العلاقات الدولية في الإسلام 1-

73

Transcript of العلاقات الدولية في الإسلام 1-

Page 1: العلاقات الدولية في الإسلام  1-
Page 2: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

تمهيدتمهيد لقراءه يقدم اإلسالمية( أن والبحوث تالدراسا )مركز يسر

) العالقات عن تتحدث والتي الفقهية السلسلة هذه له والمتابعين أسبوعين كل بعد وقوته الله بحول ( وستصدر اإلسالم في الدولية الزهراني شويل آل أحمد بن فارس سلمان أبو الشيخ يكتبها والتي

اقتراح أو فائدة أو مالحظة لديه ممن ( ونأمل األزدي جندل ) أبو ، ياإللكترون البريد على وإرسالها بكتابتها يقوم أن ذلك غير أو

في الفقهية األبواب أهم عن تتحدث وهي الله بإذن إليه وستصل األمة ربط على فيه الله بارك المؤلف حرص وقد ، العظيم ديننا

تنزيل مع األمة سلف من والسنة الفقه أئمة بفهم والسنة بالكتاب تعود وأن بتغييره علينا الله يمن أن نرجو الذي واقعنا على ذلك يوفق أن ونسأل والله ، مقودة ال لألمم قائدة اإلسالمية أمتنا

. آمين ويرضى يحب ما لكل والقارئ والناشر الكاتب

اإلسالمية البحوثو الدراسات مركز

2

Page 3: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الرحيم الرحمن الله بسمالمقدمةالمقدمة

التخليق أطوار في , وصرفهم أطوارا خلقه خلق الذي لله الحمد منه إعذارا المكلفين إلى الرسل , وأرسل واقتدارا عزة شاء كيف

بهم , وأقام السابغة نعمته سبيلهم اتبع من على بهم , فأتم وإنذارا , وأنار الدليل , فنصب البالغة حجته مناهجهم خالف من على

, وأوضح الحجة , وأقام المعاذير , وقطع العلل , وأزاح السبيلبعوه مستقيما صراطي هـذا , وقال المحجة فات وال بعوا بل تت السرين رسلي وهؤالء ومنذرين مبش اس يكون لئال ة الله على للن حج

سل بعد , وعدال منه حجة رسله ألسنة على بالدعوة , فعمهم الر من الهداية , فقيل: نعمة وفضال نعمة منهم شاء من بالهداية وخص أن أوزعني رب , وقال باليمين وتلقاها السعادة سابقة له سبقتتي نعمتك أشكر صالحا أعمل وأن والدي وعلى علي أنعمت ال

غلبت من , وردها الصالحين عبادك في برحمتك وأدخلني ترضاه فضله , فهذا العالمين بين رأسا بها يرفع ولم الشقاوة عليه

ك عطاء كان وما وعطاؤه , وهذا بممنون فضله وال محظورا رب من فسبحان يسألون وهم يفعل عما يسأل فال وقضاؤه عدله , وأودع الرحمة نفسه على , وكتب النعمة عباده على أفاض

كل في له من , وتبارك غضبه تغلب رحمته , إن كتبه الذي الكتاب لم , ولو شاهد أعدل وحكمته وعلمه ووحدانيته ربوبيته على شيء اآلالف عدل حتى الكمال مراتب في عباده بين فاضل أن إال يكن

التوفيق أنزل أنه عباده ليعلم , ذلك الواحد بالرجل منهم المؤلفة يشاء من برحمته يختص , وأنه مواضعه الفضل , ووضع منازله

ه بيد الفضل وأن , الحكيم العليم وهو ه يشاء من يؤتيه الل ذو والل الفضل , وأشكره نعمه من للحمد والتوفيق أحمده العظيم

, واستغفره وقسمه وكرمه فضله من بالمزيد كفيل والشكر وأشهد نقمه وحلول نعمه زوال توجب التي الذنوب من إليه وأتوب

األرض بها قامت كلمة له شريك ال وحده الله إال إله ال أن أسست , وعليها المخلوقات جميع عليها الله , وفطر والسموات

أمر , وبها الجهاد سيوف جردت , وألجلها القبلة , ونصبت الملة , عليها الناس فطر التي الله فطرة ; فهي العباد جميع سبحانه الله

كلمة , وهي إليها رسله ألسن على األمم دعا التي عبوديته ومفتاح كان , ومن والسنة الفرض , وأساس السالم دار ; ومفتاح اإلسالم

عبده محمدا أن وأشهد ، الجنة دخل الله إال إله ال كالمه آخر وحيه على , وأمينه عباده على , وحجته خلقه من وخيرته ورسوله , للسالكين , ومحجة للعالمين , وقدوة للعالمين رحمة , أرسله

3

Page 4: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

بالهدى , أرسله الكافرين على , وحسرة المعاندين على وحجة بإذنه الله إلى , وداعيا ونذيرا بشيرا الساعة يدي بين الحق ودين

لها يستطيعون ال نعمة األرض أهل على به , وأنعم منيرا وسراجا , وبالمؤمنين بنصره , وأيده المقربين بمالئكته , فأمده شكورا والغي والضالل الهدى بين , الفارق المبين كتابه عليه وأنزل

, وزره عنه , ووضع صدره له , فشرح واليقين والشك والرشاد , أمره خالف من على والصغار الذلة , وجعل ذكره له ورفع

ذكر ذكر فإذا باسمه اسمه , وقرن المبين كتابه في بحياته وأقسم العباد على , وافترض والتأذين والتشهد الخطب في كما معه

جنته وإلى إليه كلها الطرق , وسد بحقوقه والقيام ومحبته طاعته على الذي الراجح الميزان ; فهو طريقه من إال ألحد يفتح فلم

, واألعمال واألقوال األخالق توزن وأعماله وأقواله أخالقه , الضالل أهل من الهدى أهل يميز بإتباعه الذي المبين والفرقان

, صادعا راد عنه يرده ال تعالى الله ذات في مشمرا يزل ولم ونصح األمانة وأدى الرسالة بلغ أن , إلى صاد عنه يصده ال بأمره بعد األرض برسالته , فأشرقت الجهاد حق الله في وجاهد األمة

نورا األرض به , وامتألت شتاتها بعد القلوب به , وتألفت ظلماتها تعالى الله أكمل , فلما أفواجا الله دين في الناس , ودخل وابتهاجا

ونقله به , استأثر المؤمنين عباده على النعمة به , وأتم الدين به المحجة على أمته ترك , وقد األسنى , والمحل األعلى الرفيق إلى

وأنبياؤه ومالئكته الله , فصلى الغراء الواضحة , والطريق البيضاء به وعرف الله وحد كما وآله عليه عباده من والصالحون ورسله

بعد أما... كثيرا تسليما وسلم إليه ودعا الفكرية الهزيمة من العصر هذا في الحق طالب فيعجب

؛ والدين الفقه على المحسوبين من كثير نفوس في المعششة الحال وصل حيث وأقوالهم ورسائلهم كتبهم في الهزيمة تلك ويرى

عالقة في األصل بأن وقولهم الطلب جهاد إلغاء إلى ببعضهم للقانون انصياعهم وكذلك ، مطلق سلم عالقة بغيرهم المسلمين

- الطاغوتية الشرائع من - وغيرها المتحدة األمم وهيئة الدولي بيكو( وغيرها )سايكس لتقسيمات ورضوخهم 1األئمة بتعدد وقولهم

العثمانية الخالفة تدهور بعد اإلسالمي العالم غزت التي األقوال من من المختلفة بصورها العلمنة إلى عهدها نهاية في اتجهت والتي السيادة ومنح الشرعية األحكام وإزاحة الوضعية القوانين تحكيم

اتفق(: "222 - 12/221) مسلم صحيح شرح في الله رحمه النووي يقول 11 اتسعت سواء ، واحد عصر في لخليفتين يعقد أن يجوز ال أنه على العلماء

". ال أم اإلسالم دار4

Page 5: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

للشعوب على بناء الناس ومعاملة تعالى الله حكم سيادة من بدالاإلسالمية. األخوة ونبذ المواطنة وخرجت اإلسالم( )سماحة شعار تحت الخبيثة الدعوات بعض أيضا

وعقد األديان وحوار األديان ومقاربة الديني بالتسامح تنادي وبدأت الدعوات لهذه المطبوعات وراجت والندوات المؤتمرات لذلك والدين الفقه على المحسوبة الرموز بعض كبرها يتولى والتي

وتشرذم وتخلف ، وهزيمة ذل من اليوم إليه وصلنا ما إلى فوصلناوتشتت.

تحتاج التي المسائل أهم إلى أنبه أن السلسلة هذه في وسأحاول أمتنا نفوس في وبعث إحياء إلى الله كتاب على ذلك في معتمدا

إلى األول القرن من المتقدمين الفقهاء بفهم الله رسول وسنة من بالحق الصادعين وبعض الشوكاني إلى - إضافة الثامن القرن

المتأخرين .المعاصرين الهزيمة فقهاء عن - مبتعدا

5

Page 6: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

اإلسالماإلسالم فيفي الدوليةالدولية بالعالقاتبالعالقات المقصودالمقصود انقسم وجهه في قريش ووقفت بدعوته وصدع النبي بعث حين

الله دين فيها يقيم أرض من البد وكان وكافر به مؤمن إلى الخلق المدينة في األنصار مع األمر له تم حتى القبائل على نفسه فعرض من الهجرة المؤمنين على تعالى الله - وفرض الهجرة - دار النبوية

المهاجرون اجتمع حين اإلسالم دولة نواة فكانت الكافرين بين المدينة إلى الهجرة فرض وبقي واألنصار ثم ، مكة فتح حتى قائما

قال: معاوية عنف الكفار ظهراني بين من الهجرة فريضة بقيت التوبة تنقطع حتى الهجرة تنقطع ال"يقول: الله رسول سمعت

وأبو أحمد رواه مغربها" من الشمس تطلع حتى التوبة تنقطع وال تنقطع ال"قال: الله رسول أن السعدي بن الله عبد وعن داود

على دليل هذا فيو والنسائي أحمد " رواهوالعد قوتل ما الهجرة - بإذن ذلك على وسنأتي للكفار المقاتلة بقيت ما باقية الهجرة أن

- الله بالنسبة تخصها التي أحكامها دار لكل وأصبح الدور بذلك فتمايزت

عدة أبواب تحت المسلمين فقهاء ذلك ذكر وقد المسلمين نحن لنا وبعضهم الجهاد أبواب تحت بعضهم فذكرها مختلفة وبمسميات

ير أبواب تحت السياسة أبواب تحت وبعضهم والمغازي الس لها أفرد وبعضهم والخراج الشرعية اآلخر والبعض مستقلة كتبا

عن تحدث .. فتجد .. وهكذا منفردة كتب في منها قسم اإلمام مثالر" كتابه في يعرض الله رحمه الشيباني الحسن بن محمد "السير أبواب كذلك ويعقد الحرب دار في السي أحكام عن أبوابا

هناك أن على يدل وهذا ، والخوارج والبغاة المرتدين تخص أحكاما وهناك الكفر بدار اإلسالم دار عالقات اإلسالم دار داخل أحكاما ، والمرتدين ، الذمة - بأهل اإلسالم - دولة المسلمين عالقة تنتظم.. الخ. الطرق وقطاع ، والخوارج ، والبغاة

وبه سيرة جمع السير أن علم: )ا1الله رحمه السرخسي قال المعاملة في المسلمين سيرة فيه بين ألنه الكتاب هذا سمي

من منهم العهد أهل ومع الحرب أهل من المشركين مع أخبث هم الذين المرتدين ومع الذمة وأهل المستأمنين

دون حالهم الذين البغي أهل ومع اإلقرار بعد باإلنكار الكفار..(. مبطلين التأويل وفي جاهلين كانوا وإن المشركين حال

ر من اسم : )السيرة: هي2الله رحمه التهانوي وقال ثم السي طريقة على الشرع لسان في غلب ثم ، الطريقة إلى نقلت

(.10/2) المبسوط 11اف 22 (.171 – 3/170) الفنون اصطالحات كش

6

Page 7: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

وغيرهما والباغين الكافرين مع المعاملة في المسلمين بها يراد .. وقد الذمة وأهل والمرتدين المستأمنين من

نة بسيرة بكر أبو يقال: سار ، المعامالت في الطريقة أو الس المغازي وسميت الله رسول إلى السير أمورها أول ألن ، سيراير: كتاب قولنا في بها المقصود وأن الغزو اإلمام سيرالس

(.والكفار واألنصار الغزاة مع ومعامالته فتجد وحروبه وجهاده النبي حياة ذلك في عرضوا وقد هذه مثال

الكفر دار ، اإلسالم دار ، سفراء ، بعوث ، سرايا ، األلفاظ: غزوات األمان أهل ، الذمة أهل ، العهد أهل ، العهد ، الصلح ، الهجرة دار ، السلم ، الحرب ، الملوك إلى الرسائل ، الوفود ، الهجرة ، الجزية ،.. الخ. ، األنفال ، الغنائم ، األسرى ، الردة ،

تعالى يقول تحكم أن والبد تسود أن البد عالمية دعوة فدعوتهغير يبتغ ومن من اآلخرة في وهو منه يقبل فلن دينا اإلسالم

ذي تبارك تعالى . ويقولالخاسرين ل ال عبده على الفرقان نزها يا قل ويقول نذيرا للعالمين ليكون اس أي ي الن الله رسول إنذي جميعا إليكم ماوات ملك له ال إلـه ال واألرض الس يحيـي هو إال

ويميت بي ورسوله بالله فآمنوا ذي األمي الن وكلماته بالله يؤمن البعوه كم وات اس كافة إال أرسلناك وما سبحانه وقال تهتدون لعل لن ل. ونذيرا بشيرا لم خمسا أعطيت"قال: النبي أن الله عبد بن جابر وعن

لي علتوج ، شهر سيرةم بالرعب صرتن: قبلي أحد يعطهن الصالة أدركته أمتي من رجل فأيما ، وطهورا مسجدا األرض وأعطيت ، قبلي ألحد تحل ولم المغانم لي توأحل ، فليصل

إلى وبعثت ، خاصة قومه إلى يبعث النبي وكان ، الشفاعة.عليه " متفقعامة الناس

- اإلسالم - أي فيه يترك فال البشرية حياة اإلسالم يحكم أن فالبد حتى وقاتلوهم تعالى قال تطبيق محل وهو إال صغير وال كبير ال

