد الـناس بـثمن وهـو يـختلف عـن (بـيع الـعينة احملـرم شـرعـامؤجل ثم يبيعها بثمن حال أقل من ثمنها املؤجل للشخص نفسه الذي اشتراها منه"،

وعلة حترميها: استعمال احليلة للوصول إلى الربا احملرم. : اإلجـارة املـوصـوفـة فـي الـذمـة (الـواردة فـي الـذمـة) هـي الـتي يـكون محـلها غـير مـعين؛ بـل 1اإلجـارة املـوصـوفـة فـي الـذمـة

ة، ال يـقتضي قـيام املـؤجـر بتسـليم نـفسه أو تسـليم عـني مـعينة مـوصـوف بـصفات يـتفق عـليها مـع الـتزامـها فـي الـذمـة مـوصـوفـة لـلركـوب، أو للمسـتأجـر. ويـكون احلـق فـي املـنفعة املـعقود عـليها مـتعلقا بـذمـة املـؤجـر؛ مـثل: اسـتئجار دابـاحلـمل بـأن قـال: اسـتأجـرت مـنك دابـة صـفتها كـذا لتحـملني إلـى مـوضـع كـذا، أو قـال: ألـزمـت ذمـتك خـياطـة هـذا

الثوب، أو بناء جدار صفته كذا؛ فقبل املؤجر. ة بـأنـه: (بـيع مـنافـع مسـتقبلية بـثمن حـال) أو هـي سـلم فـي املـنافـع ؛ كـما ميـكن تـعريـف عـقد اإلجـارة املـوصـوفـة بـالـذمــة)؛ ألن املــنفعة املســتوفــاة مــتعلقة بــذمــة املــؤجــر ســواء كــانــت (مــنافــع أعــيان أو مــنافــع أعــمال). أو هــي (إجــارة الــذمـوليسـت مـعينة، أو اإلجـارة الـواردة عـلى مـنفعة مـضمونـة؛ ألن املـنفعة فـيها يـضمن املـؤجـر تـقدميـها فـي احلـاالت كـلها وهـي مـتعلقة بـذمـته. وأمـا فـيما يـتعلق بـاألجـرة فيشـترط فـي صـحة إجـارة الـذمـة *تسـليم األجـرة فـي اجملـلس، *وأن تـكون حـالـة كـرأس مـال السـلم؛ ألنـها سـلم فـي املـنافـع، فـال يـجوز فـيها (تـأخـير األجـرة، وال تـأجـيلها، وال االسـتبدال

عنها، وال احلوالة بها وال عليها، وال اإلبراء منها). : متـثل شـهادات اإليـداع الـقابـلة لـلتداول شـهادات تـصدرهـا الـبنوك واملـؤسـسات 2شـهادات اإليـداع الـقابـلة لـلتداول

املـالـية، وال تـعطي حلـامـلها احلـق فـي اسـترداد قـيمتها مـن اجلـهة املـصدرة إال بـتاريـخ االسـتحقاق؛ أمـا قـبل ذلـك الـتاريـخ فـإنـه ال سـبيل أمـام حـامـلها سـوى عـرضـها لـلبيع فـي الـبنوك الـتجاريـة وبـيوت السمسـرة الـتي تـتعامـل بـاألوراق املـالـية قـصيرة األجـل، أمـا بـالنسـبة للتجـربـة اإلسـالمـية فـقد سـبق وأن أصـدر الـبنك اإلسـالمـي لـلتنمية بجـدة (املـملكة الـعربـية

السعودية) شهادات استثمار مخصصة لتجارة الدول اإلسالمية. كــما أصــدرت الــبنوك واملــؤســسات املــالــية فــي بــاكســتان شــهادات املــشاركــة ألجــل محــدد بــديــال عــن الــسندات وهــي

شهادات قابلة للتحويل، وتعتمد على مبدأ املشاركة في الربح واخلسارة، ووظيفتها: تعبئة موارد متويلية متوسطة وطويلة األجل بالعملة احمللية للصناعة وغيرها.

[ أحمد محمد الجیوسي، علي سلیمان الشطي، "تمویل المنافع والخدمات في المؤسسات المصرفیة اإلسالمیة األردنیة"، المؤتمر العلمي [ 1

الثاني حول "الخدمات المصرفیة اإلسالمیة بین النظریة والتطبیق"، جامعة عجلون الوطنیة، األردن، 15-16 ماي 2013، ص14-13.[ أشرف محمد دوابة، "شھادات االستثمار القابلة للتداول: رؤیة إسالمیة"، بحث مقدم في مؤتمر "المؤسسات المالیة اإلسالمیة: الشریعة [2

والقانون"، اإلمارات العربیة المتحدة، 2004، ص 976.





وميـــكن أن تـــكون شـــهادات اإليـــداع الـــقابـــلة لـــلتداول فـــي شـــكل (شـــهادات إجـــارة، شـــهادات ســـلم، شـــهادات استصناع..).إلخ.

احملور الثاني: املنتجات املالية اإلسالمية املشتقة هـي عـبارة عـن أدوات تـعتمد عـلى الـتمويـل احلـاضـر، ويـتم تسـليم الـبضاعـة فـي املسـتقبل، وهـي تشـبه األدوات املـالـية

التقليدية املشتقة إلى حد كبير، كما تنفرد ببعض الشروط التي متيزها، وميكن ذكر ما يلي: : 1اخليارات في إطار بيع العربون وخيار الشرط: لقد مت تكييف اخليارات في الشريعة اإلسالمية وفق ما يلي

خـيار الشـرط: حـيث يـدخـل الـشخص فـي الـعقد الـالزم (الـبيع أو اإلجـارة أو االسـتصناع)، ويشـترط لـنفسه حـق •الـفسخ بـإرادتـه املـنفردة خـالل مـدة مـعلومـة، وهـو مـا يـتيح الـفرصـة لـلتحوط فـي احلـصول عـلى سـلعة يـؤمـل الـربـح مـنها، ولـه احلـق فـي عـرض محـل اخلـيار لـطرف آخـر خـالل مـدة الـعقد دون أن يـكون هـناك اقـتران بـالـربـح؛ ألن ذلـك

يسقط اخليار. بـيع الـعربـون: يـعتبر الـعربـون جـزءا مـن ثـمن السـلعة، يـدفـعه املشـتري لـلبائـع تـعويـضا عـن حـبسه لسـلعته؛ حـيث •

يـدخـل ضـمن الـثمن املـتفق عـليه فـي الـعقد فـي حـالـة الـتنفيذ، ويـكون حـقا لـلبائـع إذا تـنازل املشـتري عـن حـقه فـي التنفيذ.

وجتـدر اإلشـارة إلـى أن بـيع الـعربـون واخلـيار يـقومـان عـلى دفـع املشـتري ملـبلغ مـن املـال مـقابـل احلـق فـي شـراء أصـل مـالـي مـعين بـثمن محـدد خـالل فـترة مـعينة، عـلى أن يـتم متـلك األصـل فـي حـالـة إمتـام الـعقد، أو خـسارة املـبلغ املـدفـوع مـقدمـا فـي حـالـة الـعكس؛ إال أن بـيع الـعربـون يـختلف عـن اخلـيار فـي أنـه ال يسـتخدم مـن أجـل االسـتفادة مـن فـروق أسـعار األصـل املـالـي؛ بـل مـن أجـل شـراء األصـل فـي حـد ذاتـه واالنـتفاع بـه- عـلى أنـه إذا ثـبت لـه أن األصـل مـناسـب أمـضى

الشراء؛ وإال فإنه يخسر العربون-. : إذا مـا كـانـت السـلع طـيبة مـباحـة، وكـانـت الـعقود الـتي متـتلكها أو األسـهم 2الـعقود اآلجـلة فـي إطـار عـقد السـلم

املـتداولـة متـثل شـركـات مشـروعـة؛ فـإن الـعقود اآلجـلة واملسـتقبليات فـي هـذه احلـالـة هـي أشـبه مـا تـكون بـعقود السـلم اجلائزة شرعا.

كما اشترط الفقهاء أن يكون السلم في السلع أو البضائع املنضبطة األوصاف والتي ميكن تقديرها.

[ لعمش أمال، شرفي صارة، "أھمیة منتجات الھندسة المالیة في الصناعة المصرفیة اإلسالمیة - تجربة مصرف اإلمارات اإلسالمي في [1

إصدار صكوك اإلجارة"، المؤتمر الدولي حول "منتجات وتطبیقات االبتكارات والھندسة المالیة بین الصناعة المالیة التقلیدیة والصناعة المالیة اإلسالمیة"، جامعة سطیف، 5-6 ماي 2014، ص11.

[ كمال توفیق حطاب، "نحو سوق مالیة إسالمیة"، المؤتمر العالمي الثالث لإلقتصاد اإلسالمي، كلیة الشریعة، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، [2

31 ماي- 3 جوان 2005.





كـما اقـترح عـدد مـن الـباحـثني أن تـقوم الـبنوك اإلسـالمـية مبـا يـسمى بـ"السـلم املـوازي"؛ وذلـك بـأن يشـتري سـلعا مـن (املـزارعـني أو الـتجار) عـلى أن يـقوم الـتجار بتسـليم السـلع املـتفق عـليها لـلبنك اإلسـالمـي فـي تـاريـخ محـدد، ويـقوم البنك اإلسالمي في الوقت نفسه ببيع هذه السلع لتجار آخرين على أن يقوم البنك اإلسالمي بتسليم هذه السلع.

