الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

67
ات ف ط ت ق م ن م د ي ش ا ن أ(( م ث ألإ و)) رأءة$ لب أ ى ف صط م ود م ح م و ول ص ح م ل أر صف لإ د$ وج ي م ه و دو$ ي< ي ه ن كا ه ق ي ق ح ل ي م.. $ ب ح ل أ و لإ ه ق ي ق ح ل م عا يK ي ها ع م و ها ن كا م ه و ل أ ل ي م س لي ف!! وت م ل أU اك ي ه ر م أ كد ؤ م ر كب أ ن م، وت م ل أ و ع مU ك ل د لإ ر ك ف ن دأ$ ن أ ا يK ي ا$ ن، وت م ن ش و أ أد جدت و ا رن كK ف لإ اوز$ جh ت ي ا رن كب ف ن ما ه و رأ$ ب عا وز$ ب ع م. ي س لي أ و س ك ع ل أ ى ف جاله، $ ب ح ل أ م غ ر ف ن أ$ ب ح ل أ ما ئ دأ ر م أ ه ن ي ر ب ال ي ح ل أ و مه ح ض ي م ه و ل أ و مه س$ ح ي وز ص ت ل أ و خ ف يh ي ه ن ف، وأت ه ش ل أ و م غ ز ن أ$ ب ح ل أ ل ع ي س ي و ى ف ط ت ي و ن حس ي و رد$ ب< ن و م غ ز ن أ

description

‫صفر‬ ‫المحصول‬ ‫و‬ ..‫الحب‬ ‫مثل‬ ‫حقيقة‬ ‫كأنه‬ ‫يبدو‬ ‫وهم‬ ‫يوجد‬ ‫ل‬ ‫هو‬ ‫انما‬ ‫و‬ ،‫التلفت‬ ‫في‬ ‫يضيع‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫يتشتت‬ ‫ل‬ ‫و‬ ‫ينقسم‬ ‫ل‬ ‫لهذا‬ ‫هو‬ ‫و‬ .‫الدوام‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫الى‬ ‫الفؤاد‬ ‫مجذوب‬ (‫الله‬ ‫وجه‬ ‫فثم‬ ‫تولوا‬ ‫)فأينما‬ .‫الوحدة‬ ‫عن‬ ‫يتحدثون‬ ‫عليه‬ ‫المغمى‬ ‫الحشد‬ ‫من‬ ‫المليين‬ ‫ألوف‬ ‫بين‬ ‫آحادا‬ ‫و‬ ‫أفرادا‬ .‫بالواحد‬ ‫ال‬ ‫وحدة‬ ‫ل‬ ‫و‬

Transcript of الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

Page 1: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

من مقتطفاتالبراءة(( و اإلثم )) أناشيد

محمود مصطفى

صفر المحصول و

الحب.. مثل حقيقة كأنه يبدو وهم يوجد ال

أمر هناك الموت!! فليس مثل الوهم كأنها و معها نتعامل حقيقة ال و حدث اذا و سنموت، بأننا أبدا نفكر ال ذلك مع و الموت، من أكثر مؤكد

النسيم. عبور عابرا وهما تفكيرنا يتجاوز ال فكرنا و

و الخيال يزينه أمر دائما الحب أن فرغم الحب، حالة في العكس و أن رغم و الشهوات، فيه تنفخ و التصور يجسمه و الوهم يضخمه

تقلباته و أحواله أن رغم و يبرد و يسخن و ينطفئ و يشتعل الحب االحترام و التقديس و بالرهبة معه نتعامل أننا اال كبير، وهم بأنه تشهد

على نفيق حتى االختالط و الخلط هذا على نظل الخضوع.. و و ال لكن و سنوات أو شهور أو أليام رشدنا نستعيد و فنصحو الصدمة

جديد. اغماء الى نستسلم أن نلبث

دائما النسبة.. فنحن في خطأ دائما هو االختالط و الخلط سبب و مع صاحبته الى تذوقناه الذي الحنان و شاهدناه الذي الجمال ننسب

لها.. لدام جمالها امرأة امتلكت لو مالكته.. و ال و صاحبته ليست أنها ميقات و بأجل الله من اعارة و منحة ألنه ألحد، يدم لم الجمال لكن و أي ليس و الله هو مالكه و حينه.. فصاحبه في يسترده قرض هو و

امرأة.

Page 2: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

خلع كلها كرم و حلم و رأفة و مودة و حنان من نعشق ما كل كذلك و هو الكريم.. و الحليم الرؤوف الودود من مستعارة أوصاف و منح و

االعارة. و بالقرض عنه نملكها نحن باألصالة.. و مالكها

فتظنه ملكيته و نسبته تخطئ الجمال تعشق التي العين لكن وصاحبته. تعبد و صاحبته فتعشق لصاحبته

تحت من يطل القبح على تفيق حتى الوهم هذا في تظل هي و و الصدمة على فتصحو األهداب وراء من تظهر القسوة و المساحيق

إلى تنزلق و فتنسى تعود ثم تتوب و تعتبر و تندم و تتعذب و تعانيجديد.. وهم

منها جميعا.. نفيق فيها نعيش التي المستمرة الغفلة هي تلك و اال البالء هذا من يسلم ال و جديد من سباتها في فنغرق لنعود لحظات

يرى كنفه.. فال عليه يسدل و ربه يحفظه عارف ولي أو معصوم نبيالله. وجه اال تولى حيثما

الله( وجه فثم تولوا )فأينما

و الحلم و الكرم و الحنان و الرأفة هو و جميل كل في الجمال فهو الشفافة الخزف و الطين أواني في تتجلى أسماؤه المودة.. فتلك

تماما المضيء الكريستال مثل أصبحت حتى االحساس شفها التي الشمس نور بل نوره ليس أنه فيعرف القمر نور الفلكي يرى كما

وجهه. عن تجلى

الهمس دائم هو الله.. و وجه اال تولى أينما العارف هذا يرى ال هكذا و ليس و الظاهر الى دائما ناظر هو الله.. الله.. الله.. الله.. الله.. و

يطرف.. شيء.. ال كل في دائما الظاهر الله الى المظاهر.. ناظر الىباألواني. ليس و بالمعاني متعلق

هو انما و التلفت، في يضيع ال و يتشتت ال و ينقسم ال لهذا هو والدوام. على الله الى الفؤاد مجذوب

Page 3: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

أمثاله و اليورانيوم و األلماس مثل نادر قليل الرجل هذا أمثال لكن و يتجاوزون ال

عليه المغمى الحشد من الماليين ألوف بين آحادا و أفرادا

ال و دكتوراه ال و ثقافة ال و علم فيها ينجي ال غالبة عامة غفلة هي و علمه يضع العالم الغفلة.. فنرى من تزيد غرور أبواب فتلك ماجستير،

خدمة في مواهبه و عاطفته، خدمة في عقله و هواه، خدمة فيللظهر. قاصمة صدمته و مضاعفة بلواه شهواته. فتصبح

في مجموعها االغماءات و الغفالت من سلسلة في العمر يمضي و جمع. حاصل ليست و طرح حاصل الحقيقة في هي أو صفر، الختام

الى صاحبها فحياة بالموجب ليس و بالسالب النهاية في فمجموعها من و وهم الى وهم من سنة.. يخرج بعد سنة و يوم بعد يوما نقصان ازداد كلما مالح، ماء من الشارب حال مثل خدعة.. حاله الى خدعة هو انما و اطمئنانا، يبلغ ال و سكينة على يحصل عطشا.. ال ازداد شربا تشتت من و تمزق، الى تمزق من و قلق، الى قلق من دوما هابط

جدوى. بال تحصيله ينتهي و ثمرة، بال حياته تنتهي حتى تشتت، الى

أصنامه وثني، عالم في اليوم السائدة االستمتاعية العقلية هي تلك و دستوره و رأيه كتابه و نفسه واحد كل الهوى.. معبود و الغلبة و اللذة

مصلحته.