ه الدين ويكون فتنة تكون وبعضه لله الدين بعض كان فإذا لله كل.لله كله الدين يكون حتى القتال وجب الله لغير

، خلقه في القدرية الله سنن من سنة فريقين إلى الناس وانقسام تهب أن - إلى والكفار - المؤمنين الفريقين هذين وجود من فالبد وحينها الكفار إال يبقى فال المؤمنين أرواح تقبض التي الطيبة الريحنة لتتحقق وذلك الخلق شرار على الساعة تقوم واالختبار االبتالء س أمة كل في بعثنا ولقد تعالى قال سوال أن ر الله اعبدوا واجتنبوا

الضاللة عليه حقت من ومنهم الله هدى من فمنهم الطاغوت األرض في فسيروا وقال ، المكذبين عاقبة كان كيف فانظروا

7

Page 8: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

سبحانه وقال ، المجرمين من عدوا نبي لكل جعلنا وكذلك تعالىك شاء ولو اس لجعل رب واحدة أمة الن مختلفين يزالون وال من إال

حم ك ر ك كلمة وتمت خلقهم ولذلك رب م ألمألن رب ة من جهن الجناس ه يشاء ولو ذلك تعالى وقال ، أجمعين والن منهم النتصر الل

يبلو ولكن ل لبعض بعضكم وجعلنا سبحانه وقال ، ببعض بعضكم اك وكان أتصبرون فتنة عن الله رحمه البخاري وأخرج ، بصيرا رب فقال ، نائم وهو النبي إلى مالئكة جاءتقال: " الله عبد بن جابر

، يقظان والقلب نائمة العين بعضهم: إن وقال ، نائم بعضهم: إنه هذا لصاحبكم فقالوا: إن له فاضربوا ، مثال بعضهم: إنه فقال ، مثال

فقالوا: مثله ، يقظان والقلب ، نائمة العين بعضهم: إن وقال ، نائم بنى رجل كمثل وبعث مأدبة فيها وجعل ، دارا أجاب فمن ، داعيا

لم الداعي يجب لم ومن ، المأدبة من وأكل الدار دخل الداعي فقال ، يفقهها له فقالوا: أولوها ، المأدبة من يأكل ولم الدار يدخل

، يقظان والقلب نائمة العين بعضهم: إن وقال ، نائم بعضهم: إنه أطاع فمن ، محمد والداعي ، الجنة فقالوا: فالدار فقد محمدا

عصى ومن ، الله أطاع ق ومحمد ، الله عصى فقد محمدا فر عن مسلم أخرجه الذي القدسي الحديث وفي " ،الناس بين

في يوم ذات قال الله رسول أن ؛ المجاشعي مارح بن عياض بمن وقاتل .. بك وأبتلي ألبتليك بعثتك إنما .. ":خطبته

..". عصاك من أطاعك

8

Page 9: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

داريندارين إلىإلى العالمالعالم تقسيمتقسيم علىعلى األدلةاألدلة إلى العالم تقسيم في والخلف السلف من العلماء يختلف لم

مبني أصيل تقسيم التقسيم وهذا ، كفر ودار ، إسالم دار دارين. الله رسول وسنة الله كتاب على

ذين تعالى يقول الله كتاب فمن من واإليمان الدار تبوؤوا والون قبلهم أي: )1الله رحمه كثير ابن قال إليهم هاجر من يحب(. منهم كثير قبل وآمنوا المهاجرين قبل من الهجرة دار سكنوا قال تعالى وقال ذين المأل ال ك قومه من استكبروا يا لنخرجن

ذين شعيب وال تنا في لتعودن أو قريتنا من معك آمنوا أولو قال ملا ذين وقال سبحانه وقال كارهين كن ال كم لرسلهم كفروا لنخرجنتنا في لتعودن أو أرضنآ من هم إليهم فأوحى مل الظالمين لنهلكن رب نا( - المتكلمين ضمير إلى واألرض القرية - إضافة واإلضافة(

وقرية الكافرين أرض أي ، تملك إضافة قريتنا( هي ، )أرضنا باألمر فيها وتحكمهم عليها أحكامهم جريان يعني وهذا الكافرين

سيأتي كما الكفر دار صفة هي وهذه والنفوذ والسلطان والنهيالله. بإذنذين إن تعالى وقال أنفسهم ظالمي المآلئكة توفاهم ال فيم قالوا كنتم ا قالوا األرض في مستضعفين كن الله أرض تكن ألم قالوا

واسعة ها يا سبحانه وقال فيها فتهاجروا ذين أي جاءكم إذا آمنوا اله فامتحنوهن مهاجرات المؤمنات علمتموهن فإن بإيمانهن أعلم اللهم حل هن ال الكفار إلى ترجعوهن فال مؤمنات ون هم وال ل لهن يحل

تعالى وقال ذين وال ولم آمنوا من واليتهم من لكم ما يهاجروا حتى شيء على تدل الهجرة في الخاصة اآليات وهذه يهاجروا

إذا والهجرة المستقبل في ذلك سنفصل كما الهجرة وجوب إلى الكفر دار من االنتقال تعني فهي والسنة الكتاب في أطلقت

اإلسالم. داركثير. اآليات من وغيرها الفاسقين دار سأريكم تعالى ويقول ، بريدة ابن سليمان عن صحيحه في مسلم فأخرج السنة وأما الله رسول قال: كان األسلمي صيبحال بن يزيد عن أبيه عن بعث إذا , نفسه خاصة في , أوصاه جيش أو سرية على أميرا

المسلمين من معه وبمن الله بتقوى باسم اغزوا", وقال: خيرا وال تغلوا وال اغزوا ، بالله كفر من قاتلوا ، الله سبيل وفي ، الله

المشركين من عدوك لقيت وإذا ، وليدا تقتلوا وال تمثلوا وال تغدروا منهم فاقبل أجابوك ما فأيتهن ،خالل( )أو خصال ثالث إلى فادعهم

منهم فاقبل أجابوك فإن ، اإلسالم إلى ادعهم ثم ، عنهم وكف(.4/338) العظيم القرآن تفسير 11

9

Page 10: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

دار إلى دارهم من التحول إلى ادعهم ثم عنهم وكف للمهاجرين ما فلهم ، ذلك فعلوا إن ، أنهم أخبرهمو ، المهاجرين

فأخبرهم ، منها يتحولوا أن أبوا فإن ، المهاجرين على ما وعليهم الذي الله حكم عليهم يجري المسلمين كأعراب يكونون أنهم

شيء والفيء الغنيمة في لهم يكون وال ، المؤمنين على يجري فإن ، الجزية فسلهم أبوا هم فإن ، المسلمين مع يجاهدوا أن إال ،

بالله فاستعن أبوا هم فإن ، عنهم وكف منهم فاقبل أجابوك هم......"وقاتلهم

إلى وادعوهم"... بلفظ الشيباني الحسن بن محمد رواية وفي..." اإلسالم دار إلى التحول

بالمصاحف السفر كراهية باب) تحت الله رحمه البخاري وأخرج بالمصحف يسافر أن النهي باب) تحت ( ومسلمالعدو أرض إلى بن هالل عبد عن ( ،بأيديهم وقوعه خيف إذا الكفار أرض إلى أرض إلى بالقرآن يسافر أن الله رسول نهى "قال: عمر

ينهى كان أنه" ؛ الله رسول عن ، عمر بن هالل عبد عنو " ،العدو."العدو يناله أن مخافة العدو أرض إلى بالقرآن يسافر أن كل: " النبي عن جده عن أبيه عن حكيم بن بهز عنو على مسلم

مشرك من وجل عز الله يقبل ال ، نصيران أخوان ، محرم مسلم أسلم بعدما رواه"المسلمين إلى المشركين يفارق أو عمال

تمايز على تدل كلها الهجرة وأحاديث ، حسن بإسناد النسائيالسابقة. األحاديث في مر كما الدارين عباس بن الله عبد أن الله عبد بن الله عبيد عن البخاري وأخرج آخر في ، بمنى وهو أهله إلى رجع عوف بن الرحمن عبد أن أخبره أمير الرحمن: فقلت: يا عبد فقال ، فوجدني ، عمر حجها حجة

أرى وإني ، وغوغاءهم الناس رعاع يجمع الموسم إن ، المؤمنين والسنة الهجرة دار فإنها ، المدينة تقدم حتى تمهل أن

، رأيهم وذوي الناس وأشراف الفقه ألهل وتخلص ، والسالمة وأخرج " ،بالمدينة أقومه مقام أول في ألقومن"عمر: قال

ابن قال: قال زيد بن جابر عن صحيح بإسناد الله رحمه النسائي ، المهاجرين من كانوا وعمر ، بكر وأبا ، الله رسول : "إن عباس ألن ، مهاجرون األنصار من وكان ، المشركين هجروا ألنهم

العقبة". ليلة الله رسول إلى فجاءوا ، شرك دار كانت المدينة قدمت قال: لما هجرته قصة في هريرة أبي عن البخاري أخرجو

الطريق: في قلت النبي على ولهاــط من ليلة يا

وعنائqها الكفر qدارة نـم أنها علىq نجت

10

Page 11: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

النبي على قدمت فلما قال ، الطريق في لي غالم مني قال: وأبق الله رسول لي فقال ، الغالم طلع إذ عنده أنا فبينا ، فبايعته يا :

.فأعتقته( ، الله لوجه رحـ غالمك. فقلت: هو هذا ، هريرة أبا جيش على قيس بن سلمة بعث عمر أن بريدة بن سليمان وعن

ثالث إلى فادعوهم المشركين من عدوكم لقيتم فقال: "فإذا دارهم فاختاروا أسلموا فإن ، اإلسالم إلى خصال: ادعوهم

.1.." الزكاة أموالهم في فعليهم

وأهل الوليد بن خالد ينب الصلح ابتك في ما ذلك على يدلو آفة أصابته , أو العمل عن ضعف شيخ أيما لهم علتج: "2الحيرة

عليه يتصدقون دينه أهل وصار فافتقر غنيا كان , أو اآلفات من أقام ما وعياله المسلمين مال بيت من , وعيل جزيته طرحت

دار غير إلى خرجوا , فإن اإلسالم ودار الهجرة بدار على النفقة المسلمين على فليس اإلسالم ودار الهجرة

."عيالهم الله رحمه تيمية بن قال :3الله رحمه الهروي كالم ناقال

نصبت وعليه األعظم الشرك نفى الذي الجلي الظاهر التوحيد) دار وانفصلت واألموال الدماء حقنت وبه الذمة وجبت وبه القبلة

تيمية ابن ( - قالللعامة الملة به وصحت الكفر دار من اإلسالم التوحيد فهو- الهروي - أي ذكره الذي األول التوحيد أما- ) ذلك بعد

األولين الله بعث وبه الكتب به ونزلت الرسل به جاءت الذي من قبلك من أرسلنا من واسأل تعالى قال الرسل من واآلخرين

سلنا حمن دون من أجعلنا ر بعثنا ولقد تعالى وقال يعبدون آلهة الر أمة كل في سوال أن ر الله اعبدوا من فمنهم الطاغوت واجتنبوا

أرسلنا وما تعالى وقال الضاللة عليه حقت من ومنهم الله هدىسول من قبلك من ه إليه نوحي إال ر وقد فاعبدون أنا إال إله ال أن

وشعيب وصالح وهود نوح مثل الرسل من كل عن تعالى الله أخبره اعبدوا لقومهم قالوا أنهم وغيرهم وهذا غيره إله من لكم ما الل

الصحيح الحديث في النبي قال وآخرها الرسل دعوة أول الله إال إله ال أن يشهدوا حتى الناس أقاتل أن أمرت" المشهور

إال وأموالهم دماءهم منى عصموا فقد قالوها فإذا الله رسول وأني أيضا الصحيح الحديث في النبي وقال"الله على وحسابهم بحقها

(.210) الخراج في يوسف أبو رواه 11 كتاب في عبيد أبو ( وذكره156 - 155) الخراج في يوسف أبو رواه 21

(.98) األموال(.347 - 5/343) النبوية السنة منهاج 32

11

Page 12: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

كان من" : وقال"الجنة دخل الله إال إله ال أن يعلم وهو مات من" تحقيق من مملوء كله والقرآن"الحنة دخل الله إال إله ال كالمه آخر السعادة واقتضاء والفالح النجاة وتعليق إليه والدعوة التوحيد هذا(.به اآلخرة في

ودار كفر - دار التقسيم هذا أن تثبت النصوص فهذه عن ومنقول رسوله وسنة الله كتاب في - ثابت إسالم

هذا من الفقه كتبq من كتاب يخلو وال والتابعين الصحابةالله. بإذن يأتي فيما ذلك وسترى التقسيم

12

Page 13: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الكفرالكفر ودارودار اإلسالماإلسالم داردار تعريفتعريف الشيء إحداق على يدل واحد أصل والراء والواو الدال :الدار

يدور يقال: دار حواليه من بالشيء جامع اسموالدار: دوراناة والبناء للعرصة تسميه المسكون فالمنزل ؛ والمحل ، دارا اعتبارا البلدة وتسمى, بالحائط لها الذي بدورانها الدنيا وتسمى ، دارا دارا واآلخرة باعتبارها دارا فهو قوم به حل موضع وكل ، ألهلها مقرا.1وديارة ، وأدور ، ودور ، والجمع: ديار ، دارهم

والغلبة اإلسالم أحكام تعلوها بقعة أو بلد كل هي دار اإلسالم: من الدار هذه سكان أكثر كان وإن للمسلمين فيها والكلمة والقوة

الكافرين. والقوة والغلبة الكفر أحكام تعلوها بقعة أو بلد كل هيودار الكفر:

من الدار هذه سكان أكثر كان وإن للكافرين فيها والكلمةالمسلمين.