: يـعرف عـقد االسـتصناع بـأنـه عـقد ميـكن مـن خـاللـه الشـراء حـاال 1عـقود املسـتقبليات فـي إطـار عـقد االسـتصناع

لشيء مما يصنع صنعا يلتزم البائع بتقدميه مصنوعا مبواد من عنده بأوصاف مخصوصة، وبثمن محدد. وقـد تـطور عـقد االسـتصناع فـي الـوقـت احلـاضـر إلـى عـقد املـقاولـة والـذي أصـبحت لـه مـواصـفات وشـروط رمبـا لـم يـكن يــسمح بــها فــي عــقد االســتصناع ســابــقا؛ كـ(اشــتراط الــبراءة مــن الــعيوب) بــعد ثــالث أو عشــرة ســنوات فــي حــالــة

العقارات. كـما أجـاز مـؤمتـر الـفقه اإلسـالمـي فـي قـراره رقـم (۷/۳/٦۷) بـجواز إصـدار سـندات اسـتصناع مـن قـبل (الشـركـات أو )؛ فـمثال الـبنوك) وتـكون هـذه الـسندات أشـبه بـالـعقود املسـتقبلية؛ حـيث يـتم شـراؤهـا مـن قـبل (األفـراد أو املـؤسـساتإذا كــان اســتصناع عــقاري يشــتري املــكتتبون مــا يــرغــبون فــيه مــن هــذه الــسندات وتتعهــد الشــركــات املــصدرة بشــراء املـصنوع بـالـربـح الـذي تـعرضـه، كـما ميـكن لشـركـات (املـالحـة والـطيران) اسـتصناع حـاجـاتـها الـالزمـة مـن (طـائـرات وسـفن) وفـق احـتياجـات مـعينة؛ وذلـك بـإصـدار سـندات اسـتصناع مـخصصة لـتمويـل الـبناء حسـب املـواصـفات ومـن

تسليمها للمستصنع. احملور الثالث: املنتجات املالية املركبة:

هي عبارة عن منتجات تتكون من أكثر من أداة متويل وتكون مندمجة فيما بينها وميكن ذكر ما يلي: : يـقوم هـذا الـنموذج عـلى إعـادة هـندسـة بـيع املـرابـحة لـآلمـر *منـوذج املـرابـحة لـآلمـر بـالشـراء مـن خـالل عـقد املـشاركـة 2

بالشراء من خالل عقد املشاركة كما يلي: - يـقوم الـتاجـر الـذي يـنوي تـخصيص جـزء مـن مـبيعاتـه لـتكون بـالتقسـيط بـفتح حـساب لـدى الـبنك اإلسـالمـي كـحصته

في حساب املشاركة، ويقوم املصرف كذلك بإيداع مبلغ مماثل أو يزيد كحصة املصرف في حساب املشاركة. - يـقوم الـتاجـر بـ(عـملية الـبيع بـالتقسـيط، ونـقل املـلكية، وكـل مـا يـتعلق بـاألمـور الـفنية لـبضاعـته، ويـتولـى املـصرف

متابعة األقساط والتسديد واألمور املالية كافة). - األرباح التي يجنيها هذا احلساب املشترك توزع بني التاجر واملصرف باالتفاق.

[ المرجع نفسھ. [1

http:// :أحمد السید كوردي، "دور الھندسة المالیة في تطویر الصیرفة اإلسالمیة"، تاریخ النشر 25 أكتوبر 2010، على الموقع ] [2

kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/157308 consulté le 07/01/2016∗ تم اقتراحھ من طرف الدكتور سامي السویلم.



http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/posts/157308



وبهـذه الـطريـقة يـحقق املـصرف عـدة أهـداف؛ فـهو أوال يـقلل الـتكالـيف اإلجـرائـية الـتي تـتسم بـها عـمليات املـرابـحة بهات الشـرعـية املـتعلقة بـ(الـقبض واحلـيازة)، ويـكون أيـضا بـاملـقارنـة مـع الـبنوك الـتقليديـة، ومـن ثـم يـبتعد عـن الشـ

مكمال لعمل التجار وليس منافسا لهم. : ويـقوم هـذا الـنموذج عـلى إعـادة هـندسـة عـالقـة املـودعـني مـع املـصرف اإلسـالمـي مـن عـالقـة **منـوذج الـوكـالـة بـأجـر 1

املـضاربـة املشـتركـة -الـتي تـثير مـشكلة تـطبيقية وهـي مـسألـة الـتداخـل الـزمـني الـناجت عـن اخـتالف مـواعـيد الـسحب واإليـداع بـني املـودعـني ومـواعـيد بـدء وتـصفية االسـتثمارات الـتي اسـتخدمـت فـيها أمـوال املـودعـني، وهـو يـحول دون حتـديـد (الـربـح أو اخلـسارة) الـفعلية الـعائـدة ألي وديـعة بـعينها- إلـى الـعالقـة الـقائـمة عـلى أسـاس الـوكـالـة بـأجـر (حسـب د.جـمال الـديـن عـطية)؛ حـيث يـعتبر الـبنك وكـيال عـن املـودعـني فـي اسـتثمار أمـوالـهم لـقاء أجـر ثـابـت أو نسـبة مـن مـبلغ

الوديعة ذاتها، وهذا املقترح يجعل دخل البنك مستقال عن مواعيد ونتائج عمليات االستثمار الفعلية. : سـندات اإلجـارة املـوصـوفـة فـي الـذمـة هـي نـوع مـبتكر مـن الـسندات ***منـوذج سـندات اإلجـارة املـوصـوفـة فـي الـذمـة 2

اإلسـالمـية، وهـي جـمع بـني الـسند كـ(أداة مـالـية وعـقد اإلجـارة وعـقد السـلم)، وآلـيتها أن تـكون هـناك خـدمـة مـوصـوفـة فـي الـذمـة؛ كـ(الـتعليم اجلـامـعي)؛ بـحيث يـكون الـوصـف تـفصيال، وال يـدع مـجاال لـلخالف؛ كـأن يـكون تـعليم طـالـب جـامـعي تـتوفـر فـيه شـروط مـعينة، ويحـدد لـه مـساق دراسـي مـعلوم بــ(زمـنه ومـدتـه ووصـفه)، بـعد ذلـك تـقوم اجلـامـعة- ة متـثل تـعليم طـالـب فـي اجلـامـعة عـلى - بـإصـدار سـندات خـدمـة مـوصـوفـة فـي الـذمـ وهـي مـقدمـة خـدمـة الـتعليم اجلـامـعي

أن تقدم هذه اخلدمة املوصوفة في الذمة خالل عشر سنوات مثال. وميـثل الـسند حـصة سـاعـية واحـدة، وحلـامـل هـذا الـسند احلـق فـي احلـصول عـلى اخلـدمـة املـوصـوفـة مـقابـل مـا يـدفـعه اآلن

من ثمن للسند الذي ميثل ملكيته للمنفعة. إن هـذا االبـتكار يـحقق (مـيزة الـكفاءة فـي تـعبئة املـدخـرات، ومـيزة الـتخصيص الـكفء لـلموارد، وحتـقيق السـيولـة

والربحية والضمان ألطراف العالقة كافة) بشكل كفؤ وهو ما تهدف إليه الهندسة املالية. : حـيث تـقوم الـبنوك اإلسـالمـية بـتملك األراضـي الـصاحلـة لـلزراعـة، ثـم تـقوم بـعدهـا بـاالتـفاق مـع 3املـغارسـة املشـتركـة

املـؤسـسات اخلـبيرة فـي اجملـال الـفالحـي املـتعلق بـغرس األشـجار املـثمرة، وتـضم هـذه املـؤسـسات عـادة (مـهندسـني زراعـيني متخـرجـني مـن املـعاهـد املـتخصصة وذوي خـبرة مـهنية وعـلمية كـبيرة) فـي هـذا اجملـال، فـيقومـون بـ(إجـراء دراسـة مـعمقة عـن إمـكان غـرس األشـجار املـثمرة والـالزمـة واملـالئـمة لـنوعـية األرض) محـل الـعقد؛ لـيتم بـعد ذلـك االتـفاق بـينهم وبـني

[ نفس المرجع. [1

∗∗ تم اقتراحھ من طرف الدكتور جمال الدین عطیة.[ المرجع نفسھ. [2

∗∗∗ تم اقتراحھ من طرف الدكتور منذر قحف.[ ] http://www.arabnak.com/المغارسة/ consulté le 07/01/20163




http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/5843/posts

http://kenanaonline.com/users/ahmedkordy/tags/70593/posts

http://www.arabnak.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%BA%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A9/


الـبنوك اإلسـالمـية عـلى أن يـغرسـوهـا ويـكون لـهم جـزء مـن األرض متـلكهم إيـاه، وكـذا جـزءا مـن احملـصول الـذي يـنتج مـن عـملية الـغرس، إضـافـة عـلى جـزء مـن هـذه األشـجار. بـالـتالـي يـكون (نـصيب الـبنوك االسـالمـية اجلـزء األكـبر مـن الـثمار

واألشجار واألرض)، وما تبقى فيصبح من نصيب املؤسسة الغارسة. : حـيث تـقوم الـبنوك االسـالمـية بـامـتالك أرض صـاحلـة لـلزراعـة وتـقوم بـبيع جـزء مـنها 1املـغارسـة املـقرونـة بـالـبيع واإلجـارة

بـسعر رمـزي لـلمؤسـسة؛ شـريـطة أن يـقترن الـبيع بـعقد إجـارة عـلى الـعمل فـي اجلـزء الـثانـي مـن األرض، ويـكون األجـر عبارة عن جزء من األشجار والثمار.