األمم في هو مما أسوأ النامية و المتخلفة األمم في الحال و أفرادها(( و طرح ))حاصل أحيانا مجموعها أمم هي المتقدمة.. و

كالجزر متباعدون منقسمون منفرطون ألنهم جمعهم، حاصل ليس مستهلك.. و عزمهم بعضا.. و بعضهم البحر.. يضرب في التائهةشيء.. ال قوتهم

الوحدة. عن يتحدثون

بالواحد. اال وحدة ال و

Page 4: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

شتات من واحد كل به يخرج هو. الذي اال اله ال الواحد وحده هوانقسامه. من العالم به يخرج و تفرقها من األمم به تخرج و نفسه

ايمان. قضية األولى بالدرجة القضية و

رؤية.. قضية هي

العالم..؟ نرى كيف

حولنا..؟ فيما ننظر كيف و

نحب..؟ كيف و

اال شيء كل في يرى ال الذي العارف ذلك نكون أن نستطيع هلمحبوب. كل في ربه وجه اال يبصر ال الواحد.. و

اآلية: مصداق نكون أن يمكن هل

الله(. وجه فثم تولوا )أينما

و المروءة نكره.. فنبذل االطار هذا في و نحب االطار هذا في و اال حب لنا يكون ال و تعلق لنا يكون ال و للجميع المودة و المعروف

الله. في و بالله و الله

الصعب. الجهاد هو ذلك

اختيار.. ال و

آخر. طريق ال و

عزمه. و واحد كل و

همته.. و واحد كل و

Page 5: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

السواعد لنشمر و المجاهدة الى بختامها.. فلنسارع حياة كل عبرة و الى يوم كل بنا يمضي ال حتى و صفرا حياتنا محصول يكون ال حتى

قبله. الذي من مطروحا أيامنا من يوم كل يصبح ال حتى و نقصان

و أنفسهم الكبار ليعرف و القلوب المتحان الغواية الله خلق انماالبداية.. من أنفسهم الصغار ليعرف

الشجرةاألربعة. الفصول تقلبات فيها كالدنيا المرأة

إليها تلجأ و الثمر و العبير و الخضرة و الظل فتجد يوم ذات إليها تفيء توقف و الحياة فيها جفت و أوراقها عن تعرت فتراها آخر يوم في

ثمر. ال و زهر ال و ظل ال العطاء

المطر و الخريف و الربيع و النهار و الليل تداول األحوال عليها تتداولالنماء. و الجدب و الجفاف و

وجه ليس فذلك الثمر و العبير و الخضرة و الظل عشقت كنت فإن و القمر مثل تغرب و تشرق هي و الدنيا وجوه كل للمرأة فإن المرأة ما كان الورد.. فإن مثل تذبل و تورق و الشمس مثل تأفل و تطلع

وجه بل وجهها عشقت فما عشقت ما هو مساء ذات عيناها به تنورتمساء. ذات عليك و عليها أشرق الذي الله

الزهر يتفتح و الشجر يورق و المظاهر تتنور الله وجه يشرق حيثما و تعلقت من إلى العشاق قلوب تهفو و الولدان يبتسم و الثمر يجود و

الجود. فيه تجلى و النعمة به

تسبح الذي االسم ألسنتنا تخطئ و العنوان أقدامنا تخطئ ساعتها و من لنا هي ال و أنت ال و أنا ال أنه ننسى و النعمة بارئ ننسى له.. وشيء.. األمر

Page 6: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

في مساء المظاهر.. ذات بلسان قال الله أن حدث ما كل إنما واألرض.. و السماوات بديع موجود.. أنا تجل.. أنا لحظة

و الخصر و الخد و القد عند تتجمد و اللحظة عند العين هذه تتوقف عنها يشيح و الفضل صاحب فينساها الجود مصدر تنسى النهد.. و

خيبة يريها و القرب في هي و الهجر الله الكريم.. فيذيقها بوجهه غفلة في هي و بالخذالن لها يختم و العمل ذروة في هي و األمل

الهيمان.

في هي و أطالوا و الشعراء فيها أفاض التي العشاق صدمة هي تلك و و األرض الى أخلدوا الذين بها يوقظ الله من رحمة لفتة صميمها

الفضل.. و صاحب و المحبوب و المعشوق نسوا و األهواء اتبعواالكماالت. لكل الجامع األصل.. االسم كل األصل

الشجرة. من األكل هو ذلك و

المعرفة سماوات من النزول الشجرة.. و من األكل بعد االهباط ثماللحظات. زنزانة و اللذات سجون الى الرحيبة

ابن اجتمع كلما و حواء و آدم منذ يوم كل تتكرر التي القصة هي تلكلحواء. بنت و آلدم

الخذالن. يتكرر و الخيبة تتكرر

جاهل. ال و عاقل يعتبر ال و

جديدة أمل خيبة الى و جديد حب الى يعودون صدموا أو أحبوا الذين واألمل. خيبة من األمل أهل يشبع ال و

تضيق و الرؤية مجال يضيق و الحس على الغواشي تزداد مرة كل والصبابة. بحر في الصبابة أهل يغرق و صاحبها على الزنزانة

ربك. عصم من اال البحر من ينجو ال و

Page 7: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

منه شرب كلما المرأة ذراعي بين يجري الذي الظمأ بحر هو انما أنه احتراقا.. يظن احترق عبا منه عب كلما و ظمأ ازداد الشارب

ال أبدا.. و يشبع ال أبدا.. و يرتوي ال و أبدا يبترد يبترد.. فال و يرتويأبدا. يسكن

السكن. هو عنده انما

االستقرار. و القرار يديه بين و

قوله: في العتاهية أبو صدق

مستقرا بأرض لي أر فلم أرض بكل المستقر طلبت

بيت في وطننا انما و فيها لنا وطن ال و األرض هذه في لنا مقر فال الجوع شجرة عند ليس و حقا الخلد شجرة عند منه جئنا الذي المعاد

جوعا فنزداد منها نأكل أوالده نحن مازلنا و آدم منها أكل التي الظمأ وراحة. ال و شبعا نعرف ال و جوع على

بجوعها. الحياة انما

خريفها. و بربيعها األنوثة شجرة و

ذبولها. و بتفتحها الزهور و

أفولها. و بطلوعها الشمس و

الحال.. بلسان تتكلم رموز كلها

فيه آخر عالم الى تشير صغيرة عبوات و عينات و قصاصات كلها بأنها في أمامنا نرى الذي هذا لكل األصول و الكماالت و المثلى النماذج لنا يقول و ملعقة في قطرة الطاهي لنا يضع كأنما الدنيا.. و صندوقذوقوا.

Page 8: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

فقط الطهو.. يذوق أحلى يقول.. الله.. ما و يذوق الذي هو الحكيم و للتعرف.. مناسبة الدنيا أن يعلم ليأكل.. ألنه يجلس أن في يفكر ال و فيه المترو أنفاق من أرضي نفق في سريع عبور للتذوق.. و عينات و

هناك. لفتة و هنا لفتة الراكب حظ كل معروضات.. و و صور

لن فذلك الحقة الحياة مباشرة في الشروع و لألكل الجلوس أما السطح الى األرضي النفق من الخروج و الرحلة انتهاء بعد اال يكون و السماوات عرضها التي الجنة و الخلد نعيم انتظارنا في نجد حيث

عالم و الكماالت أرض حقا.. حيث نحياها بأن الجديرة الحياة و األرض الله بين و بينه كان و عرف، و فهم و اتقى من حظ ذلك المثل.. و

عهد. و صلة و عمار

لذة يعرف لم و االنفصال حياة عاش و االتصال حبل قطع من أما بالصغار، همته تعلقت و األوهام بعالم الحقيقة عن انشغل و الوصال

نفق من واالهباط االبعاد نصيبه و المظلم النفق في البقاء حظه فذلك أنه كما نهاية للبعد نهاية.. فليس ال و اظالما أشد آخر نفق الى مظلم لعذابه ليس أنه كما حدود الله لنعيم ليس نهاية.. و للقرب ليس

حدود.

آياته غرائب و الله صنعة عجائب يتأمل و الدنيا في حوله يتلفت ومن العالم ذلك مدهشا و مذهال يكون أن يمكن كم يتصور أن يمكن

أحباءه. به وعد و الصانع نفس صنعه الذي الملكوت الكامل.. عالم

الصانع. عظمة من الصنعة عظمة ان

الله. من أعظم ليس و

عذابه. كذلك و نعيمه فكذلك

ساعة الجمع.. و يوم تصور من دموع لهم تجف ال القلوب أهل والمصير.

في الساجدون الراكعون الداعون الضارعون الراجفون الباكون هم و من كل يعلم حيث الدنيا مائدة على الكاذبة الوالئم من السامر هذا

Page 9: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

على بعضا بعضهم الغافلون يقتل ذلك مع يموت.. و سوف أنه يأكلالماء. شربة على يتنازعون و اللقمة

الخلوات. في الصارخون هم أولئك

إلهي.. ارزقنا.. خوفك..

أعيننا. بين الموت ضع

الحزن اال بحق حزن ال و منك الحرمان سوى البكاء يستحق شيء فالعليك.

الحق. أنت

حلق أو أذن استمعت أو عين تطلعت حيثما جمال من نرى ما أنت والخيال.

أنت. إال الإله

سبحانك.