: 2قال سليمان بن سحمان رحمه الله متغلب كافر تغلب ما إذا

كفر أحكام بها وأجرىعالنيا

شرع أحكام بها وأوهىمحمد كل عند كفر دار فذي

محقق يقال فيها من كل وما

بكفره

بها وحل إسالم دار علىالوجل

فيها وأظهرها بال جهارامهل فيها اإلسالم يظهر ولم

وينتحل الدراية أهل قال كما

بالنحل على فيها امرئ فربالعمل صالح

دار أن في أصحابنا بين خالف ال: )3الله رحمه الكاساني قال فيها اإلسالم أحكام بظهور إسالم دار تصير الكفر

أبو قال 4الكفر؟ دار تصير بماذا , إنها اإلسالم دار في واختلفوا ( ،300 - 4/295) العرب ولسان ( ،2/311) اللغة مقاييس معجم انظر 11

(.660 - 2/659) والصحاح ( ،231 - 2/229) المحيط والقاموس علماء أحد هو سحمان بن سليمان ( والشيخ2/522) والمعاداة المواالة22

هـ.1349 سنة توفي البارزين نجد(.7/131) الصنائع بدائع 33 فالفقهاء 44 أحكام بظهور إسالم دار تصير الكفر دار أن على أجمعوا إذا

كفر دار تصبح متى اإلسالم دار في حصل الخالف وإنما فيها اإلسالم وأبو فيها الكفر أحكام بظهور كفر دار تصير أنها على الفقهاء فجمهور

الحلقة هذه ثنايا في لك سيتضح كما شروط ثالثة لذلك اشترط حنيفة13

Page 14: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

: ظهور , أحدها شرائط بثالث إال الكفر دار تصير ال : إنها حنيفة : والثالث الكفر لدار متاخمة تكون : أن والثاني فيها الكفر أحكام

أمان , وهو األول باألمان آمنا ذمي وال مسلم فيها يبقى ال أن : إنها الله - رحمهما ومحمد يوسف أبو وقال. المسلمين

. (فيها الكفر أحكام بظهور الكفر دار تصير تصير الحرب دار أن اعلم: )1الهندية الفتاوى في وجاء

فيها اإلسالم حكم إظهار , وهو واحد بشرط اإلسالم دار اإلسالم دار تصير الزيادات: إنما في تعالى الله رحمه محمد قال أحدها: ثالثة بشروط تعالى الله رحمه حنيفة أبي عند الحرب دار

بحكم فيها يحكم ال وأن االشتهار سبيل على الكفار أحكام إجراء بلد بينهما يتخلل ال الحرب بدار متصلة تكون , والثاني: أن اإلسالم

آمنا ذمي , وال مؤمن فيها يبقى ال , والثالث: أن اإلسالم بالد من بإسالمه للمسلم الكفار استيالء قبل ثابتا كان الذي األول بأمانه

يغلب أن إما أوجه ثالثة على المسألة , وصورة الذمة بعقد وللذمي وأجروا وغلبوا مصر أهل ارتد أو دورنا من دار على الحرب أهل

, ففي دارهم على , وتغلبوا العهد الذمة أهل نقض أو الكفر أحكام أبو وقال, شروط بثالثة إال حرب دار تصير ال الصور هذه من كل

غير ال واحد - بشرط تعالى الله - رحمهما ومحمد يوسف.(القياس , وهو الكفر أحكام إظهار , وهو

حنيفة أبي عند أن لحاصل: )ا2الله رحمه السرخسي قال شرائط: بثالث الحرب دار دارهم تصير إنما تعالى الله رحمه

الحرب أرض وبين بينها ليس الترك أرض متاخمة تكون أحدها: أن , وال بإيمانه آمن مسلم فيها يبقى ال , والثاني: أن للمسلمين دار

وعن, فيها الشرك أحكام يظهروا , والثالث: أن بأمانه آمن ذمي أحكام أظهروا إذا تعالى الله رحمهما ومحمد يوسف أبي

البقعة ; ألن حرب دار دارهم صارت فقد فيها الشرك , فكل والغلبة القوة باعتبار إليهم أو إلينا تنسب إنما

الموضع ذلك في فالقوة الشرك حكم فيه ظهر موضع الظاهر كان موضع , وكل حرب دار فكانت للمشركين

(.للمسلمين فيه فالقوة اإلسالم حكم فيه في األصل بأن القول هذا حجة الله رحمه الكاساني ويقرر :3فيقول الكفر أحكام أو اإلسالم أحكام ظهور هو الدار تسمية

إلى دار إضافة الكفر ودار اإلسالم دار قولنا أن قولهما وجه)الله. بإذن تليها والتي

(.2/232) الهندية الفتاوى 11(.10/114) المبسوط 22(.7/131) الصنائع بدائع 33

14

Page 15: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

إلى أو اإلسالم إلى الدار تضاف وإنما, الكفر وإلى اإلسالم الجنة تسمى , كما فيها الكفر أو اإلسالم لظهور الكفر

الجنة في السالمة ; لوجود البوار دار , والنار السالم دار بظهور والكفر اإلسالم وظهور النار في , والبوار صارت فقد دار في الكفر أحكام ظهر , فإذا أحكامهما

اإلسالم دار الدار صارت , ولهذا اإلضافة فصحت كفر دار , فكذا أخرى شريطة غير من فيها اإلسالم أحكام بظهور

سبحانه والله فيها الكفر أحكام بظهور الكفر دار تصير.(أعلم وتعالى

إن بل ترى كما حنيفة أبو ذكرها التي الشروط العلماء يعتبر ولم كالم في سبق كما الشروط هذه ردوا قد وتالمذته أصحابه كبار

الله. رحمهم والسرخسي الكاساني المسلمين دار تصير والدار: )1الله رحمه السرخسي وقال

(. المسلمين أحكام بإجراء هي اإلسالم دار 3الجمهور قال: )2الله رحمه القيم ابن وقال

عليه تجر ومالم اإلسالم أحكام عليها وجرت المسلمون نزلها التي قريبة الطائف فهذه الصقها وإن إسالم دار يكن لم اإلسالم أحكام

..(. الساحل وكذلك مكة بفتح إسالم دار تصر ولم جدا مكة إلى اإلسالم دار تحقيق في فصل: )4الله رحمه مفلح ابن وقال

اإلسالم فدار المسلمين أحكام عليها غلب دار فكل الحرب ودار..(. لغيرهما دار وال الكفر فدار الكفار أحكام عليها غلب وإن

فيها الغلبة نتاك دار كل) :5الحنبلي يعلى وأب لقاضيا قالو(.الكفر دار يفه اإلسالم أحكام دون الكفر ألحكام حكم فيها يغلب الحرب: ما ودار: )6الله رحمه المرداوي وقال(.الكفر بظهور- الدار في- االعتبار): 7الله رحمه الشوكاني وقال بحيث اإلسالم ألهل الدار في والنواهي األوامر كانت فإن ، الكلمة

.(2197/ 5) الكبير السير شرح 11(.1/366) الذمة أهل أحكام 22 والشافعية )المالكية منه فالقصد التعريف في الجمهور يقال حين 33

دار لتحول شروط ثالثة اشترط حنيفة أبا األحناف( ألن من وكثير والحنابلة حنيفة أبي أصحاب كبار رد مضى مما تبين وقد مر كما كفر دار إلى اإلسالم

وبعدهم الشيباني الحسن بن ومحمد يوسف أبي كالقاضي عليه وتالمذته فتنبه أجمعين الله رحمهم األحناف من وغيرهم والكاساني السرخسي

مهم. فهو لذلك(.1/190) المرعية والمنح الشرعية اآلداب 44(.276) الدين أصول في المعتمد55(.4/122) اإلنصاف 66(.1/576) الجرار السيل 77

15

Page 16: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

لكونه إال بكفره يتظاهر أن الكفار من فيها من يستطيع ال له مأذونا الخصال ظهور يضر وال ، إسالم دار فهذه اإلسالم أهل من بذلك

هو كما بصولتهم وال ، الكفار بقوة تظهر لم ألنها فيها الكفرية الساكنين والمعاهدين والنصارى اليهود من الذمة أهل في مشاهد

. (بالعكس فالدار ، بالعكس األمر كان وإذا ، اإلسالمية المدائن في دار ؛ داران األصحاب: الدار : )قال1بطين أبو الله عبد وقال فيها اإلسالم أحكام تجري التي اإلسالم: هي فدار ، كفر ودار إسالم

كفر(. دار وغيرها ، مسلمين أهلها يكن لم وإن ،

اإلسالم نظر في العالم ينقسم): 2الله رحمه قطب سيد قالولهما: ثالث ال قسمين إلى المسلم اعتبار وفي

أحكام فيه تطبق بلد كل وتشمل ، إسالم دار:األول كلهم أهله كان سواء اإلسالم شريعة وتحكمه ، اإلسالم

كلهم أهله كان أو ، وذميين مسلمين أهله كان أو ، مسلمين ، اإلسالم أحكام فيه يطبقون مسلمون حكامه ولكن ذميين

ام بلد qاعتبار في كله فالمدار.. اإلسالم بشريعة ويحكمون بشريعة وحكمه ، اإلسالم ألحكام تطبيقه هو إسالم دار

. اإلسالم أحكام فيه تطبق ال بلد كل وتشمل ، حرب دارالثاني: ، اإلسالم بشريعة يحكم وال ، اإلسالم ، كانوا ما أهله كائنا

أنهم أو كتاب أهل أنهم أو ، مسلمون قالوا: إنهم سواء عدم هو حرب دار ام بلد qاعتبار في كله فالمدار ، كفار

(.اإلسالم بشريعة حكمه وعدم ، اإلسالم ألحكام تطبيقه الدار اإلسالم: هي دار: )3أسره الله فك طه رفاعي وقال

وجل عز الله منهج تقبل التي دينا وسلوكا وقانونا وتشريعا اختارتهم وقد ، الجور ال العدل أئمة ويحكمها ، واقتصادا وسياسة

األمة اختيارا حازوا الذين وهم والعقد الحل أهل بواسطة صحيحا الشوكة وأصحاب والصالح والرأي العلم أهل من األمة رضى

.(وغيرهم وقال فإن تعلوها التي األحكام حكم تأخذ الدور إن: )4أيضا التي وهي نافذة قوانينهم وصارت الكفار أحكام علتها وإن وكفر حرب دار البالد هذه صارت والعباد البالد تحكم

استنقاذها المسلمين على ووجب المسلمين من أهلها أكثر كان(.1/655) النجدية والمسائل الرسائل مجموعة 18(.2/874) القرآن ظالل في21(.121) اإلسالم سنام ذروة أحكام بعض عن اللثام إماطة 32(.128) اإلسالم سنام ذروة أحكام بعض عن اللثام إماطة 43

16

Page 17: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

، المسلمين بأسماء تسموا وإن الكافرين من عليها تغلب ممن اإلسالم قوانين وصارت اإلسالم أحكام البالد علت وإن

صارت والعباد البالد تحكم التي وهي ةنافذ وتشريعاته ووجب الكافرين من أهلها أكثر كان وإن إسالم دار البالد هذه(.عنها والدفاع حمايتها المسلمين على

17

Page 18: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الدارالدار علىعلى الحكمالحكم مناطمناط معنى في السابقة العلماء آراء استقراء خالل من نخرج أن يمكن

عليها بني التي العلة في جامعة بخالصة الكفر ودار اإلسالم دار أصبح فقد دارين إلى العالم تقسيم ظاهرا ظهور هي العلة أن جليا كانت اإلسالم ألحكام والغلبة الظهور كان فإن وغلبتها األحكام

البالد كانت الكفر ألحكام والغلبة الظهور كان وإن إسالم دار البالدوحرب. كفر دار

الحكم مناط: )1أسره الله فك العزيز عبد القادر عبد قال العلة وسميت ، علته هو ، تعليقه أي نوطه مكان ألنها مناطا

هي فالعلة ، المريض كعلة المحل في أثرت ألنها علة وسميتق الذي الوصف وإال الحكم وجد الوصف وجد فإذا ، الحكم عليه عل

علته مع يدور )الحكم العلماء قول معنى هو وهذا ، فال وجوداوعدما(.

الدار: على للحكم سببين ذكر العلماء أقوال تضمنت وقد الحسن بن ومحمد يوسف أبو قال كما )القوة والغلبة(:األول

. (والغلبة القوة باعتبار إليهم أو إلينا تنسب إنما البقعة ألن) كالم في ورد كما )نوع األحكام المطبقة فيها(:والسبب الثاني

شيء إلى يرجعان السببين فإن التحقيق وعند عنهم نقلنا من سائر السببين: ألن بين تناقض وال ، الدار على الحكم مناط هو واحد

المتغلب يكون فال ، قرينان واألحكام الغلبة هو كان إذا إال متغلبا الغلبة مظاهر أهم من هما والنهي فاألمر ، والنهي األمر صاحب

كان لما وإال اإلسالم أحكام يطبق المسلم فالسلطان ، والسلطان مناط يكون الكفر. وبهذا أحكام يطبق الكافر والسلطان ، مسلما من على تدل والتي فيها المطبقة األحكام نوع هو الدار على الحكم

حكم فيه ظهر موضع فكل) :الصاحبان قال كما ، فيها الغلبة له , حرب دار فكانت للمشركين الموضع ذلك في فالقوة الشرك

(للمسلمين فيه فالقوة اإلسالم حكم فيه الظاهر كان موضع وكل هو ، الدار في المطبقة األحكام المناط: نوع كون أن ويالحظ ...