- أن تـقوم بـدور الـعامـل؛ إذ تـقوم بـتعمير أراض ألصـحابـها عـلى سـبيل كـما ميـكن لـلمؤسـسة املـالـية اإلسـالمـية -أيـضااملـغارسـة؛ وذلـك بـاسـتخدام عـمال أجـراء تـوفـر لـهم الـبنوك اإلسـالمـية الـتمويـل الـالزم، وبـعد متـلك الـبنوك اإلسـالمـية

لنصيب من األراضي تطبق عليها (املزارعة واملساقاة). : التورق املصرفي املوازي للمرابحة هو منتج مصرفي إسالمي جديد يقوم ****التورق املصرفي املوازي للمرابحة 2

على تعاون مصرفني إسالميني (أ، ب) في تلبية احلاجات (النقدية والسلعية) لعمالء املصرفني؛ بأن يشتري املصرف (ب) من املتورق (عميل املصرف أ) السلعة مرابحة لصالح عميله (اآلمر بالشراء).

أي: أن املـصرف (ب) سـيشتري السـلعة نـقدا مـن املـتورق (عـميل املـصرف الـذي هـدفـه احلـصول عـلى الـنقود أصـالـة) والـذي سـبق لـلمصرف (أ) أن اشـترى لـه السـلعة نـفسها مـرابـحة- عـلما أن املـصرف (ب) سـيشتري السـلعة نـفسها

لصالح عميله الذي يريد عني السلعة مرابحة-. أي: أن الـبنك (ب) اشـتراهـا نـقدا مـن عـميل املـصرف ( أ ) وهـو املـتورق، وسـيبيعها بـالتقسـيط (مـرابـحة) لـصالـح عـميله الـذي هـدفـه أصـال احلـصول عـلى عـني السـلعة، ولـيس احلـصول عـلى الـنقود؛ وبـذلـك سـيكون لـكل عـملية بـيع

مرابحة عملية تورق موازية لها ومحققة لشروط البيع الشرعية.

خطوات التنفيذ شـرح "الـيافـعي" آلـيات وخـطوات الـتنفيذ قـائـال: نـفترض أن املـتورق هـو عـميل املـصرف (أ) واآلمـر بـالشـراء هـو عـميل

املصرف (ب)؛ فتكون العملية كما يلي: يقدم املتورق طلب األمر بالشراء إلى املصرف(أ). •

[ المرجع نفسھ. [1

[ ] http://www.alrai.com/article/751559.html consulté le 26/11/20152

∗∗∗∗ تم ابتكاره من طرف الباحث القطري "محمد سالم الیافعي" في نوفمبر 2015.



http://www.alrai.com/article/751559.html



إذا استوفى الطلب شروط املرابحة، يعرض املصرف (أ) على املتورق كشفا بأسماء األعيان التي يريد •املصرف (ب) شراءها مرابحة لعمالئه موضحا فيه (أسعار ومواصفات ومكان) وجود تلك السلع.

يختار املتورق العني املناسبة حسب املبلغ الذي يناسبه، ويتأكد من وجودها، ويتم إشعار املصرف (ب) •بذلك.

يقوم املصرف (أ) بشرائها من السوق مرابحة لصالح املتورق وينقلها إلى حوزته. •يبيع املصرف (أ) السلعة إلى املتورق بالتقسيط. •يشتري املصرف (ب) السلعة من املتورق مرابحة لصالح عميله (اآلمر بالشراء) بالتقسيط. •

خامتة: حتـتل املـالـية اإلسـالمـية مـكانـة مـرمـوقـة -خـاصـة فـي فـترة األزمـة املـالـية لـسنة ۲۰۰۸م، وهـذا بـفضل تـنوع مـنتجاتـها - مـنها مـا هـو (قـائـم عـلى املـشاركـة فـي عـائـد االسـتثمار، ومـنها مـا هـو قـائـم عـلى املـديـونـية، ومـنها مـا هـو قـائـم عـلى اإلعـانـات والــتكافــل)-؛ حــيث بــلغ حجــم املــعامــالت فــي بــعض الــدول مــثل "مــالــيزيــا" أكــثر مــن ٦۰٪، أمــا فــي "إيــران" فــكل

املعامالت املالية إسالمية. أمـا االبـتكارات املـالـية اإلسـالمـية فـتكاد تـكون محـدودة؛ بـل وفـيها نـوع مـن الـتشابـه وأكـثر مـن ذلـك أن بـعضها مـحاك مـن الـهندسـة املـالـية الـتقليديـة مـثل (الـتورق املـصرفـي، اخلـيار فـي إطـار بـيع الـعربـون، وكـذلـك الـعقود اآلجـلة فـي إطـار بـيع

السلم) على الرغم من (أن من خصائص الهندسة املالية اإلسالمية األصالة واالبتكار). كما أن التوصيات التي نراها فعالة من أجل زيادة االبتكارات املالية اإلسالمية هي:

زيـادة الـبحث عـن طـرق جـديـدة لـلتمويـل مـتعلقة بـالـهندسـة املـالـية اإلسـالمـية تـتمتع بـاألصـالـة واالبـتكار دون •االعتماد على احملاكاة؛ ألنه عادة يكون املنتوج احملاك شبيها باملنتوج األصلي؛ خاصة من ناحية شبهة الربا.

إعـادة الـنظر فـي تـقاريـر هـيئات الـرقـابـة الشـرعـية املـوجـودة داخـل الـبنوك اإلسـالمـية؛ وهـذا مـن أجـل اكـتشاف •األخطاء بالنسبة لالبتكارات اإلسالمية.

إعـادة الـنظر فـي مـكافـآت املـفتني الشـرعـيني واملـيل نـحو تـوحـيدهـا؛ ألن الـفوارق بـني املـكافـآت قـد تـوجـد مـا •يـسمى بــ "املـيزة الـتنافسـية الشـرعـية" والـتي تـؤدي إلـى مـيل كـبار املـفتني نـحو مـصارف دون األخـرى و الشـيء

نفسه بالنسبة للزبائن. فـتح نـوافـذ مـالـية إسـالمـية داخـل الـبنوك الـتقليديـة؛ وهـذا عـلى األقـل تـلبية لـطلبات الـزبـائـن الـذيـن يـرغـبون فـي •

إبرام معامالت مالية إسالمية.





املـيل إلـى االعـتماد عـلى أدوات الـتمويـل الـقائـمة عـلى املـشاركـة فـي عـائـد االسـتثمار؛ ألنـه مـرتـبط بـتحقيق •ة بـالنسـبة لـلنموذج الـسعودي الـذي يـعتمد عـلى الـتنمية االقـتصاديـة؛ الرتـباطـه بـالـقطاعـات املـنتجة- خـاصـ

صيغ التمويل القائمة على املديونية. زيـادة الـترويـج لـلمنتجات املـالـية اإلسـالمـية- ولـو بـزيـادة حـصة ربـح املـتعامـلني؛ ألن املـودعـني مـازالـوا مـتخوفـني •

مــن فــكرة االســتثمار فــي الــبنوك اإلســالمــية والــدلــيل اعــتمادهــم بــكثرة عــلى صــيغ الــتمويــل (قــصيرة األجــل وسريعة الربح).





أهمية تطبيق املعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية في تكييف البيئة املحاسبية للجزائر مع البيئة املحاسبية األوروبية

تـطبيق قـواعـد ومـبادئ املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية فـي اجلـزائـر مـن خـالل الـنظام احملـاسـبي املـالـي سـتكون لـه انـعكاسـات عـلى مـختلف اجلـوانـب املـرتـبطة بـاحملـاسـبة؛ ذلـك أن تـطبيق هـذه املـعايـير يـؤدي إلـى تـغييرات مـهمة فـي املـمارسـة احملـاسـبية مـن مخـطط مـحاسـبي إلـى نـظام مـحاسـبي مسـتمد مـن الـنموذج األنـكلوسـكسونـي؛ مبـا يـؤدي إلـى تـغير فـي الـطرق والـقواعـد احملـاسـبية املـطبقة عـلى الـتسجيل احملـاسـبي والـتقييم وإعـداد الـقوائـم املـالـية، وبـالـتالـي الـتأثـير عـلى املـمارسـني لـلمحاسـبة واملسـتعملني خملـرجـاتـها نـتيجة هـذه الـتغيرات؛ وهـو مـا يـجعل مـن الـضروري الـتكيف مـعها وحتـضير الـبيئة املـوافـقة لـها؛ حـتى تسهـل عـملية تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي، والـتحضير اجلـيد ملـواجـهة انـعكاسـات ذلـك عـلى ، وميـكن هـذا الـتكييف مـن 1اجلـوانـب املـعنية بهـذا الـتأثـير، واملـتعلقة أسـاسـا مبـهنة احملـاسـبة، املـؤسـسات والـنظام اجلـبائـي

إحداث توافق البيئة احملاسبية في اجلزائر مع البيئة احملاسبية في االحتاد األوروبي.