الظالمين. من كنت إني

طبقة له ليس العذاب

الماء يجد ال ألنه الشكوى مر يشكو الصحراء أعماق في يسكن الذيللشرب. الصالح

Page 10: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و التكييف و السخان و النور و الماء يجد الذي الزمالك ساكن و هو الشكوى مر يشكو لوجدته إليه استمعت لو التليفيزيون و التليفون

الضغط. و السكر و الهضم سوء من اآلخر

و الكآبة يشكو به، يحلم ما كل يجد الذي باريس ساكن المليونير والقلق. و األرق و الوسواس و المغلقة األماكن من الخوف

زوجته في يشك الجميلة الزوجة و المال و الصحة الله أعطاه الذي والراحة. طعم يعرف ال و الجميلة

و شيء كل في الحظ حالفه الذي النجم المشهور الناجح الرجل و خضوعه و ضعفه على ينتصر أن يستطع لم معركة كل في انتصر

الدمار. إلى انتهى و الكوكايين فأدمن للمخدر

لشهوته عبدا تراه الرقاب و المصائر و األقدار يملك الذي الملك ولنزواته. ذليال ألطماعه خادما

العضالت. في تضخم نتيجة القلب في تضخم أصابه المصارعة بطل و

من الظاهر في يبدو ما برغم متقاربة بحظوظ الدنيا من نخرج كلناالفوارق. بعد

و السعادة من النهائي فمحصولهم الفقراء فقر و األغنياء غنى برغم ومتقارب. الدنيوي الشقاء

ما بقدر ييسر و يحرم ما بقدر يعوض و يعطي ما بقدر يأخذ فالله عدل لرأى و عليه ألشفق اآلخر قلب كلمنا دخل لو يعسر.. و شعر لما الظاهرية.. و الموازين اختالل برغم الباطنية الموازين

بغرور. ال و بزهو ال و بحقد ال و بحسد

من خارجي ديكور مجرد الآللئ و الحلي و الجواهر و القصور هذه إنما و الحسرات تسكن فيها ترقد التي القلوب داخل في اللعب.. و ورق

الملتاعة. اآلهات

Page 11: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

في مخدوعون الفرحون و المغترون و الحاقدون و الحاسدون والحقائق. عن غافلون الظواهر

و قتل لما القاتل أدركه لو و سرق لما اإلدراك هذا السارق أدرك لو وكذب. لما الكذاب عرفه لو

العيش في لسعينا و األنفس بعزة الدنيا لطلبنا العلم حق علمناه لو و في مغلوب ال و الدنيا في غالب فال بالفضيلة لتعاشرنا و بالضمير من محصولنا و األمر باطن في متقاربة قلنا كما الحظوظ و الحقيقة الطبقات.. بين الظاهرة الفوارق برغم متقارب السعادة و الشقاء

الكل.. يتجرع بين مشترك قاسم هو إنما و طبقة له ليس فالعذاب برغم الكؤوس تتساوى النهاية في ثم وافية كأسا واحد كل منه

الهيئات. و الدرجات تباين و المناظر اختالف

اختالف إنما و شقاء و سعادة اختالف هو نفوسنا اختالف ليس و الحكمة فيه ترى و تتجاوزه و شقائها على تعلو نفس مواقف.. فهناك

و شيء كل في الجمال و العدل ترى مستنيرة نفوس تلك و العبرة و و تجتره و شقاءها تمضغ نفوس هناك أفعاله.. و كل في الخالق تحب

المظلمة النفوس هي تلك أكال.. و حسد و أسود حقد إلى تحولهأفعاله. على المتمردة بخالقها الكافرة

اآلخر.. حيث العالم في النهائي لمصيرها بموقفها تمهد نفس كل و إلى الرضا الحقيقية.. فأهل السعادة الحقيقي.. أو الشقاء يكونالجحيم. إلى الحقد أهل و النعيم

في بينما فقط الظاهر بحكم إال جحيم ال و نعيم فيها فليس الدنيا أماتعب. في الكل الكل.. و يتجرعها التي الكؤوس تتساوى الحقيقة

بمواقفها إال النفوس اختلفت المواقف.. فما إلبراز امتحان الدنيا إنمابمواقفها. إال تفاضلت ما و

ال و تفاضلت المتفاوتة بالحظوظ ال و اختلفت النعيم و بالشقاء ليس وتنوعت. بكاء و ضحك من الوجوه على يبدو بما

Page 12: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

الخادع. الظاهر المسرح هو فذلك

حيث األبطال يرتديها التي التنكرية الثياب و الديكور لبسة هي تلك و و المتخم أمامنا يتفاوت حيث و صعلوكا اآلخر ملكاو أحدنا يبدو

المحروم.

الكواليس. وراء أماالقلوب. مسرح على أما يوجد الحقيقة.. فال و الحق مسرح على و األسرار كوامن في أما

مطلقو عدل إنما محروم.. و ال و متخم ال و مظلوم ال و ظالم يد الله يمد حيث تتخلف ال ثابتة سنن على يجري نزيه استحقاق و العميان ضمائر بها ينير و المحروم على بها يحنو الخفية السلوى و الخلوات في المتوحدين و األيتام يؤنس و المسكنة أهل يالطف الخفض و القبض بيد يميل قلوبهم.. ثم في حالوة الصابرين يعوض

عيون يؤرق و المتخمين قلوب يوهن و المترفين بصائر على فيطمس المنذرة الخفية الرياح هي تلك المسرفين.. و أبدان يرهل و الظالمين

الجنة.. و من تأتي التي المبشرة النسمات و الجحيم من تهب التي تهتك و األستار تنكشف الموعود.. يوم اليوم تسبق التي المقدمات

تنفع ال حق.. يوم نعيم إلى و حق شقاء إلى المصائر تفترق و الحجبتذكرة. تجدي ال معذرة.. و

في الله أهل و بعقولهم هذا أدركوا ألنهم راحة في الحكمة أهل و في رأوا و عليهم يجريه ما قبلوا و ثقة في الله إلى أسلموا ألنهم راحة

أيضا، عقولهم فأراحو عقولهم يتعبوا أن دون مطلقا عدال أفعاله فأثمرت العقل راحة و القلب راحة الراحتين بين ألنفسهم فجمعوا

العقول أصحاب شقى البدن.. بينما راحة هي ثالثة راحة الراحتانبمجادالتهم.

من بعضا بعضهم يقتل فمازالوا الغالبة األغلبية هم و الغفلة أهل أما إال شيئا يجمعون ال ثم األرض، فدان و الدرهم و المرأة و اللقمة أجل

� و الخطايا من أحماال و الهموم من مزيدا ال جوعا و يرتوي ال ظمأيشبع.

Page 13: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

على ابك و بابك عليك اغلق أنت.. و هؤالء من طائفة أي من فانظرخطيئتك.

االنتحار عن و الراحة و الترف وسائل من بمزيد جاء الذي التقدم أن العجيب من

و الرفض من بمزيد اإلنسان قابله لإلنسان.. قد التسهيالت من بمزيد التقدم مؤشرات مع ترتفع االنتحار إحصائيات فرأينا التبرم، و السخط

على يطلقون الذين عدد ازداد مدنية� البلد ازداد بلد.. كلما كل في و السم يبتلعون و النوافذ من بأنفسهم يلقون و الرصاص أنفسهم و المخدرات و بالخمور المستتر االنتحار غير النار.. هذا ماء يشربون هؤالء مقدمة في المنبهات.. و و المسكنات و المنومات و التدخين

عنهم يأخذوا أن الناس تعود وثقافة فكر و فن طالئع المنتحرينالتوجيه. و العلم و الحكمة

ابتالع بأخبار الصحف أعمدة فامتألت بالدنا إلى الموجة وصلت و إن المختصون قال الحرق.. و و الشنق و الرصاص إطالق و السم رقم هو المائة.. و في العشرين تجاوزت اإلحصائية الزيادة نسبةكبير.

سنة. بعد سنة متواصل االزدياد و

السر؟ ما السؤال.. لماذا.. و و

االنتحار؟ سبب ما و

� التفاصيل تركنا إذا و جميع وجدنا المشكلة تأصيل حاولنا و جانبا توقعاته خابت إنسان أمام واحد.. أننا سبب إلى تنتهي االنتحار أسباب

مع للمصالحة االستعداد أو الهمة أو العزم نفسه في يجد يعد لم والقديم. الواقع على الصبر أو الجديد الواقع

Page 14: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

عزم. نفاد و حيلة نفاد و صبر نفاد و طاقة نفاد لحظة إنها

إدانة و اتهام إلى ينقلب أن يلبث سالح.. يأس.. ما إلقاء لحظة و تتصاعد تظل للدنيا و لآلخرين و للنفس عداوة ثم للدنيا و لآلخرين على الواحد يعلنها مختلف نوع من حرب إلى تتحول حتى تتفاقم لتقتلع السالح يده تلتقط ذروة لحظة في و باطنه، على يشنها و نفسه

بطمس ذلك و المرير االحساس معها لتقتلع جذورها.. و من المشكلة الذي الدماغ تحطيم و يذوق الذي اللسان قطع و تبصر التي العينيمشي. الذي القدم و تفعل التي اليد تدمير و يفكر

اآلراء جميع مصادرة و بالحل االنفراد و بالرأي االنفراد من نوع هو والذات. غير آخر وجود كل أحقية إنكار بل األخرى

و إنكاره و بالله الكفر بالضرورة تتضمن االنتحار لحظة كانت لهذا و و عدله في و صنعته في اتهامه و رحمته من اليأس و فضله إنكارتدخله. رفض و أحكامه رفض و أياديه رفض

استبداد. و غطرسة و علو و كبر لحظة فهي

انكسار. و بؤس و ضعف لحظة ليست و

أبدا. االنتحار يحدث أن يمكن ال الغطرسة و الكبر و العلو هذا بدون و

ال أعمى تعصب و مطلقة دكتاتورية لحظة في إال ينتحر ال فاإلنساننفسه. إال فيه يرى

ربوبيته. في الله منازعة و تأله و بالنفس اعتزاز صميمه في االنتحار و

غل لحظة في اآلخر الوجود أنواع كل يصادر و نفسه يختار المنتحر وجحيم.. لحظة مطلق.. في

قد ألنه أبدي، جحيم إلى يهوي نفسه قتل من أن الله يقول لهذا و النهائي االختيار عند الغل جانب أخذ و للغل انتصر و الغل اختار

للمصير.

