description
اللافت في فوز ربيع جابر ببوكر هذا العام، هو أن هذا الفوز جاء هادئا دون ضجيج أو جلبة رغم قوة العمل «دروز بلغراد حكاية حنا يعقوب» وشهرة الروائي، والإثارة السنوية للجائزة وما يحفّ بها. هدوء الجائزة هذا العام يعود في نظري إلى الاقتناع بعدالة اختيار لجنة التحكيم للعمل الفائز بالجائزة، أعني قناعة جمهور الأدباء والمثقفين والمهتمين بجائزة بوكر الرواية العربية السنوية، عكس ما كان يحدث في الدورات السابقة؛ حيث كانت مثار جدل حاد، كما نال لجنة التحكيم فيها كثير من التشكيك والانتقاد. أسلوب التشكيك والتخوين والطعن في النزاهة والمصداقية سمة حاضرة بقوة في محيطنا العربي، وتزداد حساسية وحدّة في المشهد الثقافي، لكننا لم نسمع شيئا من ذلك مع إعلان فوز رواية ربيع جابر؛ لأن كل من يعلم شيئا عن المشهد الروائي العربي، يدرك تماما أحقية ربيع بالجائزة، وبأن اسمه يعد إضافة مهمة لسجل الجائزة، فربيع جابر واحد من أساتذة الرواية الشباب، وقد وضع اسمه بكل ثقة ضمن كتاب الرواية الكبار في الوطن العربي. ومن عوامل هدوء البوكر هذا العام، أن الحاصل عليها شخص هادئ بطبعه؛ طبعه الإنساني والثقافي، بعيد عن الإعلام، لا يعشق الأضواء ولا يجيد مواجهة للعدسات، بل زاهد في الحضور، حتى في لحظات تكريمه، أتذكر أنه فاز ثم اعتذر عن حضور جائزة الصحافية الثقافية العربية في دبي قبل سنوات، كما غاب عن تكريمه في حفل جوائز « بيروت 39 «، إلى درجة تعجز محركات البحث أو عدسات المصورين عن إيجاد صور ولو معدودة له، في» استنكاف أسطوري عن الاهتمام بالجوائز والصخب الإعلامي وألعاب العلاقات العامة، التي تشكل عادة الجزء الأساس من لعبة الجوائز والتكريمات « كما قال عنه الكاتب الكبير إبراهيم العريس في صحيفة الحياة. أصدر ربيع جابر ستة عشر عملا روائيا، ابتداء من عام 1992م حين أصدر روايته الأولى « سيد العتمة « التي قدمها ربيع جابر إلى الراحل الكبير الأستاذ سهيل إدريس في دار الآداب، وأثارت دهشته كما تحكي ابنت