التي هي - الحاكم ال- األحكام ألن وذلك ، للتعليل مناسب وصف تصبغ عنه وتنهى به تأمر بما اإلسالم فأحكام ، بصبغتها الدار تصبغ تنهى وبما وتبيحه به تأمر بما الكفر وأحكام ، إسالمية بصبغة الدار الدين وسب واإللحاد الردة إباحة من الكفر بصبغة الدار تصبغ عنه

والخمر والزنا الربا إباحة ومن ، عقوبة أو رادع بال فيه والطعن والصيام الصالة تارك مؤاخذة عدم ومن ، واالختالط والتبرج

( بتصرف.643 - 2/642) العلم طلب في الجامع 1118

Page 19: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

خاصة المنكر عن وينهى بالمعروف يأمر من معاقبة ومن ، والزكاةالكفر. دار صفات من هو وغيره كله هذا وشيوع ، بيده

شيئا أراد لو الذي الحاكم ال بصبغتها الدار تصبغ التي هي فاألحكام األحكام هي وهذه ، والنهي باألمر إال منه يتمكن ال فإنه ذلك من

بشوكته. ذلك ينفذ والحاكم ، إباحة أو نهي أو أمر إما فهي األحكام نوعومن األدلة على أن مناط الحكم على الدار:

فيها: الغلبة أصحاب عن المعبرةذين إن تعالى قوله أنفسهم ظالمي المآلئكة توفاهم ال فيم قالوا كنتم ا قالوا األرض في مستضعفين كن الله أرض تكن ألم قالوا

واسعة بالهجرة المخاطب المسلم فكون فيها فتهاجروا مستضعفا تعالى قوله ومثله ، للكفار فيها الغلبة أن على يدل ما أرض فيقال ذين المأل ال ك قومه من استكبروا ذين شعيب يا لنخرجن وال

تنا في لتعودن أو قريتنا من معك آمنوا كلمة في فاإلضافة ، مل ، المستكبرين الكافرين قرية أي ، وتملك نسبة إضافة هي)قريتنا(

باإلخراج المؤمنين تهديدهم عليها وغلبتهم اهل تملكهم على ويدل أن على هذا فدل ، فيها والنهي األمر أصحاب أنهم يعني بما منها فيها والنهي األمر كان وما للكفار فيها الغلبة كانت ما الكفر دار

والسلطان الغلبة مظهر وهما األحكام هما والنهي واألمر للكفارذين وقال تعالى قوله اآلية هذه ومثل ال كم لرسلهم كفروا لنخرجن

تنا في لتعودن أو أرضنآ من السابقة اآلية في قيل ما فيها ويقال مل الغلبة كانت ما هي الكفر دار أن على اآليات هذه مجموع فدل

للكفار. فيها واألحكام الحديث"الفتح بعد هجرة ال" - مكة فتح بعد- الله رسول وقول حتى كفر دار كانت ألنها مكة من واجبة الهجرة وكانت ، عليه متفق تغير والذي ، منها الهجرة فرض وسقط إسالم دار فصارت ، الفتح يد من عليها الغالبة اليد تغير هو مكة أحكام معه وتغيرت بالفتح هذا فدل ، األحكام تغير من ذلك تبع وما المسلمين يد إلى الكفار

تبع واألحكام عليها الغالبة اليد هو الدار على الحكم مناط أن على بأحكام يحكم والمسلم الكفار بأحكام يحكم الكافر فإن ، لها

حزم ابن قال المناط هذا بيان وفيكافرا. لكان وإال اإلسالم أقام مسلم كل من بريء "أنا الله رسول وقول) :1الله رحمه

فقد وإال ، الحرب دار بذلك عنى المشركين" إنما أظهر بين كان وإذا ، يهود كلهم وهم خيبر على عماله السالم عليه استعمل

فيهم الساكن يسمى فال غيرهم يمازجهم ال مدائنهم في الذمة أهل بينهم لتجارة أو عليهم إلمارة وال كافرا محسن مسلم هو بل مسيئا

.(11/200) المحلى1119

Page 20: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

للغالب تنسب إنما الدار ألن ، شرك دار ال إسالم دار ودارهم ،.(لها والمالك فيها والحاكم عليها

الشرك كان إذا : )وأما1الله رحمه عتيق بن حمد وقال فاشيا ، والصالحين األنبياء ودعاء ، والحطيم والمقام الكعبة دعاء مثل

السنن ونبذ الظلم وأنواع والربا الزنا مثل الشرك توابع وإفشاء األئمة إلى التحاكم وصار ، والضالالت البدع وفشو الظهر وراء

القرآن غير إلى الدعوة وصارت ، المشركين ونواب الظلمة هذا وصار ، والسنة أدنى له من يشك فال ، كان بلد أي في معلوما

إذا سيما ال ، وشرك كفر بالد بأنها عليها محكوم البالد هذه أن علم تخريب وفي دينهم إزالة في وساعين التوحيد أهل معادين كانوا كله القرآن وجدت ذلك على الدليل إقامة أردت وإذا ، اإلسالم بالد عند بالضرورة معلوم فهو العلماء عليه أجمع وقد ، فيه(. عالم كل

التي الدار هي:اإلسالم دار: )2الله رحمه عزام الله عبد وقال الشريعة فيها تطبق التي , األرض اإلسالمية الشريعة فيها تطبق

هذا اإلسالم بدار فليست سواها , وما اإلسالم دار تسمى اإلسالمية الشيباني الحسن بن - محمد حنيفة أبي صاحبي - الصاحبين رأي

يوسف. وأبي دار وليست كفر دار الدار تصبح لكي فقال: يشترط حنيفة أبو وأما

شروط: ثالثة, إسالماإلسالم. تطبق ال أن:أوال عرضه على وال دينه على الذمي وال المسلم فيها يأمن ال أن:ثانيا

دمه. على وال ماله على والالكفر. لديار مالصقة تكون أن:ثالثا أن تستطيع ال اآلن تقريبا كلها األرض حال كل على

فيها يطبق دار اإلسالم دار , ألن إسالم دار تعدها في الجهاد , تعلن للمسلمين حامية , تعتبر اإلسالم

, األرض في المسلمين إنقاذ أجل من , تقاتل الله سبيل في اإلسالمية الدار شروط عليها تنطبق التي الدار هذه

مبايع أمير , أو إمام فيها يكون , دار اإلسالمي الفقه , يقسم الجهاد , يشرع الحدود , يقيم شرعية بيعة

في المسلمين إلنقاذ , يجاهد المسلمين , يحمي الغنائماألرض.

(.1/742) النجدية والمسائل الرسائل مجموعة 12(.26 - 25) واإلعداد الهجرة 21

20

Page 21: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

مكان كل في المسلمين تتبنى , دولة اإلسالمية الدولة هي هذه أبنائها حقوق نفس , وتعطيه تتبناه واحد إليها هرب , إن األرض في

, هذه ذلك إلى وما العمل , حق األراضي شراء , حق سفر ; جوازاإلسالم. دار هي عادى من , وتعادي المسلمين توالي التي اإلسالم دار

من لمجموعة كفر دولة قبل من اضطهاد حصل , فإذا المسلمين نتصاراا الدولة تلك تقاطع أن يجب داخلها في المسلمين , العالقات التجارية العالقات , تقطع داخلها في الذين للمسلمين

دار عليها ينطبق التي - فهذه بينهما كان إن - تقطع الدبلوماسيةالحقيقي. التام بالمعنى اإلسالم

, الناس إسالم دار ليست فهي الله شريعة تطبق ال بلد أي , ال قددا طرائق كانوا ذلك دون ومنهم المسلمون منهم داخلها في

بشريعة تحكم ال دولة حكم تحت الذين الناس نكفر أن نستطيع قانون أو الدولة شريعة أن تعلن أن بمجرد , أما وجل عز الله

, أو األلماني القانون أو الفرنسي القانون من مأخوذ الدولة اإلعالن , هذا الدولة كفر يعني , هذا.. باإلعالن السويسري القانون

الدولة. كفر - يعني الدستوري النص - الشعائر ترى أن يجب- اإلسالمية الدولة أي- داخلها في طبعا

ليسوا محترمين المسلمين ترى أن , ويجب محترمة اإلسالمية منخزين مندحرين الفسق , وأهل مقربين والعلماء مضطهدين

في وال شورى مجلس في , وال وزارة في ال مكانة منهم ألحد ليس.(اإلسالمية الدولة هي , هذه الدولة في كبير منصب

21

Page 22: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الدارالدار علىعلى الحكمالحكم مناطمناط تنقيحتنقيح لغة: التخليص التنقيح: )1الله رحمه الفتوحي البقاء أبو قال

مخه. والمناط: استخرجت إذا العظم والتهذيب. يقال: نقحت الوصف بذلك تعلق الحكم أن والمراد علق أي نياطا ناط من مفعل

به ربط الذي المناط تحصيل في المناط: االجتهاد تنقيح فمعنى(.يصلح ال ما ويلغى يصلح ما األوصاف من , فيبقى الحكم الشارع

النظر فهو المناط تنقيح وأما: )2الله رحمه اآلمدي قال ال ما بحذف تعيين علة كونه على النص دل ما تعيين في واالجتهاد

(.األوصاف من به اقترن مما االعتبار في له مدخل )التنقيح: 3الله رحمه الشنقيطي األمين محمد الشيخ قال العلة تهذيب المناط تنقيح فمعنى ، والتصفية التهذيب اللغة في

.لها( الصالح واعتبار للتعليل يصلح ماال بإلغاء وتصفيتها

من كثير إقامة أن فظنوا المقام هذا في البعض أخطأ وقد شعائر إظهار على وقدرتهم أمنهم مع البلدان ببعض المسلمين

دار البلد اعتبار في كاف وغيرها والصوم والصالة كاألذان دينهم كفر دار الفالني البلد إن تقولون البعض: كيف قال حتى ، إسالم وقد له اعتبار ال كله وهذا مسجد؟ ألف عن يزيد ما عاصمته وفي واألحكام عليه الغالبة اليد هو الدار على الحكم مناط أن بينا

الحكم في له اعتبار فال األوصاف من ذلك وماعدا ، فيه الجارية المقام هذا في إلغاؤها يجب التي األوصاف ومن ، الدار على تنقيحا

:4ييل ما ، للمناطعلى الحكم في الســـكان أكثرية لديانة دخل ال

الدار. هـ7 عام النبي فتحها ولما اليهود يسكنها كان خيبر أن ودليله عليهم وبعث البخاري أخرجه زراعتها على ليقوموا فيها أقرهم حتى- اليهود أهلها معظم فكان ، البخاري أخرجه األنصار من أميرا

خيبر كون من هذا يمنع ولم- خالفته في الخطاب بن عمر أجالهم أحكامهم. فيها تجري المسلمين قبضة في لكونها اإلسالم دار من

كل من بريء أنا" الله رسول )وقول:5حزم ابن قال هذا وفي السالم عليه وأنه ، قلناه ما يبين"المشركين أظهر بين أقام مسلم

(.513) المنير الكوكب شرح 11(.3/336) اإلحكام 22.(292) الفقه أصول مذكرة33(.645 - 2/643) العلم طلب في الجامع كتاب في بتمامه ذلك انظر 44.(11/200) المحلى55

22

Page 23: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

عماله السالم عليه استعمل فقد وإال ، الحرب دار بذلك عنى إنما ال مدائنهم في الذمة أهل كان وإذا ، يهود كلهم وهم خيبر على

لتجارة أو عليهم إلمارة فيهم الساكن يسمى فال غيرهم يمازجهم بينهم وال كافرا دار ودارهم نسمح مسلم هو بل ، مسيئا

عليها للغالب تنسب إنما الدار ألن ، شرك دار ال إسالم الرافعي القاسم أبو ( وقاللها والمالك فيها والحاكم مسلمون فيها يكون أن اإلسالم دار شرط من )وليس:1الشافعي

.وإسالمه( اإلمام يد في كونها كتفىي بلفي الكفر أو اإلسـالم شـعائر لظهـور دخل وال

الدار. على الحكم اهرجوي إليه ويدعو بمكة الدين يظهر الله رسول كان فقد

، الله دون من يعبدون ومما منهم والبراءة بالعداوة المشركين يظهرون الصحابة بعض كان وكذلك ، مكة من الهجرة قبل وهذا

هاجر بل بهذا إسالم دار مكة تصبح ولم ، القرآن وتالوة الصالة يبين مما وهذا ، للكفار فيها الغلبة كانت إذ منها المسلمون

إظهار على قدر )إذا:2قوله في الله رحمه الماوردي خطأ ، إسالم دار به البلد صارت فقد الكفر بالد من بلد في الدين

غيره دخول من يترجى لما منها الرحلة من أفضل فيها فاإلقامة :3فقال وانتقده القول هذا الشوكاني ونقلاإلسالم( في القاضية الباب ألحاديث المصادمة من الرأي هذا في ما يخفى )وال

.الكفر( دار في اإلقامة بتحريم : )هذا4ذلك على تعليقا النجدية الحديث مجموعة في جاء إسالم دار الدار يجعل ال لدينه الرجل إظهار مجرد ألن باطل قول

أحد يعارض ال أوروبة بالد جميع فإن ، إسالمية غير فيها واألحكام.للمسلمين( محاربتهم حال في حتى إليه دعا أو دينه أظهر إذا فيها

اإلسالم بدار- الذمة كأهل- الكفار بعض فإقامة صحيح والعكس شعائر ظهور إن إذ ، كفر دار يجعلها ال دينهم شعائر وإظهارهم

المسلمين. بإذن بل الكفار بشوكة ليس الكفر قال كما ، الدار على الحكم في الشعائر إلظهار دخل فال

واهي األوامر كانت فإن ، الكلمة بظهور : )االعتبار5الشوكاني والن أن الكفار من فيها من يستطيع ال بحيث اإلسالم ألهل الدار في

دار فهذه اإلسالم أهل من بذلك له مأذونا لكونه إال بكفره يتظاهر.(8/14) الوجيز شرح العزيز فتح11.(7/229) الباري فتح22. (8/178) األوطار نيل33.النجدية الحديث مجموعة ضمن(13) النووية األربعين شرح من44.(4/575) الجرار السيل55

23

Page 24: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

بقوة تظهر لم ألنها فيها الكفرية الخصال ظهور يضر وال ، إسالم اليهود من الذمة أهل في مشاهد هو كما بصولتهم وال ، الكفار

اكنين والمعاهدين والنصارى كان وإذا ، اإلسالمية المدائن في الس.بالعكس( فالدار ، بالعكس األمر

ــكان من فريق ألمـن دخل وال ــ الحكم في السالدار. على

دار اهبكون هذا يخل وال اإلسالم دار في يأمنون الذميون فالكفار ، كفر دار وكانت بالحبشة أمنوا المهاجرون والمسلمون ، إسالم )من النبي مع عهدهم مدة بمكة أنفسهم على المسلمون وأمن ولم خاللها القضاء عمرة أدوا مكة( حتى فتح حتى الحديبية صلح فقال ، هاحتف حتى كفر دار ظلت مكة كون من األمن هذا يمنع

، الصلح بعد هجرة ال يقل ولم" الفتح بعد هجرة ال" الله رسولن ر الذي المناط أن فبي األمن. مجرد ال الغلبة هو الدار حكم غي ومنهالدار. على الحكم مناط ومعرفة المناط بتنقيح يتعلق ما هذا

ولكن المسلمين من أهلها أكثر التي البالد أن تعلم الوضعية بالقوانين الكفار بأحكام مرتدون حكام يحكمها

مسلمين أهلها أكثر كان وإن كفر ديار اليوم هي والجماعات الجمع كإقامة دينهم شعائر يمارسون