Page 15: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

النفس إبليسية.. و نارية و غل و عصبية الرأي في المطلق االنفراد وظلمة.. و محضة نار هي بالسوء األمارة المتكبرة

منا كل داخل متعددة.. في لنفوس احتماالت عدة داخله في منا كل و لوامة نفس الشهوات.. و و بالشر له توسوس ظلمانية أمارة نفس

� النفسية المراتب كل ثم الخير على تحضه نورانية � و علوا و فوق سفالالمنزلتين. هاتين تحت

هابطة صاعدة المراتب هذه بين مستمر تذبذب حالة في نفس كل و� فهي � و ملهمة آفاق إلى ترتفع حينا مظلمة مهاو إلى تهبط حينا

شهوانية.

الغطرسة و الكبر و الرفض على استقرت تستقر.. فإذا النهاية في ثم رقبتها قطعت و بصرها و سمعها و لسانها و أسنانها اقتلعت ثم الغل و

بالفعل.. بل الجحيم اختارت قد فيه.. هي مراجعة ال نهائي غل فيالجحيم. في إال لها مكان ال نار قبضة ذاتها في إنها

� الحجارة( و الناس وقودها )نارا

الطاقة مصدر و جمراتها و النار وقود هي النفوس هذه إن ربنا يقولالنار. من نارية أشد أنها هذا معنى و فيها، النارية

ال و خالص ال لكن و نفسه، من يتخلص سوف أنه يتصور المنتحر و هو بل راحة، إلى باالنتحار يخرج لن فهو ذاته، من إلنسان مهرب النار إلى الزمنية النار من و الكبرى النار إلى الصغرى النار من خارج

األبدية.

�. المشكلة نتجنب أن البد فإننا المصير هذا لنتجنب و أصال

� المشكلة و ينتحر ال بشيء تعلق له ليس من التعلق.. و هي أصاللشيء.

Page 16: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

الكماالت، جامع وحده فهو بالله إال تعلق المؤمنين عند يجوز ال و تضيع ال و التوقعات عنده تخيب ال و يتغير ال الذي الباقي الدائم

اآلمال.

إال اآلخرين في نحب ما و األصالة وجه على وحده المحبوب هو الله و حنانه من القلوب حنان و نوره من الوجوه فجمال أنواره، و تجلياته� أنفسنا من نملك ال فنحن موالنا و سيدنا علينا يخلع ما بقدر إال شيئا

أسمائه. و أنواره من

هو. إال بعضنا في نحب ال فنحن

الجىء وجه في بابه يغلق ال و يغدر ال و يهجر ال و يغيب ال حاضر هو وملهوف. رحابه من يطرد ال و

على االنتحار لهم يخطر ال ناعمون راضون مطمئنون عنده فالواقفوناألحوال. جميع في سعداء بال

بغيره. تعلق الذي ينتحر إنما

لذاتها بها فتعلق منها جمالها أن ظن و معشوقته و بلياله تعلق الذي نفسه ربط و معبود من عبد يتوقع ما منها يتوقع أصبح و عبادة، تعلق

و للتغير محل و الخلق كسائر ناقصة أنها نسى مصير. و رباط بها باألمس أحبته ما اليوم فتكره التقلبات و األحوال عليها تتداول التبدل

� تزهد و اليوم. عشقته فيما غدا

ينتهي حينما و ألجل إعارة أنها و خالقها من مستعار جمالها أن نسى والقبح. من أقبح ستعود األجل

و المريرة الصحوة على أفاق إذا الغافل المحجوب الرجل هذا مثل أفلس و رصيده كل فقد من شعور يشعر التحول، و الغدر فاجأه

االنتحار. إال له يبق لم و الموت إفالس

لكان و الصانع صنعة إبداع فيها ألحب خالقها من جمالها رأى أنه لو و رأوها زهرة.. الله.. فإذا كل رؤية عند يقولون الذين التسبيح أهل من

Page 17: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

� ذابلة.. قالوا النهار آخر في و الله في و لله الله.. فحبهم إال إله ال حقا توقع.. ال و غرض ال و لها مقصد ال معروف و مودة روابط روابطهم

المثل يقول كما شأنهم و يصدمهم ال الهجر و يفاجئهم ال فالغدر دون بالمعونة أيديهم البحر.. يبسطون ارمه و الخير العامي.. اعمل

لثمرة. توقع دون و عائد ألي حساب

�. السالمة أهل هم هؤالء دائما

تحركهم ال و الزالزل تزلزلهم ال السكينة و الطمأنينة أهل هم والنوازل.

اليوم. الطمأنينة أهل هم

لنفس نفس تملك ال األكبر.. يوم الفزع يوم الطمأنينة أهل هم وبنون. ال و مال ينفع ال يوم و شيئا،

بالله. إال يتعلقون ال هؤالء و

الله. في إال يؤملون ال و

الله. من إال يتوقعون ال و

وضعت إيمان.. فكلما مشكلة األولى بالدرجة هي المشكلة إن� ازداد استغناء و ثروة و قوة اإلنسان يد في التكنولوجيا � و بعدا و غرورا

� �، و كبرا � ازداد و تمردا � و تعلقا و خلقها، التي المادية باألصنام ارتباطا� ازداد سوف قوته أن تصور لنفسه.. و يسرها التي للملذات خضوعا

غروره. في فأمعن يحميه سوف علمه و تعصمه

؟! الطوفان من نوح ابن الجبل عصم هل و

المغرقين. من كان بل

(. رحم من إال الله أمر من اليوم عاصم ) فال

Page 18: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

تبذل أن بالناس عالقتك من حسبك و تبرح ال و الله يد في يدك ضع النجاة قارب هو لشيء.. فذلك توقع غير على رحمتك و مودتك لهمالمنتحرين. و االنتحار اليوم.. عالم عالم في

العرائس مسرح

باألمس سواك ذكرت أني من العظم نخاع حتى إلهي يا بالندم أشعركلماتك. غير كلمات بخاطري طافت و اسمك بغير هتفت و

لألشباح. مستعمرة و للسراب مرآة أكون أن لنفسي سمحت

ألركب األصيلة فرسي عن ترجلت و رتبتي عن نزلت و مقامي جهلت دود مع بطني على أزحف و السوقة مع ألمشي و األمور توافه

األرض.

إلى و يديره الذي العرائس مسرح إلى استدرجني و شيطاني خدعنيالمزيفة. الحلي و الزجاج و الطين تماثيل

ناس إلى قدمني و الورق قصور و القماش بيوت إلى استدرجني يتزاوجون و للطمع يقتلون و للشهوة يحبون و للمصلحة يبتسمون

للتآمر..