احملـور األول: أهـمية الـنظام احملـاسـبي املـالـي فـي تـطويـر ممـارسـة وتـعليم احملـاسـبة: إن تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي فـي اجلــزائــر يــؤدي إلــى عــدة تــغييرات فــي الــقواعــد واملــبادئ احملــاســبية الــتي تــعتمد عــليها املــؤســسات فــي اخملــطط الــوطــني لـلمحاسـبة، واخلـاصـة بـتسجيل وتـقييم عـناصـر الـقوائـم املـالـية، ويـؤثـر ذلـك عـلى احملـاسـبني فـي املـؤسـسات وممـارسـي مـهنة احملـاسـبة، وعـلى الـتعليم والـتكويـن فـي احملـاسـبة فـي املـدارس واجلـامـعات؛ بـحيث يـصبح مـن الـضروري تـكييف ممـارسـة وتـعليم احملـاسـبة مـع املسـتجدات الـتي جـاء بـها الـنظام احملـاسـبي املـالـي، والـقيام بـتكويـن احملـاسـبني فـي املـؤسـسات حـتى

يسهل تطبيق هذا األخير في بداية سنة ۲۰۱۰ م.

طه حسان طالب دكتوراه

السنة الثانية تخصص مالية ومحاسبة جامعة الشلف - الجزائر

لكحل محمد طالب دكتوراه

السنة األولى تخصص تسيير عمومي جامعة الجزائر - الجزائر

كريفار مراد طالب دكتوراه

السنة الثانية تخصص مالية ومحاسبة جامعة الشلف - الجزائر

-. MEROUANI Samir, Le projet du nouveau système comptable Algérien, Anticiper et préparer le passage, 1

mémoire de magistère en sciences de gestion, l'école supérieure de commerce, Alger, 2006/2007.pp:159/160


املحاسبة



۱- مـتطلبات الـتحضير عـلى مسـتوى مـهنة احملـاسـبة: مبـا أن تـطبيق قـواعـد الـنظام احملـاسـبي املـالـي ميـس بـالـدرجـة األولـى احملـاسـبني؛ سـواء فـي املـؤسـسة أو ممـارسـي مـهنة احملـاسـبة؛ لـذلـك يـكون مـن الـالزم تـأهـيلهم (عـلميا وعـمليا)؛ لـيكونـوا قـادريـن عـلى تـطبيق الـقواعـد احملـاسـبية اجلـديـدة بـشكلها الـصحيح، ويـكون مـن األهـم فـي حتـضير مـهنة احملـاسـبة

1التركيز على اجلوانب التالية:

- تـكويـن ممـارسـي مـهنة احملـاسـبة مـن (خـبراء احملـاسـبة، مـحافـظي احلـسابـات واحملـاسـبني املـعتمديـن واملـدقـقني)، بـاإلضـافـة إلـى احملـاسـبني وإطـارات احملـاسـبة واملـالـية فـي املـؤسـسات، عـلى املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية والـنظام احملـاسـبي

املالي. - تنظيم (األيام الدراسية، امللتقيات، واحملاضرات) حول املوضوع.

- تكوين الطلبة واملتربصني حول املعايير احملاسبية اجلديدة، مع تضمني هذه األخيرة في امتحانات احملاسبني. - زيـادة انـفتاح مـهنة وقـطاع احملـاسـبة عـلى املـنافـسة مـع املـمارسـني األجـانـب؛ خـاصـة مـع املـكاتـب الـكبرى لـالسـتشارة

والتدقيق األوروبية، التي لها خبرة واسعة في تطبيق املعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية. International Fédération of Accoutrant –) االنــضمام لــالحتــاد الــدولــي لــلمحاســبني -–IFAC)، املـكلف بـإصـدار املـعايـير الـدولـية لـلمراجـعة والـتدقـيق، واملـشاركـة فـي بـرامـجه، مـع تـشجيع ظـهور تـعاون ة فـي ظـل الـعوملـة وحتـريـر أسـواق رؤوس - السـيما األوروبـيني-؛ خـاصـ بـني املـمارسـني ملـهنة احملـاسـبة اجلـزائـريـني والـدولـيني

األموال؛ مبا يؤدي بهم إلى أن يكونوا جاهزين للعمل وتقدمي خدماتهم في األسواق الدولية. ۲- تـكييف املسـتوى الـتعليمي لـلمحاسـبة: مـتطلبات الـتكيف احملـاسـبي فـي جـانـبيها -الـعلمي واألكـادميـي- يـقصد بـها مـا يـنبغي الـقيام بـه مـن أجـل تهـيئة وإعـداد الـبيئة احملـلية مـن جـامـعات ومـدارس فـي جـانـبها الـعلمي واألكـادميـي؛ إلعـداد طـلبة وخـريـجني مـتمكنني مـن مـواكـبة الـتطبيقات الـعملية لـلمعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية؛ بـحيث يـكون اخلـريـج مـعدا إعـدادا جـيدا ومبـوجـب املـواصـفات الـصحيحة والسـليمة، وبـإمـكانـه الـعمل فـي بـيئة دولـية، وهـذا مـن

أجل حتقيق الغاية النهائية لالندماج في البيئة االقتصادية الدولية. ويـتبع الـتعليم احملـاسـبي فـي اجلـزائـر طـبيعة احملـاسـبة كـتقنية ووسـيلة لـإلثـبات؛ لـكن مـع تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي تـتغير طـبيعة احملـاسـبة وأهـدافـها بـتغيرهـا مـن مـحاسـبة الـذمـة إلـى احملـاسـبة املـالـية؛ حـيث تـصبح أداة مـفيدة فـي اتـخاذ ة املسـتثمريـن مـن (داخـل وخـارج) الـوطـن، وتـصبح لـها مـبادئ وقـواعـد الـقرارات ملسـتعملي املـعلومـة املـالـية؛ وبـخاصـتـسجيل وتـقييم جـديـدتـني وفـق إطـار تـصوري يسـتجيب لـنظرة اقـتصاديـة واقـعية، وتـتطلب هـذه الـتغييرات مـن املـدارس واجلـامـعات واملـعاهـد املـتخصصة فـي الـتعليم احملـاسـبي، أن تـتكيف مـع املسـتجدات فـي عـالـم احملـاسـبة، ومتـكني األسـاتـذة

- Lamine HAMDI, La profession comptable au Maghreb, 2006, pp: 12-13, site web: www.ifac.org, le 1

12/07/2007.


املحاسبة

http://www.ifac.org



مـن تـلقني الـطلبة وزيـادة مـعارفـهم حـول املـعايـير احملـاسـبية اجلـديـدة؛ مـن أجـل فـهم أحـسن لـلمعايـير والـقوائـم املـالـية الـصادرة بـها عـن مـختلف املـؤسـسات خـاصـة مـع وجـود مـعطيات جـديـدة لـم تـكن مـوجـودة مـن قـبل مـثل (الـقيمة الـعادلـة، الـقيمة الـقابـلة لـلتحصيل، اخلـسارة فـي الـقيمة، اإلطـار الـتصوري، الـقيمة احلـالـية،...)؛ ممـا يسـتدعـي اإلملـام بـها وبـكل مـا مـن شـأنـه تـقريـب وفـهم هـذه املـعايـير لـلدارسـني لـلمحاسـبة وممـارسـيها، وميـكن إبـراز الـنقاط الـتالـية الـتي

ميكن االعتماد عليها في عملية تكييف التعليم احملاسبي: - إعــادة الــنظر فــي املــناهــج الــدراســية بــشكل عــام؛ بــحيث تــكون منسجــمة مــع املــناهــج الــدراســية الــدولــية، وميــكن

االستعانة في هذا اإلطار مبناهج جامعات عاملية لها خبرة في هذا اجملال. - تـكويـن املـكونـني واألسـاتـذة وتـعريـفهم واطـالعـهم بـشكل كـامـل وتـفصيلي عـلى املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة

املالية وتطبيقاتها؛ لكي يقوموا بدورهم بنقل اخلبرة والتجربة للطلبة. - إعادة النظر في الكتب الدراسية وحتديثها مبا يتالئم مع التغيرات احلاصلة في ميدان احملاسبة.

احملـور الـثانـي: أهـمية ومـتطلبات تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي عـلى املـؤسـسات: مت إعـداد الـنظام احملـاسـبي املـالـي فـي إطـار االسـتجابـة السـتراتـيجية تـوحـيد الـقواعـد احملـاسـبية عـلى املسـتوى الـعاملـي، ويـكون لـدخـولـه حـيز الـتطبيق أثـرا عـلى املـؤسـسة االقـتصاديـة اجلـزائـريـة؛ بـاعـتبار أن هـذه األخـيرة الـتي كـانـت تـخضع للمخـطط الـوطـني لـلمحاسـبة، تـشكل أسـاس تـطبيقه؛ مبـا يـؤدي إلـى الـتغيير فـي الـعادات واملـمارسـات احملـاسـبية الـسابـقة والـتأثـير عـلى الـوظـيفة املـالـية واحملـاسـبية فـي املـؤسـسات؛ إال أنـه مـن نـاحـية أخـرى سـوف يجـلب لـها مـزيـدا مـن (الـشفافـية والـوثـوق) فـي حـسابـاتـها (محـليا

ودوليا). ـع أن تــكون هــناك آثــار إيــجابــية عــلى ۱- أهــمية تــطبيق الــنظام احملــاســبي املــالــي عــلى املــؤســسات اجلــزائــريــة: يــتوقـ

املؤسسات عند حتولها إلى تطبيق النظام احملاسبي املالي، والتي ترتكز في العموم حول العناصر التالية: ة ووضـوح، ويـزيـد مـن الـشفافـية - يسهـل مـراقـبة احلـسابـات الـتي تـعتمد فـي إطـاره عـلى مـفاهـيم وقـواعـد محـددة بـدقــخاذ قــرارات صــحيحة مــن األطــراف املــتعامــلة مــعها، وعــلى رأســها حــول وضــعية املــؤســسات؛ ممــا يــساهــم فــي اتـ

املستثمرون. - يـشكل فـرصـة لـلمؤسـسات مـن أجـل حتسـني نـوعـية عـالقـاتـها واتـصاالتـها مـع األطـراف املـتعامـلة مـعها؛ والـتي تسـتفيد

من قوائمها املالية. - الـنظام احملـاسـبي املـالـي يجـلب الـشفافـية لـلمعلومـات احملـاسـبية واملـالـية املـنشورة فـي احلـسابـات والـقوائـم املـالـية، ويـزيـد مـن مـصداقـيتها والـوثـوق بـها أمـام املسـتعملني لـلمعلومـة عـلى املسـتويـني (الـوطـني والـدولـي)، ويـكون كـضمان يـساهـم


املحاسبة



فـي تـعزيـز ثـقتهم بـاملـؤسـسة، عـلى اعـتبار أن الـقوائـم املـالـية املـنشورة مت إعـدادهـا وفـقا ملـبادئ ومـعايـير مـحاسـبية مـعترف 1بها عامليا.