واألحكام الغلبة ألن كفر ديار فهي ، أمان في وغيرها فليس دينهم لشعائر المسلمين إظهار أما ، للكفار فيها فيه مأذون ألنه ولكن المسلمين شوكة إلى راجعا هذا أمنهم يبدل أن أراد ولو ، الكافر الحاكم من وفتنة خوفا

البالد من كثير في واقع هو كما لفعل وجنوده بشوكته.الديني والتطرف اإلرهاب محاربة باسم اليوم

24

Page 25: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الفرعية لألقسام التفصيل هذا نذكر التوضيح من ولمزيد الكفر ودار اإلسالم لدار :

الكفرالكفر لدارلدار الفرعيةالفرعية ألقسامألقساماا أقسام عدة إلى الكفر دار تنقسم الكفر لدار الفرعية ألقساما

أو الشرك دار أو الكفر دار هو لها الجامع واالسم ، اعتبار من بأكثر: 1هي وأقسامها الحرب دارأو طارئامن جهة كون الكفر فيها قديما ،

إلى: تنقسم من وقت في إسالم دار تكن لم التي وهى دار الكفر األصلي:-1

أمريكا وقارات وانجلترا الصين وشرق اليابان مثل األوقات.2سترالياأو الجنوبية وأمريكا الشمالية

من وقت في إسالم دار كانت التي وهى:ئ دار الكفر الطار-2 أسبانيا) األندلس مثل األصليون الكفار عليها استولى ثم األوقات

حكم تحت كانت التي أوربا شرق ودول والبرتغال( وفلسطينوألبانيا. واليونان ويوغوسالفيا وبلغاريا رومانيا مثل العثمانية الدولة

كانت التي وهى ، ئالطار الكفر دار من فرع وهى دار الردة:-3 أحكام فيها وأجروا المرتدون عليها تغلب ثم ما وقت في إسالم دار

العربية. الدول ومنها باإلسالمية اليوم المسماة الدول مثل ، الكفار عندما ئطار كفر دار كونها بمرحلة الدول هذه معظم مرت وقد

الوضعية القوانين عليها وفرض الصليبي المستعمر عليها استولى وهناك البالد هذه أهل من المرتدون بعده من وحكمها عنها رحل ثم

.3الردة ودار الكفر دار بين الفقهية األحكام في الفروق بعضدار تنقسم ، ومن جهة عالقتها بدار اإلسالم

إلى: الكفر هدنة أو صلح اإلسالم دار وبين بينها ليس التي وهى دار الحرب:-1 يكفي بل ، التسمية هذه لصحة فعليا ربحال قيام يشترط وال ،

أهل قتال للمسلمين يجوز أنه يعني بما ، ذكرنا كما صلح وجود عدمحرب. دار سميت هنا ومن ، شاءوا وقتما الديار هذه

وصلح موادعة اإلسالم دار وبين بينها التي وهى دار العهد:-2 8 - 6) مكة وفتح الحديبية صلح بين فيما مكة كانت كما ، وهدنة

بالنظر إال الحرب وترك الصلح على الكفار موادعة تجوز هـ(. وال تهنوا فال تعالى لقوله ضعف بهم يكون كأن المسلمين مصلحة إلى

إلى وتدعوا لم ه األعلون وأنتم الس أعمالكم يتركم ولن معكم والل(.646 - 2/645) العلم طلب في الجامع انظر 11للحصر. ليست تذكر التي تنبيه: األمثلة 22الله. بإذن ( وستأتي73) السلطانية األحكام كتابه في الماوردي ذلك ذكر33

25

Page 26: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

، لله كله الدين يكون حتى الكفار قتال علينا فرض الله ألن وذلك قال ، لذلك حاجتنا عند إال ومصالحتهم مسالمتهم علينا يفرض لم

تعالى موهم حيث المشركين فاقتلوا تعالى وقال ، وجدتحتى وقاتلوهم ه الدين ويكون فتنة تكون ال عقد يجوز وال 1لله كل

، ينيبه من أو المسلمين إمام من إال الهدنة اإلمام هذا لغياب ونظرا الحكام يعقدها دولية معاهدات ألي اعتبار فال هذا زماننا في

المسلمين على شرعية والية مهل ليست ممن لصدورها الكافرون المعدوم إذ ، كعدمها فوجودها ، حقيقة. كالمعدوم حكما

ومن جهة أمن المسلم على نفسه فيها ، إلى: الكفر دار تنقسم

مثل ، نفسه على فيها المسلم يأمن التي وهى دار األمـن:-1 الصحابة إليها هاجر لما اإلسالم صدر في الحبشة بطش من فرارا

مكة. كفار مثل ، نفسه على فيها المسلم يأمن ال التي يوه دار الفتنة:-2

اليوم. الردة ديار معظم ومثل ، اإلسالم صدر في مكة

.(5/1689) الكبير والسير ،( 9/239) المغني انظر1126

Page 27: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

اإلسالماإلسالم لدارلدار الفرعيةالفرعية األقساماألقسام كتب في اإلسالم لدار فرعية بأقسام خاصة مصطلحات أحيانا ترد:1مثل ، العلم أهل

دار في ببلد الخوارج أو البغاة انفرد إذا ما وهى دار البغي:-1 التي وهى العدل دار ويقابلها فيها األحكام بإجراء واستقلوا اإلسالم

المسلمين. إمام حكم تحت قال ، اإلسالم دار في ببلد الفسق شاع إذا ما وهى دار الفسق:-2

الهادوية وبعض مبشر بن جعفر ذهب )وقد:2الله رحمه الشوكاني وهو ، الكفر دار على قياسا الفسق دار عن الهجرة وجوب إلى

دار ألنها الفسق دار من وجوبها عدم والحق الفارق مع قياس .إسالم( في كما المعاصي فيها تكثر التي البلدة مغادرة يستحب ولكن النبي عن الله رضي الخدري سعيد أبي عن الصحيحين حديث فسأل نفسا وتسعين تسعة قتل رجل قبلكم كان فيمن كان" قال: تسعة قتل فقال: إنه فأتاه راهب على فدل األرض أهل أعلم عن

، مائة به فكمل فقال: ال. فقتله توبة؟ من له فهل نفسا وتسعين قتل فقال: إنه عالم رجل على فدل األرض أهل أعلم عن سأل ثم

وبين بينه يحول ومن فقال: نعم توبة؟ من له فهل نفس مائة يعبدون أناسا بها فإن وكذا كذا أرض إلى انطلق التوبة؟

أرض فإنها أرضك إلى ترجع وال معهم الله فاعبد الله".سوء

أقسام من فهذه والصلح العهد دار غير يوه دار أهل الذمة:-3 بعدما خيبر كانت كما إسالم دار فهي الذمة أهل دار أما ، الكفر دار

كما هي الذمة أهل دار . وصفة النبي عهد في المسلمون فتحها أهل العسكر أمير حاصر )وإن:3الله رحمه الحسن بن محمد قال

نصير بعضهم وقال ، نسلم بعضهم فقال ، العدو مدائن من مدينة يجعلوا أن على يقوون المسلمون كان فإن ، منازلنا نبرح وال ذمة

أهل من بهم يحضر من قتال على يقوى من المسلمين من معهم الشارح األمير( قال ذلك فعل ، اإلسالم بحكم فيهم ويحكم الحرب

دارهم في المسلمين أحكام إجراء ألن ):4السرخسي أحكام بإجراء المسلمين دار تصير والدار ، ممكن

(.2/646) العلم طلب في الجامع انظر 11.(8/179) األوطار نيل22.(2197 - 5/2196) الكبير السير33.(5/2197) الكبير السير44

27

Page 28: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

القوم ويجعل ، إسالم دار اإلمام فيجعلها ، المسلمين.(ذمة أهل

28

Page 29: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

المركـبةالمركـبة الدارالداربب تيميةتيمية ابنابن مقصودمقصود بلد مسألة: في: )التالي السؤال الله رحمه تيمية ابن سئل

المسلم على يجب وهل سلم؟ بلد أم حرب بلد هي هل 1ماردين الهجرة عليه وجبت وإذا ال؟ أم اإلسالم بالد إلى الهجرة بها المقيم

في يأثم , هل ماله أو بنفسه المسلمين أعداء وساعد يهاجر ولم .ال؟ أم به وسبه بالنفاق رماه من يأثم , وهل ذلك حيث محرمة وأموالهم المسلمين دماء لله : الحمد2ابفأج

عن الخارجين , وإعانة غيرها أو ماردين في كانوا أو ماردين أهل كانوا , سواء محرمة اإلسالم دين شريعة الهجرة وجبت دينه إقامة عن عاجزا كان إن بها , والمقيم غيرهم

المسلمين لعدو ومساعدتهم تجب ولم استحبت , وإال عليه ذلك من االمتناع عليهم , ويجب عليهم , محرمة واألموال باألنفس

لم , فإذا مصانعة , أو تعريض , أو تغيب من أمكنهم طريق بأي , بالنفاق ورميهم عموما سبهم يحل , وال تعينت بالهجرة إال يمكن

الكتاب في المذكورة الصفات على يقع بالنفاق والرمي السب بل دار كونها وغيرهم. وأما ماردين أهل بعض فيها , فيدخل والسنة

السلم دار بمنزلة ليست المعنيان فيها مركبة فهي سلم أو حرب , وال مسلمين جندها , لكون اإلسالم أحكام عليها يجري التي

يعامل ثالث قسم هي , بل كفار أهلها التي الحرب دار بمنزلة بما اإلسالم شريعة عن الخارج ويقاتل يستحقه بما فيها المسلم.(يستحقه

يتحصل والذي: )3أسره الله فك العزيز عبد القادر عبد قال )أعداء الكفار عليها استولى ماردين واب: أنجوال السؤال من

مسلمين جندها وال اإلسالم أحكام عليها تجري ال وأنها ، المسلمين( بال حرب دار فهذه ، والكفار المسلمين من خليط سكانها وأن ،

قال كما كفار أهلها يكون أن ربحال دار في يشترط وال ، ريب عبرة ال وأنه الدار على الحكم مناط بيان سبق فقد ، اإلسالم شيخ إحداثه في محجوج اإلسالم السكان. وشيخ بدين للديار ثالثا قسما

. ولهذاثالثة ال نوعان الديار أن على قبله العلماء بإجماع ، ثالث قسم اهبأن قوله على النجدية الدعوة علماء اعترض فقد

ابن فقال ، كفر بلد بأنها عليها يحكم التي البلد )وأما:4فقالوا

.سوريا مع حدودها قرب تركيا شرق جنوب اليوم ماردين تقع11(.534 - 3/533) الكبرى الفتاوى 22(.651 - 2/649) العلم طلب في الجامع 33.(7/353) النجدية األجوبة في السنية الدرر44

29

Page 30: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

وإن إسالم فدار المسلمين أحكام عليها غلب دار وكل): 1مفلح تقي الشيخ وقال غيرهما دار وال كفر فدار الكفر أحكام عليها غلب دار أو حرب دار هي هل ماردين عن وسئل- تيمية ابن- الدين

اإلسالم دار بمنزلة ليست المعنيان فيها مركبة هيقال: إسالم؟ بمنزلة وال مسلمين جنودها لكون اإلسالم أحكام فيها تجري التي فيها المسلم يعامل ثالث قسم هي بل كفار أهلها التي الحرب دار يستحقه بما اإلسالم شريعة عن الخارج ويعامل يستحقه بما

.(واألصحاب القاضي ذكره الذي هو واألولى في ثالث لقسم إحداثه في اإلسالم شيخ يوافقوا فلم

ال قسمان الديار أن على قبله العلماء اتفق إذ الديارغير.

إن ماردين التي أفتى فيهاوقال الشيخ سليمان بن سحمان شيخ اإلسالم تقي الدين ابن تيمية لم تجر عليها أحكام الكفار

وإنما استولى عليها الكفار استيالء ناقصا ، ولو صح هذا وظلت أحكام اإلسالم جارية فيها فهي إما دار إسالم أو دار كفر بحسب

سبب جريان أحكام اإلسالم كما أسلفنا ولكن فتوى ابن تيمية تبين أن أحكام اإلسالم لم تكن جارية في ماردين خالفا لما قال

: 2الشيخ سليمان بن سحمان أحكام للكفار تجر ولم

دينهم الجانبان فيها كان وما

السوى على المسلمون فيها يعامل

بحقهم من الكفر حكم تعط فالجانب كل

الكفر بها لكن أهلها علىحصل قد

ذلك في الدين تقي فقالالمحل

حقـيست قد ما الكفر وذاالعمل من في باإلسالم الحكم وال

عدل من قول

المركبة الدار وأن ، ثالثة ال قسمان الديار أن هنا عليه ننبه والذي تكون أن يمكن ال السكان الحل وصفا إنسان كل ومعاملة ، حكما

أينما والمال الدم معصوم والمسلم فيه خالف ال يستحقه بما الدار تجعل ال النوعية المعاملة هذه ولكن ، كان .ثالثا قسما استيالء زمن ردة دار كانت مصر أن نقل نفسه تيمية وابن

زنادقة كونهم بسبب ، بالفاطميين( عليها )المسمون العبيديين ملكهم مدة بمصر جارية كانت الشريعة أحكام أن مع ، 3مرتدين

(.1/190) المرعية والمنح الشرعية اآلداب 15.(2/522) والمعاداة المواالة21(.13/178) الفتاوى مجموع32

30

Page 31: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

مصر أهل جمهور أن ومع ، 4سنة وثمانين ونيف مائتين امتدت التي استيالء بسبب ردة دار صارت الدار ولكن ، المسلمون هم

بالشريعة. بالحكم إذنهم هذا في يؤثر ولم عليها التام العبيديين مع إليها العسكر دخول )وتكرر:5الله رحمه تيمية ابن قال من العبيديين دعوة عنها فأزال ، مصر فتح الذي الدين صالح

من سكنها حتى ، اإلسالم شرائع فيها وأظهر الباطنية القرامطة كانوا ما وألجل) - قوله إلى- (اإلسالم دين بها أظهر من حينئذ نحو دولتهم مدة المصرية البالد بقيت والبدعة الزندقة من عليه

فيها قالت حتى ، واإليمان اإلسالم نور انطفأ قد سنة مائتي.(الكذاب مسيلمة كدار ونفاق ردة دار كانت إنهاالعلماء:

:1الله رحمه الوهاب عبد بن محمد اإلسالم شيخ وقال بردته وأفتوا اإلسالم ادعائه مع العلماء كفره من نعدد ذهبنا )ولو