و ثعبانية لمساتهم و خائنة نظراتهم و مدهونة ملساء وجوههم رجال و مشدوة بشرتهن الحقيقية ألوانهن تبدو فال المساحيق تغطيهن نساء

القلوب إلى تتسلل أيديهن و حربائية خطواتهن و مكوية وجوههنالحقائق. حتى شيء كل يسرقن

لزج بالكلمات.. عالم يبرق و بالعطور يضوع كذاب جذاب عالم يختنق حتى العسل في النمل يغوص كما األرجل فيه تغوص معسولبلزوجته. يموت و بحالوته

Page 19: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

ما إلى تتسلل بالشهوة مبللة هامسة كلها العالم هذا في األصوات والجذور. من اإليمان تأكل و الضمائر تخترق و الجلد تحت

االنفصال و بالغربة فشعرت العالم هذا في أمشي أنا و يارب تذكرتك و كلهم يفهمني.. نبذوني و أفهمه و يكلمني و أكلمه أحدا أجد لم و

غريبا وحيدا بنفسي أحسست رفضتهم.. و و نبذتهم كما رفضونيأم. بال يتيم كطفل أبكي رصيف على مطرودا.. ملقى

يناديك. صراخا قلبي في سمعت و

في تقول سمعتك و ترجع و تئوب و تتوب بدني في خلية كل كانتعبدي.. حنان.. لبيك

نفسي من تخرجني و تلتقطني شيء كمثلها ليس التي يدك رأيت ونفسك. إلى

الضوئية. الخدع مسرح ذاب و الورق و القماش ديكور اختفى و

شيء. الال إلى شيء الال عاد و

إليك. أنا عدت و

أنت. إال إله ال

سبحانك

سواك موجود ال و

يضيف. منك القرب

يسلب. عنك البعد و

المطلق. اإليجاب وحدك ألنك

Page 20: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

مطلق. سلب سواك ما كل و

و العرق و بالدم عرفته و بالمعاناة أدركته و بالمكابدة ذلك علمت في أتعثر و الحفر في أقع أنا و الذنوب و الخطايا مشوار و الدموع

كلما و بلطف تخرجني بيدك شعرت حفرة في وقعت كلما الفخاخ.. و في وضعوني كلما للنجاة.. و سبيال لي تفتح رأيتك فخ علّي أطبق

تفك الظلمة و الوحدة في بك شعرت الوثاق علّي أحكموا و األغالل في يهمس إلهامك و حنان في كتفي على تربت و أغاللي عني

عبدي. يا عانيت ما كفاك خاطري.. أما

تتقر و قدمك فيه تثبت الذي اليوم جاء اعتبرت.. أما اتعظت.. أما أماالطريق. على خطاك

باكيا. فأقول

بإذنك. إال تمكين هناك هل و بك إال تثبيت هناك هل و يارب سبحانك

أهل مكنت و الثابتين ثبت و الصالحين أصلحت الذي وحدك أنتالتمكين.

تفعل. عما تسأل ال و لحكمة تمنع و لحكمة تعطي

صدقي. إليك شفيعي

للحق. حبي إليك عذري و

الخير. في رغبتي عفوك إلى ذريعتي و

األرض من الياسمين أزهار تنمو كما الحكمة نبتت خطيئاتي فمنالسبخة.

رأوا ألنهم كلمتهم حينما فصدقوني الناس علمت ندمي دموع من و هاديا مصباحا أضأت سقطاتي و عثراتي من و بدمي مغموسة كلماتيالعثرات. الناس يجنب

Page 21: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

السالمة. على دللته و صدق كلمة له قلت طريقي عبر من كل و

إنما و أمرك على تطاوال ال و عليك مني جرأة الذنوب أتيت ما ربنا غشيتني و طينتي غلبتني و ترابي غلبني حينما قصورا و ضعفا

ظلمتي.

به قضى ما و كتابك في سطرته ما و علمك في سبق ما أتيت إنماعدلك.

أرجو. لكن و أشكو ال رب

تسعني. أن شيء كل وسعت التي رحمتك أرجو

األرض. و السماوات كرسيك وسع الذي أنت

الحرية يساوي شيء ال

� لربه الدعاء أكف يوسف النبي رفع حينما النسوة غواية من مستنجدا :� قائال

(. إليه يدعونني مما إلّي أحب السجن ) رب

�. يطلب يكن لم و حرية� يطلب كان سجنا

مقيد هو و زنزانة في حرية من عليه يحصل نسبية.. فما المسألة و شهوة. ساعة حرية من له يتبقى مما بكثير أكثر القدمين و اليدين على إال يرى ال فهو حرية لصاحبها تبقي ال الشهوة تجمح فحينما ال و حكمة يعي ال و شفتين مرمى على إال يسمع ال و ساقين مرمى� يحفظ ال و عاقبة يبصر �.. و يرعى ال و عهدا مقيد أصم أعمى هو واجبا

Page 22: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و هرموناته كل معقول ال فعل و آلية حركة إلى الساقين و الذراعين من الالمعقولة اللحظة هذه خدمة في مواهبه و حسه و فكره و دمه

هو ذلك الالشيء.. و هوّة في السقوط يشبه الذي الفناء و اإلشباع إنهاك و القوة استفراغ و الطاقة استنفاد منتهى و السجن منتهى و البالدة و الخمول إال ذلك بعد يكون ال الهمة.. ثم تبديد و العزم

شيء. في التفكير عدم في الرغبة و النوم في الرغبة و االسترخاء

و المفاصل تذيب و بالعقل تطيش و بالدم تعصف التي الزوبعة تلكالعبودية. ذروة هي و الجسد تأسر

�. يوسف النبي قال لهذا و صارخا

ال و النسوة.. فالزنزانة لهؤالء الخضوع هذا من إلي أحب السجن رّب و النخاع إلى تتسلل حينما امرأة شهوة قبضة من أوسع و أرحب شك

فال القلب منافذ تغلق و األذنين تسدّ و العينين تحجب و المخ تعتصر هي أصبحت أنفاسها.. فكأنما لهاث إال يسمع الكون في شيء يعود

القرابين. مائدة القبلة.. و و الصنم و المحراب

المطلق.. و الشامل القيد لهذا بالنسبة الحرية منتهى هنا السجن و أن يريد يوسف النبي عقل و كمال في رجل ألي مرة ألف أحب هو

�. الحرية يساوي شيء فال السماوات إلى يحلق و يصعد أبدا

� يساوي ال حسي أو مادي فوري مقابل أي و لذة أي و � عقال و طليقا� � خياال � و محلقا � فؤادا � و مرفرفا � وجدانا � و طائرا � فكرا � و مهاجرا قلبا

� � و مسافرا حدود. حركتها تحد ال ساعية أقداما

الحرية. يساوي شيء ال نعم

الحق خدمة في فتجعلها الله لوجه تبذلها أن للحرية استثمار أحسن و و للخلق العبودية من تحررك للخالق الخير.. فالعبودية و العدل و

يعود ال و أحد يحكمك يعود فال حكموك الذين كل عن الحاكمية تخلع� الله عن الخالفة بحكم أنت تصبح شيء.. بل يحكمك على حاكما

و البحر و البر يطيعك الجميع.. و على ربانية لكلماتك تصبح الكل.. والتاريخ. إليك يستمع و الشعوب لك تنقاد و الريح

Page 23: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

الحرية؟ من الدرجة هذه تبلغ كيف

األكابر: سادتنا يقول

من بأمر همتك تعلق ال لتنام تغلقهما حتى لتصحو عينيك تفتح أن منذالدون. األمور

تسابق ال و طمع إلى تسع ال و شهوة على تصَح ال و غّل على تنم ال و الحق و البر و الخير في اهتمامك و همك اجعل إنما و سلطة إلى

الدوام. على ربك وجه قاصدا المعونة و المروءة و الصدق،

� فعلك يكون أن حاول � سلوكك و لقولك، مطابقا لدعوتك.. فإذا مطابقا و استنجد إنما و تيأس لحظة.. ال في هواك هزمك و بشريتك غلبتك

يخرجك و عبدي لبيك لك يارب.. يقل : الغوث قل ربك.. و استصرخحضرته. نور إلى نفسك ظلمة من بيده

قلوب إلى سفرائه أحد و األرض في الله عّمال أحد كنت إن فإنك يعيدك و أسأت إذا لك يغفر و أخطأت إذا يرحمك سوف الناس.. فإنه

و جنده من ألنك يتوالك و يرعاك سوف انحرفت.. و إذا الطريق إلىخاصته. و حاشيته

خطاياك.. فما بلغت مهما تقنط ال و أوزارك بلغت مهما تيأس ال و جعل ما و للضالين إال األنبياء أرسل ما و للخطاة إال التوبة الله جعل

إال الكريم العفو التواب الغفار نفسه سمى ما و للمذنبين إال المغفرةفيغفر. تخطئ أنك أجل من

ربك بين و بينك العهد تجدد و معرفتك تجدد لحظة كل استغفارك جددبغفلتك. انقطع ما تصل و

الطالبين السائلين يحب أنه الداعين.. و دعاء يمل ال الله أن اعلم و المتكبر الله يمقت إنما بابه.. و على األكف الرافعي الضارعين و الطاعة استوفى أنه يظن الذي بنفسه المعجب المختال المستغني

Page 24: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و عل من الناس يكلم الذي الكمال.. ذلك قارب و التقوى غاية بلغاألنامل. بأطراف يصافحهم

و الحول من التبرؤ و الذنوب عن التخلي و االستغفار و التوبة بعد ثمالتحقق. و التخلق و التقرب و التحبب الطول.. يأتي

الصبور الحليم الكريم هو كان سيدك.. فإذا بأخالق تتحلى أن حاولنصيب. الصفات هذه من لك يكون أن الغفور.. فحاول العفو الشكور

بين قل توسل.. و و تضرع و ابك و األمارة.. اسجد نفسك غالبتك فإذادموعك:

كمالك. و جمالك من فيه فنفخت الطين على عطفت من يا

الظلمة. من النور أخرجت من يا

العدم على تكرمت من يا

و ظلمتي من خلصني و طينتي من حررني و كثافتي من أخرجني أن يستطيع سواك أحد نفسي.. فال على أعني و ضعفي على قونيبيديك. صانعي يا هذا.. أنت يفعل

: األكابر سادتنا يقول ثم

طال األهداف عظمت الثمر.. فكلما تتعجل فال يطول الجهاد إن ال البكاء.. فإنك أدم السجود.. و أطل الباب.. و تبرح الطريق.. فال

� تطلب العظيم. العرش صاحب وجه تطلب إنما و جائزة أو نيشانا

السماوات. رب تطلب

يرام. ال الذي العزيز تطلب

يتحقق و يمتحن و يبتلى أن بعد إال طالب يبلغه ال مطلب ذلك وبينته. األعلى المأل يرى و منزلته المالئكة يشهد إخالصه.. و

Page 25: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

تخلقوا الذين الكرام النفر إال المقربين المالئكة يصحب فكيفبأخالقهم.