- يقترح النظام احملاسبي املالي حلوال تقنية للتسجيل احملاسبي للعمليات غير املعاجلة في اخملطط الوطني لــلمحاســبة؛ مــنها عــمليات الــقرض اإليــجاري، ويــسمح بــاالنــتقال مــن مــحاســبة الــذمــة إلــى احملــاســبة املــالــية، بــتغليبه

للحقيقة االقتصادية على املظهر القانوني عند تسجيل التعامالت التي تقوم بها املؤسسة. - ميـكن مـن إجـراء أفـضل مـقارنـة فـي الـزمـن لـلمؤسـسة نـفسها، وفـي الـوقـت نـفسه بـني املـؤسـسات (وطـنيا ودولـيا)، حـول الــوضــعيات املــالــية واألداء، وســهولــة قــراءة وفــهم املــعلومــات املــالــية املــوجــهة ملســتعملي املــعلومــة مــن داخــل اجلــزائــر

وخارجها. - يـتوافـق مـع الـوسـائـل والـبرامـج املـعلومـاتـية الـتي تـسمح بـتسجيل الـبيانـات احملـاسـبية وإعـداد الـقوائـم املـالـية وعـرض وثـائـق التسـيير حسـب الـنشاط بـأقـل جهـد وتـكلفة؛ خـاصـة مـع وجـود دول مـتطورة سـبقت اجلـزائـر فـي تـطبيق املـعايـير الـدولـية ـر عــلى أنــظمة مــعلومــات مــحاســبية مــتطورة مــتوافــقة مــع هــذه املــعايــير، وميــكن لــلمحاســبة واملــعلومــة املــالــية، وتــتوفـ

االستفادة من جتاربها. - يـساعـد املـؤسـسات اجلـزائـريـة مـن جـانـب الـتمويـل؛ مـن خـالل إجـبارهـا عـلى تـقدمي مـعلومـات تـهم املسـتثمريـن، مبـا يــفيدهــا فــي االعــتماد عــلى مــصادر أخــرى إضــافــية لــلتمويــل؛ خــاصــة بــالنســبة لــلمؤســسات الــتي لــها اســتراتــيجيات لالستثمار في خارج اجلزائر؛ بتقدميها املعلومة املالية املطلوبة، واملساعدة ألصحاب األموال الراغبني في االستثمار. - تسـتفيد الشـركـات املـتعددة اجلنسـيات -الـتي تنشـط فـي دول مـتعددة- مـن تـكييف الـبيئة احملـاسـبية فـي اجلـزائـر مـع

البيئة احملاسبية الدولية. ۲- الـتطبيق األول لـلمعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية: عـند تـطبيق املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية لـلمرة األولـى يـجب أن يـكون الـتطابـق كـلية مـع املـعايـير الـساريـة املـفعول؛ لـذلـك تـكون املـؤسـسات مـلزمـة بـالـعبور ملـرحـلة االنـتقال لهـذا الـتطبيق، حسـب مـا جـاء فـي املـعيار الـدولـي لـلمعلومـة املـالـية رقـم ۱، وهـو مـا لـم يـتطرق لـه الـنظام

احملاسبي املالي. ۲-۱- املـيزانـية االفـتتاحـية: املـبدأ الـعام هـو بـأن يـكون قـبل سـنة الـتطبيق الـفعلي لـلمعايـير قـد مت االنـتقال ملـتطلبات هـذا الـتطبيق والـتحضير لـها، ويشـترط الـقيام بـإعـداد مـيزانـية افـتتاحـية فـي دورة الـتطبيق مـطابـقة لـلمعايـير الـساريـة املـفعول، ومـقارنـتها مـع الـدورة الـسابـقة املـعدة بـاملـعايـير نـفسها بـأثـر رجـعي؛ بـغرض اسـتبعاد كـل الـعناصـر غـير املـتطابـقة مـع املـعايـير، والـسماح بـالـقابـلية لـلمقارنـة بـني الـدورات احملـاسـبية؛ إال أن الـنظام احملـاسـبي املـالـي لـم يـنص عـلى ذلـك، وهـو

- Samir MEROUANI, Op.cit., 2006/2007, p: 121. 1


املحاسبة



مـا يـعرض الـتساؤل حـول كـيفية انـتقال املـؤسـسات مـن تـطبيق اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة إلـى تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املالي.

1 وتعد امليزانية االفتتاحية لدورة االنتقال لتطبيق املعايير وفق املراحل التالية:

- إدخال كل األصول واخلصوم املطابقة للمعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية ضمن امليزانية االفتتاحية. - استبعاد بعض األصول واخلصوم غير املطابقة؛ من حيث التعريف وشروط التسجيل اجلديدة.

- إعادة ترتيب وتقييم بعض األصول واخلصوم. - تطبيق املعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية بأثر رجعي على هذه امليزانية.

- يـتم حتـميل كـل الـتعديـالت الـناجتـة عـن االنـتقال إلـى تـطبيق املـعايـير اجلـديـدة؛ بـتسجيل آثـارهـا ضـمن رؤوس األمـوال اخلاصة للميزانية االفتتاحية، في اجلانب املدين أو الدائن حلسابات االحتياطات، احملول من جديد أو فرق التقييم.

- تقدمي الشروح املفصلة في امللحق حول أثر هذا االنتقال على الوضعية املالية واألداء وعلى تدفقات اخلزينة. ۲-۲- معاجلة امليزانية االفتتاحية وفقا للمعايير الدولية للمحاسبة واملعلومة املالية:

مبـا أن املـيزانـية االفـتتاحـية هـي أداة االنـتقال لـتطبيق املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية؛ فـيكون لـزامـا أن تـتطابـق كلية مع تلك املعايير.

۲-۲-۱- إدخـال األصـول واخلـصوم غـير املسجـلة مـحاسـبيا: يـتطلب تـطبيق املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املــالــية بــأثــر رجــعي عــلى املــيزانــية االفــتتاحــية إدخــال كــل األصــول واخلــصوم املــتوافــقة مــع تــعاريــف وشــروط الــتسجيل

احملاسبي، ونذكر منها ما يلي: - األصول املؤجرة أو احملصل عليها بواسطة قرض إيجاري، واخلصوم املترتبة عنها.

- إبقاء مصاريف التطوير ضمن األصول. - األصول واخلصوم غير اجملمعة، والشهرة املوجبة (goodwill) عند جتميع املؤسسات.

- األدوات املالية واملؤونات اخلاصة بتقاعد العمال والتزامات املؤسسة جتاههم، غير املسجلة في األصول واخلصوم. ۲-۲-۲- اسـتبعاد بـعض األصـول واخلـصوم املسجـلة: يـتم كـذلـك اسـتبعاد بـعض عـناصـر األصـول واخلـصوم الـتي ال

تتوافق مع تعاريف وشروط التسجيالت احملاسبية اجلديدة، والتي تشتمل على: - املصاريف اإلعدادية املسجلة ضمن االستثمارات؛ مبا فيها مصاريف األبحاث.

- األعباء املؤجلة، أو املوزعة على دورات الحقة. - املؤونات التي ال تستجيب للتعاريف اجلديدة؛ مثل مؤونات التصليحات الكبرى.

- Jean-François DES ROBERT, François MÉCHIN, Hervé PUTEAUX, Normes IFRS et PME , D’undo, paris 1

2004, pp: 89-90.


املحاسبة



۲-۲-۳- إعادة ترتيب بعض عناصر األصول واخلصوم - تتم إعادة ترتيب األصول واخلصوم إلى أصول وخصوم جارية وغير جارية.