ملوك عبيد بني قصة جرى ما آخر من ولكن ، الكالم لطال وقتله الجمعة ويصلون ، البيت أهل من أنهم يدعون وهم وطائفتهم مصر

على العلماء أجمع ، والمفتين القضاة ونصبوا والجماعة يجب حرب بالد بالدهم وأن وقتالهم وردتهم كفرهم

. لهم( مبغضين مكرهين كانوا ولو قتالهم مصر أهل كان ولو:لهم( أي مبغضين مكرهين كانوا )ولو وقوله

حرب. بالد بالدهم أن من يمنع ال فهذا العبيديين لحكامهم مبغضين لقضاة نصبهم مع العبيديين زمن وحرب ردة دار مصر كانت فإذا

تجر مل إذ هذا من أسوأ المذكورة ماردين صورة فإن ، الشريعة على كانت إذا أسلفت كما حرب دار فهي ، اإلسالم أحكام عليها

يسمى ما الديار في يوجد وال الفتوى من المتحصلة الصفة والديار- الحكم ال الوصف جهة من إال- المركبة بالدار

ابن عن نجد علماء نقله وكما ، بيانه سبق كما ثالثة ال قسمان دار أو إسالم دار إما الديار أن- تيمية ابن تالميذ من وهو- مفلح.( أ.هـأعلم تعالى والله هذا ، غيرهما دار وال كفر

.(12/267) والنهاية البداية43.(139 - 35/138) ىالفتاو مجموع54(.220) الشخصية الرسائل11

31

Page 32: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

خطيرةخطيرة شبهةشبهة علىعلى الردالرد شنيع وقول خطيرة شبهة المتأخرة الفترات من فترة في شاع الذين الضالين المبتدعين من المنحرفة الغالية الطوائف بعض لدى

وبالذات بالدار الناس قولهم: بتكفير الخوارج ومنهج فكر يحملون المسلمين كبالد الطارئ الكفر دار قرون في كانت والتي عموما

هو القول وهذا أصلي كفر دار وليست إسالم دار مضت متعاقبة هذا الله رحمه األشعري الحسن أبو ذكر فقد القدم من الغالة قول

من أن األزارقة : )زعمت1فقال الخوارج فرق إحدى عن القول. الخروج( إال يسعه ال ، كافر فهو الكفر دار في أقام كفر ديار هي الديار عن نقول حين: )2عمر أبو محمود عمر قال أهلها على حكما بعيد أو قريب من هذا يعني فليس ، وردة

كفرت الحاكم كفر وارج: إذاخال فرق بعض بقول نقول فلسنا ،(. الضالل من بالله نعوذ ، الرعية المقدسي محمد يأب كالم أنقل بالدار بالتكفير القائلين على وللرد ذكره معرض في الفاحش الخطأ هذا على رده في ذكره الله رفع

التكفير غالة مع وجوالت صوالت له كانت ممن وهو التكفير ألخطاء على بناء التكفير ؛ التكفير في الشنيعة األخطاء : )من3فقال هؤالء

ومعاملتهم كفر دار الدار نألالكفر( الناس في )األصل قاعدة ، القاعدة هذه على بناء وأعراضهم وأموالهم دماءهم واستحالل

أصلوها التي بين منتشر أمر وهذا ، كفر دار الدار أن على تفريعا يعرفوا أن دون عنهم الجهال بعض تحمله وقد ، الغالة من كثير

وال التأصيل بهذا نقل ملوالمنة الحمد ولله ونحن ، وتبعاته أصله ، له المنكرين أشد - من - والزلنا كنا بل ، األيام من يوم في تبنيناه في وناظرتهم ، فيه خالفتهم لما ، المكفرة غالة بعض كفرني حتى

إال ، هذا لتأصيلهم به يحتجون ما عندهم أجد ويومهالم ، إبطاله حول له فتوى من اقتطعوها تيمية ابن اإلسالم لشيخ مبتورة عبارة أهلها التي الحرب دار بمنزلة فيها: )وال قوله وهي ، ماردين بلدة

كفار( فخرجوا أهلها التي الكفر )دار فجعلوها حرفوها كفار( وقد - فأهلها أصلية ال حادثة طارئة كانت - ولو كفر دار كل أن ذلك من

يومها لهم بينت .. وقد 4معتقده تفاصيل عرفوا من إال ، كفار كلهم الكفر دور من وأمثالها ماردين في - خصوصا اللفظة هذه أن

(.1/88) اإلسالميين مقاالت11(.48) المنهج في تأمالت واالجتهاد الجهاد 22 تم ( وقد124- 107) التكفير في الغلو من التحذير في الثالثينية الرسالة 33

بتصرف. هنا رده نقل الكفر دار سكان حول التفصيل القادمة الحلقة في الله بإذن سيأتي 44

الطارئ. 32

Page 33: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الكفار عليها غلب التي للدار للفقهاء اصطالح إال هي - ما الطارئة ارتكب من إال الكفر بوصف لقاطنيها دخل .. وال أحكامهم وعلتها ، اآلتي التفصيل بعض لهم .. وذكرت التكفير أسباب من سببا

بذلك يرفعوا لم ولكنهم العبارة بتلك التمسك على وأصروا ، رأسا حجية بعدم يقر من ويجعل الموازين الهوى يقلب كيف فعجبت..

المفضلة الثالثة القرون أهل من غيره قول يقبل وال الصحابي قول في عالم كالم من مقتطع مبتور بقول يحتج ، الفروع من فرع في

عندما ، الدين أبواب أخطر من هي مسألة وفي ، السابع القرن وحاجته.!! مع رغبته يحقق أو ، هواه يوافق القول ذلك أن يظن وال لكالمهم يحتج الله رسول بعد الخلق جميع بأن يقرون أنهم وال بدليل وحده هو وليس والبرهان الدليل إلى ويحتاج ، به يحتج

.. برهان االندفاع في ، وأهوائها النفس دوافع بعض وجل عز الله بين وقد فيه والتسرع التكفير نحو : تعالى قوله في ، أحيانا وال لمن تقولوا

الم إليكم ألقى الحياة عرض تبتغون: فقال ؛مؤمنا لست الس أناظر كنت الذين األغرار أولئك رغبات كانت .. وكذلكالدنيا

سرقة أو النتهاب فرصة وأقرب أسهل يتحينون كانوا فقد ، بعضهم بالكفر عليهم حكموا من وممتلكات أموال من أيديهم تحت يقع ما المسلمين من أو ، والمجاهدين الدعاة من كانوا وإن حتى ،

ذلك من شاهدت وقد ، غنائم عندهم فأموالهم ، المستضعفين بعض على واختلفوا بينهم فيما هم اقتتلوا األمر آخر وفي ، أمثلة

..!! األموال شباب يجنب وأن ، السبيل سواء يهديهم أن تعالى الله أسأل

المسلمين تكفير على الجرأة .. إذ المضلة الفتن هذه المسلمين تقدم ال ، شرعي موجب غير من وأموالهم الموحدين دماء وإباحة

.. والتقوى الورع رائحة تشم لم التي المريضة النفوس إال عليه وأموالكم دماءكم الوداع: "إن حجة في النبي قال وقد

في هذا شهركم في هذا يومكم كحرمة عليكم حرام وأعراضكم دم يحل ومسلم: "ال البخاري يرويه فيما أيضا وقال ،هذا" بلدكم

، بالنفس والنفس ، الزاني ثالث: الثيب بإحدى إال مسلم امريء في المؤمن يزال : "لن وقال ،للجماعة" المفارق لدينه والتارك حديث من البخاري " رواهحراما دما يصب لم ما دينه من فسحة

ال التي األمور ورطات من عمر: "إن ابن وفيه: وقال عمر ابن وفي ،حله" بغير الحرام الدم سفك فيها نفسه أوقع لمن مخرج

أبا قال: يا ، مالك بن أنس سياه بن ميمون سأل أيضا البخاري الله إال إله ال أن شهد فقال: "من وماله؟ العبد دم يحرم ما ، حمزة

33

Page 34: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

ما له ، المسلم فهو ذبيحتنا وأكل ، صالتنا وصلى ، قبلتنا واستقبل ،.المسلم" على ما وعليه للمسلم المحققين العلماء عن عياض القاضي ذكره ما وتقدم والخطأ ، خطر ، الموحدين المصلين دماء استباحة : )إن1قولهم

دم من محجمة سفك في الخطأ من أهون كافر ألف ترك في الدماء تهراق : )وال2قوله القابسي عن ونقل ،واحد( مسلم

..( للسفهاء نكال والسجن بالسوط األدب وفي ، الواضح باألمر إالأ.هـ. العلماء كتب وتقليب الشرعي العلم طلب في هؤالء انشغل ولو

وإن والمال الدم إباحة دون أن لعرفوا ، والفروع األصول ومطالعة من تمنع قد وموانع وشروط مراحل ؛ المكفر الفعل أو القول صدر

اإلباحة عن فضال التكفير عليهم تسلطوا من أمثال في .. خصوصا بشوكة الممتنعين غير والمؤمنين الدعاة أو المستضعفين من

على الحكم من يلزم ال .. وأنه وقوانينهم أنظمتهم أو الطواغيت على تترتب فال ثم ومن المعين تكفير ، بالكفر القول أو الفعل.. ويبتغونها ويشتهونها يهوونها التي آثاره الحكم ؛ إجماعهم المنذر ابن ذكر بل ، العلماء جمهور أن هذا إلى أضف غير ردته كانت إذا 3ردته بمجرد يزول ال المرتد ملك أن على

، كذلك والحالة يستتاب فإنه ، ممتنعا كان وال مغلظة.اإلسالم إلى يرجع وقد ، حجتهم منها اجتزؤوا التي اإلسالم شيخ فتوى تأمل من وكل

عن الله رحمه سئل فقد ، عليهم حجة آخرها إلى أولها من وجدها مسلمون أناس وفيها عليها وتغلبوا التتار احتلها التي ماردين بلدة

وأموالهم المسلمين دماء لله : )الحمد4الله رحمه ... فأجاب كان إن بها ... والمقيم غيرها أو ماردين في كانوا حيث محرمة تجب ولم استحبت وإال ، عليه الهجرة وجبت دينه إقامة عن عاجزا

السب بل ، بالنفاق ورميهم عموما سبهم يحل قوله: )وال ... ( إلى والسنة الكتاب في المذكورة الصفات على يقع بالنفاق والرمي أو حرب دار كونها وأما 5وغيرهم ماردين أهل بعض فيها فيدخل

التي السلم دار بمنزلة ليست ، المعنيان مركبة: فيها فهي ، سلم دار بمنزلة وال ، مسلمين جندها لكون اإلسالم أحكام عليها تجري

.(2/277) الشفا في11( .2/262) الشفا 21.(9/20) المغني أنظر32(.28/135) الفتاوى مجموع من مختصرا43 أو الصفات تلك وجود بل ، الدار هو ليس الصفات تلك مناط أن أي54

كان. بلد أي في نفسه الشخص في موجبها34

Page 35: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

بما فيه المسلم يعامل ثالث قسم هي بل ، كفار أهلها التي الحربيستحقه(. بما اإلسالم شريعة عن الخارج ويقاتل ، يستحقه

يقرر: فهوهو ؛ فيها األصيل األصل ، وأموالهم المسلمين دماء أن

في البلدة أو للدار دخل وال ، كانوا حيث والعصمة الحرمة إظهار ال ، لإلسالم المرء إظهار العصمة تلك مناط بل ، ذلكلإلسالم. الدار

ونحوها النفاق صفات من بشيء المسلمين رمي يحل ال وأنه أن دون ، الكفار غلبة تحت صارت قد الدار كون لمجرد ،

.أمرا المسلمون أولئك يحدثعليها ينطبق كان وإن ، وأمثالها عنها سئل التي الدار وأن

بالنسبة أنها إال ، عليها الكفار لغلبة الكفر لدار الفقهاء وصفمركبة. أهلها على للحكم

الكتاب أهل فيها يتميز التي األصلية اإلسالم كدار هي فليست .. بحال فيها المرتد يقر وال- يميزهم الذي اللباس أي- بالغيار

من أنه ، ساكنيها من الكتاب أهل عدا من كل في فاألصل على مثلها في المرء يسلم أن الله رسول أمر ولذلك المسلمين

في كثيرا واستدلوا الفقهاء نص .. ولذلك 1يعرف ال ومن يعرف مناإلسالم( .. اإلسالم دار في بمقولة: )األصل الفقه فروع

دار يوما تكن ولم كفار أهلها التي الحرب دار بمنزلة أيضا هي وال كفر دار ليست إذن .. فهي مسلمين أهلها جمهور كان وال إسالم وجمهور إسالم دار عليها الكفار تغلب قبل كانت قد بل ، أصلية ومعاملتهم أهلها على الحكم ينط لم .. ولذلك المسلمين من أهلها أظهر من بل ، انضباطها لعدم االصطالحات تلك من لشيء تبعا

خرج ومن ، المسلمين معاملة وعومل ودمه ماله عصم اإلسالم واضح الله رحمه .. فكالمه يستحقه بما عومل اإلسالم شريعة عن

.. فيه لبس ال اجتماع .. أن هذا غير موضع في الله رحمه ذكر كما األمر ولكن

العلم فساد ويورث الشبهة إلى الدافع يقوي الشبهة مع الشهوة شبهاتهم يثبت ما ، السقيم الفهم ذلك في وجدوا .. والقوم والفهم دار بمنزلة )وال:بقوله )الغنائمية( فتمسكوا شهواتهم ويسوغ دار كل أهل في األصل هو الكفر فجعلوا كفار( ؛ أهلها التي الحرب طارئا فيها الكفر وصف كان ولو الكفر دار اصطالح تحت تدخل جمهورهم كان ولو كلهم أهلها .. فكفروا أحكامها على الكفار لغلبة

.. عليه وأصروا بذلك .. وتمسكوا لإلسالم المنتسبين من

عليه. متفق"تعرف لم ومن عرفت من على السالم تقرأ" حديث1135

Page 36: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

وجمعت اإلسالم ودار الكفر دار مصطلح قديما تتبعت كنت وقد هذا هذا أثر في ونظرت ، للدار وتعريفهم العلماء من كثير أقوال

من أحد عند أجد فلم ، قاطنيها على عندهم االصطالح هؤالء رامه الذي هذا من شيئا المحققين العلماء