و األرضي بمتاعك تلقي أن بعد إال السماوات إلى تصعد كيف و و بغرورك تلقي حالق.. ثم من الحيوانية بنفسك تلقي أثقالك.. ثم

تعود بشريتك.. و دواعي من تتجرد أطماعك.. و و شهواتك و أنانيتك� الله خلقك كما نوره. من نورا

�.. و الحرية تبلغ حينئذ و القديسين و الشهداء و األبرار تشاكل حقاالمالئكة.

و المحبة و التقوى من زاد إلى و بطوله عمر إلى يحتاج معراج ذلك وآحاد. إال هذا على يقدر ال و البالء على صبر و الطاعة

الجنة. خلقت لهذا و

اآلن. من النار في ترتع األكثرية كانت لهذا و

الخطاء العبد دعاء

.. إلهي

. سواك يراها ال و نفسي ترى إنك

و السقوف تهاوت و الجدران منه تصدعت الذي الكبير كالبيت تراها. الموائد انكفأت

� � بيتا . العصافير تغرد و القردة فيه يلهو و الذئاب فيه يتعاوى مهجورا

Page 26: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

. القمر أشعة فيه تموج و األنوار فيه تتألأل ساعة�

� أخرى ساعة� و � مظلما العناكب فيه تسرح المصابيح محطم مطموسا.

و البالبل تصدح و نوافذه على الزهور فتتفتح الربيع يد عليه تحنو مرة�العسل. الطنانة النحالت تفرز و الحرير الديدان تغزل

� يخلف يكاد فال الزلزال عليه يأتي أخرى مرة� و � جدارا ذلك لوال قائما. رحمتك سماوات من بالنجدة ينزل الذي الممدود الحبل

. سبحانك أنت إال إله ال حبل

الذي أنت .. و األحكام و األقدار مجري أنت و سبحانك الفاعل أنت و السلب إال أنا ما .. و كشفت و سترت و أضعفت و قويت و امتحنت

كل و بفضلك كانت لي هداية كل و منك كان لي توفيق كل .. و العدم من علي جرى ما كل و المحل و العين إال أنا .. ما نورك من كان نور

لي كان .. ما رحمتك و بعدلك كان فّي أظهرت ما كل و استحقاقي. شيء األمر من

!؟ شيء األمر من لنا هل و

لكني .. و العارفين خطايا هي الخطايا أكبر إن .. يقولون موالي الفتنة من يسلم أن استطاع الذي الجاهل أو العارف أين يارب أسألك

بأنها وصفتها و خلقتها و نفوسنا سويت الذي أنت .. و منك رحمة دون

( . ربي رحم ما إال بالسوء ) ألمارة

حول ال لنبيك يقول جبريل هذا .. و بدونك القوة و الحول له من أين و. الله بتمكين إال الله طاعة على قوة ال و الله بعصمة إال معصية من

إال تابوا الذين تاب هل و بعصمتك إال استعصموا الذين استعصم هل و. بمغفرتك إال استغفروا هل .. و بتوبتك

Page 27: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و بك سمعت و بك نطقت و بك تنفست ما أول تنفست .. لقد إلهي عن خرجت عندما ضللت .. و بك اهتديت و بك مشيت و بك أبصرت

. أمرك

خلعت قد و ذا أنا .. فها غضبك عني ترفع أن بعبوديتي يارب سألتك الذل لبست و طوْل و حوْل كل من تبرأت و الدعاوي كل نفسي عن. قدرتك رحاب في

. عبدك أنا و تضيعني لن إنك

� تضيع لن . لجاللك خشع و لربوبيتك ذل عبدا

أرحم هو المولى هذا كان إذا فكيف رحيم مولى� عند عبد يضيع كيف و. الراحمين

من و نورك إلى ظلمتي من ألخرج الممدود بحبلك إليك اجذبني رّب� العزيز .. فأنت عزتك إلى هواني من و وجودك إلى عدميتي الذي حقا

. حسناتي تنفعك لن و ذنوبي تضرك لن

. ملكك من تنقص لن يارب ذنوبنا كل إن

. سلطانك من تزيد لن حسناتنا كل و

. صنعت ما كل عن المستغني خلقت ما كل على المتعال أنت فأنت

: القائل أنت و

. أبالي ال و النار في هؤالء و أبالي ال و الجنة في هؤالء

: نبيك لسان على القائل أنت و

( دعاؤكم لوال ربي بكم يعبأ ) ما

Page 28: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

.. و المشكلة المحتاج.. أنا .. فأنا الدعاء عن أكف فال أدعوك أنا فها. المسألة أنا

. تضيعني فال الوجود أنت و العدم أنا

نفسي .. أتخطى نفسي إلى نفسي اتخطى أن على يارب عاوني جوارك في فيك الطامعة نفسي إلى الدنيا حيازة في الطامعة األمارة

. وجهك و نورك و رحمتك و

� إال ازددت فما شيء كل حيازة جربت لقد طاوعت كلما و فقرا� ازدادت رغائبي � و جوعا � و إلحاحا . تنوعا

� بالغنى ازددت المال إلى شهوتي طاوعت حينما � و طمعا و حرصا� باإلشباع ازددت النساء إلى شهوتي طاوعت حينما � و عطشا تطلعا

على فأزداد مالح ماء من أشرب كأنما .. و التغيير و التلوين إلى� الشرب . ظمأ على ظمأ

� و عبودية كان حرية حسبته ما و تحت المختفي للحيوان خضوعا� ثم جلدي و الضرورات سجن إلى و المادية اآللية درك إلى هبوطا. غلظتها و الطينية الحشوة ظلمة

. أرفرف و أحلق أني أحسب أنا و أسقط كنت

بالخيال زوقها و بالشعر الرغبات هذه غلف حينما شيطاني خدعني و و ، العواطف بخور و الكلمات أبهة في زفها و بالعطور زينها و الكاذب

و الالشيء على المرة بعد المرة توقظني كانت الندم صحوة لكن. الخواء

التي العلوم ال و الدنيا في الطامعة نفسي ال و الدنيا تعد .. لم إلهي .. الدنيا هذه على بها احتال التي الكلمات ال و الدنيا هذه لي تسخر. بضاعتي ال و مرادي

Page 29: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و عليك بك فعاوني مطلوبي و مقصودي و مرادي وحدك أنت إنما و فكل لغيرك عبوديتي من بنورك أخرجني و سواك من بك خلصني

. خسار لغيرك طلب

هذا لداللة إال الدنيا هذه مشوار أرتضي ما .. و وحدك أنت أنت الخير أقصد ما و عنك لصدوره إال الجمال يبهرني ما و عليك المشوار

أسمائك أحكام و تجليات ألنها إال الحق ال و الحرية و العدل ال و. الحق بأنك تسميت يامن الحسنى

بغير عليها أقوى ال نظرة و بدونك عليها أقدر ال هجرة تلك لكن و فذلك المبادرة و النية .. فحسبي أزري اشدد و .. فعاوني معونتك

جئت قد .. و فقر العدم بعد هل .. و مني أفقر .. فليس الفقير جهد� الدنيا إلى � منها أخرج و معدما � أجوزها و معدما و منك .. زادي معدما

. منك نوري و منك رؤيتي و منك قوتي

أبتل أن دون الدنيا بحار فيها أعبر التي الكبرى الهجرة جاءت اليوم و يدك دون ذلك إلى السبيل .. فكيف أحترق أن دون نارها أخوض و

. يدي إلى مضمومة

؟! يدك من إال يدي هل .. و ؟ يدك صنع من إال يدي هل و

؟ واحدة يد إال هناك هل و

. الظالمين من كنت إني سبحانك أنت إال إله ال

� لي أرى ال سبحانك . يدا

. سواك أرى ال سبحانك

. الله إال إله ال

� الله إال إله ال � و حقا . صدقا

. الحسن واحدة هي ذاتك و

Page 30: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

. منها كله الحسن

. لها كله الحب و

. المشيئة واحدة هي يدك و

ظن و الظاهر في األيدي تعددت إن و بها كلها القوة و منها كله الفعل .. المحبوبات تعددت و المحبون تعدد إن .. و المشيئات تعدد الظانون