- يعاد ترتيب بعض عناصر حقوق االستثمارات إلى فئات مختلفة ضمن األصول املالية. ۲-۲-٤- طـرق الـتقييم فـي املـيزانـية االفـتتاحـية: تـتم إعـادة الـنظر فـي تـقييم بـعض عـناصـر األصـول واخلـصوم عـند إدخـالـها فـي املـيزانـية االفـتتاحـية؛ لـلتوافـق مـع مـا يـنص عـليه الـنظام احملـاسـبي املـالـي؛ فـاألصـول املـالـية املـملوكـة لـغرض

التعامالت واألصول البيولوجية مثال يتم تقييمهما بالقيمة العادلة. ۳- رهـانـات تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي عـلى املـؤسـسات:تـتأثـر املـؤسـسات عـند تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي مـن خـالل مـتطلبات تـكويـن احملـاسـبني واإلطـارات احملـاسـبية واملـالـية، وفـي صـعوبـة تـطبيق بـعض املـعايـير واملـفاهـيم فـي غـياب سـوق مـالـية فـعالـة؛ إال أن أهـم رهـانـات االنـتقال لـتطبيق املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية تـتمثل فـي حتسـني ؛ بـحيث يـسمح الـنظام احملـاسـبي املـالـي لـلمؤسـسات االقـتصاديـة فـي اجلـزائـر بـإعـادة 1أنـظمة املـعلومـات واالتـصال املـالـي

النظر في تنظيم عملية إنتاجها للمعلومات املالية وإيصالها للمستفيدين منها. ۳-۱- الـتأثـير عـلى أنـظمة املـعلومـات: يـؤدي تـغير املـرجـع احملـاسـبي املـطبق فـي اجلـزائـر بـاملـؤسـسات إلـى الـتفكير فـي مـحاولـة تـكييف وتـغيير أنـظمة مـعلومـاتـها احملـاسـبية مـع مـتطلبات الـنظام احملـاسـبي املـالـي، ووجـوب تـصميم أو احلـصول عـلى أنـظمة مـعلومـات مـحاسـبية بـإمـكانـها مـن جـهة تسـيير مجـموعـة مـن املـعطيات بـطريـقة مـنسقة، ومـن جـهة أخـرى جتـميع مـعلومـات جـديـدة مـطلوبـة مـن الـنظام احملـاسـبي املـالـي، ومـن الـضروري لـتكييف أنـظمة املـعلومـات أن تـتم إعـادة الـنظر فـي إنـتاج املـعلومـات املـالـية، وتـغيير الـبرامـج املـعلومـاتـية احملـاسـبية بـاحـتوائـها عـلى الـعناصـر والـقواعـد اجلـديـدة؛ ومـن بـينها قـواعـد االهـتالك واخلـسارة فـي الـقيمة، الـقيمة الـعادلـة، مـعاجلـة املـعلومـات الـقطاعـية واجملـمعة، مـتابـعة مـشاريـع

البحث والتطوير؛ مبا يسمح بالتمييز بني تكاليف البحث وتكاليف التطوير، قـد بـدأت تظهـر فـي االحتـاد األوروبـي -وبـعد اإلقـرار بـاعـتماد املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية- بـرمـجيات ر مـساعـدة كـبيرة لـلمؤسـسات، يـكون مـن خـاللـها اإلعـالم اآللـي (Logiciels) املـطابـقة لـتلك املـعايـير؛ والـتي تـوفـالـقياس بـقدر كـبير مـن الـضمان، كـما أنـها تـتوفـر عـلى مـقدرة عـالـية لـلمرافـقة فـي هـذه الـفترة مـن الـتحول نـحو تـطبيق

النظام احملاسبي املالي، وبإمكان املؤسسات اجلزائرية االستفادة من التجارب األوروبية في هذا اجملال. كـما يـؤدي هـذا الـتغير فـي املـرجـع احملـاسـبي إلـى إعـطاء قـيمة أكـبر لـوظـيفة احملـاسـبة واملـالـية داخـل املـؤسـسة؛ بـاعـتبار أنـها

املكلفة بإعداد وإنتاج املعلومة املالية.

- - BRUN Stéphan, L’essentiel des Normes Comptables internationales IAS/IFRS, Galion. Éditeur, Paris, 1

2004.p:50 .


املحاسبة



۳-۲- الـتأثـير عـلى االتـصال املـالـي:سـتؤدي املـعلومـة املـقدمـة فـي الـقوائـم املـالـية لـلمؤسـسات وفـق الـنظام احملـاسـبي املـالـي إلـى تـغيير طـبيعة الـعالقـة بـني املـؤسـسة ومسـتعملي قـوائـمها املـالـية؛ وذلـك بـالـتركـيز أسـاسـا عـلى املـعلومـة املـوجـهة للمســتثمريــن، دون إهــمال املســتعملني اآلخــريــن، وفــي هــذا اإلطــار يــجب أن حتــتوي الــقوائــم املــالــية اجلــديــدة عــلى مــعلومــات مــفصلة وذات جــودة، وقــابــلة لــلمقارنــة؛ فــمثال: جــدول تــغيرات رؤوس األمــوال اخلــاصــة يــجب أن يــعطي املـعلومـات كـافـة الـدقـيقة مـنها واملـفصلة عـن أمـوال املـساهـمني والتحـركـات الـتي تـطرأ عـليها، والشـيء نـفسه مـع جـدول تــدفــقات اخلــزيــنة واملــلحق؛ وذلــك حــتى تــسمح هــذه املــعلومــات للمســتعملني مــن الــقراءة اجلــيدة لــواقــع املــؤســسة، بـاإلضـافـة إلـى الـتركـيز عـلى املـعلومـة الـقطاعـية؛ أي حسـب املـنطقة اجلـغرافـية وخـطوط املـنتوجـات، وعـليه فـإن املـعلومـة املـالـية املـنشورة تـؤدي إلـى الـزيـادة فـي حجـم االتـصال املـالـي بـتركـيز املـعلومـة وتـوجـهها نـحو عـدة مسـتعملني عـلى رأسـهم

املستثمرين، بعدما كانت وجهتها تستجيب ملتطلبات الدولة بهيئاتها اخملتلفة في املقام األول. ورغـم الـزيـادة فـي حجـم املـعلومـات الـتي تـطلبها عـملية االتـصال مـع املسـتعملني؛ إال أن ذلـك يـؤدي إلـى زيـادة شـفافـية ومـصداقـية املـعلومـات املـنشورة وزيـادة الـوثـوق بـها؛ خـاصـة عـند وجـود سـوق مـالـية نشـطة فـي متـويـل املـؤسـسات؛ بـاعـتبار ـر (إيــجابــيا أو ســلبيا) عــلى قــرارات املســتثمريــن أن هــذه املــعلومــات تــعتبر مــرآة لــلحالــة املــالــية لــلمؤســسة، والــتي تــؤثـ

واملتعاملني معها. ٤- ضـرورة تـفعيل بـورصـة اجلـزائـر: يـشكل تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي فـرصـة مـهمة وضـروريـة لـتفعيل بـورصـة اجلـزائـر؛ بـاعـتبارهـا أهـم مـا يـجب أن يـرافـق تـطبيق املـعايـير فـي اجلـزائـر بـضرورة إعـطاء األهـمية لـها، والـعمل عـلى تـطويـرهـا ؛ بـتفعيل دورهـا فـي االقـتصاد، وتـشجيع املـؤسـسات عـلى الـتسجيل فـيها 1تـزامـنا مـع تـضمني ذلـك فـي اتـفاق الشـراكـة

واالعـتماد عـليها فـي الـتمويـل؛ وذلـك بـغية االسـتفادة مـن مـزايـا املـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية، الـتي تـكون فــعالــيتها فــي األســواق املــالــية الــتي يــلجأ لــها املســتثمرون واملــؤســسات عــلى حــد ســواء، فــي اســتثمار وطــلب رؤوس األمــوال، وهــو مــا يــشجع االســتثمار األجــنبي واألوروبــي، بــاعــتبار أن املــعلومــة املــقدمــة تــكون لــها أهــمية كــبيرة

للمستثمرين من داخل وخارج اجلزائر.

: يـؤدي تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي احملـور الـثالـث: تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي ومـتطلبات تـكييف الـنظام اجلـبائـيفـي اجلـزائـر إلـى عـدة تـغييرات فـي بـعض الـقواعـد احملـاسـبية واجلـبايـة املـطبقة فـي إطـار اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة، ومتـس هـذه الـتغيرات بـشكل مـباشـر عـناصـر حتـديـد الـضريـبة عـلى أربـاح الشـركـات، ويـتطلب ذلـك ضـرورة تـكيف الـقواعـد

خ في 27 من أبریل 2005، المتضمن التصدیق على اتفاق الشراكة بین الجزائر واالتحاد األوروبي.، 1- المرسوم الرئاسي رقم5- 159، المؤر

2005 م، المادة 57.


املحاسبة



اجلـبائـية مـع الـواقـع احملـاسـبي اجلـديـد، وضـرورة إعـداد جـدول الـتوفـيق أو االنـتقال مـن الـنتيجة احملـاسـبية إلـى الـنتيجة ؛ مبــا يــسمح بــعصرنــة الــنظام اجلــبائــي وتــقليل تــأثــيرات تــغير املــرجــع احملــاســبي، وزيــادة شــفافــيته بــالنســبة 1اجلــبائــية

ـسات مــن داخــل وخــارج اجلــزائــر، ونــحاول فــي هــذا املــطلب تــوضــيح أهــم الــتغيرات الــتي تــطرأ عــلى الــقواعــد لــلمؤسـاجلبائية املطبقة.