.. مسلمين أهلها جمهور كان التي الطارئة الكفر دار في ..خصوصا الخوارج طوائف بعض .. عند بمقاالتهم شبيها شيئا وجدت نعم

.. الضالل دار في أقام من قالوا: )إن األزرق بن نافع أصحاب فاألزارقة

دار أن يرون أنهم ومعلوم الخروج( ، إال يسعه ال ، كافر فهو الكفركفر. دار المسلمين من مخالفيهم

الرعية كفرت اإلمام كفر : )إذا1قالوا والعوفية والبيهسية.. وجهلهم سخفهم من كله والشاهد( وهذا منهم الغائب

أجد فلم ، منهم كثير أقوال تدبرت فقد ، المحققين العلماء أما ورد ما هذا إطالقي على يعكر وال ؛ اإلطالقات هذه من شيئا عندهم

شبيها المتعجل يظنه قد مما ، وغيره للجصاص القرآن أحكام في العدو أرض في ورد لكونه وذلك ، الباب هذا من هو فليس ، بذلك دار وجود ظل وفي ، األصلية الكفر أو الحرب دار بها يعنون التي

إليهم التحول على المسلم يقدر الذين المسلمين وجماعة إسالمالشرك. أهل لسواد مكثرا ويبقى ذلك في يفرط هو ثم

في مطلقا وإعماله االصطالح وذلك القاعدة تلك إطالق أما من أهلها جمهور أن مع الكفر عليها طرأ التي الدار قاطني

وعدم المسلمين الستضعاف اعتبار دون ، لإلسالم المنتسبين يتواطأ أن ودون ، المسلم إليها ويأوي يهاجر إسالم دار وجود

في وأعجبني ، بحال أجده لم ما فهذا ، كفر على يعين أو المسلم دار لذكر التعرض أن : )اعلم2الشوكاني قول المطاف خاتمة

قاطنيها على الحكم في - أي جدا الفائدة قليل الكفر ودار اإلسالم الحربي الكافر وأن ، الحرب دار على الكالم في لك قدمنا لما-

وأن ، المسلمين من يؤمن مالم حال كل على والمال الدم مباح الحرب دار في سالمإال بعصمة معصومان ودمه المسلم مال

وغيرها(. اإلسالم شيخ كالم لخالصة موافق وهو ، ذلك من يهمنا الذي فهذا.. وغيرهم ماردين أهل في

لدار تعريفاتهم تتبع من تخرج .. فأنت ذلك على جميعهم والعلماء له أثر ال فقهي اصطالح المسميات هذه بأن ، اإلسالم ودار الكفر

.(194 ، 1/192) اإلسالميين مقاالت انظر12(.4/576) الجرار السيل21

36

Page 37: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

من وأن ، 1الديار قاطني من دينه معرفة أمكن من على الحكم في الدم معصوم الظاهرة نواقضه من بناقض يأت ولم اإلسالم أظهر

.. كان حيث والمال على أن هذا2وتعريفاتهم وإن تفاوتت بعض التفاوت ، فجمهورهم

المصطلح يطلق تبعا لألحكام والغلبة التي تعلو الدار ، فإن كانت تعلو الدار أحكام الكفر أو أن الغلبة فيها للكفار فقد اصطلحوا

على تسميتها دار كفر ، وإن كان أكثر أهلها من المسلمين .. وإن كانت الغلبة فيها واألحكام للمسلمين فهي دار إسالم وإن كان

أكثر قاطنيها من الكفار ، كما يكون الحال في البالد التي يسكنها أهل الذمة ويحكمها المسلمون( - إلى أن قال بعد أن ذكر بعض

التعريفات - )فأنت ترى من مطالعة ذلك أنهم اصطلحوا على هذا المصطلح كداللة على نوع الغلبة واألحكام التي تعلوا الدار ،

وينبهون كما رأيت غالبا على أن المسلم معصوم الدم والمال حيث كان وأنه ال أثر لقاطني الديار ، إسالم أكثرهم أو كفرهم في

الحكم على الدار ، كما وأنه ال أثر للحكم على الدار وحده في إسالمهم أو كفرهم .. خصوصا إذا كانت دار كفر حادثة طارئة ، ال

أصلية ... كما قال ابن سحمان: يقال فيها من كل وما

بكفره صالح على فيها امرئ فرب

العمل

فأقرهم يهود كلهم أهلها وكان ، هـ7 عام خيبر النبي فتح ولقد وعلو المسلمين بغلبة فصارت ، زراعتها على وصالحهم فيها

فيها واإلقامة السكنى وجازت ، إسالم دار ، عليها أحكامهم.. عمال فيها له فكان ، واالستيطان

قوم وارتد اليمن في النبوة العنسي األسود ادعى لما المقابل وفي النبي أيام آخر في - وذلك صنعاء على غلب حتى واتبعوه أهلها من أقره قد كان الذي باذان بن شهر واليها األسود فقتل- الدنيا في

استشرى لما المدينة إلى النبي عمال بعض وفر ، عليها النبي فلم 3بالتقية هناك المسلمون وعامله معه خلق وارتد ، العنسي أمر

فيروز منهم كان بل ، فرارهم وعدم الردة دار في ببقائهم يكفروا العنسي األسود قتلوا حتى واحتالوا ثبتوا الذين وأصحابه الديلمي.. للمسلمين اليمن في الغلبة وعادت

الدار. على الحكم مناط تنقيح في ذلك على هالتنبي سبق 12 رد بيان مع الدار تعريف في الجمهور قول من القصد سبق فيما لك تبين 23

ذكرها. التي الشروط على حنيفة أبي وتالمذة أصحاب كبار( .6/308) والنهاية البداية أنظر31

37

Page 38: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

أن بعد عليها والكفار المرتدين بغلبة كفر دار صارت صنعاء هي فها األسود غلبة تحت وبقيت ، ردة دار صارت أنها أي إسالم دار كانت أو أشهر أربعة لمدة النبوة ادعى الذي من ذلك يمنع ولم منها قريبا إلعادة ويعملون ، بالتقية يأخذون ، فيها صالحين مسلمين وجود األسود قتل من أمرهم آخر في تمكنوا حتى ، للمسلمين الغلبة

وال ، 1ذلك النبي ينكر ولم ، المسلمين حكم إلى اليمن وإعادة دار صارت إذ فرارهم وعدم صنعاء في ببقائهم كفروا أنهم قال وجماعة اإلسالم دار وجود مع وهذا عليهم الكفار بتغلب كفر

المسلمين. بني من الكفرة العبيديين بأيدي ، مصر سقطت لما ذلك بعد وأيضا دار صارت فيها الحكم على وتغلبوا عليها واستولوا القداح عبيد ، المسلمين من أهلها وجمهور 2إسالم دار كنت أن بعد وردة كفر

رفضهم فيها أظهروا سنة مائتي نحو العبيديين حكم تحت فبقيت على )النصر كتابه الجوزي ابن ألف حتى ، وزندقتهم وكفرهم

الكفر حكم أن المحققين العلماء من أحد يقل لم ذلك مصر( ومع أهلها شمل قد ، عليها المتغلبين وعلى الدار على أطلق الذي هذا

.. المستضعفين كان من فمنهم ، كثير وصالحون وفقهاء علماء فيهم كان قد بل

حتى وال بل ، عبيد بني في عقيدته إظهار على يقدر وال مستخفيا بن إبراهيم حكى كما يقتل أن مخافة الله رسول بحديث التحديث

رواية من امتنع أنه سعيد بن الغني عبد صاحب الحبال سعيد3يقتلوه أن خوفا الحديث

ومع هذا فعموم المسلمين كانوا يضمرون بغض بني عبيد ، والبراءة منهم ، وربما أظهر ذلك بعضهم بطريقة ال يناله فيها

بطشهم ، كما ذكر السيوطي في مقدمة تاريخ الخلفاء عن ابن

عن بإسناده الطبري روى فقد النبي أمر عن ذلك فعلوا أنهم روي بل12 فيه يأمرنا النبي بكتاب يحنس بن وبر علينا قدqم: )قال فيروز بن الضحاكيلة األسود: إما في والعمل الحرب في والنهوض ديننا على بالقيام qوإما غ

نجدة عنده أن رأينا من عنه نبلغ وأن مصادمة لنا ودينا qنظر اذلك( في فعم البداية في الله رحمه كثير ابن درأوو وغيره (2/248) الطبري تاريخ

السماء من الخبر اهأت موته مرض في وهو النبي أن (6/310) والنهاية قتله البارحة العنسي تلق"فقال: ليبشرنا العنسي فيها قتل التي الليلة(. "فيروز فيروز"قال: ؟ن وم:قيل مباركين بيت أهل من مبارك رجل

والبدعة الزندقة من عليه كانوا ما وألجلالله: ) رحمه تيمية ابن قال 23 اإلسالم نور انطفأ قد سنة مائتي نحو دولتهم مدة المصرية البالد بقيت

مسيلمة كدار ونفاق ردة دار كانت إنهاالعلماء: فيها قالت حتى ، واإليمان.(35/139) ىالفتاو مجموع انظر(الكذاب

(.35/85) الفتاوى مجموع3138

Page 39: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

: )وقد كانوا يدعون علم1قال في العبيديينخلكان أنه المغيبات ، وأخبارهم في ذلك مشهورة ، حتى إن العزيز صعد

يوما المنبر فرأى ورقة مكتوب فيها: رضينا قد والجور بالظلم

علم أعطيت كنت إنغيب

والحماقة بالكفر وليسالبطاقة كاتب لنا بين

والنصارى ، بميشا اليهود أعز فيها: بالذي قصة امرأة إليه وكتبتأمري(. في نظرت إال ، بك المسلمين وأذل ، نسطور بابن .. قال المتهورين الفشارين من ال ، المحققين العلماء نم فمن

سببا يظهروا داموالم ما الكفر دار في إقامتهم لمجرد هؤالء بتكفير ذلك في إليها هاجري إسالم راد وجود مع هذا الكفر؟؟ أسباب من

.زماننا؟؟ في عدمها مع فكيف ، الوقت الذهبي ذكر كما التتر من اإلسالم ملة على شرا العبيديون كان وقد

وال فحدث الصحابة سب أما األنبياء سب يظهر كان من فمنهم ، الذين : )أن2القابسي الحسن أبي عن السيوطي ذكر فقد حرج

ليردوهم رجل آالف أربعة والعباد العلماء من وبنوه الله عبيد قتلهم كان لو حبذا قال: فيا ، الموت فاختاروا الصحابة عن الترضي عن

.زنديق( ولكنه ، فقط رافضيا كالم في أيضا قدمنا كما ، فقهاء آنذاك مصر في كان أنه ترى فأنت

الفقهاء من أقام من أقام قوله:)إنما الكيزاني القيرواني محمد أبي عن فيفتنوهم حدودهم للمسلمين تخلوا لئال لهم المباينة على

دينهم(. قال كما فيقتل دينه يظهر من ومنهم يستخفي من منهم فكان

خبيثا باطنيا الله عبيد المهدي : )كان3الباقالني بكر أبو القاضي من ليتمكن والفقهاء العلماء أعدم ، اإلسالم ملة إزالة على حريصاالخلق(. إغواء أبو- كذلك نحسبه- الشهيد العلماء من بكفرهم واجههم وممن

أنك عنك له: بلغني : )فقال4المعز أحضره الذي النابلسي بكر ورميت بتسعة الروم لرميت أسهم عشرة معي أن قلت: لو

، قوله عن رجع أنه فظن ، هذا قلت ما فقال ، بسهم المصريين نرميهم ثم بتسعة نرميكم أن قال: قلت: ينبغي قلت؟ كيف:فقال

نسطور وابن ، بالشام عامال اليهودي ميشا وكان ،(13) الخلفاء تاريخ12بمصر. النصراني

.(13) الخلفاء تاريخ23.(12) الخلفاء تاريخ34 (16/148) النبالء أعالم سير وانظر ( مختصرا11/284) والنهاية البداية 41

للمطلوبين. تاريخية قصص كتاب في كاملة قصته ذكرت وقد39

Page 40: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

وقتلتم األمة دين غيرتم قال: )ألنكم م؟لبالعاشر. قال: و ثم رههلكم( فش ليس ما وادعيتم ، اإللهية نور وأطفأتم الصالحين

وهو يسلخه فجعل بسلخه فأمره بيهودي جاء ثم بالسياط بهضر تلقاء بلغت فلما ، عليه رقة اليهودي: فأخذتني قال ، القرآن يقرأ ...( فمات بالسكين طعنته قلبه

المتغلبين حكم تحت المسلمين أحوال أن كله هذا من والشاهد كانت ، اإلسالم ديار بعض على فيه تغلبوا زمان كل في الكفار

بدين قائم مجاهد أو بالتقية آخذ أو مستخف مستضعف بين تتفاوت على الكفر يطلقون العلماء يكن ولم ، وتعالى تبارك الله نواقض من بشيء يتلبسوا لم داموا ما هؤالء من أحد

نصر من كفروا وإنما ، الظاهرة الكفر وأسباب اإلسالم أهل من صار أو مواالتهم أظهر أو المرتدين أو الكفار

عن الله رحمه كثير ابن نقل كما الكفري وحكمهم دولتهم المحض الكفر مذهبهم : )إن1العبيديين في قوله الباقالني القاضي

ووااله ونصره أطاعه من دولته أهل وكذلك الرفض واعتقادهموإياه(. الله قبحهم

... 2كثيرة التاريخ في هذا جنس من واألمثلة .. مظهر أو لإلسالم منتسب كل في األصل أن منه والشاهد

واألصل ، الكفر أسباب من سببا يظهر لم ما ، اإلسالم ؛ لخصائصه.. كان حيث والعرض والمال الدم معصوم أنه فيهم مؤمنات ونساء مؤمنون رجال ولوالوتعالى: تبارك قال وقد ل

دار كانت حين مكة في كانوا أنهم مع مؤمنين فسماهم تعلموهمالمؤمنون. يعلمهم ال مستخفين كانوا أنهم ورغم ، كفر

من كان فإن خطأ: المؤمن قتل تفاصيل في وتعالى سبحانه وقال كم عدو قوم .. مؤمنة رقبة فتحرير مؤمن وهو ل

نهأ مع ؛ كفارة خطأ قتله في وجعل ، مؤمنا وتعالى تبارك فسماه السلف من طائفة قول على ، الحرب دار في أعدائنا مع مقيم