و .. مؤمنون أعتابك إال الكل يلثم ما و بابك على إال الكل يركع ما� يلثم أنه الكافر ظن إن .. و كفرة � يقبل أو دينارا أيادي هي فإنما خدا

. يدري أن دون يقبل و يلثم ما هي لعنتك أيادي أو رحمتك

. أوصاف و أفعال و أسماء هي إنما و

. واحد المسمى و

. واحد الفاعل و

. واحد الموصوف و

. هو إال إله ال

. الله إال إله ال

. اآلخر و األول في له الحمد

. الكلمات انتهت و الصحف طويت و األقالم رفعت

هو؟ ما الحب

Page 31: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

تردد بال لقلت شواهده ما و الحب عالمات هي أحدكم.. ما سألني لو يوم في التكييف في بالجلوس أشبه المحبوبة من القرب يكون أن

هي بارد.. لقلت يوم في الدفء باستشعار أشبه و الحرارة شديد أن الكذب.. و إلى حاجة غير في نفسك تجد أن و الكلفة رفع و األلفة تحاول أن دون طبيعتك على تتصرف نفسك فترى بينكما، الحرج يرفع

و الصمت، فيحلو اإلثنان أنتما تصمتا أن لتعجبها.. و آخر شيئا تكون أن مطلب هي معا الحياة تكون أن اإلصغاء.. و فيحلو أحدكما يتكلم أن ال و األشواق هذه الفراش يطفئ أال معا.. و النوم قبل منكما كل

الصداقة.. و و المودة و الراحة يورث إنما و الضجر ال و الملل يورث و الفارغ الكبرياء و العناد و العصبية و التشنج من العالقة تخلو أن

هذه فكل التسلط، في الرغبة و األحمق الشك و السخيفة الغيرة حب عالمات من ليست و النفس حب و األنانية عالمات من األشياء

النفسية الحالة هي الطمأنينة و األمان و السكينة تكون أن اآلخر.. والتقيتما. كلما

عند اآلخر اعتذار إلى حاجة أحدكما يجد ال و العتاب بينكما يطول أال و القاعدة.. و هي الفهم حسن و العفو و السماحة تكون إنما و الخطأ،

راحة لكما تعود ال و جنسية مزاولة أي أو عناق أو قبلة أيكما تشبع أالمعا. العمر كفاح و معا المسيرة و معا الحياة في إال

حقا. الحب هو ذلك

نعم لقلت عليه؟ نعثر كيف الحب.. و ذلك موجود سألتم.. أهو لو و اجتهاد ثمرة ليس و إلهي توفيق ثمرة هو نادر.. و لكن و موجود

شخصي.

متآلفة نفوس و اآلخر البعض بعضها يكمل طبائع انسجام نتيجة هو وبالفطرة. متراحمة

أصال. جميلة أصال خيرة النفوس تكون أن حدوثه شرط و

الحب. هذا منها يخرج التي المشكاة هو الخير و النفسي الجمال و

Page 32: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

أصال فهي تعطي أن تستطيع ال فإنها خيرة النفوس تكن لم إذا وتعطيه. ما عندها ليس مظلمة فقيرة

المفتعلة.. السخيفة العربية األفالم في إال والجريمة الحب يجتمع ال و رغبات و شهوات حقيقته في هو األفالم تلك في الحب يسمونه ما و

أغراضها. إلى لتصل بالحب تتستر مجرمة نفوس و حيوانية

الجنة، من ريح هو و السكينة و األمان و السالم قرين فهو الحب أماالجحيم. نفث فهو األفالم في نراه الذي أما

في شيء منه يصادفكم لم إذا و صادفكم قد الحب هذا يكن لم إذا و و تقع أشكالها على فالطيور أصال خيرين لستم أنكم فالسبب حياتكمشاكلته.. على يقع الفاضل الخير و المجرمون حوله يتداعى المجرم

لوموا إنما و الحظ و القدر و النصيب تلوموا فال يتخلف ال الله عدل وأنفسكم.

ذلك و العكس أو الشريرات بالنساء األبرار الرجال الله يمتحن قد وأسراره. و حكمته له آخر باب

بالمرض امتحن و أنبيائه على القتلة و المجرمين الله سلط قد و بالزوجات و موسى الغالظ بالفراعين و يوسف بالفتنة و أيوب

لوطا. و نوحا الخائنات

الله. من نقمة فشل كل ليس الله.. و عند التوفيق و الفشل أسرار و

مهرا قدمها و المعمدان يوحنا النبي رأس هيرودوس الملك قطع قد وعاهرة. لبغي

البالء. هو إنما الله.. و عند يوحنا قدر من انتقاصا هذا يكن لم و

Page 33: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

من النوع هذا من كريم فشل هو فشلكم و فشلنا يكون أن فنرجو ليس و النور و الحكمة و الخير فيها يفجر و النفوس يمتحن الذي البالءعطاء. أو حب على قدرة ال و لها حظ ال التي المظلمة النفوس فشل

تنسجم ال قد أصحابها. و نحن عنا تغيب أشياء تخفي قد نفوسنا و و بالطبيعة، متنافرتان الزيت و الماء مثل نفسيهما ألن رجل و امرأة

الزيت و العطر مثل كانا لو و امتزجا و لذابا السكر و الماء مثل كانا لو المرأة المناسب الرجل يصادف أن المشكلة امتزجا.. و و لذابا

المناسبة.

الطبائع و النفوس واحدة: التناسب. تناسب كلمة في الحب هو ذلك والثقافات. و األعمار و األجسام تناسب قبل

الرسول فنرى التناسب عامل على حتى الخير عامل يطغى قد و عشرين و بخمسة تكبره بمن يتزوج السالم و الصالة عليه محمدا

عائشة و خديجة اإلثنتان فتحبه عاما بأربعين تصغره بمن يتزوج و عاما الذي النبي فهو بينهما الثقافة في ال و العمر في تناسب ال و الحب كل

الناس. عامة من هما و إليه يوحى

زوجها جيشه فيه قتل الذي اليوم صبيحة صفية باليهودية يتزوج نراه و النطع على واحدا واحدا رجالهم زهرة و قومها شباب و أخاها و أباها و

له تسلم و بيته إلى تأوي فنراها المذبحة هذه بعد خيبر.. يتزوجها في و هذا حدث تجف.. فكيف قومها دماء تكد لم و مؤمنة مشغوفة قلبها

ثارات.. و أضغان و أحقاد إنما و تناسب ال

الله صلى – الكريم الرسول نفس في األسمى الخلق و الخير إنه دون المعجزة حقق الذي هو و الظلمة قهر الذي سلم- هو و عليه

شروط..

و السحر فصنع المعجز القلب هذا مشكاة من خرج الذي النور إنه عدم و الظاهرة الفوارق مع حتى النفوس طوع و القلوب أسر

الثارات.. و األحقاد و األضغان مع و التناسب

التناسب.. عن العاديون نحن نتكلم إنما

Page 34: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

المعجزات.. و الخوارق مستوى فذلك األنبياء مستوى في أما

هذا من حظ لها التي الكاملة النفوس و الخيرة القلوب زالت ما و برغم بيوتها في االنسجام تحقيق و الحب بلوغ على قادرة المستوى

الثقافة.. و السن في الظاهرة الفروق

العاديين.. نحن لنا بالنسبة انسجام و تناسب هو الذي الحب أن ذلكإلهية.. نفحة البشر من األعلى المستوى في هو

في عليه يشترط أو نفحاته الله على يقيد أن يستطيع الذي ذا من وهباته..

رحمته.. يمنع أن يستطيع الذي ذا فمن أحدا يرحم أن الله شاء إذا و

رحمته.. أسرار أعمق من سر الحب و

كالم.. الحب في ينتهي ال و

االبتهال

األنوار جميع منبع إلهي.. يا

البعض..؟! بعضنا إلى ننظر حينما نحب من ترى

الصلصال على يديك أثر و أنت نورك إال نحب هل و

Page 35: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

فينا نفختها التي روحك نفخة إال يسكرنا هل و

وجهك إال جميل كل في نطالع هل و

رحمتك ترجمان إال رحيمة قبلة كل و شافية يد كل هل و

اسمك من نخرج و السكك بنا تتفرق و األودية بنا تضل إلهي يا فكيف أو العنق ذلك في نتوه أو الصدر هذا في أنفسنا فنسجن أسمائنا إلى

فنلثم األضرحة نحاس على أيدينا تتسكع و العينين تلكما في نهاجر الكؤوس زجاج إال نذوق ما و خمرك نذوق أننا إلينا يخيل و الشفاه

أسرارك. سر هو الذي الخفي الرحيق ذلك فيها أودعت التي

تحسس و الغالف لمس إال بلغنا ما و المنتهى بلغنا أننا إلينا يخيل و شغاف في المغيب النور المحارة.. و داخل اللؤلؤ أما المحارة و القرب حظ إال منه لنا فليس العيون في المودع السر و القلوب

ال و اتصال ال و وصال ال حيث بعد من االستشراف و المطالعة ذلك االحساس.. يأتي من الذروة في إنما نوال.. و ال و انفصال

الغامرة.. حينما النشوة تلك الصاحية.. و الغيبوبة تلك اإلغماء.. وبالسر. السر لقاء من أدنى أو قوسين قاب نكون أن نوشك

اختلفت و المفاتن تنوعت و األسماء تعددت إن و سرك إال سر ال والوجوه.