۳- االهـتالكـات: تـغير تـعريـف االهـتالك فـي الـنظام احملـاسـبي املـالـي بـاملـقارنـة مـع الـتعريـف الـذي نـص عـليه اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة، هـذا األخـير كـان يـعرفـه بـأنـه: املـالحـظة احملـاسـبية لـلخسارة الـواقـعة عـلى قـيمة األصـول الـثابـتة، والـتي تـتدنـى قـيمتها حـتميا مـع مـرور الـزمـن بـفعل االسـتعمال أو الـتقادم؛ بـحيث تـسمح هـذه الـعملية بـإعـادة تـكويـن األمـوال ، أمــا الــنظام احملــاســبي املــالــي فــيعتبره: الــتوزيــع املــنتظم لــلمبلغ الــقابــل لــالهــتالك لــألصــول الــثابــتة املــاديــة 2املســتثمرة

واملـعنويـة عـلى مـدة مـنفعتها املـتوقـعة حسـب مخـطط لـالهـتالك، مـع األخـذ بـعني االعـتبار الـقيمة املـتبقية احملـتملة لـها؛ ، وبـالـتالـي 3بـحيث يـصبح االهـتالك ميـثل إثـبات اسـتهالك املـنافـع االقـتصاديـة املـنتظرة لـألصـول الـثابـتة املـاديـة واملـعنويـة

فـعلى املـؤسـسات عـند تـطبيقها لـلنظام احملـاسـبي املـالـي أن تـعيد حتـديـد مـدة وطـريـقة اهـتالك األصـول الـقابـلة لـالهـتالك، وبـالـتالـي الـتأثـير عـلى أقـساط االهـتالك، وعـلى الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة؛ بـاعـتبار أن هـذه األقـساط تـكون مـحتواة ضـمن

هذا الوعاء. بـالنسـبة لـتسجيل االسـتثمارات لـدى املـؤسـسة، تـسمح قـواعـد الـنظام احملـاسـبي املـالـي بـتسجيل عـناصـر االسـتثمارات وأقـساط اهـتالكـها إذا كـانـت لـلمؤسـسة رقـابـة عـليها وحتـصل عـلى املـنافـع االقـتصاديـة املسـتقبلية لـها، وهـذا مـا يـنطبق عـلى االسـتثمارات احملـصل عـليها بـواسـطة قـرض إيـجاري، أو املـؤجـرة مـن طـرف املـؤسـسة، وهـي أصـول تـكون مـراقـبة مـن طـرف املـؤسـسة املسـتأجـرة لـها، والـتي تسجـلها مـحاسـبيا لـديـها مـع أقـساط اهـتالكـها، وهـو مـا يـؤثـر عـلى الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة بـالـنقصان، عـلى الـعكس مـن اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة؛ الـذي يـفرض أن تـكون املـؤسـسة مـالـكة لـألصـل أو

االستثمار حتى تسجله لديها مع االهتالك اخلاص به. بـالنسـبة ملـدة االهـتالك تـؤخـذ بـعني االعـتبار فـي الـنظام احملـاسـبي املـالـي املـدة املـقدرة لـالسـتعمال، ولـيس مـدة حـياتـه والـتي تـعكس بـفعالـية أحـسن طـريـقة السـتهالك املـنافـع االقـتصاديـة لـألصـول الـثابـتة املـاديـة واملـعنويـة، وتـتناسـب مـع وتـيرة االسـتعمال احملـتملة واحملـددة مـن طـرف إدارة املـؤسـسة- خـالفـا لـلقواعـد اجلـبائـية واحملـاسـبية احلـالـية الـتي تظهـر أن املـدة اجلـبائـية لـالهـتالك تـكون عـادة قـصيرة وأقـل مـن املـدة احلـقيقية لـه-؛ فـمثال: /إطـفاء/؟؟ املـصاريـف اإلعـداديـة احملـتواة

- DJILLALI Abdelhamid, Réflexion sur le projet du nouveau référentiel comptable algérien en rapport avec 1

les normes IAS/IFRS, Séminaire 24-27 septembre 2005, l’Institut d’Economie Douanière et Fiscale, Koléa, 2005, pp: 19-23.

2- عاشور كتوش، المحاسبة المعمقة وفقا للمخطط المحاسبي الوطني، دیوان المطبوعات الجامعیة، الجزائر، 2003 م، ص: 15.

- Conseil National de la Comptabilité، Projet 7 de Systèm Comptable Financier، Juillet 2006, l'article 321-7.3


املحاسبة



ضـمن الـقيم املـعنويـة فـي اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة ال ميـكن أن تـتجاوز خـمس سـنوات، بـينما األصـول الـثابـتة املـعنويـة فـي الـنظام احملـاسـبي املـالـي الـتي حتـتوي جـزءا مـن تـلك املـصاريـف (مـصاريـف الـتطويـر) ميـكن أن تـصل مـدة اهـتالكـها

، والتي تعبر عن املدة املفترضة ملنفعة األصول الثابتة املعنوية. 1حتى ۲۰ سنة

كـما أن األصـول الـثابـتة املـاديـة الـتي تـكون مـركـبة مـن عـدة عـناصـر قـابـلة للتحـديـد، ويـكون لـكل عـنصر مـدة اسـتعمال مـختلفة، يـتم فـي هـذه احلـالـة الـتسجيل احملـاسـبي لـكل عـنصر عـلى حـدة؛ ممـا يـؤدي إلـى ضـرورة وضـع مخـطط اهـتالك مــنفصل لــكل عــنصر بــداللــة مــدة اســتعمالــه احلــقيقية. والــعنصر اجلــديــد كــذلــك يــتمثل فــي الــقيمة املــتبقية احملــتملة لـألصـل الـقابـل لـالهـتالك فـي تـاريـخ نـهايـة مـدة مـنفعته الـتي تـتمثل فـي سـعر الـتنازل، والـتي تـؤخـذ بـعني االعـتبار عـند حــساب االهــتالك، بــطرحــها مــن الــقيمة األولــية لــالســتثمار، وهــي غــير مــأخــوذة بــعني االعــتبار فــي الــقواعــد اجلــبائــية

واحملاسبية احلالية، وبالتالي عنصر آخر مؤثر على حساب أقساط االهتالك. ۲- اخلـسارة فـي الـقيمة: يـعتبر هـذا الـعنصر جـديـدا مـقارنـة بـاخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة، ويـؤثـر كـذلـك عـلى الـقواعـد اجلـبائـية الـسائـدة حـالـيا؛ نـظرا لـوجـود تـسجيل مـحاسـبي لـلخسارة فـي الـقيمة ضـمن األعـباء مـن أجـل إرجـاع الـقيمة احملـاسـبية لـألصـل إلـى قـيمته الـقابـلة لـلتحصيل، بـاإلضـافـة إلـى أنـه يـؤدي إلـى الـتأثـير عـلى الـقاعـدة اجلـبائـية لـألصـل املـتناقـص؛ بـحيث تـؤدي اخلـسائـر فـي الـقيمة إلـى تـغييرات مـتكررة فـي مخـططات االهـتالك؛ بـاعـتبار أن اخلـسارة فـي الـقيمة تـؤثـر عـلى املـبلغ الـقابـل لـالهـتالك، وتـخفض مـن قـاعـدة اهـتالك األصـل؛ والـتي بـإمـكانـها أن تـتغير أو تـعاد الحـقا

محولة من جديد حساب مخصصات االهتالكات، بينما يعتبر ذلك أمرا استثنائيا في اخملطط الوطني للمحاسبة. وتـنص الـقواعـد احملـاسـبية اجلـديـدة كـذلـك عـلى خـضوع الشهـرة املـوجـبة (Goodwill) الـناجتـة عـن حـيازة أو انـدمـاج مـؤسـسات؛ الخـتبار سـنوي لـلخسارة فـي الـقيمة، والـذي يـعتبر عـنصرا جـديـدا بـاملـقارنـة مـع قـواعـد اخملـطط الـوطـني

للمحاسبة. ۳- مـصاريـف األبـحاث والـتطويـر: حسـب الـنظام احملـاسـبي املـالـي فـإن مـصاريـف الـبحث عـند حتـملها يـتم تـسجيلها مـحاسـبيا ضـمن األعـباء، وال ميـكن أن تسجـل ضـمن األصـول الـثابـتة املـعنويـة، أمـا مـصاريـف الـتطويـر فـتؤدي إلـى زيـادة املـنافـع االقـتصاديـة املسـتقبلية وحتسـني أداء األصـل، وميـكن حتـديـد قـيمتها بـشكل مـوثـوق بـه، فتسجـل ضـمن األصـول الـثابـتة املـعنويـة، ويـؤثـر ذلـك عـلى الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة؛ فـمصاريـف الـبحث تـخصم مـن الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة، ومـصاريـف الـتطويـر تـؤثـر عـلى الـوعـاء مـن خـالل (مـخصصات االهـتالكـات واخلـسائـر فـي الـقيمة الـسنويـة)، وميـكن أن

تواجه املؤسسة صعوبة في التمييز بني مصاريف األبحاث ومصاريف التطوير، واألمر نفسه بالنسبة إلدارة الضرائب.