.3وغيره جرير ابن تفسير في كما والمفسرين والفقهاء الذي المؤمن مسألة : )وهذه4الله رحمه الشوكاني وقال ولم أسلم ثم منهم كان الذين الكفار بالد في المسلمون يقتله دية فال ، قومه دين على باق وأنه يسلم لم أنه يظنون وهم يهاجر سقوط وجه في واختلفوا ، مؤمنة رقبة تحرير عليه بل ، قاتله على

.(11/284) والنهاية البداية12 تاريخية نماذج على سنأتي الله بإذن السلسلة هذه من الثانية الحلقة في 23

كثيرة.(.9/381) الطالبين روضة انظر34.(1/498) القدير فتح41

40

Page 41: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

، الدية في لهم حق ال كفار القتيل أولياء أن وجهه فقيل ، الدية تبارك الله .. لقول قليلة حرمته آمن الذي هذا أن وجهه وقيل

ذين: وتعالى وال ولم آمنوا شيء من واليتهم من لكم ما يهاجرواى حت صر فعليكم الدين في استنصروكم وإن يهاجروا الن على إال ..(. بصير تعملون بما والله ميثاق وبينهم بينكم قوم

دار من يهاجروا لم أنهم مع آمنوا بالذين لهم الله وصف وتأمل ذكر وقد إليها واجبة الهجرة كانت إسالم دار وجود ظل في الكفر

لبيت ولكن ديته أوجب العلم أهل بعض أن ذلك بعد الشوكاني أبو رواه بما أيضا بصدده نحن ولما ، القول لهذا ويستأنس ، المال الله رسول بعث"قال: الله عبد بن جرير حديث من والترمذي داود

فيهم فأسرع بالسجود منهم ناس فاعتصم ، خثعم إلى سرية أنا وقال ، العقل بنصف لهم فأمر النبي ذلك فبلغ قال ، القتل رسول قالوا: يا ، المشركين أظهر بين يقيم مسلم كل من بريء " ناراهما(تراءى) ترايا قال: ال ؟ لم الله

، جماعة رواية في جرير يذكر لم حيث باإلرسال الحديث أعل وقد طرقه. بمجموع العلماء بعض صححه لكن بنصف لهم أمر إنما أنه:1العلم أهل وبعض الخطابي ذكر وقد

بمقامهم أنفسهم على أعانوا دق مهألن ، بإسالمهم علمه بعد العقل ، غيره وجناية نفسه بجناية هلك كمن فكانوا ، الكفار ظهراني بين

.العقل نصف إال له يكن فلم جنايته حصة بذلك فسقط في تقصيره رغم يكفر ال هذا مثل أن على الدالئل من كله وهذا

أظهر وليس ، المشركين ظهراني بين بالمقام وعصيانه ، الهجرة رفع وعدم بالمسلم له الله رسول تسمية ذلك على الداللة في وكون منه النبي براءة ذلك على يعكر وال ، عنه الصفة هذه

براءة هنا بالبراءة المراد الن الكافر من إال تكون ال الكلية البراءة ذلك ومن ، نفسه الحديث في فسر قد كما ، 2كامال عقله من الذمة قرائن فهذه ، الهجرة في لتقصيره النصرة في حقه قصور أيضا

السنة فسرتها ثان نوع من براءة إلى ، المكفرة للبراءة صارفةذينقوله: في تعالى الله وذكرها وال ولم آمنوا من لكم ما يهاجروا حتى شيء من واليتهم فعليكم الدين في استنصروكم وإن يهاجرواصر الن على إال .بصير تعملون بما والله ميثاق وبينهم بينكم قوم بالهجرة وتقصيره الكفر دار في إقامته إلى يضم أن إال اللهم

ومحاربته للمشركين مظاهرته ؛ اإلسالم دار إلى الواجبة.. مكفرة كلية براءة منه البراءة تكون فحينئذ ، للمسلمين

.(7/218) المعبود عون نظرا 12 أرطأة: بن الحجاج عنعنة وفيها ( وغيره13 -9/12) للبيهقي رواية وفي23".الذمة منه برئت فقد ، المشركين مع أقام من"

41

Page 42: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

السالم عليه : )وهو1أعاله الحديث ذكر أن بعد حزم ابن قال والمؤمنات والمؤمنون وتعالى تبارك قال كافر من إال يبرأ ال

الكفر بدار لحق من أن بهذا )فصح:قال ثم ، بعض أولياء بعضهم بهذا فهو المسلمين من يليه لمن محاربا مختارا والحرب متى عليه القتل وجوب من كلها المرتد أحكام له مرتد الفعل

رسول ألن ذلك وغير نكاحه وانفساخ ، ماله باحةإ ومن ، عليه قدر لظلم الحرب أرض إلى فر من وأما ، مسلم من يبرأ لم الله

ولم ، عليهم أعان وال ، المسلمين يحارب ولم ، خافه ألنه عليه شيء ال فهذا يجيره من المسلمين في يجد

.(مكره مضطر ما إذا ، كفرا يكون إنما الكفر بدار اللحوق أن في صريح وهو

، عليهم ومظاهرتهم الكفار وإعانة المسلمين محاربة إليه انضاف ظاهر من أو للدين المحاربين الشرك أنصار على يتنزل فهو

في المقيمين عموم على ال الموحدين على والكافرين المشركينالكفر. دار بن محمد الزهري أن ذكرنا : )وقدالله رحمه حزم ابن قال ثم

الملك عبد بن هشام مات إن أنه على عازما كان شهاب بن مسلم ، عليه قدر إن دمه نذر كان يزيد بن الوليد ألن الروم بأرض لحق من وكذلك معذور فهو هكذا كان فمن هشام بعد الوالي كان وهو

من والروم والسودان والترك والصين والسند الهند بأرض سكن أو ظهر لثقل هنالك من الخروج على يقدر ال كان فإن ، المسلمين

كان فإن معذور فهو طريق المتناع أو جسم لضعف أو مال لقلة.كافر( فهو كتابة أو بخدمة للكفار معينا للمسلمين محاربا هنالك

فهو كتابة أو بخدمة للكفار قوله: )معينا من تفهم أن وإياك ، الكتابة أو الخدمة بمطلق الكفار إعانة بمجرد التكفير كافر( ،

اإلعانة هذه حزم ابن ربط كيف رأيت فقد ، الغالة بعض يطلقه كما المسلمين حرب أعني ، الكفر هو فهذا ، المسلمين بحرب

، ونحوها بالكتابة ولو حربهم في عليهم ونصرتهم الكفار ومظاهرة.الله بإذن سيأتي تفصيل فيه فهذا ، لهم والكتابة خدمتهم مطلق ال

ظهراني بين أقام ممن النبي براءة في المذكور الحديث وكذا في قيل قد بل ، إسالم دار وجود ظل في قيل فقد ؛ المشركين

لم هذا ومع ، مكة فتح قبل واجبة النبي إلى الهجرة كانت وقت أثموا وإن ، المشركين بين إقامتهم بمجرد هؤالء أمثال يكفر

عدمت ما فإذا واليتهم وقصور وضعف ، حرمتهم بنقصان وعوقبوا معذور الكفر بدار بإقامته فإنه إليها المسلم يهاجر التي اإلسالم دار

.(139 -13/138) المحلى1142

Page 43: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

إذ ، المسلمين على أهله وإعانة ، الشرك واجتنب الله اتقى ما إذا ، ذلك في بتقصيره يأثم حتى إليها يهاجر إسالم دار إلى سبيل ال

يكفر!! . أن عن فضال نصرة ألجل ، كذلك والحالة الكفر دار في إقامته كانت إذا فكيف

مثل أن شك ال والتنديد؟ الشرك ومقارعة التوحيد وإظهار الله دين. . وتعالى تبارك الله بدين قائم مأجور محسن المسلم هذا

بألفاظ صحابيا عشر بضع عن المروي المتواتر الحديث وفي على ظاهرين أمتي من طائفة تزال ال": قال النبي أن متقاربة

" ،الله أمر يأتي حتى خذلهم من وال خالفهم من يضرهم ال الله أمر يوم إلى الخير بنواصيها معقود الخيل "اآلخر: الحديث ومثله

البخاري.. صحيح في وهو"والمغنم األجر القيامة الصادقين المسلمين وجود على يدالن الحديثان فهذان

الظروف كل في وجودهم واستمرار ، القيامة يوم إلى والمجاهدين.. عدمها حال وفي اإلسالم دار وجود ظل في ،

يكن لم فإن": عليه المتفق حذيفة حديث المعنى هذا من وقريب أن ولو كلها الفرق تلك فاعتزل": قال ؟"إمام وال جماعة لهم

."ذلك على وأنت الموت يدركك حتى شجرة بأصل تعض مقومات وهذه- إمامهم أو المسلمين جماعة لغياب أثر ال أنه ففيه وإنما ، كفره أو المرء إسالم في لذلك عالقة - وال اإلسالم دار

.. الكفر أسباب من لسبب إظهاره هو به ذلك يتعلق الذي المناط يهاجر ولم الكفر دار في كان إذا المسلم أن على يدل كله فهذا دينه إظهار من لتمكنه أو منعه مانع أو لعجز اإلسالم دار إلى منها الدم معصوم مسلم فهو الدين ونصرة بالجهاد لقيامه أو ، فيها

وجود عدم حال في كذلك المسلم يبقى أن أولى باب فمن والمال أحكام ينط مل وتعالى تبارك الله فإن ؛ أصال إليها يهاجر إسالم دار

سبحانه أناطها وإنما فيها للعباد كسب ال قاهرة بأمور التكفير من مكفر فعل وأ بقول تنحصر منضبطة ظاهرة بأسباب وتعالى إلى سبيل فال ، ذلك من شيئا المرء يظهر ومالم المكلف كسب

.. 1اإلسالم أصل عنده دام ما إرادته عن خارجة بأمور ، تكفيره أسباب(: )90) الثالثينية الرسالة في أسره الله فك المقدسي يقول11

مكفر شك أو اعتقاد أو ، مكفر فعل أو ، مكفر قول هي: إما الردة أو الكفر الكفر أسباب ..وهذه .. عموما

أو في: الفعل فتنحصر الدنيا أحكام في تعمل التي ، التكفير أسباب أما بذلك الدنيا في التكفير أسباب الشريعة حصرت وقد ، فقط المكفر القول.. وحده

، الدنيا أحكام في منضبطة وال ظاهرة غير أسباب والشك االعتقاد ألن يجعلها أو الدنيا أحكام الشارع به يعلق لم لذلك وإنما ، فيها للتكفير أسبابا ، أخروية للكفر أسباب ذلك ألجل فهي ، وأخفى السر يعلم للذي ذلك جعل

بل ، يظهره ولم الكفر أبطن من كان .. ولذلك بها الدنيا ألحكام عالقة ال43

Page 44: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

على الحكم في له ثرأ ال الكفر دار مصطلح نأ والخالصة كلها األرض أمست قد وقت في خصوصا ، الدار قاطني

وأحكامهم الكفار لغلبة طارئة أو ، أصلية إما كفر دار فيه بهذا الموصوفة الدار كانت إذا ذلك ويتأكد البالد جميع على

وال إسالم دار ذلك قبل كانت أنها أي ، طارئ كفر دار المصطلح عنه تغافل أو غفل أمر وهذا ، لإلسالم ينتسبون أهلها جمهور زال.المتحمسين من كثير

ختاما:ختاما: على مبنية مهمة مسائل على سنأتي الله بإذن القادم العدد في

يعيد أن أسأل والله ذلك على فاحرص الحلقة هذه وفهم قراءة الله ورحمة عليكم والسالم ومجدها عزها إلى اإلسالمية أمتنا

وبركاته.

اإلسالم شرائع أظهر أما ، المسلمين معاملة الدنيا أحكام في يعامل منافقا فيكون الكفر أسباب من أبطن ما على الله فيحاسبه ، اآلخرة أحكام في

.. النار من األسفل الدرك مصيره :(178 -177) المسلول الصارم في تيمية ابن اإلسالم شيخ لقا وقد

يكون أن يقصد لم وإن بذلك كفر ، كفر هو ما فعل أو قال فمن )وبالجملة.(( الله شاء ما إال أحد الكفر يقصد ال إذ ، كافرا

44

Page 45: العلاقات الدولية في الإسلام  1-

الدولية العالقات سلسلةاإلسالم في

والبحوث الدراسات مركزاإلسالمية

على خالفة نحوالنبوة منهاج

الفهرسالفهرس2.................................................................................................تمهيد

3............................................................................................المقدمةاإلسالم في الدولية بالعالقات 5...................................المقصود

دارين إلى العالم تقسيم على 8..........................................األدلةالكفر ودار اإلسالم دار 11...................................................تعريف

11..........................................................................................الدار:: اإلسالم 11.............................................................................دار: الكفر 11...............................................................................ودار

الدار على الحكم 15.................................................................مناط) والغلبة: ) القوة 15...........................................................األول

) ( : فيها المطبقة األحكام نوع الثاني 15..................والسبب: الدار على الحكم مناط أن على األدلة 16.....................ومن

الدار على الحكم مناط 19.....................................................تنقيح. الدار على الحكم في السكان أكثرية لديانة دخل 19.ال الحكم في الكفر أو اإلسالم شعائر لظهور دخل وال

. الدار 20....................................................................................على على الحكم في السكان من فريق ألمـن دخل وال

21.............................................................................................الدار.الكفر لدار الفرعية 22.......................................................األقسام

طارئا أو قديما فيها الكفر كون جهة 22....................من1: األصلي- الكفر 22..............................................................دار2: الطارئ- الكفر 22..............................................................دار3: الردة- 22..............................................................................دار اإلسالم بدار عالقتها جهة 22.....................................ومن

1: الحرب- 22...........................................................................دار2: العهد- 22.............................................................................دار فيها نفسه على المسلم أمن جهة 23.....................ومن

1: األمـن- 23............................................................................دار2: الفتنة- 23............................................................................دار

اإلسالم لدار الفرعية 24...................................................األقسام1: البغي- 24.............................................................................دار2: الفسق- 24..........................................................................دار3: الذمة- أهل 24.....................................................................دار

المركـبة بالدار تيمية ابن 25..............................................مقصودخطيرة شبهة على 28...............................................................الرد

39...............................................................................................ختاما:40..........................................................................................الفهرس

45