وحدك أنت محب.. و قلب توجه أينما المحبوب وحدك أنت هو إنماعابد. نظرات توجهت أينما المعبود

تعطي. التي األيدي تعددت إن و الرزاق وحدك أنت و

نورك. من نورها المصابيح جميع تستمد إنما

على نورك من يعطي استعداده. و حسب على منك يأخذ مصباح كلشفافيته. حسب

Page 36: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

منك. النور و منك الجمال و منك األصل في العطاء لكن و

لك. شريك ال سبحانك

لك. الحمد و سبحانك

لك. والحب سبحانك

تريني فال عيني من تنقذني أن الرحيم الرحمن باسمك يارب.. سألتك أنت بيدك بل بيدي تأخذني فال يدي من تنقذني و أنت بعينك إال األشياء

الحق.. و الحب رضاك.. فهناك موقع عند أحب من على بها تجمعني أنت اخترت.. و الذي أنت اخترت.. ألنك أقول.. لقد أن أستطيع هناك

الحرية الحريات.. أنت كل تبارك و االختيارات جميع توثق الذي الوحيدالحب. بك و الحب منك و الحب أنت و الحرية بك و الحرية منك و

الحقيقة. و الحق أنت

و أهداب و حجارة و صلصال و خشب و نحاس و أضرحة ذلك عدا ما وألوثان. تسجد أوثان و محاجر و عيون

أعبد و الصلصال أعانق و الحجارة ألثم الظلمة في إلهي يا تدعني الالوثن.

بذراعي و شفتي أنها ظننت و األشياء هذه لثمت الشيطان بشفةذراعاي. أنهما ظننت و عانقت الشيطان

قوتك و بضعفي استحلفتك

اقتدارك و بعجزي عليك أقسمت و

نورك إلى نوري من و نوري إلى ظلمتي من مخرجا لي جعلت إال

سبحانك...

Page 37: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

أنت إال إله ال

الله. إال إله ال

يرحمها أن أراد

دالل. و جمال و مال صاحبة هي

يكفي ما الزمرد و الماس خواتم من المرصعة الرقيقة أناملها فيجامعة. لبناء

على لإلنفاق يكفي النادر الفيزون فراء من أنيق معطف كتفيها على ومستشفى.

يرد ال هو و عمره في الله أمد مرسيدس عربات ثالث بابا جراج في وخاتما. أصابعها في زادها عريسا لها رفض كلما طلبا.. و لها

بالضبط. تريد ماذا تعرف ال الدنيا امتلكت أن بعد هي و

ترفض. ماذا تماما تعرف فإنها تريد ماذا تعرف ال كانت إن و هي و

الباب. عليها يطرق ما كل ترفض هي و

من أكثر بارد أو الالزم من أكثر حار دائما ترفضه.. فهو الطقس حتى أكثر رطب أو الالزم من أكثر صحو أو الالزم من أكثر غائم الالزم.. أو

الالزم. من

Page 38: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

مسكر أو الالزم من أكثر مملح أو الالزم من أكثر دسم الطعام أن كماالالزم. من أكثر بارد أو الالزم من أكثر ساخن أو الالزم من أكثر

عيبا. شيء كل في ترى أن البد و

التربية. سوء و الدلع من نوع

الوفرة. و الترف عقدة

هذا. من أف و

ذاك. من أف و

ثالث كل تليفونها بردانة.. حرانة.. متضايقة.. قلقانة.. زهقانة.. يرندقائق.

سبب. بال تبكي

أحيانا.. الضجر من

تنفقها. كيف ال و تنفقها فيما تعرف ال حرية عبء من أو

تبددها. كيف تعرف ال ثروة أثقال من أو

الالجدوى.. و و العقم وراءه يجرجر معقول ال زمن وطأة من أوالفارغ. العبث

تحملق موبيليا.. و معرض في نوم غرفة حول كالفراشة تدور رأيتها ألف26 بالثمن بطاقة السرير نائمة.. على بعيون المترف األثاث في

جنيه.

و النعام ريش وسائد تتأمل بالماسكارا المطلية أهدابها خالل من و التي اليد متناول في اإللكترونية االزرار و بالشاموا المكسو الدوالب

Page 39: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

و السرير أقصى في المثبت التليفزيون قنوات تغير و تدير و تطفئالكاسيت. و آب البيك و الستريو تشغل

بطال. مبالية.. موش ال نبرة في تهمس و شفتيها تمط سمعتها و

شأن في دقائق بعد التليفون في صاحبها تحدث سوف أنها شك الالغرفة. هذه

الموضوع. تنسى سوف أنها ذلك بعد شك ال و

غرفة إليها تحمل األثاث عربة بابها تطرق حينما كثيرا تفاجأ لن إنها ثماألنيقة. النوم

تتثاءب سوف أنها شك ال كقطة. و عليها تتمدد سوف أنها شك ال وطرافتها. و بجمالها الشعور تفقد أن تلبث ما دقائق.. ثم بعد ملل في

تزهده. أن تلبث ما تملكه شيء كالعادة.. كل فإنها

قطار يجرجر الذي الثقيل الزمن الضجر.. و و الملل كابوس يعود ثمأعصابها. على يضغط الالجدوى

سادة. يا تحتقروها ال

عليها. أشفقوا لكن و

خلقه. حين شيئا يحتقر لم الله فإن

األمر.. في ما كل لكن البداية. و من خلقها لما شأنها احتقر أنه لو و ال و تنهرها التي األم ال و يؤدبها الذي األب تجد لم مدللة امرأة أنها

تقهرها. التي الدنيا

أحدا.. يهمل ال الله لكن و

للجميع. الرحمة أزله في نفسه على كتب قد و

Page 40: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

أن رحمته اقتضت قد سواه.. و رب ال الرب أنه نفسه عن قال وليصلحهم.. خلقه بعض على أحيانا يقسو

نسمع. ال و آذان لنا تكون و نبصر ال و عيون لنا تكون أن يرضى ال فإنه

الرءوس شق كما األرحام في األجنة عيون ليفتح اللحم شق قد واآلذان. مجاري ليفتح

يرحمها. أن المرأة بهذه منه عناية ربنا شاء قد و

البصر. نعمة مسلوبة أنها لتكتشف صباح ذات الجميلة فصحت

شيئا. تبصر تعد فلم تماما عينيها على الظلمة انطبقت

رعبا. ارتعدت و بكت و صرخت و

و الفرنسيين و اإلنجليز و األمريكان طب فراشها رأس على اجتمع واألسبان.

و يأسا األكف يقلبون هم و انفضوا و الغرب و الشرق علماء تداول وعجزا.

شفاء.. ال و

حل.. ال و

حل.. في أمل ال و

تبكي و حبيبها وجه تتحسس المطلقة.. كانت المطبقة الظلمة في وتهمس. و حرقة في

لي كان حينما و عينان لي كانت وجهك.. حينما أرى لم أني تصدق هلأراك. أكن لم بصر

Page 41: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

رغباتي. سوى أرى أكن لم

بنفسي. إال أشعر أكن لم

أحدا. أرى أكن لم

أنا.. و وجهي إال فيها أرى ال المرايا من مجموعة كله العالم كانأنا.. رغباتي أنا.. و جمالي

أتعرف أن أحاول و بأناملي مالمحك أستشف أن أحاول فقط اليوممنك. أقترب أن أحاول عليك.. و

بعيني. وجهك أعاشر أن أراك.. و أن أتمنى كم حبيبي يا

بدموعها. يديه غسلت و بكت و

سادة. يا صدقوها

على تشعر بحق.. و شيئا تتمنى و بحق شيئا تطلب مرة أول فهذهيسعدها. شيئا هناك أن اليقين وجه

الشفاء. لها اسألوا صدقوها... و

من بسر اإللهية.. و الرحمة أفعال من إنسانيتها.. بفعل ولدت فاليومعذابه. في رحمته يخفي الذي الله أسرار

بتصرف

Page 42: الاثم والبراءة[1]..مصطفى محمود

الســاخر: موقع تحيات معwww.alsakher.com