- Idem, l'article 321-13.1


املحاسبة



٤- إعـادة تـقييم األصـول الـثابـتة: عـند إعـادة تـقييم عـنصر مـن األصـول الـثابـتة فـإن كـل األجـزاء املـشكلة لـه يـعاد تـقييمها، وتـشكل الـقيمة املـعاد تـقديـرهـا قـاعـدة جـديـدة لـالهـتالك، كـما أن تـقييم بـعض األصـول بـالـقيمة الـعادلـة قـد يـزيـد مـن صـعوبـات إدارة الـضرائـب فـي الـتأكـد مـن صـحة هـذا الـتقييم؛ بـاعـتبار أن الـقواعـد اجلـبائـية تـعتمد فـي ذلـك

أساسا على التكلفة التاريخية في االهتالكات، أو عند احملاسبة عن الفوائض اخلاصة بالتنازل عن االستثمارات. ٥- إطــفاء املــصاريــف اإلعــداديــة: فــي اخملــطط الــوطــني لــلمحاســبة والــقواعــد اجلــبائــية املــعمول بــها، كــانــت تــخضع املـصاريـف اإلعـداديـة إلطـفاء سـنوي لـقيمتها فـي مـدة أقـصاهـا خـمس سـنوات، وتـخفض هـذه اخملـصصات مـن الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة، زيـادة عـلى الـتخفيض األولـي مـن خـالل تـسجيل هـذه املـصاريـف فـي حـسابـات الـصنف الـسادس حسـب طـبيعتها، بـينما وفـق الـنظام احملـاسـبي املـالـي، ال يـتم األخـذ بـعني االعـتبار إطـفاء املـصاريـف اإلعـداديـة، ويـتم

تسجيل هذه األخيرة ضمن األعباء، ما عدا مصاريف التطوير. ٦- املـؤونـات:الـتعريـف اجلـديـد لـلمؤونـات يـؤدي إلـى اسـتبعاد مـؤونـات اخلـسائـر املسـتقبلية والـتصليحات الـكبرى، وتــبقى فــقط املــؤونــات الــتي تــشكل الــتزامــات حــالــية لــلمؤســسة فــي نــهايــة الــدورة؛ ألن الشــروط اجلــديــدة لــتسجيل املـؤونـات تـؤدي إلـى تـقليص تـشكيل املـؤونـات، وبـالـتالـي عـدم الـتأثـير عـلى الـوعـاء اخلـاضـع لـلضريـبة، وهـناك عـنصر

جديد بخصوص املؤونات هو مؤونة التزامات املؤسسة جتاه عمالها. ۷- مـؤونـات اخملـزونـات: يـنص الـنظام احملـاسـبي املـالـي عـلى تـسجيل اخلـسارة فـي الـقيمة اخلـاصـة بـاخملـزونـات، عـندمـا تـكون تـكلفتها أكـبر مـن قـيمة إجنـازهـا الـصافـية، هـذه األخـيرة تـتناسـب مـع سـعر الـبيع املـقدر، بـينما حسـب اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة، تسجـل املـؤونـات (تـعوض بـاخلـسارة فـي الـقيمة فـي الـنظام احملـاسـبي املـالـي) عـندمـا تـكون قـيمة اخملـزونـات فـي نـهايـة الـدورة عـلى أسـاس تـكلفتها أقـل مـن الـتكلفة احلـقيقية للشـراء أو اإلنـتاج، وتسجـل اخلـسارة ضـمن

األعباء، وتؤدي الطريقتان حتما إلى قيم متباينة. ۸- تـكالـيف االقـتراض: تسجـل تـكالـيف االقـتراض ضـمن األعـباء املـالـية لـلدورة الـتي تـرتـبط بـها؛ إال فـي حـالـة أن هـذه الـتكالـيف سـوف يـتم إضـافـتها لـقيمة األصـل، إذا كـانـت تـؤدي إلـى تـولـيد مـنافـع اقـتصاديـة مسـتقبلية لـلمؤسـسة، وميـكن تـقييمها بـطريـقة مـوثـوق بـها، بـينما جـبائـيا ال يـتم أخـذهـا بـعني االعـتبار فـي حتـديـد تـكلفة األصـل، وتـعتبر مـصاريـف

مالية تخفض من الوعاء اخلاضع للضريبة. ۹- الـضرائـب املـؤجـلة: نـظرا إلمـكان وجـود فـارق زمـني بـني تـاريـخ أخـذهـا بـعني االعـتبار مـحاسـبيا وتـاريـخ أخـذ الـعبء

نفسه في حتديد النتيجة اجلبائية، كما ينتج عنها كذلك تسجيل األصول واخلصوم الضريبية في امليزانية.


املحاسبة



۱۰- حتـويـل احلـقوق والـديـون بـالـعملة األجـنبية: يـنص الـنظام احملـاسـبي املـالـي عـلى تـسجيل فـي نـهايـة الـدورة، اآلثـار الـناجتـة عـن حتـويـل احلـقوق والـديـون بـالـعملة األجـنبية، ضـمن األعـباء إذا كـانـت خـسارة نـاجتـة عـن الـتحويـل، أمـا إذا كـانـت

. 1ربحا فتسجل ضمن النواجت، بينما يسمح النظام اجلبائي للمؤسسات بإظهار اخلسائر على التحويل فقط

۱۱- تـاريـخ إدخـال األصـل فـي املـيزانـية: تـركـز الـقواعـد احملـاسـبية اجلـديـدة عـند تـسجيل املـؤسـسة لـألصـل فـي تـاريـخ حتـويـل كـل املـنافـع واألخـطار، بـينما تـركـز الـقواعـد اجلـبائـية عـلى حتـقق وحتـويـل األصـل؛ أي: مـلكية املـؤسـسة لـه، ويـدخـل

في هذا اإلطار األصول املؤجرة؛ وخاصة القابلة لالهتالك منها. ۱۲- تـغير الـطرق احملـاسـبية وتـصحيح األخـطاء: عـندمـا يـتم تـغيير الـتقديـرات والـطرق احملـاسـبية وتـصحيح األخـطاء عـن الـدورات الـسابـقة، تـقوم املـؤسـسة بتحـميل اآلثـار الـناجتـة ضـمن رؤوس األمـوال اخلـاصـة لـلميزانـية االفـتتاحـية، بـدون ر ذلـك عـلى الـقواعـد اجلـبائـية؛ ألنـها تـعتمد عـلى الـنتيجة احملـاسـبية فـي حتـديـد الـتسجيل ضـمن األعـباء والـنواجت، ويـؤثـالـضريـبة عـلى أربـاح املـؤسـسة، وخـاصـة عـندمـا متـس هـذه الـتغييرات عـناصـر تـؤثـر عـلى أعـباء ونـواجت دورات سـابـقة؛ ممـا

يؤدي إلى التأثير على مقدار الضريبة احلقيقي بالنقصان. : تـأخـذ الـقواعـد احملـاسـبية اجلـديـدة مبـفهوم االسـتحداث لـبعض الـعمليات؛ مـن أجـل أخـذ عـنصر ۱۳- االسـتحداث: عــند حــساب الــقيمة الــقابــلة لــلتحصيل اخلــاصــة بــاألصــول يــتم حــساب قــيمة املــنفعة الــزمــن بــعني االعــتبار؛ فــمثالبـاسـتحداث الـتدفـقات الـنقديـة املسـتقبلية مـن االسـتعمال املـتواصـل لـتلك األصـول، وهـو عـنصر جـديـد كـذلـك بـاملـقارنـة

مع اخملطط الوطني للمحاسبة. اخلامتة:

يـنتج عـن هـذا الـتطبيق تـأثـيرات عـلى عـدة جـوانـب مـرتـبطة بـاحملـاسـبة؛ مـن خـالل الـتأثـير عـلى املـمارسـات الـتي كـانـت تـعتمد عـلى مـبادئ وقـواعـد اخملـطط الـوطـني لـلمحاسـبة- السـيما الـنظام اجلـبائـي اجلـزائـري، املـؤسـسات ومـهنة احملـاسـبة-، والـتي يـنبغي تـكييفها لـتكون مهـيأة عـند تـطبيق الـنظام احملـاسـبي املـالـي، مبـا يـسمح بـتوفـيق الـبيئة احملـاسـبية فـي اجلـزائـر مـع الـبيئة احملـاسـبية فـي االحتـاد األوروبـي؛ بـحيث يـؤدي هـذا الـتوافـق إلـى تـعزيـز الشـراكـة بـني اجلـانـبني مـن خـالل تـدعـيمه ر بـيئة مـالئـمة مـن اجلـانـب لـبعض اجلـوانـب املـرتـبطة بـاتـفاق الشـراكـة؛ فـاملـعايـير الـدولـية لـلمحاسـبة واملـعلومـة املـالـية تـوفـاحملـاسـبي لـالسـتثمار األوروبـي وانـتقال رؤوس األمـوال؛ ألنـها جتـعل الـتطبيقات احملـاسـبية مـتجانـسة مبـا يـزيـل الـعقبات املـرتـبطة بـاحملـاسـبة أمـام املـؤسـسات األوروبـية عـند االسـتثمار بـدون حتـمل أعـباء إضـافـية عـلى ذلـك، وزيـادة الـثقة حـول املـعلومـة املـالـية الـصادرة فـي اجلـزائـر؛ بـاعـتبار أنـها تـرتـكز عـلى الـقواعـد نـفسها املـطبقة فـي االحتـاد األوروبـي. وهلل احلـمد

واملنة.

- DJILLALI Abdelhamid, Op.cit., 2005, p: 21.1


املحاسبة



هدية العدد : رابط التحميل


هدية العدد

http://kantakji.com/media/175974/islamicamara.pdf



رابط زيارة املنتدى


األخبار





جامعة أريس

بالتعاون مع

مركز أبحاث فقه المعامالت اإلسالمية

Available in English البرنامج متاح بالعربية

ماجستير إدارة المخاطر في المصارف اإلسالمية

Master of Risk Management in Islamic Banking

www.arees.org

http://www.arees.org


http://www.arees.org/home1/9-iceslideshow/233-2014-03-26-04-57-19-2014-03-26-05-16-41-2014-03-26-05-17-00-2015-08-24-10-27-06

http://www.arees.org

http://www.arees.org/home1/9-iceslideshow/233-2014-03-26-04-57-19-2014-03-26-05-16-41-2014-03-26-05-17-00-2015-08-24-10-27-06

زومرلا رايهناو ةيبلسلا ةدئافلا12 Islamic Economics Magazine (GIEM) 14 ......

Documents

Transcript of زومرلا رايهناو ةيبلسلا ةدئافلا12 Islamic Economics Magazine (GIEM) 14 ......